إنها الصحابية الشهيدة .. التي أذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإمامة ..الحافظة لكتاب الله رضي الله عنها , أسلمت الشهيدة على يد مصعب بن عمير رضي الله عنه حينما جاء إلى المدينة تلبية لرغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ليفقه أهلها في أمور دينهم ..

أذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجعل بيتها مسجدا ومصلى ومئذنة يرفع فيها الآذان ويذكر فيها اسم الله فكانت رضي الله عنها تؤم جاراتها وصوحيباتها وتجلس إليهن بعد كل صلاة لتقدم لهن الموعظة الحسنة وتتدارس معهن كتاب الله فكانت دارها مدرسة للإسلام ..

فقال لها رسول االله صلى الله عليه وسلم (( إن الله يهدي إليك الشهادة .. وقري في بيتك شهيدة )) فأطاعت .. ومنذ ذلك اليوم .. لم يكن رسول الله يزورها مع أصحابه إلا قائلا (( انطلقوا بنا نزور الشهيدة )) وعرفت واشتهرت بهذا اللقب .. فكيف كانت شهادتها ؟!

كانت رضي الله عنها وحيدة .. بلا أم أو أب أو زوج أو ولد ..ليس لديها إلا خادم وخادمة أحسنت عليهما وأعتقتهما ولكنهما ظلا في خدمتها حتى كانت الليلة الليلاء .. التي دخلا عليها فيها ووجداها تعد مالا كثيرا فسول لهما الشيطان .. قتلها والهرب بالمال ففعلا .. وقتلت شنقا بيد فتاها .. بعد صلاة العشاء ...

إنها الشهيدة أم ورقة رضي الله عنها ..
وأمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان خليفة آنذاك عندما علم بالخبر بأنه أرسل خلفهما من قبض عليهما وقتلهما وصلبهما فكانا بذلك أول مصلوبين في الإسلام ..
مصداقا لقوله تعالى (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا ..... ))الآية
رحم الله الشهيدة التي استحقت البشرى بالجنة ..