تدوين الحديث الشريف وعلومه1


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

تدوين الحديث الشريف وعلومه1

صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 3456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 60

الموضوع: تدوين الحديث الشريف وعلومه1

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    وينقسم باعتبار السند والمتن معًا إلى ثلاثة أقسام :


    القسم الأول: الغريب متناً وإسناداً:
    تعريفه هوالحديث الذي لا يروى إلا من وجه واحد.
    مثاله مارواه البخاري‏[ حَدَّثَنَا‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ‏عَنْ ‏عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ ‏ ‏أَبِي زُرْعَةَ ‏‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ‏قَالَ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ] رواه البخاري في آخر صحيحه 7008 كتاب التوحيد.
    تفرد به أبو زُرْعَةَ ‏‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ثم تفرد به عنه ‏عُمَارَةَ ثم تفرد به عنه ‏مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ.


    القسم الثاني: الغريب إسناداً لا متناً:

    تعريفه وهوالحديث الذي اشتهر بوروده من عدة طرق عن راو أو عن صحابي أو عدة رواة ثم تفرد به راو فرواه من وجه آخر غير ما اشتهر به الحديث مثاله مارواه مسلم والترمذي [عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال[ َالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ ‏‏وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ] رواه مسلم 5498 والترمذي 4411.
    قال الترمذي هذا حديث غريب من هذا الوجه من قبل إسناده ‏.

    وروى الترمذي [ ‏حَدَّثَنَا ‏‏مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ‏حَدَّثَنَا ‏يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ‏‏حَدَّثَنَا ‏عُبَيْدُ اللَّهِ ‏عَنْ ‏‏نَافِعٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عُمَرَ ‏‏عَنْ النَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏‏الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ‏‏ قَالَ ‏أَبُو عِيسَى ‏هَذَا ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ‏ ‏قَالَ ‏وَفِي ‏الْبَاب ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏وَأَبِي سَعِيدٍ ‏وَأَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ ‏وَأَبِي مُوسَى ‏‏وَجَهْجَاهٍ الْغِفَارِيِّ ‏ ‏وَمَيْمُونَةَ ‏‏وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو] الترمذي الأطعمة عن رسول الله 1740

    وقد رُوى من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يُستغرب من حديث أبى موسى وهذا المتن معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة فقد أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة [حَدَّثَنَا‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ‏حَدَّثَنَا‏ ‏شُعْبَةُ‏ ‏عَنْ ‏عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ‏عَنْ ‏أَبِي حَازِمٍ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ ‏رَجُلًا ‏كَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا فَأَسْلَمَ فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا قَلِيلًا فَذُكِر َذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏فَقَالَ ‏إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ] أخرجه البخاري 5446و5451ومسلم 5493 و 5499 كتاب الأطعمة ‏..

    القسم الثالث : الغريب متناً لا إسناداً
    تعريفه إذا كان الإسناد في أول أمره فردا ثم اشتهر آخرا صار غريبا مشهورا غريبا متنا لا إسنادا بالنسبة إلى أحد طرفيه وهو في حقيقته يرجع إلى الغريب إسنادا ومتنا.
    مثاله مارواه البخاري [ ‏حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا‏ ‏سُفْيَانُ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ‏ أَنَّهُ سَمِعَ ‏ ‏عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ ‏يَقُولُ سَمِعْتُ ‏عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏عَلَى الْمِنْبَرِ ‏‏قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏يَقُولُ ‏إِنَّمَا الْأَعْمَالُ ‏‏بِالنِّيَّاتِ ‏وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا ‏‏يُصِيبُهَا ‏أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ] رواه البخاري بدء الوحي1 ومسلم 5036.
    الحديث تفرد به عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم علقمة عنه ثم محمد بن إبراهيم عنه ثم يحيى بن سعيد عنه ثم اشتهر بعد ذلك .
    والفرد أو الغريب قد يكون صحيحًا أوحسنًا أو ضعيفًا على حسب توفر شروط القبول فيه.

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    النوع الحادي والعشرون : المُعَلُّ


    تعريفه: هوالذي اطُّلع فيه على عِلَّة تقدح في صحته مع أن ظاهره السلامة منها ومعرفة علل الحديث من أجلِّ علومه وأشرفها وإنما يتمكَّن مِن ذلك أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب.
    والعِلَّة عبارة عن أسباب خفية غامضة قادحة في صحة الحديث ويتَطَرَّقُ ذلك إلى الإسناد الذي رجاله ثقات .
    وتُدْرَكُ العلة بتفرد الراوي ومخالفة غيره له مع قرائن تُنَبِّه العارف على إرسال في الموصول أو وقف في المرفوع أودخول حديث في حديث أو وهم واهم بغير ذلك بحيث يغلب على ظنه فيحكم به أو يتردد فيتوقف فيه وكل ذلك مانع من الحكم بصحة ما وُجِدَ ذلك فيه.
    وقد تقع العلة في إسناد الحديث وهو الأكثر وقد تقع في المتن وقد تقع فيهما فما وقع في الإسناد قد يقدح في الإسناد والمتن جميعا كالتعليل بالإرسال والوقف وقد يقدح في الإسناد خاصة.
    مثال العلة في السند: مارواه يَعْلَى بن عُبَيْد عن الثوري عن عمروبن دينار عن ابن عمر روى النسائي [‏أَخْبَرَنَا‏ ‏عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدٍ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏مَخْلَدٌ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا‏ ‏سُفْيَانُ ‏‏عَنْ ‏‏عَمْرِو بْنِ دِينَار ٍ‏عَنْ ابْنِ عُمَرَ ‏قَالَ ‏‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏كُلُّ بَيِّعَيْنِ لَابَيْعَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَتَفَرَّقَا إِلَّابَيْعَ‏‏ الْخِيَارِ] النسائي 4401كتاب البيوع.
    فهذا إسنـاد متصل بنقل العدل عن العدل وهو معلل غيرصحيح والمتن صحيح والعلة في قوله عمرو بن دينار وإنما هو أخوه عبد الله بن دينارهكذا رواه الأئمة من أصحاب الثوري عنه كما في البخاري‏[ أَخْبَرَنَا ‏‏عَمْرُوبْنُ يَزِيدَ ‏عَنْ ‏ ‏بَهْزِبْنِ أَسَدٍ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا‏ ‏شُعْبَةُ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ‏عَنْ ‏‏ابْنِ عُمَرَ‏قَالَ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏كُلُّ بَيِّعَيْنِ فَلَابَيْعَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَتَفَرَّقَا إِلَّابَيْعَ ‏‏الْخِيَارِ] البخاري 2153.

