تدوين الحديث الشريف وعلومه1


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

تدوين الحديث الشريف وعلومه1

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 60

الموضوع: تدوين الحديث الشريف وعلومه1

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    النوع الثالث: الضعيف

    تعريفه :هو ما لم يجتمع فيه شروط الصحيح ولا شروط الحسن وتتفاوت درجاته في الضعف بحسب بُعْدِهِ من شروط القبول ثم منه ما له لقب خاص كالموضوع والمقلوب والشاذ والمُعَل والمضطرب والمرسل والمنقطع والمعضل وغيره وهو على فروع.

    الفرع الأول :
    إذا رأيت حديثا بإسناد ضعيف فلك أن تقول هذا ضعيف وتعنى أنه بذلك الإسناد ضعيف وليس لك أن تقول ضعيف وتعنى ضعف المتن لمجرد ضعف ذلك الإسناد فقد يكون مرويا بإسناد آخر صحيح يثبت بمثله بل يتوقف جوازُ ذلك على حكم أحد أئمة الحديث بأنه لم يُرْوَ بإسناد يثبت أو بأنه حديث ضعيف فلا يلزم من ضعف السند ضعف المتن كما أنه لا يلزم من صحة السند صحة المتن فقد يضعف السند ويصح المتن لوروده من طريق آخر كما أنه قد يصح السند ولا يصح المتن لشذوذ أو علة..

    مثاله ما رواه ابن ماجة :
    [ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ قَالَ وَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا أُقْرِئُ ] رواه ابن ماجة 209.

    وإسناده ضعيف لأن الحارث بن نبهان متروك ولكن المتن صحيح من حديث عثمان بن عفان عند البخاري والترمذي واللفظ للترمذي:

    [‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو دَاوُدَ ‏ ‏أَنْبَأَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏أَخْبَرَنِي ‏ ‏عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ ‏ ‏قَال سَمِعْتُ ‏ ‏سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ ‏ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏ ‏أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ‏ ‏خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ‏‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏فَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا وَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي زَمَنِ ‏ ‏عُثْمَانَ ‏ ‏حَتَّى بَلَغَ ‏ ‏الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] البخاري 5079والترمذي 2832.

    الفرع الثاني:
    اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال واشترطوا لجواز ذلك ثلاثة شروط:

    1 ـ أن يكون الضعف غيرَ شديد فَيَخْرُجُ مَنِ انفرد مِنَ الكذَّابين والمُتَّهَمِين بالكذب ومَنْ فَحُشَ غلطُهُ.
    2 ـ أن يندرج تحت أَصْل معمول به فَيَخْرُجُ ما يُخْتَرَعُ بحيث لا يكون له أصل أصلا.
    3 ـ أن لا يُعْتَقَد عند العمل به ثبوتُه لئلا يُنْسَبَ للنبي صلى الله عليه وسلم ما لم يَقُلْه.
    مثاله ما أخرجه ابن ماجة من طريق بقية بن الوليد:

    [ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو أَحْمَدَ الْمَرَّارُ بْنُ حَمُّويَةَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي أُمَامَةَ ‏ عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏ قَالَ ‏‏ مَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ ‏‏ مُحْتَسِبًا ‏‏ لِلَّهِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ ‏] أخرجه ابن ماجه1772.

    فهذا حديث ضعيف لأن في إسناده بقية بن الوليد وهو كثير التدليس ولم يصرح بالسماع وقد استحب العلماء إحياء ليلتي العيدين لهذا الحديث لأنه في فضائل الأعمال وضعفه غير شديد واندراجه تحت أصل قيام الليل المُرَغَّب فيه بالقرآن والسنة المتواترة.

    أما الأحكام فلا يُعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن فإذا لم يوجد في الباب إلا الضعيف غير شديد الضعف فقد ذهب الإمام أحمد وغيره إلى العمل به في الأحكام وقال إن ضعيف الحديث أحب إلينا من رأى الرجال وليس أحد من الأئمة إلا وهو موافق للإمام أحمد على هذا من حيث الجملة فإنه ما منهم أحد إلا وقد قدم الحديث الضعيف على القياس مثاله :
    ما رواه الدار قطني عن ثوبان قال:

    [ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الماءُ طهور لا يُنجسه شيء إلا ما غلب على ريحه أو على طعمه ] رواه الدارقطني 48.

    وفى إسناده رِشْدِين بن سعد وهو ضعيف ورواه البيهقي عن أبى أمامة قال:

    [ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن الماء طاهر إلا إن تغير ريحه أو طعمه أو لونه بنجاسة تحدث فيه ] رواه البيهقي 1/260. وفى إسناده بقية بن الوليد وهو مدلِّس.

    وقد روى بالعنعنة قال الإمام النووي اتفق المحدثون على تضعيف هذا الحديث ومع هذا فقد اتفق الفقهاء على الحكم المستفاد من هذا الحديث والعمل به وهو أن المتغير بالنجاسة ريحا أو لونا أو طعما نجس.
    وذلك مثل ما رواه أبو داود:

    [ حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ ‏ ‏وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْحَرَّانِيَّانِ ‏ ‏قَالَا حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَلِيطِ بْنِ أَيُّوبَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْعَدَوِيِّ ‏‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏قَالَ ‏سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏وَهُوَ يُقَالُ لَهُ إِنَّهُ ‏ ‏يُسْتَقَى لَكَ مِنْ ‏ ‏بِئْرِ بُضَاعَةَ‏ ‏وَهِيَ بِئْرٌ يُلْقَى فِيهَا لُحُومُ الْكِلَابِ ‏‏وَالْمَحايِضُ‏ ‏وَعَذِرُ النَّاسِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ] رواه أبو داود 61.

    الفرع الثالث: إذا أردتَ رواية الحديث الضعيف بغير إسناد فلا تقل فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وما أشبهه من الألفاظ الجازمة وإنما تقول رُوِىَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أو بلغنا عنه كذا أو ورد عنه أو جاء عنه أو نُقِلَ عنه أو رَوَى بعضهم وما أشبهه وهكذا الحكم فيما تشك في صحته وإنما تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ظهر صحته .

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    17-10-2010
    على الساعة
    01:00 PM
    المشاركات
    5,907

    افتراضي

    تم اعادة التثبيت للأفادة

    «« توقيع مجاهد في الله »»

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    النوع العشرون: الفَرْد والغريب


