الحكمة من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضى الله عنها


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الحكمة من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضى الله عنها

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الحكمة من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضى الله عنها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    08-09-2009
    على الساعة
    01:23 AM
    المشاركات
    491

    افتراضي الحكمة من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضى الله عنها

    بسم الله الرحمن الرحيم


    هذا المقال كتبه الاخ العزيز قسورة وانشره هنا للفائدة ....


    _________________________________________

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تعليقا على قولهم و تعجبهم من زواج رسول الله صلى الله عليه و سلم من السيدة عائشة و هي في التاسعة من عمرها ثم دخوله بها و هي في العاشرة، أقول ابتداء إنه لمن العجيب إنكارهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم زواجه الشرعي من السيدة عائشة رضي الله عنها و هم يقبلون من الإنجيل أن الأنبياء يمارسون زنى المحارم كالنبي لوط عليه السلام و يهوذا، و يزنون و يقتلون ليس فقط بدون وجه حق بل للوصول للزنى كقصة النبي داود عليه السلام و زوجة أوريا و أنهم أهل خمر كالنبي نوح و النبي لوط عليهما السلام فوق ذلك كله أنهم عبدة أوثان كالنبي سليمان عليه السلام الذي عبد الأوثان لأجل إرضاء زوجاته الوثنيات. (نحن كمسلمين نبرئ جميع أنبياء الله عليهم السلام من هذه النقائص و لا نقر أو نعترف بصحة أيٍ من هذه القصص، و لكنني هنا أحاجج النصارى بأقوالهم).
    عموماً تعليقا على الأمر من وجهة النظر الإسلامية أقول و بالله التوفيق أن في هذا الأمر حكمة عظيمة و لولاها لما وصلنا الإسلام بهذه الصورة التي وصلنا بها اليوم. إن زواج الرسول صلى الله عليه و سلم من السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق و إظهاره حبه لها و إصراره على أن يُنقل إلى بيتها في مرضه ليموت هناك إثبات و تأكيد على حبه لها و لوالدها رضي الله عنهما حتى آخر لحظة في حياته صلوات الله وسلامه عليه، و في هذا رد على كل رافضي ينعق بسوءٍ في حق أبي بكر و عمر رضي الله عنهما. إذاً كان هذا الزواج لحكمه عظيمة حفظت الإسلام حتى اليوم.

    و الآن من ناحية عقلية لننظر في الأمر، و أنا هنا أتساءل ماذا يمنع أن تتزوج المرأة في سن العاشرة، و أقول إن ذلك لا يخرج عن النقاط التالية:
    أولاً- موانع فسيولوجية.
    ثانياً- موانع قانونية أو عقلية.

    أولا – الموانع الفسيولوجية.
    الموانع الفسيولوجية و هي على قسمين الأول خاص بالمرأة و الثاني خاص بالرجل نظراً لكبر السن (أنا هنا أعني رسول الله صلى الله عليه وسلم تحديداً). أما الأول فأنا أسأل ألم تحض السيدة عائشة في العاشرة أليست تحيض النساء في سن العاشرة (علماً بأن سن الحيض مرتبط بالطقس ففي البلاد الحارة تحيض النساء في سن مبكرة و يمكن مراجعة الموسوعات الطبيبة لمعرفة متوسط سن الحيض لكل دولة)، و ما معنى أن تحيض المرأة أليس هذا يعني أن المبيضين قد بدءا في العمل و هذا يعني أنه قد آن الأوان لتلقيح هذه البويضات و ذلك لإتمام عملية الإنجاب التي شاء الخالق سبحانه و تعالى،و هو العليم بما يصلح لخلقه، أن تبدأ في هذا السن، ثم أليس هذا يعنى أن الجسم قد بدأ يفرز الهرمونات الخاصة بالرغبة الجنسية و أن المرأة قد بدأت تدخل في صراع داخلي بين ما تسببه هذه الهرمونات الطبيعة من رغبة و واقع المجتمع في العصر الحديث من تأخير للزواج - أنا أود من النصارى أن يوضحوا لنا ما هي مبررات تأخير الزواج.
    و أما الثاني و هو الخاص بالرجل فأقول أن العمر ليس مانعاً من الزواج و لم يعترض أحد على مدى التاريخ على هكذا زواج و لم يستغربه أحد إلا المعاصرون و أنا أرجع ذلك لما يعانيه هؤلاء من ضعف بدني و جنسي و هم يظنون أن هذا الأمر منطبق على الجميع، و أنا هنا أذكرهم أن الرجال في عصر الرسول صلى الله عليه و سلم و قبله و بعده كانوا يُسّيرون و يقودون الجيوش و هم في عمر فوق السبعين سنة و كان الرسول صلوات الله و سلامه عليه يُسير و يقود الجيوش إلى معارك تبعد مئات الأميال عن مركزه في المدينة المنورة، و أُذَكِر هنا أن تسيير الجيوش في ذلك العصر ليست كما هي عليه اليوم فهم كانوا يسيرون على الأقدام نصف النهار و يركبون الدواب النصف الآخر ثم في المعركة يحملون سيوفاً تصل في الوزن إلى ما فوق سبعة كيلو جرامات و يبارزون بها و يتصارعون معظم النهار و هذا ما يفوق طاقة شبابنا في هذا العصر. و هذه الحقائق تبطل دعوى كل مدعي بعدم تناسب الزواج بسبب العمر. و عندنا شواهد في العصر الحديث عن الاختلاف الكبير في الصحة و القدرة الجنسية بين أهل المدن و أهل القرى و الجبال. ثم ما نراه في حياتنا اليومية يثبت أن الفارق في السن بين الزوجين أدعى إلى التفاهم فالزوجة في هذه الحالة تقر للزوج بصواب الرأي و المشورة لما له من خبرة و معرفة بالحياة، و تنخفض حدة النقاشات الناتجة عن ظن كلاً من الزوجين أنه أصوب و أكثر علماً بشؤون الحياة.

