الله عز وجل حفظ كتبه دائما
- السؤال الذي يسأله المسيحيين هو :-
لماذا لم يحفظ الله عز وجل كتبه السابقة ؟؟!!!
الإجابة :-
السؤال خطأ ، فلم يقل أحد أن الله عز وجل لم يحفظ كتبه أو كلمته ، لقد قلنا أنهم حرفوا ولم يحفظوا كلمة الله عز وجل (لأن مسئولية حفظ الكتاب كان اختبار لهم) ، ولكن هذا لا يعني أن الكلمة لم تحفظ ، بل هي كانت دائما محفوظة بحفظ الله عز وجل ، ولكن الأسلوب تغير
فحفظ الكتاب يعنى ايصال مضمونه الصحيح للناس
وكلام الله عز وجل محفوظ دائما ، ولكن طريقة الحفظ هي التي تغيرت
ففى البداية كان الحفظ عن طريق الأنبياء الصادقين ، ثم مع القرآن الكريم كان الحفظ بجعل الرسالة عالمية وهئ لها الظروف والعوامل التي تجعل من المستحيل إخفاء الحق لأن الله عز وجل لن يبعث أنبياء بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
- وهذا نجده في كتاب المسيحيين المقدس حيث السؤال لهم :-
لماذا كان يبعث الله عز وجل الأنبياء فى الكتاب المقدس ؟؟!!!!
الإجابة :-
فى الفرق بين الأنبياء الكذبة والأنبياء الصادقين
نقرأ من سفر ارميا :-
23 :16 هكذا قال رب الجنود لا تسمعوا لكلام الانبياء الذين يتنباون لكم فانهم يجعلونكم باطلا يتكلمون برؤيا قلبهم لا عن فم الرب
ثم نقرأ :-
23 :21 لم أرسل الانبياء بل هم جروا لم اتكلم معهم بل هم تنباوا
23 :22 و لو وقفوا في مجلسي ((لاخبروا شعبي بكلامي)) و ردوهم عن طريقهم الرديء و عن شر اعمالهم
ثم نقرأ :-
23 :34 فالنبي أو الكاهن أو الشعب الذي يقول وحي الرب اعاقب ذلك الرجل و بيته
23 :35 هكذا تقولون الرجل لصاحبه و الرجل لاخيه بماذا اجاب الرب و ماذا تكلم به الرب
23 :36 اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه إذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا
يعنى الفرق هو أن الأنبياء الكذبة يخبرون الناس بكلام كذب (وبالطبع يزعمون أنه من عند الله عز وجل) بالرغم من أن من المفروض أن التوراة الحقيقية كانت بين بنى اسرائيل
فكيف حدث هذا ؟؟!!!!
هذا حدث بسبب التحريف ، فالكذبة حرفوا
ولكن ماذا فعل الله عز وجل
أرسل الأنبياء الصادقين ليخبروا بنى اسرائيل بكلامه سبحانه
ما هذا ؟؟!!!
أليس كلام الرب هو ما كان الكهنة يقدمونه للناس ؟؟!!!
