النافذة الاولى :
فيرى نفسه من نافذة المستشرقين الذين لم ينخلعوا عن المسيحية ولكن انخلعوا عن التحامل على الإسلام وانتهجوا منهج الحق والإنصاف فمحمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم عظماء التاريخ كما قال مايكل هارت وغيره من مفكري وفلاسفة الغرب والإسلام هو دين الفطرة والسهولة واليسر والتسامح والتكيف مع مختلف الظروف كما قال هبيرد شان حاكم المستعمرات الفرنسية في إفريقيا والكتب السابقة للقرآن لا تزن أكثر من اية من آياته كما قال موريس بوكاى , و يرى نفسه إجمالا في اتساع رقعة الإسلام وانتشاره بين رجال الدين والعلم والأدب والفكر والفن والسياسة من أمثال مراد هوفمان ومالكوم اكس ومحمد على كلاي و جارودى وكريم عبد الجبار وعمر الشريف و بنجامين كلدانى ويوسف استس وغيرهم في الوقت الذي ليس فيه للمسلمين حولا ولا طولا , بعيدا عن القوة و النصب الخداع وتقمص الأدوار (كما يحدث في القنوات التبشيرية يأتون بمسيحي حاقد يدعى التنصر بعد الإسلام ولا يمضى إلا وقت يسير ليتم اكتشاف كذبه وخداعه) , وإذا كان هناك فئة أخرى من المستشرقين تثير الشبهات فان الفئة المنصفة تقر وتؤكد بإنصافها تحامل الفئة الأخرى وحقدها على الإسلام والمسلمين وابتعادها عن الموضوعية والحياد لان هذه الفئة المنصفة ليس لها مصلحة في مدح القبيح أو ذم الجميل وان كان هناك مصلحة فمن الطبيعي أن تصب في الجانب المسيحي على حساب الإسلام كما أن هذا القول سوف يحسب عليهم وبالتالي لن يقال إلا بعد دراسة و بحث وتدقيق واحترام يجبر على قول الحق والانسياق وراء الفطرة.
.
وسوف نتيقن من ذلك تماما ونعلم ان شهادة المستشرقين للاسلام لا تضاهيها اى شهادة اخرى اذا علمنا الغرض الحقيقى من الاستشراق .
"الاستشراق لم ينفصل عن التبشير بل كان اداة من ادوات التبشير فى بدايته , ثم استغل فى مرحلة لاحقة لتحقيق مطامع الدول الاستعمارية , وقد نزل الكثير من اساقفة الكنيسة الكاثوليكية الى ميدان الاستشراق بقصد التبشير وتدريب المبشرين على العمل فى بلاد الشرق , وكان اول المستشرقين من رهبان الكنيسة الكاثوليكية هو الراهب جربرت الذى اتخب بابا لكنيسة روما عام 999م بعد تعلمه فى معاهد الاندلس , ومن هؤلاء ايضا بطرس المحتوم وجيراردى كريمون .
وقد كان الباعهث الدينى للاستشراق فى بادىء الامر هو عرقلة تيار التحول من المسيحية الى الاسلام , خاصة بعد انتشار الاسلام من حدود الصين شرقا الى اقصى حدود الاندلس غربا , ومن قلب افريقيا جنوبا الى سواحل البحر الابيض المتوسط شمالا , ومن سقوط القسطنطينية عام 1453 م على ايدى الاتراك المسلمين مما هز العالم الغربى هزة عنيفة .
ثم تطور باعثهم فيما بعد الى محاولة تشكيك المسلمين فى عقيدتهم , وقد حرص اغلب المستشرقين فى الدرسات التى قاموا بها على تحقيق هذا الهدف التبشيرى , اذ صوروا الاسلام فى صورة الدين الجامد الذى لا يصلح للتطور .
ورغم استعمال هؤلاء المستشرقين اقنعة براقة وشعارات زائفة فى الوصول الى غايتهم المنشودة , الاى ان بعضهم لم يستطيع اخفاء ما تطفح به قلوبهم من حقد على الاسلام ونبيه , فتمادوا فى كذبهم وافترائهم إلى الحد بالقول ان النبي والقرآن هما سبب انحطاط المسلمين" .(عن كتاب افتراءات واباطيل للمستشار على عبد اللاه طنطاوى رئيس محكمة القيم السابق رحمه الله تعالى) .
يتبع بعون الله تعالى
المفضلات