إنجيل المرأة


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

إنجيل المرأة

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: إنجيل المرأة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    11:14 PM
    المشاركات
    374

    افتراضي إنجيل المرأة

    إنجيل المرأة


    الإصحاح الأول

    الحق يحرركم من ربقة الشيطان وعبوديته:
    إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا ، وادَّعوا عَلَى الإسْلامِ ما ليس فيه ، ، وافتروا على المرأةِ المُسْلِمَةِ وهى أعزُّ وأكرمُ مما قالوه عنها، وهم يَعْمُونَ أبصَارَهُم عن حَضَارَتِهم، وعن كِتَابِهم، أو يتكلمون بما يجهلون، أو يرموننا بدائهم ، ظنَّاَ منهم أنَّ ذلك تجميلاً لحضارتهم ، وتحسيناً لوضع المرأة عندهم ، أو صرفاً للناس عن الإسلام ، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ قدرَ الإمكان لأننى بشر ، وبنى آدم خطَّاء ، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ القارىء، لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ، وتَقِف على الحقائِق عاريةً، مُجرَّدَةً من التَّعَصُّبِ والهَوى ، ولْتَحْكُم: أىُ الحَضَارَاتِ وأىُ الأدْيَانِ أَنْصَفَ المَرأَةَ وجَعَلَها تَاجاً مِن أغْلَى وأَنْقىَ المُجَوْهَرَاتِ عَلَى رَأْسِ الرَّجُلِ والْمُجْتَمَعِ ، ولو كره الناس جميعاً.

    فاستقيموا كما كان معلمكم: («يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ بِالاِسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ وَلاَ تَقْبَلُ الْوُجُوهَ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ.) لوقا 20: 21

    وكونوا من الصادقين كما كان معلمكم: («يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ.) متى 22: 16

    وكونوا قضاة الحق كما أمركم معلمكم: (وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟) لوقا 12: 57

    وكونوا أحراراً بالحق كما أمركم معلمكم: (32وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».) يوحنا 8: 32 ، (فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.) يوحنا 8: 36

    وإلا (فوَيْلٌ لَكُمْ [أَيُّهَا الْمُكَذِّبُونَ الضَّالونَ] لأَنَّكُمْ تَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. وكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ!) لوقا 11: 42

    ولا تكونوا من زمرة الشياطين: (42فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللَّهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي. 43لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كلاَمِي؟ لأَنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي. 44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. 45وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي. 46مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟ 47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».) يوحنا 8: 42-47

    ولا تكونوا مثل بولس الذى كذب وخدع ونافق من أجل أن يكون شريكاً فى الإنجيل:
    (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

    (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16

    (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23

    بل كونوا مع الصادقين ، كونوا من المؤمنين ، الذين دعاهم الله جل وعلى إلى الحق وتحرِّى الصدق مع الله ومع الناس ومع أنفسهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة 119

    والذين قال فى شأنهم: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلوةَ وَآتَى الزَّكَوةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البقرة 177

    وقال فيهم أيضاً: (قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) المائدة 119

    يا أهل الكتاب! اتقوا الله ، ولا تخشوْا إلا إيَّاه! يا أهل الكتاب ، لا تكذبوا على الله! (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ) الزُّمَر 32
    يا أهل الكتاب! فهذه دعوة للصدق واتِّباعه. (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) العنكبوت 3

    واتقوا يوماً قال عنه الرحمن: (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا) الأحزاب 8

    انظروا ماذا قال الله فى عباده الصادقين! (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا  لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) الأحزاب 23-24

    وانظروا ماذا أعد الله لهم فى الآخرة! (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ  لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ  لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ  أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ  وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ) الزُّمَر 32-36

    الإصحاح الثانى

    سبب تسمية الكتاب بهذا الاسم:
    لقد استعرت اسم هذا الكتاب من الكاتبة K. Armstrong (كارين أرمسترونج) مؤلفة كتاب The Gospel according to woman ، وقد جاء كتابها دراسة وثائقية مدعمة بالأسانيد والشواهد والنصوص عن هذا الموضوع الحيوى الخطير ، وقد كانت الكاتبة احدى الراهبات عدة سنوات ، ثم التحقت بالدراسات العليا بجامعة أوكسفورد.

    ولقد أوردت سبب تسميتها للكتاب بهذا الاسم ، كما يقول الكاتب الفذ ـ جعله الله فى ميزان حسناته ـ اللواء المهندس أحمد عبد الوهاب: (لقد أسميت هذا الكتاب (إنجيل المرأة) لأنه يحكى قصة الحياة التى عاشتها النساء من خلال إنجيل يسوع المسيح. إن كلمة (إنجيل) تعنى ، طبعاً ، أخباراً سارة ، ولكن على الرغم من أن المسيحية فى فجر تاريخها قد قدمت للمرأة رسالة إيجابية ، إلا أنه يجب القول أنه منذ القرن الثانى ، لم تكن المسيحية أخباراً سارة للنساء على الإطلاق. فقد كانت مدمرة لهن إلى أقصى حد ، على الرغم من وجود عناصر فى أنماط التفكير والمشاعر المسيحية التى كان يمكن استخدامها بأفضل مما كان.) انتهى قول الكاتبة.


    الإصحاح الثالث

    المرأة عند الشعوب البدائية:
    كانت الفتاة فى الشعوب البدائية حين تبلغ طور المراهقة، تُعزَل فلا تكلم أحداً غير أمها، ولا تكلمها إلا بصوت خفيض ، كما أن الولد إذا وصل إلى مرحلة البلوغ يأخذونه ليغتسل فى بعض العيون المقدسة ، وذلك لكى يخلص من روائح الأنوثة التى علقت به من مصاحبته لأمه.

    الإصحاح الرابع

    المرأة عند الهنود القدماء:
    كانت المرأة عند الهنود القدماء تعتبر مخلوقاً نجساً ، ولم يكن للمرأة فى شريعة مانو حق فى الاستقلال عن أبيها أو زوجها أو ولدها ، فإذا مات هؤلاء جميعاً وجب أن تنتمى إلى رجل من أقارب زوجها ، وهى بذلك قاصرة طيلة حياتها ، ولم يكن لها حق فى الحياة بعد وفاة زوجها ، وكانت إذا مات عنها زوجها تُحرَق مع جثته بالنار المقدسة ، بل إن بعض القبائل الهندية القديمة كانت لا تراها أهلاً لتُحرَق مع جثة زوجها باعتبارها المخلوق النجس، ولذلك كانوا يرون دفنها حية أو حرقها بعد موت زوجها. فإذا كان للرجل أكثر من زوجة دُفِنَّ جميعاً أو حُرِقْنَ جميعاً.

    وفى حياة الزوج كان له أن يُطلِّق الزوجة متى شاء وكيف شاء ، أما هى فليس لها الحق فى أن تطلب الطلاق من زوجها مهما يكن من أمر الزوج ، حتى لو أصيب بأمراض تمنع من أهليته للحياة الزوجية.

    وقد لقيت الحكومات الهندية أشد الفتن من مجتمعاتها ، خاصة من رجال الدين الهنود، حين حاولت القضاء على مثل هذه العادات المسترذلة والتى استمرت تهضم حقوق المرأة وكيانها حتى القرن السابع عشر.

    وفى شرائع الهندوس أنه: (ليس الصبر المقدر ، والريح ، والموت ، والجحيم ، والسم ، والأفاعى ، والنار، أسوأ من المرأة)

    (ويذكر جوستاف لوبون أن المرأة فى الهند (تُعِّد بعلها ممثلاً للآلهة فى الأرض ، وتُعَدُّ المرأة العزب، والمرأة الأيم، على الخصوص من المنبوذين من المجتمع الهندوسى، والمنبوذ عندهم فى رتبة الحيوان، والمرأة الهندوسية إذا فقدت زوجها ظلت فى الحداد بقية حياتها، وعادت لا تُعامَل كإنسان، وعُدَّ نظرها مصدراً لكل شؤم على ما تنظر إليه، وعدت مدنسة لكل شىء تلمسه، وأفضل شىء لها أن تقذف نفسها
    فى النار التى يحرق بها جثمان زوجها ، وإلا لقيت الهوان الذى يفوق عذاب النار.)

    الإصحاح الخامس

    المرأة فى الصين:
    كانت المرأة فى الصين لا تقل مهانة أو مأساة عن بقية المجتمعات ، فكانت النظرة إليها واحدة ، ويظهر مدى امتهان المرأة فى المثل الصينى الذى يقول: إن المرأة كالكرة ، كلما ركلتها برجلك ارتفعت إلى أعلى.

    وشبهت المرأة عندهم بالمياه المؤلمة التى تغسل السعادة والمال ، وللصينى الحق فى أن يبيع زوجته كالجارية، وإذا ترملت المرأة الصينية أصبح لأهل الزوج الحق فيها كإرث، وللصينى الحق فى أن يدفن زوجته حية.

    الإصحاح السادس

    المرأة عند المصريين القدماء:
    إن البلاد الوحيدة التى نالت فيها المرأة بعض الحقوق قديماً هى مصر الفرعونية ، إذ كان لها أن تملك ، وأن ترث ، وأن تقوم على شئون الأسرة فى غيبة الزوج ، ولكن مع ذلك فقد كان الرجل سيداً على المرأة خاصة زوجته ، ولكن ليس بالفهوم الذى رأيناه أنه يملكها وله الحق فى بيعها أو قتلها ، ولكن بمعنى أنه قيِّمٌ عليها وعلى بيته.

    الإصحاح السابع

    المرأة الكلدانية:
    كانت المرأة الكلدانية خاضعة خضوعاً تاماً لرب الأسرة ، وكان للوالد الحق فى أن يبذل زوجته أو ابنته لسداد دينه ، وكانت المرأة تحتمل وحدها الأعباء المنزلية ، فتذهب كل يوم لجلب الماء من النهر أو البئر ، وتقوم وحدها بطحن الحبوب بالرحى وإعداد الخبز ، كما تقوم بغزل ونسج وحياكة الملابس. وهذا كان حالها فى الطبقات الفقيرة.

    أما فى الطبقات الموسرة فكانت المرأة لا تخرج من منزلها ، بل يقوم على خدمتها فى المنزل خدم وحشم. وأما نساء الملوك الكلدانيين فكان لا يُسمَح لأحد برؤيتهن ولا التحدث إليهن أو حتى التحدث عنهن.

    وكان من حق الرجل طلاق زوجته متى أراد أما المرأة فإذا أبدت رغبة فى الطلاق
    من زوجها طُرِحَت فى النهر لتغرق ، أو طردَت فى الشوارع نصف عارية لتتعرض للمهانة والفجور.

    وقد روى هيرودوت المؤرخ اليونانى القديم أن كل امرأة كلدانية كان عليها فى مدينة بابل أن تذهب إلى الزهرة الإلهة (مليتا) ليواقعها أجنبى حتى ترضى عنها الإلهة. ولم يكن من حقها أن ترد من يطلبها كائناً من كان ، ما دام أول رجل يرمى إليها بالجعالة [المال المبذول والذى كان يُعتبر حينئذ مالاً مقدساً] ثم ترجع بعد ذلك إلى منزلها لتنتظر الزوج.

    وكانت إذا تزوجت ولم تحمل لفترة طويلة اعتبرت أنها أصابتها لعنة الآلهة أو أصابها مس من الشيطان فتصبح فى حاجة إلى الرقى والطلاسم ، فإذا ضلت عاقراً بعد ذلك فلابد من موتها للتخلص منها.

    وهذا أقرب ما يكون للقانون اليهودى عند إصابة أحد بالمس فإنه يُقتَل رجلاً كان أم امرأة: (27«وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».) لاويين 20: 27

    وكان معبد الإلهة (عشتروت) فى بابل القديمة يمتلىء من العاهرات اللائى يتقدمن إلى زائرى المعبد. كما كان على كل امرأة أن تتقدم مرة على الأقل إلى معبد فينوس ليواقعها أى زائر فى المعبد. وكانت الفتيات من الصين واليابان وغيرهما من بلاد العالم يتقدمن إلى الكهنة فى المعابد ، وكان من الشرف الكبير أن يواقعها الكاهن الذى هو ممثل الإلهة على الأرض. وكان هذا النوع من البغاء يُعرَف بالبغاء الدينى.

    وهو قريب من قول نيكولاوس فون كليمانجيس Nikolaus von Clemanges (أحد علماء اللاهوت وعميد جامعة باريس سابقا: (أن تترهبن المرأة اليوم فمعنى هذا أنها أسلمت نفسها للعهارة).

    وقد سبقه فى مثل هذا القول دومبريديجر جايلر فون قيصربرج Domprediger Geiler von Kayserberg (إن المرأة فى الدير ليست إلا عاهرة)

    وقد شاع المثل الشعبى فى العصور الوسطى القائل: (من لفت رأسها ، عرت بطنها ، وهذه عادة كل الراهبات)

    وقد اقترح أوجستين عام 388 قانون يمنع أن يدخل شاب على الراهبات أما العجائز
    المُسنَّات فيسمح لهم بالدخول حتى البهو الأمامى فقط من الدير، ولأن الراهبات كُنَّ فى حاجة إلى قسيس للصلاة بهن ، فقد سمح القيصر جوستنيان فقط للرجال الطاعنين فى السن أو المخصيين بالدخول إليهن والصلاة بهن. حتى الطبيب لم يُسمَح له بالدخول إلى الراهبات وعلاجهن إلا إذا كان طاعناً فى السن أو من المخصيين. وحتى المخصصين فقدوا الثقة فيهم، لذلك قالت القديسة باولا: على الراهبات الهرب ليس فقط من الرجال، ولكن من المخصيين أيضاً. (ص 136 لديشنر)

    وكان من يقتل بنتاً يُفرَض عليه أن يقدم ابنته لأهل القتيلة يقتلونها أو يملكونها. وإذا لم يُثمر الزواج مولوداً خلال عشر سنين يُعتبر العقد فيه مفسوخاً. وكان للرجل حق قتل أولاده وبيعهم. ولم يحرَّم ذلك إلا فى القرن الخامس قبل الميلاد. ولم تكن المرأة لترث، فإذا لم يكن هناك ذكور من أسرة الموروث ورثوا الذكور من أسرة زوجته ولكن زوجته لا ترث.

    الإصحاح الثامن

    المرأة عند اليونان:
    كانت اليونان فى قديم الزمان أكثر الأمم حضارة ومدنية. وكانت أثينا مدينة الحكمة والفلسفة والطب والعلم ، ومع هذا كانت المرأة عندهم مُحتقرة مهينة ، مثل أى سلعة تباع وتُشترى ، مسلوبة الحقوق ، محرومة من حق الميراث وحق التصرف فى المال ، بل أكثر فقد سموها رجساً من عمل الشيطان ، ولم يسمحوا لها إلا بتدبير شئون البيت وتربية الأطفال. وكان الرجل فى أثينا يُسمَح له أن يتزوج أى عدد يريده من النساء ، بلا قيد ولا شرط.

    ومما يُذكر عن فيلسوفهم سقراط قوله: (إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار فى العالم ، إن المرأة تشبه شجرة مسمومة ، حيث يكون ظاهرها جميلاً ، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت من فورها.)

    كما كان لزوجها الحق فى بيعها وأن تظل عند المشترى فترة تحت التجربة ، كما كان لزوجها الحق فى قتلها إذا اتهمت ولو بمجرد النظر إلى شخص غريب ولا مسئولية عليه فى ذلك. ومع هذا فإن له الحق فى أن يزنى فى منزل الزوجية ، وليس لزوجته حق الاعتراض ، كما أن حق الطلاق مكفول له متى شاء وكيف شاء. ومع ذلك فإنها تظل بعد طلاقها منه مقيدة برأيه فى زواجها لمن يريده. ويوصى عند موته بزواجها ممن يرتضيه هو وليس لها أو لأحد من أهلها حق الاعتراض.

    وتذكر الأساطير اليونانية أن المرأة هى سبب الأوجاع والآلام للعالم كله ، وذلك لأن
    الناس فى اعتقادهم كانوا يعيشون فى أفراح ولا يعرفون معنى الألم ولا الحزن ، ولكن حدث أن الآلهة أودعت أحد الناس صندوقاً وأمرته ألا يفتحه ، وكان له زوجة تُسمَّى (باندورا) مازالت تغريه بفتحه حتى فتحه فانطلقت منه الحشرات. ومنذ تلك اللحظة أُصيب الناس بالآلام والأحزان. فلهذا كانت المرأة سبباً فى الكوارث التى حلت بالبشرية كلها نتيجة لفضول المرأة وإغراء زوجها بالعصيان.

    ولعلنا نلحظ شبهاً فى هذه الرواية بما تحدث عنه سفر التكوين من إغواء حواء لآدم بالأكل من الشجرة المحرمة بعد أن أغوتها الحية: (6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ. .. .. .. 12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 6-12

    وكان أرسطو يعيب على أهل إسبرطة التهاون مع النساء ومنحهن بعض الحقوق ، بل إن سقراط كان يعزو سقوط إسبرطة إلى منحها الحرية للنساء. على الرغم من أن هذه الحرية لم تنالها النساء إلا لإنشغال الرجال الدائم فى الحروب.

    أما المرأة فى إسبرطة فكانت تستمتع بحرية لا يُسمَح بها للرجل ، ولكن حرية هى إلى الدعارة أقرب ، فكان لها أن تتزوج أكثر من رجل واحد فى القوت الذى كان يُحرَّم فيه على الرجل أن يتزوج من امرأة واحدة إلا فى الحالات الضرورية جداً.

    ومن الغريب أن يرى الفيلسوف اليونانى أفلاطون شيوعية النساء ، وإلغاء نظام الأسرة على أن تتكفل الدولة بتربية الأبناء.

