- 2- اذا كان هناك أمميين قبلوا الكلمة وكان التلاميذ يمجدون الله عز وجل من أجل ذلك بعد قصة كرنيليوس و ايمانه ، فلماذا لم يبشر التلاميذ الا بين بنى اسرائيل فقط !!!!
فى الاصحاح 11 من المفروض أن التلاميذ سمعوا لبطرس وهو يقص عليهم رؤياه وأنهم عندما سمعوا ذلك مجدوا الله عز وجل لأنه أعطى الأمم أيضا التوبة (أعمال 11 :1 ، 11 :18)
ولكن الغريب أننا نرى فى العددان ( 11 :19 ، 11 :20 ) التلاميذ عندما تشتتوا بعد ذلك كانوا يكرزون بين بنى اسرائيل فقط وكأنهم لم يسمعوا رؤيا بطرس ولم يعرفوا بأن الله عز وجل قد أعطى للأمم التوبة
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
11 :19 اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا الى فينيقية و قبرس و انطاكية (( و هم لا يكلمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط ))
11 :20 و لكن كان منهم قوم و هم رجال قبرسيون و قيروانيون الذين (( لما دخلوا انطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين )) مبشرين بالرب يسوع
علما بأن اليونانيين المقصودين فى العدد (11 :20 ) هم بنى اسرائيل ذو الثقافة اليونانية المتكلمين باليونانية ولا يعرفون الآرامية أو العبرية
وهذا طبقا لأقوال علماء المسيحية وهذه هي الأدلة :-
- القواميس المسيحية تعتبر كلمة اليونانيين (هلينستيين) فى العدد (11: 20) مثال على اليهودي فى الشتات المتأثر بالثقافة اليونانية
ان الكلمة اليونانية المستخدمة فى هذا النص هي Ἑλληνιστής أي الهلينستية
والتي سبق وأن أوضحت أن مختلف القواميس المسيحية تفسرها على أنها اليهود المتأثرين بالثقافة اليونانية بل انها أعطت مثال بذلك فى العدد (أعمال 11: 20) أي أن القواميس المسيحية تقر بأن هذا العدد يتكلم عن بنى اسرائيل فى الشتات وليس عن الوثنيين
فمن Thayer's Greek Lexicon :-
a Hellenist, i. e. one who imitates the manners and customs or the worship of the Greeks, and uses the Greek tongue; employed in the N. T. of Jews born in foreign lands and speaking Greek (Grecian Jews): Acts 11:20 R (WH; see in Ἕλλην, 2)
- كما نقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى للعدد 6 :1 من سفر أعمال الرسل :-
(الْيُونَانِيِّينَ = Hellinists=هم المؤمنين من اليهود الذين يتكلمون اليونانية بسبب معيشتهم وسط البلاد اليونانية (راجع المقدمة).الْعِبْرَانِيِّينَ = هم المؤمنين من اليهود الذين يتكلمون العبرانية أو الآرامية، فالعبرانية هي لغة المتضلعين في دراسة الناموس (أع 2:22).)
انتهى
وهذه الصيغة وردت فى سفر أعمال الرسل فى أكثر من نص فنجدها فى (أعمال 11 :20)
وهؤلاء اليونانيين نجد سفرا المكابيين يتحدثان عنهم (مكابيين أول 1: 11 الى 1: 16 ، 10: 14 ) ، (مكابيين الثاني 4: 7 الى 4: 15 )
فالمقصود من هذا النص هو :-
ان التلاميذ الذين لا يعرفون اليونانية يبشرون بين اليهود المتكلمين بالعبرية أو الآرامية فى الشتات ولكن كان معهم يهود( سبق وأن تشتت أجدادهم ) أمنوا هم قبرسيون وقيروانين وهؤلاء كانوا يعرفون اليونانية بالطبع مع معرفتهم بالآرامية لذلك كانوا يبشرون بين اليهود ذو الثقافة اليونانية و لا يعرفون العبرية أو الآرامية
هذا ببساطة شديدة المعنى المقصود ، فهم لم يبشروا أبدا بين وثنيين غرباء عن بنى اسرائيل ولكنهم بشروا بين بنى اسرائيل فقط بمختلف أفكارهم وطوائفهم فكان المقصود باليهودي واليوناني أن كلاهما من بنى اسرائيل ولكن أحدهما متمسك باسلوب حياة أجداده اليهود أما الأخر فانه تشبه باليونانيين وقلدهم سواء فى اللغة أو العادات أو حتى العقيدة
للمزيد عن معنى اليهود واليونانيين راجع هذا الرابط :-
المفضلات