التوفيق بين العدل و الرحمة والغباء العظيم ..(رحلة لتقصى الحقائق)


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

التوفيق بين العدل و الرحمة والغباء العظيم ..(رحلة لتقصى الحقائق)

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: التوفيق بين العدل و الرحمة والغباء العظيم ..(رحلة لتقصى الحقائق)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-03-2022
    على الساعة
    04:08 PM
    المشاركات
    335

    1 46 التوفيق بين العدل و الرحمة والغباء العظيم ..(رحلة لتقصى الحقائق)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
    التوفيق بين...؟ وبين ...؟ والغباء العظيم
    توفيق بين عدل و رحمة ام جمع بين ظلم وقسوة ؟
    بداهةً يمكن التوفيق بين شيئين في حالة واحدة فقط وهى اذا تم الوصول إلى منزلة وسط بينهما , حدوث هذه المنزلة من الطبيعي ان يُشترط فيه عدم وصول أيٍّ من هذين الشيئين إلى الكمال كتأثير سلبي ناتج عن هذا التوفيق .. (قسمة البلد نصفين)، الذي بدوره سوف يقتص من كمال كلٍّ من هذين الشيئين لكي يتم الوصول في النهاية إلى هذه المرحلة الوسطية التي يمكن ان تعبر عن هذا التوفيق الحادث بينهما.
    كل ذلك سوف يصب في النهاية في مصلحة من تم من اجله هذا التوفيق متمثلا في التخفيف من حدة هذا الشيء المريع الذي كان يمكن ان يلقى على عاتقه بكامله، وفي نفس الوقت هذا التوفيق لن يدع مجالا للرمي بكل الثوابت المطلقة (كالعدل والمساواة ) عرض الحائط وفى هذا إرضاء لجميع الغايات والإطراف ولكن مع بعض التنازلات من كلا الطرفين حتى يتم الحيود عن الحدة إلى الخفة ومن الشدة الى اليسر .
    ولكن كل ذلك يستوجب بقاء كلٍّ من الشيئين ولكن بشدة اقل من المعهود ..
    فلا يمكنني على سبيل المثال عند وجود ارادة للتوفيق بين اشعال النار من طرف وإخمادها في ان واحد بناء على ارادة طرف اخر إشعالها في مكان اخر بدلا من اخفاتها بعض الشيء لأصل إلى حل وسط بين ذلك وذلك يرضى جميع الاطراف المتنازعة لأنه سوف يجمع بين الإشعال تماشيا مع إرادة الطرف الأول وبين الإخماد تماشيا مع إرادة الطرف الثاني لكن بصورة جزئية غير كاملة لكلا الفعلين مع عدم الاقتصار على فعل شىء واحد لانه لا يمكن الجمع بين متضادين كالإشعال والإخماد في موضع واحد فلا يكون هناك إلا الاخفات كحل وسط .
    بقياس معتقد النصارى على ذلك سوف نجد ان الحل الوسط يتمثل فى تخفيف العقاب مع بقائه لان الاخفات استلزم بقاء النار ولكن بشدة اقل وعلى ذلك يستلزم حال التوفيق بين العدل والرحمة بقاء مطلق العقاب ولكن بصورة اقل أو بمعنى اخر يمكننا القول التوفيق سوف يكون ملعبه الحجم فقط أو الكم دون المساس بمطلق الحدوث ..
    مما ينتج عنه بالتالى عقاب جزئى بدلا من العقاب الكلى , وعدل جزئى بدلا من العدل الكلى , و رحمة جزئية بدلا من الرحمة التامة ولكن من حيث كون العدل مطلق , فهل يمكن ان يقبل ذلك ؟ ... فى الحقيقة العدل المطلق لا يمكن ان يقبل التقليص او التحجيم بسبب طلاقته هذا من ناحية ..

    ومن ناحية اخرى اى تقليص او استقطاع من للعدل سوف يصب فى الجانب المقابل (الظلم) لان العدل من العدل ان يكون كاملا وتاما لا يعتريه اى نقص او تقصير او تغيير اوتبديل فالعدل لا يجزأ ولا يمكن ان يقبل الزيادة أو النقصان واذا لم يقبل الزيادة حيث إن اى زيادة لن تكون من جنسة ولكنها سوف تدخل فى مفهوم اخر وهو مفهوم البذل والعطاء فكيف يقبل النقصان وبوجه عام اى شيئين متضادين أو متقابلين النقص فى احدهما سوف يصب فى مصلحة الاخر وافضل مثال على ذلك هو تداخل ساعات الليل والنهار كلا منهما فى الاخر مع كون مجموعهما واحد طوال العام فاى زيادة فى ساعات الليل تكون على حساب سعات النهار واى زيادة فى ساعات النهار تكون على حساب ساعات الليل واذا اقتضى العدل إن يعطى انسان الف دينار فاعطى خمس مائه دينار فقط فسوف يصبح مظلوما فى باقى المبلغ المستحق له هذا على الاقل إن لم يكون مظلوما بوجه عام لان وصف الظلم يكفية مطلق الفعل المؤدى اليه بدون توصيف لهذا الفعل وبذلك سوف يحسب هذا الإنسان على المظلومين لو نقص من حقه درهم واحد المهم إن النقص فى الحق قد حدث وبذلك لا يمكن إن يقبل العدل التوفيق مع شىء اخر حتى ولو كان الرحمة ..
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن النعمان ; 18-03-2012 الساعة 08:38 AM

    «« توقيع ابن النعمان »»

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-03-2022
    على الساعة
    04:08 PM
    المشاركات
    335

    افتراضي

    التوفيق لم يحدث ..
    الرحمة لم تتدخل ..
    العدل ليس له علاقة بالامر ..