    ثانيا– الموانع القانونية أو العقلية.
    أ- موانع عقلية -- قد يقال أنها صغيرة لم ترشد و لا تستطيع أن تقرر، و أما أنا فأقول و متى نرشد أنظر حولك و ستجد أن الشباب في سن الخامسة و العشرين لم يرشدوا و مازالوا بحاجة للتوجيه و مع مرور الأجيال يزداد الأمر سوءاً، و حتى في سن الخامسة والعشرين أو أكبر منها و إن كان الشباب عاقلين راشدين فهم في حاجة إلى توجه الوالدين إلى حسن اختيار الزوج أو الزوجة. و بناءً عليه فمادام الأمر سيرد إلى الوالدين في التاسعة أو التاسعة والعشرين ففي التاسعة أفضل و أصون للعفة و أصلح للمجتمع حيث سيتركز مجهود الشاب أو الشابة على ما يُصلح حاله و حال المجتمع بدلاً من أن يبدد مجهوده في ما لا يصلح من أوهام و خيالات يعاني منها الشباب في سن المراهقة. ولذا نجد أن القدماء كانوا ينبغون و يرشدون و يبدعون في سن مبكرة فعندنا الإمام البخاري الذي أصبح مرجعاً و هو في الخامسة عشرة من عمره، و أسامة بن زيد الذي قاد جيش المسلمين و هو في السادسة عشرة من عمره و هناك الكثير من الأسماء التي لا يتسع المجال لطرحها هنا.
    ب- موانع قانونية -- قد يقول أن القانون يمنع هكذا زواج فأقول أن هذا القانون مستحدث و أن واضعي هذا القانون هم الأوربيون و نحن المسلمين لا نأخذ قوانيننا من أهل خمر و فسق، فهؤلاء القوم في النهار مُنَظِرون يضعون القوانين و الدراسات و في الليل أهل خمر و دعارة و تبادل زوجات فهم من الناحية الشرعية و الأخلاقية ليسوا أهلاً لأن يُستقى منهم أي قانون اجتماعي أو شريعة حياة. و لكن يمكن أن يأخذ منهم العلم المادي البحت أو الأنظمة المادية كنظام المرور مثلاً و لكن لا يسمح لهم بالعبث في خصوصية مجتمعنا و أنماط حياتنا فعلينا أن نتبع من القوانين الاجتماعية ما يقره شرعنا و يناسب فطرتنا و يٌصلح أمرنا. أما قوانين هؤلاء القوم الذين أباحوا الشذوذ الجنسي بل أقروا زواج الجنس الواحد و أغرب من ذلك إجازتهم الزواج من الكلاب فلا يأخذ منها إلا ما وافق شرعنا هذا إذا كان فيها ما يوافقه.