    تعريفه:مايتفرد بروايته شخص واحد في أي موضع وقع التفرد به من السند والفرد والغريب مترادفان لغة واصطلاحًا إلا أن أهل الاصطلاح غايروا بينهما من حيث كثرة الاستعمال وقلته فالفرد أكثر ما يطلقونه على الفرد المطلق والغريب أكثر ما يطلقونه على الفرد النسبي وهذا من حيث إطلاق الاسمية عليهما وأما من حيث استعمالهم الفعل المشتق فلايفرقون فيقولون في المطلق والنسبي تفرد به فلان أو أغرب به فلان.
    وهو ينقسم باعتبار موضع الغرابة من السند إلى قسمين:
    1ـ الفَرْد المطلق:
    تعريفه ماتفرد به الراوي في أصل السند أي في الموضع الذي يدور الإسناد عليه ويرجع ولو تعددت الطرق إليه وهو طرفه الذي فيه الصحابي والمراد تفرد التابعي عن الصحابي بالحديث وقد يستمر التفرد في جميع رواته أوأكثرهم مثالهما رواه الترمذي[‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ابْنُ أَبِي عُمَرَ ‏حَدَّثَنَا ‏سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ‏‏حَدَّثَنَا ‏‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ ‏‏سَمِعَ ‏‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ‏‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏نَهَى عَنْ بَيْعِ ‏الْوَلَاءِ ‏‏وَعَنْ هِبَتِهِ قَالَ ‏أَبُو عِيسَى ‏هَذَا ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏ ‏لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ‏عَنْ‏ ‏ابْنِ عُمَرَ ‏عَنْ النَّبِيِّ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ ‏الْوَلَاءِ ‏‏وَعَنْ هِبَتِهِ ‏‏وَقَدْ رَوَاهُ ‏‏شُعْبَةُ ‏وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ‏ ‏وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ‏عَنْ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ‏ ‏وَيُرْوَى عَنْ ‏شُعْبَةَ ‏قَالَ لَوَدِدْتُ أَنَّ ‏‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دِينَارٍ‏ ‏حِينَ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَذِنَ لِيحَتَّى كُنْتُ أَقُومُ إِلَيْهِ فَأُقَبِّلُ رَأْسَهُ ‏‏وَرَوَى‏ ‏يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ‏هَذَا الْحَدِيثَ ‏‏عَنْ ‏‏عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏‏عَنْ ‏نَافِعٍ ‏‏عَنْ ‏ابْنِ عُمَرَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَهُوَ وَهْمٌ وَهِمَ فِيهِ ‏ ‏يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ‏وَالصَّحِيحُ عَنْ ‏ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏عَنْ ‏‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ‏عَنْ ‏‏ابْنِ عُمَرَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏هَكَذَا رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏قَالَ ‏أَبُو عِيسَى ‏‏وَتَفَرَّدَ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ ‏‏بِهَذَاالْحَدِيثِ الترمذي ] رواه الترمذي الولاء والهبة عن رسول الله 2052..
    وما رواه مسلم [ عَنْ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ‏عَنْ‏ ‏ابْنِ عُمَرَ ‏عَنْ النَّبِيِّ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ ‏الْوَلَاءِ ‏‏وَعَنْ هِبَتِهِ ] رواه مسلم 3861..
    تفرد به عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال الإمام مسلم الناس كلهم عيال على عبد الله بن دينار في هذا الحديث.

    مثال آخر: مارواه البخاري ومسلم [ ‏حَدَّثَنَا‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏‏أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ‏ عَنْ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ‏‏عَنْ ‏‏أَبِي صَالِحٍ‏ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ُعَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏قَالَ ‏‏الْإِيمَانُ ‏بِضْعٌ‏‏ وَسِتُّونَ ‏شُعْبَةً ‏وَالْحَيَاءُ‏ ‏شُعْبَةٌ‏ ‏مِنْ الْإِيمَانِ] رواه البخاري 8 كتاب الإيمان ومسلم 161.
    تفرد به أبو صالح عن أبى هريرة وتفرد به عبد الله بن دينارعن أبى صالح .
    2ـ الفرد النسبي:

    تعريفه ماتفرد به الراوي في أثناء السند كأن يرويه عن الصحابي أكثر من واحد ثم يتفرد بروايته عن واحد منهم شخص واحد وسمى نسبيًّا لكون التفرد فيه حصل بالنسبة إلى شخص معيَّن وإن كان الحديث في نفسه مشهورًا.
    مثاله: مارواه البخاري ‏[ حَدَّثَنَا ‏خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى ‏‏حَدَّثَنَا‏ ‏عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ ‏‏عَنْ ‏أَبِيهِ ‏‏قَالَ أَتَيْتُ ‏ ‏جَابِرًا ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏فَقَالَ ‏إِنَّا يَوْمَ‏‏الْخَنْدَقِ ‏‏نَحْفِرُ فَعَرَضَتْ ‏‏كُدْيَةٌ ‏‏شَدِيدَةٌ فَجَاءُوا النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏فَقَالُوا هَذِهِ كُدْيَةٌ‏ عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ ‏‏فَقَالَ ‏‏أَنَا نَازِلٌثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ‏ ‏مَعْصُوبٌ ‏بِحَجَرٍ وَلَبِثْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَوَاقًا فَأَخَذَ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الْمِعْوَلَ ‏فَضَرَبَ فَعَادَ ‏كَثِيبًا ‏أَهْيَلَ ‏أَوْ ‏‏أَهْيَمَ ] رواه البخاري 3792 كتاب المغازي..

    وقد رواه البخاري من طريق سعيد بن مِينَاء عن جابر أيضًا[ ‏حَدَّثَنِي ‏عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ‏حَدَّثَنَا ‏‏أَبُو عَاصِمٍ ‏أَخْبَرَنَا ‏حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ‏أَخْبَرَنَا ‏سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ ‏‏قَالَ سَمِعْتُ ‏‏جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏‏قَالَ ‏لَمَّاحُفِرَ ‏‏الْخَنْدَقُ‏ ‏رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏خَمَصًا شَدِيدًا] رواه البخاري 4152.
    فأيمن وسعيد روياه عن جابر وتفرد عبد الواحد بروايته عن أبيه أيمن فحديثه فرد نسبى أو غريب نسبى.
    التعديل الأخير تم بواسطة زهدي جمال الدين ; 13-06-2008 الساعة 08:03 AM

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    وينقسم باعتبار السند والمتن معًا إلى ثلاثة أقسام :


    القسم الأول: الغريب متناً وإسناداً:
    تعريفه هوالحديث الذي لا يروى إلا من وجه واحد.
    مثاله مارواه البخاري‏[ حَدَّثَنَا‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ‏عَنْ ‏عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ ‏ ‏أَبِي زُرْعَةَ ‏‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ‏قَالَ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ] رواه البخاري في آخر صحيحه 7008 كتاب التوحيد.
    تفرد به أبو زُرْعَةَ ‏‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ثم تفرد به عنه ‏عُمَارَةَ ثم تفرد به عنه ‏مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ.


    القسم الثاني: الغريب إسناداً لا متناً:

    تعريفه وهوالحديث الذي اشتهر بوروده من عدة طرق عن راو أو عن صحابي أو عدة رواة ثم تفرد به راو فرواه من وجه آخر غير ما اشتهر به الحديث مثاله مارواه مسلم والترمذي [عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال[ َالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ ‏‏وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ] رواه مسلم 5498 والترمذي 4411.
    قال الترمذي هذا حديث غريب من هذا الوجه من قبل إسناده ‏.

    وروى الترمذي [ ‏حَدَّثَنَا ‏‏مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ‏حَدَّثَنَا ‏يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ‏‏حَدَّثَنَا ‏عُبَيْدُ اللَّهِ ‏عَنْ ‏‏نَافِعٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عُمَرَ ‏‏عَنْ النَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏‏الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ‏‏ قَالَ ‏أَبُو عِيسَى ‏هَذَا ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ‏ ‏قَالَ ‏وَفِي ‏الْبَاب ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏وَأَبِي سَعِيدٍ ‏وَأَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ ‏وَأَبِي مُوسَى ‏‏وَجَهْجَاهٍ الْغِفَارِيِّ ‏ ‏وَمَيْمُونَةَ ‏‏وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو] الترمذي الأطعمة عن رسول الله 1740

    وقد رُوى من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يُستغرب من حديث أبى موسى وهذا المتن معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة فقد أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة [حَدَّثَنَا‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ‏حَدَّثَنَا‏ ‏شُعْبَةُ‏ ‏عَنْ ‏عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ‏عَنْ ‏أَبِي حَازِمٍ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ ‏رَجُلًا ‏كَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا فَأَسْلَمَ فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا قَلِيلًا فَذُكِر َذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏فَقَالَ ‏إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ] أخرجه البخاري 5446و5451ومسلم 5493 و 5499 كتاب الأطعمة ‏..

    القسم الثالث : الغريب متناً لا إسناداً
    تعريفه إذا كان الإسناد في أول أمره فردا ثم اشتهر آخرا صار غريبا مشهورا غريبا متنا لا إسنادا بالنسبة إلى أحد طرفيه وهو في حقيقته يرجع إلى الغريب إسنادا ومتنا.
    مثاله مارواه البخاري [ ‏حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا‏ ‏سُفْيَانُ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ‏ أَنَّهُ سَمِعَ ‏ ‏عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ ‏يَقُولُ سَمِعْتُ ‏عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏عَلَى الْمِنْبَرِ ‏‏قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏يَقُولُ ‏إِنَّمَا الْأَعْمَالُ ‏‏بِالنِّيَّاتِ ‏وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا ‏‏يُصِيبُهَا ‏أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ] رواه البخاري بدء الوحي1 ومسلم 5036.
    الحديث تفرد به عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم علقمة عنه ثم محمد بن إبراهيم عنه ثم يحيى بن سعيد عنه ثم اشتهر بعد ذلك .
    والفرد أو الغريب قد يكون صحيحًا أوحسنًا أو ضعيفًا على حسب توفر شروط القبول فيه.