    مثال العلة في المتن: مارواه مسلم [ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ‏‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وَأَبِي بَكْرٍ‏‏وَعُمَرَ‏‏وَعُثْمَانَ‏ فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ‏‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ] رواه مسلم 916وبهذا اللفظ رواه البخاري 750 ومسلم 918 وأبو داود 782 والترمذي 247والنسائي910 و 911 وابن ماجة 862.
    فعلل قوم هذه الرواية حيث رأوا الأكثرية قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم وأبابكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بـ[ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ] من غير تَعَرُّض للبسملة فرأوا أن مَن رواه باللفظ المصرح بنفي قراءة[ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ] رواه بالمعنى الذي وقـع له ففهم من قوله [ كانوا يفتتحون بالحمد لله ] أنهم كانوا لا يُبَسْمِلُون فرواه على ما فهم وأخطأ لأن معناه أن السورةَ التي كانوا يفتتحون بها الفاتحةُ .
    وانضم إلى هذا أمور منها أنه ثبت عن أنس أنه سئل عن الافتتاح بالتسمية فذكر أنه لا يحفظ فيه شيئاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي مسند احمد [‏حَدَّثَنَا‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ‏حَدَّثَنَا‏ ‏شُعْبَةُ ‏وَحَجَّاجٌ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏شُعْبَةُ‏‏ قَالَ سَمِعْتُ ‏‏قَتَادَةَ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏أَنَسِبْنِ مَالِكٍ قَالَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وَأَبِي بَكْرٍ‏‏وَعُمَرَ‏‏وَعُثْمَانَ ‏فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏‏قَالَ ‏‏حَجَّاجٌ قَالَ ‏شُعْبَةُ قَالَ‏ ‏قَتَادَةُ‏ ‏سَأَلْتُ‏ ‏أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ‏بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىا للَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏يَسْتَفْتِحُ الْقِرَاءَةَ فَقَالَ‏ ‏إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُأَحَدٌ ] مسند احمد مسند المكثرين12345.
    وقدأوصل السيوطي عِلَلَ هذا الحديث إلى تسع عِلَلٍ.

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    مثال العلة في السندو المتن مارواه النسائي وابن ماجة [‏حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍالْحِمْصِيُّ ‏حَدَّثَنَا ‏بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ‏‏حَدَّثَنَا‏ ‏يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ ‏عَنْ ‏‏الزُّهْرِيِّ ‏عَنْ ‏‏سَالِمٍ‏عَنْ ‏‏ابْنِ عُمَرَ‏ ‏قَالَ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةًمِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ أَوْ غَيْرِهَا فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ] رواه النسائي 562 وابن ماجة 1177.
    قال أبو حاتم الرازي هذا خطأ في المتن والإسناد إنما هو الزُّهْرِيِّ ‏عَنْ ‏أَبِي سَلَمَةَ عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ [ قَالَ ‏قَا لَرَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلَاتةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَها] وأما قوله [مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ ] فليس هذا في الحديث فوهم في كليهما.

    والحديث مَرْوِىٌّ من أوجه كثيرة في الصحيحين وغيرهما على خلاف حديث (‏بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ‏‏حَدَّثَنَا‏ ‏يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ ) وهودليل العلة فى هذا الحديث .

    فلقد روى مسلم في صحيحه [‏ ‏وحَدَّثَنِي ‏حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ‏أَخْبَرَنَا‏‏ ابْنُ وَهْبٍ‏ ‏أَخْبَرَنِي ‏يُونُسُ ‏عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ‏‏عَنْ ‏‏أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ الصَّلَاةِ مَعَ الْإِمَامِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ ‏‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏وَعَمْرٌوالنَّاقِدُ ‏وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ‏قَالُوا حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ‏قَالَ ‏‏ح ‏وحَدَّثَنَا ‏أَبُوكُرَيْبٍ ‏‏أَخْبَرَنَا ‏‏ابْنُ الْمُبَارَكِ ‏عَنْ ‏‏مَعْمَرٍ‏وَالْأَوْزَاعِيِّ ‏وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ‏‏وَيُونُسَ ‏قَالَ ‏ح ‏‏وحَدَّثَنَا ‏‏ابْنُ نُمَيْرٍ ‏حَدَّثَنَا ‏‏أَبِي ‏قَالَ ‏‏ح ‏‏و حَدَّثَنَا ‏‏ابْنُ الْمُثَنَّى ‏حَدَّثَنَا ‏عَبْدُ الْوَهَّابِ ‏‏جَمِيعًا‏‏ عَنْ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ ‏كُلُّ هَؤُلَاءِ ‏‏عَنْ ‏الزُّهْرِيِّ ‏‏عَنْ ‏أَبِي سَلَمَةَ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏ بِمِثْلِ حَدِيثِ ‏يَحْيَى‏ ‏عَنْ ‏مَالِكٍ ‏وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَعَ الْإِمَامِ ‏ ‏وَفِي حَدِيثِ‏عُبَيْدِ اللَّهِ ‏‏قَالَ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ كُلَّهَا] رواه مسلم 955 المساجد ومواضع الصلاة.