    هذا و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم،،،
    اللهم إن كنت قد أصبت فمن عندك و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان

    أخوكم في الله قسورة

    «« توقيع Jesus is Muslim »»
    اللهم انك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت علي محبتك و التقت علي طاعتك و توحدت علي دعوتك . فوثق اللهم رابطتها و أدم ودها و اهدها سبلها و اشرح صدورها بفيض الايمان بك و جميل التوكل عليك وأحيها بمعرفتك و أمتها علي الشهاده في سبيلك.انك نعم المولي و نعم النصير.


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    08-09-2009
    على الساعة
    01:23 AM
    المشاركات
    491

    افتراضي

    من كتاب "اباطيل يجب ان تمحى من التاريخ"

    الدكتور اٍبراهيم شعوط

    أطلق المؤرخون لأقلامهم العنان ، في موضوع زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من عائشة فقالوا : إن هذا الزواج انتهاك لحرمة الطفولة ، واستجابة للوحشية الجنسية ، وعبث واضح من رجل كبير بطفلة صغيرة، لا تعرف شيئا من مآرب الرجال . فذكر ابن الأثير في كتابه الكامل " أن عائشة يوم زواجها كانت صغيرة بنت ست سنين 1 ، ثم قال : رسول الله بنى بعائشة في المدينة وهي ابنة تسع سنين ، ومات عنها وهي ابنة ثمان عشرة سنة2.

    والقصة بهذا العرض تفتح أبواب النقد ، وتثير الشبهات عند من يتصيدون مواطن الطعن في رسول الله ، وينتهزون الفرص للحط من قدره بما يكتبون ويتحدثون . إن مجرد ذكر زواج رجل - أي رجل - بطفلة في سن ست سنوات ، يثير عاصفة السخط والاشمئزاز من هذا الرجل .

    لكن ، إذا ترك أمر السن هذا من غير ذكر، وصار الأمر للعرف والعادة، وتقدير مقتضيات البيئة . فمن السهل أن توجد المبررات التي لا تثير لوما، ولا تفتح باب الشكوك والشبهات .

    ومن التجني في الأحكام أن يوزن الحدث منفصلا عن زمانه ومكانه . وظروف بيئته 3 .

    والآن صار لزامأ على كل باحث أو قارىء ، في موضرع زواج النبي ( عليه الصلاة والسلام ) من السيدة عائشة ، أن يعرف ا لأمور لأتية :

    أولا - أن كتب السيرة التي قدرت للسيدة عائشة تلك السن الصغيرة عند زواج الني بها ، روت - بجانب هذا التقدير- أمرا أجمع، الرواة على وقوعه . وهو أن السيدة عائشة كانت مخطوبة قبل خطبتها من رسول الته إلى رجل آخر هو " جبير بن المطعم بن عدي " الذي ظل على دين قومه إلى السنة العاشرة للهجرة.

    فمتى خطبها "المطعم بن عدي" لابنه جبير؟

    ليس معقولا أن يكون خطبها وأبو بكر مسلم وال بيته مسلمون ، لأن مصاهرة غير المسلمين ، تمنعها الخصومة الشديدة والصراع العنيف بين المشركين والمسلمين . فالغالب - بل المحتم - إذن أن تكون هذه الخطبة قبل بعثة الرسول ، أي قبل ثلاثة عشر عاما قضاها الرسول في مكة.

    فإذا بنى بها الرسول في العام الثاني للهجرة، تكون سنها - إذ ذاك - قد جاوزت الرابعة عشرة .

    وهذا على فرض أن " المطعم بن عدي " خطبها لابنه في يوم مولدها - وهذا بعيد كل البعد أن تخطب البنت في يوم مولدها !

    ثانيا - أن " خولة بنت حكيم " زوج عثمان بن مظعون ، التي كانت تحمل هم الرسول وتديم التفكير في شأنه بعد وفاة السيدة خديجة . حين ذهبت إلى النبي لتخرجه من شجوه و أحزانه ، وتقول له : أفلا تزوجت يا رسول الله لتسلو بعض حزنك : وتؤنس وحدتك بعد خديجة ؟ وسألها رسول الله : من تريدين يا خولة ؟ قالت : " سودة بنت زمعة" أو "عائشة بنت أبي بكرا 4.

