هذه بالطبع من دلائل نبوته وليس إدعاء نبوه حيث أنه إذا كان هو من يؤلف القرأن وحاشا لله أن يكون فعل ذلك
فكان يستطيع أن يرد علي الأسئله التي كان دائماً يطرحها عليه اليهود والمشركين لأختبار نبوته علي الفور ولكنه
كان ينتظر جبريل حتي يأتيه بالوحي لأنه إنما كان يرد بما ينزله الله عليه وليس بما ألفه هو
وأدل دليل علي كده حادثة الإفك فلو كان هو من يؤلف القرأن لا سمح الله فكان سيبريء السيده عائشه رضي
الله عنها فوراً إلا إنه حزن وظل مهموم حتي نزل عليه سيدنا جبريل بما يبريء زوجة رسول الله من فوق سبع سموات
وأيضاً حينما إنقطع عنه الوحي فتره حتي أخذ المشركين يقولون له إن ربه قد ودعه أو قلاه (أي تركه وتخلي عنه) فلو
كان هو من يقول القرأن من عنده لكان رد عليهم علي الفور حتي لا يعطيهم الفرصه لقول هذه الأقاويل ولكنه كلام الله
تعالي وليس كلام من تأليف أشرف خلق الله وقد حزن لهذا الكلام أشد الحزن حتي أراح الله قلبه بما يرد به علي
المشركين ونزلت ((ما ودعك ربك وما قلي)) سورة الضحي
المفضلات