- 3- عدم اتفاق معنى النصوص مع العدد 2 :15 اذا كانت الكلمة هي (الأمم) :-
اذا قرأنا العدد (2: 15) طبقا للطبعات المتداولة فهو يناقض باقي النص الذى يسبقه
فنقرأ النصوص طبقا للمتداول :-
2 :11 و لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما
2 :12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان (( ياكل مع الامم )) و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان
2 :13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم
2 :14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل (( قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا))
2 :15 (( نحن بالطبيعة يهود و لسنا من الامم خطاة ))
2 :16 اذ نعلم ان الانسان لا يتبرر باعمال الناموس بل بايمان يسوع المسيح امنا نحن ايضا بيسوع المسيح لنتبرر بايمان يسوع لا باعمال الناموس لانه باعمال الناموس لا يتبرر جسد ما
- أ- فالمعنى المقصود طبقا للنص المتداول وبه الكلمة هي (الأمم):-
كاتب الرسالة يتهم بطرس بعدم الاستقامة والنفاق (أي يشبهه بكهنة اليهود ) ( مت 23 :1 الى 23 :3 )
فيزعم أن التلاميذ وافقوا على نوعية التعاليم المنسوبة الى بولس للأمم وأنه هو المسؤول عن الأمم مثلما بطرس على الذين من الختان ( غلاطية 2 :2 الى 2 :9 )
( هذه القصة من الواضح أن الكاتب لم يستطيع أن يثبتها أمام الناس لأنه زعم قبل ذلك أن هذا النقاش لم يكن أمام عامة الناس (غلاطية 2 :2)
أي لا يوجد شهود على هذا النقاش ولا يوجد ما يؤيده فكان مجرد ادعاء منه )
ثم يزعم كاتب الرسالة أن بطرس عندما ذهب الى أنطاكية حدث بينه و بين بولس مواجهة سببها أن بطرس أكل مع الأمم، حتى اذا جاء قوم من عند يعقوب فخاف منهم وتراجع
فقال بولس لبطرس بأنه وهو يهودي (أي من المتمسكين بالشريعة فكلمة يهودي هنا بمعناها الخاص و كانت تعنى المتمسك بالشريعة) عاش أمميا عندما أكل مع الأمم فلماذا يجبر الأمم على أن يتهودوا (أي يطبقوا الشريعة )
(وانتهى كلام بولس الى بطرس عند هذا )
ثم يعلل صحة رأيه بعدم ضرورة العمل بالناموس فيقول :-
نحن (أي هو ومن يوجه اليهم الرسالة ) مولودين يهود ولسنا من الأمم خطاة (هنا يشير بوضوح الى أفضلية بنى اسرائيل عن باقي الأمم )
أي أن بسبب ميلادهم يهود فيكفي للتبرر هو الايمان بيسوع بدون بأعمال الناموس
والسؤال هو :-
ما علاقة طلب بولس من بطرس ألا يلزم الأمم بالناموس (اذا كان يقصد الأمم) ثم نجده معللا ومثبتا لصحة رأيه وكلامه قائلا بأنهم (أي هو ومن يوجه اليهم الخطاب ) مولودين يهود وليسوا من الأمم الخطاة
(أي أنه يتحدث عن بنى اسرائيل بالفعل لأنه قارن بينهم وبين الأمم الأخرى ووضح أفضليتهم عن باقي الأمم )
فان كان كاتب الرسالة يرى أن الانسان لا يتبرر بالناموس ولا يريد الزام الأمم بالناموس و يكفي الايمان بيسوع، فلماذا يعلل صحة كلامه بأنه ومن يتحدث اليهم مولودين يهود وليسوا مثل الأمم الخطاة ؟؟!!!!!!!!