    والآن يستطيع القارىء أن يفهم : أن خولة حين قدمت عائشة مع سودة لرسول الله . كانت تعتقد أن كلتيهما تصلح للزواج من رسول الله ، وتسد الفراغ الذي كان يشقى به بعد موت السيدة خديجة. وكانت عائشة بكرا ، وسودة ثيبا متقدمة في السن ، فبمجرد العرض على رسول الله بهذه الصورة - عرض زوجتين إحداهها متقدمة في السن وكانت تحت رجل آخر، والثانية كانت بكرا - مجرد هذا العرض - يدل عل أن خولة بنت حكيم - نفسها- تشعر بأن كلتيهما صالحة تماما لأن تكون زوجة . ومعنى ذلك أن عائشة كانت في نمائها ونضوجها ، واضحة معالم الأنوثة في نظر خولة على الأقل ، وهي العارفة بمآرب الرجال في النساء .

    ثالثا - كذلك نجد أن السيدة " أم رومان " والدة عائشة ، كان اغتباطها شديدا عندما فسخت خطبة عائشة من "جبير بن المطعم " كما طفرت بها الفرحة،لما علمت أن رسول الله قبل زواجها ، وقالت لأبي بكر: " هذه ابنتك عائشة ، قد أذهب الله من طريقها جبيرا وأهل جبير. فآدفعها إلى رسول الله ، تلق الخير والبركة5.

    إن الأم حين تطلب لفتاتها الزواج ، تكون أعرف الناس بعلامات النضج في ابنتها ،

    وتدرك ثورة الأنوثة في وليدتها ، فتبدأ تتشوق إلى يوم ترى فيه ابنتها في زفافها ، وفي جلوتها ، كعروس إلى زوت تحب أن يكون لابنتها مصدر سعادة، يريها الحياة من نافذة الأسرة، ويدخل بها الدنيا من باب الأمهات .

    وقد تكون الفتاة في سن التاسعة أو العاشرة : طفلة في عقلها وتفكيرها ، ولكن في بدنها امرأة كاملة الأنوثة تحن إلى الرجل . وتتمنى لو يقدر لها أن تتزوج .

    كان زواج عائشة -وهي في سنها المبكرة- زواج كرأمة وتكريم لأبي بكر. كما كان يراد به أيضأ توثيق الصلات بين تلك الفئة القليلة من المؤمنين بالله ، وسط غيابة الكفر العمياء.

    رابعآ - بغي الدافع الرابع لزواج رسول الله من نساء كثيرات والجمع بينهن . ومن وراء هذا الدافع ، تظهر الحكمة الكامنة في معاملة رسول الله لمجموعة كبيرة من النساء بالعدل ، والحكمة الكاملة والإحسان النادر، مع اختلاف طباعهن ، وأساليب حياتهن ، ومواطن إقامتهن ، وطريقة تربيتهن : فإنه عليه الصلاة والسلام ، صورة واضحة للأسلوب العالي ، الذي ينبغي أن يعامل به أهل بيت الرجل ، ومن في حوزته من النساء ولو كانت الزوجة مكروهة فقدت الحظوة عند زوجها كها في قوله تعالى:"وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" 6 ، كما أخبر رسول الله لأمته : أن خيار المسلمين خيارهم لنسائهم ، فقال : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا . وخياركم خياركم لنسائهم )7.

    ولغد نبه رسول الله على مواطن الضعف في المرأة . وأمر بمداراة ضعفها ، والتجاوز عما يبدو منها من نقص . فقال : (المرأة خلغت من ضلع أعوج ، لن تستقيم لك عل طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها )8.

    وأن رسول الله في تشريعه الحكيم . أمر الرجل أن يتجمل لامرأته ، ويبدو لها في المظهر الذي يروقها . فقال : " اغسلوا ثيابكم ، وخذوا من شعوركم ، واستاكوا9 ، وتزينوا وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم كونوا يفعلون ذلك. فزنت نساؤهم "10.

    كما شدد رسول الله في منع الخداع والتغرير بالمرأة، وأمر بأن يكشف الرجل للمرأة، التي يخطبها عن كل عيب مستور عنده. حت تكون - العشرة الزوجية على بينة واضحة بين الرجل والمرأة. فقال : إذا خطب أحدكم المرأة11 وهو مخضب بالسواد فليعلمها أنه يخضب ".