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    النوع الحادي والعشرون : المُعَلُّ


    تعريفه: هوالذي اطُّلع فيه على عِلَّة تقدح في صحته مع أن ظاهره السلامة منها ومعرفة علل الحديث من أجلِّ علومه وأشرفها وإنما يتمكَّن مِن ذلك أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب.
    والعِلَّة عبارة عن أسباب خفية غامضة قادحة في صحة الحديث ويتَطَرَّقُ ذلك إلى الإسناد الذي رجاله ثقات .
    وتُدْرَكُ العلة بتفرد الراوي ومخالفة غيره له مع قرائن تُنَبِّه العارف على إرسال في الموصول أو وقف في المرفوع أودخول حديث في حديث أو وهم واهم بغير ذلك بحيث يغلب على ظنه فيحكم به أو يتردد فيتوقف فيه وكل ذلك مانع من الحكم بصحة ما وُجِدَ ذلك فيه.
    وقد تقع العلة في إسناد الحديث وهو الأكثر وقد تقع في المتن وقد تقع فيهما فما وقع في الإسناد قد يقدح في الإسناد والمتن جميعا كالتعليل بالإرسال والوقف وقد يقدح في الإسناد خاصة.
    مثال العلة في السند: مارواه يَعْلَى بن عُبَيْد عن الثوري عن عمروبن دينار عن ابن عمر روى النسائي [‏أَخْبَرَنَا‏ ‏عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدٍ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏مَخْلَدٌ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا‏ ‏سُفْيَانُ ‏‏عَنْ ‏‏عَمْرِو بْنِ دِينَار ٍ‏عَنْ ابْنِ عُمَرَ ‏قَالَ ‏‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏كُلُّ بَيِّعَيْنِ لَابَيْعَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَتَفَرَّقَا إِلَّابَيْعَ‏‏ الْخِيَارِ] النسائي 4401كتاب البيوع.
    فهذا إسنـاد متصل بنقل العدل عن العدل وهو معلل غيرصحيح والمتن صحيح والعلة في قوله عمرو بن دينار وإنما هو أخوه عبد الله بن دينارهكذا رواه الأئمة من أصحاب الثوري عنه كما في البخاري‏[ أَخْبَرَنَا ‏‏عَمْرُوبْنُ يَزِيدَ ‏عَنْ ‏ ‏بَهْزِبْنِ أَسَدٍ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا‏ ‏شُعْبَةُ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ‏عَنْ ‏‏ابْنِ عُمَرَ‏قَالَ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏كُلُّ بَيِّعَيْنِ فَلَابَيْعَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَتَفَرَّقَا إِلَّابَيْعَ ‏‏الْخِيَارِ] البخاري 2153.

    مثال العلة في المتن: مارواه مسلم [ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ‏‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وَأَبِي بَكْرٍ‏‏وَعُمَرَ‏‏وَعُثْمَانَ‏ فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ‏‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ] رواه مسلم 916وبهذا اللفظ رواه البخاري 750 ومسلم 918 وأبو داود 782 والترمذي 247والنسائي910 و 911 وابن ماجة 862.
    فعلل قوم هذه الرواية حيث رأوا الأكثرية قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم وأبابكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بـ[ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ] من غير تَعَرُّض للبسملة فرأوا أن مَن رواه باللفظ المصرح بنفي قراءة[ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ] رواه بالمعنى الذي وقـع له ففهم من قوله [ كانوا يفتتحون بالحمد لله ] أنهم كانوا لا يُبَسْمِلُون فرواه على ما فهم وأخطأ لأن معناه أن السورةَ التي كانوا يفتتحون بها الفاتحةُ .
    وانضم إلى هذا أمور منها أنه ثبت عن أنس أنه سئل عن الافتتاح بالتسمية فذكر أنه لا يحفظ فيه شيئاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي مسند احمد [‏حَدَّثَنَا‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ‏حَدَّثَنَا‏ ‏شُعْبَةُ ‏وَحَجَّاجٌ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏شُعْبَةُ‏‏ قَالَ سَمِعْتُ ‏‏قَتَادَةَ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏أَنَسِبْنِ مَالِكٍ قَالَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وَأَبِي بَكْرٍ‏‏وَعُمَرَ‏‏وَعُثْمَانَ ‏فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏‏قَالَ ‏‏حَجَّاجٌ قَالَ ‏شُعْبَةُ قَالَ‏ ‏قَتَادَةُ‏ ‏سَأَلْتُ‏ ‏أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ‏بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىا للَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏يَسْتَفْتِحُ الْقِرَاءَةَ فَقَالَ‏ ‏إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُأَحَدٌ ] مسند احمد مسند المكثرين12345.
    وقدأوصل السيوطي عِلَلَ هذا الحديث إلى تسع عِلَلٍ.

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    مثال العلة في السندو المتن مارواه النسائي وابن ماجة [‏حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍالْحِمْصِيُّ ‏حَدَّثَنَا ‏بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ‏‏حَدَّثَنَا‏ ‏يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ ‏عَنْ ‏‏الزُّهْرِيِّ ‏عَنْ ‏‏سَالِمٍ‏عَنْ ‏‏ابْنِ عُمَرَ‏ ‏قَالَ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةًمِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ أَوْ غَيْرِهَا فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ] رواه النسائي 562 وابن ماجة 1177.
    قال أبو حاتم الرازي هذا خطأ في المتن والإسناد إنما هو الزُّهْرِيِّ ‏عَنْ ‏أَبِي سَلَمَةَ عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ [ قَالَ ‏قَا لَرَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلَاتةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَها] وأما قوله [مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ ] فليس هذا في الحديث فوهم في كليهما.

    والحديث مَرْوِىٌّ من أوجه كثيرة في الصحيحين وغيرهما على خلاف حديث (‏بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ‏‏حَدَّثَنَا‏ ‏يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ ) وهودليل العلة فى هذا الحديث .

    فلقد روى مسلم في صحيحه [‏ ‏وحَدَّثَنِي ‏حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ‏أَخْبَرَنَا‏‏ ابْنُ وَهْبٍ‏ ‏أَخْبَرَنِي ‏يُونُسُ ‏عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ‏‏عَنْ ‏‏أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ الصَّلَاةِ مَعَ الْإِمَامِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ ‏‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏وَعَمْرٌوالنَّاقِدُ ‏وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ‏قَالُوا حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ‏قَالَ ‏‏ح ‏وحَدَّثَنَا ‏أَبُوكُرَيْبٍ ‏‏أَخْبَرَنَا ‏‏ابْنُ الْمُبَارَكِ ‏عَنْ ‏‏مَعْمَرٍ‏وَالْأَوْزَاعِيِّ ‏وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ‏‏وَيُونُسَ ‏قَالَ ‏ح ‏‏وحَدَّثَنَا ‏‏ابْنُ نُمَيْرٍ ‏حَدَّثَنَا ‏‏أَبِي ‏قَالَ ‏‏ح ‏‏و حَدَّثَنَا ‏‏ابْنُ الْمُثَنَّى ‏حَدَّثَنَا ‏عَبْدُ الْوَهَّابِ ‏‏جَمِيعًا‏‏ عَنْ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ ‏كُلُّ هَؤُلَاءِ ‏‏عَنْ ‏الزُّهْرِيِّ ‏‏عَنْ ‏أَبِي سَلَمَةَ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏ بِمِثْلِ حَدِيثِ ‏يَحْيَى‏ ‏عَنْ ‏مَالِكٍ ‏وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَعَ الْإِمَامِ ‏ ‏وَفِي حَدِيثِ‏عُبَيْدِ اللَّهِ ‏‏قَالَ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ كُلَّهَا] رواه مسلم 955 المساجد ومواضع الصلاة.

