الفشل اليسوعى و إبليس !!!!
الكلام موجه إلى أى مسيحى صليبى من عبدة اليسوع:
بدءاً...نحن بصدد التحدث عن إله....تعبدونه، أو تقولون أنكم تعبدونه، و ليس بصدد بشر عادى، قدرته محدودة....و هناك أشياء كثيرة تخرج عن مدى قوته، أو سيطرته، أو علمه....أما الإله....الذى يستحق أن يُعبد....فلا شيئ يخرج عن علمه، أو سيطرته أو قوته!!....فالذى خلق السموات و الأرض.....و جعل فى الكون كل تلك المُعجزات التى ما زالت تُبهرنا حتى اليوم...و لم نكتشف منها فى عصر العلم الذى نعيش فيه الآن، إلا أقل القليل....لا يجب أن يتصف بمحدودية العلم أو محدودية القُدرة
و الإله عندما يواجه الشيطان...لا بد أن يوضح له مدى قوته و جبروته....نلاحظ هنا أن الإله يتعامل مع واحد من مخلوقاته!!!....عاصى ، نعم!...و لكنه لم يخرج عن كونه مخلوق يخضع لكامل سيطرة الإله الخالق، الذى أمهله و أمهل عذابه إلى نهاية الدهر حتى تكون الدنيا مسرح إختبار لبنى البشر، أولئك الذين كرههم الشيطان و قرر غوايتهم و إبعادهم عن طريق الله
فماذا حدث فى لقاء يسوعك مع الشيطان....هل أثبت يسوعك قدرته أمام الشيطان......هل كان هو المُسيطر أو المُهيمن على الموقف و أخضع الشيطان بحكم أنه واحد عاص من عباده : لنرى:
متى 4 : 1 - 11
Mat 4:1 ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.
Mat 4:2 فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً.
Mat 4:3 فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً».
Mat 4:4 فَأَجَابَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ».
Mat 4:5 ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ
Mat 4:6 وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».
Mat 4:7 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ».
Mat 4:8 ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا
Mat 4:9 وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».
Mat 4:10 حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
Mat 4:11 ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.
لوقا 4 : 2 - 13
Luk 4:2 أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً.
Luk 4:3 وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً».
Luk 4:4 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ».
Luk 4:5 ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ.
Luk 4:6 وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ.
Luk 4:7 فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ».
Luk 4:8 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
Luk 4:9 ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ
Luk 4:10 لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ
Luk 4:11 وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».
Luk 4:12 فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ».
Luk 4:13 وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.
الروح هى التى أصعدت يسوع....و هل الروح، أو الإله الثالث فى الترتيب له السيطرة على اليسوع....أى هل يملك اليسوع، الثانى فى الترتيب...السيطرة على الإله الأب و يملك أن يُصعده أو يأمره بشيئ.....أعتقد أن الترتيب فى كلمة الأب و الإبن و الروح القدس ليس إعتباطياً....بل هو ترتيب سلطوى و ترتيب من حيث الأهمية و القوة......فهل الروح هى التى تُصعد اليسوع...أم أن اليسوع هو المُتحكم فيها....و البناء إلى المجهول هنا معناه عدم سيطرة اليسوع على الموقف و أنه لم يكن يملك حولاً و لا قوة فى هذا الإصعاد!!
ثم يأتى الإختبار الأول من الشيطان ليسوع الإله!...فيطلب منه أن يُحول الحجارة إلى خبز....فيرد عليه الإله بحكمة....و هى ، و إن كانت حكمة جيدة....و لكن هذا يُثبت عجزاً إلهياً أمام طلب صغير من الشيطان.....و ماذا كان فيها أن يقوم اليسوع بعمل هذه المُعجزة...من باب إثبات ألوهيته و قدرته و سيطرته على مُجريات الأمور، أمام الشيطان....ثم يُتحفه بهذه الحكمة.....ألم يكن الشيطان سيخسأ وقتها و ربما خر ساجداً للرب الإله
ثم نجد إن الشيطان يحاول المُناورة مع اليسوع و يوهمه بأن ممالك الأرض قد وُهبت له....و أنه على إستعداد أن يُعطيها له، إذا ما سجد للشيطان.....أى أن الشيطان، المخلوق، يطلب من الإله....المفروض أنه الخالق، أن يسجد له......و هذا شيئ لا يُمكن أن يُصدق أو يُعقل بحال من الأحوال.....فلا بد أن شيطان مجنون و نسى حاله.....و بالتأكيد أن الشيطان أذكى من أن يطلب من الله أن يسجد له....فهو لم ينس أبداً أنه مخلوق...و ليس خالقاً...و إن كان يحاول أن يوهمنا، نحن البشر ، بأنه كذلك...و لكنه فى حقيقة أمره، و فى علاقته بالله، فهو يعى هذه النقطة تماماً....لنر فى القرآن كيف تتضح هذه النقطة...فى علاقة إبليس مع الله:
قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{77} وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ{78} قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{79} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ{80} إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{81} قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83}
فنجد هنا أن إبليس يتكلم مع الله بكلمة (رب)....و يُقسم بعزة الله!!....و هو مُنتهى الوعى بحقيقة وضعه بالنسبة لله
{وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال48
الشيطان يخاف الله، و يتبرأ ممن أتبعوه
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }إبراهيم22
النهاية الحتمية للشيطان و من إتبعوا خطاه من الكُفار و المُشركين.....فها هو يكفر بمن أشركه فى عبادة الله الواحد.....و ها هو يُعلنها بصراحة: من لا يعبد الله فهو يعبدنى أنا!....و من يعبد غير الله فهو يعبدنى أنا!....و فى النهاية سوف يتبرأ من تلك العبادة أمام الله ، و أمام الناس!