    «« توقيع ابن النعمان »»

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-03-2022
    على الساعة
    04:08 PM
    المشاركات
    335

    افتراضي

    التوفيق لم يحدث
    بالنسبة للعقاب قلنا ان التوفيق سوف يؤدى الى عقاب جزئى ولكن ما حدث فى الواقع ان العقاب انتقل بتمامه من ادم الى المسيح ولم يحجم وهذا ينفى حدوث توفيق , هذا من جانب , ومن جانب اخر اذا كان التوفيق سوف يؤدى الى عقاب جزئى فانه سوف يؤدى ايضا الى رحمة جزئية .. لا يشترط فيها الرفع الكامل للعقاب عن ادم (عقاب جزئى ) ولكن اذا دققنا فيما حدث نجد ان العقاب قد رفع بالكامل عن ادم وانتقل الى المسيح حسب اعتقاد النصارى وهذا ينفى حدوث التوفيق من جانب اخر
    و لو زدنا التدقيق فسوف نجد ان التوفيق لم يحدث فى الاساس بين العدل والرحمة او بين اى شىء وشىء اخر ولكن الذى حدث بالفعل هوالجمع ... الجمع بين الظلم القسوة !!

    «« توقيع ابن النعمان »»

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-03-2022
    على الساعة
    04:08 PM
    المشاركات
    335

    افتراضي


    الرحمة لم تتدخل
    هل تدخلت الرحمة لرفع العقاب ؟

    لو افترضنا ان هناك جسمين من النحاس احدهما ساخن والاخر بارد (احدهما يعبر عن المسيح والاخر يعبر عن ادم ) وان هناك من يتمتع بصفة الرحمة يحمل دلو من الماء يمكن ان يعبر به عن رحمته بصب الماء على الجسم الساخن . و تصورنا الجسم الساخن فى حالة عقاب وان صب الماء يمثل الرحمة (للمتمتع بها ) من حيث كونه سوف يرفع الحراة عن الجسم الساخن أو يخفضها بينما الجسم البارد هو من سوف يحمل عقاب او سخونة الجسم الاول بملامسته اياه فيؤدى الى نفس النتيجة ((تخفيض الحرارة أو رفعها)) طبقا للقانون الثانى للديناميكا الحرارية فتنتقل اليه الحرارة باعتباره فداء . وانه لابد من استمرار عقاب الجسم الأول بالحرارة ولابد فى نفس الوقت من رحمته بصب الماء , الشيء الذى سوف يؤدى الى تبريده او ورفع عنه هذه الحرارة او العقاب , ولكن لو حدث ذلك ما هى النتيجة ؟ ... لو حدث ذلك سوف يكون التغير الكلى للجسم الساخن مساوى صفر وبذلك سوف يبقى الحال على ما هو عليه بدون تغيير لان كلا من الفعلين مناقض للاخر والموضع أو المحل واحد اوالذات المفعول بها واحدة (التناقض كما ورد فى معجم المصطلحات العامةهو اختلاف القضيتين بالإيجاب والسلب بحيث يقتضي لذاته صدق إحداهما وكذب
    الأخرى كقولنا زيد إنسان زيد ليس بإنسان - ) فلا يبقى لدينا الا حل واحد وهو ان يلامس الجسم البارد او الفداء الجسم الساخن فتنتقل اليه الحرارة او العقاب و لو حدث ذلك لن يكون للماء اى دور متعلق بالعقاب .. والماء كما قلنا يمثل الرحمة وهذا يعنى ان الرحمة لم يكن لها اى دور فى هذا المشهد , ومن ذلك يتضح لنا خطا كل التفسيرات والتبريرات الموضوعة من قبل النصارى حيث لا يمكن التوفيق بين متناقضين فى ذات واحدة فمن المستحيل ان اعاقب انسان ولا أعاقبه فى نفس الوقت وما يعتقده النصارى لا يناقض ذلك بل يؤكده لان المسيح تحمل العقاب فى الحقيقة عن ادم وبذلك لم يحدث (عقاب ادم وعدم عقابه فى نفس الوقت) , وهذا ليس فيه حل للمشكلة التي أوقع الله نفسه فيها حيث ان ادم لم يعاقب فقط بل حتمية عقابه لم تحدث
    ثانيا : الرحمة لم يكن لها اى دور فى هذه القضية ولقد اثبتا ذلك فيما سبق , ومن جانب اخر الرحمة عطاء تعطى ولا تقايض الشىء الذى يجعلها تضاف فقط و لا تطرح وفى الحالة التى بين ايدينا لن يكون هناك مجال الا لفعل واحد لمن له الامر اما ان يعذب وإما ان يرحم بتخفيف العذاب او رفعه بغض النظر عن التعبير المتعلق بهذا التخفيف من كونه توفيق او غيره , لا يوجد احتمال ثالث مع العلم بان التخفيف يتم فيه اضافة شىء الى شىء اخر لا العكس .
    وبقياس ما سبق على ادم والمسيح :
    اذا حمل المسيح العقاب عن ادم او البشر فلن يكون لصفة الرحمة اى دور قياسا على الماء البارد فى المثال السابق مما يعنى ان احد طرفى التوفيق وهو الرحمة غير موجود وما حدث هو انتقال العقاب الخارج عن اطار الرحمة من محل الى اخر والعقاب مناقض للرحمة سواء كان لادم او المسيح وبذلك لم تؤدى الرحمة وظيفتها برفع مطلق العقاب ومحو اثاره , حيث ان الحال الذى ادى الى تدخلها بالنسبة لادم هو نفس الحال الذى يفرض تدخلها بالنسبة للمسيح , واذا كان العقاب مناقض للرحمة يكون من نقل العقاب من ادم الى المسيح شىء اخر ليس له علاقة بالرحمة من قريب او بعيد .
    اذن الحقيقة تقول شىء وما يعتقده النصارى شىء اخر مما يعنى ان كل التبريرات والتفسيرات التى وضعت لاختلاقات او مزاعم بولس التى قالها في رسالته إلى العبرانيين [ 9 : 22 ] : (( وكل شئ تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة )) خاطئة وهذا شيء طبيعي فالاختلاق العارى من الحقيقة لا يمكن تبريره او تفسيره وإلا لتوارت الحقيقة عن الابصار الى الابد واصبح الضلال هو السلعة الرائجة .
    ويمكن ان نوجز ما سبق فى الاتى :
    اذا قيل الرحمة تدخلت برفع العقاب عن ادم !
    نقول هل الرحمة تقتضى رفع العقاب ام انتقاله من محل لاخر ؟
    فاذا كانت الرحمة تقتضى رفع العقاب فان العقاب قد انتقل الى المسيح ولم يرفع وبذلك هى لم تؤدى وظيفتها .
    اما اذا كانت الرحمة تقتضى انتقال العقاب من محل لاخر فانها كما اقتضت انتقال العقاب من ادم الى المسيح فيجب ان تقضى ايضا انتقال العقاب من المسيح الى شخص اخر ومن هذا الشخص الى اخر وهكذا لنصل الى سلسلة ليس لها نهاية والتسلسل باطل واخير العقاب مناقض للرحمة سواء كان لادم او كان للمسيح.
    إثانيا : ذا كان هناك بواعث مروجعها إلى صفات ألاهية معينة أدت إلى الحول بين ادم والعقاب فبالقياس على ذلك سوف تكون البواعث التي أدت إلى قتل وصلب المسيح راجعة إلى بواعث مناقضة للبواعث الأولى و وبالتبعية مناقضة أيضا للصفات الإلهية المعينة التي أدت إلى هذه البواعث لان المقصود الفعل وليس المفعول به
    والصفة (اى الرحمة) لا الموصوف.