    وروى الترمذي[‏ ‏حَدَّثَنَا ‏نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ‏وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏وَغَيْرُ وَاحِدٍ ‏ ‏قَالُوا حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ‏ ‏عَنْ ‏الزُّهْرِيِّ ‏عَنْ ‏أَبِي سَلَمَةَ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصَّلَاةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ ‏‏قَالَ ‏‏أَبُو عِيسَى ‏هَذَا ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ‏ ‏وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ ‏ ‏أَصْحَابِ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وَغَيْرِهِمْ قَالُوا مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ الْجُمُعَةِ صَلَّى إِلَيْهَا أُخْرَى وَمَنْ أَدْرَكَهُمْ جُلُوسًا صَلَّى أَرْبَعًا وَبِهِ يَقُولُ ‏سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ‏وَابْنُ الْمُبَارَكِ ‏ ‏وَالشَّافِعِيُّ ‏وَأَحْمَدُ ‏‏وَإِسْحَقُ ] رواه الترمذي482 الجمعة عن رسول الله ..

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    14-09-2017
    على الساعة
    01:33 AM
    المشاركات
    5,015

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خيراً أستاذنا المهندي زهدي
    لي عندك طلب إن شاء الله
    إن تكرمت ارسل لي كل البحث لكي أقوم بعمله في هيئة كتاب الكتروني كي تعم الفائدة
    وجزاكم الله خيرا الجزاء
    ونفعنا الله من علمكم

    «« توقيع abcdef_475 »»

    وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ

    זכור אותו האיש לטוב וחנניה בן חזקיה שמו שאלמלא הוא נגנז ספר יחזקאל שהיו דבריו סותרין דברי תורה מה עשה העלו לו ג' מאות גרבי שמן וישב בעלייה ודרשן

    תלמוד בבלי : דף יג,ב גמרא

    تذكر اسم حنانيا بن حزقيا بالبركات
    ، فقد كان سفر حزقيال لا يصلح ان يكون موحى به ويناقض التوراة ، فاخذ ثلاثمة برميل من الزيت واعتكف في غرفته حتى وفق بينهم .

    التلمود البابلي : كتاب الاعياد : مسخيت شابات : الصحيفة الثالثة عشر : العمود الثاني


    [/FONT][/SIZE]
    [/CENTER]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    النوع السابع والعشرون: كيفية سماع الحديث وتَحَمُّله وصفة ضبطه

    يصح التَّحَمُّل قبل الإسلام والبلوغ فَتُقْبَل رواية من تَحَمَّل قبل الإسلام وروى بعده.
    مثاله ما رواه البخاري ومسلم وأبي داود [ حَدَّثَنَا ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ‏قَالَ أَخْبَرَنَا‏ ‏مَالِكٌ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏عَنْ ‏مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ‏عَنْ ‏أَبِيهِ ‏قَالَ‏سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ ‏ ‏بِالطُّورِ] رواه البخاري 3087 ومسلم 1063 سنن أبي داود الصلاة688.

    كماتُقْبَل رواية من سمع قبل البلوغ وكان مُمَيِّزا وروى بعد البلوغ فقد سمع كثير من الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بلوغهم وقُبلت روايتهم كالحسن والحسين وابن عباس وابن الزبير والنعمان بن بشير وغيرهم مثاله مارواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجةعن الحسن بن عَلِىٍّ :
    [‏ ‏حَدَّثَنَا ‏‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏حَدَّثَنَا ‏‏شَرِيكٌ ‏عَنْ ‏‏أَبِي إِسْحَقَ ‏‏عَنْ ‏‏بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ‏عَنْ ‏أَبِي الْحَوْرَاءِ ‏عَنْ ‏‏ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ‏‏قَالَ‏‏عَلَّمَنِي جَدِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي ‏‏قُنُوتِ ‏الْوِتْرِ‏اللَّهُمَّ عَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَاهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا ‏‏يُقْضَى عَلَيْكَ إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ] رواه أبو داود 1427 والترمذي 466 والنسائي 1756 وابن ماجة1234..
    وقد وُلد الحسن بن على سنة ثلاث من الهجرة فدل على صحة تَحَمُّل الصبي.




    أقسام طرق تَحَمُّل الحديث وألفاظ الأداء:


    حصرالعلماء طرق الأخذ للحديث وتلقيه عن الرواة فى ثمانية أقسام :

    القسم الأول السماع من لفظ الشيخ : وهى أعلى مراتب التلقي للحديث وبواسطتها تلقى الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وينقسم السماع إلى إملاء وتحديث من غير إملاء ويكون من حفظه ويكون من كتابه ويجوز لمن تحمل عن طريق السماع أن يؤدى بكل ألفاظ الأداء مثل حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وعن وقال وقد درج على هذا أكثر رواة الحديث المتقدمين ثم وجدوه توسعًا يؤدى إلى اشتباه السماع بغيره لذلك رجحوا الأداء بلفظ يدل على السماع فى استعمال المحدثين وأرفع الألفاظ سمعت ثم حدثنا وحدثني والأفضل أن يقول فيما سمعه وحده من لفظ الشيخ حدثني وما سمعه من لفظه مع غيره حدثنا.

    القسم الثاني القراءة على الشيخ : وأكثرالمحدثين يسمونها عَرْضًا لكون القارئي عرض على الشيخ ما يقرؤه كعرض القرآن على المقرئ وسواء كنتَ أنت القارئ أو قرأ غيرك وأنت تسمع قرأتَ من كتاب أو من حفظك وسواء حفظ الشيخ ما يقرأ أو لم يحفظه لك نيمسك أصله هو أو ثقة وهى رواية صحيحة بلا خلاف فى جميع ذلك وهى تلي السماع فى المرتبة وأما صيغة الأداء فى الرواية بها فعلى مراتب أجودها وأسلمها أن يقول قرأت على فلان أو قرئ على فلان وأنا أسمع فأقر به ويتلوه ما يجوزمن العبارات فى السماع من لفظ الشيخ مطلقة إذا أتى بها هاهنا مقيدة بأن يقول حدثنا قراءة عليه أو أخبرنا قراءة عليه ونحو ذلك وقد صار إطلاق لفظ أخبرنا عند أداء هذا القسم هو الشائع الغالب على أهل الحديث وأن يقول فيما قرأ عليه بنفسه أخبرني وماقُرئ عليه وهو حاضر أخبرنا .


    وهو على فروع:


    الفرع الأول: إذاكان أصلُ الشيخ حالَ القراءة بيد موثوق به مُراعٍ لما يُقْرَأ أَهْلٍل ذلك فإن كان الشيخ يحفظ ما يُقْرَأ فهو كما لو كان بيده وأولى وإن كان لا يحفظه فالسماع صحيح وبه عملم عظم الشيوخ وأهل الحديث وإن كان الأصل بيد القارئ وهو موثوق بهدينا ومعرفة فهو أولى بالتصحيح فإن كان بيد مَنْ لا يُوثق بإمساكه ولا يُؤمن مِن إهماله لما يُقرأ لم يصح السماع سواء كان بيد القارئ أو غيره إذا كان الشيخ لا يحفظ ما يُقرأ .

    الفرع الثاني: إذا قرأ على الشيخ قائلا أخبرك فلان أو نحوه والشيخ ساكت مصغٍ إليه فَاهِمٌله غير منكر كفى ذلك فى صحة السماع وجواز الرواية به ولا يشترط نطق الشيخ لفظاهذا هو الصحيح الذي قطع به الجماهير من الفقهاء والمحدثين وغيرهم اكتفاء بظاهرالحال.

    الفرع الثالث: لايجوز إبدال حدثنا بأخبرنا أو عكسه فى الكتب المؤلفة .

