المبحث الخامس (5-5-6) :- تناقض النصوص التي تزعم شهادة يوحنا المعمدان للمسيح عليه الصلاة والسلام
من انجيل يوحنا يخبرنا بأن يوحنا المعمدان شهد للمسيح عليه الصلاة والسلام بأنه حمل الله الذى يرفع خطايا العالم (يوحنا 1: 26 الى 1: 37) وأيضا (مت 3 :13 الى 3: 17 )
ولكن هذه النصوص عليها علامات استفهام لأن :-
- 1- تناقض النصوص تعنى أنها محرفة
تناقض ما ورد فى(مت 11 :2 الى 11: 4 ) وأيضا (لوقا 7: 17 الى 7: 22) حيث تخبرنا بأن يوحنا المعمدان لم يكن يعرف اذا كان المسيح بن مريم هو النبي المنتظر أن سينتظروا أخر
فنقرأ من انجيل متى :-
مت 11 :2 (( اما يوحنا فلما سمع في السجن باعمال المسيح )) ارسل اثنين من تلاميذه
مت 11 :3 و قال له (( انت هو الاتي ام ننتظر اخر ))
مت 11 :4 فاجاب يسوع و قال لهما اذهبا و اخبرا يوحنا بما تسمعان و تنظران
نلاحظ جملة (أما يوحنا فلما سمع فى السجن بأعمال المسيح )
أي أنه فوجئ بهذه الأعمال واراد معرفة اذا كان هذا الشخص هو النبي الذى كان ينتظره اليهود أم لا
وهذا يعنى أنه لم يشهد الشهادة التي وردت فى (يوحنا 1: 29 الى 1: 37) وأيضا (مت 3 :13 الى 3: 17 )
فكيف يكون شهد له قبل دخوله السجن ثم بعد دخوله السجن يبدأ يسمع بأفعال المسيح فيرسل تلاميذه ليستفسروا
- 2- كيف يشهد يوحنا للمسيح عليه الصلاة والسلام بأنه حمل الله الذى يرفع خطايا العالم ومع ذلك لا يكون هو وتلاميذه من أتباعه ؟؟!!!!!!
كيف يقول شخص على شخص أخر ما زعمت النصوص أن يوحنا المعمدان قاله عن المسيح عليه الصلاة والسلام
ومع ذلك لا نراه تابع له ولم يجعله قائد بل يظل يعمد ويكون له تلاميذ منفصلين ؟؟؟!!!
فنقرأ من انجيل يوحنا شهادة يوحنا المعمدان عن المسيح عليه الصلاة والسلام :-
1 :26 اجابهم يوحنا قائلا انا اعمد بماء و لكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه
1 :27 هو الذي ياتي بعدي الذي صار قدامي (( الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه ))
1 :28 هذا كان في بيت عبرة في عبر الاردن حيث كان يوحنا يعمد
1 :29 و في الغد (( نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم ))
1 :30 هذا هو الذي قلت عنه ياتي بعدي رجل صار قدامي لانه كان قبلي
المفروض أن من يقول عن شخص أنه ((ليس مستحق أن يحل سيور حذائه)) فعندما يراه يصبح تابعا له مباشرة وكذلك تلاميذه
ولكننا لا نرى ذلك والذى نراه ان ليوحنا المعمدان دعواه المنفصلة وتلاميذه المنفصلين الذين لا يتبعون المسيح الا بعد وفاة يوحنا المعمدان
فنقرأ من انجيل يوحنا أن يوحنا المعمدان استمر يعمد فى وجود المسيح عليه الصلاة والسلام :-
3 :22 و بعد هذا جاء يسوع و تلاميذه الى ارض اليهودية و مكث معهم هناك (( و كان يعمد ))
3 :23 (( و كان يوحنا ايضا يعمد )) في عين نون بقرب ساليم لانه كان هناك مياه كثيرة (( و كانوا ياتون و يعتمدون ))
ومن الاصحاح الرابع من انجيل متى نعرف أن يوحنا دخل السجن ومع ذلك لم يأمر تلاميذه بأن يتبعوا المسيح عليه الصلاة والسلام :-
مت 4 :12 و لما سمع يسوع ان يوحنا اسلم انصرف الى الجليل
ثم نقرأ من الاصحاح 9 أن تلاميذ يوحنا لازالوا منفصلين عن تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام ولم يتبعوه :-
مت 9 :14 حينئذ اتى اليه تلاميذ يوحنا قائلين لماذا نصوم نحن و الفريسيون كثيرا و اما تلاميذك فلا يصومون
ومن انجيل مرقس :-
2 :18 و كان تلاميذ يوحنا و الفريسيين يصومون فجاءوا و قالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا و الفريسيين و اما تلاميذك فلا يصومون
أي أن تلاميذ يوحنا حتى بعد دخوله السجن لازالوا لم يتبعوا المسيح عليه الصلاة والسلام ثم نرى فى (مت 11 :2 الى 11 :4 ) أنهم لازالوا أتباع يوحنا المعمدان
فكيف يكون المسيح عليه الصلاة والسلام هو النبي الخاتم المرسل الى العالم والذى يجب أن يتبعه الجميع وهو الوحيد الوارث للملكوت و يوحنا المعمدان يشهد بذلك فى بداية الأناجيل وبالرغم من ذلك نرى يوحنا المعمدان (المعاصر له ) وتلاميذه ظلوا غير تابعين له بل لم يتبعه تلاميذ يوحنا المعمدان الا بعد وفاته
فهذا ببساطة شديدة يعنى أن الاثنان كانا على قدم المساواة فكانا كلاهما مرسل الى بنى اسرائيل
المفضلات