    وروى الترمذي[‏ ‏حَدَّثَنَا ‏نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ‏وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏وَغَيْرُ وَاحِدٍ ‏ ‏قَالُوا حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ‏ ‏عَنْ ‏الزُّهْرِيِّ ‏عَنْ ‏أَبِي سَلَمَةَ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصَّلَاةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ ‏‏قَالَ ‏‏أَبُو عِيسَى ‏هَذَا ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ‏ ‏وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ ‏ ‏أَصْحَابِ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وَغَيْرِهِمْ قَالُوا مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ الْجُمُعَةِ صَلَّى إِلَيْهَا أُخْرَى وَمَنْ أَدْرَكَهُمْ جُلُوسًا صَلَّى أَرْبَعًا وَبِهِ يَقُولُ ‏سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ‏وَابْنُ الْمُبَارَكِ ‏ ‏وَالشَّافِعِيُّ ‏وَأَحْمَدُ ‏‏وَإِسْحَقُ ] رواه الترمذي482 الجمعة عن رسول الله ..

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    النوع الثاني والعشرون: المضطرب

    تعريفه: هوالحديث الذي يُرْوَى من قِبَلِ راو واحد أو أكثر على أوجه مختلفة متساوية لامُرَجِّحَ بينها ولا يُمْكن الجمع.
    والاضطراب قد يقع فى السند وهو الأكثر وقد يقع فى المتن وهو نادر.
    مثاله مارواه الترمذي وأحمد و ابن ماجة عَنْ ‏‏زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ‏ [‏حَدَّثَنَا ‏‏عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ‏‏أَخْبَرَنَا‏ ‏شُعْبَةُ ‏عَنْ ‏‏قَتَادَةَ ‏عَنْ ‏النَّضِرِ بْنِ أَنَسٍ ‏‏عَنْ ‏‏زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ‏عَنْ رَسُولِ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏قَالَ ‏‏إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ‏ مُحْتَضَرَةٌ‏ ‏فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ أَعُوذُبِ اللَّهِ مِنْ ‏الْخُبُثِ ‏وَالْخَبَائِثِ ‏] رواه الترمذي 17 وأحمد مسند 18526و292 وفي سنن ابن ماجة 5 292 .

    وفي مسند احمد [‏حَدَّثَنَا ‏‏ابْنُ مَهْدِيٍّ ‏حَدَّثَنَا ‏شُعْبَةُ ‏‏عَنْ ‏‏قَتَادَةَ ‏عَنِ ‏‏النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ ‏عَنْ ‏‏زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏قَالَ إِنَّ هَذِهِ ‏‏الْحُشُوشَ ‏‏مُحْتَضَرَةٌ‏ ‏فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ ‏‏أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ‏الْخُبُثِ ‏‏وَالْخَبَائِثِ] مسند احمد أول مسند الكوفيين 18526.

    وفي سنن ابن ماجة [‏حَدَّثَنَا‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ‏حَدَّثَنَا ‏مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ‏‏وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ‏‏قَالَاحَدَّثَنَا ‏‏شُعْبَةُ ‏‏عَنْ ‏ ‏قَتَادَةَ ‏عَنْ ‏النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ ‏عَنْ ‏‏زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏إِنَّ هَذِهِ ‏‏الْحُشُوشَ ‏‏مُحْتَضَرَةٌ‏ ‏فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ‏‏الْخُبُثِ ‏‏وَالْخَبَائِثِ ‏‏حَدَّثَنَا‏‏جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَتَكِيُّ ‏حَدَّثَنَا ‏عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى‏ ‏حَدَّثَنَا ‏سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ‏‏عَنْ ‏قَتَادَةَ ‏‏ح ‏و حَدَّثَنَا ‏هَارُونُ بْنُ إِسْحَقَ ‏حَدَّثَنَا ‏‏عَبْدَةُ ‏‏قَالَ حَدَّثَنَا‏ ‏سَعِيدٌ ‏عَنْ ‏‏قَتَادَةَ ‏عَنْ ‏الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ ‏عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏قَالَ ‏فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ] سنن ابن ماجة كتاب الطهارة 292 .
    قال الترمذي حديث زيد بن أرقم فى إسناده اضطراب وسبب اضطرابه أنه اختُلف فيه على قتادة اختلافا كثيرا فرواه(‏سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ ‏‏قَتَادَةَ عَنْ ‏ ‏الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ ‏عَنْ ‏‏زَيْدِ بْنِ أَرْقَم), وقال هشام الدَّسْتَوائي (عَنْ ‏قَتَادَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم).
    ورواه شعبة (عَنْ ‏قَتَادَةَ عَنْ ‏النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ ‏عَنْ ‏‏زَيْدِ بْنِ أَرْقَم ) ورواه معمر (عَنْ ‏قَتَادَةَ عَنْ ‏النَّضْر ِعَنْ أبيه عَنْ النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) وهذا الاختلاف موجب لاضطراب الحديث.

    وحكم الاضطراب أنه يوجب ضعف الحديث لأنه يُشعر بعدم ضبط الراوي للحديث وللحافظ ابن حجركتاب قَيِّم في هذا الفن سماه المُقْتَرب في بيان المُضْطَرب.

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    النوع الثالث والعشرون: المُدْرَج


    وهو على أقسام.

    القسم الأول:

    ما ذكرفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلام بعض رواته بأن يَذْكر الصحابي أو غيره كلامًا لنفسه فيرويه مَنْ بَعْدَه موصولا بالحديث غير فاصل بذكر قائله فيلتبس الأمر على مَنْ لا يعرف حقيقة الحال فيتوهم أن الجميع من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد يقع ذلك في آخر الحديث وهو الأكثر أو في وسطه أو في أوله وهوقليل نادر.