    الفرع الرابع: إذا كان السَّامِعُ أو المُسْمِعُ يَنسخ حال القراءة فإن امتنع فهم الناسخ للمقروء لم يصح السماع وإن فهمه صح مثاله حضرالدارقطني بمجلس إسماعيل الصفَّار فجلس ينسخ جزءًا كان معه وإسماعيل يُملى فقال له بعض الحاضرين لا يصح سماعك وأنت تنسخ فقال فهمي للإملاء خلاف فهمك ثم قال تحفظ كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن فقال لا فقال الدارقطني أملى ثمانية عشر حديثًا فَعُدَّت الأحاديث فوُجِدَتْ كما قال ثم قال الحديث الأول عن فلان عن فلان ومتنه كذا والحديث الثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونهاعلى ترتيبها فى الإملاء حتى أتى على آخرها فعجب الناس منه .

    الفرع الخامس: ويجرى هذا أيضا فيما إذا كان السامع أو الشيخ يتحدث أو القارئ يفرط فى الإسراع أو كان السامع بعيدا من القارئ وما أشبه ذلك بحيث لا يفهم ويُستحب للشيخ أن يجيز للسامعين روايةجميع الكتاب الذي سمعوه لاحتمال وقوع شيء من ذلك فينجبر بالإجازة وإن كتب خطه لأحدهم كتب سمعه منى وأجزت له روايته عنى.

    الفرع السادس: يصح السماع ممن هووراء حجاب إذا عُرِفَ صوتُه إن حدث بلفظه أو حضوره بِمَسْمَعٍ منه إن قرئ عليه وينبغي أن يجوز الاعتماد فى معرفة صوته وحضوره على خبر من يُوثَقُ به فقد كان السلف يسمعون من عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين وهن يحدثن من وراء حجاب .



    تم الجزء الأول من الكتاب..



    وإلى الجزء الثاني والمعنون بـ (منهج تدوين السيرة النبوية المطهرة) بمشيئة الله تعالى..



    ولله الحمد والمنة


    والحمد لله الذي بنعمته تتم الصَّالِحَاتِ


    والحمد لله أولا وآخراً وظاهراً وباطناً.
    وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ



    سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وسلامٌ على المرسلين وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    دروس في تدوين


    السيرة النبوية الشريفة



    الدرس الأول


    السيرة في اللغة : الطريقة والهيئة ، يقال : سار بهم سيرة حسنة ، وسيَّر سيرة : أي حدَّث أحاديث الأوائل [ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (سير) .].
    وفي الاصطلاح : تاريخ حياة شخص معين . وقد تطورت دلالة هذا المصطلح بفضل كتابات العلماء المسلمين لسيرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ، وأصبحت تدل على علم مستقل ، وهو علم السيرة النبوية ، وقد يستخدم لفظ ( السيرة ) مطلقًا ليدل على السيرة النبوية أيضًا [ ينظر : دائرة المعارف الإسلامية ( الترجمة العربية ) . الكردي ، راجع عبد الحميد ، شعاع من السيرة النبوية ... ، دار الفرقان ، عمان ، الأردن ، 1985 ، ص 13 .] .
    ولما رُتِّبَت الأحاديث في الأبواب؛ جُمعت السيرة في أبواب مستقلة، كان أشهرها باب يسمى : ( المغازي والسير ) أو ( الجهاد والسير ) [ ينظر من كتب الحديث في هذا الشأن : البخاري ، الصحيح 4/17-54 على سبيل المثال .].
    غير أنه بمرور الزمن أخذت السيرة تستقل عن الحديث ، وصارت كتب السير والمغازي تؤلَّف بمفردها في النصف الثاني من القرن الأول الهجري ، وتأكدت هذه الاستقلالية في القرن الثاني الهجري .
    يروي المدائني عن ابن شهاب الزهري (ت124ﻫ) ، قال وهو يحدث عن خالد بن عبد الله بن يزيد القسري البجلي [ اليماني الأصل ، سكن دمشق ، ثم ولي مكة للوليد بن عبد الملك سنة 89 ، ثم العراقين ( الكوفة والبصرة ) سنة 105 ، وطالت ولايته حتى عزله هشام بن عبد الملك سنة 120 ﻫ ، وولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي، وسلطه عليه حتى قتله. انظر : الزركلي ، الأعلام] قال:
    قال لي خالد بن عبد الله القسري: اكتب لي النسب ، فبدأت بنسب مضر ، وما أتممته ، فقال : اقطعه ... واكتب لي السيرة.. [الأصفهاني ، الأغاني 19/59 .].

    ولا يمكن أن نفرق بين السيرة والمغازي؛ إذ هما مفهومان مترادفان، يستعملان بمعنى واحد، يقول ابن كثير متحدثًا عن ابن إسحاق : ( قال ابن إسحاق في المغازي) وهو يعني السيرة [ابن كثير، البداية والنهاية 3/243 .].
    وقد جعل الواقدي كلمة ( المغازي ) عنوانًا لكتابه ، وشمل سيرة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المدينة فقط .
    ومنذ ذلك الوقت لقيت السيرة النبوية اهتمامًا واسعًا من العلماء، خاصة علماء المدينة، الصحابة ومن بعدهم..
    فقد روي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه أنه قال :
    " كنا نُعَلِّم أبناءنا مغازيَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كما نُحَفِّظُهم الآية من القرآن.".

    وجاء هذا الاهتمام ؛ لما لأقوال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ وأفعاله من أهمية عظيمة في حياته وبعد وفاته ؛ لأنه القدوة للمسلمين ، وأنهم بحاجة إلى معرفة تفاصيل حياته ،حيث قال تعالى : [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً{21}] الأحزاب:21 .ومن الطبيعي أن تكون المدينة المنورة محضنًا لرواد علم السيرة النبوية ؛ لأنها موقع أحداث هذه السيرة ، ولأن أبناءها من الصحابة الكرام شهدوا تلك الأحداث، ونقلوها إلى أبنائهم ( التابعين )، والذين سافروا أو هاجروا منهم جميعًا، نقلوها إلى المسلمين في الأمصار التي دخلوها واستقروا فيها ، فكانوا رواد هذا العلم رواية، كما كانوا رواده تدوينًا .
    وسوف نعرض فيما يلي أبرز هؤلاء الرواد وما اشتهروا به ، وذلك حسب تسلسلهم الزمني :

    أبان بن عثمان ( ت بين 99-105 ﻫ) : وهو ابن الخليفة عثمان بن عفان، ومن كبار التابعين، ولد بالمدينة وعاش بها، وولي إدارتها سبع سنين، ومات فيها ما بين( 99-105 ﻫ ) وهو في عِداد المحدثين الذين كان لهم ميل إلى دراسة المغازي وذكره ابن سعد مع وفيات سنة 105 ﻫ. [ ينظر الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري ، نشأة علم التاريخ ، ص 21 . وابن سعد ، الطبقات 5/112 ، الذهبي ، العبر 1/129.].
    أما عن تأليفه في السيرة ، فقد أورد ابن سعد إشارة عند حديثه عن : المغيرة بن عبد الرحمن إذ قال : ( كان ثقة قليل الحديث ، إلا مغازي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏، أخذها من أبان بن عثمان ، فكان كثيرًا ما تقرأ عليه ، ويأمرنا بتعليمها) [ابن سعد ، الطبقات 5/156 .].
    وليست هذه المغازي التي رواها المغيرة عن أبان كتابًا بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة ؛ وإنما هي مجموعة من الأخبار المتعلقة بحياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ، ويبدو أن أبان بن عثمان يمثل مرحلة انتقال بين دراسة الحديث ودراسة المغازي ، ويبدو أنه لم يبق شيء من آثار المغازي التي دونها أبان [ ينظر : حسين نصار ، نشأة التدوين التاريخي عند العرب ، مكتبة النهضة المصرية ،. ص 29 .والدوري ، د. عبد العزيز، نشأة علم التاريخ ، ص 21 .].