لا لم يقدموا للناس كلام الرب ، ولكن قدموا لهم كلام الكذبة فنسوا كلام الرب (ارميا 23: 36) ، ولذلك أرسل الله عز وجل الأنبياء ليحفظ كلمته ليذكروا الناس بالحق
الله عز وجل كان يحفظ كلمته بالأنبياء الذين يذكرون الناس بالحق الذى نسوه بسبب التحريف
وهذا نفسه ما قاله المسيح لأتباعه في إنجيل يوحنا عن روح الحق (المعزى الآخر) الذي سوف يذكرهم بتعاليمه لهم
فنقرأ من إنجيل يوحنا :-
14 :26 و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم
والسؤال هو :-
التذكير عكس النسيان
وطالما قال المسيح أن المعزى الآخر سوف يذكركم ، فلابد أن يكون قبله نسيان
وهذا يعنى أنكم نسيتم تعاليمه الحقيقية مثلما حدث مع الأنبياء السابقين
وكما كان الأنبياء السابقين روح الحق يذكرون الناس بكلام الله عز وجل ، فكذلك روح الحق (المعزى الآخر) الذى تكلم عنه المسيح
- أما في الإسلام :-
- أ- عندما قام اليهود باعادة كتابة التوراة في قراطيس ، فهذه الاعادة كانت محرفة :-
حيث يضعون فيها ما يشاءون و يحذفون نصوص أخرى و قاموا باخفاء الكلمة الحقيقية ، ثم قدموا تلك القراطيس للناس على أنها كلام الله عز وجل ، يعني أرادوا اضلال الناس بإيصال كلام محرف ونسبه إلى الله عز وجل ، فخانوا الأمانة وفشلوا فى الاختبار
قال الله تعالى :- (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)) (سورة الأنعام)
قال الله تعالى :- (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79)) (سورة البقرة)
لقد أرادوا إخفاء الحق بهذا التحريف (راجع الآية 91 من سورة الأنعام) ، ولكن الله عز وجل كان دائما يظهره بأنبياءه ورسله ، فسبحانه بعث الأنبياء للاخبار بالكتاب الحقيقى ، وهذا سبب بعثة الأنبياء
- ب- فبعث لهم الله عز وجل المسيح بن مريم :-
حيث علمه الله عز وجل التوراة الحقيقية وأنزل اليه الانجيل ، وبهذا تم حفظ المضمون ووصل الى الناس وكان أمانة فى عنق أتباعه
قال الله تعالى :- (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (48)) (سورة آل عمران)
- ج- ولكن عندما قام أتباعه بنفس ما قام به السابقون ، بعث الله عز وجل للعالم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام :-
ليحفظ كتبه السابقة وهذا الحفظ كان بإنزال القرآن الكريم الذي به مضمون الكتب السابقة كما أنزلت بدون تحريف ، وفى نفس الوقت مهيمنا عليهم ، وبهذا تم حفظ كلام الله عز وجل
قال الله تعالى :- (وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ (13) قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ (17) إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ (19))(سورة الأعلى )
قال الله تعالى :- (وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92))(سورة الأنعام)
قال الله تعالى :- (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ)(سورة المائدة - آية 48)
نعم مصدقا لأن به المضمون الحقيقى الذى كان فى الكتب السابقة ، ومهيمنا عليه ، به اكتمل الأمر
ولأن الله عز وجل لن يبعث أنبياء آخرين بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لذلك تغيرت طريقة الحفظ ، بمعنى أن المسلمين لن يفعلوا كما فعل السابقون
- د- فلم يتحقق للمحرفين الغرض الذي قاموا من أجله بالتحريف :-
وهو إخفاء الحق ، فهذا لم يتم ، فكلمة الله عز وجل محفوظة دائما
قال الله تعالى :- (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)) (سورة التوبة)
والخيار للبشر ، فالحق بين وظاهر ، والتفريق بين نص محرف وآخر غير محرف أيضا ظاهر وعلى الإنسان أن يختار
قال الله تعالى :- (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)) (سورة البقرة)
يعنى حفظ الكتب السابقة كان بإرسال الأنبياء ليعلمون الناس المضمون الصحيح الذي يحاول الفاسدون اخفاءه وتحريفهأما حفظ القرآن الكريم كان بقدر الله عز وجل وإرادته أن لا يقوم المسلمين بتحريفه وذلك بنشر الدين وكتاب الله عز وجل بين أمم مختلفة فى جميع بقاع العالم ، ولذلك لو ضعفت أمة الا أن هناك أمم أخرى غيرها سوف تحفظ الكتاب وبذلك لن يكون أمام النفوس الضعيفة (الذين فى قلوبهم زيغ) الا اساءة التفسير ولكن حتى هؤلاء لا يمكن أن ينجحوا ، ولن يصدقهم الا من هم على شاكلتهم لأن كلام الله عز وجل واضح ، وآياته توضح بعضها بعضا ، ولذلك فالتفسير الصحيح سوف يدخل العقل والقلب بسهولة ويسر ، وسوف يجد آيات كثيرة بالقرآن الكريم تؤكد صحته
قال الله تعالى :- (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)) (سورة آل عمران)
المفضلات