بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا تعليق على موضوع فيض الكريم في حل الأقانيم. http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=2698
وحتي لا اقطع تسلسل ردود اخونا د.هشام احوال هنا ان شاء الله التعليق على ما قاله النصارى.
سنسلم جدلا بما يقولون ونرى الكارثة التي سنصل اليها.
اقتباس: ووجود التعينات في الله لا يمس وحدانيته كما قلنا لأن التعينات هم ذات الله وليسوا أجزاء من ذاته, حاشا. بل هم ذات واحدة, جوهر واحد, لاهوت واحد
التناقض بين الوحدانية والتثليث نتجاوزه و نسايرهم في ذلك الى حين حتى نصل الى التناقض آخر. مختصر ما يقوون:
( ان الله منزه عن التغير و بالتالي من الضروري ان تكون صفات الله تطبق على اقانيمه في غياب الخلق...لأنه يمارس صفاته وعلاقاته مع ذاته بالفعل منذ الأزل!
بني ما سبق على المغالطة التالية: المتصف بصفة يجب ان يمارس تلك الصفة باستمرار.
الرحمة صفة ملازمة لله لكنه يرحم من يشاء متى يشاء. وانعدام وجود المرحوم لا ينفي صفة الرحمة عند الله. فالتغيير هنا يقع على المرحوم وليس على الرحمن. ولله المثل الاعلى. التلميذ الذكي لا ننفي عنه صفة الذكاء في غياب الكتب.
حتى اذا تجاوزنا المغالطتين يبقى منطقهم متناقضا:
الله منتقم: ويعاقب الكافر ويطرحه في بحيرة الكبريت والنار. فممن كان ينتقم الله قبل الخلق؟ هل الاقانيم كانت تنتقم من بعضها؟
الله الخالق: فهل كان الله يمارس صفة الخلق على اقنايمه؟ طبعا لا. وبالتالي كان الله يخلق منذ الازل أي ان الله لم يكن قط دون وجود شيء مخلوق. اذن الله محتاج للمخلوق ليثبت صفة الخلق. وهذا يتناقض مع الصفة التالية.
الله غني: فاقانيمه لابد انها كانت تمارس صفة الغنى حتى في انعدام الخلق. وبالتالي هي دائما في غنا عن بعضها. فكيف يكون لهم جوهر واحد اذن؟ بعبارة اخرى اتحاد الاقانيم ليس ضرورياً بل هو مناقض لصفة الغنى.
الله غفار: فهل كان الله يمارس صفة الغفران مع اقانيمه؟ استمرارية الغفران تعني استمرارية الخطيئة عند الاقانيم. اذن حتى يكون الله لغفوراً من المفروض ان تكون اقانيمه غارقة في الخطيئة باستمرار.
الله المعز المذل: فهل الاقانيم تذل بعضها باستمرار ثم د اذلالها تعز بعضها؟
الله الحكم الديان: فهل الله يدين اقانيمه باستمرار؟ ولمذا؟
الله الكريم: والكرم لا يكون إلا للمحتاج. اذن الله كرم اقانيمه المتصفة بالاحتياج؟
الله المجيب: أي من الاقانيم استجيب لها بعد ان دعت الله؟
الله المميت: هل الاقانيم تميت بعضها باستمرار؟
الله المحيي: ثم حيي بعضها بعضا باستمرار!
الله المقدم والمؤخر: هل الاقانيم تقدم وتؤخر بعضها وتتغير بستمرار؟ اذن الآب ليس هو الاول دائما في لترتيب كما تدعون.
الله المعطي المانع: الاقانيم في نفس الوقت وباستمرار كانت تعطي وتمنع عن بعضها البعض!
الله المهيمن: الاقانيم تهيمن على بعضها البعض باستمرار. وهذا تناقض ساخر. الاقنوم المهيمن ليس بهيمن لان اقنوما اخر هو ايضا مهيمنا على ما سواه.
الى اخره ...
اذن-وبناء على منطقهم دائما - الله مجبر ان يمارس صفاته سواء على نفسه او على خلقه. وبالتالي الله ليس فعالا لما يريد.
وقد نسوا ان من صفات الله انه فعال لما يريد وبعبقريتهم انكروا عليه ذلك!
اقتباس: ولابد من الإقرار بتعينات الله وإلا جعلناه جوهرآ غامضا لا يمكن الاتصال به أو معرفة شيء عنه
لا لن تستطيع معرفة شيء عن ذات الله مهما فعلت لان عقلك وحتى العقل المطلق له حدود.
تعريف حدود العقل: هي المنطقة التي يكون فيها التناقض وحيد القطب.
التناقض هو عبارة عن جملة منطقية تحتوي على قطبين متضادين. في هذه الحالة يمكن انكار وتفادي قطب واختيار القطب الثاني للاستمرار في التحليل.
هل لدينا تلك الامكانية حين نحاول الخوض في ذات الله؟ طبعا لا.
ويكفينا هذا الدليل بسيط:
السؤال عن ذات الله يلزمنا الخوض في ما قبل خلق الزمان.
والمشكلة ان قبل خلق الزمان لم يكن هناك وجود لكمة قبل. لأن كلمة قبل هي متغير زمني ولا معنى لها خارج الزمان.
اذا جملة (قبل الزمان) هو تناقض وحيد القطب محال تفاديه ولا يحق لنا استعماله كسؤال. وإلا فسنجد انفسنا كالقط الذي يركض وراء ذيله الى ما لا نهاية. هذا ابسط مثال لحدود العقل!
وللملاحظة (دون الخوض في التفاصيل): المنزهة الى حد العدم والمجسمة والنصارى كلهم لم يحترموا حدود العقل الذي خلقنا الله داخله.
فمصيبة الفريق الاول انه ذهب بالعقل خارج حدوده لتنزيه الله.
ومصيبة الفريق الثاني انه ادخل ذات الله داخل حدود العقل.
وأما النصارى جمعوا بين المصيبتين.
والغلو ملة واحدة.
.
المفضلات