    (ويحدثنا التاريخ عن اليونان فى إدبار دولتهم كيف فشت فيهم الفواحش والفجور ، وعُدَّ من الحرية أن تكون المرأة عاهراً ، وأن يكون لها عُشَّاق ، ونصبوا التماثيل للغوانى والفاجرات ، وقد أفرغوا على الفاحشة ألوان القداسة بإدخالها المعابد ، حيث اتخذ البغاء صفة التقرب إلى آلهتهم ، ومن ذلك أنهم اتخذوا إلهاً أسموه (كيوبيد) أى (ابن الحب) ، واعتقدوا أن هذا الإله المزعوم ثمرة خيانة إحدى آلهتهم (أفروديت) لزوجها مع رجل من البشر)

    ولم يكن يُسمَح بتعليم المرأة اليونانية الحرة ، إنما كان التعليم قاصراً على البغايا. حتى كان الرجل الذى يكره الجهل فى المرأة يلجأ إلى البغى.



    الإصحاح التاسع

    المرأة فى قانون حمورابى:
    كانت المرأة تُحسَب فى عِداد الماشية المملوكة ، ومن قتل بنتاً لرجل كان عليه أن يُسلِم ابنته ليقتلها أو يمتلكها أو يبيعها إن شاء.

    وفى تشريع حمورابى ، أُعْطىَ للمرأة بعض الحقوق ، وإن كان هذا التشريع لم يمنع اتخاذ الخليلات إلى جانب الزوجات فى الوقت الذى يقرر قيه إفرادية الزوجة. وقد ظل هذا القانون يمنح الرجل السيادة المطلقة على المرأة ، وإن كان قد منح الزوجة حق الطلاق إذا ثبت إلحاق الضرر بها. أما إذا طلبت الطلاق ، ولم يثبت الضرر فتُطرَح فى النهر ، أو يُقضى عليها بالحرق. كما أنها إذا نشزت عن زوجها بدون إشارة منه تُغرَق ، والمرأة المسرفة تُطلَّق أو يستعبدها زوجها.

    الإصحاح العاشر

    المرأة عند الرومان:
    أما المرأة الرومانية فقد كانت تقاسى انتشار تعدد الزوجات عند الرومان فى العرف لا فى القانون ، ولكن (فالنتْيَان الثانى) العاهل الرومانى قد أصدر أمرأ رسمياً أجازَ فيه لكل رومانى أن يتزوج أكثر من امرأة إذا شاء. الأمر الذى لم يستنكره رؤساء الدين من الأساقفة ، وقد حذا حذو (فالنتْيَان الثانى) كل من أتى بعده.

    واستمر تعدد الزوجات منتشراً بين الرومانيين حتى أتى (جوستنيان) ، فسنَّ قوانين تمنع تعدد الزوجات. إلا أن الرجال من الرومانيين استمروا على عاداتهم فى التزوج بأكثر من امرأة ، واستمر الرؤساء والحكام يرضون شهواتهم بالإكثار من الزوجات.

    وتساهل رجال الدين ، وسمحوا للراغبين فى التزوج بأكثر من واحدة بتحقيق رغباتهم ومطالبهم. فكان الرئيس الدينى يعطى ترخيصاً بذلك لمن يريد. واستمر تعدد الزوجات عندهم أسوة بأنبيائهم وكتابهم المقدس (العهد القديم) ، واستمر رجال الكنيسة يُجيزون تعدد الزوجات حتى منتصف القرن الثامن عشر ، ولم يمنعوا التعدد إلا بعد هذا القرن .

    وكانت المرأة عندهم تُبَاع وتُشتَرى كأى سلعة من السلع ، كما أن زواجها كان يتم أيضاً عن طريق بيعها لزوجها. وكان لهذا الزوج بعد ذلك السيادة المطلقة عليها. ولم يكن يُنظَر إلى المرأة كأنها ذو روح بل كانت تُعتَبر مخلوقاً بغير روح ، ولهذا كان يُحرم عليها الضحك والكلام إلا بإذن. كما كان بعضهم يُغالى أحياناً فيضع فى فمها قفلاً من حديد ، كانوا يسمونه الموسيلير Moselier ، وكانوا يحرمون عليها أحيانا أكل اللحوم كما كانت تتعرض لأشد العقوبات البدنية باعتبارها أداة للغواية وأحبولة من حبائل الشيطان. وكان للرجل أن يتزوج من النساء ما يشاء ويتخذ من الخليلات ما يريد.

    وكانت الزوجة تكلف بأعمال قاسية وكان من حق الزوج بيعها أو التنازل عنها للغير أو تأجيرها ، ولما اعتنق الرومان المسيحية أصبح للزوجة الأولى بعض الميراث ـ أما بقية الزوجات فكنَّ يُعتَبرن رفيقات. والأبناء منهن يُعاملن معاملة أبناء الزنا اللقطاء ، ولذلك لا يرثون ويُعتبرون منبوذين فى المجتمع.

    ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر أن ما لاقته المرأة فى العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف "ليس للمرأة روح" تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها ، وربطها بالأعمدة ، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول ، ويسرعون بها إلى أقصى سرعة حتى تموت.

    الإصحاح الحادى عشر

    المرأة عند الفرس:
    وكانت المرأة عند الفرس قبل الإسلام يُنظر إليها نظرة كلها احتقار. وقد استمرت مهضومة الحق ، مجهولة القدر ، مظلومة فى المعاملة ، حتى أنقذها الإسلام.

    وقد ذكر هيرودوت المؤرخ اليونانى القديم أنه كان من آلهة الفرس القديمة إلهة تُسمى (عشتار) ، وهى عندهم بمثابة إلهة الحب والجمال والشهوة والأنسال ، وكانت تُسمِّى نفسها إلهة العهر أو العاهر الرحيمة. وكان القربان الذى يُقدَّم لها هو الفتيات الأبكار ، فكنَّ يذهبن إلى معبد الإلهة ، وكان كل رجل تعجبه فتاة يلقى فى حجرها قطعة من فضة ، ثم يقوم بفض بكارتها.

    وقد أُبيح للرجل الفارسى (الزواج بالأمهات والأخوات والعمَّات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت، وكانت تُنفى الأنثى فى فترة الطمث إلى مكان بعيد خارج المدينة، ولا يجوز لأحد مخالطتها إلا الخدام الذين يقدمون لها الطعام ، وفضلاً عن هذا كله فقد كانت المرأة الفارسية تحت سيطرة الرجل المطلقة ، يحق له أن يحكم عليها بالموت ، أو يُنعم عليها بالحياة.)

    فقد تزوج يزدجرد الثانى ، الذى حكم أواسط القرن الخامس الميلادى ، ابنته ثم قتلها.
    وقد تزوج بهرام جوبين ، الذى تملك فى القرن السادس ، بأخته. وقد برر هؤلاء تلك
    الأعمال المشينة بأنها قربى إلى الله تعالى ، وأن الآلهة أباحت لهم الزواج بغير استثناء.

    الإصحاح الثانى عشر

    المرأة العربية فى الجاهلية قبل الإسلام:
    كانت المرأة عند بعض العرب فى الجاهلية تعدُّ جزءاً من ثروة أبيها أو زوجها. وكانوا في الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصغير وإن كان ذكرا ، وكان ابن الرجل يرث أرملة أبيه بعد وفاتها. وكان العرب قبل الإسلام يرثون النساء كرهاً ، بأن يأتى الوارث ويلقى ثوبه على زوجة أبيه ، ثم يقول: ورثتها كما ورثت مال أبى ، إلا إذا سبقت ابنها أو ابن زوجها بالهرب إلى بيت أبيها ، فليس له أن يرثها. فإذا أراد أن يتزوجها تزوجها بدون مهر ، أو زوجها لأحد عنده وتسلَّمَ مهرها ممن تزوجها ، أو حرَّمَ عليها أن تتزوج كى يرثها بعد موتها.

    فمنعت الشريعة الإسلامية هذا الظلم / وهذا الإرث ، قال تعالى:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا) النساء 19
    فهذه الآية نهت عن عادة الجاهلية من إرث الرجل نساء أقربائه.

    وكان العرب فى الجاهلية يمنعون النساء من الزواج ، فالابن الوارث كان يمنع زوجة أبيه من التزوج ، كى تعطيه ما أخذته من ميراث أبيه ، والأب يمنع ابنته من التزوج حتى تترك له ما تملكه ، والرجل الذى يُطلِّق زوجته يمنع مطلقته من الزواج حتى يأخذ منها ما يشاء ، والزوج المبغض لزوجته يسىء عشرتها ولا يطلقها حتى ترد إليه مهرها. فحرم الإسلام هذه الأمور كلها بقوله جل شأنه:
    (وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنّ) النساء 19

    وكانوا لا يعدلون بين النساء فى النفقة ولا المعاشرة ، فأوجب الإسلام العدالة بينهن:
    (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء 19

    ومنع تعدد الزوجات إذا لم يتأكد الرجل من إقامة العدل بينهن، فقال تعالى:
    (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) النساء 3

    وكان الرجل قبل الإسلام إذا تزوج بأخرى ، رمى زوجته الأولى فى عرضها ، وأنفق ما أخذه منها على زوجته الثانية ، أو المرأة الأخرى التى يريد أن يتزوجها ، فحرم الإسلام على الرجل الظلم والبغى فى قوله عز وجل:
    (وَإِنْ أَرَدْتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) النساء 20

    وكانت المرأة قبل الإسلام تُعَد متاعاً من الأمتعة ، يتصرف فيها الزوج كما يشاء ، فيتنازل الزوج عن زوجته لغيره إذا أراد ، بمقابل أو بغير مقابل ، سواء أقبلت أم لم تقبل. كما كانوا يتشاءمون من ولادة الأنثى ، وكانوا يدفنونهن عند ولادتهن أحياء، خوفاً من العار أو الفقر ، فقال الرحمن الرحيم:
    (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ. يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ ساءَ مَا يَحْكُمُونَ)النحل58-59

    وكان أحدهم إذا أراد نجابة الولد حمل امرأته ـ بعد طهرها من الحيض ـ إلى الرجل النجيب كالشاعر والفارس ، وتركها عنده حتى يستبين حملها منه ، ثم عاد بها إلى بيته، وقد حملت بنجيب!

    وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: (كما كانوا يُكرهون إماءهم على الزنا ، ويأخذون أُجورهم.)

    وكان من المأكولات ما هو خالص للذكور ومحرَّم على الإناث.

    الإصحاح الثالث عشر

    عيسى عليه السلام والناموس (الشريعة):
    كان عيسى يعمل بناموس موسى عليهما السلام ، وكان اليهود يستفتونه ويختبرونه فى الناموس ، بل كان يُعلِّم أتباع موسى عليه السلام الناموس داخل معبدهم ، فقد كان هو الذى يقوم بتدريس التوراة لليهود كافة من رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين إلى عامة الشعب. فمن المستحيل أن يأتى بدين جديد ، ثم يذهب إلى أماكن العبادة الخاصة بأتباع دين آخر لينشر دعوته هناك.

     ألم يأمر من سأله عما يفعل ليرث الخلود فى الجنَّة بالإلتزام بالناموس قائلاً:
    (34أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ أَبْكَمَ الصَّدُّوقِيِّينَ اجْتَمَعُوا مَعاً 35وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ نَامُوسِيٌّ لِيُجَرِّبَهُ: 36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».) متى 22: 34-40

     وها هو هنا يشتم الكتبة والفريسيين ويتهمهم بالنفاق والرياء دفاعاً عن الناموس:
    (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.) متى 23: 23

     وكان يُعلِّم جميع الشعب اليهودى الشريعة والناموس ، إذ لا يُعقل أن يأتى صاحب ديانة أخرى ويدرسها فى مكان العبادة الخاصة بطائفة أخرى غير طائفته:
    (2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ.) يوحنا 8: 2-6
    ولم يجدوا ما يتهمونه به ، إذاً فقد كان حافظاً للناموس متبعاً له.

     وكذلك التزمت أمه مريم البتول بالناموس:
    (22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ 23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ. 24وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.) لوقا 2: 22-24

     وأمر من أتى ليجربه أن يتبع ما هو مكتوب فى الناموس:
    (25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا».) لوقا 10: 25-28

     وأمر الرجل الأبرص أن يتطهَّر على شريعة موسى:
    (12وَكَانَ فِي إِحْدَى الْمُدُنِ. فَإِذَا رَجُلٌ مَمْلُوءٌ بَرَصاً. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». 13فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ. 14فَأَوْصَاهُ أَنْ لاَ يَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ «امْضِ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ كَمَا أَمَرَ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ») لوقا 5: 12-14

     وأكد صراحة أنه لم يأت إلا متبعاً للناموس:
    (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19

     وقال يعقوب رئيس الحواريين من بعده:
    (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11

     كذلك لفظ معلم الذى كان ينادى به ، وطالب أتباعه أن يُنادوه به فهو نفس اللفظ الذى اتخذه أبناء هارون بنى لاوى ، الذين كانوا مخصصين لتدريس الدين ولشرح العقيدة فى المعبد. فهو إذن كان ملتزم بالناموس والشريعة لأنه كان شارحاً لها: (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.) متى 23: 8-10

     كذلك قميصه غير المخاط المذكور عند يوحنا لم يكن يلبسه إلا الكهنة اللاويّون الذين كانوا يدرسون الشريعة والناموس فى المعبد:
    (23ثُمَّ إِنَّ الْعَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْماً. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضاً. وَكَانَ الْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ مَنْسُوجاً كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ.) يوحنا 19: 23

     وكذلك مناداة مريم له بكلمة (ربونى) ، فلم يأخذ هذا الإسم إلا اللاويون:
    (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 20: 16

     بل لعن من لا يفهم الناموس:
    (49وَلَكِنَّ هَذَا الشَّعْبَ الَّذِي لاَ يَفْهَمُ النَّامُوسَ هُوَ مَلْعُونٌ».) يوحنا 7: 49

     ألم يسأله أحد الناس أن يُقسِّم الميراث بينه وبين أخيه (تبعاً للشريعة الموسوية)؟

     ألم يطالبه اليهود برجم المرأة (تبعاً للشريعة الموسوية) التى ادعوا عليها الزنى؟

     ألم يحتفل عيسى عليه السلام بعيد الفصح (تبعاً للشريعة الموسوية)؟

    «« توقيع abubakr_3 »»

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    11:14 PM
    المشاركات
    374

    افتراضي

    الإصحاح الرابع عشر

    المرأة فى اليهودية:
    (كانت بعض الطوائف اليهودية تعتبر البنت فى مرتبة الأَمَة، وكان لأبيها الحق فى أن يبيعها قاصرة، وما كانت ترث مع وجود أخ لها، أو ما كان يتبرع لها به أبوها فى حياته، فقد كان الميراث للذكر فقط، وحين تُحرَم البنت من الميراث لوجود أخ لها ذكر ، ويُثبَت لها على أخيها النفقة والمهر عند الزواج ، وإذا كان الأب قد ترك عقاراً فيعطيها من العقار ، أما إذا ترك مالاً منقولاً فلا شىء لها من النفقة والمهر ، ولو ترك القناطير المقنطرة.)

    (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17

    وإذا آل الميراث إلى البنت لعدم وجود أخ لها ، لم يجز لها أن تتزوج من سبط آخر ، ولا يحق لها أن تنقل ميراثها إلى غير سبطها ، واليهود يعتبرون المرأة لعنة ، لأنها أغوت آدم ، وعندما يصيبها الحيض لا يُجالسونها ولا يؤاكلونها ولا تلمس وعاء حتى لا يتنجس. وكان بعضهم ينصب للحائض خيمة ، ويضع أمامها خبزاً وماءً ، ويجعلها فى هذه الخيمة حتى تطهر.

    الإصحاح الخامس عشر

    المرأة فى عيون عيسى عليه السلام:
    يقول ديشنر فى كتابه ص 61 تحت عنوان هذا العنوان المكتوب أعلاه: (كان يسوع يتعامل مع النساء بحرية تامة ، ولم ينظر إليها نظرة دونية ، ولم يعتبرها صاحبة الخطيئة الأزلية ، ولم يحتقر امرأة قط ، الأمر الذى ينفى تماماً أسطورة الخطيئة الأزلية ، بل كانت ضمن تلاميذه ، كما كانت فيما بعد بين صحابته وتابعيه ، وربما كن أكثر عددا من الرجال ، الأمر الذى جعل اليهود يتهمون يسوع (تبعاً لأحد النسخ القديمة للوقا) بأنه يُفسِد النساء والأطفال.) أ.هـ

    فكم من النساء المؤمنات كن يتبعنه! (40وَكَانَتْ أَيْضاً نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي وَسَالُومَةُ 41اللَّوَاتِي أَيْضاً تَبِعْنَهُ وَخَدَمْنَهُ حِينَ كَانَ فِي الْجَلِيلِ. وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ اللَّوَاتِي صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) مرقس 15: 40

    كذلك حضر عُرس قانا ، وكانت أمه موجودة ، ولا شك أيضاً أنه كانت هناك أخريات أيضاً معه، ولم يَقُل بنجاسة المرأة وإنها عليها أن تعتزل الحياة ، ولم يُهمِّش دورها.

