أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** والقسُّ جانٍ والمؤرِّخُ أخْرَقُ
والرَّبُ ثالوثٌ تعالى جَدُّهُ- *** هو واحدٌ لكنّهُ مُتَفَرِّقُ
أينَ العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ *** والأمُّ تَحْمِل بالإلهِ وتَطْلقُ
فهو الجنينُ تَحَشْرَجَتْ أوْدَاجُه *** وهو الرضيعُ المُسْتَغِيثُ المُوْثَقُ
وهو الغريبُ هنا يطاردُهُ الظما *** طَوْرا فيُسْقَى، أو يَجُوعُ فيُرْزَق
وهو الطريدُ هنا المُعذَّب ها هنا *** وهناك في عَرْضِ الصليبِ مُعَلَّقَُ
وهو الدَّفَيْنُ هنا ثلاثاً فأعْجَبُوا *** من ذا الذي يُحيي بهن ويرزقُ؟
أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** والذَّنْبُ إرثٌ والمُخَلِّصُ يُشْنَقُ
ورقابُهُمْ أُسِرَتْ بزلّةِ آدم *** ما لي بوزرِ الآخَرِينَ أُطَوَّقُ؟
واللهُ أوسعُ رحمةً وعدالةً *** من أن يُجَرِّمَهُمْ ولمّا يُخلقوا
وأرى المُخَلِّصَ لَمْ يُخلّصْ نَفْسَه *** وهو الضَّعيفُ المُسْتَباحُ المُرْهَق
وصكوكُ غُفْرَانِ الذُّنُوبِ تِجَارةٌ *** فالقسُّ يَجْمَعُ والكنيسةُ تَعْتقُ


وتُقَدَّسُ الصُلْبَانُ إجماعاً وقد *** صُلِبَ الإلهُ بها فأينَ المَنْطِقُ؟!
أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** والقِسُّ يكْذِبُ والحقائقُ تُزْهَقُ
فإذا اليهودُ القَاتِلونَ بِعُرْفِهمْ *** رَمزُ البَرَاءِ وقسُّهم يتملّقُ
كم هيّجَ الأحقادَ في حَمَلاتِهِ *** ولِكُلِّ جَيشٍ للقسَاوسِ فيلقُ
نيرانُ كُرهٍ في حُطامِ ملاحِمٍ *** والموتُ يُرْعِدُ والعَدَاوةُ تُبْرِقُ
وَفَدوا إلى أَرْضِي بِكلِّ سَريِّةٍ *** فَبَكَتْ فلسطينُ وضجَّ المَشْرِقُ
ومَحَاكمُ التَّفْتِيشِ يَشْهَدُ قَبْوهَا *** بِجَحِيمِها وسجونُها والخَنْدَقُ
وأبو غريبِ فضائحٌ مشهودةٌ *** وسجونُ كوبا أنَّةٌ تتحرّقُ
وَغَدَتْ رُبا الأَفْغانِ قاعاً صفصفاً *** وهنا العراقُ ضغائنٌ تتدفّقُ
عيسى رَسُولُ محبةٍ وتسامحٍ *** والقِسُّ يَعْبَثُ في البلادِ ويَحْرِقُ
عيسى لأخْلاقِ الوَفَاءِ منَارةُ *** والقِسُّ يَغْدُرُ بالعِبَادِ ويَسْرق
عيسى يُقيمُ المَيتَ من غَفَواتِهِ *** والقِسُّ يَغْتَالُ الحَيَاةَ ويُزْهِقُ
أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** والفِكْرُ يُغْمَطُ والحِجَا مُسْتَغْلَقُ
حاربتُمُ العِلْمَ الحديثِ بِغِلْظة ٍِ*** ودماءُ غاليلو هُنالكَ تُهْرَقُ
وغللتُمُ العَقْلَ الصَّرِيحَ تَعَنُّتا *** فإذا رؤى الإلحادِ ظلٌّ مُوْنِقُ
ولِكلِّ إنجيلٍ لديكم وُجْهةٌ *** والزَّيْفُ في أصْلِ الروايةِ يُوبِقُ
والسِفْرُ عندكمُ عُرى وثنيّةٍ *** عن بولسٍ وهو الدَّعيُّ المُلْصَقُ
وكتابُنا متواترٌ ونبيُّنا *** خيرُ البريَّة والحديثُ مُوثَّقُ
و"عشاؤكم" فيهِ القساوسُ تحتسي*** أمَّ الخبائثِ والجموعُ تُصَّفِّقُ
وبشرعِِكم لا للتعددِ والزِّنَا *** متيسِّرٌ والزوجُ ليستْ تَطْلُقُ
الزاهدونَ عن الزواجِ وقسٌّهم *** يُثني على خُلِقِ الشذوذِ فيغْدِقُ
أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** وروايةُ التأريخِ لا تتملّقُ
لمّا حكمْنا الأرضَ أشرقَ دينُنا *** نوراً وراياتُ الأمانِ تُحلِّقُ
وتألقتْ شمسُ الحضَارةِ في الدُّنا *** عدلاً وعلماً وائتلافاً يعْبِقُ
تلْكَ القصورُ الشامخاتُ شواهدٌ*** للدهرِ بالحُقِّ المُغيَّبِ تنْطِقُ
فاسألْ بلنْسية وقرْطُبة الندى *** وصروحُها بالمُعْجزاتِ تَفتَّقُ
واسألْ سُهولَ القِبْطِ كيف تسربلتْ *** أمناً وآياتُ العهودِ توثَّق
حتى إذا دارَ الزمانُ لكُمْ غدتْ *** أرضي بأصنافِ العَداوةِ تفْهَقُ
فإذا بلادُ الشامِ نارٌ تصْطَلي*** والقُدْسُ تُسْبى والخليلُ وجِلَّقُ
وإذا بذورُ الكُرْهِ تربو نبتهً*** للثائرينَ وفَجْرُهُمْ يَتفلّقُ
فإذا فلولُك مُسْلِمٌ ومُسلِّمٌ *** والهالكونُ كأنَّهُمْ لَمْ يُخلقوا
أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** والعقلُ يحجبُه الظلامُ المُطْبِقُ
ما دينُكم يا أيُّها البابا سوى *** إرهابِ رُهْبَانٍ وحُمْقٌ يغْرِقُ
فتكتْ بنا الفتيكانُ فَتْكاً حينما ***غابَ النُّهى دهراً وطاشَ المنطقُ
دعني أُخاطبُ كلَّ صاحبِ فِطْنةٍ *** واللهُ يَهْدي من يشاءُ ويُعْتِقُ
يا ابن النصارى آنَ أنْ تصحو فقدْ ***جارَتْ سياستُكم وضلَّ البطْرقُ


م
ن
ق
و
ل