    مثال الإدراج في أول الحديث: مارواه الخطيب البغدادي[‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ‏‏ قَالَ ‏‏قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ وَيْلٌ ‏‏لِلْأَعْقَابِ‏ ‏مِنْ النَّارِ] فقوله [ ‏‏أَسْبِغُواالْوُضُوءَ ] مدرج من قول أبى هريرة كما في رواية البخاري واحمد [ حَدَّثَنَا ‏هُشَيْمٌ ‏عَنْ ‏شُعْبَةَ ‏عَنْ ‏مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏قَالَ‏‏ مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ فَقَالَ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ‏‏ أَبَاالْقَاسِمِ‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏ وَيْلٌ ‏‏لِلْأَعْقَابِ ‏مِنْ النَّارِ] .

    مثال الإدراج في وسط الحديث: ويكون السبب فيه استنباط الراوي حكما من الحديث أو تفسير بعض الألفاظ الغريبة أو غير ذلك:
    فمن الأول: مارواه الدارقطني [ عن هشام بن عروة عن أبيه عن بُسْرَة قالت سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ أوأُنْثَيَيْهِ أو رُفْغَيْهِ فليتوضأ ] رواه الدارقطني 546 من رواية عبد الحميد بن جعفر.
    ولفظة أُنْثَيَيْهِ أو رُفْغَيْهِ مدرجة في الحديث من كلام عروة غير مرفوع لأنه كان يرى أن حكمهما حكم الذَّكَر فظن بعضهم أنه من الحديث.

    ومن الثاني: مارواه البخاري ومسلم‏ [ ‏‏حَدَّثَنَا ‏يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏اللَّيْثُ‏ ‏عَنْ ‏عُقَيْلٍ ‏عَنْ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏عَنْ ‏عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْر ِعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ‏أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ‏ ‏فَلَقِ ‏‏الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو ‏بِغَارِ حِرَاءٍ ‏فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ ‏ـ وَهُوَ التَّعَبُّدُ‏ ـ ‏اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ ‏قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ ‏إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى ‏‏خَدِيجَةَ ‏فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي ‏غَارِ حِرَاءٍ ‏] رواه البخاري 3 و مسلم 422 من حديث عائشة في بدء نزول الوحي.
    فقوله ( وهو التعبُّد ) مدرج من قول الزهري.
    مثال الإدراج في آخر الحديث: مارواه الترمذي وابن ماجة [عن خَبَّاب بن الأَرَتِّ قال لولا أنى سمعت رَسُولَ اللَّهِ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏يقول لا تَمَنَّوُا الموت لتمنيتُ وقال يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا التراب أو قال في البناء] رواه الترمذي 2671 وابن ماجة 4302.
    والسياق هكذا يشير إلى أن الكلام الأخير من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ظن ذلك المباركفوري شارح الترمذي وليس كذلك وإنما هو من كلام خَبَّاب بن الأَرَتِّ كما جاء مُفَسَّرًا في البخاري 5734 .


    القسم الثاني:


    أن يكون جملة الحديث عند الراوي بإسناد إلا طرفًا منه فإنه عنده بإسناد آخر فَيُدْرِجُهُ مَنْ رواه عنه على الإسناد الأول فيروى الحديثين بالإسناد الأول.
    مثاله حديث رواه سعيد بن أبى مريم عن مالك عن الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاتباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تنافسوا..
    فقوله ولا تنافسوا مدرج أدرجه ابن أبى مريم من حديث آخر لمالك عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تنافسوا..
    وكلا الحديثين رواهما البخاري ومسلم من طريق مالك وليس في الأول ولا تنافسوا وهى في الثاني البخاري 6143 و 6135ومسلم6701و 6703.


    القسم الثالث:


    أن يروى حديثا عن جماعة بينهم اختلاف في إسناده أو متنه فلا يذكر الاختلاف بل يُدْرِج روايتهم على الاتفاق.
    مثاله مارواه الترمذي من طريق عبد الرحمن بن مهدي [عن سفيان الثوري عن واصل ومنصور والأعمش عن أبى وائل عن عمرو بن شُرَحْبِيل عن عبد الله قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندًّا وهوخلقك قال قلت ثم ماذا قال أن تقتل ولدك خشية أن يَطعم معك قال قلت ثم ماذا قال أنتزني بحليلة جارك] رواه الترمذي 3482 و 3483. فرواية واصل مدرجة على رواية منصور والأعمش لأن واصلا لا يذكرفيه عمرو بن شُرَحْبِيل بل يجعله عن أبى وائل عن عبد الله .
    وقد بَيَّنَ الإسنادين معا يحيى بن سعيد القطان في روايته عن سفيان وفصل أحدهما عن الآخر.
    وقدأجمع أهل الحديث والفقه على أنه لايجوز تَعَمُّد شيء من الإدراج حتى قال ابن السمعاني مَنْ تعمد الإدراج فهو ساقط العدالة ومِمَّن يُحَرِّف الكَلِمَ عن مواضعهِ وهو مُلْحَقٌ بالكذَّابين.
    وقدصنف الخطيب البغدادي في المدرج كتابه الفصل للوصل المدرج في النقل ولخصه الحافظ ابن حجر وزاد عليه قدره مرتين وأكثر في كتاب سماه تقريب المَنْهَج بترتيب المُدْرَج .

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    النوع الرابع والعشرون: الموضوع


    تعريفه: هوالمختلق المصنوع وهو شر الأحاديث الضعيفة أي الذي يُنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبا وليس له صلة حقيقية بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس هو بحديث لكنهم سموه حديثا بالنظر إلى زعم راويه ولا تحل رواية الحديث الموضوع لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه والتحذير منه.