    وقد امتدح على مرأى ومسمع من تلاميذه سلوك الأرملة الفقيرة التى ألقت فلسين فى الخزانة: (42فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ. 43فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ 44لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا كُلَّ مَعِيشَتِهَا».) مرقس 12: 42-44

    ولم يُفرِّق بين المرأة اليهودية والسامرية ، بل إنه تخطَّى النواهى والمحرمات التقليدية الموروثة عن الديانة اليهودية ، عندما بادر المرأة السامرية ووقف يتحدث ، وطلب منها أن يشرب: (7فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» - 8لأَنَّ تلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَاماً. 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ.) يوحنا 4: 7-9

    و(27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا.) يوحنا 4: 27

    وفضلاً عن ذلك كله فقد ظهر يسوع أول ما ظهر لمريم المجدلية (أى لإمرأة) التى كان قد أخرج منها بإصبع الله وقوته سبعة شياطين. ولم يستطع أن يتركها تبكيه ، فظهر لها وناداها ليدخل عليها السرور: (11أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ 12فَنَظَرَتْ ملاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً. 13فَقَالاَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟» قَالَتْ لَهُمَا: «إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ». 14وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ وَأَنَا آخُذُهُ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 20: 11-16

    وكذلك لم يُهين المرأة التى أتى بها اليهود (الكتبة والفريسيون) ، وشهدوا عليها بالزنا ، بل صدقها فى أقوالها وكذَّبَ شهادة الرجال عليها:
    (1أَمَّا يَسُوعُ فَمَضَى إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. 2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» 8ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. 9وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ. 10فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟» 11فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً».) يوحنا 8: 1-11

    وكم كان يهتم بالمرأة وصحتها! وكم من السيدات قام بإشفائهنَّ! بل إن عدد النساء التى قام بإشفائهن ليفوق عدد الرجال! (2وَبَعْضُ النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ وَيُوَنَّا امْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ وَسُوسَنَّةُ وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ مِنْ أَمْوَالِهِنَّ) لوقا 8: 2

    كما قَبِلَ دعوة امرأة فى بيتها ، بل واصطحب تلاميذه ليعلمهم كيفية معاملة المرأة! (38وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ دَخَلَ قَرْيَةً فَقَبِلَتْهُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا مَرْثَا فِي بَيْتِهَا. 39وَكَانَتْ لِهَذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ الَّتِي جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ. 40وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبُّ أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدِمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي!» 41فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ 42وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».) لوقا 10: 38

    يواصل ديشنر فيقول: (فقد كان يسوع يتحدث مع النساء ، الأمر الذى كان يُعَدُّ من الأمور غير اللائقة ، مما دفع تلاميذه يتعجبون [27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا. يوحنا 4: 27]

    كما كسر حفظه لتقديس يوم السبت من أجل امرأة ، وقام بإشفاء سيدات كثيرات ، وقد شكرنه على صنيعه هذا معهن ، وساعدنه) انتهى كلامه ، ثم ذكر الإشارات المرجعية لكلامه من نصوص الإنجيل ، وسأذكرها كاملة:

    (10وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ الْمَجَامِعِ فِي السَّبْتِ 11وَإِذَا امْرَأَةٌ كَانَ بِهَا رُوحُ ضُعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ الْبَتَّةَ. 12فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضُعْفِكِ». 13وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ. 14فَرَئِيسُ الْمَجْمَعِ وَهُوَ مُغْتَاظٌ لأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَ فِي السَّبْتِ قَالَ لِلْجَمْعِ: «هِيَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَنْبَغِي فِيهَا الْعَمَلُ فَفِي هَذِهِ ائْتُوا وَاسْتَشْفُوا وَلَيْسَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ» 15فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «يَا مُرَائِي أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟ 16وَهَذِهِ وَهِيَ ابْنَةُ إِبْرَهِيمَ قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هَذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» 17وَإِذْ قَالَ هَذَا أُخْجِلَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا يُعَانِدُونَهُ وَفَرِحَ كُلُّ الْجَمْعِ بِجَمِيعِ الأَعْمَالِ الْمَجِيدَةِ الْكَائِنَةِ مِنْهُ.) لوقا 13: 10-17

    وهذا كان من المواقف الإنسانية الجديدة التى خالف بها عيسى عليه السلام التراث الثقافى
    الموروث فى عصره أنه يُعالِج المرأة التى ظلت تنزف اثنتى عشرة سنة ، وكانت فى
    نظر اليهود نجسة لا يجوز أن يلمسها أحد ، تماماً كالمرأة الحائض التى لا يجوز مصافحتها ، ولم يصبح عيسى عليه السلام نجساً للمساء لملامستها ثوبها ، واستمر فى التعليم فى المعبد ، ولم يرد أنه أصبح نجساً وعلَّمَ اليهود على نجاسة.

    بل ترك المرأة الخاطئة (الزانية) تبلل قدميه بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها ، وتقبلهما ، وتهدهنهما بالطيب ، بل إنه اعتبرها بتوبتها هذه أكثر إيماناً من الفريسى الذى أدخله بيته: (36وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ فَدَخَلَ بَيْتَ الْفَرِّيسِيِّ وَاتَّكَأَ. 37وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ 38وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ. 39فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيّاً لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئِةٌ». .. .. .. .. .. .. .. 50فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ».) لوقا 7: 36-50

    ولم يفرِّق فى المعاملة بين المرأة الناضجة أو المرأة العجوز أو الصبية.
    (29وَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الْمَجْمَعِ جَاءُوا لِلْوَقْتِ إِلَى بَيْتِ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ مَعَ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا 30وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ مُضْطَجِعَةً مَحْمُومَةً فَلِلْوَقْتِ أَخْبَرُوهُ عَنْهَا. 31فَتَقَدَّمَ وَأَقَامَهَا مَاسِكاً بِيَدِهَا فَتَرَكَتْهَا الْحُمَّى حَالاً وَصَارَتْ تَخْدِمُهُمْ.) مرقس 1: 29-31

    (21وَلَمَّا اجْتَازَ يَسُوعُ فِي السَّفِينَةِ أَيْضاً إِلَى الْعَبْرِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمْعٌ كَثِيرٌ وَكَانَ عِنْدَ الْبَحْرِ. 22وَإِذَا وَاحِدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَجْمَعِ اسْمُهُ يَايِرُسُ جَاءَ. وَلَمَّا رَآهُ خَرَّ عِنْدَ قَدَمَيْهِ 23وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً قَائِلاً: «ابْنَتِي الصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا». 24فَمَضَى مَعَهُ وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ وَكَانُوا يَزْحَمُونَهُ.) مرقس 5: 21-24

    (2وَبَعْضُ النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ وَيُوَنَّا امْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ وَسُوسَنَّةُ وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ مِنْ أَمْوَالِهِنَّ.) لوقا 8: 2

    بل عالج ابنة المرأة الأممية عندما أقرت أنها من الكلاب (الخطاة) ، وأنه وزمرته من أولاد الله (أى المؤمنين) ، فكانت شهادتها توحى باعترافها بخطئها ، وإقرارها بصواب عقيدته هو وأتباعه. كما لو قالت: (إن بر أولاد الله وإيمانهم قد يكون سبباً فى جذب العصاة (مُشبَّهة هنا بالكلاب) وتآلفهم معهم ، واجتماعهم على طعام واحد (هنا خبز البنين أى شريعتهم):
    (24ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَدَخَلَ بَيْتاً وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ 25لأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. 26وَكَانَتْ الْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً - فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنَتِهَا. 27وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 28فَأَجَابَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَحْتَ الْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ الْبَنِينَ». 29فَقَالَ لَهَا: «لأَجْلِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ اذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ابْنَتِكِ». 30فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ الشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ وَالاِبْنَةَ مَطْرُوحَةً عَلَى الْفِرَاشِ.) مرقس 7: 24-30

    وباستثناء يوسف الذى من الرامة ظلت النساء تحت الصليب ، فى الوقت الذى هرب فيه تلاميذه (الرجال) وقت القبض عليه:
    (50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. 51وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ 52فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً.) مرقس 14: 50-52

    (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!» 40وَكَانَتْ أَيْضاً نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي وَسَالُومَةُ 41اللَّوَاتِي أَيْضاً تَبِعْنَهُ وَخَدَمْنَهُ حِينَ كَانَ فِي الْجَلِيلِ. وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ اللَّوَاتِي صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) مرقس 15: 39-41

    (55وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ 56وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَأُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي.) متى 27: 55-56

    ومن هنا نرى أن عيسى عليه السلام لم يُحقِّر المرأة ، ولم يسب إمرأة قط ، ولم يعتبرها إنسانة نجسة يجب الابتعاد عنها ، ولم يأمر أن يبيع الرجل ابنته ، على النقيض من الرجال الذين سبهم واتهمهم بالنفاق والرياء ، فقد كان يتعامل معهن معاملة كريمة ، حتى ظنَّ بعض اللاهوتيون أنه كان متزوجاً ، الأمر الذى يخالف تعاليم الكتاب المقدس بالنسبة له ، لأنه كان ربىّ (أى منذور لدراسة وتعليم الكتاب المقدس).

    لقد كان موقفه من المرأة أنضج بكثير من موقف كل الكنائس المسيحية كلها بعد ذلك ، ولقرون طويلة. فقد طالعتنا النصوص المذكورة بمجموعة كبيرة من المواقف الجيدة ، التى لا يشعر فيها القارىء بأية نظرة دونية للمرأة. صلى الله عليك يا رسول الله.

    الإصحاح السادس عشر

    المرأة فى المسيحية:
    منبوذة وصاحبة الخطيئة الأولى وليس الرجل:
    (11فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» 12فَقَالَ آدم: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». 13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ». 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». 16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إلى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ
    تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) تكوين 3: 11-19

    وعلى الرغم من أن آدم تبعاً للتوراة قد تبرأ من ذنبه وأعازه إلى(«الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ») ، إلا أن الرب قد أعلن فى أول حكم له (ألا تزر وازرة وزر أخرى) ، لقد أعلن الرب أن الثلاثة مخطئون ، وعاقب كل منهم ، إلا أن رجال الدين أبوا على أنفسهم أن يكون الرجل مخطىء ، ونسبوا كل الذنب إلى حواء ونسلها من النساء من بعدها! حتى الشيطان لم يُعذَّب مقدار العذاب التى لاقته المرأة على مر العصور ، ولم يُحارب كما حورِبَت المرأة طوال تاريخ اليهودية والمسيحية!

    فالمرأة هى التى تحالفت مع الشيطان ، وبسبب هذا التحالف أصبحت أحبولة الشيطان، و عميلته الأولى، ووجب على المؤمنين من اليهود والنصارى محاربة حواء ونسلها من بعدها. أما آدم فقد عاقبه الرب لأنه سمع لقول امرأته. وعجبت لرجال الدين عندهم كيف لم يفهموا أن الرب عاقب آدم لأنه قد شارك فى الذنب بسماعه إياه ، وعدم نهى زوجته عن اقترافه، ثم المشاركة فى فعله. فالرب لم يقر أو يقل أن الخطأ هو خطأ حواء بمفردها ، وإلا لكان عقابه لآدم والحية فى غاية الظلم ، وحاشاه سبحانه وتعالى!

    فلم تُخدع إلا حواء ، أما الرجل فهو معصوم أو هو ضحية للمرأة: (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3 ، وإلا فلماذا لم ينسب الخديعة للاثنين؟

    (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14

    (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12

    (لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ .. ..) رومية 5: 15

    (17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ .. ..) رومية 5: 17

    (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18

    كذلك لم يغفل كاتبوا العهد القديم أن جعلوا الثعبان (حيَّة) أيضاً مؤنثة ، لذلك كانت عندهم المرأة هى أس المشاكل فى الحياة. ومن الغريب أن يعاقب الرب القناع الذى كان يرتديه الشيطان وهو الحية ، ولم يعاقب الشيطان نفسه!

    وظلت المرأة هكذا منبوذة ، حتى تعجب تلاميذ يسوع أنفسهم أنه يتكلم مع امرأة: (27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ
    أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا.) يوحنا 4: 27

    وأبوا عليه أن يتكلم مع أمه بالإحترام الواجب من مُعلِّم أمته الأخلاق، (فما بالك لو كان هو الإله) ، فنسبوا له أنه أهان أمه وتكلم معها بطريقة غير لائقة ، لم يتكلم بها مع امرأة أخرى، فقال لها: (4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 4

    وكذلك أبوا عليه أن يحترم أمه أمام الجمع ، فلم يعرهم أدنى اهتمام: (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ
    الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-49

    فهل هم جعلوه بهذه الطريقة يكرم أمه. ألم يقل الناموس: (12أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ.) خروج 20: 12

    ألم يُهاجم هو نفسه من أبطل هذه الوصية؟ (4فَإِنَّ اللَّهَ أَوْصَى قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَمَنْ يَشْتِمْ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً. 5وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. 6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 4-9

    ويعلِّق ويلز (نقلا عن تعدد نساء الأنبياء) على نصوص الأناجيل بشأن الأسرة قائلاً: (على الرغم من المألوف لدى علماء الأخلاق اليوم من أن تعاليمه (المسيح) قد عززت الحياة السعيدة للأسرة ، فإنه يصعب التوفيق بين وجهة النظر هذه والنصوص التى تشجع الناس على تحطيم أسرهم لأسباب دينية: (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26

    ويواصل ويلز: (ويصدمنا بنفس القدر انتقاص الإنجيل من شأن الحياة الزوجية: (10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» 11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ»)متى19: 10-12)

    الإصحاح السابع عشر

    الرب لا يُذِّلُ ولا يُحزِنُ إلا المرأة:
    عجباً أن (الرب لا يُذِّلُ ولا يُحزِنُ بنى الإنسان) إرمياء 3: 33، فلماذا أذلَّ المرأة فى كتابه وفى تشريعه؟ أليست نجاسة المرأة الحائض نصف عمرها من البلوغ إلى الممات إذلال لها؟ ألم يعتبر الرب زواج المرأة وإنجابها إذلالاً لها على أكلها من الشجرة؟

    فهل أذلَّ الرب يعقوب عندما ضربه وقهره بهذه الكيفية (تكوين 32: 22-30)؟
    فهل أذلَّ الرب يعقوب عندما سرق النبوة من أخيه عيسو (تكوين الإصحاح 27)؟
    فهل أذلَّ الرب لوط عندما سكر وزنا بابنتيه (تكوين 19: 30-38)؟

    فهل أذلَّ الرب إبراهيم عندما ضحَّى بشرفه وأسلم زوجته لفرعون ليتقاضى أجر على ذلك (تكوين 12: 11-16)؟
    هل أذلَّ الرب رأوبين عندما زنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)؟
    هل أذل الرب هارون عندما عبد العجل كما يقول سفر (خروج 32: 1-6)؟

    ماذا فعل الرب لنبيه الله داود عليه السلام عندما زنى بجارته ”امرأة أوريا“ وخان جيشه وتخلص من بعض جنوده ليخفى معالم جريمته مع امرأة جاره؟ (صموئيل الثانى الإصحاح 11)
    لقد انتقمَ من داود بأن أسلم نساءه للزنا! (صموئيل الثانى 12: 11-12)

    وماذا فعل الرب لصهيون عندما عصته؟
    أصلعهنَّ وعرِّى عورتهن (إشعياء 3: 17)

    وهل أذلَّ الرب داود عندما قتل أولاده من زوجته ميكال(صموئيل الثانى21: 8-9)؟
    هل أذل الرب داود عندما أشرك وسمِّى ابنه (بعليا داع أى بعل يعرف) تيمنا ببعل (أخبار الأيام الأول 14: 7 وأيضاً(أليادع أى الله يعرف) أخبار الأيام الأول 3: 8)؟
    هل أذل الرب سليمان عندما عبد الأوثان كما يقول سفر (ملوك الأول 11: 4)؟

    هل أذل الرب يوناثان عندما أشرك وسمِّى ابنه (مرى بعل) تيمنا ببعل (أخبار الأيام الأول 8: 34 و 9: 40)؟
    هل أذل الرب جدعون عندما بنى مذبحاً لغير الله (قضاة 8: 24-27)؟
    هل أذل الرب آحاز عندما عبد الأوثان (ملوك الثانى16: 2-4، وأيضاً أخبارالأيام الثانى28: 2-4)؟

    هل أذل الرب يربعام عندما عبد الأوثان (ملوك الأول 14: 9)؟
    هل أذل الرب بعشا بن يربعام عندما عبد الأوثان (ملوك الأول 15: 33-34)؟
    هل أذل الرب يفتاح الجلعادى عندما قدم أضحية للأوثان (قضاة 11: 30-31)؟

    هل أذل الرب أخاب بن عُمرى عندما عبد البعل ويسجد له (ملوك الأول16: 31-33)؟
    هل أذل الرب يهورام عندما عبد العجل (ملوك الثانى 3: 1-25)؟
    هل أذل الرب أمصيا عندما عبد الأوثان (أخبار الأيام الثانى 25: 14)؟
    لا. لم يحزنهم الرب، ولم ينتقم منهم ، ولم يذلهم، ولم يُحمِّل باقى البشر خطيئتهم ، لأنه (لا يُذِّلُ ولا يُحزِنُ بنى الإنسان) وهم من البشر ، هم بنى الإنسان. أما المرأة، فلا.

    أن تأكل امرأة من الشجرة ويأكل زوجها معها ، فهى المخطئة ، وهو برىء ، لذلك انتقم الرب الغفور الرحيم ، الذى يحب الإنسان ولا يذله ولا يحزنه ، من المرأة ، التى أعدها الرب بعمله هذا من فئة غير فئات البشر! فبنى الإنسان هو إذن الرجل الذى لم يُذله الرب ولم يُحزنه وليس المرأة التى أذلها الرب وممثلوه على الأرض.

    وهذا هو الذى فهمه رجال الدين وصرَّحوا به فى أقوالهم وفى تعريفهم ووصفهم للمرأة:
    لذلك: أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "

    ولذلك قال أرسطو: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)

    ولذلك قال أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: (أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)

    وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض)

    وفى القرن الخامس الميلادى اجتمع مجمع باكون وكانوا يتباحثون: (هل المرأة جثمان بحت أم هى جسد ذو روح يُناط به الخلاص والهلاك؟) وقرر أن المرأة خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.

    كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الأبتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها ، ولاتدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".

    والعجيب أن اضطهاد المرأة وقهرها ليس فقط لأنها أنثى ، ولكنه امتد إلى حملها وولادتها وآلامها عقابا على خطيئة أم البشر حواء ، بل يمتد هذا الاضطهاد فى حالة ما إذا أنجبت أنثى! أو أتاها الطمث الذى يأتى النساء بطبيعة تكوينهن كأنثى!


    الإصحاح الثامن عشر

    رأى الإسلام فى الأنثى وولادتها:
    الدنيا مؤنثة ، والرجال يخدمونها ، والذكور يعبدونها ، والأرض مؤنثة ، ومنها خلق آدم وخلقت البرية ، وفيها كثرت الذرية ، والسماء مؤنثة ، وقد زينت بالكواكب، وحُلِّيَت بالنجوم، والنفس مؤنثة، وهى قوام الأبدان ، وملاك الحيوان ، والحياة مؤنثة ، ولولاها لم تتصرف الأجسام ، ولا عرف الأنام ، والجنة مؤنثة ، وبها وعد المتقون ، وفيها ينعم المرسلون.

