كثيرا ما يحدثنا التاريخ الكنسي والوثائق المسيحية عن حجم الفساد الذى لطالما ضرب بالكنيسة الارثوذكسية المصرية عبر تاريخها الطويل , وقد تعددت اشكال هذا الفساد في صور متنوعة ... ولكننا اليوم سنركز على نوع واحد من هذا الفساد الكنسي برعاية بطريرك الكنيسة شخصيا ( البابا ) ..

والذى نقدمه لاصدقائنا المسيحيين اليوم انما هو محاولة منا لإزالة الغشاوة التي يضعونها على اعينهم , وليدركوا ان ما يسمعونه من ان البابا يمثل ظل المسيح على الأرض انما هو محض اباطيل تردد واكاذيب تتكرر في جنبات الكنيسة حتى يتم لأصحاب الرتب الكنسية بسط نفوذهم وسلطانهم على عقول وأفكار هؤلاء المساكين بصورة تشبه عمليات غسيل المخ التي كثيرا ما نسمع عنها اليوم ... فلا البابا ولا اى شخص له درجة كهنوتية له العصمة ولا يوجد أي مدعى منهم له سلطان يحكم به سواء باسم الله او المسيح.

والفساد الذى تم رعايته بواسطة البابا هو الرشوة ..... نعم الرشوة ... فلقد وصل الفساد بالبابا في يوم من الأيام ان يكون مرتشيا .. والذى نقوله مدعوم بالوثائق والروابط المسيحية المعتبرة .

فمثلا يحدثنا صاحب كتاب( تاريخ البطاركة الاقباط ) عن البابا التاسع والسبعون :البابا ثيئودوسيوس الثاني ( 1294- 1300 ) تخرج من دير أبو فانه، ونظرًا لأن ارتقاءه على الكرسي البطريركي يخالف الناموس والشريعة لأنه فرض عليه فرضًا ولأنه كان محبًا للرشوة فقد أظهر الله غضبه فحدث في أيامه قحط وغلاء فاحش وانتشر مرض الطاعون بسبب قلة ماء النيل واضطر الناس إلى أكل الميتة .

المرجع :

https://st-takla.org/Saints/Coptic-S...osius-II_.html


ولم يكن هذا البابا هو الوحيد من بطاركة الكنيسة الذين كانوا مرتشين , بل سبقه في ذلك البابا الخامس والسبعون : كيرلس الثالث بن لقلق الذى كان يأخذ الرشوة قسرا مقابل ان يسيم الكهنة والأساقفة ويعطيهم درجة كهنوتية في الكنيسة .

يقول صاحب كتاب ( تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية ):

ومن الأخطاء الكثيرة التي تؤخذ على كيرلس الثالث لجوءه إلى سيمونية في الرسامات الكهنوتية وكان قد تقرر عليه أن يدفع اثني عشر ألف بندقي لبيت المال (حوالي 3000 دينار) وكان لا يملك منها شيئًا، فلجأ إلى السيمونية لسداد هذا المبلغ، وهو بطبيعة الحال خطأ واضح، أما السبب فإن هذا البطريرك رُسِمَ بطريقة غير شرعية ولا تقرها قوانين الكنيسة، وقبل عنه انه لم يرسم أسقفا أو كاهنا أو شماسا إلا بالسيمونية، ورسم عددًا كبيرا من الأساقفة لأن معظم الكراسي الأسقفية كانت خالية، وقيل انه في اقل من سنه رسم أكثر من 40 أسقفا وعددًا لا يُحصى من القسوس والشمامسة، وكان عذره الذي يقدمه دائما إزاء هذا النقد هو جميع ما يجب دفعة من المال للسلطان، وبسبب السيمونية ابتعد عنه أكثر مَنْ كانوا ملتصقين به، حتى نشئ الخلافة نفسه، وقد تعرض لإهانات وحبس بسبب التصرفات التي أنكرها عليه الجميع.

المرجع :

https://st-takla.org/Saints/Coptic-S...yril-III_.html

والسيمونية التي انتشرت في عهد هذا البابا وخلفائه هي هرطقة تنسب الى سايمون الساحر ثم تطورت لتعنى سيامة الكهنة والاسافة عن طريق الرشوة بحسب ما جاء في قاموس المصطلحات الطقسية القبطية .

المرجع :

https://st-takla.org/Coptic-Faith-Cr...-Simoneya.html

العجيب ان كتب السنكسار القبطى التي كانت تؤرخ لهذين البابوين ختمت مقالها عن كل واحد منهما بإضافة جملة ( صلاته تكون معنا ...امين ) ... فأى صلاة وأى رجاء واى شفاعة يمكن ان يرتجى من المرتشين والفاسدين ؟..... حقا انه امر يثير الاندهاش والاستنكار في ان واحد

الاعجب ان نفس المصدر ( تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية ) كتب عن البابا اثناسيوس الثالث الذى جاء بعد البابا المرتشى كيرلس بن لقلق انه :

عندما جلس على الكرسي بذل كل ما في وسعه لإصلاح الكنيسة وإصلاح ما أفسده سلفه البابا كيرلس بن لقلق، فضغط على الأساقفة الذين ارتقوا لتلك الوظيفة الكهنوتية بواسطة السيمونية -الأسلوب الذي تميز به البابا كيرلس بن لقلق- فعاملهم بقساوة عظيمة، فكان ذلك سببًا في أن ترك كثير من الأساقفة الأقباط الإيمان الأرثوذكسي.

المرجع : https://st-takla.org/Saints/Coptic-S...sius-III_.html

تخيلوا ان الاقباط وصلوا في يوم من الأيام للتنازل عن مذهبهم الأرثوذكسي مقابل ان لا يحاربهم احد في السميونية ( رشوة الكهنوت ) ... فكم كان هذا المذهب وقتها رخيصا وهينا بل هشا في عيون هؤلاء ... وكم تكذب الكنيسة الارثوذكسية على المساكين التي تسوقهم هذه الكنيسة كذبا وادعاءا باسم الرب انها كنيسة الطريق المستقيم والإيمان الأصيل الذى جاء به المسيح والرسل من بعده , وكم تزعم الكنيسة بانها دائما ما تفتخر انها وحدها دون غيرها من الكنائس الأخرى ( بروتستانت وكاثوليك وشهود يهوة ..الخ ) حفظت طريق الرب وشرائعه من ان تقع في ايدى الهراطقة والكذبة والمحتالين .

مجد الإسلام