    عروة بن الزبير : أحد كبار الفقهاء والمحدثين المدنيين ومن رواد مدرسة السيرة والتاريخ في المدينة .
    ويُعَدُّ ابنه هشام وابن شهاب الزهري أشهرَ الرواة عنه في السيرة وأخبار الأيام الأولى من تاريخ الإسلام .
    أما آثاره في السيرة ؛ فقد وصلت إلينا مقتبسات من رسائله المدونة في كتب التاريخ والسيرة ، كتاريخ الطبري ، وسيرة ابن إسحاق ، ومغازي الواقدي ، وكذلك عند المتأخرين من كُتَّاب السيرة ، كابن سيد الناس ، وابن كثير ، وغيرهم، وهذه المقتبسات هي أقدم ما وصلنا من تاريخ المغازي [ ابن سعد ، الطبقات الكبرى 5/132 . ابن قتيبة ، المعارف ، ص 98 . العجلي ، معرفة الثقات 2/133 . الذهبي ، العبر 1/110 . النووي ، تهذيب الأسماء 1/331 . ابن حجر ، تهذيب التهذيب 7/181 .].
    وكذلك وردت عنه معلومات تتعلق بالسيرة في كتب الصحاح ، كحديثه عن الهجرة في صحيح البخاري [ أورد البخاري حديث الهجرة عن عروة في حوالي ست صفحات كبيرة ، الصحيح 5/73-78 .].
    ومن الجدير بالذكر أن معظم المقتبسات هذه كانت على شكل رسائل متبادلة بين عروة والخليفة عبد الملك بن مروان - في الغالب - أو بينه وبين ابن أبي هنيدة ، الذي وُصِف بأنه صاحب الوليد بن عبد الملك . [ابن هشام ، السيرة 2/326 .].
    وهذه المقتبسات تشمل جوانب مختلفة من حياة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ؛ كبَدء الوحي ، وبعض الغزوات ، وبعض الشؤون الخاصة بالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ، وبعض الأخبار المتعلقة بالصدر الأول من الإسلام ، وأحوال المسلمين الأولى ....
    فمن أمثلة ذلك : ما أورده الطبري من جواب عروة للخليفة عبد الملك عن خبر الهجرة إلى الحبشة ، وتأتي بإسناد جاء في آخره :
    حدثنا أبان العطار قال : ثنا هشام بن عروة عن عروة ، أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان : أما بعد ؛ فإنه ـ يعني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ـ لما دعا قومه ... وعصم الله منهم من شاء ... ، أمرهم أن يخرجوا إلى أرض الحبشة . [الطبري ، تاريخ 2/328 .].
    ويَرِد إسناد آخر مماثل عن هجرة المسلمين إلى أرض ( يثرب) ، ولكن آخر الإسناد هو :
    عن عروة أنه قال ... [الطبري ، تاريخ 2/366 .]، ولم يذكر أنه كتبه إلى عبد الملك أو غيره.
    وكذلك يورد عروة بالإسناد نفسه جوابًا مكتوبًا للخليفة عبد الملك عن وقعة بدر الكبرى ، ضمَّنَه بعض الآيات القرآنية ، المتعلقة بغزوة بدر الكبرى ، ويشغل هذا النص قرابة أربع صفحات [الطبري ، تاريخ 2/421-424 .].
    وثَمَّة رسائل أخرى دَوَّنَها الطبري في تاريخه ، يرويها هشام بن عروة ، عن أبيه ، منها ما يتعلق بخبر فتح مكة ، ومنها بخبرِ غزوةِ حنين ، وآخر عن غزوة الطائف وغيرها .
    وكذلك أورد ابن هشام في السيرة ـ من رواية الزهري ـ : أن عروة كتب إلى ابن أبي هنيدة ، وكان يسأله عن آية المهاجرات بعد هدنة الحديبية ، وكان ابن أبي هنيدة صاحب الوليد بن عبد الملك .
    وجاء السند كما يلي : ( قال ابن إسحاق : حدثني الزهري ، عن عروة بن الزبير ، قال : دخلت عليه وهو يكتب كتابًا إلى ابن أبي هنيدة ؛ صاحب الوليد ...). [ابن هشام ، السيرة 3/326 .].
    ومن يُلْقِ نظرة على المقتبسات الواردة عند كُتَّاب السيرة والمؤرخين من مغازي عروة بن الزبير يلاحظ ما يأتي :
    1 - أن عروة لم يكن يلتزم الإسناد - في الغالب - وذلك لأن النظرة إلى الإسناد في زمنه كانت لا تزال مرنة ، ولم تكن القواعد الدقيقة للإسناد قد ظهرت بعد. ، كالأمثلة التي وردت سابقًا [ ينظر : الدوري ، نشأة علم التاريخ ، ص 21 ، 74 .] .
    2 - وهذا لا يعني أنه لم يذكر الإسناد في كل رواياته ، فقد ذكره في بعضها ، مثل ما ذكره عن حديث هجرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقد ذكر في وسط الخبر قوله :
    ( فأخبرتني عائشة : أنهم بينا هم ظهرًا في بيتهم ... ) [الطبري ، تاريخ 2/375 .].

    وكذلك يورد الخبر نفسه برواية أخرى ؛ إذ ساقه الطبري عن : محمد بن إسحاق ، قال :
    حدثني محمد بن عبد الرحمن ... قال : حدثني عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .فهذان الإسنادان عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، وغيرهما كثير.
    وكذلك أسند عروة عن عبد الله بن عباس ، فمثلاً ؛ فيما يتعلق بغزوة بدر ، جاء السند عند الطبري كما يلي : ( حدثني محمد بن مسلم الزهري ، وعاصم بن عمرو بن قتادة ، وعبد الله بن أبي بكر ، ويزيد بن رومان وغيرهم من علمائنا ، عن عروة عن عبد الله بن عباس ، كل قد حدثني بعض هذا الحديث ... ).. الطبري 2/427.
    3 - وأحيانًا لا يذكر من يروي عنه ، ويكتفي ( أي عروة ) بقوله : ( فأُخبِرت ) ، مثال ما أورده الطبري عن فتح مكة ، فقد جاء في وسط الجواب الذي كتبه عروة إلى الخليفة عبد الملك عن هذه الحادثة قوله : ( فَأُخبِرت أنه - أي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ - قال : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ... الخ ) الطبري 3/55 ..
    4 - وأحيانًا يورد آيات قرآنية يضمِّنها الخبر ؛ لاتصالها بالحديث الذي يرويه ، مثال ذلك ما ذكره عن أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ بمكة ، فقد جاء السند كالآتي : (... محمد بن إسحاق ، قال : حدثني يحيى بن عروة ، عن أبيه قال : كان أول من جهر بالقرآن ... عبد الله بن مسعود ... ) وغيرها الطبري 2/334-335 ..
    5 - وكان في بعض الأحيان يورد الشعر ضمن الخبر التاريخي ؛ ذلك لأن عروة من رواة الشعر ومحبيه ولقد أورد الذهبي رواية عن ... أبي الزناد، قال : ( ما رأيت أروى للشعر من عروة ... ) ، كما يبرز دور الشعر في الحياة آنذاك. [ تراجم رجال ، ص 46 .].
    6 - لم يقتصر اهتمام عروة على السيرة النبوية الشريفة في رواياته فحسب ، وإنما امتدت إلى تاريخ الخلفاء الراشدين ، فقد وردت مقتبسات كثيرة له - على سبيل المثال - عن عزم الخليفة أبي بكر رضي الله تعالى عنه على إنفاذ بعث أسامة ، على الرغم من حرج وضع المسلمين ، وخبر ردة بعض القبائل ، وما جرى بين خالد بن الوليد وأهل اليمامة ، وكذلك فيما يتعلق بقيادة الجيوش المتوجهة لفتح بلاد الشام، وخبر أجنادين ، ومرض الخليفة أبي بكر رضي الله تعالى عنه ووفاته ، وما يتعلق بواقعة القادسية ، وخبر ذهاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى (أيلة) في إحدى رحلاته إلى الشام، وخبر عن وقعة الجمل في خلافة علي رضي الله تعالى عنه ، وغيرها .