    تقول زيجريد هونكه: (إن الحلى التى يقدمها الأوروبى لحبيبته أو لزوجة صديقه أو رئيسه ، سواء أكانت ماساً أصلياً أو زجاجاً مصقولاً ، هى عادة استوردت من الشرق ، ويمارسها الناس كل يوم ، ولا يعرفون لها مصدراً.)

    فى الحقيقة لا يعرف الإسلام التفرقة بين الرجل والمرأة على أساس أفضلية أحدهم على الآخر، ولكن يبعاً لطبيعة كل منهما أو الواجبات المُناطة بهما. فقد ساوى الإسلام بينهما فى الإنسانية ، وفى الواجبات ، وفى الحقوق ، بل أولى المرأة اهتماماً ورعاية لم يشملها الكتاب المقدس ولا تاريخ الشعوب اليهودية أو النصرانية أو حتى الوثنية. ولا أى قانون وضعى أنصف المرأة ورفعها ، بل جعلها تاجاً على رؤوس الرجال والمجتمع ، كما فعل الإسلام.

    فقد ساوى بينهما فى الإنسانية: فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13

    وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) النساء 1

    واعتبرها الله هبة للإنسان ، عطية الله له ، تتطلب الحمد والشكر ، ولا يكون هذا الشكر إلا فى الحفاظ عليها ورعايتها وحُسنُ معاشرتها، بل قدمها على الولد: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ) الشورى 49

    بل اعتبر الله خلق المرأة نعمة عظيمة وآية من آياته ينبغى أن يحمده الرجال عليها ، وأن يصونوها ويحفظونها ويرعوها حق رعايتها: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21

    بل جمعها الله سبحانه وتعالى مع الولد فى قَسَمِهِ، فقال: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى  وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى  وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى  إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) الليل 1-4

    بل اعتبرها الإسلام مسئولة عن قيام الفضيلة والقضاء على الرذيلة فى الأرض ، عن طريق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، مثلها مثل الرجل. وبذلك حمَّلها مسئولية الدين الدعوة إليه ، وجعله أمانة فى عنقها وعنق الرجل:
    (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 71

    وأكثر من ذلك ، فقد سفَّه الله الرجال أعداء الأنثى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ  يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) النحل 58-59

    ولم يكتفى القرآن بتسفيه أفعالهم فى الدنيا ، بل اعتبره من الآثام ، التى سيخزيهم الله بسببه فى الآخرة ، وسيحاسبهم عليه: (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) الأنعام 140

    وساوى بين الرجل والمرأة فى أغلب التكاليف: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ ا للّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) النساء 36

    (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ  وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ) العنكبوت 7-9

    (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)النحل 90-91

    (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً  وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا  رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا  إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا  وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا  وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا  إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا  وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا  وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً  وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً  وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً  كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا ) الإسراء 22-40

    وكذلك ساوى بينهما فى الجزاء فى الآخرة: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الأحزاب 35

    (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل 97

    (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40

    (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء 124

    (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) آل عمران 195

    (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 72

    (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا) الفتح 5

    (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)الحديد 12

    وقد دافع الله عن المؤمنين أو المؤمنات وتوعَّدَ الذين يؤذون أيَّاً منهم: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الأحزاب 58

    (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) البروج 10

    وأمر الله رسوله  أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) محمَّد 19

    أضف إلى ذلك أن الإسلام حرَّمَ قتل النساء والأطفال والشيوخ فى الحروب: عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: (وُجِدَت امرأة مقتولة فى بعض مغازى النبى  فنهى عن قتل النساء والصبيان) [الشيخان وغيرهما]

    فلم ينتقص الإسلام حق المرأة، أو يُهنْهَا، بل على النقيض من ذلك ، فقد رفع شأنها، وحسبنا أن نعرف أن الله خَلَّدَهُا فى كتابه الكريم، وجعل لها ثلاث سور من القرآن الكريم، وهما سورة النساء وسورة مريم، وسورة الطلاق، وليس هناك سورة باسم الرجال.

    بل خلَّدَ القرآن امرأة فى سورة المجادلة واحترم الإسلام رأيها، وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول، وجمعها وإياه فى خطاب واحد (والله يسمع تحاوركما) المجادلة: 1. وقرر رأيها ، وجعله تشريعاً عامًّا خالداً.. فكانت سورة المجادلة أثراً من آثار الفكر النسائى ، وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة ، فالإسلام لا يرى المرأة مجرد زهرة ، ينعم الرجل بشم رائحتها ، وإنما هى مخلوق عاقل مفكر ، له رأى ، وللرأى قيمته ووزنه.

    وكان النبى  يقول عن نفسه: (أنا ابن العواتك من قريش). والعواتك هنَّ نساء من قريش ، كانت كل منهن تُسمَّى عاتكة.

    وقال : (الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة).

    وقال : (النساء شقائق الرجال) ، أى جزء أو شق منهم.

    وقال : (من سعى على ثلاث بنات فهو فى الجنة ، وكان له أجر المجاهدين صائماً قائماً.)

    وقال : (خيركم خيركم لنسائه ، وأنا خيركم لنسائى).

    وحتى لا يشقُّ الرجال على نسائهم ، فقد قال  عنهن: (أنهن خُلِقنَ من ضلع أعوج ، إذا حاولت أن تقيمه كسرته ، فسايسوهن تستمتعوا بهن).

    وعن أسماء بنت أبى بكر قالت: (قدمت على أمى وهى مشركة في عهد قريش ، إذ عاهدوا رسول الله ، ومدتهم مع أبيها، فاستفتت النبي  فقالت له: (يا رسول الله ، إن أمي قدمت علىّ وهي راغبة؟ أفأصلها؟ قال: (نعم، صليها).

    جاء رجل إلى رسول الله  فقال: يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أبوك).

    وقال : (إذا صلت المرأة خَمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها ، قيل لها: ادخلى الجنة من أىِّ الأبواب شئت.)

    ويكفى النساء المسلمات شرفاً على الرجال أن أول من آمن بالرسول  هى زوجته السيدة خديجة، وأول شهيدة فى الإسلام هى سُميَّة أم عمَّار بن ياسر، وأول من أؤتُمِنَ على حفظ كتاب الله بعد جمعه هى أم المؤمنين حفصة بنت عمر

    وكان من تعاليم النبى  أن: (الجنة تحت أقدام الأمهات)
    فقد روى أن رجلاً جاء إلى النبى  فسأله النبى: (هل لك من أم)؟ قال: نعم. فقال  : (الزمها ، فإن الجنة تحت رجلها).

    قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب المقدس وآراء آباء وفلاسفة المسيحية:

    الرب يرسل ملاكه ليسب المرأة ويُكمِّم فمها بثقل من الرصاص: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8

    (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ
    يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26

    (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15

    ويقول توماس الإكوينى: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج)

    أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "

    وقال الفيلسوف نتشه: (إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).

    لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).

    وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل).

    الإصحاح التاسع عشر

    تتضاعف نجاسة المرأة عند إنجابها إبنة:
    يقول الكتاب (المقدس): (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا.) لاويين 12: 1-5

    لك أن تتخيل أن نجاستها تتضاعف بولادة الأنثى. أى إن الولد يُضاعف أخته فى الطُهر، هذا فقط لأنه ولد مثل آدم أما هى فأنثى مثل حواء.

    «« توقيع abubakr_3 »»

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    11:14 PM
    المشاركات
    374

    افتراضي

    الإصحاح العشرين

    الرب عنصرى: لقد خُلِقَت المرأة من أجل الرجل:
    (لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يُخلَق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل) كورنثوس الأولى 11: 8-9

    الإصحاح الواحد والعشرين

    المرأة الحائض فى الإسلام:
    أباح الإسلام للرجل الاستمتاع بزوجته الحائض ، وحرَّمَ عليه فقط جماعها ، حفاظاً على صحتهما ، وتجنباً للأذى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة 222

    سأل رجل رسول الله  فقال: (ما يحل لى من امرأتى وهى حائض؟ فقال رسول الله : لتشد عليها إزارها ثم شأنَك بأعلاها). [مالك]

    وعن عائشة قالت: (كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد رسول الله  أن يباشرها ، أمرها أن تَتَّزر فى فور حيضتها ثم يباشرها. قالت: وأيكم يملك إربه كما كان النبى  يملك إرْبَه). [البخارى ومسلم]
    لقد كان رسول الله  أملك الناس لأمره وشهوته.

    وفى حديث أنس فى مسلم ، قال النبى  (اصنعوا كل شىء إلا الجماع)

    وفضلاً عن الاستمتاع مع الحائض ، فالتعامل اليومى معها لا حرج فيه لإطلاقاً ، سواء المشاركة فى الفراش أو المؤاكلة أو المناولة أو ترجيل الشعر ، أو البيع أو الشراء أو ملامسة الثوب ، أو ملامستها هى نفسها ، كما ذكرنا فى الاستمتاع بالحائض.

    عن أم سلمة قالت: (بينا أنا مع النبى  مضطجعة فى خميصة ، حِضْتُ ، فانسللت ، فأخذت ثياب حيضتى. فقال: أنفست؟ فقلت: نعم. فدعانى فاضطجعتُ معه فى الخميلة). [البخارى ومسلم]
    الخميصة: كساء ذو خمل

    وعن عائشة قالت: (كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناول النبى  فيضع فاه على موضع فىّ فيشرب، وأتعرَّق العَرْق وأنا حائض ، ثم أناول النبى  فيضع فاه على
    موضع فىّ). [مسلم]
    العرق: العظم الذى أُخِذَ عنه معظم اللحم وبقى عليه لحوم رقيقة طيبة.
    وأتعرق العَرْق: أى آكل بقايا اللحم بأسنانى

    وعن عائشة قالت: (كنت أرَجِّل رأس رسول الله  وأنا حائض). [البخارى ومسلم]

    عن عائشة أن النبى  كان يتكىء فى حجرى وأنا حائض، ثم يقرأ القرآن. [البخارى ومسلم]

    وعن عائشة أن النبى  كان يقبل بعض أزواجه ، ثم يصلى ولا يتوضأ. [النسائى] وكذلك القُبلة واللمسة لا تفسد الصيام أو الحج ، بل أمر أن يتمتع الحاج بزوجته (فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) البقرة 196

    الإصحاح الثانى والعشرين

    المرأة النَّفساء فى التّوراة مخطئة ولابد لها من كَفّارةلتتوب عما لم تقترفه:
    المرأة النّفساء في التّوراة هى مخطئة وعليها أن تقدم ذبيحة بعد أيام تطهيرها ليُكفِّر عنها الكاهن. (6وَمَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ 7فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا فَتَطْهَرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هَذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى.) لاويين 12: 6-7

    الإصحاح الثالث والعشرين

    المرأة الحائض فى التّوراة مخطئة وكالمصابة بالجذام
    المرأة الحائض مثل المصاب بالجرَب ، إن لمستها أو جلست على مكان كانت هى قد جلست عليه تكون أنت أيضاً نجساً. وبهذا الحيض الذى يأتيها من عند الله ، (هذا تكوين وخَلق الأنثى) تكون خاطئة وعليها أن تتطهر من ذنبها هذا بعد أيام طمثها. أليس هذا ظلم للمرأة؟ لماذا تُحاسب على شىء لم تفعله ولم تكن شريكة فيه؟

    (19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 25«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ يَسِيلُ سَيْلُ دَمِهَا أَيَّاماً كَثِيرَةً فِي غَيْرِ وَقْتِ طَمْثِهَا أَوْ إِذَا سَالَ بَعْدَ طَمْثِهَا فَتَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ سَيَلاَنِ نَجَاسَتِهَا كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِهَا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 26كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ الأَمْتِعَةِ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. 27وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِساً فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا.) لاويين 15: 19-30

    ومعنى ذلك أنها عليها أن تقضى نصف عمرها واقفة ، لا تجلس ولا تنام ، لأن كل ما ستجلس عليه سيكون نجساً ، للمساء! وإن اقترح أحدكم أن يكون لها كرسياً مخصصاً أو سريراً مخصصا لهذا الوقت ، فلك أن تتخيل مدى الفضيحة التى ستكون فيها عند وجود أقرباء أو ضيوف بالبيت ، ولك أن تتخيل مدى الإحراج التى ستكون عليه بجلوسها منفردة معزولة ، الكل يفر منها ، ويبتعد عنها ، حتى لا يتنجس!

    وقد كان اليهود لا يتركون زوجاتهم يخرجن للشارع لكى لا يتنجس المارة وخاصة المؤمنين منهم ، وكانوا يضعون سريرا أو خيمة للمرأة فى فناء البيت لتنام عليه قريباً من الكلب ، أثناء فترة طمسها ، وزيادة سبعة أيام عليه ، حتى تطهر، وكانت إذا لمست الكلب ، كان عليهم أن يحموه لأنه تنجس من لمسها إياه. وكانت القطط تهرب منها ، لأنها تعلم أنها لو لمستها امرأة ستستحم بالماء ، الأمر الذى تكرهه القطط!!

    فلك أن تحكم على قوم حكموا الكلب أنه أطهر من المرأة ، فهل هذا كلام الله؟ وهل هؤلاء أناس كرموا المرأة أم أهانوها؟

    الإصحاح الرابع والعشرين

    الرب يحكم على المرأة المريضة بنزيف دموى بالموت إهمالاً لحالتها
    أما إذا كانت مريضة بمرض يسبب لها نزيفاً ، فقد قضى عليها الرب بالموت إهمالاً! فأى طبيب هذا الذى سيتجرأ للكشف عليها لينجس نفسه حتى المساء؟

    (25«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ يَسِيلُ سَيْلُ دَمِهَا أَيَّاماً كَثِيرَةً فِي غَيْرِ وَقْتِ طَمْثِهَا أَوْ إِذَا سَالَ بَعْدَ طَمْثِهَا فَتَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ سَيَلاَنِ نَجَاسَتِهَا كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِهَا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 26كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ الأَمْتِعَةِ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. 27وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِساً فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ.) لاويين 15: 19-30

    حتى من مسها واستحم ، يكون نجساً للمساء ، ولا أدرى هل لو لمس فرد ما أحد هؤلاء الأنجاس حتى المساء ، هل سيتنجس هو الآخر معه حتى المساء؟

    الإصحاح الخامس العشرين

    المرأة تُسبب شللاً للحياة العامة:
    وعلى ذلك تكون عندهم فكرة المواصلات العامة فكرة فاشلة لأن الكل سيكونون أنجاس! أو على السائق أو الركاب تفتيش النساء تفتيشاً ذاتياً حتى يضمنوا عدم نجاستهم وتقبل صلاتهم!

    ولا يمكن للمرأة أن تبيع أو تشترى ، لأن النقود التى ستمسكها ستكون نجسة وستنجس من يأخذها، ولا يمكنها خدمة زوجها أو أولادها فى البيت!

    ولا يصح لها أن تعمل بالطب أو التمريض أو الصيدلة ، وليس لها أن تعمل بالتدريس فأى تعقيد وإهانة أرادها هذا الكتاب للمرأة؟ أى إذلال يمكن أن يكون بعد ذلك للمرأة؟
    وعلى هذا فإن هذا الدين لا يصلح لكل زمان وكل مكان.

    الإصحاح السادس والعشرين

    قوامة الرجل على المرأة فى الإسلام:
    قال الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) النساء 34

    وقال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ) البقرة 228

    يقول ابن عباس فى تفسيره لقوله تعالى (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) إن (الدرجة) التى ذكر الله تعالى فى هذا الموضع هى الصفح من الرجل لامرأته عن بعض الواجب عليها، وإغضاؤه لها عنه ، وأداء كل الواجب لها عليه. وذلك أن الله تعالى قال (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) عقيب قوله: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ، ثم ندب الرجال إلى الأخذ عليهن بالفضل، إذا تركن أداء بعض ما أوجب الله لهم عليهن ، ليكون لهم عليهن فضل درجة. وهى لافته عظيمة للرجل أن يحسن العشرة ومعاملة زوجته ويتحامل على نفسه ولا يُعضلها.

    ومعنى ذلك أن الرجل وله فضل ما ـ سواء كان هذا الفضل هو الجهاد أو القوامة أو إفضاله على زوجه وصفحه عن بعض الواجب له عليها ـ ينبغى أن يتحامل على نفسه، رفقا برعيته. وذلك حتى يستحق مكان القيادة وفضلها ، فإذا كان للقوامة فضل وشرف فهو فضل الرعاية الحانية وشرف تحمل المسئولية. ولا فضل للقيِّم المقصر فى رعايته أو الغافل عن أعباء مسئوليته. ثم إنه إذا كان للرجل فضل القوامة وشرفها ، فإن للمرأة فضل السكن وشرف المودة.

    ويقول صاحب "عودة الحجاب": (واعلم أنه ليس حُسن الخلق معها كف الأذى عنها ، بل احتمال الأذى منها ، والحلم عند طيشها وغضبها ، واقتداءً برسول الله  ، فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهنَّ يوماً إلى الليل، وراجعت امرأةُ عمر عمرَ رضى الله عنه فقال: "أتراجعينى؟" ، فقالت: "إن أزواج رسول الله  يراجعنه ، وهو خير منك".)