و نجد فى سياق ما قاله متى و لوقا...أن الشيطان يتعامل مع اليسوع بإحتقار و إستخفاف شديد...و هل هُناك إستخفاف من أن يكذب على اليسوع، و يدعى أنه قد ملك ممالك الأرض...و أن ثمنها أن يسجد اليسوع له؟!!!....هل يضحك الشيطان على الخالق؟!!!....مُنتهى الإستخفاف و الإستهتار!!!.....ثم يرد عليه اليسوع بكلمة توضح بجلاء أنه ليس الخالق أو أحد أقأنيمه.....
«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ»
فهذه الكلمة ماذا تعنى...لو كانت مُوجهة للشيطان....فهو أمر إلهى من اليسوع للشيطان أن يسجد له و أن يعبده...و هو ما لم يفعله الشيطان، فى إستخفاف واضح بهذا الأمر الإلهى......و بدون أن يُفسر سبب هذا الإستخفاف بهذا الأمر....على عكس ما فعل عندما رفض السجود لآدم...إذ كانت إجابته أو رده على عدم إطاعة الأمر مشفوعة بسبب يراه هو منطقياً:
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }الأعراف12
{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }ص76
أو أن اليسوع يرفض السجود للشيطان...و أنه يسجد للرب إلهه و إياه وحده يعبد ....و هذا ينفى تماماً صفة الألوهية عن اليسوع...تلك التى تدّعونها عليه.....فهل هناك إله يسجد لإله...أو أقنوم....يسجد لأقنوم....يتحد معه فى الجوهر!!!....شيئ غير معقول و غير منطقى...
و فى الجزء الثالث...يرفض اليسوع...الإله...أن يقفز من فوق الجبل....و يرد بحكمة أخرى لا تقل عن الحكمة التى ساقها عندما فشل فى تحويل الحجارة إلى خبز!!
«مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ»
و الكلام هُنا مُمكن أخذه على معنيين...إما أن الكلام مُوجه إلى الشيطان.....فاليسوع يقول له ، لا تختبرنى....فأنا الرب إلهك!!!....و هذا طبعاً كلام غير منطقى...لإلم يُقدم اليسوع للشيطان دليلاً واحداً يثُبت بجلاء أنه الرب إلهه!!!....فهو قد فشل فى الإختبارين السابقين.....فلا سجد الشيطان له....و لا هو حول الحجارة إلى خبز...فما الدليل الذى يُقنع الشيطان...العنيد....بربوبية هذا المُدعى للألوهية....لا شيئ!
أو أن اليسوع يتحدث عن نفسه و يقول ، لا لن أجرب الرب إلهى.....و فى هذا نفى واضح و صريح للألوهية....التى تنسبونها إليه.....فكيف لأقانيم مُتحدة الجوهر أن تدعى أنها تختبر بعضها...و تُرفض إختبار بعضها.....مع أن اليسوع و الله هم شخص واحد...فاليسوع يرفض أن يختبر الله....أى اليسوع يرفض أن يختبر اليسوع...و لو حتى من باب التحدى لهذا الشيطان!!.....
على من تضحكون ، على أنفسكم أم علينا؟!!!
إذا كان على أنفسكم...فأنا أرثى لكم
و إذا كان علينا...فالحمد لله أننا لا ينضحك علينا و لسنا مُصابين بغباء الكرازة
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 25-05-2007 الساعة 02:45 PM
«« توقيع عبد الله القبطى »»
المفضلات