    وبعد كل ذلك يتبين لنا ان التوفيق بين شيئين يتطلب الجمع بينهما , ولكن فى صورة غير كاملة فى موضع واحد , ولكن ما حدث فى الحقيقة هو التفريق وبصورة كاملة فى موضعين مختلفين وكل ذلك ليس للعدل أو الرحمة بل للظلم والقسوة .
    كما يتبين لنا ان الصفة شىء مطلق لا يتغير ولا يتبدل , وعليه اذا رفضت الصفة شىء فيجب ان ترفضه على اطلاقه واذا قبلت شىء يجب ان تقبله على اطلاقه .
    واخيرا لزم من عقيدة الصلب والفداء كون خالق الكون عاجز عن إتمام مراده بالجمع بين عدله ورحمته ( تعالى الله ) لأن صفتا العدل والرحمة لا وجود لهما في صلب المسيح ولقد اثبتنا ذلك سابقا من جانب ومن جانب اخر ، لأن الله عذب المسيح من حيث هو بشر وهو لا يستحق العذاب لأنه لم يذنب قط ، فيكون تعذيبه بالصلب لا يصدر من عادل ولا من رحيم من باب أولى ، وهل يعقل أن الله العادل والرحيم ، يخلق ناسوتاً ويوقعه في ورطة الوقوع في انتفاء إحدى هاتين الصفتين ، فيحاول الجمع بينهما فيفقدهما معاً ؟
    "وما رأينا أحداً من العقلاء ولا من علماء الشرائع والقوانين يقول :
    إن عفو الإنسان عمن أذنب إليه ، أو عفو السيد عن عبده الذي يعصيه ينافــي العدل والكمال ، بل يعدون العفو من أعظم الفضائل ، ونرى المؤمنين بالله من الأمم المختلفة يصفونه بالعفو الغفور ، ويقولون إنه أهل للمغفرة ، فدعوى المسيحيين إن العفو والمغفرة مما ينافي العدل مردوة غير مقبولة عند أحد من العقلاء والحكماء .
    وإذا كان هذا الصلب بسبب ذنب اقترفه آدم _ عليه السلام _ فهو إما أن يتوب الله سبحانه وتعالى عليه ويعفو عنه ، أو أن يعاقبه ، ولا ثالث لهما ، وذلك مقتضى عدل الله ، أما أنه يصلب ابنه الوحيد متاهلا العفو والسماح بزعم العدل ، أو الرحمة ، فهذا لا يقيله من عنده مسحة عقل !!"
    (عقيدة الخطيئة الأولى وفداء الصليب – وليد المسلم)
    "و خير تمثيل لهذا المبدأ هو: أن خادما أخطأ، فعاقبه سيده، ونتيجة لخطأ الخادم أصبح أبناء الخادم ملوثين بخطئه، ولمحبة السيد لأسرة الخادم ورحمته بهم، وعدله في أن يوقع العقاب، قام السيد بعقاب ابنه وليس ابن الخادم، وذلك لكي يخلص أبناء الخادم من الذنب!.
    وفي المثال السابق لا نجد عدلا ولا رحمة!، فلا ذنب لأبناء الخادم، ولا ذنب لابن السيد، ولا داعي للفداء. فقد تم عقاب الفاعل أو العفو عنه وانتهى الأمر!.
    وبالمثل الاعتقاد بالخطيئة والفداء، فالقول بأن عدل الله كان يتطلب أن ينزل العقاب على أحد قول باطل نقول: بل العدل أن ينزل العقاب على الفاعل ولا على غيره. كما أن رحمة الله وقدرته على غفران الذنب تقتضي عدم عقاب البريء".
    (البيان الصحيح لدين المسيح – ياسر جبر ص237)

    «« توقيع ابن النعمان »»

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-03-2022
    على الساعة
    04:08 PM
    المشاركات
    335