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    آخر نشاط
    17-08-2022
    على الساعة
    08:17 PM
    المشاركات
    1,224

    افتراضي

    الدرس الثاني


    شرحبيل بن سعد (ت123ﻫ) : وهو أحد العلماء الذين لهم شأن في تاريخ سيرة الرسول ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏، ولد في أواخر عهد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أو أوائل عهد عثمان رضي الله تعالى عنه ، ولقي جماعة كبيرة من الصحابة بالمدينة ، وأخذ عنهم الحديث خاصة، منهم : زيد بن ثابت، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وغيرهم، وكان يكثر من التردد على زيد بن ثابت فيقيم عنده في الأسواف. [ابن سعد ، الطبقات 5/228 . ابن حجر ، تهذيب التهذيب 4/321].
    وأشاد ابن سعد بمنزلته العلمية ، فقال : ( كان شيخًا قديمًا ... وله أحاديث ). [ابن سعد ، الطبقات 5/228].
    أما عن أهميته في المغازي فيُروى عن سفيان ابن عيينة قوله في شرحبيل بأنه : ( لم يكن أحد أعلم بالمغازي والبدريين منه ).[ابن حجر ، تهذيب التهذيب 4/321 .] .
    غير أن بعض المؤرخين والمحدثين وقف منه موقف المتحفظ ؛ ذلك أن بعضهم قال عنه :
    ( يجعل لمن لا سابقة له ، له سابقة ). [ابن حجر ، تهذيب التهذيب 10/361 .] .
    لكن موسى بن عقبة دافع عنه أشد دفاع، ويذكر ابن حجر ذلك بقوله : فسمع بذلك موسى بن عقبة فقال : وإنَّ الناس قد اجترؤوا على هذا ؟!...[ابن حجر، تهذيب التهذيب10/362 .].
    وقد أخذ عنه ابن سعد خبرًا عن هجرة النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من قباء إلى المدينة ، دون أن يذكر لهذه الفقرة أيَّ إسناد.[ابن سعد ، الطبقات 1/160].

    عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (ت135 ﻫ) : أحد مشاهير الجيل الثاني من التابعين ، وهو أحد علماء الحديث ، وقد وجَّه عناية خاصة إلى المغازي ، وفي هذا دلالة واضحة على شدة ارتباط علم الحديث بالسيرة ( المغازي ) .
    ولد عبد الله بن أبي بكر من أسرة مدنيَّة عريقة من الأنصار، ونشأ بالمدينة، وتعلم على كبار علمائها، منهم والده أبو بكر بن محمد، الذي كان من المحدثين، فشجَّع ابنه على دراسة الحديث، كما أخذ عن خالة أبيه ؛ عمرة بنت عبد الرحمن، وعن أنس، وسالم بن عبد الله بن عمر، ... وعروة بن الزبير، والزهري، وأبي الزناد وهم من أقرانه [ابن حجر ، تهذيب التهذيب 5/164-165 . السخاوي ، التحفة اللطيفة 2/302 .] . وروى عنه الزهري أيضًا ، وابن أخيه عبد الملك بن محمد ، وهشام بن عروة ، وفليح بن سليمان ، وابن إسحاق ، والسفيانان ، وابن لهيعة ، وابن علية ، وغيرهم [ابن حجر ، تهذيب التهذيب 5/164-165 . السخاوي ، التحفة اللطيفة 2/302 .].
    كان عبد الله بن أبي بكر من مشاهير المحدثين في المدينة ، وقد وَثَّقَه كثير من العلماء والمحدثين ، فوصفه الإمام مالك بقوله : ( كان كثير الحديث ، وكان رجل صِدْق) [ابن حجر ، تهذيب التهذيب 5/165 .].
    وقال ابن سعد : ( كان كثير الحديث عالمًا ... ) [الذهبي ، تراجم رجال ، ص 25 ].
    وكذلك وثقه ابن معين ، وأبو حاتم ، والنسائي [ابن حجر ، تهذيب التهذيب 5/165 .]،.
    توفي عبد الله في المدينة سنة 135ﻫ ، ويقال سنة 130 ﻫ ، والأول أرجح . [الذهبي ، تراجم رجال ، ص 25 .]
    ومن خلال المقتبسات الكثيرة - التي نقلت عن عبد الله بن أبي بكر - في كتب السيرة والتاريخ ، يمكن للباحث أن يتصور مدى الأثر الكبير الذي تركه عبد الله فيما يتعلق بالمغازي بخاصة ، وبتاريخ حياة النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتاريخ صدر الإسلام عامة ، وكان من بين الروايات التي نقلت عنه : عند ابن إسحاق ، والواقدي ، وابن سعد ، والطبري .
    إذ يرد في سيرة ابن هشام السند الآتي :( قال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، عن عائشة قالت : وذكر خبر الفيل ) [ابن هشام، السيرة ، 1/75 .].
    ويتكرر السند نفسه عند الحديث عن خبر الإفك [الطبري ، تاريخ 2/611 .].
    ويورد الطبري أيضًا خبر غزوات النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ حديثًا مباشرًا ، نقله ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر وقد جاء كما يلي : ( ... عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر ، قال : كان جميع ما غزا رسول الله ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه ستًا وعشرين غزوة ، أول غزوة غزاها : ( ودان ) ، وهي غزوة الأبواء ، ثم غزوة ( بواط ) إلى ناحية ( رضوى) ، ثم غزوة العشيرة ، ثم أتى على ذكر الغزوات جميعًا .
    ويورد خبر السرايا والبعوث كالآتي : ( ابن حميد قال : حدثنا سلمة قال : حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال : كانت سرايا رسول الله ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعوثه - فيما بين أن قدم المدينة وبين أن قبضه الله - خمسًا وثلاثين سرية وبعثًا ... [الطبري ، تاريخ 3/154-156 . قارن : ابن هشام ، السيرة 2/609 ، ويذكر أنها (38) غزوة .].
    وفي هذا دليل على مراعاة الترتيب الزمني في الحوادث ، ومنها الغزوات والسرايا والبعوث في عهد النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    ولم يقنع عبد الله بجمع الأخبار التي وصل إليها ، فحاول أيضًا في هذا الزمن المبكر أن يبتكر الترتيب السنوي للحوادث ، فجمع قائمة بغزوات النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتبة ترتيبًا سنويًا ، استعاره ابن إسحاق لكتابه .
    وإلى جانب اهتمامه بالرواية التاريخية فقد حفظ عبد الله بعض المدونات النبوية التاريخية ، مثل الوثيقة التي أعطاها النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جدَّه الأكبر عمرو بن حزم ليأخذها معه حين بعثه إلى أهل ( نجران ) ليفقههم في الدين [ابن هشام ، السيرة 2/594].
    وقد جاء عند ابن هشام والطبري ذكر إرسال ( عمرو بن حزم ) إليهم - كما أشرنا سابقًا - وأن النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ( كتب له كتابًا ؛ عَهِدَ إليه فيه عَهْده ، وأمره فيه بأمره : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا بيان من الله ورسوله{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ }المائدة1، عهد من محمد النبي رسول الله ( لعمرو بن حزم ) ، بعثه إلى اليمن ... ) [ابن هشام ، السيرة 2/594-595 . الطبري ، تاريخ 3/128 . مع فرق بسيط في بعض الألفاظ .] ، والكتاب ( الرسالة ) التي كتبها النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ إلى ملوك حمير، وقد جاءت هي وكتاب ( عمرو بن حزم ) بالسند نفسه:( حدثني محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر قال : قدم على رسول الله ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ كتاب ملوك حمير مَقْدَمه من تبوك ... فكتب إليهم رسول الله ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏: ( من محمد رسول الله إلى الحارث بن عبد كلال ...) [الطبري ، تاريخ 3/120 .]. وعرف عنه أنه روى بعض الشعر ، لا سيما ما رواه عن حسان بن ثابت شاعر الرسول.
    وخلاصة القول فإن عبد الله بن أبي بكر كان من السابقين إلى الاهتمام بالمغازي ، وقد راعى فيها - كما أشرنا - الترتيب الزمني ، وهذا ما يجعله من أوائل الذين وضعوا المنهج الحَولِيّ في التاريخ الإسلامي ، عند مطلع القرن الثاني قد عُنِي - فضلاً عن ذلك - بالأخبار ، إلى جانب الروايات الشفهية الكثيرة التي نقلت عنه ، وبحكم علاقته الجيدة بابن إسحاق ؛ فقد اعتمد عليه الأخير في نقل الأخبار وأكثر من الرواية عنه .[ ينظر : شاكر مصطفى ، التاريخ العربي والمؤرخين ... ، ط2 ، دار العلم للملايين ، بيروت 1979 ، ص 156 .].

