2- وفئة اليهودي الهيليني :-
هو الاسرائيلي الذى يقيم فى الشتات حيث أخذه موطنا له اما بسبب نفى أو سبى اليونانيين للبعض من بنى اسرائيل
فنقرأ من سفر المكابيين الأول عن سبى اليونانيين لبنى اسرائيل :-
1: 34 و سبوا النساء والاولاد واستولوا على المواشي
ونقرأ :-
8: 18 و يرفعا عنهم النير لانهم راوا (( ان دولة اليونان قد استعبدت اسرائيل استعبادا ))
وكذلك سنجد نفس المعنى فى :- (مكابيين الأول 1: 39 الى 1: 42 ، 2: 9 الى 2: 11 ، 5: 9 الى 5: 13 ، 15: 40 ) ، (مكابيين الثاني 8: 10 )
وهذا اليهودي الهيليني ترك تقليد وعادات الأجداد و لا يجيد الا اليونانية فقط وفى نفس الوقت فهو خضع للحضارة اليونانية فى أمور حياته حتى أنه لا يختن ولا يقيم الشريعة ويقلد عادات وأفعال اليونانيين (أعمال 11 :20 ) ويمزج عقائدهم الوثنية بعقيدته اليهودية وهم الذين حدثت معهم المشكلة بخصوص تطبيق الناموس بعد دخولهم فى المسيحية
والدليل هو :-
18 :4 و كان يحاج في المجمع كل سبت و يقنع يهودا و يونانيين
18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء من الان اذهب الى الامم
فى العدد 4 يقول :- أن بولس كان يذهب كل سبت فى المجمع ويقنع (يهود ويونانيين) فكلمة يهود هنا كانت بدلالتها الخاصة وهى الفئة المتدينة ولا يقصد بها جميع فئات اليهود
ثم فى العدد 5 يقول :- أن بولس كان يشهد لليهود بالمسيح ، وكلمة يهود هنا أتت بدلالتها العامة أي كل اليهود من يهودي متدين يطبق الشريعة وكذلك يوناني لا يطبق الشريعة ، لأن العدد السابق ذكر أنه كان يحاج (اليهود واليونانيين) وهذا يعنى أنه كان يشهد للفئتان معا وهما اليهود واليونانيين ، ولكنه فى هذا العدد استبدلاهما بالدلالة العامة لكلمة (اليهود)
ثم فى العدد 6 يقول :- أن بولس يهدد ويقول (أنه منذ الأن سيذهب الى الأمم )، وهذا يؤكد أن كلمة (اليونانيين) فى العدد (4) كانت تعنى فئة من بنى اسرائيل فلم يكونوا من الأمم ، لأنه هدد بالذهاب الى الأمم بعد محاولة اقناعهم
(ملحوظة :- ليس كل من تم تشتيته من اليهود فى بلاد اليونان تطبع بالثقافة اليونانية )
انتهى
- أين السكان الأصليين فى البلاد التي يزورها بولس :-
أن التأثر بالثقافة اليونانية بين الشعوب المختلفة لم يكن بالقدر الذى يظنه البعض بل كان هذا التأثر طفيف عندما يكون المواطنين فى بلادهملذلك لم يتأثر السوريين كثيرا بالثقافة اليونانية ففى جنوب سوريا كان التأثر بالثقافة الاغريقية فى المراكز الحضارية السلوقية بينما فى الريف لم يكن هذا التأثر موجود فكانوا يتكلمون بلغتهم السريانيةكما أن تأثر اليهود الموجودين فى فلسطين بالثقافة اليونانية كان طفيفا بعكس يهود الشتات فكان التأثر كبيرا
نقرأ فىHellenistic period :-
The term Hellenistic also implies that the Greek populations were of majority in the areas in which they settled, while in many cases, the Greek settlers were actually the minority amongst the native populations. The Greek population and the native population did not always mix; the Greeks moved and brought their own culture, but interaction did not always occur.
