فقة القلوب


الآية 7 {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
قوله تعالى : {خَتَمَ اللَّهُ} 1-بَيَّن سبحانه في هذه الآية المانع لهم من الإيمان بقوله : "ختم الله". والختم ، ومعناه التغطية على الشيء والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء ، حتى لا يوصل إلى ما فيه ، ولا يوضع فيه غير ما فيه.

2-- الختم يكون محسوسا ، . فالختم على القلوب : عدم الوعي عن الحق - سبحانه - مفهوم مخاطباته والفكر في آياته. وعلى السمع : عدم فهمهم للقرآن إذا تلي عليهم أو دعوا إلى وحدانيته. وعلى الأبصار : عدم هدايتها للنظر في مخلوقاته وعجائب مصنوعاته ، هذا معنى قول ابن عباس وابن مسعود وقتادة وغيرهم.

3-- في هذه الآية أدل دليل وأوضح سبيل على أن الله سبحانه خالق الهدى والضلال ، والكفر والإيمان ، ، فإن الختم هو الطبع فمن أين لهم الإيمان ولو جهدوا ، وقد طبع على قلوبهم وعلى سمعهم وجعل على أبصارهم غشاوة ، فمتى يهتدون ، أو من يهديهم من بعد الله إذا أضلهم وأصمهم وأعمى أبصارهم {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر : 23] وكان فعل الله ذلك عدلا فيمن أضله وخذله ، إذ لم يمنعه حقا وجب له فتزول صفة العدل ، وإنما منعهم ما كان له أن يتفضل به عليهم لا ما وجب لهم.

4- قوله تعالى : {عَلَى قُلُوبِهِمْ} فيه دليل على فضل القلب على جميع الجوارح. والقلب للإنسان وغيره. وخالص كل شيء وأشرفه قلبه ، فالقلب موضع الفكر. وما سمي القلب إلا من تقلبه ... فاحذر على القلب من قلب وتحويل . 2-روى ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "مثل القلب مثل ريشة تقلبها الرياح بفلاة" . الصحيحة
3-ولهذا المعنى كان عليه الصلاة والسلام يقول : "اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك" . الصحيحة فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله مع عظيم قدره وجلال منصبه فنحن أولى بذلك اقتداء به ، قال الله تعالى : {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال : 24].
5-- الجوارح وإن كانت تابعة للقلب فقد يتأثر القلب - وإن رئيسها وملكها - بأعمالها للارتباط الذي بين الظاهر والباطن
2-وقال مجاهد : القلب كالكف يقبض منه بكل ذنب إصبع ، ثم يطبع.
قلت : وفي قول مجاهد هذا ، وقوله عليه السلام : "إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" متفق علية
3- وقد روى مسلم عن حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر : حدثنا أن "الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة" .
ثم حدثنا عن رفع الأمانة قال :
"ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المَجْل كجمر دحرجته على رجلك فنَفطَ فتراه منتبرا وليس فيه شيء - ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا حتى يقال للرجل ما أجلده ما أظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه علي دينه ولئن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه علي ساعيه وأما اليوم فما كنت لأبايع منكم إلا فلانا وفلانا" .
تفسير مفردات الحديث
ففي قوله : "الوكت" وهو الأثر اليسير. و "المَجْل" ، وهو أن يكون بين الجلد واللحم ماء ، وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : "كجمر دحرجته" أي دورته على رجلك فنفط. "فتراه منتبرا" أي مرتفعا - ما يدل على أن ذلك كله محسوس في القلب يفعل فيه ، وكذلك الختم والطبع ، والله أعلم.
4-وفي حديث حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أُشْرِبها نُكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسودُ مُربادٌّ كالكوز مُجَخِّيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه..." وذكر الحديث "مجخيا" : مسلم يعني مائلا.

السادسة- القلب قد يعبر عنه بالفؤاد والصدر ، قال الله تعالى : {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} [الفرقان : 32] وقال : {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح : 1] يعني في الموضعين قلبك. وقد يعبر به عن العقل ، قال الله تعالى : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق : 37] أي عقل ، لأن القلب محل العقل في قول الأكثرين. والفؤاد محل القلب ، والصدر محل الفؤاد ، والله أعلم.

السابعة- قوله تعالى : {وَعَلَى سَمْعِهِمْ} استدل بها من فضل السمع على البصر لتقدمه عليه ، وقال تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ} [الأنعام : 46]. وقال : {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ} [السجدة : 9]. قال : والسمع يدرك به من الجهات الست ، وفي النور والظلمة ، ولا يدرك بالبصر إلا من الجهة المقابلة ، وبواسطة من ضياء وشعاع.
الثامنة- - قوله تعالى : {وَلَهُمْ} أي للكافرين المكذبين {عَذَابٌ عَظِيمٌ} نعته. والعذاب مثل الضرب بالسوط والحرق بالنار والقطع بالحديد ، إلى غير ذلك مما يؤلم الإنسان.

===================الداعى للخير كفاعلة==============
===============لاتنسى===================
=======جنة عرضها السموات والارض======
====== لاتنسى ======
======سؤال رب العالمين ======
=======ماذا قدمت لدين الله======
====انشرها فى كل موقع ولكل من تحب واغتنمها فرصة اجر كالجبال=======