    هذه تعاليم الإسلام التي جاء بها القرآن ، وروتها لنا الأحاديث . وكانت هذه التعاليم هي التي فرضها على المسلمين عامة في معاملاتهم لزوجاتهم . وهذه المعاملة التي أوجبها على أمته كانت دون ما أوجبه عليه السلام على نفسه في معاملته لزوجاته بكثير. فقد كان عليه السلام . يشفق على زوجاته جميعا ، أن يرينه غير باسم في وجوههن ،كما كان يزورهن في الصباح والمساء.

    ولقد وصفته السيدة عائشة بقولها: " كان ألين الناس - ضحاكأ بسامأ".

    ولقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام، لم يتخذ من هيبة النبوة وسيلة إرهاب ، أو أسلوب ردع بينه وبين نسائه ، بل بلغ من رفقه بهن وتبسطه مع كل واحدة منهن ، أنهن . كن ينسين أنهن يخاطبن رسول الله ، فتقول له إحداهن أمام أبيها : " تكلم ولا تقل إلا حقا 8 فلما كان هذا النقاش يحدث أمام عمر بن الخطاب من ابنته حفصة، أو أمام أبي بكر من ابنته عائشة، ويريد كل منهما أن يبطش بابنته ، ليشعرها بمقام رسول الله ، كان عليه الصلاة والسلام يهون الأمر لدى كل من صاحبيه بقوله : " ما لهذا دعوناك".

    وكان هذا الزوج المثالي : يتولى خدمة البيت مع نسائه ويقول : " خدمتك زوجتك صدقة"12 من هذا يتضح أن رسول الله كان يتحرى العدل -كل العدل - بين زوجاته ، ويعطي كل واحدة منهن قدراً مساوياً من عنايته وحسن معاملته .

    و حين كان يجد أن إحداهن لها في قلبه مكان أعلى من الأخريات . كان يقول لربه -بعد ما يؤدي فرائض العدل والمساواة الكاملة بينهن - " اللهم إن هذا قسمي فما أملك . فلا تلمني فيما تملك ولا أملك13".

    فأي عقل راجح هذا الذي استطاع أن يسوي نساء تسعا في عصمته !

    وأي عدل هذا الذي أمكن رسول الله أن يطبقه في بيت به هذا العدد من النساء ! فهده تجربة تعلن أن رسول الله كان أرجح عقلا ، وأحسن الأزواج معاملة . وأكرم الناس خلقاً. لأنه رسول الله ، ومثال الإنسانية الكاملة .

    بقي أن نعرض موقفأ لرسول الله مع نسائه جميعا ، حين طمحت نفوسهن إلى حياة مترفة وعيش ناعم ، تتحقق في ظله شهوة المرأة إلى زينتها ومتاعها .

    فقد حدث أن اتفق أزواجه جميعأ ، على إعلان الشكوى من قلة النفقة ، والحرمان من الزينة .

    وفي مواجهة رسول الله أعلن نساؤه استياءهن من خشونة العيش ، و قسوة الحرمان . وفوجىء النبي بهذه الشكوى الجماعية، فوجم وهم بتسريحهن ، أو تخييرهن بين الصبر على تلك المعيشة الخشنة، وبين المفارقة لهذا الزواج .

    ثم اعتزلهن شهرا ، حتى نزلت الاية التي تقرر مصير هؤلاء الزوجات ، وتوحي إليه بالعلاج الحاسم بينه وبين زوجاته . فقال الله تعالى له:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا"14.

    وهنا بدأ رسول الله بعائشة ، فقال لها : " يا عاثشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب ألا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك ، قالت : وما هو يا رسول الله ؟ فتلا عليها الآية، قالت أفيك يا رسول الله أستشير أبوي ؟ بل أختار الله ورسوله ،والدار الآخرة15 ، ثم خير نساءه كلهن فأجبن كما أجابت عائشة، وقنعن بما هن فيه من معيشة خشنة كان كثير من نساء المسلمين - يظفرن بما هو أنعم منها وأرغد16.


    علام يدل هذا؟


    لهذه القصه إشارات واضحة إلى معان كريمة، غفل عنها الذين وصفوه بجموح العاطفة ، وشهوة الغريزة ، وغلبة الجنس .


    يا أخي ، أعرني سمعك - .