    وقال الإمام محمد عبده فى تفسيره: وأما قوله تعالى: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) فهو يوجب على المرأة وعلى الرجال أشياء. ذلك أن هذه الدرجة هى درجة الرياسة والقيام على المصالح المُفَسَّرة بقوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ). فالحياة الزوجية حياة اجتماعية ، ولا بد لكل اجتماع من رئيس ، لأن المجتمعين لا بد أن تختلف آراؤهم ورغباتهم فى بعض الأمور ، ولا تقوم مصلحتهم إلا إذا كان لهم رئيس يُرجع إلى رأيه فى الخلاف ، لئلا يعمل كل على ضد الآخر فتنفصم عروة الوحدة الجامعة ويختل النظام. والرجل أحق بالرياسة لأنه أعلم بالمصلحة ، وأقدر على التنفيذ بقوته وماله ، ومن ثم كان هو المُطالَب شرعاً بحماية المرأة والنفقة عليها ، وكانت هى مطالبة بطاعته فى المعروف ، حيث (لا طاعة فى معصية الله ، إنما الطاعة فى المعروف) كما قال الرسول . [مسلم]

    على أن هناك مشكلة ولكنها ليست فى مبدأ إسناد الرئاسة للرجل ، بل هى فى ضعف أو سوء شخصية الرئيس ، أو شخصية المرؤوس أو فى كليهما. وإذا كان لكل مؤسسة نظام يحكم العلاقة بين الرئيس ومرؤوسيه ، وصلاحيات كل فرد ، فكذلك الحال فى الأسرة. ولكن رغم وجود النظام الذى يحدد العلاقات والصلاحيات ، إلا أن التطبيق
    الفعلى قد يجىء على خلاف النظام المشروع.

    نعم. إنه لأمر فطرى بَدَهى أن يكون لكل مؤسسة صغيرة أو كبيرة رئيس يدير شئونها. وهذا الأمر تؤكده قواعد الإدارة العلمية ، وعلى ذلك فإن الأسرة باعتبارها مؤسسة لا بد لها من رئاسة. ولا يختلف اثنان أن الرجل يمتاز ـ فى عامة الأحوال ـ بغلبة العقل على العاطفة ، بينما تمتاز المرأة بفيض من العاطفة والحنان زيادة عن الفروق البدنية والنفسية ومنها رقة بدنها وشدة انفعالها.

    إضافة إلى ذلك فإنها فى بعض الفترات تمر بحالة من حالات الضعف البدنى أو النفسى، مما يُلجِئها إلى قدر من اعتزال الحياة العامة، ومن هذه الفترات أيام الطمث والحمل والولادة والرضاعة، الأمر الذى يتطلب فضل الرجل (قوامته) على امرأته، ليغمرها بعطفه وعفوه.

    أما الرجل فيظل ـ فى غالب أحواله ـ يتمتع بمزيد من القوة العضلية ، ومن القلق الحافز على المضى والصراع الإيجابى الخارجى ، بينما القلق الحافز لدى المرأة غالباً ما يدور حول أطفالها وتدبير شئون بيتها.

    هذا فضلاً عن اتساع دائرة مخالطة الرجل لمجالات الحياة خارج البيت ، مما يجعله أقدر على كسب خبرة أوسع وأثبت. فإذا تولى الرئاسة كان ذلك أعون على استقرار شئون الأسرة.

    وعلى ذلك فالقوامة فى الإسلام منحصرة فى مجال الأسرة فقط ، ولا قوامة للرجل على المرأة فيما هو مال خاص بها أو فيما تملك. وهى قوامة استحقها الرجل بما فرض الإسلام عليه من واجب الإنفاق على المرأة.

    وقد استحسن القديس أوغسطين أن يتخذ الرجل إلى جانب زوجته سرية ، إذا ما كانت زوجته عقيماً ، وثبت عقمها ، وإن كان لم يسمح بمثل ذلك للزوجة ، إذا ثبت أن زوجها هو العقيم ، وليس ذلك خوفاً من اختلاط الأنساب ، ولكن لأمن الأسرة. لأنه كما قال فى كتابه (الزواج الأفضل): لا يصح أن يكون بالأسرة سيدان. فهو يعترف أيضاً بسيادة الرجل على أسرته.

    الإصحاح السابع والعشرين

    حديث سجود المرأة لزوجها:
    أما حديث (.... لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله عليهن من الحق) أخرجه أبو داود وقال الحاكم: (صحيح الإسناد) ، ووافقه الذهبى.

    وقد روته السيدة عائشة رضى الله عنها فقالت: (قال رسول الله : لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد ، لأمرت المرأة ن تسجد لزوجها ....) [أحمد وابن ماجه]

    والمعنى من ناحية التركيب اللغوى فإنه يدل على امتناع وقوعه، لاستخدامه كلمة (لو)، ومعناه امتناع أحد أن يسجد لبشر ، لكن يظل التعبير عن عظم حق الزوج على امرأته. وأما واقعه فلم يحفظ تاريخ المسلمين سجود امرأة لزوجها ، بل حفظ عنهم تمام كرامتهن ، كما حفظ احتفاظها برأيها ، وما لها وشخصيتها. فإن عمر بن الخطاب لم
    يستطع أن يمنع امرأته عن الذهاب إلى المسجد حتى فى ظلام الليل فى العشاء والفجر.

    الإصحاح الثامن والعشرين

    سيادة الرجل على المرأة فى الكتاب المقدس:
    هى قوامة العبد على سيده ، وهذا يتضح من النصوص الكتابية ، ومن نصوص الآباء والقديسين:
    (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16

    (22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ
    الْمَسِيحَ أَيْضاً رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.) أفسس 5: 22-24

    (18أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ.) كولوسى 3: 18

    (3وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ.) كورنثوس الأولى 11: 3

    (7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7-9

    ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن الماضى تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها. أليس هذا استعباد للمرأة وليست فقط قوامة؟

    و(نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.) أليس هذا استعباد للمرأة وليست فقط قوامة؟

    وبالتالى لم يكن لها الحق فى امتلاك العقارات أو المنقولات ، ولم يكن لها الحق فى أن تفتح حساباً فى البنك باسمها ، وبعد أن سمحوا أن يكون لها حساب ، لم يكن لها الحق أن تسحب منه ، فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقودا من حسابها ، الأمر الذى لا يتم إلا مع الأولاد القُصَّر والمجانين.

    وكان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال". أليس هذا استعباد للمرأة وليست فقط قوامة؟

    وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل) فإذا كانت المرأة هى مدخل الشيطان ، وأساس الخطيئة
    الأزلية ، فكيف تريدننا أن نعطيها القوامة ، وهى السبب فى موت الإله على زعمكم؟

    (وفى زمن شباب النبى محمد  عقد الفرنسيون فى فرنسا عام 586 م (مجمع باسون) لبحث: هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب.) فأيهما أنصف المرأة: القوامة فى الإسلام أم الاستعباد فى المسيحية واليهودية؟

    يقول توما الإكوينى: (إن المرأة خاضعة للرجل لضعف طبيعتها الجسمية والعقلية معاً. والرجل مبدأ المرأة ومنتهاها، كما أن الله مبدأ كل شىء ومنتهاه. وقد فُرِضَ الخضوع على المرأة عملاً بقانون الطبيعة، أما العبد فليس كذلك.)

    وقد ظلت المرأة فى نظر القساوسة ورجال الدين كما كانت عند القديس يوحنا فم الذهب: شراً لا بد منه ، وإغواءً طبيعياً ، وكارثة مرغوباً فيها ، وخطراً منزلياً ، وفتنة مهلكة ، وشراً عليه طِلاء ، وهى أداة الشيطان المحببة التى يقود بها الرجال إلى الجحيم.) (الفيلسوف المسيحى والمرأة ص 144)

    (وكان القانون المدنى أشد عداءً للمرأة من القانون الكنسى ، فقد كان كلاً من القانونين يجيز ضرب الزوجة ، وينص على ألا تُسمح للنساء كلمة فى المحكمة "لضعفهن". ويُعاقب على الإساءة للمرأة بغرامة تعادل نصف ما يُفرَض على الرجل نظير الإساءة نفسها. وقد حَرَمَ القانون النساء ـ حتى أرقاهن مولدا ـ من أن يُمثِّلنَ ضياعهن فى برلمان إنجلترا ، أو فى الجمعية العامة للطبقات فى فرنسا. وكان الزواج قد أعطى الزوج الحق الكامل فى الانتفاع بكل ما للزوجة من متاع وقت الزواج ، والتصرُّف فى ريعه.)

    ويرى كلمنت أن النقص لا يصيب إلا الأنثى ، ومن هنا كانت ولية الرجل عليها فرضاً: (لا شىء مخزِ أو شائن عند الرجل الذى وهبه الله العقل. لكن المسألة ليست على هذا النحو بالنسبة للمرأة التى تجلب الخزى والعار، حتى عندما تفكر فى طبيعتها ، ماذا عساها أن تكون .. .. إن المرأة موجود أدنى من الرجل ، بسبب العقل الذى هو تاج الرجل ، وهو يحافظ عليه نقيا دون أن تشوبه شائبة "العقل أمانة عند الرجل لا يلحقه خطأ ، ولا يعتريه عيب أو قصور .. أما عند المرأة فإننا نجدها بطبيعتها شيئاً مخزياً ومخجلاً حقاً ..") فكيف تُعطَى القوامة لشخص فاقد الأهلية ، وتسبب فى موت الإله على زعمكم؟

    الأمر الذى لا نراه قد حدث مع المرأة المسلمة. فاستقلال شخصية المرأة المسلمة وما قدمه الإسلام لها تكشفه المقارنات الواقعية للأسلوب الذى تعامل به المرأة لدى الغربيين ومن نهج نهجهم والذين لا يزالون -‏ حتى اليوم -‏ لا يعترفون للمرأة بذمة مالية مستقلة ولا كيان مالى مستقل حتى عند صرف شيك من المصرف حيث يشترط إلى جوارها توقيع الزوج.

    وأكثر من هذا وضوحا فى تبعية المرأة لزوجها فى الغرب -‏ وليس عند أهل الإسلام -‏ ما نراه من سلب المرأة اسم أسرتها بمجرد اقترانها برجل،‏ مثل المسز غاندى ابنة الزعيم الراحل نهرو والمرأة الحديدية المسز تاتشر ،‏ والسيدة جاكلين التى اقترنت يوما بالرئيس الراحل كيندى فكانت جاكلين كيندى وبعد موته تزوجت الملياردير أوناسيس فأصبحت جاكلين أوناسيس وهكذا.‏

    فهل نحن أمام امرأة لها احترامها ولها ملامح شخصيتها كما يعاملها الإسلام؟‏ أم أمام سلعة تحمل اسم المشترى بمجرد إتمام البيع؟‏ ونعرض للمزيد فى أمر استقلال شخصية المرأة فيما يلى من تعقيبات.

    الإصحاح التاسع والعشرين

    زوجة العبد وأولادها ملك لسيده:
    (2إِذَا اشْتَرَيْتَ عَبْداً عِبْرَانِيّاً فَسِتَّ سِنِينَ يَخْدِمُ وَفِي السَّابِعَةِ يَخْرُجُ حُرّاً مَجَّاناً. 3إِنْ دَخَلَ وَحْدَهُ فَوَحْدَهُ يَخْرُجُ. إِنْ كَانَ بَعْلَ امْرَأَةٍ تَخْرُجُ امْرَأَتُهُ مَعَهُ. 4إِنْ أَعْطَاهُ سَيِّدُهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ أَوْ بَنَاتٍ فَالْمَرْأَةُ وَأَوْلاَدُهَا يَكُونُونَ لِسَيِّدِهِ وَهُوَ يَخْرُجُ وَحْدَهُ. 5وَلَكِنْ إِنْ قَالَ الْعَبْدُ: أُحِبُّ سَيِّدِي وَامْرَأَتِي وَأَوْلاَدِي. لاَ أَخْرُجُ حُرّاً 6يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ وَيُقَرِّبُهُ إِلَى الْبَابِ أَوْ إِلَى الْقَائِمَةِ وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ فَيَخْدِمُهُ إِلَى الأَبَدِ.) خروج 21: 2-6

    الإصحاح الثلاثين

    الكتاب يسمح بزواج المرأة المسيحية من غير المسيحى ويأمرها بطاعته:
    (1كَذَلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ) بطرس الأولى 3: 1

    وقد يُفسَّر (الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ) بأنهم نصارى أيضاً ، لكن اسماً فقط ، أو لا يجتهدون فى طاعة أوامر الله ونواهيه وينفذونه.

    حيث تمنع قوانين الأحوال الشخصية الكنسية الزواج بين رجل وامرأة مختلفى العقيدة، فلا يجوز زواج يهودى أو مسلم بمسيحية، ولا يجوز زواج أرثوذكسى من كاثوليكية.

    وهذا القانون مستمد من العهد القديم: (1فَدَعَا إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ وَبَارَكَهُ وَأَوْصَاهُ وَقَالَ لَهُ: «لاَ تَأْخُذْ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ. 2قُمِ اذْهَبْ إِلَى فَدَّانَِ أَرَامَ إِلَى بَيْتِ بَتُوئِيلَ أَبِي أُمِّكَ وَخُذْ لِنَفْسِكَ زَوْجَةً مِنْ هُنَاكَ مِنْ بَنَاتِ لاَبَانَ أَخِي أُمِّكَ.) تكوين 28: 2

    والسبب فيه الحفاظ على ميراث كل سبط من أسباط بنى إسرائيل: (7فَلا يَتَحَوَّلُ نَصِيبٌ لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنْ سِبْطٍ إِلى سِبْطٍ بَل يُلازِمُ بَنُو إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ سِبْطِ آبَائِهِ. 8وَكُلُّ بِنْتٍ وَرَثَتْ نَصِيباً مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيل تَكُونُ امْرَأَةً لِوَاحِدٍ مِنْ عَشِيرَةِ سِبْطِ أَبِيهَا لِيَرِثَ بَنُو إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ آبَائِهِ 9فَلا يَتَحَوَّل نَصِيبٌ مِنْ سِبْطٍ إِلى سِبْطٍ آخَرَ بَل يُلازِمُ أَسْبَاطُ بَنِي إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَهُ».) عدد 36: 7-9

    (ولعل من أجل ذلك ساقكما الله إلىّ حتى تتزوج هذه بذى قرابتها من عشيرة سبط أبيها) طوبيا 7: 14
    (ولما أن صار رجلاً اتخذ له امرأة من سبطه اسمها حنه) طوبيا 1: 9

    هذا على الرغم من أن موسى عليه السلام تزوج من امرأة كوشية: (1وَتَكَلمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلى مُوسَى بِسَبَبِ المَرْأَةِ الكُوشِيَّةِ التِي اتَّخَذَهَا (لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً) عدد 12: 1

    وأن سليمان تزوج من سيدات أجنبيات كثيرات على غير دينه: (1وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: [لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ]. فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهَؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ.) ملوك الأول 11: 1-4

    الإصحاح الواحد والثلاثين

    الإسلام يسمح بزواج المسلم من المسلمة أو أهل الكتاب ، ولا يسمح بزواج المسلمة إلا من مسلم:
    يعترف المسلم بكل أنبياء الله ، وبكل كتبه المُنزَلة على أنبيائه ، الأمر الذى يختلف تماماً فى اليهودية والمسيحية ، فأصحاب هاتين الديانتين لا يعترفون لا بالإسلام ديناً ولا بمحمد نبياً ورسولا.

    وترجع مسألة الزواج فى الإسلام إلى ما يُعرَف فى فقه الزواج باسم (الكفاءة) ، لذلك إذا تزوج رجل مسلم زانى بامرأة مسلمة عفيفة فلا يُعتبر كفئاً لها ، حتى وإن تاب وحسُنَت توبته. وكذلك فإن المسلم يُحرَّم عليه الزواج بالوثنية ، لأنها لا تعترف بأى دين سماوى.

    والمسلمة مؤمنة بكل الأنبياء ، أما غير المسلم فهو جاحد لغير واحد منهم فهو أقل ديناً وإيمانا ، فلا يستحق أن تكون له القوامة عليها. ثم إن الزوج غير المسلم ، ولو كان كتابياً، لا يعترف بدين المسلمة، بل يكذب بكتابها ، ويجحد رسالة نبيها، ولا يمكن لبيت أن يستقر وهذه حالة (القيم) فيه. وعلى العكس من ذلك: إذا تزوج المسلم بالكتابية ، فإنه يعترف بدينها ويؤمن بنبيها وكتابه ، وبذلك يتحقق السكن والرحمة ، الذين يقوم عليهما الزواج ، ولا يتأتى منه إجبارها على ترك دينها.

    ومن عظمة الإسلام فى هذا العمل الذى يثبت فيه عدم أنانيته أنه لم يبح أن يرث الرجل زوجته الكتابية إذا ماتت على دينها ، كما منع أيضاً أن ترثه وهى على غير دينه.

    ثم كيف يُسلم الإسلام ابنته لرجل كتابى يمنع المرأة من التعلم ، ويبيح بيع بناته القصَّر، ويعتبر المرأة ذليلة وأسيرة خطأ ارتكبه آدم وحواء ، ولا يبيح الطلاق؟ لماذا يرمى الإسلام بناته فى نار جهنم؟ فكيف تنفك المسلمة من الكتابى إذا ظلمها أو سامها سوء العذاب؟ وكيف تحصل على حقوقها التى كفلها لها الإسلام وكرمها بها؟ فهل يُجبر الزوج الكتابى على كل هذا؟ كيف ، والإسلام ينادى بأنه لا إكراه فى الدين؟

    وإذا كنا عرفنا من التاريخ الأسود للمرأة بسبب تعاليم الكنيسة وفهم رجالها لنصوص الكتاب ، فما هو الخير الذى كان سينتظر المرأة المسلمة ، لو كانت تزوجت بمسيحى؟ كانت ستزيد من أعداد المعذبات ، وكانت ستزداد صفحات تاريخ المرأة سواداً على سوادها.