    افتراضي

    العدل ليس له علاقة بالامر
    لو أعطى العدل القدرة على الكلام لينطق بالحكم في القضايا والمنازعات المختلفة فسوف يقضى بعقاب المخطىء بالتحديد وانه غير مسئول عما يحدث بعد ذلك .
    فإذا تم عقاب غير المخطئ تكون هذه المخالفة للعدل ذاته في صورة مكر أو تحايل لان العدل حدد الشخص المعاقب ولم يترك الامر على اطلاقه .
    ومن الطبيعى ان تسبق السلطة القضائية السلطة التنفيذية , فيتم النطق بالحكم ثم تنفيذه والعدل غير مسئول عن كل ما يحدث بعد نطقه بما يقتضيه مفهومه الفطرى من خداع وفى مسألة الخطيئة الاصلية العدل لم يطلب حدوث مطلق العقاب فقط حتى يستوفى متطلباته تحت مفهومه السابق بعقاب شخص اخر بل طلب عقاب ادم بالتحديد .
    والمعنى الفطرى للعدل يغلق اى باب للتوفيق بينه وبين اى شيء أخر , لان التوفيق سوف يؤدى إلى تشويهه و تقليصه وتحجيمه وتجزئته والجزء المستقطع من التحجيم سوف يصب فى الجانب المضاد ( الظلم ) .
    وعلى هذا الاساس :
    العقاب لايمكن ان يتحمله غير مخطىء عن خاطىء الا اذا خالف العدل او تحايل عليه .
    فيكون من اتى لحمل الخطيئة عن ادم انما اتى فى الحقيقة ليذهب بكل اسس العدل , هذا اذا كان له ارادة فى ذلك فان لم يكن له ارادة فهذا يعنى ان الامر لم يكن مناقضا للعدل فقط بل كان مناقضا للرحمة ايضا .
    وكما سمعنا العدل من العدل ان نعطى فرصة للظلم ليشهد هو الاخر بالحقيقة .
    شهادة الظلم
    يعرف الظلم بانه وضع الشىء فى غير محله او موضعه وضده العدل .
    من هذا التعريف يمكن ان نصل الى تعريف للعدل ايضا بانه وضع الشىء فى موضعه او محله بدون زيادة اونقصان , وكما ان الظلم ضده العدل يكون العدل ضده الظلم .
    فى اطار هذين التعريفين يمكن ان نصل الى نتيجة تقول بان ما حدث من حمل المسيح للعقاب عن ادم انما هو ظلم ظاهر جلى لانه تماشى مع تعريف الظلم ولم يخرج عن اطاره بوضع العقاب فى موضع اخر (المسيح ) غير موضعه الاصلى (ادم )
    قد يكون هناك متعرضون بان المسيح هو الذى اراد ذلك ..
    فى الحقيقة هذا الاعتراض ليس له مبرر لاننا بينا فيما سبق لان العديد من فقرات الإنجيل تؤكد ان المسيح لم يكون له ارادة فى ذلك , وبغض النظر عن ارادة المسيح او ارادة ادم او ارادة احد اخر المهم هو ارادة الواضع (فهو من وضع فى غير الموضع لا احد اخر ) الذى سوف يلتصق به وصف ظالم ليس الموضع او المحل او بمعنى اخر المسيح ...
    والواضع هو الله ..
    ولو كان هناك ارادة للمسيح فسوف تاتى فى المرتبة الثانية بعد تقدم الارادة الإلهية عليها وعلى كل إرادة مطلقا ..
    واخيرا لو نظرنا لارادة الله حسب ما يعتقده النصارى من حمل المسيح لعقاب ادم نظرة مجردة نجد انه اراد الظلم من مبدا الامر عند او بمجرد تفكيره بوضع الشىء فى غير موضعه وارادة الله من المعلوم لا تسبقها اى ارادة , فاذا ما قرنا هذه الارادة مع ارادة المسيح مع العلم بتقدم احداهما على الاخرى نجد ان الظلم تم بموافقة المسيح ,وفى حالة واحدة فقط يمكن ان ننفى اى شبهة للظلم وهى اذا كان هذا الامر خارج عن الارادة الالهية وليس هناك حتى ظن او وهم بمشاركة هذه الارادة لارادة المسيح و لو بسهم واحد وهذا محال ..
    و كلما زادت اسم المشاركة لاسهم الارادة الالهية كلما زادت اسهم الظلم وسبحان الله عما يصفون .

    «« توقيع ابن النعمان »»

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-03-2022
    على الساعة
    04:08 PM
    المشاركات
    335

