السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخى دكستر على جهدك وجعله فى ميزان حسناتك
واسمح لى أن أشارك بهذه المداخلة تعليقا على نبوءات المزامير واعتقادات النصارى
يتمسك المسيحيون بالعهد القديم فقط باعتباره مجموعة من النبوءات التى تدل على صحة عقيدتهم
وذلك فى محاولة منهم للحصول على شرعية دينهم من اليهود وإقامة الحجة عليهم
لكن المشكلة أنهم مع اعترافهم بالعهد القديم إلا أنهم تجاهلوا ما فيه من أوامر وانتقوا فقط الإيمان بنبوءاته
وصدق الله العظيم حين قال : أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض
وللأسف صاروا يفسرون كل كلمة وردت في العهد القديم على أنها نبوءة على المسيح آملين أن يرضوا بها نفوسهم ليزدادوا يقينا بصحة عقيدتهم وتستريح أنفسهم
ولكن الكتاب المقدس لا يعينهم على اليقين فللأسف يرهقون أنفسهم ويحملون نصوصهم تفاسير لا تحتملها ويخرجون بحلول من نوعية الرمز لتفسير ما صعب عليهم فهمه
ولكن حتى من احتج بالعهد القديم كنبوءة عن المسيح وصلبه لم يكن موفقا فى استشهاداته بل تنطبق عليه عبارة من فمك أدينك
فمثلا حين قال متى فى إنجيله الإصحاح الرابع العدد السادس ( و قال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل لانه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك* )
نجدها موجودة فى العهد القديم فى مزمور 91 العدد12
11 لانه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك* 12 على الايدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك* 13 على الاسد و الصل تطا الشبل و الثعبان تدوس* 14 لانه تعلق بي انجيه ارفعه لانه عرف اسمي* 15 يدعوني فاستجيب له معه انا في الضيق انقذه و امجده* 16 من طول الايام اشبعه و اريه خلاصي*
ولو قرأنا المزمور لوجدناه نبوءة عن نجاة إنسان من مكيدة ورفعه وامتداد عمره
فالله يشبعه من طول الأيام
اقرأوا معى القرآن
سورة النساء الآيات 157 و 158
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً 157
بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً 158 }
وارجع للمزمور:
14 لانه تعلق بي انجيه ارفعه لانه عرف اسمي*
السؤال الشهير لماذا يشبه الله للناس ويخدعهم؟
الجواب :
طبعا بعد التسليم بحكم الله وفعله لما يريد
نرى أن الله شبه للمجرمين استهزاءا بهم وعقابا لهم والتشبيه لهم هو إضلال لهم لكى لا يصلوا لغايتهم ويظنوا أنهم ظفروا بما يريدون
وفى المزمور الثانى نرى الآتى:
الساكن فى السموات يضحك ، الرب يستهزىء بهم
وقد أعطانا الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم بعض الأسباب لهذا العقاب فى الآيات السابقة للآيات المذكورة من سورة النساء:
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156)
وفى الكتاب المقدس أمثلة كثيرة لإضلال الرب للناس مثلما جاء فى سفر الخروج الإصحاح السابع:
فقال الرب لموسى انظر انا جعلتك الها لفرعون و هرون اخوك يكون نبيك* 2 انت تتكلم بكل ما امرك و هرون اخوك يكلم فرعون ليطلق بني اسرائيل من ارضه* 3 و لكني اقسي قلب فرعون و اكثر اياتي و عجائبي في ارض مصر*
فهنا الله يقسى قلب فرعون فهل فعلنا كالمسيحيين وقلنا إذا فرعون غير مذنب لأن الله قسى قلبه؟؟
كلا بل قلنا إن الله عاقب فرعون لسوء فعله وقساوة قلبه بأنه مدّ له فى غيه جزاءا وفاقا له على عناده لله
وهناك أمثلة أخرى لا مجال لسردها هنا
واختلف المفسرون فى من وقع عليه الشبه فبعضهم قال وقع على الخائن وبعضهم قال وقع على أحد الحواريين الذى تطوع بقبول افتداء المسيح بنفسه وبعضهم قال وقع على كل الحواريين شبه المسيح
وكل ما يهمنا هو معرفة أن الله نجى المسيح وأن الرومان واليهود اختلط عليهم الأمر ولم يكونوا موقنين ممن قتلوه
لذلك نراهم حين القبض عليه يسألونه ويستفسرون منه هل هو المسيح أم لا
والمهم أن الناس بعد ذلك فتنوا أنفسهم بالمسيح وبدأوا يظنون أنه الله وكان ماكثا معهم وصعد للسماء وبعضهم قال ابن الله
وبقى البعض القليل الذى ظل على إيمانه بنبوة المسيح وتمسكوا بعقولهم ولم ينساقوا وراء الخرافات القائلة بألوهية المسيح
حتى جاء الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد للمسيح ويعرف الناس الذين ضلوا حقيقته ويحاول إعادتهم لتعاليمه
فى النهاية:أتمنى لهذا الموقع أن يكون اجتماعا طيبا لنا مع الإخوة المسيحيين ونكون عونا لبعضنا على الوصول للحق والشرط الوحيد أن يكون هناك استعداد للتخلى عن العناد وجمود التفكير
أسأل الله الهداية والسداد
«« توقيع moheb el eslam »»
المفضلات