    وذلك لما رواه مسلم[ عن سَمُرَة بن جُنْدُب والمغيرة بن شعبة قالا قال رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَدَّث عنى بحديث يُرَى أنه كذب فهوأحد الكاذِبِين ] رواه مسلم في أول صحيحه1.

    بخلاف غيره من الأحاديث الضعيفة التي يُحْتَمَلُ صدقها فى الباطن فإنه يجوز روايتها.
    ويُعْرَفُ الوضعُ بإقرار واضعه أو ما يَتَنَزَّلُ منزلة إقراره وقد يفهمون الوضع من قرينة حال الراوي أو المروى فقد وُضِعَتْ أحاديثُ يشهد بوضعهاركاكة ألفاظها ومعانيها.

    والوضاعون أصناف أعظمهم ضررًا قوم منسوبون إلى الزهد وضعوا الحديث احتسابافي زعمهم الباطل للحث على الخير والترغيب والترهيب فَتَقَبَّلَ الناسُ موضوعاتهم ثقة بهم.
    سئل نوح بن أبى مريم أحد الوضاعين عن الحديث الذي وضعه في فضائل القرآن سورة سورة فقال رأيتُ الناس أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبى حنيفة ومغازي ابن إسحاق فوضعتُ هذا الحديث حسبة .
    وقد وضع قوم أحاديث انتصارا لمذهبهم كالروافض ووضع بعضهم للتوصل لأغراض دنيوية كالتقرب للخلفاء والأمراء طمعا فى عطائهم ووضع القُصَّاص للتَّكَسُّب والتَّرَزُّق.
    والواضع ربما صنع كلاما لنفسه فرواه مسند اوربما أخذ كلام بعض الحكماء أو الأمثال فرواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ومثاله، الحديث الطويل الذي يُرْوَى عن أُبَىِّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم فى فضل القرآن سورة سورة.
    ولقد أخطأ الواحدىُّ والثعلبىُّ وغيرهمامن المفسرين فى إيداعه تفاسيرهم.
    وأحسن كتاب فى الموضوعات هو تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة لابن عَرَّاق الكَنَاني .

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    النوع الخامس والعشرون:المقلوب


    تعريفه: ماأَبْدَل فيه راويه شيئا بآخر فى السند أو المتن سهوا كان أو عمدا وهو ينقسم إلى قسمين رئيسيين :


    القسم الأول ما وقع القلْب فيه غلطاً وسهواً:


    وحكم هذا القسم أنه ضعيف لأنه ناشئ عن اختلال ضبط الراوي للحديث وهو نوعان:

    النوع الأول القلب في الإسناد: وهوأن يكون متن الحديث بإسناد فينقلب عليه ويرويه بإسناد آخر.
    مثاله مارُوِى عن إسحاق بن عيسى الطبَّاع قال حدثنا جرير بن حازم عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[ إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني ].
    قال إسحاق بن عيسى فأتيتُ حماد بن زيد فسألتُه عن الحديث فقال وهم جرير بن حازم إنما كنا جميعا في مجلس ثابت البناني وحجاج بن أبى عثمان الصَّوَّاف معنا فَحَدَّثَنَا حجاج الصَّوَّاف عن يحيى بن أبى كثيرعن عبد الله بن أبى قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ قال إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني].
    فظن جرير بن حازم أنه فيما حدثنا ثابت عن أنس.
    وبهذا تبين انقلاب السند على جرير ورواه على الصواب البخاري ومسلم البخاري 640 ومسلم 1395.

    النوع الثاني القلب في المتن: وهوأن يقع القلب في المتن بأن توضع لفظة مكان لفظة.
    مثاله ما في حديث السبعة الذين يظلهم الله:
    [وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُه..
    وصوابه كما في البخاري..
    [ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ] :

    [‏حَدَّثَنِي‏ ‏زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ‏وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ‏جَمِيعًا‏ ‏عَنْ ‏يَحْيَى الْقَطَّانِ ‏قَالَ ‏زُهَيْرٌ‏ ‏حَدَّثَنَا‏ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ‏عَنْ ‏‏عُبَيْدِ اللَّهِ ‏أَخْبَرَنِي ‏‏خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏عَنْ ‏‏حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ‏ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌقَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ‏‏وحَدَّثَنَا ‏يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ‏قَالَ قَرَأْتُ عَلَى ‏مَالِكٍ ‏عَنْ ‏خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏عَنْ ‏حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ‏عَنْ ‏‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَوْ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏بِمِثْلِ حَدِيثِ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ ‏وَقَالَ وَرَجُلٌ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَإِلَيْهِ] رواهمسلم 1712 كتاب الزكاة.
    وصوابه كما في البخاري حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ [ ‏حَدَّثَنَا ‏‏مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏يَحْيَى عَنْ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏‏خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏عَنْ ‏حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ ‏‏طَلَبَتْهُ ‏امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا‏ ‏فَفَاضَتْ ‏عَيْنَاهُ .] البخاري 260 كتاب الآذان.


    القسم الثاني : ما وقع القلب فيه عمداً


    ويتنوع حكمه على حسب رغبة الراوي من ذلك:
    1ـ فإنْ قصد الإغراب حتى يظن الناس أنه يروى ما ليس عند غيره فَيُقْبِلوا على الرواية عنه فهذا حرام يقدح في عدالة صاحبه ويُدْخِلُه في زمرة الهالكين المتَّهَمِين بالكذب ويكون الحديث الذي قلبه من نوع المختلق الموضوع فإن كان الراوي المُبْدَل به قد تفرد بالحديث فإن هذا القلب يسمى سرقة الحديث ويقال في فاعله إنه يسرق الحديث.