    افتراضي




    الامر لا يستدعى كل ذلك ..
    يعتقد المسيحيين أن من صفات الله العدل والرحمة ، وبمقتضى صفة العدل كان على الله أن يعاقب ذرية آدم بسبب الخطيئة التي أرتكبها أبوهم وطرد بسببها من الجنة ، وبمقتضى صفة الرحمة كان على الله أن يغفر سيئات البشر ، ولم يكن هناك من طريق للجمع بين العدل والرحمة إلا بتوسط ابن الله الوحيد ليموت على الصليب كفارة ونيابة عنهم ، وبهذا العمل يكون الله قد جمع بين عدله ورحمته مع الإنسان وأخذ العدل حقه ، وظهرت رحمة الله !! .
    لقد اثبتنا فيما سبق ان الرحمة لم تتدخل والتوفيق لم يحدث والظلم كان سيد المشهد , ما يهمنا الآن هو الاجابة عن هذا السؤال ..
    هل الامر يستدعى كل تلك الترهلات ؟
    الاجابة سوف نعرفها فى السطور القادمة من خلال طرح بعض الاسئلة والاجابة عليها..
    هل يحتاج الرب لكى ينفذ مشيئته الجمع بين عدله ورحمته ؟
    الكتاب المقدس يقول لا !!
    وهناك الكثير من الأدلة على ذلك منها ما حدث لقوم نوح عليه السلام ولقد وردت هذه القصة ( قصة نوح والطوفان) في الإصحاحات من السادس إلى التاسع من سفر التكوين وتجري أحداثها على النحو التالي :
    (رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، فحزن أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه، وعزم على أن يمحو الإنسان والبهائم والدواب والطيور عن وجه الأرض، وأن يستثني من ذلك نوحاً لأنه كان رجلاً باراً كاملاً في أجياله، وسار نوح مع الله ........... وتزداد شرور الناس، وتمتليء الأرض ظلماً، ويقرر الرب نهاية البشرية، ويحيط نوحاً علماً بما نواه، آمراً إياه بأن يصنع فلكاً ضخماً، وأن يكون طلاؤها بالقار والقطران من داخل ومن خارج، حتى لا يتسرب إليها الماء، وأن يدخل فيها اثنين من كل ذي جسد حي، ذكراً وأنثى، فضلاً عن امرأته وبنهيه ونساء بيته، هذا إلى جانب طعام يكفي من في الفلك وما فيه.. تكوين 6: 1 ـ 22.
    و يكرر الرب أوامره في الإصحاح التالي فيأمره أن يدخل الفلك ومن معه ذلك لأن الرب قرر أن يغرق الأرض ومن عليها بعد سبعة أيام ذلك عن طريق مطر يسقط على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة، ويصدع نوح بأمر ربه فيأوي إلى السفينة ومن معه وأهله، ثم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء، واستمر الطوفان أربعين يوماً على الأرض.
    و تكاثرت المياه ورفعت الفلك عن الأرض وتغطت المياه، ومات كل جد كان يدب على الأرض، من الناس، والطيور والبهائم والوحوش وبقي نوح والذين معه في الفلك حتى استقرت الفلك على جبل أرارات. ويلاحظ مما يبق ان الرب عاقب قوم نوح بلا قيد او شرط او اختلاق مشاكل تحتاج الى توفيق بين شيئين متضادين .
    2- الرب ايضا غفر لاهل نينوى بلا صلب او فداء كما ورد فى سفر يونان .
    مع الانتباه بان خطيئة اهل نينوى كانت نفس خطيئة قوم نوح (الكفر والضلال) .
    3- ذكر الكتاب المقدس في خروج 40:12 أن الرب غفر لهارون خطأه ، وأمر بجعله وذريته كهنة على بني اسرائيل ؟!
    وكان ذلك قبل ولادة المسيح بأمد طويل وتمت مشيئة المغفرة بدون الافتقار الى التوفيق بينها و بين وشىء اخر .
    4- - قال المسيح : (( وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له في هذا العالم ولا في الآتي )) (متى 12 : 32 ) يقصد المسيح أن من كذب أو استهزأ بجبريل فلا غفران له. نلاحظ ان الرب قد قد قضى بعدم الغفران لكل من كذب على الروح القدس بدون ان يكون هناك قيد متمثلا فى التوفيق بين العدل و الرحمة .
    5- قال المسيح ايضا : (( ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان )) (متى 26 : 24) قال ذلك وهو يحذر أحد حواريه الذي سيخونه ويشي به إلى السلطة . فهو يبشر هذا الحوارى بعدم الخلاص دون ان تكون الرحمة عائقا لذلك.

    6- المسيح علم تلاميذه ان يصلوا الى الله قائلين : (( وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا ! )) [ متى 6 : 12 ]
    ويقول أيضاً : (( فإن غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ زَلاَّتِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ زَلاَّتِكُمْ. )) [ متى 6 : 14 ، 15 ] .
    وقد قال داود في صلواته : (( إنْ كُنْتَ يَارَبُّ تَتَرَصَّدُ الآثَامَ، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ فِي مَحْضَرِك َ؟ وَلأَنَّكَ مَصْدَرُ الْغُفْرَانِ فَإِنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَهَابُونَكَ )) [ مزمور 130 : 3 ] .
    7- قال الرب لقابيل الذي قتل هابيل : (( إنك إن أحسنت تقبلت منك وإن لم تحسن فإن الخطية رابطة ببابك )) وإذا كان الأمر كذلك فقد صار إحسان المحسن من بني آدم مطهراً له ومخلصاً ، فلا حاجة إلي شيء آخر.
    هل يمكن ان تتأتى المغفرة بشئ غير الدم ؟
    نعم كالتالى :

    المغفرة بالصلاة والتوبة
    ا - ورد فى سفر إشعياء الإصحاح 55 : 7 " ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران "
    وفى سفر أخبار الأيام الثاني الإصحاح 7 : 14 " فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم "
    المغفرة بالجواهر
    ورد فى سفر العدد (31:50) فقد قدمنا قربان الرب كل واحد ما وجده أمتعة ذهب حجولا وأساور وخواتم وأقراطا وقلائد للتكفير عن أنفسنا أمام الرب
    المغفرة بالاموال
    ورد فى سفر الخروج (30:15) الغني لا يكثر والفقير لا يقلل عن نصف الشاقل حين تعطون تقدمة الرب للتكفير عن نفوسكم.16 وتأخذ فضة الكفارة من بنى اسرائيل وتجعلها لخدمة خيمة الاجتماع . فتكون تذكارا امام الرب للتكفير عن نفوسكم .
    المغفرة بالدقيق
    ورد فى اللاويين (5:11) وان لم تنل يده يمامتين او فرخى حمام فياتى بقربانه عما اخطأ به عشر الايفة من دقيق قربان خطية . لا يضع عليه زيت ولا يجعل عليه لبان لانه قربان خطية 12 يأتي به إلى الكاهن فيقبض الكاهن منه ملء قبضته تذكاره ويوقده على المذبح على وقائد الرب. إنه قربان خطية .
    اذن الله عز وجل يقبل غفران الخطيئة بدون دم بالـ.( المال , الجواهر , الدقيق , الصلاة , التوبة )
    ولا نستطيع ان ننسى بان الله غفر لاهل نينوى ورفع عنهم العقاب بطريق من الطرق السابقة بلا صلب او فداء ( يونان 3 : 10 ).
    هل العقاب يناقض المحبة؟
    1- لا يمكن ان يكون هناك باعث يسمى بالمحبة ويجعل الاله يحيد عن فضيلة عظمى وهى فضيلة العفوا والغفران إلى شىء اخر تحيط به الكثير من البواعث الغامضة الا اذا كانت هذه الفضيلة (العفوا والغفران ) متعلقة بالحقد او الكراهية او محسوبة على القيم الوضيعة كما انه ليس من الحكمة في شيء أن نفتدي بدينار ما نستطيع أن نفتديه بفلس اما
    2- بالنسبة للمحبة يجب ان يكون المتمتع بالجزء الاكبر منها المسيح , و اذا كان المسيح بالنسبة لله هو اعز واحب ما لديه فان كل شىء فى المعزة والمحبة سوف ياتى بعد المسيح.ويكون المسيح قبل كل شىء ومن البديهى ان تكون التضحية من اجل العزيز وليست بالعزيز من اجل من هو ادنى منه مرتبة بدون داعى , فليس هناك ما يلزم بفعل هذه التضحية ولا فائدة من التصنع المسرحى مع وجود حل اخر خالى من التعقيد بشاهدة المسيحيون انفسهم ..
    يقول القس بولس سباط :
    " لم يكن تجسد الكلمة ضروريا لإنقاذ البشر ، ولا يتصور ذلك مع القدرة الإلهية الفائقة الطبيعية " (مناظرة بين الاسلام والمسيحية ص163 ) بينما الكاتب بولس اليافى يقول : "مما لا ريب فيه أن المسيح كان باستطاعته أن يفتدي البشر ويصالحهم مع أبيه بكلمة واحدة أو بفعل سجود بسيط يؤديه باسم البشرية لأبيه السماوي " (المصدر السابق ص164 )
    3- إذا كان هناك بواعث مروجعها إلى صفات إلهية معينة أدت إلى الحول بين ادم والعقاب فبالقياس على ذلك سوف تكون البواعث التي أدت إلى قتل وصلب المسيح راجعة إلى بواعث مناقضة للبواعث الأولى و وبالتبعية مناقضة أيضا للصفات الإلهية المعينة التي أدت إلى هذه البواعث لان المقصود الفعل وليس المفعول به (المعاقب ) والفعل (العقاب ) قد حدث والصفة (الرحمة) لا الموصوف.

