المبحث الثامن (8-1-6) :- النصوص التي تتحدث عن تعامل بولس مع البرابرة فى سفر أعمال الرسل الاصحاح 28 لا تخبرنا بكرازته بينهم
النصوص فى (أعمال 28 :1 الى 28 :11 )
تزعم ذهاب بولس الى جزيرة مليطة (مالطا) وأنه قابل أهلها البرابرة
و بالرغم من وجود علامات استفهام حول هذه القصة نظرا لما احتوته من مبالغات وقدرات لبولس لا نراها مطلقا فى رسائل بولس ، فمنها قدرة بولس على الشفاء بينما نجد فى رسائله أنه لم يستطع أن يشفى أي من أصدقائه أو أتباعه
فنقرأ من رسالة تيموثاوس الأولى :-
5 :23 لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا (( من اجل معدتك و اسقامك الكثيرة ))
تيموثاوس لديه أمراض كثيرة ومع ذلك بولس لا يستطيع شفاء مرض واحد من هذه الأمراض ليخفف التعب والألم عن تيموثاوس بقدر الامكان
وأيضا نقرأ من رسالة تيموثاوس الثانية :-
4 :20 اراستس بقي في كورنثوس و اما (( تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا ))
تروفيمس هو أيضا مريض ونرى بولس تركه فى مرضه ولم يستطع أن يشفيه ولا حتى بنصائح من أجل أن يساعده فى أعماله
وأيضا نقرأ من رسالة الى فيلبى :-
2 :25 و لكني حسبت من اللازم ان ارسل اليكم (( ابفرودتس )) اخي و العامل معي و المتجند معي و رسولكم و الخادم لحاجتي
2 :26 اذ كان مشتاقا الى جميعكم و(( مغموما لانكم سمعتم انه كان مريضا ))
2 :27 (( فانه مرض قريبا من الموت لكن الله رحمه )) و ليس اياه وحده بل اياي ايضا لئلا يكون لي حزن على حزن
أيضا ابفرودتس ظل مريض فترة حتى سمع بمرضه أهل فيلبى وكانوا فى حالة حزن عليه ولم يتوقع أحدهم أنه يمكن لبولس أن يشفيه أصلا
وبغض النظر عن هذه القدرات فان تلك النصوص لا تخبرنا بكرازة بولس بين هؤلاء البرابرة
فنلاحظ الآتي :-
- أ- بولس لم يذهب الى هؤلاء البرابرة عن قصد ولم يكن يفكر فى الذهاب اليهم ولا يهمه فى الأصل الكرازة بينهم
وانما وجوده على الجزيرة
وتحدثه مع البرابرة نتيجة مشاكل فى الابحار واحتياجه الى هؤلاء البرابرة لمساعدته على النجاة
أي أنه تعامل غير مقصود ومضطر (أعمال 27 :43 الى 28 :2 )
ووجود بولس فى مكان لا يعنى أنه بشر بين أهل هذا المكان
بدليل ما نقرأه فى سفر أعمال الرسل :-
16 :6 و بعدما اجتازوا في فريجية و كورة غلاطية (( منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في اسيا ))
16 :7 فلما اتوا الى ميسيا حاولوا ان يذهبوا الى بيثينية فلم يدعهم الروح
هذا دليل أنه ليس فى أي وقت ولا فى أي مكان تواجد فيه بولس يعنى أنه كان يكرز بالكلمة فى هذا المكان وذلك الوقت
وأيضا نرى التلاميذ ذهبوا الى أماكن ولكنهم لا يكلمون أحد بالكلمة الا اليهود
فنقرأ :-
11 :19 اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا الى فينيقية و قبرس و انطاكية و هم (( لا يكلمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط ))
وهذا لا يعنى أنهم لم يتعاملوا مع الأخرين فى أمور دنيوية ولكن المقصود هو أن الدعوة والتبشير بالكلمة كانت بين اليهود وليس بين الأمميين
المفضلات