- 3- و كما كان أتباع اليهودية الهلينستية يبحثون عن شخص فى كتب اليهود المقدسة ليقوموا بتأليهه و ليقنعوا بنى اسرائيل بعبادته فكذلك كهنة مسيحية الأقانيم يبحثون عن أدلة وهمية على ألوهية للمسيح لم يقلها و لم يطلبها
من المعروف أن اليونانيين جعلوا من بعض البشر آلهة و أبناء للآلهة وعبدوها وكانوا يقولون أن زيوس أنجب أبناء من بشريات فكانوا أنصاف آلهة مثل هرقل وبيرسيوس
وكان اليونانيين فى عصر سيطرتهم على العالم يحاولون نشر أفكارهم الوثنية بين بنى اسرائيل ويخبرنا سفرا المكابيين الأول والثاني بمسايرة بعض من بنى اسرائيل هذا التوجه (مكابيين الأول 1: 10 الى 1: 16 )
فنتج عن ذلك مزج للأفكار الوثنية مع المعتقدات اليهودية والتي أسماها المؤرخين بـــ (اليهودية الهلينستية) فكان هذا التشبه يتم بطرق عديدة من ضمنها محاولة اليونانيين وأتباعهم من بنى اسرائيل البحث فى كتب اليهود عن شخصية يجعلون منها ابن للآله ويعبدونها
- أ- اليونانيين و أتباعهم من كهنة اليهود يبحثون فى الكتب المقدسة لبنى اسرائيل عن شخصية يعبدونها مثل أصنام اليونانيين :-
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
3: 48 و نشروا (( كتاب الشريعة الذي كانت الامم تبحث فيه عن مثال لاصنامها ))
والنص اليوناني طبقا للترجمة السبعينية هو :-
3 :48 καὶ ἐξεπέτασαν τὸ βιβλίον τοῦ νόμου περὶ ὧν ἐξηρεύνων τὰ ἔθνη τὰ (( ὁμοιώματα τῶν εἰδώλων αὐτῶν ))
- والكلمة اليونانية المستخدمة بمعنى (الشريعة أو الناموس ) هي :- νόμου
وطبقا لقاموس سترونج فانها تشمل العهد القديم بصفة عامة
meton: of the books which contain the law, the Pentateuch, the Old Testament ************************************ures in general.
ونفس هذه الكلمة جاءت فى النص اليوناني لرسالة كورنثوس الأولى (14: 21)
ونقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى لرسالة كورنثوس الأولى :-
(مكتوب في الناموس = لفظ الناموس يشير لكل العهد القديم)
انتهى
وأيضا من تفسير القمص تادرس يعقوب :-
(يقصد بالناموس هنا العهد القديم ككل)
انتهى
كما أن فى سفر المكابيين الأول أشار الى حرق اليونانيين لأسفار الشريعة :-
1: 59 و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار
ثم أوضح لنا سفر المكابيين الثاني أن يهوذا المكابي قام بعمل مكتبة ليجمع فيها كل ما فقدوه من كتب اليهود بسبب الحرب :-
2: 13 و قد شرح ذلك في السجلات والتذاكر التي لنحميا وكيف انشا مكتبة جمع فيها اخبار الملوك والانبياء وكتابات داود ورسائل الملوك في التقادم
2: 14 و كذلك جمع يهوذا كل ما فقد منا في الحرب التي حدثت لنا وهو عندنا
أي أن كاتب سفر المكابيين كان يقصد بأسفار الشريعة هي جميع كتب السابقين من بنى اسرائيل فكل أسفار العهد القديم كانت تؤكد على تنفيذ الشريعة وتوضحها ، لذلك عمل اليونانيين على حرقها وتدميرها
- والكلمة اليونانية التي تم ترجمتها (الأوثان ) هي :- εἰδώλων
وهى تعنى وثن أو اله زائف
أما الكلمة اليونانية المستخدمة بمعنى (مثال) هي :- ὁμοιώματα
طبقا لــــ HELPS Word-studies :-
, 3667 (homoíōma) refers to a basic analogy (resemblance), not an exact copy
والمقصود بالكلمة أنها تعنى التشابة وليس أن يكون صورة طبق الأصل
وهذا المعنى لكلمة (ὁμοιώματα) يعنى أن الوثنيين لم يبحثوا عن آلهتهم بعينها ولكنهم كانوا يبحثون عن شبيه
وهذا يعنى أن تفسير النص من سفر المكابيين هو :-