    نساء محمد يتذمرن من شظف العيش ، وقلة النفقة، وهن في عصمة رجل قد ساد قومه ، وبوأه ربه مكان العظمة . فلو شاء لأغدق على نسائه كل أسباب النعمة ، ووسائل الترف ، وأغرقهن في الحرير والذهب - ومع ذلك كله ، عاش معهن في ظل الحرمان من الترف ، راضيا بقسوة العيش ، وخشونته :

    فأين هي لذاته ، ونوازع غريزته ؟

    أما كان من السهل عليه -لو أراد- أن يعطي لنفسه هواها؟ أن يفرض لنفسه ولأهله من الأنفال والغنائم ما يرضي نساءه ولا يغضب المسلمين ؟

    إن الرجل الذي يقهر شهواته في طعامه ، وفي معيشته ، وفي ميله إلى نسائه ، يستطيع أن يسيطر على كل نزعة تخرجه عن الجد في حيأته أو تجعله أسير لشهوة النفس، أو لجموح العاطفة كما يقولون.

    رجل كان يستطيع أن يعيش عيشة الملوك ، ولكنه ، مع هذا، يقنع بمعيشة الفقراء ،ثم يقال فيه إنه رجل غلبته لذات الجنس17 و جموح العاطفة!

    رجل تألب عليه نساؤه لأنه لا يعطيهن الزينة التي يتحلين بها لعينيه . ثم يقال : إنه رجل غلبته شهوة الحس وقادته الغريزة؟

    هذا الرجل ، وهذا النبي : كان معروفا - من صباه إلى كهولته - أنه لم تحمله صولة الشباب ولا ميعة الصبا على الاستسلام مرة واحدة للذات الحس ، ولم يسمع عنه أنه عكف على اللهو كها يلهو الفتيان من أقرانه في مجالس اللهو التي كانت منتشرة -إذ ذاك - في نواحي مكة ، وفي أوساطها المختلفة . بل إن اللهو البريء لم يتخذ طريقه إلى نفس محمد عليه الصلاة والسلام!

    ومن هذا المسلك الكريم عرف بالطهر والأمانة ا، واشتهر بالجد والرصانة ، وسداد الرأي . فلما قام بالدعوة لم يقل أحد من أعدائه المتربصين به ، الذين يتصيدون له كل نقيصة - لم يقل أحد من هؤلاء إن ذا الفتى الذي يدعوكم إلى نبذ الشهوات ، يحثكم على الطهارة والعفة، كان من شأنه حب الشهوات ، والرغبة العارمة في النساء ! !

    لم يقل أحد من خصومه والحاقدين عليه شياً من هذا أبدا.

    ولو كان هناك موضع لقول في هذا الاتجاه ، لانتشر على كل لسان .

    أفبعد هذا البيان ، يبقى هناك وجه من وجوه الطعن ، يوجه إلى رسول الله من ناحية زواجه بكل واحدة من أمهات المؤمنيبن؟؟.

    خامسا - ولعل من الحكم التي أرادها المولى جل جلاله ، من تعداد نساء رسول الله من تعداد، ووجودهن في عصمته جميعا : أنهن يمثلن ثقافات مختلفة، وقدرات متفاوتة ، في فهم ما يصدر عن رسول الله من الأمور التي لم يطلع عليها سوى نسائه . فكانت الحكمة أن تبلغ كل واحدة منهن ما سمعت عن رسول إلله ، وما رأت من تصرافته. بأسلوبها وطريقتها ، قياماً بواجب التبليغ للرسالة المحمدية، مصداقآ لقوله تعالى: "وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا "

    نقلا من احد المواقع

    «« توقيع Jesus is Muslim »»
    اللهم انك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت علي محبتك و التقت علي طاعتك و توحدت علي دعوتك . فوثق اللهم رابطتها و أدم ودها و اهدها سبلها و اشرح صدورها بفيض الايمان بك و جميل التوكل عليك وأحيها بمعرفتك و أمتها علي الشهاده في سبيلك.انك نعم المولي و نعم النصير.


الحكمة من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضى الله عنها

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قصيدة رائعة فى أم المؤمينين السيدة عائشة رضى الله عنها
    بواسطة قسمه في المنتدى قسم الأدب والشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-01-2012, 12:39 AM
  2. الرد العلمي على زواج عائشة من النبي صلى الله عليه وسلم
    بواسطة الإسلام نعمة الحياة في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-01-2012, 05:18 PM
  3. زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها
    بواسطة hoodahack في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-09-2009, 05:56 PM
  4. الحكمة من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضى الله عنها
    بواسطة Jesus is Muslim في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-12-2003, 11:07 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الحكمة من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضى الله عنها

الحكمة من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضى الله عنها