'' أنا أفكر إذا أنا موجود '' ديكارت '' ـ حميد النابولسي .

تعتبر هذه المقولة بمثابة الغباء المكعب والمحيط بعقل ديكارت من جميع الجهات ، إذ كيف لإنسان أن يقدم الفكر على الوجود ، وكيف للاوجود أن ينتج الفكر من ذاته ، وكيف لـ '' أنا '' أن تسبق الفكر إذا كان الفكر هو الوجود .

لا شيء يأتي من لا شيء ، لا شيء يأتي من العدم ، أيضا هي إحدى مقولاته التي تتصادم مع مقولاته التي هي محطة نقدنا هذا ، فاللاشيء بمعنى اللاوجود يأتي من اللاوجود وهذا يتنقاض مع أن الفكر يدل على الوجود أو يأتي بالوجود ، فالوجود هو سبب الفكر وسبب '' أنا أفكر '' فلو كان كلام ديكارت كلام مجازي لحملناه على محمل الفكر نعمة عظيمة وهي دليل وجود الإنسان وحياته ، لكن الرجل يتخد مقولته كقانون أساسي لفرز اليقين عن الشك .

وهذا خطأ إذ أننا نجد موجودات كثيرة بدون فكر ومع ذلك فهي موجودة وقارة ، فهل المجانين ونحوهم يكونون غير موجودين بانعدام الفكر لديهم ، أنا موجود إذا أنا أفكر أو لا أفكر ، هذا هو الصواب ، فلقد وجد الإنسان ليحرك عقله ويتنقل به عبر طبقات العلم أو يجعله ساكنا ، وإذا تأملنا جيدا فاننا سنجد الوجود هو من أنتج كلمة '' أنا '' أي الإعتراف بالوجود قبل الفكر لتليها كلمة أفكر .