حجة قديمة للمكذبين للطعن في صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، ألا وهي الإدعاء بأنه أخذ القصص الديني من اليهود ، وقلنا من قبل ان هذا غير صحيح
لإعتبارات عديدة مثل أمية النبي صلى الله عليه وسلم ، وعدم وجود يهود بمكة حيث نزلت أغلب سور القصص القرآني ، واستحالة إعادة صياغة هذا القصص
في سورة أبهى من الأصل إلا بوحي من الله ، وحتمية افتضاح أمر المعلم والمتعلم ، وكثرة معلومات القصص الديني التي تحتاج لكثير من الوقت لاستيعابها
وإعادة صياغتها بينما النبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه أغلب الوقت ، واختلاف لسان المعلم المزعوم عن اللسان العربي مما يحتم كثرة الألفاظ
السائدة في كتب اليهود على القرآن ، وعدم وجود أي كتب أو مخطوطات للتراث اليهودي بالجزيرة العربية في ذلك الوقت .
ثم إن الأمر يزداد صعوبة عندما يتكلم القرآن عن أخبار غير موجودة في الكتاب المقدس لليهود ، ولكن يتبين وجودها في التراث اليهودي القديم
و الأمثلة على ذلك منها :
المثال الأول :
في الموسوعة اليهودية ورد ذكر قصة تفكر إبراهيم عليه السلام في الكون وخالقه التي وردت أيضا في سورة سورة الأنعام
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {6/75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {6/76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {6/77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {6/78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {6/79}

Terah then went home and hid his son in a cave for three years. When, on coming out of the cave, Abraham saw the sun rising in all his glory in the east, he said to himself: "Surely this is the Lord of the universe, and Him I will worship." But the evening came, and lo! the sun set and night befell him, and seeing the moon with her silver radiance, he said, "This, then, is the Lord of the world, and all the stars are His servants; to Him I will kneel." The following morning, when moon and stars had disappeared and the sun had risen anew, Abraham said: "Now I know that neither the one nor the other is the Lord of the world, but He who controls both as His servants is the Creator and Ruler of the whole world"

http://www.jewishencyclopedia.com/articles/360-abraham

الترجمة :

ثم رجع تارح (والد ابراهيم) وأخفى ابنه في كهف لمدة 3 سنوات. وعندما خرج ابراهيم من الكهف شاهد الشمس تشرق في بهائها من المشرق فقال لنفسه:
" لابد ان هذا هو إله الكون الذي سوف أعبده" . ولكن الشمس غربت في المساء وجاء الليل فرأى القمر بأشعته الفضية فقال :
" إذاً ، هذا هو إله العالم وهذه النجوم هم عبيده ، الذي سوف أركع له " ولكن في الصباح التالي ، اختفى القمر ومعه النجوم وأشرقت الشمس فقال :
"الآن علمت أن لا هذا ولا ذاك هو إله الكون ولكنه هو الذي يتحكم في كليهما كالعبيد ، الذي هو خالق وحاكم كل العالم ."
المثال الثاني :
ورد في سورة الصافات
فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ {37/91} مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ {37/92} فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ {37/93} فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ {37/94} قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ {37/95} وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {37/96} قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ {37/97} فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ {37/98}

و ورد في سورة الأنبياء :
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ {21/58} قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ {21/59} قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ {21/60} قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ {21/61} قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ {21/62} قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ {21/63} فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ {21/64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ {21/65}

Forthwith Abraham asked his father: "Who created heaven and earth?" Terah, pointing to one of his idols, replied: "This great image is our god." "Then let me bring a sacrifice to him!" said Abraham, and he ordered a cake of fine flour to be baked, and offered it to the idol, and when the idol did not eat it, he ordered a still finer meal-offering to be prepared, and offered it to the idol. But the idol did neither eat nor answer when addressed by him, and so Abraham grew angry and, kindling a fire, burned them all. When Terah, on coming home, found his idols burnt, he went to Abraham and said: "Who has burned my gods?" Abraham replied: "The large one quarreled with the little ones and burned them in his anger." "Fool that thou art, how canst thou say that he who can not see nor hear nor walk should have done this?" Then Abraham said: "How then canst thou forsake the living God and serve gods that neither see nor hear?"

http://www.jewishencyclopedia.com/articles/360-abraham

الترجمة :
وسأل ابراهيم أباه : من الذي خلق السماء والأرض ؟ فقال تارح مشيرا لأحد أصنامه : إنه سورة ربنا العظيم ، لنقرب له قربانا .
ولكن الصنم لم يأكل ، فقدم وجبة أعظم للصنم كقربان فلم يأكلها . كذلك لم يجب عليهم بشيء ، فغضب ابراهيم وأشعل النار في الاصنام . وعندما رجع تارح
سأل من الذي أحرق آلهتي ؟ فأجاب ابراهيم ان كبيرهم تجادل معهم فأحرقهم لما غضب عليهم . فقال تارح : ايها الاحمق ، كيف يفعل ذلك من لا يسمع ولا يبصر ؟ فقال ابراهيم : فكيف إذاً انت تترك الإله الحي وتعبد آلهة لا تسمع ولا تبصر ؟
المثال الثالث :
في سورة الانبياء ايضا :
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ {21/66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ {21/67} قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ {21/68} قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ {21/69}

According to the Midrash (Gen. R. xxxviii.), Terah, in addition to being an idolater himself, made and sold idols; and during his absence he compelled Abraham to act as a merchant for him. The "Sefer ha-Yashar" (ed. Leghorn, 1876, pp. 14b et seq.) regards him as a great general of Nimrod, whom he accompanied on all his campaigns. Angry at Abraham for the destruction of his idols, Terah accused his son before Nimrod, who condemned him to be burned to death. Thereupon Abraham persuaded his father to emigrate to Canaan. See Abraham in Apocryphal and Rabbinical Literature

http://www.jewishencyclopedia.com/articles/14330-terah
نرى هنا أمر النمرود بإحراق ابراهيم ولكنهم لا يذكرون كيف نجا من النار كما ذكر القرآن ، ولكنهم يذكرون كيف هاجر ابراهيم بعد ذلك مصداقا لقوله
عز وجل في سورة العنكبوت :
فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {29/26}

الخلاصة :

كل هذه المعلومات لو كانت متوفرة في مكة للنبي صلى الله عليه وسلم لتوفرت لغيره ايضا قطعا ، وإلا لماذا لم يعرفها إلا هو ؟
ولو كان يعلمه اليهود لفضحوا أمره قطعا .
فسبحان من علم الرسول صلى الله عليه وسلم كل هذا العلم في زمان ومكان يصعب فيه توفر حتى أدوات الكتابة .