    يقول آرثر ويجال Arthur Weigall :
    "نحن لا نقدر أن نقبل المبدأ اللاهوتي الذي من أجل بعض البواعث الغامضة أوجب تضحية استرضائية . إن هذا انتهاك إما لتصوراتنا عن الله بأنه الكلي القدرة وإلا ما نتصوره عنه ككلي المحبة . إن الدكتور كرودن الشهير يعتقد أنه من أجل مآرب لهذه التضحية فإن يسوع المسيح قاسى أشد العذاب أوقعها الله قصاصاً عليه . وهذا بالطبع وجهة نظر يتقزز منها العقل العصري والتي قد تكون شرط لعقيدة بشعة ليست منفصلة عن ميول التلذذ بالقسوة للطبيعة البشرية البدائية . وفي الواقع أن هذه العقيدة دخيلة من مصدر وثني وهي حقا من آثار الوثنية في الإيمان" . (عقيدة الخطيئة الاولى وفداء الصليب – وليد المسلم )
    واضافة الى هذا التعقيب هل يعقل ان تكون هناك بواعث متعلقة بالعقيدة او الايمان وتكون غامضة ؟ .
    بينما يقول القس الذى اسلم بشاي جرجس بشاي وهو أستاذ سابق لللاهوت بالكلية الاكليركية : "هل يضحي الله بأبنه من اجل غيره .. فلا يعقل ان يضحي الله بأبنه او بغير ابنه من اجل ادم او غيره .. والجزئية الاخري ان ادم حينما اخطأ عوقب وفي هذه اللحظة حينها عاقب الله ادم .. ومن يملك القدرة علي العقاب لديه القدره علي العفو .. كيف لا يقوم الله بعد عقابه لادم بالعفو عنه" ويقول ايضا " ونأتي الي شئ مهم فالله سبحانه الي الان لم يعطني اولاد ولكن لو انا وانتم اشقاء .. وانا اجلس انا وانت نتكلم ثم دخل ابنك ليلعب فقمت بضربه وقلت له عيب يا ولد امشي .. ماذا سيكون رد فعلك فهل ستفرح لانني قمت بضرب ابنك ابدا لن تفرح وانا شقيقك وقد اكون الكبير ولكنك ستقول لي يا أخي عيب لا تقوم بضرب ابني وانا عايش .. حتي انتظر الي ان اموت وبعد ذلك اضربه فمهما كنت تحبني وانا اخوك لن تحبني اكثر من ابنك .. فما بالك الله والاب يقبل ان يظل في السماء وينزل ابنه الي الارض ليموت ويصلب من شيء هو قام بصنعه "(من حديث للقس السابق بشاى جرجس بشاى مع شبكة انا المسلم للحوار الاسلامى المسيحى )
    و يقول الدكتور بهاء النحال :
    "إن العهد القديم يروى لنا أن الله رفض أن يذبح إبراهيم عليه السلام ابنه قربانا له (ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه. فناداه ملاك الرب من السماء فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا) تكوين 10:23 فكيف يقبل الله ويسمح بقتل ابنه هو كذبيحة عن خطية آدم.
    "إذا كان المسيح ابن الله ، فأين كانت عاطفة الأبوة وأين كانت الرحمة حينما كان الابن الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب الصلب مع دق المسامير في يديه"(عقيدة الخطيئة الاولى وفداء الصليب – وليد المسلم )
    فمهما كانت الغاية فانها سوف تتناقض مع هذه العاطفة ومع الرحمة ايضا والمحبة ومهما كان التبرير او التفسير فانه لن ياخذ به لعدم وجود داعى لذلك واذا كان هناك داعى فان العاطفة والمحبة من الاب للابن من الطبيعى ان تكون اكبر منه مما لا يدع مجالا لاى شيء آخر .
    وقصة ابراهيم وابنه التى وردت في الكتاب المقدس سواء كان اسحق او اسماعيل تجعلنا نتساءل اذا قدم الله فداء فى صورة كبش عن اسحق فلماذا لم يستخدم هذه الصورة فى فداء البشر فيخلق كبش ليكون فداء عاما عن كل البشر وعن المسيح فى نفس الوقت حتى يجعله فى منأى على الاقل عن القتل والصلب ؟ .
    قد يقول البعض اين الكبش الذي يستطيع ان يتحمل كل خطايا البشر ؟
    نقول من منطلق أن الله كلى القدرة له إما أن يخلق كبشا ويعطيه من العظمة الشيء الذي يؤهله لكي يكون فداء عاما عن كل بنى البشر وأما أن يخلق كبش لكل إنسان على حدة , وبعد ذلك لا فرق فى الكبش بين ان يقدمه الإنسان عن نفسه كما حدث مع إبراهيم او يقدمه الله عن كل إنسان على حده كما حدث مع اسحق او إسماعيل وذلك او ذاك على الله يسير إلا إذا كان الله عاجز عن ذلك فلا يكون كلى القدرة وبالتالي لا يكون كلى المحبة وتعالى الله عما يصفون مع العلم بان اسحق او إسماعيل كان له من الكرامة والفضل ما يجعله أفضل من الكبش بمسافات ساشعة ومع ذلك تم تقديمه عنه مما يدل على التساهل في هذه المسالة الذي كان أولى به مسالة الخطيئة الأولى لجعل المسيح على الأقل في منأى عن القتل والصلب وجعل البشر كذلك في منأى عن التشتت والحيرة والمعاناة الأرضية وما بها من هموم وأوجاع .
    واخيرا يقول الدكتور مصطفى محمود :
    "البعض يقول كيف يعذبنا الله و الله محبة ؟ و ينسى الواحد منهم أنه قد يحب ابنه كل الحب و مع ذلك يعاقبه بالضرب و الحرمان من المصروف و التأديب و التعنيف .. و كلما ازداد حبه لابنه كلما ازداد اهتمامه بتأديبه .. و لو أنه تهاون في تربيته لاتّهمه الناس في حبه لابنه و لقالوا عنه إنه أب مهمل لا يرعى أبناءه الرعاية الكافية .. فما بال الرب و هو المربي الأعظم .. و كلمة الرب مشتقة من التربية .
    و الواقع أن عبارة ((الله محبة)) عبارة فضفاضة يسيء الكثيرون فهمها و يحملونها معنى مطلقاً .. و يتصورون أن الله محبة على الإطلاق .. و هذا غير صحيح .
    فهل الله يحب الظلم مثلاً ؟
    مستحيل ..
    مستحيل أن يحب الله الظلم و الظالمين .. و أن يستوي في نظره ظالم و مظلوم .. و هذا التصور للقوة الإلهية .. هو فوضى فكرية ..
    ويلزم فعلاً أن يكون لله العلو المطلق على كل الظالمين , و أن يكون جباراً مطلقاً يملك الجبروت على كل الجبارين .. و أن يكون متكبراً على المتكبرين مذلاً للمذلين قوياً على جميع الأقوياء .. و أن يكون الحكم العدل الذي يضع كل إنسان في رتبته و مقامه .
    و أصحاب المشاعر الرقيقة الذين يتأففون من تصور الله جباراً معذباً علينا أن نذكرهم بما كان يفعله الخليفة التركي حينما يصدر حكم الإعدام بالخازوق على أعدائه .. و ما كان يفعله و ما كان يفعله الجلاد المنوط به تنفيذ الحكم حينما كان يلقى بالضحية على بطنه ثم يدخل في الشرج خازوقاً ذا رأس حديدية مدببة يظل يدق ببطء حتى تتهتك جميع الأحشاء و يخرج الخازوق من الرقبة .. و كيف أنه كان من واجب الجلاد أن يحتفظ بضحيته حيّاً حتى يخرج الخازوق من رقبته ليشعر بجميع الآلام الضرورية .
    و أفظع من ذلك أن تفقأ عيون الأسرى بالأسياخ المحمية في النار .
    مثل هؤلاء الجبارين هل من المفروض أن يقدم لهم الله حفلة شاي لأن الله محبة ؟
    بل إن جهنم هي منتهى المحبة ما دامت لا توجد وسيلة غيرها لتعريف هؤلاء بأن هناك إلهاً عادلاً .
    و هي رحمة من حيث كونها تعريفاً و تعليماً لمن رفض أن يتعلم من جميع الكتب و الرسل , و للذين كذبوا حتى أوليات العقل و بداهات الإنسانية .
    أيكون عدلاً أن يقتل هتلر عشرين مليوناً في حرب عالمية .. يسلخ فيها عماله الأسرى و يعدمون الألوف منهم في غرف الغاز و يحرقونهم في المحارق .. ثم عند الهزيمة ينتحر هتلر هارباً و فارّاً من مواجهة نتيجة أعماله .
    إن العبث وحده و أن يكون العالم عبثاً في عبث هو الذي يمكن أن ينجي هذا القاتل الشامل من ذنبه .
    . و لا يكون الله محبة .. و لا يكون عادلاً .. إلا إذا وضع هذا الرجل في هاوية أعماله .
    و عذاب الدنيا دائماً نوع من التقويم .. و كذلك على مستوى الفرد و على مستوى الأمم .. فهزيمة 67 في سيناء كانت درساً , كما أن رسوب الطالب يكون درساً – كما أن آلام المرض و اعتلال الصحة هي لمن عاش , حياة الإسراف و الترف و الرخاوة و المتعة درس .
    و العذاب يجلو صدأ النفس و يصقل معدنها .
    و لا نعرف نبيّاً أو مصلحاً أو فناناً أو عبقريّاً إل و قد ذاق أشد العذاب مرضاً أو فقراً أو اضطهاداً .
    و العذاب من هذه الزاوية محبة .. و هو الضريبة التي يلزم دفعها للانتقال إلى درجة أعلى .
    و إذا خفيت عنا الحكمة في العذاب أحياناً فلأننا لا ندرك كل شيء و لا نعرف كل شيء من القصة إلا تلك الرحلة المحدودة بين قوسين التي اسمها الدنيا .. أما ما قبل ذلك و ما بعد ذلك فهو بالنسبة لنا غيب محجوب , و لذا يجب أن نصمت في احترام و لا نطلق الأحكام .
    (رحلتى من الشك الى الايمان – مصطفى محمود ص61 , 62 , 63 )
    هل العفو يتعارض مع العدل..
    او تطبيق العقوبة يتعارض مع الرحمة؟

    القول بأن العفو عن الخطية يتعارض مع العدل، والقول بأن تطبيق العقوبة يتعارض مع الرحمة هو قول لا يتفق مع الحكمة. نعم لا يجوز العفو الدائم المستمر عن كل خطية، وإلا فقد القانون شرعيته وتأثيره، كذلك لا يجوز تطبيق العقوبة في كل حالة وإلا تحوّل المشرّع إلى دكتاتور ظالم مستبد. إن فلسفة تطبيق العقاب ينبغي أن تنبت من الرحمة وليس من الانتقام، أي أن الغرض من تطبيق العقاب يجب أن يكون هو الرحمة بالخاطئ لكي يمتنع عن ارتكاب الخطأ، والرحمة بالمجتمع لصيانته من نتائج ارتكاب الخطأ. فإذا تبين أن هذا الهدف لا يمكن أن يتحقق إلا بتطبيق العقوبة، فالحكمة تقتضي حينئذ ضرورة تطبيق العقوبة. وأما إذا تبين أن هذا الهدف يمكن أن يتحقق بغير تطبيق العقوبة، فالحكمة تقتضي حينئذ عدم تطبيق العقوبة. فليس هناك أي تعارض بين العدل والرحمة لأن الحكمة تجمع بينهما. وما دام العدل ينبثق من الرحمة وليس من شهوة الانتقام، فلا تعارض بين العدل والرحمة، بل يخضع العدل للرحمة بحسب مقتضيات الحكمة. والله تعالى حكيم، والقول بأنه إذا طبق عدله فإن هذا يتعارض مع رحمته أو إذا طبق رحمته فإن هذا يتعارض مع عدله هو قول يخالف الحكمة والحق، ولا يمكن أن ينتج من الله تعالى الحكيم. وعلى هذا، فلا يمكن أن تكون هذه العقيدة التي أساسها الاختلاف بين العدل والرحمة عقيدة نابعة من لدن الإله الحكيم، فيتحتم رفضها ونبذها باعتبارها خرافة من نتاج العقل الإنساني الناقص، أو من اختراع العقل الإنساني الجاهل بصفات الله العادل الرحيم الحكيم.
    (أجوبة عن الإيمان – الحلقة الثالثة والثلاثون )
    ثانيا : الاستحقاق للعقاب داخل مفهوم العدل سوف يجعله مبرئا تماما من اى شبهة للقسوة او الظلم وبالأخص إذا أخذنا لطف وحكمة الخالق في تقدير ذلك العقاب وتكافئه مع حجم الخطأ في الحسبان ولذلك اذا كان ادم مستحقا للعقاب فلن يكون هناك ادنى تناقض بين العدل الذي اقتضى هذا العقاب وبين الرحمة لكون ادم قد حصل عى المقابل لهذا الثمن مقدما والدليل لفظ استحقاق فالإنسان لا يمكن ان يظلم اذا اخذ ما يستحق سواء كان ما له او عليه .
    وإذا علمنا بأنه قد تم إنذاره وتحذيره من هذا الفعل يكون هو الذى اختار هذا العقاب بنفسه لنفسه لأنه بداهتا كان يمكن ان يكون في منأى عن هذا العقاب لو أطاع الأمر .
    إلا إذا كان هذا العقاب أكثر من المستحق عليه.



    «« توقيع ابن النعمان »»

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-03-2022
    على الساعة
    04:08 PM
    المشاركات
    335

    افتراضي

    افضل صور التوفيق
    الجنة والنار يمكن ان نجد المنزلة الوسط بينهما ببساطة شديدة ..
    فانتقال الانسان من الجنة الى النار يمر بثلاث مراحل ( الجنة ) , (الخروج من الجنة ) , (دخول النار ) فيكون التوفيق متمثل فى الخروج من الجنة وعدم دخول النار مما ينتج عنه عقاب نسبى ناتج عن الحرمان من نعيم الجنة ... اخف من العقاب المطلق المتمثل فى (دخول النار ) وهذه هى نفس النتيجة السابقة مما يؤكد حدوث العقاب لآدم كما يؤكد ان الحرمان من نعيم الجنة وعدم دخول النار هو افضل صور التوفيق بين العدل والرحمة ان سلمنا جدلا بذلك وهو ما لا يمكن ان يحدث نظرا للجزئية المتعلقة بالعدل.

    التعديل الأخير تم بواسطة ابن النعمان ; 08-11-2014 الساعة 08:46 AM

    «« توقيع ابن النعمان »»

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-03-2022
    على الساعة
    04:08 PM
    المشاركات
    335

التوفيق بين العدل و الرحمة والغباء العظيم ..(رحلة لتقصى الحقائق)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. افضل صور التوفيق بين العدل والرحمة
    بواسطة ابن النعمان في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-10-2011, 08:27 AM
  2. لجنة تقصي الحقائق بوزارة العدل : 4 جمعيات مسيحية حصلت علي تمويل أجنبي 9 ملايين دولار
    بواسطة abcdef_475 في المنتدى قسم المواضيع العامة والأخبار المتنوعة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-09-2011, 01:33 AM
  3. رحلة بين جبل طارق و باب المندب و جاك كوستو و القرآن العظيم
    بواسطة اقبلوا في المنتدى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-09-2010, 02:54 AM
  4. رحلة القرآن العظيم حتى الآن - مخطوطات خطوط كل شئ في حلقة على المجد الوثائقية
    بواسطة مجاهد في الله في المنتدى مكتبة الفرقان للمواد الصوتية والمرئية الإسلامية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-09-2007, 05:12 PM
  5. رحلة القرآن العظيم حتى الآن - مخطوطات خطوط كل شئ في حلقة على المجد الوثائقية
    بواسطة مجاهد في الله في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-05-2007, 11:41 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

التوفيق بين العدل و الرحمة والغباء العظيم ..(رحلة لتقصى الحقائق)

التوفيق بين العدل و الرحمة والغباء العظيم ..(رحلة لتقصى الحقائق)