(ان مصطلح هلنستك يعنى أيضا أن السكان اليونانيين كانوا أغلبية فى المناطق التي استوطنوا فيها بينما فى الكثير من الحالات كان المستوطنين اليونانيين أقلية بين السكان الأصليين . وفى الغالب لم يختلط السكان اليونانيين مع السكان الأصليين ، وانتقل الإغريق وقدموا ثقافتهم ولكن فى الغالب لم يحدث التفاعل )
انتهى
مما يعنى أن التأثر باليونانية لم يكن منتشرا بين سكان البلاد الأصليين فى الكثير من المناطق وأن سكان البلاد الأصليين احتفظوا بثقافتهم ولغتهمولكن هذا التأثر كان أكبر بين يهود الشتات المغتربين فى البلاد المختلفة والبعيدين عن فلسطينبدليل أننا نرى أن اليهود الذين عاشوا فى فلسطين فى تلك الفترة كانوا يتكلمون الآرامية وليس اليونانية وكانوا هم أيضا تأثرهم بالثقافة اليونانية قليل
(راجع الفصل الثالث الباب الثاني للمزيد من الأدلة على أن الهيليني فى العهد الجديد كان اشارة الى بنى اسرائيل الذين خضعوا للثقافة اليونانية )
وهؤلاء اليونانيين نقرأ عنهم فى سفر المكابيين الأول :-
1: 11 و خرجت منهم جرثومة اثيمة هي انطيوكس الشهير ابن انطيوكس الملك وكان رهينة في رومية وملك في السنة المئة والسابعة والثلاثين من دولة اليونان
1: 12 و في تلك الايامخرج من اسرائيل ابناء منافقون فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الاممحولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة
1: 13 فحسن الكلام في عيونهم
1: 14 و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم ان يصنعوا بحسب احكام الامم
1: 15 فابتنوا مدرسة في اورشليم على حسب سنن الامم
1: 16 و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس ومازجوا الامم وباعوا انفسهم لصنيع الشر
وأيضا :-
10: 14 غير انه بقي في بيت صور قوم من المرتدين عن الشريعة والرسوم فانها كانت ملجا لهم
وأيضا نقرأ من سفر المكابيين الثاني :-
4: 7 و كان انه بعد وفاة سلوقس واستيلاء انطيوكس الملقب بالشهير على الملك طمع ياسون اخو اونيا في الكهنوت الاعظم
4: 8 فوفد على الملك ووعده بثلاث مئة وستين قنطار فضة وبثمانين قنطارا من دخل اخر
4: 9 و ما عدا ذلك ضمن له مئة وخمسين قنطارا غيرها ان رخص له بسلطة الملك في اقامة مدرسة للتروض وموضع للغلمان وان يكتتب اهل اورشليم في رعوية انطاكية
4: 10 فاجابه الملك الى ذلك فتقلد الرئاسة وما لبث ان صرف شعبه الى عادات الامم
4: 11 و الغى الاختصاصات التي انعم بها الملوك على اليهود على يد يوحنا ابي اوبولمس الذي قلد السفارة الى الرومانيين في عقد الموالاة والمناصرة وابطل رسوم الشريعة وادخل سننا تخالف الشريعة
4: 12 و بادر فاقام مدرسة للتروض تحت القلعة وساق نخبة الغلمان فجعلهم تحت القبعة
4: 13 فتمكن الميل الى عادات اليونان والتخلق باخلاق الاجانب بشدة فجور ياسون الذي هو كافر لا كاهن اعظم
4: 14 حتى ان الكهنة لم يعودوا يحرصون على خدمة المذبح واستهانوا بالهيكل واهملوا الذبائح لينالوا حظا في جوائز الملعب المحرمة بعد المباراة في رمي المطاث
4: 15 و كانوا يستخفون بماثر ابائهم ويتنافسون بمفاخر اليونان
ونلاحظ من هذه النصوص أن سفر المكابيين قد أطلق على اليونانيين الحقيقيين مسمى (الأمم)
(ملحوظة :- الاسرائيليين فى الشتات بالفعل كانوا من بنى اسرائيل بدليل رسالة يعقوب حيث يقول :-
1 :1 يعقوب عبد الله و الرب يسوع المسيح يهدي السلام الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات
أي أن من كان يخاطبهم التلاميذ فى الشتات كانوا من بنى اسرائيل ، وهذا يؤكد أن اليونانيين المذكورين فى سفر أعمال الرسل هم من بنى اسرائيل )
المفضلات