المبحث الثامن (8-1-7) :- بالنسبة الى كلمة (الأمة ) معرفة وتترك مطلقة بدون تقييدها
كلمة الأمة و باليونانية ἔθνος وهي (ethnos )
هى فى الأصل تشير إلى :-
1- مجموعة من الناس تربطهم مكان عيش مشترك
فنقرأ من الفقرة الأولى من Thayer's Greek Lexicon :-
a multitude (whether of men or of beasts) associated or living together; a company, troop, swarm
2- أو مجموعة من الأشخاص يربطهم عرق واحد وأصل واحد
فنقرأ من الفقرة الثانية من Thayer's Greek Lexicon :-
"a multitude of individuals of the same nature or genus
وهذه الكلمة لها عدة دلالات :-
- فإذا جاءت بصيغة الجمع أي (الأمم)
فهي تعنى غير اليهود أي الوثنيين (كما أوضحت فى المبحث السابع)
- أما اذا جاءت مفرد نكرة أي (أمة)
فهي تعنى أمة أخرى (من عرق مختلف) غير اليهود (متى 24: 7 ، مرقس 13: 8 ، لوقا 21: 10 )
- أما اذا جاءت بصيغة المفرد ومعرفة أو منسوبة الى أحد من بنى اسرائيل
فهي تعنى الشعب اليهودي
فنقرأ من الفقرة الثالثة من Thayer's Greek Lexicon :-
;used (in the singular) of the Jewish people, Luke 7:5; Luke 23:2; John 11:48, 50-53; John 18:35; Acts 10:22; Acts 24:2
أي أن تلك الكلمة فى صيغتها المفرد كانت تستخدم للحديث عن الشعب اليهودي
- وفى الحقيقة أن تلك الكلمة عندما تأتى مفرد ومعرفة أو مرتبطة باليهود فهي كانت تعنى شئ من اثنان :-
أ- الاسرائيليين المقيمين فى فلسطين حيث يجمعهم مكان عيش مشترك وحكم واحد (لوقا 23: 2) ، (أعمال 24: 3 ، 3: 10 ، 10: 22 )
وكان هؤلاء عبارة عن سبطين ونصف من أسباط بنى اسرائيل وهم يهوذا وبنيامين وجزء من اللاويين وهم الكهنة
لذلك عندما كان يقول أحد الكهنة كلمة (الأمة) فهو يقصد الأمة اليهودية المقيمة فى فلسطين أي جزء من سبطين ونصف (مملكة يهوذا) وهم الذين عادوا من السبي وأقاموا فى فلسطين وكان هناك فرق بينهم وبين باقي الأسباط وبدأ هذا الفرق منذ انقسام بني إسرائيل إلى مملكتين حيث كان بينهم مشاحنات ونزاعات وحروب ، وهذه النزاعات كانت موجودة بين الأسباط حتى قبل انقسام المملكتين
فنقرأ النصوص :-
إنجيل لوقا 23: 2
وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا وَجَدْنَا هذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ، وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ، قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ».
سفر أعمال الرسل 24: 3
«إِنَّنَا حَاصِلُونَ بِوَاسِطَتِكَ عَلَى سَلاَمٍ جَزِيل، وَقَدْ صَارَتْ لِهذِهِالأُمَّةِ مَصَالِحُ بِتَدْبِيرِكَ. فَنَقْبَلُ ذلِكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ فِيلِكْسُ بِكُلِّ شُكْرٍ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَكُلِّ مَكَانٍ.
بالطبع الأمة هنا هم الشعب اليهودي المقيم فى فلسطين فقط حيث كان الوالي فيلكس حاكم على اليهودية أي طبقا لحديث الكهنة كانت للأمة (أي شعب اليهود فى فلسطين) مصالح بتدبير هذا الحاكم على اليهودية ولم تتضمن ذلك بنى إسرائيل فى الشتات الخارجين عن سلطة هذا الوالي
ب- أو أنهم يقصدون بنى اسرائيل كلهم (مملكة يهوذا ومملكة اسرائيل الشمالية )
وكان أمل كل يهودي هو أن يجتمع شمل جميع الأسباط معا ويصبحوا أمة واحدة ومملكة واحدة كما كانوا فى عهد سيدنا داود وسيدنا سليمان عليهما صلوات الله وسلامه ، وهذا المعنى استخدمه بولس فى رسالة غلاطية
المفضلات