قصيدة تتألم كلماتها، وتنزف حروفها، وتفجع معانيها من مصاب أمتنا وجرحها الغائر..
عنوان القصيدة: يؤرقني جرح الشآم

يُؤَرِّقُنِي جَيْشُ الْهُمُومِ أُقَارِعُه
ْ = كَمَا أَرْهَقَتْ فَحْلَ القَصِيدِ مَطَالِعُهْ

أُكَابِدُهُ لَيْلِي وَيَوْمِي فَأَغْتَدِي = حَزِينًا جَرَتْ فِي النَّائِبَاتِ مَدَامِعُهْ

يُؤَرِّقُنِي جُرْحُ الشَّآمِ وَصِبْيَةٌ = غَزَى حُسْنَهَا الغَالِي نَكَالٌ تُصَارِعُهْ

يُؤَرِّقُنِي أَشْقَى الشَّآمِ غَوِيُّهَا = إِذِ انْبَعَثَتْ لِلأَبْرِيَاءِ مَقَامِعُهْ

يُؤَرِّقُنِي حَالُ الـحَرَائِرِ كُلَّمَا = فَرَتْهُنَّ أَنْيَابُ العِدَا وَقَوَاطِعُهْ

دَهَى بَلَدَ الـخَيْرَاتِ كَيْدٌ فَأَقْفَرَتْ = بِهِ دُورُهُ الغَرَّا وَصَاحَتْ مَرَابِعُهْ

أَتَتْهَا مَعَاوِيلُ التَّآمُرِ فَاشْتَكَتْ = أَزِقَّتُهُ طَعْمَ الرَّدَى وَشَوَارِعُهْ

وَإِنِّي أَرَى شَعْبَ العُرُوبَةِ آوِيًا = إِلَى صَمْتِهِ الـمَشْؤُومِ وَانْهَدَّ وَازِعُهْ

فَيَا رُوحَ سُورِيَّا انْدُبِيهِ فَقَدْ غَدَا = مَوَاتًا وَعَنْ بَلْوَاكِ صُمَّتْ مَسَامِعُهْ

شُهُورٌ طِوَالٌ مِنْ جِرَاحٍ تَنَاسَلَتْ = وَضَاقَ بِهَا الشَّيْخُ الكَسِيرُ وَيَافِعُهْ

فُجِعْتِ بِقَتْلاَكِ الأَكَارِمِ شَامَنَا = وَيَمْضِي جُنُونُ القَتْلِ لاَ شَيْءَ رَادِعُهْ

سَتَنْدُبُهُمْ حِمْصٌ وَتَبْكِي رُبُوعُهَا = وَيَبْكِي تُرَابٌ مِنْ دِمَشْقَ وَجَامِعُهْ

فَخَابَ نِظَامُ القَمْعِ خَابَتْ فُلُولُهُ = وَخَابَتْ جُمُوعُ الرَّفْضِ حِقْدًا تُشَايِعُهْ

سَيُسْلِمُهُ الأَحْرَارُ لِلْمَوْتِ خَاسِئًا = فَلاَ الرَّفْضُ يُبْقِيهِ وَلاَ الغَرْبُ نَافِعُهْ

أَرَى الدَّهْرَ لَمْ يُهْدِ الأَمَانَ لِظَالِمٍ = وَمَنْ يُغْرِهِ الطُّغْيَانُ فَاللهُ وَاضِعُهْ


شعر عبد المجيد أيت عبو