- 2- كان يخبر الناس أن متاع الدنيا قليل وأن الآخرة خير وأبقى
فى كل عصر تظهر القصص الوهمية التي يتم الصاقها بأنبياء الله عز وجل
فعلى سبيل المثال :-
نجد الرواية المكذوبة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والتي تزعم أنه قال في غزوة تبوك : اغزوا تغنموا بنات الأصفر ، فقال ناس من المنافقين : إنه ليفتنكم بالنساء ، قال : فأنزل الله (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي)
انتهت الرواية المكذوبة عليه الصلاة والسلام
تمسك البعض ممن يهاجم الاسلام بتلك الرواية ضعيفة السند وتركوا آيات القرآن الكريم التي تخبرنا بالحدث وأيضا بالرواية الصحيحة والتي تخبر الناس أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يقل هذا الكلام أبدا
ولو كان فكر هؤلاء قليلا لكانوا اكتشفوا أن الرواية صحيحة السند هي الأصدق لأن :-
أ-تبوك تقع فى أرض العرب وليس أرض الروم
فكيف سيقول لهم الرسول عليه الصلاة والسلام اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر أصلا وهى أرض العرب ، فكانوا سيقاتلوا جيوش الروم ولكن فى أرض العرب ولم تكن نساء الروم تحارب
لذلك من المضحك أن يقول أحدهم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد قال هذا القول أصلا !!
فالواقع أنهم لم يغنموا بنات الأصفر لأنهم فى أرض العربولو كان الرسول عليه الصلاة والسلام قالها ما كان تبعه أحد أصلا لأنهم ما كانوا صدقوه
ولكنه لم يقلها وهم لم يتبعوه من أجل بنات الأصفر
ب- اذا حللنا الرواية الغير صحيحة سنجد أن : الرجل وهو الجد يعتبر نساء بنات الأصفر فتنةوالرسول يدعوا الى الغزو من أجل بنات الأصفر
فعندما يقول له الرجل إئذن لي من أجل الفتنة بالنساء أي حتى لا يفتن بنساء الروم
كان من المفترض ألا يأذن له الرسول عليه الصلاة والسلام وكان سيقول له أن هذه ليست بفتنة
ولكن هذا لم يحدث ولكن العكس فقد أذن له الرسول عليه الصلاة والسلامأي أنه اعتبر بنات الأصفر بالنسبة لهذا الرجل فتنة
وهذا يعنى بكل بساطة أنه لم يقل أبدا اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر
واذا رجعنا الى آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن ذلك الحدث لن نجد أبدا دعوة للقتال من أجل نساء بل العكس فانه كان يخبرهم أن متاع الدنيا قليل
قال الله تعالى :-(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ(38) إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41) لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ(44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (48) وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49))
صدق الله العظيم (سورة التوبة)
هذه الآيات تحدثنا عن ما حدث فى غزوة تبوك وعن السبب الحقيقي فى طلب المنافقين أن لا يقاتلوا
فلا يوجد أبدا فى آيات القرآن الكريم أي تشجيع على القتال من أجل النساء بل العكس فان رب العالميين يخبرهم أن متاع الحياة الدنيا قليل ، ويخبرنا القرآن الكريم أن المؤمنين هم من جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وبذلوها فى سبيل نصرة الحق ولم يقاتلوا من أجل متاع الدنيا فهم من أنفقوا
أما الرواية الصحيحة هي :-
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو في جهازه ، للجد بن قيس أخي بني سلمة : -هل لك يا جد العام في جلاد بني الأصفر؟ فقال : يا رسول الله ، أو تأذن لي ولا تفتني ، فوالله لقد عرف قومي ما رجل أشد عجبا بالنساء مني ، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر عنهن ! فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : قد أذنت لك)
انتهى
كان الجد بن قيس رجل من المنافقين ، وهو لم يكن يريد الخروج للحرب لذلك تحجج بأنه قد يرى نساء الروم عندما يذهب اليهم وقد يفتن بهم ، حتى لا يخرج ويقاتل
المفضلات