عمل والدنا محمد عبدالمنعم الأزميرلي "المصري الجنسية والمولد والنشأة والتعليم" في العراق منذ بداية الثمانينيات بعد تخرجه في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية عام 1960 وحصوله علي الدكتوراة من موسكو في فرع دقيق هو "البوليمرات" وهو أهم فروع الأبحاث النووية العسكرية والسلمية.
سافر للعراق "معاراً" في بداية الثمانينيات وتزوج والدتنا العراقية وأنجب أبناءه رنا ورشا ومنعم.
فقبض علي والدنا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وتم ايداعه في سجن أمريكي بالقرب من مطار بغداد وكان يتم استجوابه بصفة دورية. وتوصلت سلطات الاحتلال الأمريكي إلي أنه ليس مطلوبا ضمن عملاء برامج التسليح. كما أنه لم يتورط في أي أعمال عسكرية تمس أسلحة الدمار الشامل العراقية. لأن هذه الأسلحة ليست موجودة أصلا كما ظهر للعالم كله.. وبالتالي كنا ننتظر إطلاق سراحه بين يوم وليلة كما أكد لنا العاملون بمكتب الحاكم المدني للعراق بول بريمر وضباط السجن.
لكننا فوجئنا في بداية شهر مايو الحالي بطرق شديد علي باب المنزل. وفتحنا لنجد كيسا أسود كبيرا عليه رقم "1909". اعترتنا الدهشة لأن الكيس من النوع الذي يستخدم في جمع الزبالة. فتحناه لأنه كان ثقيلا جدا. فوجدنا جثة والدنا داخله وبها تقرير في ظرف أسود صادر من مكتب الحاكم الامريكي يقول إن الوفاة سببها ضغط علي أسفل المخ.
تصادف أننا قرأنا تحقيقا في الجارديان البريطانية عن تعذيب المساجين. وعرفنا أن والدنا تم تعذيبه مع آخرين وتم ضربه بمؤخرة بندقية أو مسدس علي رأسه مما أدي إلي نزيف بالمخ وكسر في قاع الجمجمة وجرح أسفل عينه اليسري.
والآن أليس من اللائق أن تكرمه جامعة الاسكندرية التي تخرج فيها باعتباره عالما شهيدا. لقي وجه ربه علي يد زبانية الاحتلال الذين يطبقون أسلوب العدو الصهيوني في تعذيب المعتقلين وإجبارهم علي الاعتراف. كما يخفون أسباب الوفاة الحقيقية.
تكريم العالم المصري في مسقط رأسه بالاسكندرية سيرد الي اسرته بعض العزاء في قتله بهذه الصورة الغادرة. وسيكشف مزاعم الديمقراطية التي جاءت أمريكا تتشدق بها عند احتلال العراق فإذا بها تدوس عليها بالأقدام.
لقد قتلت إسرائيل والموساد العالم النووي المصري د.يحيي المشد الذي كان يعمل بالعراق عام 1981 وذلك أثناء مهمة له بفرنسا وها هي أمريكا تقتل زميله د.عبدالمنعم الأزميرلي بعد 23 عاماً في العراق ليتأكد لنا أن واشنطن وتل أبيب علي طريق واحد.
عائلة الأزميرلي
بغداد

المصدر:

http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/to...le/detail00.asp