    مثاله:[ مارواه عمرو بن خالد الحراني عن حماد بن عمرو النَّصِيبي عن الأعمش عن أبى صـالح عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏قَالَ ‏فَإِذَا لَقِيتُمْ الْمُشْرِكِينَ فِي الطَّرِيقِ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا].
    فهذا حديث مقلوب قلبه حماد بن عمرو فجعله عن الأعمش فإنما هو معروف بسُهَيْل بْنِ أَبِي صَالِحٍ‏‏ عَنْ ‏أَبِيهِ هكذا أخرجه مسلم من رواية سفيان وشعبة وجريربن عبد الحميد وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِي كلهم عن سهيل.
    [ حَدَّثَنَا‏ يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ‏‏عَنْ ‏ ‏سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ‏‏عَنْ ‏أَبِيهِ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏قَالَ ‏فَإِذَا لَقِيتُمْ الْمُشْرِكِينَ فِي الطَّرِيقِ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا] أخرجه مسلم 5789 و 5790 وأحمد من رواية سفيان وشعبة باقي مسند المكثرين9349والترمذي 1527 السير عن رسول الله من رواية عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ و سنن أبي داود 4529 الأدب من رواية ‏ ‏شُعْبَةُ.

    2ـ وإنْ قصد اختبار حفظ المحدث أوقبوله التلقين فهذا جائز كما فعل أهل بغداد مع الإمام البخاري فإنه لما قدم بغداد اجتمع إليه قوم من أهل الحديث فقلبوا مائة حديث فجعلوا إسناد هذا لِمَتْنِ ذلك وإسناد ذلك لِمَتْنِ هذا وألقوها عليه امتحانا فلما فرغوا من إلقائها الْتَفَتَ إليهم فَرَدَّ كل متن إلى إسناده فأذعنوا له بالفضل .

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    النوع السادس والعشرون: معرفة صفة من تُقْبَل روايتُه ومن تُرَدُّ روايته وما يتعلق به


    من جرح وتعديل


    أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يُشْتَرط فيمن يحتج بروايته أن يكون عدلا ضابطا لما يرويه. ويشترط لعدالة الراوي أن يكون مسلما بالغا عاقلا سالما من أسباب الفِسْق وخَوارِمِ المُرُوءة.
    والمراد بالضابط أن يكون الراوي مُتَيَقِّظًا حافظًا إن حدّثَ من حفظه ضابطًا لكتابهِ إن حدّثَ منه وإن كان يُحَدِثُ بالمعنى اشترط مع هذا أن يكون عالمًا بكل ما يُحِيل المعنى.
    ونوضح ذلك بمسائل :

    المسألة الأولى: عدالة الراوي تارة تثبت بتنصيص عَدْلَيْن عليها وتارة تثبت بالاستفاضة فمن اشتهرت عدالته بين أهل العلم وشاع الثناءعليه بالثقة والأمانة كفى ذلك في عدالته وذلك كمالك والسفيانين والأوزاعي والليث وابن المبارك والشافعي وأحمد ومَنْ جرى مجراهم.

    المسألة الثانية: يُعْرَفُ ضبط الراوي بأن نقارن رواياته بروايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان فإن وافقهم غالبا وكانت مخالفته نادرة عرفنا كونه ضابطا ثَبْتًاوإن وجدناه كثير المخالفة لهم عرفنا اختلال ضبطه ولم نَحْتَج بحديثه .

    المسألة الثالثة: التعديل مقبول من غير ذكر سببه على المذهب الصحيح المشهور لأن أسبابه كثيرة يصعب ذكرهاوأما الجرح فلا يُقبل إلا مُفَسَّرًا مُبَيَّن السبب لاختلاف الناس فيما يوجب الجرح ولهذا احتج البخاري ومسلم فى صحيحيْهما برجال سبق الطعن فيهم وذلك دالٌّ على أنهم ذهبوا إلى أن الجرح لا يثبت إلا مفسر السبب.
    وأما كتب الجرح والتعديل التي لا يُذْكَرُ فيها سبب الجرح ففائدتها التوقف في قبول حديث من جَرَحُوه فإن بحثنا عن حاله وانزاحت عنه الرِّيبة وحصلت الثقة به قبلنا حديثه كجماعة في الصحيحين بهذه المثابة.

    المسألة الرابعة: الصحيح أن كل واحد من الجرح والتعديل يثبت بقول واحد وقيل لابد من اثنين.

    المسألة الخامسة: إذا اجتمع فى شخص جرح مُفَسَّرٌ وتعديل فالجرح مقدم لما فيه من زيادة العلم فإن كان عدد المعدلين أكثر فالصحيح الذي عليه الجمهور أن الجرح مقدم أيضا وإذا اجتمع فى الراوي جرح غير مُفَسَّر وتعديل فالتعديل مقدم وإذا خلا المجروح عن تعديل قُبِل الجرح فيه غير المفسر إذا صدر من عارف لأنه إذا لم يُعَدَّل فهو فى حيِّزالمجهول وإعمال قول المُجَرِّح فيه أولى من إهماله .

    المسألة السادسة: لايجزئ التعديل من غير تعيين المُعَدَّل فإذا قال حدثني الثقة أو نحو ذلك لم يُكْتَفَ به على المذهب الصحيح فإن كان القائل مجتهدًا كمالك والشافعي أجزأ ذلك فى حق من يوافقه فى مذهبه على ما اختاره بعض المحققين .

    المسألة السابعة: إذا روى العدل عن رجل وسماه لم تُجْعَلْ روايتُه تعديلا منه له عند أكثر العلماء من أهل الحديث وغيرهم وكذا عمل العالم أو فُتْيَاه على وِفْق حديث رواه ليس حكما منه بصحته وكذا مخالفته له ليست قدحا فى صحته ولا فى راويه .