    عاصم بن عمر بن قتادة (ت120 ﻫ وقيل 129 ﻫ) : هو عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر ، من بني ظفر من الأوس ، أبو عمر المدني، من أسرة مدنية عريقة من الأنصار ، كانت من السابقين للإسلام ، وكان جده ممن شارك في معركة بدر إلى جانب رسول الله ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فهو من طلائع المسلمين في المدينة ، وكان والده عمرو بن قتادة من رواة الحديث ، ولم يتقلد منصبًا رسميًا ، ولم يكن من الموسرين [ابن هشام ، السيرة 1/687 .].
    ولم نقف على سنة ولادة عاصم بن عمر ، الذي نشأ في المدينة وأخذ عن مشاهير علمائها من الصحابة مثل : جابر بن عبد الله ، ومحمود بن لبيد ، وجدته رُمَيثــَة ولها صحبة ، وأنس والحسن بن محمد بن الحنفية وعلي بن الحسن وغيرهم.
    وروى عنه من مشاهير العلماء : زيد بن أسلم ، ومن كتاب السيرة والمؤرخين محمد بن إسحاق ، وأبو الأسود يتيم عروة ، ويعقوب بن أبي سلمة الماجشون وغيرهم، وقد وفد على الخليفة عمر بن عبد العزيز بدمشق، وكان قد احتاج إلى المال، فطلب منه أن يجلس في مسجد دمشق فيحدث الناس بالمغازي ومناقب الصحابة، ففعل. [ابن حجر ، تهذيب التهذيب 5/53-54 . الذهبي ، تراجم رجال ، ص 22 .] .
    ويظهر أن سبب اختيار الخليفة عمر بن عبد العزيز عاصمًا لهذه المهمة ؛ هو كونه من أهل العلم بالمغازي ، فقد وصفه ابن سعد بذلك ، وقال : (كان راوية للعلم ، وله عِلم بالمغازي والسيرة ... ) [ابن حجر ، تهذيب التهذيب 5/54-55 . الذهبي ، تراجم رجال ، ص 22 .].
    ولم يمكث عاصم في دمشق طويلاً ، فقد عاد إلى المدينة ؛ يحدث الناس ما يقرب من عشرين عامًا.
    وثَّقَهُ كثير من العلماء ، قال ابن سعد : (كان ثقة كثير الحديث عالمًا ، وذكره ابن حبان البستي في الثقات ، وقال البزاز : ثقة مشهور ، ووثقه أبو زرعة وابن معين ... ) [ابن حجر ، تهذيب التهذيب 5/54 . الذهبي ، تراجم رجال ، ص 22 .].
    روى ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة الكثير من الروايات المتعلقة بالسيرة النبوية ، فمن العهد المكي ؛ نذكر خبرًا عن إنذار يهود برسول الله ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ، وقصة إسلام سلمان رضي الله تعالى عنه، وخبرًا عن عرض النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ نفسَه على العرب في المواسم، وقصته مع سويد بن صامت، وإسلام الأنصار في العقبة الأولى، وخبرًا عن بيعة العقبة الثانية، وكلام العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه فيها، وغير ذلك.
    وتسلسل هذه الأخبار عند ابن هشام على النحو الآتي : السيرة 1/211 ، 214 ، 425 ، 428 ، 434 ، 507 ، 524-525 ، 584 ، 606 ، 625 ، 627 ، 643 . .
    وكذلك نقل عنه ابن إسحاق روايات وأخبارًا تتعلق بالعهد النبوي من السيرة النبوية ، مثل : خبرٍ عن نقابة النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبني النجار، وأخبار تتعلق بأمر المنافقين في المدينة، وروايات تتعلق بمعركة بدر الكبرى، وخبر عن نقض بني قينقاع للعهد مع النبي ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخبار تتعلق بغزوة أحد ، وقائمة بمن استشهد فيها من المسلمين، ومقتل خبيب بن عدي، وأخبار عن غزوة الخندق، وعن غزوة بني قريظة ، وما يتعلق بغزوة بني لحيان ، وأخبار عن غزوة حنين ، ولقاء هوازن ، وعن غزوة تبوك ، وغير ذلك.
    و تسلسل هذه الروايات عند ابن هشام على النحو الآتي : السيرة 1/507 ، 524-525 ، 584 ، 606 ، 625 ، 627 ، 643 ، 2/47 ، 60 ، 67 ، 82 ، 122 ، 172-173 ، 214 ، 223 ، 227 ، 240 ، 283 ، 292 ، 442 ، 443 ، 445 ، 498 ، 516 . .
    وكذلك أخذ الواقدي عن عاصم بن عمر بن قتادة الكثيرَ من الأخبار المتعلقة بالمغازي النبوية.
    [ينظر : الواقدي ، المغازي ، الصفحات على سبيل المقارنة : 49 ، 55 ، 59 ، 75 ، 125 ، 148 ، 158 ، 251 ، 447 ، 515 ، 541 ، 733 ، 1025 ، 1029 ، وغيرها .] .
    ويُلاحظ على منهج عاصم في السيرة : أنه لا يهتم كثيرًا بالسند في رواياته ، مع أنه أَسْنَدَ عن جماعة ممن تأخرت وفاتهم من الصحابة ، وأن معظم مصادر رواته هم من الأنصار، أمثال : محمود بن لبيد، وأنس بن مالك، وعبد الله بن كعب بن مالك ، وعبد الرحمن بن جابر بن عبد الله ، وغيرهم. [ينظر لذلك ما أورده ابن هشام ، السيرة 1/214 ، 219 ، 2/87 ، 280 ، 281 ، 242 ، 498 ، 522 ، 526 ، وغيرها .].
    وأنه يورد في بعض الأحيان أشعارًا يُضمِّنها رواياته.[عن هذه المقاطع الشعرية ينظر : ابن هشام ، السيرة 2/280 ، 503 ، 514 .].
    ويُلاحظ - أيضًا - أن جلَّ اهتمام عاصم بن عمر بأخبار الأنصار؛ محاولاً إبراز موقفهم المشرف، والأعمال البطولية التي قدموها للرسول ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المعارك، واستشارته لهم ، وحبَّ الرسول ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأنصار، والتوصيةَ بهم خيرًا في آخر خطبة له قبل مماته ، فهو إذًا يهتم بتاريخ الجماعات ، لا الأفراد.

    «« توقيع زهدي جمال الدين »»

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

تدوين الحديث الشريف وعلومه1

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. منهج تدوين الحديث الشريف و السنة النبوية المطهرة - كتاب رااااائع للمهندس زهدي
    بواسطة طه محمود السيد في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-11-2012, 05:08 PM
  2. الحديث النبوي الشريف بين الرواية والتدوين
    بواسطة زهدي جمال الدين في المنتدى قسم الإسلامي العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-02-2008, 07:16 AM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29-11-2007, 02:44 AM
  4. اسهل طريقة للتأكد من صحة الحديث الشريف بسرعة
    بواسطة ايهاب حسني في المنتدى قسم الإسلامي العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19-05-2007, 08:38 PM
  5. هل يوجد ناسخ و منسوخ فى الحديث الشريف ؟
    بواسطة aspirine في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 23-07-2004, 02:43 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تدوين الحديث الشريف وعلومه1

تدوين الحديث الشريف وعلومه1