فاذا كان أغلب الأصحاحات موجهة أصلا الى اليهود باعتراف علماء المسيحية فكيف يتخيل أحدهم أن الرسالة كانت موجهة أيضا لغير اليهود فهذا مستحيل لأن الرسالة كانت وحدة واحدة أما التقسيم الى أصحاحات فكان هذا فى التراجم لتسهيل الفهم
فنقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
(أما تقسيم الأسفار إلى أصحاحات وآيات، فقد أدخل على التراجم لتسهيل الفهم، فلم تكن أسفار الكتاب المقدس مقسمة إلى أصحاحات ولا أعداد بل كان كل سفر منها متصلًا من أوله إلى آخره، ولم يكن في كل هذه الأسفار علامات فاصلة بين الجمل كالنقطة بل كانت الكلمات ملتصقة ببعضها حتى كان السطر منها ككلمة واحدة )
انتهى
اذا كانت الرسالة وحدة واحدة ، وذكر كاتب الرسالة أنه يكلم عارفين بالناموس (رومية 7 :1)
ويذكر أن من يخاطبهم لهم ايمان أي أنهم يهود من قبل أن يذهب اليهم بولس ويكرز بينهم (رومية 1 :8 ، 1 :10) ، ويقر علماء المسيحية بأن أجزاء كبيرة من الرسالة موجهة الى اليهود
فكيف يعتقد أحدهم بعد ذلك أن تلك الرسالة كانت موجهة الى أمميين أيضا ؟؟!!!!!!!!!!
هذا مستحيل أما النصوص التي تزعم مخاطبته الى الأمم وخاصة فى الاصحاح 11 فهي نصوص محرفة وزائفة لأنه كما سيتضح من باقي الأدلة أنه لم يكن هناك أمم فى روما أمنوا أصلا حتى يحدثهم
- 2- كاتب الرسالة وهو يتحدث عن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام ويقول أنه أب جميعنا لأنه الأب البيولوجي لمن يوجه اليهم حديثه وهم بنى اسرائيل :-
نجد أن كاتب الرسالة فى الاصحاح الرابع يقول (أبانا ابراهيم) فهو كان يقصد الأبوة الحقيقية وليس الأبوة الروحية ، لأنه كان يتحدث الى بنى اسرائيل فاليهود كانوا يتفاخرون ببنوتهم لسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام (يوحنا 8: 33)
- أ- الغرض من أقواله هذه الجمع بين اليهود المتمسكين بالشريعة وبين المرتدين عنها أي تجميع بنى اسرائيل الذين تشتتوا بين الأمم
والدليل على ذلك هو هذا النص :-
4 :16 لهذا هو من الايمان كي يكون على سبيل النعمة (( ليكون الوعد وطيدا لجميع النسل )) ليس لمن هو من الناموس فقط بل ايضا (( لمن هو من ايمان ابراهيم الذي هو اب لجميعنا ))
والمقصود هو :-
من هو من الناموس = الاسرائيلي الذى تمسك بالناموس ويطبقه فى حياته ليكون الوعد وطيدا لجميع النسل = جميع نسل سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام من حفيده سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام والذى يشمل الاسرائيلي المتمسك بالشريعة و الاسرائيلي الذى ارتد عنها
أي يكون الوعد لجميع هذا النسل عندما يؤمنوا ايمان سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام سواء كانوا ممن يطبقون الناموس أو ممن ارتدوا عنه (والفئتان من بنى اسرائيل) وهو أباهم جميعا بالحقيقة
فكان الغرض من أقواله هذه تجميع بنى اسرائيل الذين تشتتوا بين الأمم وانقسموا وتحزبوا وكان لكل حزب منهم فكر واعتقاد مختلف وأصبحوا تابعين للأمم التي يعيشون فيها
- ب- كاتب الرسالة يقول أن (الاسرائيليين لهم الآباء ) وهذا يؤكد أنه يقصد الأبوة والبنوة الحقيقية وليس الروحية :-
نقرأ من رسالة رومية :-
9 :3 فاني كنت اود لو اكون انا نفسي محروما من المسيح (( لاجل اخوتي انسبائي حسب الجسد ))
9 :4 الذين هم اسرائيليون و لهم التبني و المجد و العهود و الاشتراع و العبادة و المواعيد
9 :5 و لهم الاباء و منهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الها مباركا الى الابد امين
الاسرائيليين لهم الآباء أي أنه يقصد الأبوة الحقيقية وهذا كان دائما مقصده فى جميع رسائله وهو يريد أن يقول أن من سيؤمن من بنى اسرائيل سيكون هو الاسرائيلي وله الموعد
فنقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى :-
(والمواعيد= هم نالوا وعودًا كثيرة مثل ميراث أرض كنعان، والوعد بميلاد إسحق، وكلها مواعيد مفرحة. وأهم وعد حصل عليه اليهود هو أن المسيح يأتي منهم، لذلك فمن يؤمن منهم بالمسيح هو الذي يظل إسرائيلي حقًا، ومن يرفض المسيح فهو ليس إسرائيلي بالحقيقة، لذلك قال المسيح عن نثنائيل أنه إسرائيلي حقا لا غش فيه حين أتي إليه ثم آمن به يو 47:1 فما كان يميز اليهود أنهم أولاد وعد، فإذا رفضوا الموعود به يصيروا هم مرفوضين.)
انتهى
المفضلات