    المسألة الثامنة: رواية المجهول وهو على قسمان:
    مجهول العين : وهومن لم يَرْوِ عنه إلا راوٍ واحد ولم يُوَثَّق وروايته لا يُحتج بها عند أكثر العلماء من أهل الحديث وغيرهم وترتفع جهالة العين برواية عَدْلَيْنِ عنه.
    مجهول الحال: وهومن روى عنه أكثر من راو ولم يُوثَّق ويسمونه أيضًا بالمستورو روايته يُحْتَجُّ بها لدى طائفة معتبرة من العلماء ويُشْبِه أن يكون العمل على هذا الرأي في كثير من كتب الحديث المشهورة في غير واحد من الرواة الذين تقادم العهد بهم وتعذرت الخبرة الباطنة بهم وقد فَرَّق بعض العلماء بين مجهول الحال والمستور فعرف مجهول الحال بأنه مجهول العدالة ظاهرًا وباطنًا والمستوربأنه مجهول العدالة باطنًا لا ظاهرًا لكونه عُلِمَ عدم الفسق فيه وهذا الفرق يمكن لمن شاهد الرواة وأما بالنسبة إلينا فليس أمامنا إلا المصنفات في الرجال ولم يُفَرَّق فيها بين الاثنين فكانا بالنسبة إلينا سواء .

    فوائد:
    1ـ قال الحافظ الذهبي ما علمتُ فى النساء مَنِ اتُّهِمَت ولا مَنْ تركوها وجميعمن ضُعِّفَ منهنَّ إنما هو للجهالة .
    2ـ يُقْبَل تعديل المرأة للرجال إذا كانت عارفة بالتعديل كما يُقبل خبرها.
    3ـ مَنْ عُرِفَت عينه وعدالته وجهل اسمه ونسبه احتج بخبره كقولهم ابن فلان أو والد فلان وفى الصحيحين من ذلك كثير.
    4ـ إذا قال الـراوي أخبرنـي فـلان أوفـلان فإن كـان كل واحـد من المذكورين عَدْلاً كان الحديث ثابتا والعمل به جائز لأن السماع قد تحقق من عدل مسمى فأما إذا قال عن فلان أو غيره وفلان عدل أو قال عن فلان أوفلان وأحدهما عدل والآخر مجهول فلا يحتج به لاحتمال كونه عن غير العدل .

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    المسألة التاسعة: المبتدع الذي يُكَفَّر ببدعته لا تُقبل روايته بالاتفاق وأما من لم يُكَفَّر ببدعته فتقبل روايته إذا لم يكن داعية إلى بدعته ولم يرو ما يُقَوِّى بدعته ولا تُقبل روايتُه إذا كان داعية أو روى ما يُقَوِّى بدعته وهو مذهب أكثرالعلماء.

    المسألة العاشرة: التائب من الكذب وغيره من أسباب الفسق تُقبل روايته إلا التائب من الكذب فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تقبل روايته أبدا وإن حسنت توبته كذا قاله أحمد بن حنبل وغيره .

    المسألة الحادية عشرة: إذا روى ثقة عن ثقة حديثا فرجع المَرْوِىُّ عنه فنفاه فإن كان جازما بنفيه بأن قال ما رويتُه أو كذب علىَّ ونحوه وجبردُّ ذلك الحديث لتعارض قولهما ولا يقدح ذلك في باقي روايات الراوي عنه فإن لم يجزم بأن قال لا أعرفه أو لا أذكره أو نحوه لم يقدح ذلك في هذا الحديث.ومَنْ روى حديثا ثم نسيه لم يسقط العمل به عند جمهور المحدثين والفقهاء والمتكلمين وقال بعض أصحاب أبى حنيفة رضى الله عنه يجب إسقاطه والصحيح قول الجمهور لأن المروى عنه بصدد النسيان والراوي عنه ثقة جازم فلا تُرَدُّ روايتُه بالاحتمال وقد روى كثير من الأكابر أحاديث نسوها فحدثوا بها عمن سمعها منهم فيقول أحدهم حدثني فلان عنِّى أنِّى حدثتُه.
    وجمع الخطيب ذلك في كتابه أخبار مَنْ حدث ونسى.
    مثاله مارواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من رواية‏ ‏رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏عَنْ ‏سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ‏عَنْ ‏أَبِيهِ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ:
    [ ‏حَدَّثَنَا ‏أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ ‏حَدَّثَنَا ‏الدَّرَاوَرْدِيُّ ‏عَنْ‏ ‏رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏عَنْ ‏سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ‏عَنْ ‏أَبِيهِ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ ‏‏قَالَ‏‏ أَبُو دَاوُد ‏وَزَادَنِي ‏‏الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُؤَذِّنُ ‏‏فِي هَذَا الْحَدِيثِ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏‏الشَّافِعِيُّ ‏‏عَنْ ‏‏عَبْدِ الْعَزِيزِ ‏قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ ‏لِسُهَيْلٍ ‏فَقَالَ أَخْبَرَنِي ‏رَبِيعَةُ ‏وَهُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ ‏أَنِّي ‏حَدَّثْتُهُ إِيَّاهُ ‏وَلَا أَحْفَظُهُ‏ ‏قَالَ ‏عَبْدُ الْعَزِيزِ ‏وَقَدْ كَانَ ‏أَصَابَتْ ‏سُهَيْلًا‏ ‏عِلَّةٌ أَذْهَبَتْ بَعْضَ عَقْلِهِ وَنَسِيَ بَعْضَ حَدِيثِهِ ‏فَكَانَ ‏سُهَيْلٌ‏ ‏بَعْدُ يُحَدِّثُهُ عَنْ ‏رَبِيعَةَ ‏عَنْ أَبِيهِ ‏حَدَّثَنَا ‏مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ ‏حَدَّثَنَا ‏‏زِيَادٌ يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ ‏حَدَّثَنِي ‏سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ‏‏عَنْ رَبِيعَةَ ‏بِإِسْنَادِ ‏أَبِي مُصْعَبٍ ‏وَمَعْنَاهُ قَالَ ‏‏سُلَيْمَانُ ‏فَلَقِيتُ ‏‏سُهَيْلًا ‏فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِي ثِفَقَالَ مَا أَعْرِفُهُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ ‏رَبِيعَةَ ‏أَخْبَرَنِي بِهِ عَنْكَ قَالَ فَإِنْ كَانَ ‏رَبِيعَةُ ‏أَخْبَرَكَ عَنِّي فَحَدِّثْ بِهِ عَنْ ‏رَبِيعَةَ ‏عَنِّي] رواه أبو داود 3612 والترمذي 1393 وابن ماجة 2458.
    زاد أبو داود في روايته أن عبد العزيز الدَّرَاوَرْدِى قال فذكرتُ ذلك لسُهيل فقال أخبرني ربيعة وهو عندي ثقة أنِّى حدثتُه إياه ولا أحفظه .