    ثم منعاً للتعصب وحقناً للدماء ، وتركاً للقيِّم من أهل الكتاب وشأنه فيما يعتقده من أخلاق التعامل مع غير أهل ملته ، وحتى تستقيم أمور الأسرة جاء منع زواج المسلمة من غير الكتابى ، فنظرة المسيحية واليهودية لمن يُخالِف دينهم أنه يستحق القتل ، بل
    يستبيح التلمود سرقة غير اليهودى ، وتمنع التوراة الإقراض بربا لليهودى فقط:

    (20فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 20-24

    (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 28-40

    (10ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ.... 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.) يشوع 11: 10-12

    (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي»)صموئيل الأول 15: 3-11

    (10فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, وَكَانُوا عَبِيداً تَحْتَ الْجِزْيَةِ.) يشوع 16: 10

    (12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12

    (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17

    (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3

    (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9

    ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7

    (16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ)أستير8: 16-17

    (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20

    (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53

    (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27

    (14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟)كورنثوس الثانية 6: 14-16

    فكيف تستقيم الحياة مع الرجل القيِّم على زوجته وهو يراها كافرة ، ويُحثُّه دينه وإيمانه على قتلها ، وقتل أهلها وكل من يُخالِف إيمانه من عائلتها؟ كيف تستقيم الحياة وقتل أسرته بيده من القربات التى يتقرب بها إلى الرب؟ فهل الإسلام من الذاجة أن يضحِّى بنسائه؟ هل رأيتم مقدار حفاظ الإسلام على المرأة ، ورعايته لها؟

    بينما يقر الإسلام الشرائع الأخرى، ويأمر بعاملتهم بالحسنى، وعدم إكراههم على ترك دينهم. فيقول: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ  لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ  وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ  وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ  وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ  لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) الكافرون 1-6

    (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة 256

    (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس 99

    (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) العنكبوت 46

    (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ  وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) الأنفال 60-61

    (إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) التوبة 4

    (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ  كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) التوبة 6-7

    (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ  وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ  وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ  إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) النحل 125-128

    (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة 109

    (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصِّلت 34
    (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) المؤمنون 96

    (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصّلوةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَوةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ  فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) المائدة 12-13

    (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الشورى 40

    (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) الانسان 8

    (قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ  مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) الجاثية 14-15

    (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس 99

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقرة 208

    (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) النساء 90

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا) النساء 94

    فأى قيِّم أعدل؟ وأى قيِّم تجد معه المرأة راحتها فى العبادة والحياة؟ وأى قيِّم سيحافظ على زوجته وعللا دينها ، ويقيم علاقة اجتماعية ناجحة مع المرأة ومع أسرتها؟

    ثم إن الجنين يُنسَب إلى أبيه ، فلو كان أبوه غير مسلم ، لكان المشرِّع فى الإسلام يُفرِّط فى أتباعه ، ولأباح بعمله هذا للمسلم أن يعتنق ديناً آخر ، هو رفضه ، ورفض عقائدهم وسفهها ، ولكان بذلك تناقض الكتاب مع نفسه ، لهذا حرَّمَ الإسلام زواج المسلمة من كتابى ، وهذا التشريع دليل من الأدلة التى تبين إحكام تشريع الله سبحانه وتعالى:
    (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) المائدة 72

    (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المائدة 73

    (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) آل عمران 85

    «« توقيع abubakr_3 »»

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    11:14 PM
    المشاركات
    374

    افتراضي

    الإصحاح الثانى والثلاثين

    المرأة والعلم فى الإسلام:
    لم يمنع الإسلام المرأة حق التعليم ، ذلك الحق الذى منعته بعض الأديان الكتابية ، والذى ظلت المرأة الغربية المسيحية محرومة منه إلى عصور متأخرة ، بل جعله فريضة من الفرائض الواجبة على كل مسلم ومسلمة ، فقد قال النبى  : (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة).

    تقول الكاتبة زيجريد هونكه: (لقد كانت خديجة نموذجاً لشريفات العرب ، أجاز لها الرسول  أن تستزيد من العلم والمعرفة كالرجل تماماً. وسار الركب وشاهد الناس سيدات يدرسن القانون والشرع ويبقين المحاضرات فى المساجد ويفسرن أحكام الدين. فكانت السيدة تنهى دراستها على يد كبار العلماء ، ثم تنال منهم تصريحاً لتدرس هى بنفسها ما تعلمته ، فتصبح الأستاذة الشيخة. كما لمعت بينهن أديبات وشاعرات ، والناس لا ترى فى ذلك غضاضة أو خروجاً على التقاليد.)

    فإن أول ما أنزله الله من القرآن هو الحث على العلم والمعرفة: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ  خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ  اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ  الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ  عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) العلق 1-5

    وأمرنا الله أن ندعوه بزيادة العلم قائلين: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) طه 114

    ورغبنا فى العلم فبيَّنَ لنا أنَّ المتعلم لا يتساوى عنده بغير المتعلم ، فقال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) الزمر 9

    وبين الله لنا أن مكانة أهل العلم عنده أعلى فى درجات الرضى والجنة ، فقال: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)المجادلة 11

    وقال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) فاطر 28

    ولم يكتفى القرآن بهذا بل حثَّ المسلمين على البحث والتأمل ، وأعطى إشارات علمية ، نذكر منها: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ  خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ  يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ) الطارق 5-7

    كما أشار إلى مراحل نمو الإنسان: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ  ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ  ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) المؤمنون 12-14

    وأشار إلى إمكانية استخدام الأهلة فى حساب الأشهر والسنين ، فقال:(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ) البقرة 189

    (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ  إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ )يونس 5-6

    (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأنعام 97

    (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) النحل 16

    كذلك فإن قول الله تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) الرعد 4 ، وقوله (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 11 ، وقوله (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ) الحجر 75 لفيهم دلالة واضحة على الارتباط الوثيق بين العلم والإيمان ، وحث المؤمنين على العلم والبحث عنه وطلبه والتدبُّر فى آيات الله ومخلوقاته.

    كما خاطب الله تعالى أمهات المؤمنين رضى الله عنهن فقال: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) الأحزاب 34

    وقال  : (من سلك طريقاً يطلب فيع علماً ، سلك الله به طريقاً من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ، وإن العالِم ليستغفر له مَنْ فى السماوات ومن فى الأرض حتَّى الحيتان فى الماء ، وفضُ العالِمِ على العابدِ كفضلِ القمَرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ وَرَثَةَ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يَوَرِّثوا ديناراً ولا دِرهَماً ، وإنِّما وَرَّثوا العِلْمَ ، فَمَنْ أَخّذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ واقِر).أبو داود والترمذى

    وقال  : (مَنْ يُرِدِ اللهُ به خَيْراً يُفقِّهْهُ فى الدين) متفق عليه

    وقال  : (لا حَسَدَ إلاَّ فى اثنتين: رجل آتاهُ اللهُ مالاً ، فسلَّطهُ على هَلَكَتِهِ فى الحق ، ورجلٌ آتاهُ اللهُ الحِكْمَةَ ، فهو يقضِى بها ويُعلِّمُها) متفق عليه

    وقال  : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفَعُ به ، أو ولدٍ صالِحٍ يَدعُوا له) رواه مسلم

    وقال  : (الدنيا ملعونةٌ ، مَلعُونُ ما فيها ، إلا ذكرَ الله تعالى ، وما والاهُ ، وعالماً ، أو متعلِّماً) الترمذى

    وقال  : (مَنْ خَرَجَ فى طلبِ العِلمِ فهو فى سبيلِ اللهِ حتَّى يَرْجِعَ) الترمذى

    وقال  : (مَنْ سُئِلَ عن علم فَكَتَمَهُ ، أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ) أبو داود والترمذى

    وقال: (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) [لم أجد تخريجه]

    وقال: (اطلبوا العلم ولو فى الصين) [لم أجد تخريجه]

    وقال: (إن مداد الطالب أقدس من دم الشهيد)

    حتى الجاريات فقد حثَّ رسول الله  على تعليمهن وتربيتهن وعتقهنّ ، فقال: (أيّما رجل عنده وليدة [جارية]، فعلَّمها ، فأحسنَ تعليمها ، وأدَّبها ، فأحسنَ تأديبها ، ثم أعتقها
    وتزوجها فله أجران) متفق عليه

    الأمر الذى دفع الصحابيات على لقاء الرسول  لأخذ العلم من أعلى مصادره ، كما حرص الصحابة والتابعين على لقاء نساء النبى من أجل أخذ العلم من مصدر هو من أغنى مصادره بعد وفاة الرسول الكريم  .

    وقد أحسَّت المرأة نتيجة لهذا الحث بحاجتها إلى العلم ، فذهبت إلى النبى  تطلب منه مجلساً للعلم خاصاً بالنساء مثل مجلس علم الرجال. فعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: (جاءت امرأة إلى رسول الله  فقالت: (يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك ، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيكَ فيه تعلمنا مما علمك الله) فقال : (اجتمعنَّ يوم كذا وكذا فى مكان كذا) فاجتمعن ، فأتاهنَّ ، فعلمهن مما علمه الله).

    هكذا بلغ حرص النساء المسلمات على العلم غايته ، بل زاد نهمهن لطلب العلم حتى تطلبن المجالس الخاصة بهن للتعليم ، مع أنهن يستمعن فى المسجد لتعليم الرسول  ومواعظه.

    وكانت السيدة عائشة من أفقه النساء فى أمور الدين ، حتى قال عنها الرسول  لأصحابه الرجال: (خُذُوا نصف دينكم عن هذه الحميراء). فقد ردَّت السيدة عائشة على ابن أختها أسماء "عروة بن الزبير" حين ظنَّ أن الطواف بالصفا والمروة بيس واجباً فى أداء فريضة الحج اعتماداً على قوله تعالى: (فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا) البقرة 158 ، حيث يوحى ظاهر الآية بالتخيير لا الفرض. فقالت له يا بن أختى بئس ما فهمت ، لو كان الأمر كما فهمت لكانت الآية تقول "ألا يطّوف بهما".

    وكان عمرها حين لحق الرسول  بربه لم يخط بعد إلى التاسعة عشرة، ولم يكن بين أصحاب النبى  من كان أروى منها ومن أبى هريرة رضى الله عنهما، على أنها كانت أدقَّ منه وأوثق. وكانت رضى الله عنها تُحسن أن تقرأ ، ولم يكن يعرف ذلك إلا عدد محدود من أصحاب رسول الله  ، وكم كان لها رضى الله عنها من استدراكات
    على الصحاية وملاحظات ، فإذا علموا بذلك منها رجعوا إلى قولها.

    وكانت تأتيها النساء فى بيتها فتعلمهن ، وتفقهُّنَّ فى الدين ، وكان من بين هؤلاء النساء المرأة المخزومية ، التى قُطِعَت يدها.

    ومما قيل فى علم السيدة عائشة: (نقلا عن عودة الحجاب ج 2)
    قال الزهرى: (لو جُمِعَ علم عائشة إلى علم جميع النساء ، لكان علم عائشة أفضل)

    وقال عطاء: (كانت عائشة أفقه الناس ، وأحسن الناس رأياً فى العامة)

    وعن موسى بن طلحة قال: (ما رأيت أحداً أفصح من عائشة)

    وقال مسروق: (رأيت مشيخة أصحاب محمد  يسألونها عن الفرايض)

    وعن عروة بن الزبير قال: (ما شكل علينا أصحابَ رسول الله  حديث قط ، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً)

    وقد كان الرجال يطلبون العلم من أمهات المؤمنين: فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبى يسألون عن عبادة النبى  .. ..

    وهل تجد موطناً أوثق، ومرتقى أسمق ، ومنزلة أوثق من أن علىَّ بن أبى طالب رضى الله عنه ـ وهو العَلَمَ الأشم الذى لا يدانيه أحد فى علمه وحكمته ، وقربه من رسول الله  وقرابته ـ يتلقى الحديث على مولاة [جارية] لرسول الله  كانت تقوم على خدمته ، وهى ميمونة بنت سعد؟ فكيف بمن دون على رضى الله عنه؟!

    انظر إلى احترام الصحابة للمرأة ولعلمها، حتى ولو كانت أمةٌ! فهؤلاء الرجال يعترفون بجهلهم فى مسألة أو أكثر ، ويُقرُّون بعلم امرأة ، بل ويلجأون إليها للتعلم منها! حتى على بن أبى طالب (الذى قال عنه رسول الله  أنا مدينة العلم وعلى بابها) لم يتكبر أن يتعلم من أمة ، احترمها واحترم ما عندها من علم ، فجلس يتعلم منها.

    وكذلك كانت أمنا السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما ، فقد كانت تتعلم الكتابة فى الجاهلية على يد امرأة كاتبة تُدعى (الشفاء العدوية) وهى سيدة من بنى عُدى قبيلة عمر بن الخطاب ، فلمَّا تزوجها النبى  طلب إلى الشفاء أن تعلمها تحسين الخط وتزيينه كما علمتها أصل الكتابة.

    وقد قيل إن عائشة بنت طلحة وفدت على هشام بن عبد الملك ، فلمَّا تذاكر شيوخ بنو أميَّة العلوم والمعارف من أشعار العرب وأخبارهم وكانت حاضرة عنده شاركتهم فى ذلك، حتى إذا ذكروا النجوم والأفلاك ذكرت لهم أسماءها، فقال لها هشام: أما عن الأول فلا أنكره وأما النجوم فمن أين لك هذا ، قالت تعلمتها من خالتى عائشة أم المؤمنين.

    كما قدَّرَ الرسول  علم المرأة لدرجة أنه جعله بديلاً عن المهر ، عند عجز الزوج عن دفع المهر. فقد قال رسول الله  لرجل لم يكن معه ما يتزوج به: (تزوجها على ما عندك من كتاب الله). بل جعله فدية أسرى الحرب ، فكان العلم يساوى حياة الأسير ، وكان كل أسير يُعلِّم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة ، يُطلق سراحه.

    ولقد وجد على مر القرون نساء تجاوزن علوم فرض العين إلى فرض الكفاية ، فكانت منهن المحدثات العظيمات ، والراويات الثقات ، حتى عدَّهنَّ الإمام محمد بن سعد صاحب كتاب (الطبقات الكبرى) نيِّف وسبعمائة امرأة من المحدِّثات اللاتى روين عن رسول الله  أو عن صحابته رضى الله عنهم ، وروى عنهنَّ أعلام الدين وأئمة المسلمين.

    لقد بلغت الكثيرات من العالمات المسلمات منزلة علمية رفيعة ، فكان منهن الأستاذات والمدرسات (للإمام الشافعى ، والإمام البخارى ، وابن خلكان ، وابن حيان). ونعرض فيما يلى نماذج من هؤلاء الفقيهات والمحدثات اللائى اعتززن بالإسلام ، فكان لهنَّ سهم فى إعزازه ، والبذل فى سبيله:

    تولت السيدة الشفاء بنت عبد الله المخزومية عصر عمر بن الخطاب قضاء الحسبة فى سوق المدينة، وهى وظيفة دينية ومدنية تتطلب الخبرة والصرامة.

    استشار النبى صلى الله عليه وسلم زوجته أم سلمة عندما تقاعس الناس عن التحلل من عمرة الحديبية ، وبذلك أنقذت رجال المسلمين من الهلاك وعذاب الله.

    ويُروَى عن أم الدرداء الفقيهة الزاهدة قولها: (لقد طلبت العبادة فى كل شىء ، فما أصبت لنفسى شيئاً أشفى من مجالسة العلماء ومذاكرتهم.)

    وهذه ابنة سعيد بن المسيب لما دخل بها زوجها ، وكان من أحد طلبة والدها ، فلما أصبح أخذ رداءه يريد أن يخرج ، فقالت له زوجته: إلى أين تريد؟ ، فقال: إلى مجلس سعيد أتعلم العلم. فقالت له: "اجلس أعلمك علم سعيد!"

    وكانت امرأة الحافظ الهيثمى ـ وهى بنت شيخه الحافظ العراقى ـ تساعد زوجها فى مراجعة كتب الحديث.

    وشهدة الملقبة بفخر النساء فى القرن الخامس الهجرى فهى كانت كاتبة بغدادية ، عالمة محدِّثة عابدة ، صادقة فى رواية الحديث ، وكانت تجيد الخط ، ولها رسائل فى الحديث والفقه والتوحيد. كانت تلقى دروساً فى الأدب والتاريخ فى جامع بغداد على الجمهور. وكان لها منزلة علمية كبيرة فى التاريخ الإسلامى،ولهذا كان يحضر دروسها
    كثير من العلماء والفضلاء.

    وكانت كريمة بنت محمد بن حاتم المروزية سيدة الوزراء من راويات صحيح البخارى المعتبرة عند المحدثين ، روت عن السرخسى ، وكانت نابغة فى الفهم والنباهة وحدَّة الذهن ، رحل إليها أفاضل العلماء.

    وكانت شجرة الدر زوجة نجم الدين أيوب ، أول امرأة تتولى حكم مصر ، وقد أدارت رحى الحرب على ملك فرنسا سان لويس بعد موت زوجها بالمنصورة. وقد عُرِفَت بالذكاء النادر ، والذهن الحاضر ، وحب القراءة والكتابة.

    وكانت السيدة مهر النساء زوجة الأمير سليم عرش فارس ، وكانت تتقن اللغتين العربية والفارسية وآدابهما ، بالإضافة إلى علمها الواسع فى الموسيقى ، وكانت هى التى تستقبل الأمراء والحكام. وقد حدث مرة أن وقع زوجها أسيراً فى بعض الحروب ، فقامت على رأس الجنود ، فاستخلصته من قبضة الأعداء. وكانت تربى اليتامى واليتيمات وتعطف عليهم وتزوجهم، كما كانت موئل المظلومين، وملاذ المعدمين. وكان زوجها يدعوها (نور القصر) ، وكان الشعب يدعوها (نور جهان) أى نور الدنيا. وكانت تأمر بالخطبة فى المساجد ، وتحدد الضرائب ، وتنظر فى أموال البلاد يومياً ، وقد كتب اسمها على النقود إلى جانب اسم زوجها. كما أنشأت بعض المدارس والمستشفيات والمطاعم. وأصدرت قانوناً بمنع الهنود من دفن النساء وهن على قيد الحياة مع أزواجهن عند موتهم.

    وكانت أم الحسن بنت القاضى أبى جعفر الطنجالى طبيبة مبرزة شهيرة فى الطب، كثيرة الاطلاع ، كما أجادت علوماً كثيرة فى الطب. وكانت أختها وابنتها من العالمات بالطب والمداواة ، ولهما خبرة كبيرة بعلاج أمراض النساء.

