- 3- كيف جاء مصلح أدركون في زمان سيدنا داود عليه الصلاة والسلام بينما لم يكن اليونانيين ولا الفارسيين قد غزوا بلاد الشام ونشروا بها ثقافتهم :-
في زمان سيدنا داود عليه الصلاة والسلام لم يكن الفارسيين ولا اليونانيين قد غزوا بلاد الشام وحكموها ونشروا بها ثقافتهم كما أن استخدام مصطلح دراخما على العملات المعدنية لم يكن قد تم فى ذلك الزمان
فطبقا للرأى القائل أن كلمة درهم أصلها كلمة دراخما اليونانية و التى تم اطلاقها على العملات المعدنية حدث فى القرن السادس قبل الميلاد (أى من عام 600 ق.م الى اليوم الأخير من عام 501 ق.م) و كانت قبل ذلك تطلق على عصى من الحديد وليس على عملات من ذهب و فضة
لذلك من الغريب جدا أن نجد مصطلح أدركون والتي تم ترجمتها إلى العربية (درهم) يتم اطلاقه على قطع من الذهب وهذا في سفر أخبار الأيام الأول الذي يقص حياة سيدنا داود عليه الصلاة والسلام و الذى يعتقد اليهود أنه عاش فى عام 1000 ق. م
لأن هذا يعني أن اطلاق هذا المصطلح على أوزان معينة من الذهب كان له وجود في زمان سيدنا داود عليه الصلاة والسلام في تلك المنطقة أو أن كاتب النص لم يكن يعلم أن أصل المصطلح هو كلمة فارسية أو يونانية وإنما كان يعتقد أن له أصل آخر
فنقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكري وهو يتحدث عن الفترة الزمنية التي تناولها سفرا الملوك الأول و الثاني :-
(كان سفرًا الملوك الأول والثاني في الأصل العبري سفرا واحدًا فيهما تاريخ حوادث لتاريخ يزيد عن 400 سنة وهي المدة من ملك داود الأخير حوالي سنة 1000 ق.م. إلى سقوط أورشليم سنة 586 ق.م.)
انتهى
و سفر الملوك الأول يبدأ بسيدنا داود عليه الصلاة والسلام أي أنه طبقا لاعتقاد القس أنطونيوس فإن سيدنا داود عليه الصلاة والسلام عاش في عام 1000 ق.م أي قبل أن يتم إطلاق كلمة دراخما على العملات الذهبية و إنما كان يتم إطلاقها على عصى من الحديد ، لذلك من الغريب أن نقرأ هذا النص
فنقرأ من سفر أخبار الأيام الأول :-
29 :7 و اعطوا لخدمة بيت الله خمسة الاف وزنة و عشرة الاف درهم من الذهب و عشرة الاف وزنة من الفضة و ثمانية عشر الف وزنة من النحاس و مئة الف وزنة من الحديد
ويشير العالم ليفيو ستيشينى إلى وجود تلك المصطلحات في العهد القديم فنقرأ :-
In the Old Testament the terms adarkon and darkmon refer both to the Persian daric and to the Hellenistic drachma. Biblical scholars have wasted a good deal of energy trying to prove that either one of the words means daric and that conversely the other means drachma, and that at times the text uses one for the other because of an error.
الترجمة :-
في العهد القديم المصلحان أداركون و داركون يشيران إلى كلا من داريك الفارسية و دراخما اليونانية . و قد أهدر علماء الكتاب المقدس قدرا كبيرا من الطاقة في محاولة لإثبات أن واحدة من هذه الكلمات تعني داريك و بالمقابل الأخرى تعنى دراخما . وفى أحيان يستخدم النص الواحد عوضا عن الآخر بسبب خطأ
انتهى
يعني العالم ليفيو ستيشينى يريد أن يقول أن علماء الكتاب المقدس أهدروا وقتهم في محاولاتهم لاثبات أن مصطلح Adarkon الموجود في (أخبار الأيام الأول 29: 7 ) ، (عزرا 8: 27) وكذلك مصطلح Darkemon الموجود في (عزرا 2: 69) ، (نحميا 7: 70 - 71 - 72) يعودان إلى كلمات داريك الفارسية و دراخما اليونانية ولكن كلاهما من أصل لغة من اللغات السامية
راجع الرابط :-
راجع فهرس كتاب تاريخ المقاييس :-
راجع فهرس كتب العالم ليفيو ستيشينى :-
الخلاصة :-
يعني كلمة دراخما اليونانية أصلها من اللغات السامية وهذا مثبت بالنصوص المسمارية حيث كان يستخدمها القدماء كوحدة قياس عرفها سكان الشرق الأوسط قبل ميلاد سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام بفترة زمنية طويلة و كذلك نطق الكلمة بكافة أشكالها في اللغة اليونانية تثبت أنها ليست من أصل يوناني مما يعني أن القرآن الكريم لم يخطئ عندما ذكر لنا أن القافلة باعوا سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام بدراهم معدودات ، فكلمة درهم كان لها وجود قبل زمان سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام في منطقة الشرق الأوسط بآلاف السنين
المفضلات