ان اليونانيين وأتباعهم من بنى اسرائيل كانوا يبحثون فى كتب اليهود عن شخصية شبيهة لآلهتهم الزائفة وهذا بالطبع حتى يقنعوا بنى اسرائيل بعبادة تلك الشخصية
على أن تكون هذه الشخصية قد أحبها اليهود وامتازت بالكرامات والأعمال الصالحة والبطولية ليجعلوا من هذه الشخصية ((اله زائف يكون شبه ألهتهم الزائفة )) يقنعوا عامة اليهود بها مثل شخصيات آلهة اليونانيين الزائفة كزيوس وغيره وكل ذلك حتى تكون العقيدة الجديدة التي سيتم بناؤها على هذه الشخصية سببا فى اقناعهم بترك الشريعة فلا يكون هناك فرق بين بنى اسرائيل وبين اليونانيين
وبالفعل ساير البعض من بنى اسرائيل وخاصة الموجودين فى الشتات، تلك الأفكار وقاموا بهذا المزج فى المعتقدات والأفكار
فمعنى ذكر سفر المكابيين لهذا الأمر أن اليونانيين وأتباعهم من بنى اسرائيل كانوا قد اختاروا بالفعل الشخصية التي حاولوا اقناع عامة اليهود بأنه ابن الاله وأنهم أعلنوا ذلك وحاولوا نشره والا ما كان ذكر سفر المكابيين هذا الأمر
- ب- ونفس الشئ فعله النصارى (المسيحيين) عندما قالوا أن المسيح عليه الصلاة والسلام هو ابن الله (تعالى الله عز وجل عما يقولون)
فقد جعلوا من انسان جعل الله عز وجل على يديه المعجزات مثل الكثير من الأنبياء اله وعبدوه ، بالرغم من أنه اعتراف علمائهم بأن المسيح عليه الصلاة والسلام لم يقل أبدا أنه اله ولم يطلب من أحد أن يعبده ، ولكن علمائهم قرروا من أنفسهم أن يتشبهوا بالوثنيين وأن يقوموا بلوى أزرع المفاهيم والنصوص ويفسرونها حسب هواهم ويحرفون فيها
فنقرأ من انجيل يوحنا :-
5 :19 فاجاب يسوع و قال لهم الحق الحق اقول لكم (( لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل )) لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك
وأيضا :-
5 :30 ((انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا )) كما اسمع ادين و دينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني
ومن سفر أعمال الرسل :-
2 :22 ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال (( يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات و عجائب و ايات صنعها الله بيده في وسطكم )) كما انتم ايضا تعلمون
وحتى المعجزات التي كان يفعلها فكان يفعلها بعد الدعاء لله عز وجل و حتى يقنع بنى اسرائيل أنه رسول الله
فنقرأ من انجيل يوحنا :-
11 :42 و انا علمت انك في كل حين تسمع لي و لكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت (( ليؤمنوا انك ارسلتني ))
للمزيد راجع هذه الروابط :-
هؤلاء الذين يزينون للناس عبادة المسيح عليه الصلاة والسلام هم من ينطبق عليهم هذا النص من سفر التثنية :-
13 :1 اذا قام في وسطك نبي او حالم حلما و اعطاك اية او اعجوبة
13 :2 و لو حدثت الاية او الاعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء الهة اخرى لم تعرفها و نعبدها
13 :3 فلا تسمع لكلام ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم و من كل انفسكم
13 :4 وراء الرب الهكم تسيرون و اياه تتقون و وصاياه تحفظون و صوته تسمعون و اياه تعبدون و به تلتصقون
لم يقل النص وراء المسيح تلتصقون ، لم يقل نبى بعبادة المسيح و لكنها ضلالات القساوسة التي فعلها قبلهم كهنة اليهود أتباع اليونانيين الوثنيين الذين كانوا يبحثون فى كتاب الشريعة على شخصية يعبدها بنى اسرائيل تشبها لليونانيين
يقول الله تعالى :- (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) صدق الله العظيم (سورة التوبة)
المفضلات