    وكانت من المحدِّثات أيضاً السيدة زينب بنت عبد الله بن عبد الحليم بن تيمية الحنبلية ابنة الإمام شرف الدين عبد الله أخى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمهم الله
    تعالى ، وزوجة الإمام العلامة أبو محمد عبد الوهاب بن السلاّر.

    وكانت أم عبد الواحد عالمة فاضلة من أحفظ الناس للفقه على مذهب الشافعى ، وحفظت القرآن وغير ذلك من العلوم ، وكانت مُحدِّثة.

    وكانت وقاية امرأة عالمة فاضلة، كانت بإحدى مدن ليبيا، وكان يلجأ إليها أفاضل العلماء ، ويقولون: (تعالوا بنا نستشير وقاية ، فعصابتها خير من عمائمنا).

    ومن المحدِّثات أيضاً السيدات:
    زينب ابنة الكمال ومن تلاميذها الإمام محمد بن حمزة الحسينى.

    ووزيرة بنت عمر بن المنجى ومن تلاميذها الإمام محمد بن سوار السبكى.

    ست القضاة بنت الشيرازى ومن تلاميذها الحافظ بن ناصر الدين الدمشقى ، والقاضى الإمام أحمد بن فضل الله العمرى. وغيرهن المئات الكثيرة.

    والسيدة زبيدة زوج هارون الرشيد التى كانت لها مكانة عظيمة فى عصرها، فهى التى أمدت مكة بالماء الصالح للشرب من العين التى عُرِفَت باسمها ، وهى التى أمرت ببناء إسكندرونة بعد أن دمرها البيزنطيون. وكانت تُقرِض الشعر الجيد ، ولها آراء صائبة فى السياسة والحروب.

    هل سمع الناس فى عصر من العصور أو عن أمة من الأمم فيها عالم من أوثق رواة الحديث عقدة وأصدقهم حديثاً وهو الحافظ بن عساكر (توفى 571 هـ) الملقَّب بـ (حافظ الأمة) كان له من شيوخه وأساتذته بضع وثمانون من النساء؟ عالم واحد يتلقى العلم عن بضع وثمانين امرأة؟ فكم ترى منهن من لم يلقها أو يأخذ عنها؟ مع الأخذ فى الاعتبار أن الرجل لم يجاوز الجزء الشرقى من الدولة الإسلامية ، فلم تطأ قدماه أرض مصر ، ولا بلاد المغرب ، ولا الأندلس وهى أحفل ما تكون بالعالمات وذوات الرأى من النساء.

    بل كان منهن من اعتلى عرش العلم ووصلن إلى أعلى المراتب العلمية ، حتى أنهن كن يمنحن الإجازات العلمية للرجال ، ومن أمثال ذلك أم المؤيد زينب بنت الشعرى ، التى منحت العالم ابن خلكان إجازة علمية كتبتها له فى سنة 610 هـ.

    وكان العلماء فى الدولة الإسلامية يجدون فى حلهم وترحالهم كل عناية واهتمام من قبل الحكام فى البلاد الإسلامية ، فبالإضافة إلى المكانة الرفيعة التى كانوا يحظون بها عند الخلفاء والولاة والأمراء ، كانت تُغدق الأموال عليهم وتيسر لهم جميع الوسائل فى سبيل مواصلة أبحاثهم ودراستهم. بالإضافة إلى إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات ودور العلم ، بالإضافة إلى بناء بعض الولاة المساكن لطلاب العلم ، علاوة على الأوقاف الكبيرة التى كانت توقف على طلبة العلم.

    بل تولت امرأة القضاء فى العصر العباسى ، ومنهن من اشتغلن بالسياسة ، وناصرن طائفة على أخرى ، معتمدات على فصاحتهن ، وعاطفتهن المؤثرة ، وبديهتهن الحاضرة ، ومقدرتهن الخطابية الملتهبة ، كما حدث وقت القتال بين على ومعاوية ، فقد ناصرت نساء كثيرات عليَّاً ، مثل هند بنت يزيد الأنصارية ، والزرقاء بنت عدى بن قيس ، وأم الخير البارقية ، وعكرشة بنت الأطروش. وفى العصور التالية لعبت الخيزران امرأة المهدى الخليفة الثالث من بنى العبَّاس ، وشجر الدر.

    كل هذا كان يحدث فى الوقت الذى كانت فيه الكنيسة فى الغرب المسيحى تمنح طلاب العلم رخصاً من أجل التسوُّل! لكى يستطيعوا عن طريقها تغطية نفقاتهم الدراسية على الرغم من امتلاك الكنيسة للأموال الطائلة ، وهذا يدل دلالة واضحة على عدم اهتمام الكنيسة بالعلم وطلابه. علاوة على مصادرتها لبعض الكتب وحرقها ـ لاحتوائها على بعض الحقائق العلمية التى تخالف نظرياتها ـ كما كانت تفرض الرقابة الصارمة على المطبوعات وتتدخل فى بحوث العلماء ودروسهم ، وتحرِّم على أتباعها مطالعة الكتب المخالفة لنظرتها.

    وكان من نتيجة هذا الجهل الذى ضربته الكنيسة على أتباعها:
    1- أحرقت مكتبة الأسكندرية التى كانت تحتوى على كتب البطالسة والمصريين القدماء على عهد جول قيصر ، وكانت قسمين أحدهما مكتبة البروخيوم وتحتوى على 400 ألف مجلد ، والأخرى السرابيوم وتضم 200 ألف مجلد.

    2- انتحل بطريرك الإسكندرية أدنى الأسباب لإثارة ثورة فى المدينة لإتلاف ما بقى فى مكتبة البطالسة بعضه بالإحراق وبعضه بالتبديد ، ولقد قال أوروسيوس المؤرخ إنه رأى أدراج المكتبة خالية من الكتب ، بعد أن نال تيوفيل الأمر الإمبراطورى من قيصر الرومان بإتلافها بنحو عشرين سنة.

    3- جاء بعد تيوفيل ابن أخته سيريل بطريركاً على الإسكندرية ، وكان خطيباً مفوَّهاً ، له على الشعب سلطان بفصاحته ، وكان فى الإسكندرية فتاة تسمى هيباتى الرياضية ، تشتغل بالعلوم والفلسفة ، وكان يجتمع إليها كثير من أهل النظر فى العلوم الرياضية ، وكان لا يخلو مجلسها من البحث فى الفلسفة ، فلم يحتمل سيريل السماع بها وبعلومها ، مع أن الفتاة لم تكن مسيحية ، بل كانت على دين آبائها المصريين القدماء ، فأخذ يثير الشعب عليها حتى قعدوا لها وقبضوا عليها فى الطريق سائرة إلى دار ندوتها. فقبضوا عليها وفعلوا بها الآتى:

    أولاً : جردوها من ملابسها كلية.

    ثانياً : أخذوها إلى كنيسة الإسكندرية مكشوفة العورة.

    ثالثاً : قتلوها فى مقر الكنيسة.

    رابعاً : قطعوا جسمها تقطيعاً.

    خامساً : ثم فصلوا اللحم عن العظم.

    سادساً : ألقوا ما بقى منها فى النار.

    ويقول مؤرخ هذه القصة وراويها ، ولم تسأل الدولة القديس سيريل بطريرك الإسكندرية عما صنع بالفتاة هيباتى ، ولم تنظر الحكومة الرومانية فيما وقع عليها.

    4- حرق العلماء وكتبهم إذا تعارض علمهم مع جهل الكنيسة ورجالها ، فقد كانت الكنيسة تصف السبب العلمى لقوس قزح بأنه قوساً حربياً بيد الرب ينتقم بها من عباده إذا أراد ، فأثبت العالم دى رومنيس أن هذا القوس هو من إنعكاس ضوء الشمس فى نقطة الماء ، فقبض عليه وأحضروه إلى روما ، وحُبِسَ حتى مات ، ثم حوكمت جثته وكتبه فحكم عليها وألقيت فى النار.

    5- بعد انحسار الإسلام عن بلاد الأندلس فى إسبانيا ، قام الكاردينال اكسيهنيس بإحراق ثمانية آلاف كتاب عربى مخطوطة فى غرناطة ، فيها كثير من ترجمة الكتب المعول عليها عند علماء أوروبا وقتئذ.

    الإصحاح الثالث والثلاثين

    شبهة ورد:
    من الذى أحرق مكتبة الأسكندرية؟

    من الاتهامات الشائعة التى يُرمى بها الإسلام والمسلمون هو إحراق عمرو بن العاص لمكتبة الأسكندرية. ويستشهدون ببعض النصوص التى ذكرت فى بعض المراجع التاريخية التى كتبها بعض المؤرخين من المسلمين والنصارى.

    وحجتهم فى ذلك ما كتبه عبد اللطيف البغدادى (1231 م) فى كتابه “الإفادة والاعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر” ، والمقريزى يكاد ينقل ماذكره البغدادى حرفياً ، وكذلك ابن القفطى (1248 م) فى كتابه “أخيار العلماء بأخبار الحكماء” ، وكذلك الكاتب النصرانى أبا الفرج الملطى (1277 م) فى كتابه “مختصر الدول”.

     من المعروف أن عمرو بن العاص قد فتح مصر عام 642 م، وقد تلاحظ من التواريخ أعلاه أن أول من كتب عن هذا هو عبد اللطيف البغدادى بعد الفتح بزمن يبلغ تقريباً 600 عام. أضف إلى ذلك أن المؤرخين الذين سبقوه لم يشيروا إلى هذه التهمة أية إشارة مع أنهم قد تكلموا فى كتبهم بإسهاب عن الفتح العربى لمصر. ومن هؤلاء المؤرخين سعيد بن البطريق ( 905 م ) تقريباً والطبرى واليعقوبى والبلاذرى وابن عبد الحكم والكندى وغيرهم.

    أضف إلى ذلك أن الكتَّاب فى القرنين السابقين للفتح العربى لم يذكروا شيئاً عن وجود مكتبة عامة فى الأسكندرية، وكذلك لم يشر إليها حنا النقيوس ولا إلى إحراقها مع أنه كتب عن الفتح العربى.

     أكَّدَ لوبون جوستاف فى كتابه “حضارة العرب” المطبوع عام 1884 بباريس (صفحة 208 ): أن المكتبة لم تكن موجودة عند الفتح العربى ، إذ كانت قد أُحرِقَت عام 48 ق . م عند مجىء يوليوس قيصر إلى الأسكندرية.

    وهذا ما أكده بطلر فى كتابه “فتح العرب لمصر” صفحة 303 - 307 وأضاف أن يوليوس قيصر كان محصوراً سنة 48 ق . م فى حى البروكيون يحيط به المصريون من كل جانب تحت قيادة أخيلاس ، فأحرق السفن التى فى الميناء لقطع خط الرجعة على يوليوس وقيل إن النيران امتدت إلى المكتبة (يقصد هنا مكتبة المتحف أو المكتبة الأم) وأحرقت المكتبة وأفنتها أو قد فنيت تماماً فى القرن الرابع الميلادى.

    ويواصل بطلر دفاعه قائلاً: أما المكتبة الوليدة التى قامت فى السيرابيوم فإنها كانت فى حجرات متصلة ببناء معبد السيرابيوم وقد أحرق هذا المعبد فى عهد تيودوسيوس عام
    391 م على يد المسيحيين الذين كان يقودهم رئيسهم تيوفيلوس.

     أكَّدَ جيبون فى كتابه “إضمحلال وسقوط الإمبراطورية الرومانية” الجزء التاسع (صفحة 275 ): أن المكتبة قد أُحرِقَت عام 387 - 395 م فى عهد تيودوسيوس.

    وقد يدل على صدق هذه الأقوال أن أحد الرحالة الرومان واسمه أورازيوس قد زار مصر فى أوائل القرن الخامس الميلادى وكتب عنها سنة 416 م وذكر أنه لم يجد سوى رفوف خالية من الكتب فى هذه المكتبة.

    ذكر جرجى زيدان فى جزئه الثالث من كتابه التمدن الإسلامى (صفحة 42 – 43) نقلاً عن أبى الفرج الملطى (النصرانى) – وهذا مانقله المقريزى عنه بالحرف - أن يوحنا النحوى صرَّح أن المكتبة كان بها على عهد بطولماوس فيلادلفوس أكثر من 120 50 كتاباً وأن هذه الكتب تم احراقها فى ستة أشهر بعد أن وزعت على أربعة آلاف حمام.

     ويعترض فريق من المؤرخين على رواية أبى الفرج لأسباب كثيرة لا يقرها العقل:
    1- مات يوحنا النحوى قبل فتح العرب لمصر بحوالى 30 أو 40 سنة.

    2- كيف يعمل عمرو بن العاص على إحراق الكتب ثم يسلمها إلى الحمَّامات التى يقوم على خدمتها نصارى مصر – مع العلم بوجود كتب ومقتنيات نفيسة فى هذه المكتبة؟

    3- ألم يكن فى استطاعة أصحاب الحمامات أن يبيعونها ويتربحوا منها؟

    4- ألم يكن فى استطاعة أحد الأثرياء من أمثال يوحنا النحوى أن يشتروها؟

    5- كانت الكتب تصنع من ورق الكاغد الذى لا يصلح لإيقاد النار.

    6- كان أول ما أنزله الله من القرآن هو الحث على العلم والمعرفة بالقراءة ، فكيف يتم ذلك لو أحرق المسلمون كتب العلم؟: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ  خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ  اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ  الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ  عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) العلق 1-5

    7- من الأوامر الربانية أن نطلب من الله بالدعاء أن يزيدنا علماً ، فلم يحرق المكتبة إلا من يعتبر العلم الدنيوى كفراً: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) طه 114

    8- كذلك أعلمنا الله أن المتعلمون أرفع درجات ، وأكثر تقوى وخشية ومعرفة له من غير المتعلمين ، بل هى من أسباب رضى الله على عبده المتعلم ، كأداء الفروض تماماً: فكيف يتسنى لمسلم أن يحرق ويهدم أسباب رضى ربه ، وأسباب ارتقاء مكانته عند الله؟ فقال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) الزمر 9

    وقال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) فاطر 28

    وقال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)المجادلة 11

    9- كذلك وجود النصوص القرآنية التى تأمرنا بالبحث ودراسة سنن الأقدمين مثل:
    (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ) آل عمران 137

    (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) آل عمران 186

    (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ) إبراهيم 9

    بل إن آيات الله تعالى التى تحث المسلم على التفكر ، والتدبر ، والتعقل لتمنع المسلم من أن يقترف مثل هذه الجريمة. فقد قال تعالى:
    (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) الرعد 4
    وقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 11
    وقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ) الحجر 75

    إضافة للآيات الأخرى الكثيرة التى تحث المسلم على البحث والدراسة، والعلم، والتأمل، والمقارنة، فلم يتنكر المسلم لعلم مطلقاً، وكان العلم والتمسك بالقرآن وسنة النبى  هو سبب ارتفاع شأن المسلمين، وعلى النقيض فقد كان سبب تأخر النصارى حتى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين هو تمسكهم بالكتاب المقدس، فلما انفصلت الكنيسة عن الدولة، تجرأ العلماء عندهم، وأخذوا بأسباب العلم، الذى توصل إليه المسلمون ، وقامت نهضتهم. ومن أمثال هذه الآيات قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) فاطر 28

    والآيات التى تُحثَّ المسلمين على البحث والتأمل ، مثل:
    (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ  خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ  يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ) الطارق 5-7

    ومثل: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ  ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ  ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )المؤمنون12-14

    ومثل: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ) البقرة 189

    ومثل: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ  إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ )يونس 5-6

    ومثل: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأنعام 97

    ومثل: (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) النحل 16

    10- من المعروف أن المسلمين كانوا يعملون على نشر العلم منذ غزوة بدر، ولذلك كانوا يطلقون سراح الأسير إذا قام بتعليم عشرة من المسلمين.

    11- المدقق فى الحديث المنسوب ليوحنا النحوى عن عمرو بن العاص حيث ذكر أن هذه الكتب نفيسة ولا تُقدَّر بمال. وما كان لعمرو بن العاص أن يحرقها لأنها مال يخص أقباط مصر، والعهد الذى أخذه عمرو على نفسه يقتضى حماية الأقباط وأموالهم.

    12- من المعروف فقهياً إذا أتلف أحد المسلمين شيئاً يملكها أحد النصارى ، كان لزاماً عليه أن يرد له ثمنها ولو كانت خمراً أو لحم خنزير ، فما بالك بأننا نتكلم عن كتب وعلم ، فما كان له أن يفنى هذا العلم، ولو كان مُخالفاً لدينه، طالما أنه ملك للنصارى.

    13- دفع عمرو بن العاص للمصريين فى الوجه القبلى ثمن ما أتلفه الرومان فى هجومهم الثانى على مصر بسبب خطته التى كانت ترمى إلى سحب القوات الرومانية بعيداً عن الأسكندرية. فيستبعد أن يكون قد أتلف ممتلكاتهم وأموالهم إبراراً بعهده معهم.

    14- رأى الرسول  مع عمر بن الخطاب رقوقا من الكتاب المقدس ولم يأمره بحرقه أو التخلص منه. كذلك سأل الرسول عليه الصلاة والسلام اليهود عن قول التوراة فى الزناة وقرأوا عليه من الكتاب الذى بأيديهم، ولم يأمر أحداً بنزعه منهم أو حرقه.

    15- على الرغم من أن الكتاب المقدس به بعض النصوص التى يراها المسلم شركاً بيناً أو كفراً صريحاً أو قذفاً لا مراء فيه فى حق الأنبياء، أو فى حق الله، وعلى الرغم من أن البعض قد يفهم النصوص التى تشير إلى زنا الأب ببناته ، أو زنا الحمى بكنته، أنها دعوة للإقتداء بهؤلاء الأنبياء وأفعالهم، إلا أنه لم يقم أحد من المسلمين بحرق نسخة واحدة من الكتاب المقدس ولا توجد نصوص فى القرآن أو السنة تحض على ذلك.