    المسألة الثانية عشرة: اختلفوا فيمن أخذ على التحديث أجرا فقال قوم لا تُقبل روايته وهو قول أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وأبى حاتم الرازي لأن ذلك يخرم المروءة عُرفًا ويجعل للتُّهْمَة طريقًا إليه ورخص في ذلك أبو نعيم الفضل بن دُكَيْن وعلى بن عبد العزيز المكي وآخرون قياسا على أجرة تعليم القرآن وكان أبو الحسين بن النَّقُورِ يأخذ الأجرة على التحديث لأن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي أفتاه بجوازها لكون أصحاب الحديث كانوا يمنعونه الكسب لعياله .

    المسألة الثالثة عشرة: لا تُقبل رواية من عُرف بالتساهل فى سماع الحديث أو إسماعه كمن لا يبالي بالنوم فى السماع أو يحدث لا من أصل مصحح أوعُرف بقبول التلقين فى الحديث بأن يُلَقَّن الشيءَ فيحدثُ به مِنْ غير أن يَعْلم أنه ليس مِنْ حديثه أو عُرف بكثرة السهو فى رواياته إذا لم يحدث من أصل صحيح أوكثرت الشواذ والمناكير فى حديثه قال ابن المبارك والحميدي وأحمد بن حنبل وغيرهم مَنْ غلط فى حديث فَبُيِّنَ له غلطه فلم يرجع وأصر عنادًا على رواية ذلك الحديث سقط ترواياته .

    المسألة الرابعة عشرة : أعرض الناس في هذه الأعصار المتأخرة عن اعتبار مجموع ما بَيَّنَّا من الشروط فى السامع والمُسْمِع وذلك لأن المقصود بالسماع فى هذه الأزمان المحافظة على بقاء سلسلة الإسناد التي خُصَّتْ بها هذه الأمة فَلْيُعْتَبَرْ من الشروط ما يليق بهذا الغرض فيُكْتَفَى فى الشيخ بكونه مسلما بالغا عاقلا غير متظاهر بالفسق والسُّخْف وفى ضبطه بوجود سماعه مُثْبَتًا بخط غيرمُتَّهَم وبروايته من أصل موافق لأصل شيخه وفى عصرنا الحالي أصبح الاعتمـاد في ذلك على الطبعـات الجيـدة للكتب والقصد بالسماع منه بقاء الحديث مسلسلا بحدثنا وأخبرنا.

    المسألة الخامسة عشرة: اصطلح علماء هذا الفن على استعمال ألفاظ يُعَبِّرون بها عن وصف حال الراوي من حيث القبول أو الرد ويُدِلُّون بها على المرتبة التي ينبغي أن يوضع فيهامن مراتب الجرح أو التعديل.

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    14-09-2017
    على الساعة
    01:33 AM
    المشاركات
    5,015

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خيراً أستاذنا المهندي زهدي
    لي عندك طلب إن شاء الله
    إن تكرمت ارسل لي كل البحث لكي أقوم بعمله في هيئة كتاب الكتروني كي تعم الفائدة
    وجزاكم الله خيرا الجزاء
    ونفعنا الله من علمكم

    «« توقيع abcdef_475 »»

    وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ

    זכור אותו האיש לטוב וחנניה בן חזקיה שמו שאלמלא הוא נגנז ספר יחזקאל שהיו דבריו סותרין דברי תורה מה עשה העלו לו ג' מאות גרבי שמן וישב בעלייה ודרשן

    תלמוד בבלי : דף יג,ב גמרא

    تذكر اسم حنانيا بن حزقيا بالبركات
    ، فقد كان سفر حزقيال لا يصلح ان يكون موحى به ويناقض التوراة ، فاخذ ثلاثمة برميل من الزيت واعتكف في غرفته حتى وفق بينهم .

    التلمود البابلي : كتاب الاعياد : مسخيت شابات : الصحيفة الثالثة عشر : العمود الثاني


    [/FONT][/SIZE]
    [/CENTER]

صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 3456 الأخيرةالأخيرة

تدوين الحديث الشريف وعلومه1

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. منهج تدوين الحديث الشريف و السنة النبوية المطهرة - كتاب رااااائع للمهندس زهدي
    بواسطة طه محمود السيد في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-11-2012, 06:08 PM
  2. الحديث النبوي الشريف بين الرواية والتدوين
    بواسطة زهدي جمال الدين في المنتدى قسم الإسلامي العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-02-2008, 08:16 AM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29-11-2007, 03:44 AM
  4. اسهل طريقة للتأكد من صحة الحديث الشريف بسرعة
    بواسطة ايهاب حسني في المنتدى قسم الإسلامي العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19-05-2007, 08:38 PM
  5. هل يوجد ناسخ و منسوخ فى الحديث الشريف ؟
    بواسطة aspirine في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 23-07-2004, 02:43 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تدوين الحديث الشريف وعلومه1

تدوين الحديث الشريف وعلومه1