السؤال السابع:
جاء فى سورة الأنبياء أن نوح وأهل بيته قد نجوا من الفيضان (وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) الأنبياء: 76
ولكن فى سورة هود ذكر أن أحد أولاد نوح قد غرق؟ (قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) هود: 43
فكيف يقول مرة (فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ) ومرة أخرى يقول (وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)؟
--------------------------------------------------------------------
الرد عليهم:
والمقصود بالأهل فى صورة الأنبياء هنا أهل دينه وأتباع ملته ، الذين استجابوا لنداء
الله.
وقد يقول قائل كيف ناداه أن يركب معهم مع كفره؟
أولاً: أنه كان ينافق أباه فظن نوح أنه مؤمن.
ثانياً: أنه عليه السلام كان يعلم أنه كافر ، لكنه ظن أنه لما شاهد الغرق والأهوال العظيمة ، فإنه يقبل الإيمان ، فصار يناديه أن يؤمن ويركب معهم ولا يكن مع الكافرين أى لا يتبعهم فى الكفر ويركب معهم.
ثالثاً: أن شفقة الأبوة لعلها حملته على ذلك النداء.
رابعاً: لعله ظن أن ابنه داخل فى مجمل قول الله تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) هود 40
خامساً: قد يكون قد ظن نوح أن ابنه لما كان فى معزل عن الكفار ، أنه تبرأ منهم ومن أفعالهم ، وأنه بذلك قد يكون فى عداد المؤمنين ، أو قاب قوسين أو أدنى من ذلك.
سادساً: أنه كان ابن امرأته ، وهو قول محمد بن على الباقر ، وقول الحسن البصرى ، ويروى أن علياً قرأ (ونادى نوح ابنَهَا) والضمير لامرأته ، وقرأ محمد بن على وعروة بن الزبير (ابنَهَ) بفتح الهاء يريد (ابنها).
--------------------------------------------------------------------
أبو بكر_3
المفضلات