دائما ما يبحث مفسرو النصارى عن اي شيء يخدم قضية الصلب والتثليث في العهد القديم ويتغافلون عما هو ضد قضيتهم بكل وضوح

ورد في المزمور 37 ما يلي :

32 الشرير يراقب الصديق محاولا أن يميته

33 الرب لا يتركه في يده، ولا يحكم عليه عند محاكمته


دائما ما يكون الصديق او البار في المزامير يشير للمسيح عند مفسري النصارى ، وإذا اضفنا الى ذلك ان الموضوع فيه محاكمة ، بينما لا توجد محاكمة في العهد الجديد إلا التي تخص المسيح ، فلا مناص هنا من ان ينطبق المزمور على المسيح

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي:

http://st-takla.org/pub_Bible-Interp...apter-037.html

يقول ان المسيح هو موضوع المزمور الرئيسي :

مزمور نبوي عظيم يكشف عن غنى البركات الممنوحة لكنيسة العهد الجديد. إن لم يكن المزمور بكامله يتحدث عن شخص السيد المسيح، فموضوعه الرئيسي هو المسيح. يُشبّه البعض كلماته بأحجار كريمة أو حبات لؤلؤ مصفوفة معًا في خيط لتصنع عقدًا ثمينًا.

تعليق :

هذا يدل على ان الموضوع هو عن المسيح

ويقول في شأن العبارتين 32 و 33 :


يبدو كأن الصديق دائمًا في قبضة الشرير، لكن الله لا يتركه هكذا. إنه يخلصه كما خلص داود من يد شاول، ومردخاي من يد هامان، وبطرس من قبضة هيرودس. وإن لم يكن ثمة مهرب من أيدي الأعداء لسببِ أو آخر في قصد الله، فإنه يفتح أبواب السماء ويأخذ قديسه إلى الفردوس كما فعل مع اسطفانوس وكل الشهداء.
لقد ترك الآب ربنا يسوع كما في أيدي أعدائه، لكن لم يُبقه هكذا، إذ قال السيد المسيح لبيلاطس: "ليس لك سلطان عليَّ إن لم تكن قد أعطيت من فوق"، كما قال: "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (يو 22: 53)؛ وكأن الظلمة قد نالت سلطانًا إلى ساعةٍ على السيد المسيح حتى يتم الخلاص بصلبه.


تعليق :

واضح ان القمص يتغافل عمدا عن موضوع "ولا يحكم عليه عند محاكمته" فلم يعلق بحرف على كلمة "المحاكمة" وينسبها الى محاكمة المسيح كما يحلو لهم دائما ، وذلك لآنها لا تخدم قضيته .

فمن الذي تمت محاكمته في اعتقاد النصارى ؟
قطعا هو المسيح
ولكن بحسب المزمور فإن الرب لن يسمح بالحكم عليه عند محاكمته (او عند إرادة محاكمته)
فهل يصلح هنا ان المحكوم عليه كان المسيح ام آخر ؟

ويعضد ذلك المزمور 35 :


7 لأنهم بلا سبب أخفوا لي هوة شبكتهم. بلا سبب حفروا لنفسي

8 لتأته التهلكة وهو لا يعلم، ولتنشب به الشبكة التي أخفاها، وفي التهلكة نفسها ليقع

9 أما نفسي فتفرح بالرب وتبتهج بخلاصه

وفي هذا إشارة لصلب آخر بدلا من المسيح ، فقد أخفى يهوذا شبكة للمسيح فوقع هو فيها

تفسير القس انطونيوس فكري :

نص المزمور
الآيات (25-40): "أيضا كنت فتى وقد شخت ولم أر صدّيقا تخلي عنه ولا ذرية له تلتمس خبزًا. اليوم كله يترأف ويقرض ونسله للبركة. حد عن الشر وافعل الخير واسكن إلى الأبد. لأن الرب يحب الحق ولا يتخلى عن أتقيائه. إلى الأبد يحفظون أما نسل الأشرار فينقطع. الصديقون يرثون الأرض ويسكنونها إلى الأبد. فم الصدّيق يلهج بالحكمة ولسانه ينطق بالحق. شريعة إلهه في قلبه. لا تتقلقل خطواته. الشرير يراقب الصدّيق محاولًا أن يميته. الرب لا يتركه في يده ولا يحكم عليه عند محاكمته. انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الأرض. إلى انقراض الأشرار تنظر. قد رأيت الشرير عاتيا وارفا مثل شجرة شارقة ناضرة. عبر فإذا هو ليس بموجود والتمسته فلم يوجد. لاحظ الكامل وانظر المستقيم فان العقب لإنسان السلامة. أما الأشرار فيبادون جميعا. عقب الأشرار ينقطع. أما خلاص الصديقين فمن قبل الرب حصنهم في زمان الضيق. ويعينهم الرب وينجيهم. ينقذهم من الأشرار ويخلصهم لأنهم احتموا به."

التفسير
في (25) الله لا يتخلى عن أولاده أبدًا. وداود هنا يقولها عن خبرة رآها في حياته. بل البار في تشبهه بإلهه نجده رحيمًا بالمحتاج، ونسله أيضًا يكون في بركة. وفي (27) دعوة لكي نسلك في فعل الخير لكي يكون لنا ميراث أبدي= أسكن إلى الأبد. وفي (30،31) نرى الصديق يلهج بالحكمة ونفهم أنه حكيم لأنه يحفظ وصايا الله. وفي (35،36) يكرر أن نجاح الشرير نجاح وقتي. وبعدها يبادون (38). وفي (37) فإن العقب لإنسان السلامة= نهاية الإنسان البار السلامة والعكس للشرير (39). العقب = Future.

تعليق :
واضح هنا ان القس فكري تغافل التعليق على العبارة 33 الخاصة بالمحاكمة ايضا لآنها ضد قضيته ، وهذه هي طريقة القوم في تجاهل كل ما ضد عقيدتهم في كتابهم المقدس وهو كثير ، فتجد المفسر وكأنه لا يرى و لا يقرأ كل ما هو ضد عقيدته ، وفي نفس الوقت يتمسك بما يشبه خيوط العنكبوت إذا وجد ما يخدم قضيته (صلب المسيح) ولو من بعيد جدا ، ويجعل من ذلك وكأنه وجد دليلا قاطعا على تنبؤ العهد القديم بصلب المسيح ام الاشارة الى الثالوث ، فيقول مثلا ان الرب قال في سفر التكوين :

"1: 26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض"

فيقولون حينئذ : " الله يتكلم بصيغة الجمع ( نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا ) لذلك فهو ثالوث وليس واحدا" !!

تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا