حب الأزواج.. بين الاقتراب والابتعاد


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

حب الأزواج.. بين الاقتراب والابتعاد

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حب الأزواج.. بين الاقتراب والابتعاد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    آخر نشاط
    19-04-2014
    على الساعة
    09:16 AM
    المشاركات
    714

    افتراضي حب الأزواج.. بين الاقتراب والابتعاد

    حب الأزواج.. بين الاقتراب والابتعاد


    مشاعر المرأة فيما له علاقة بالحب والبغض تختلف تمامًا عن مشاعر الرجل، ولكي أثبت هذا الكلام لنرى نموذجين لما نقول.

    عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ((إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية وإذا كنت علي غضبى))، قالت: فقُلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال ((أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد, وإذا كنت غضبى قلتِ لا ورب إبراهيم))، قالت: قلت: أجل، والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك [رواه البخاري].

    لقد بلغ من دقة عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاعر عائشة رضي الله عنها حتى صار يعلم رضاها وغضبها من مجرد كلامها وحلفها في هذا الحديث.

    يؤخذ منه استقراء الرجل حال المرأة من فعلها وقولها فيما يتعلق بالميل إليه وعدمه

    هذا نموذج، أما المثال الثاني فهو:-

    (هذه زوجة تشتكي من زوجها، أنها في كل مرة تريد أن تتحدث يقوم هو بالانسحاب، وتشعر أن أمرها لا يهمه، وهي تتعجب لأنه في الوقت الذي تكون فيها علاقتهما مستقرة وهادئة فجأة يبتعد الزوج بدون سبب أو مقدمات، ثم بعد فترة قصيرة يرجع مرة أخرى إلى طبيعته بدون سبب حدث منها أو تقصير) انتهى كلامها.

    وهنا نبدأ بالحديث عن مشاعر المرأة وعواطفها، فالمرأة في نظر كثير من الكتاب مثل الموجة، حين تشعر بأنها محبوبة يصعد تقديرها لذاتها ارتفاعًا وانخفاضًا كالموجة، وعندما تكون معنوياتها مرتفعة تكون أكثر قدرة على رؤية كل جميل ورائع في حياتها، ولكن عندما تنكسر موجتها لا تتذكر إلا ما تفتقده في حياتها.

    (إن هناك من يشبه بعض الجوانب النفسية للمرأة بأمواج البحر، حيث تتراوح عواطفها ومشاعرها بالارتفاع الشديد عندما تكون مسرورة مبتهجة، لتعود مشاعرها للانخفاض عندما تنزعج، وتضعف ثقتها بنفسها، وما تلبث مشاعرها أن ترتفع من جديد، وهكذا كأمواج البحر المتقلبة، فعندما ترتفع مشاعر المرأة وتعظم ثقتها بنفسها، فإنها تكون مصدرًا لا ينضب للحب والتضحية والعطف والحنان للآخرين وخاصة زوجها.

    ولكن عندما تنخفض أمواجها وتشعر ببعض الاكتئاب، فإنها تحس بفراغ كبير في داخلها، وبأنها تحتاج إلى الحب والرعاية من قبل الآخرين، وخاصة زوجها

    إن قدرة المرأة على تقدير الحب لزوجها تعكس حالة مشاعرها، فعندما تكون في حالة إيجابية فهي تستطيع أن تقدم الحب والعطاء، وإن كانت في حالة سلبية فإنه يصعب عليها تقديم المحبة للشريك الآخر.

    وهناك من يشبه انخفاض مشاعر المرأة وعواطفها وكأنها تنزل في بئر أو جب عميق مظلم، وما تلبث المرأة بعد أن تصل إلى قاع البئر ـ خاصة إذا شعرت أن هناك من يحبها ويتمناها ـ أن نبدأ رحلة الصعود للخروج من هذا البئر، وتعود كما كانت نبعًا معطاءً من الحب والرعاية لمن حولها، وخاصة زوجها.

    يقول أحد الأزواج: لا أستطيع فهم زوجتي، إنها تكون لعدة أسابيع أروع امرأة؛ تمنح حبها لي ولباقي أفراد الأسرة من غير قيد أو شرط، ثم تصبح فجأة مُثقلة بمدى ما تفعله لكل أحد، وتبدأ تستهجنني، إن كونها غير سعيدة ليس خطئي، أشرح لها ذلك ونتورط في أكبر المشاجرات بدون أن يكون لها داع.

    والسؤال الآن: كيف يتعامل الرجل مع تقلب أمواج المرأة؟

    إن على الرجل أن يفهم أن تبدل مشاعر المرأة على هذا النحو من الارتفاع والانخفاض، ونزولها إلى البئر وصعودها منه ليس من تصرفاتها، وليس لسبب يرجع إلى الزوج، بل هو سجية وخلقة خلقها الله عليها، وعليه أن يتعامل معها كما هي ويتقبل تقلبات أمواج المرأة.

    (ومن الخطأ الذي يمكن أن يقع فيه الرجل أن يمنع زوجته من تقلبات المشاعر والمزاج، أو أن يخرجها من ذلك البئر العميق، فهي لا تحتاج إلى من يخرجها منه، وإنما تحتاج أن تشعر بأن زوجها بجانبها ويرعاها، وتحتاج أن تسمعه منه كلمات الرعاية والعناية, وأن تحس بدفء الحب ولطف المعاملة)

    أما بالنسبة للرجال، فإن لهم طبيعة مختلفة عن النساء....

    هل رأيت الحزام المطاطي، إننا يمكننا أن نباعد بين طرفيه إلى أقصاه، ثم نتركه فيرجع بسرعة إلى ما كان عليه.

    إن الحزام المطاطي هو المجاز لفهم دورة المحبة عند الرجال، لذا يُقال أن للرجال دورة في علاقة المودة والألفة التي تربطهم بزوجاتهم، وهي دورة اقتراب ثم ابتعاد ثم اقتراب ثم ابتعاد وهكذا، فيحتاج الرجل من حين إلى آخر أن يبتعد عن زوجته ثم يقترب مرة ثانية.

    وهذا الدافع للابتعاد هو شعور غريزي عند الرجل، وجِبِلَّة خلقه الله عليها، وليس قرارًا أو اختيارًا، لكنه يحدث تلقائيًا، فهي دورة طبيعية، وليست بسبب خطأ منها أو منه، فالرجل يتأرجح دائمًا بين حاجته للاستقلال وحاجته للاقتراب والحب.

    (وقد تخطئ المرأة في تفسير سلوك الرجل أو رغبته بالابتعاد قليلًا، لأن المرأة لا تبتعد عادة عن زوجها إلا إذا كان هناك أمر سلبي بينهما)

    والسؤال الآن: لماذا يبتعد أو ينسحب الرجل؟

    وذلك لإشباع حاجته للحرية أو الاستقلال، فعندما يدخل الرجل في علاقة عاطفية قوية، فإنه يبدأ يحمل مشاعر زوجته ورغباتها وأمنياتها وحاجاتها وعواطفها، ويبدأ يترك أو يبتعد عن مشاعره الخاصة ورغباته وأمنياته وحاجاته، وهو مع بعض الابتعاد يحاول استعادة استقلاليته.

    إن معرفة هذه الدورة للمحبة عند الرجل يساعد المرأة على تفهم نفسية زوجها وعلاقته بها، ولا تفاجأ المرأة بابتعاد زوجها عنها رغم قناعتها بمحبته وتقديره لها، وفهم الزوجة لهذه الطبيعة يزيل الكثير من المخاوف.

    ويمنع الوقوع في الكثير من المشكلات في العلاقة الزوجية، وقد تشتكي الكثير من الزوجات أنها عندما تشعر بالرغبة في الحديث والاقتراب من الزوج، تجده راغب بالابتعاد عنها، ولا شك أن هذا يجرح المرأة ويؤلمها، لكن فهم هذه الطبيعة يخفف من مشاعر الاستياء والحزن عند المرأة.

    وعلى الزوجة في هذا الوقت عدم ملاحقة الرجل عندما يرغب بالابتعاد، ولا تمنعه من العودة عندما يرغب بالاقتراب أو تعاقبه وتلقنه درسًا قاسيًا بسبب ابتعاده عنها.

    وخلاصة القول:

    إن حب الرجل كالقمر؛ يذهب ويأتي، وإن حب المرأة كموج البحر صعودًا وهبوطًا، وإن المرأة تنزل إلى البئر، وإن الرجل عندما يواجهه المشاكل يدخل إلى الكهف، وهذه أمور خلق الله عز وجل الذكر والأنثى عليها، ولا سبيل إلى تغييرها بل لا بد من التعامل معها كما هي.

    لا تتوقع أخي القارئ وأختي القارئة أن (تسطع الشمس كل الوقت، فالحياة مملوءة بالتوترات والكون يتغير ليل ونهار، وحر وبرد، وصيف وشتاء، وهكذا، وبالمثل في أي علاقة الرجال والنساء لديهم أيضًا إيقاعاتهم الخاصة، فالرجال يبتعدون ثم يقتربون كالأحزمة المطاطية، بينما النساء يصعدن ويهبطن في قدرتهن على حب أنفسهم والآخرين)

    وماذا بعد الكلام؟؟

    1- إلى الزوج: مطلوب منك طمأنة زوجتك عند الابتعاد، وأنها ليست سببًا في ذلك، وأنك تريد الانفراد بنفسك بعض الوقت، وتفهم مشاعر زوجتك في حال هبوط موجتها.

    2- أختي الزوجة: مطلوب منكِ عدم ملاحقة الزوج عندما يرغب بالابتعاد، وعدم منعه من العودة عندما يرغب بالاقتراب، مع التأدب بالآداب اللازمة عند هبوط الموجة والنزول إلى البئر، خاصة مع الزوج، وتذكري أدب السيدة عائشة عندما كانت تغضب من الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تقول (والله ما هجرت إلا اسمك).
    التعديل الأخير تم بواسطة قسمه ; 15-02-2012 الساعة 04:13 PM

    «« توقيع قسمه »»

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-12-2021
    على الساعة
    01:10 AM
    المشاركات
    4,117

    افتراضي

    أما بالنسبة للرجال، فإن لهم طبيعة مختلفة عن النساء....

    موضوع ذو صلة :


    قصة عقلين


    «« توقيع pharmacist »»

حب الأزواج.. بين الاقتراب والابتعاد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

حب الأزواج.. بين الاقتراب والابتعاد

حب الأزواج.. بين الاقتراب والابتعاد