- ب - ولكن اذا أخذنا العدد 2 :15 كما جاء فى طبعة Tischendorf 8th Editionفسوف يزول التناقض :-
اذا أخذنا بما جاء بطبعة Tischendorf 8th Edition ،فنجد أن هذا التناقض فى المعنى قد زال
فنقرأ النص طبقا لطبعة Tischendorf 8th Edition :-
2 :11 و لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما
2 :12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان ياكل (( مع الأمة )) و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان
2 :13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم
2 :14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم (( الامة )) ان يتهودوا
2 :15 نحن بالطبيعة يهود و لسنا(( من أمة خاطئة ))
والمعنى طبقا لـــــ Tischendorf 8th Edition هو :-
كاتب الرسالة يزعم أن بطرس عندما ذهب الى أنطاكية حدث بينه و بولس مواجهة سببها أن بطرس فى أنطاكية أكل مع الأمة (أي بنى اسرائيل فى الشتات حيث كان أغلبيتهم متأثرين بالثقافة اليونانية ولا يطبقون الشريعة)
(للمزيد راجع اليهودية الهلينستية فى هذا الرابط :-
ما هى اليهودية الهلنستية
ولكن عندما أتى قوم من عند يعقوب (كانوا متمسكين بالشريعة ) خاف بطرس وتراجع عن أكله مع الأمة و أصر أنهم يجب أن يطبقوا الشريعة حتى يكونوا مؤمنين ويخلصوا وتبع بطرس اليهود (المتمسكين بالشريعة) وكذلك برنابا (والأكيد أن بطرس لم يغير رأيه فالأكيد أن هذا كان رأيه من البداية )
ثم يزعم كاتب الرسالة أن بولس قال لبطرس:-
أنه ان كنت يهودي (أي تزعم أنك تطبق الناموس) تعيش أمميا (أي أنك أكلت مع الذين لم يختنوا فلم تطبق وصية الناموس فكنت مرتد عن الشريعة وتشبهت بالأمم ) فلماذا تلزم الأمة (أي بنى اسرائيل) أن يتهودوا (أي يطبقوا الناموس) وينتهى كلامه مع بطرس
(ملحوظة :-
كان بنى اسرائيل فى ذلك الزمان يطلقوا على المتشبه بأحد مخالف لهم مسمى هذا الشخص ، فأطلقوا على المتشبهين منهم باليونانيين مسمى (يونانيين) وعلى من تبع منهم الفلسفة الأبيقورية مسمى (أبيقوري)
انتهى
ويكمل قائلا الى من يوجه اليهم الرسالة :-
نحن (أي هو ومن يوجه اليهم الرسالة ) مولودين يهود ولسنا من أمة خاطئة (أي أن بنى اسرائيل كلهم ومنهم الذين فى الشتات يهود بالميلاد وليسوا من أمة خاطئة )
لذلك هم ليسوا بحاجة الى تطبيق الناموس ولكن يكفيهم الايمان بيسوع فالانسان لا يتبرر بالعمل بالناموس ولكن بالايمان بالمسيح عليه الصلاة والسلام (هو يعتقد أن المسيح مرسل لبنى اسرائيل فقط) ويرى أن العمل بالناموس لن يبرره فيكفي أنه مولود يهودي وأمن بيسوع المسيح
(تذكروا ما ذكرته قبل ذلك أن اليهود لديهم اعتقاد أن الاسرائيلي مهما فعل من أخطاء فهو من شعب الله وسيظل من أبناء الله ، وهذا هو ما كان يشير اليه كاتب الرسالة) (راجع الفقرة 2- المبحث الخامس فى هذا الرابط :-
أي أن :-
- عند كاتب الرسالة يكفي الانسان الذى من بنى اسرائيل (بالطبيعة يهود ولم يولد من أمة خاطئة ) ويؤمن بيسوع المسيح حتى يتبرر فليس بحاجة الى تطبيق الناموس وفرائضه
- بينما كانت عقيدة تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام الحقيقيين (الحواريين) أن على الانسان حتى يتبرر أن يؤمن بالله عز وجل ويتبع تعاليم عبده ورسوله المسيح عليه الصلاة والسلام وذلك بتطبيق الناموس كاملا (رسالة يعقوب 2 :10 ) ،(المزامير 78: 1 ، الأمثال 3: 1 ،4: 2 ، 7: 2 ، إشعياء 51: 7 ، إرميا 6: 19 )
فنقرأ من انجيل متى :-
مت 7 :21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات
والتلاميذ الحقيقيين لم يعتقدوا فى يوم ما بذبيحة الفداء- الفادي الوحيد ولا أن الناموس بطل بذبيحة الفداء (الفادي الوحيد) بدليل أننا لا نقرأ أبدا تلك العقيدة فى رسالة يعقوبولبيان مزيد من الفرق بين رسالة يعقوب ورسائل بولس فى التعاليم فى هذا الرابط
- لقد كانت ارادة الله عز وجل هو تطبيق الناموس الذى فى الحقيقة لم يكن بنى اسرائيل يطبقوه
سواء كانوا يونانيين أو يهود ، فحتى الفريسين بالرغم من بدايتهم الجيدة الا أنهم انحرفوا عن المسار الصحيح ولم يعملوا فى الحقيقة بالناموس كله وانما أخذوا أجزاء وتركوا أجزاء (يوحنا 7: 19 ، أعمال الرسل 7: 53)
المفضلات