    16- أنشأ المأمون بتشجيع من وزرائه عام 830 م فى بغداد مكتبة تُدعَى “بيت الحكمة” وهو عبارة عن مكتبة عامة ودار علم ومكتب ترجمة، ويُعد بيت الحكمة أعظم صرح ثقافى نشأ بعد مكتبة الأسكندرية. فيستبعد على مسلم أُمِرَ بالعلم والقراءة والبحث والتدبر أن يحرق كتاباً للعلم.

    17- نمت دور الكتب فى كل مكان نمو العشب فى الأرض الطيبة ، ففى عام 891م يحصى مسافر عدد دور الكتب العامة فى بغداد بأكثر من مئة. وبدأت كل مدينة تبنى لها داراً للكتب يستطيع أى من الشعب استعارت أى كتاب منها ، أو أن يجلس فى قاعات المطالعة ليقرأ ما يريد.

    18- كانت مكتبة النجف فى العراق ـ وهى مكتبة صغيرة ـ تحتوى فى القرن العاشر أربعين ألف مجلد، بينما لم تحو أديرة الغرب سوى اثنى عشر كتاباً ربطت بالسلاسل، خشية ضياعها. وكان لكل مسجد مكتبته الخاصة، بل إنه كان لكل مستشفى يستقبل زواره قاعة فسيحة صُفَّت على رفوفها الكتب الطبية الحديثة الصدور، تباع لطلبة العلم والأطباء، ليقفوا منها على آخر ما وصل إليه العلم الحديث. ولقد جمع نصير الدين الطوسى لمرصده فى مراغة أربعين ألف مخطوطة.

    19- حذا حذو الخليفة فى بغداد كل الأمراء العرب فى مختلف أنحاء العالم العربى. مثلاً مكتبة أمير عربى فى الجنوب كانت تحتوى على مئة ألف مجلد. ورُوِىَ أنه لما شُفِىَ سلطان بخارى محمد المنصور من مرضه العضال على يد ابن سينا ، وهو بعد فتى لم يتجاوز الثامنة عشر ، كافأه السلطان على ذلك بأن سمح له أن يختار من مكتبة قصره ما يحتاج إليه من الكتب لدراستها ، وكانت كتبها تشغل حيزاً كبيراً من القصر ، وقد رُتِّبَت حسب موضوعاتها. ويكتب ابن سينا عن ذلك الحديث فيقول: (وهناك رأيت كتباً لم يسمع أغلب الناس حتى بأسمائها).

    20- ولا يستطيع أحد أن يقارن نفسه بالخليفة العزيز فى القاهرة. حتى خليفة قرطبة ، الذى بعث رجاله وسماسرته فى كل أنحاء الشرق ليجلبوا له الكتب فيزيد روائع مكتبته ، أنَّى له أن يصل إلى ما فعله العزيز؟! لقد حوت مكتبة العزيز على مليون وستمائة ألف (000 600 1) ، فكانت بذلك أجمل وأكمل دار للكتب ضمَّت 6500 مخطوطة فى الرياضيات و 18000 مخطوطة فى الفلسفة ، ولم يمنع هذا قط ابنه من بعده ، حين اعتلى العرش ، من أن يبنى مكتبة ضخمة فيها ثمانى عشرة قاعة للمطالعة إلى جوار المكتبة القديمة.

    21- ترك ابن الجزار (الطبيب والرحالة القيروانى) عند وفاته 250 طنا من لفائف جلد الغزال التى كتبها بنفسه. ويُحكى أن طبيباً آخر ـ ولم يكن أحد فى ذلك العصر يشك فى صدق هذه الرواية ـ لم يستطع أن يقبل دعوة سلطان بخارى لزيارة قصره لأنه كان مشغولاً بتحميل 400 جمل لنقل مكتبته التى بلغ وزن كتبها 10000 كيلو جرام إلى مسكنه الجديد. وعرف الناس عند وفاة أحد العلماء أنه ترك 600 صندوقاً متخم بالكتب فى كل فروع العلم ، وأن كل صندوق منها بلغ من الثقل حداً جعل عددا من الرجال يعجزون عن نقله إلى خارج المنزل.

    22- وحذا الوزراء ورجال الدولة حذو الخلفاء والأمراء ، فلقد ترك الوزير المهلبى عند وفاته 963 م مجموعة من 117000 مجلد ، واستطاع زميله الشاب ابن عبَّاد أن يجمع فى مكتبته 206000 كتاب ، وجمع أحد قضاته 000 050 1 مجلداً.

    ولما كانت هذه الأرقام الضخمة قد حسبت بالتقريب وبولغ فى بعضها ، فإن هذه المبالغة نفسها لهى أكبر دليل على مفاخرتهم بذلك وسرورهم بكل جهد يُبذل فى هذا السبيل ، وليس أدل على هذا مما نقرأه من أن بعض الوزراء لم يكن يخرج إلى رحلة إلا ومعه حمولة ثلاثين جملاً من الكتب تصحب ركبه.

    23- لقد تقاضى ابن الهيثم 75 درهماً أجراً لنسخ مجلد من مجلدات أقليدس ، وهو مبلغ لا يستهان به ، فقد عاش منه ابن الهيثم ستة أشهر. لقد كان إذن اقتناء كتب العلماء اليونانيين والقدماء غير المسلمين ليس بالكفر ، وليس بالهرطقة ، بل كان من الأمور التى يتباهى بها العلماء والخلفاء والوزراء وكبار رجال الدولة ، ويبحثون عنها ويدفعون كل نفيس فى سبيل اقتنائها. فليست إذن من أخلاق المسلم أن يحرق كتاباً.

    24- سافر أحد الدلالين (كانت مهمتهم شراء الكتب النادرة وبيعها) من بغداد إلى القاهرة ليشترى من مصر النادر من الكتب ، وكان قد سمع بأخبار طبيبها الشهير إبراهيم بن الصوفان الذى كان يوظف عدداً من النسَّاخ ويشرف عليهم ، حتى صار له كنز من الكتب الطبية وغيرها ، وقدم التاجر للطبيب عرضاً مغريا لشراء عشرة آلاف مجلد من مكتبته ، ووافق الطبيب ، ولكن أخبار الصفقة وصلت إلى آذان الوزير الأفضل ، الذى كان بدوره من عشاق العلم الذين يقدرون قيمته وقدسيته ، فثارت فيه نزعة حبه للكتاب وتقديسه إياه ، كما ثارت فيه النزعة الوطنية ، وأقنع الطبيب بالإبقاء على هذا الكنز داخل البلد ، ودفع له من ماله الخاص الثمن الذى عرضه التاجر العراقى ثمناً لتلك الكتب.

    25- هناك الكثير جداً من الكتب أنقذها المترجمون العرب ، ولولا مجهوداتهم فى الترجمة لضاعت هى الأخرى ، منها كتب جالينوس فى علم التشريح ، ومخطوطات هيرون وفيلون ومينلاوس فى الميكانيكا والرياضيات ، وبطلميوس فى البصريات ، ومخطوطة لأقليدس فى علم التوازن ، ومخطوطة فى (ساعة الماء) ، وقانون الطفو لأرشميدس.

    وثمة ثلاثة كتب علمية لأبولونوس أنقذها ثابت بن قرة الطبيب وعالم الرياضيات الكبير الذى عمل مع ولد حنين بن اسحق وابن أخيه المرَّز النبيه فى مدرسة الأستاذ بين تلاميذه التسعين. ولم يمت حنين إلا وقد أتم ترجمة أغلب أعمال الكلاسيين.

    26- كان حنين هذا من العلماء المترجمين الذين لم يدخروا وسعاً فى البحث عن كتاب معين ، وقد تمتع بمعرفة واسعة فى كل فروع المعرفة، فكان سيّد المادة التى يترجمها، يضيف على مواضع الضعف أو الغموض من عنده نورا يجلوها. خرج حنين ذات مرة بنفسه للبحث عن نسخة من أعمال جالينوس ، وكانت نادرة الوجود ، فسافر بحثاً عنها من العراق إلى سورية وفلسطين ومصر حتى وصل الأسكندرية ، ولكنه لم يوفق فى العثور عليها ، اللهم نصف كتاب منها وجده فى دمشق فرجع به إلى بغداد وبعدد ضخم آخر من الأعمال العلمية النادرة القيمة ليقدم لنا أكبر دليل على مدى اهتمام العرب بالكتب والترجمة.

    27- قيام الكثيرين من العرب بدراسة اللغات الأجنبية وترجمة كتب بعض مشاهير العلوم فى العصر الأغريقى، وإرسال العلماء العرب (على نفقاتهم الخاصة) التجار إلى بلاد الهند وبيزنطة للبحث عن كتب العلم وشرائها، أنقل بعضاً منهم من كتاب “شمس العرب [أصل الترجمة شمس الله] تسطع على الغرب” للكاتبة زيجريد هونكه مثل:

    1) كان العلماء المسلمين حريصين على اقتناء كتب العلم اليونانية و الرومانية ودراسة ما فيها. ومن أمثال ذلك رجل العلم العظيم موسى بن شاكر وأولاده الثلاث محمد وأحمد وحسن فى عصر الخليفة المأمون. وقد برعوا فى علم الفلك ودراسة طبقات الجو والرياضة. وكانوا يرسلون أتباعهم إلى بلاد البيزنطيين على نفقاتهم لشراء الكتب وترجمتها والاستفادة من علومهم. ولو كان فى الإسلام نص ينهى عن ذلك لما اقترفوا إثم البحث عن العلم وترجمة الكتب وتعليم الغرب.

    2) حرص العلماء أمثال الخوارزمى على اقتناء كتب العلم الهندية وغيرها. فقد كان على علم بكتب بطلميوس عن جداول الحساب والجبر وهو من قام بتصحيحها.

    3) ترجم ثابت بن قرة لبنى موسى عدداً كبيراً من الأعمال الفلكية والرياضية والطبية لأبولونيوس وأرشميدس وإقليدس وتيودوسيوس وأرستوطاليس وأفلاطون وجالينوس وأبوقراط وبطلميوس. كما أنه صحح ترجمات حنين بن اسحق وولده ثم شرع فى وضع مؤلفات ضخمة له، فوضع 150 مؤلفاً عربياً و 10 مؤلفات باللغة السريانية فى الفلك والرياضيات والطب. فهذا نموذجاً من النماذج المشرقة فى صفحات علم العرب وتقديسهم للعلم. فهل يصدق أحد العقلاء أن المسلمين قاموا بإحراق مكتبة عظيمة مثل مكتبة الأسكندرية ثم بعد ذلك يتكبد علماؤهم مشقة البحث عن مؤلفات لنفس العلماء الذين حُرِقت كتبهم؟!!!

    28- وتقول الدكتورة الألمانية العالمة (زيجريد هونكه): (إن العرب لم ينقذوا الحضارة الإغريقية من الزوال ونظموها ورتبوها ثم أهدوها إلى الغرب فحسب ، إنهم مؤسسو الطرق التجريبية فى الكيمياء والطبيعة والحساب والجبر والجيولوجيا وحساب المثلثات وعلم الاجتماع. بالإضافة إلى عدد لا يُحصى من الاكتشافات والاختراعات الفردية فى مختلف فروع العلوم والتى سُرِقَ أغلبها ونُسِبَ لآخرين ، قدَّمَ العرب أثمن هدية وهى طريقة البحث العلمى الصحيح التى مهدت أمام الغرب طريقه لمعرفة أسرار الطبيعة وتسلطه عليها اليوم.

    فهل قابل الغرب هذا بالشكر؟ لا.
    فقد طمسوا الهوية العربية حتى لا يظهر الإسلام متلألأً وسط الظلام الذى فرضه قساوسة وأساقفة وباباوات الدين النصرانى على كل من أتى بحقيقة علمية تخالف الكتاب
    المقدس وتُظهر جهل من ألَّفوه.

    فقد أسموْ الخوارزمى “ألجوريزموس” Algorizmus وأسموْ ابن سينا “أريستوفوليس” Aristofolis أو Avicienne وأسموْ ابن رشد “أفيروس” Averoes ، فى محاولة منهم لطمس الهوية الإسلامية ، وأصحاب الفضل على علمهم وحضارتهم.

    ونختتم هذا الرد بقول ألدوميلى Aldo Mieli فى كتابه القيِّم: “العلم عند العرب”:
    “فى القرن الأول من خلافة العباسيين [بداية القرن الثامن] كان المترجمون (من الأغريقية إلى السريانية ، ومن السريانية إلى ****************************************************** هم الذين يحتلون المرتبة الأولى – على وجه الخصوص – من النشاط العلمى”.

    وكان من بين هؤلاء العلماء والمترجمين نصارى ويهود احتضنتهم قصور الخلافة نفسها. فلا يُعقل أن نحرق كتبهم ونبيد علومهم ثم نحتضن علمائهم. ومن أمثال هؤلاء العلماء تيوفيل بن توما الرهاوى وهو مسيحى مارونى توفى عام 785 م، وجرجس بن جبريل بن بختيشوع المتوفى عام 771 م ، وكذلك أبى يحيى البطريق المتوفى عام 800 م ، (صفحة 184 من شمس العرب تشرق على الغرب).

    «« توقيع abubakr_3 »»

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    11:14 PM
    المشاركات
    374

    افتراضي

    الإصحاح الرابع والثلاثين

    المرأة ليست أهلاً لأن تُعلِّم ، لأن آدم خُلِقَ قبلها ، وهى صاحبة الخطيئة:
    نتيجة لأقوال بولس عن العلم ، الذى وصفه بالغباوة: (27بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ) كورنثوس الأولى 1: 27 ، وقوله: (إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ حَكِيمٌ بَيْنَكُمْ فِي هَذَا الدَّهْرِ فَلْيَصِرْ جَاهِلاً لِكَيْ يَصِيرَ حَكِيماً! 19لأَنَّ حِكْمَةَ هَذَا الْعَالَمِ هِيَ جَهَالَةٌ عِنْدَ اللهِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «الآخِذُ الْحُكَمَاءَ بِمَكْرِهِمْ». 20وَأَيْضاً: «الرَّبُّ يَعْلَمُ أَفْكَارَ الْحُكَمَاءِ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ».) كورنثوس الأولى 3: 18-20

    ونتيجة للسلطة المطلقة التى أُتيحت للكنيسة ـ فى العصور الوسطى ـ فقد رأت أن أى مصدر من مصادر العلوم والمعرفة ، لا بد أن يكون صادراً عنها ، وأن أى رأى يُخالِف رأيها فهو باطل يجب مقاومته بكل ما يُستطاع.

    لهذا فقد أخذت تراقب المطبوعات (وحُتِّمَ على كل مؤلف وكل طابع أن يعرض مؤلفه أو ما يريد طبعه على القسيس أو المجلس الذى عُيِّنَ للمراقبة ، وصدرت أحكام المجمع المقدس بحرمان من يطبع شيئاً لم يُعرَض على المراقب أو ينشر شيئاً لم يأذن المراقب بنشره ، وأوعز إلى هذا المراقب أن يدقق النظر حتى لا ينشر ما فيه شىء يومىء إلى مخالفة العقيدة الكاثوليكية.)

    وإلى جانب ذلك فقد زعم رجال الكنيسة أن الكتب المقدسة تحتوى على كل ما يحتاج إليه البشر من علوم الدين والدنيا ، وعلى الإنسان المؤمن أن يُصدِّق كل ما فيه أولاً ، ثم يجتهد ثانيا فى حمل نفسه على فهمه وتأويل فهمه ليصل إلى النتائج التى أتى بها الكتاب المقدس مهما عارض ذلك العقل أو خالف شاهد الحس ، كما صرَّحَ بذلك ترتوليان.

    بالإضافة إلى ذلك فقد احتجزت الكنيسة لنفسها حق فهم وتفسير الكتاب المقدس ، وحظَّرت على أى عقل ـ خارج جهازها الكهنوتى ـ أن يحاول فهمه أو تفسيره أو مناقشة أى مسألة فيه ، ومثال ذلك "مسألة العشاء الربانى" التى لا يستسيغها العقل ، حيث فرضتها الكنيسة على الناس ، وحذَّرت عليهم مناقشتها ، وإلا عرضوا أنفسهم للطرد والحرمان ، ناهيك عن محاكم التفتيش.

    فعلى سبيل المثال عندما انتشرت فكرة كروية الأرض ، هاجمها رجال الكنيسة هجوماً عنيفاً ، وبرر القديس أوغسطين نقضه لهذه النظرية بقوله: (إن التبشير بالإنجيل طالما لم يصل لإلى الجهة المقابلة من الأرض ، فلا يمكن أن يكون هناك من السلالة البشرية أثر ما.)

    كما هاجم (برو كوبيوس الغزى) كل من يقول بوجود بشر فى الجهة المقابلة للأرض ، مستنداً إلى (إذا كان على الجهة المقابلة فى الأرض أناس ، لوجب أن يذهب المسيح إليهم ، وأن يقضى صلباً فى سبيل خلاصهم مرة ثانية).

    وتساءل معلم الكنيسة لاكتانتيوس مستنكراً: (هل هذا معقول؟ أيعقل أن يُجَن الناس إلى هذا الحد ، فيدخل فى عقولهم أن البلدان والأشجارتتدلى من الجانب الآخر من الأرض، وأن أقدام الناس تعلو رؤوسهم؟)

    لقد كانت الأرض بالنسبة إلى بعض الناس منهم تلاً تدور الشمس حوله ما بين الشروق والغروب ، وبالنسبة إلى الآخرين مسطحاً تحيط به المحيطات.

    ورأت الكنيسة أن الأمر لن يُحل إلا باستخدام القوة ، فأنشأت محاكم التفتيش: ففى سنة 1316 م أفلت الطبيب (بطرس ألبانو) من أيدى محكمة التفتيش حيث أدركته الوفاة قبل أن تمتد يدها إليه ، جزاء ما روَّجَ إليه من مذهب الأنتيبود (وجود بشر يقطنون فى الجهة الأخرى من الأرض) وغيره من مذاهب العلم.

    وفى سنة 1327 م طردت الكنيسة العالم الفلكى (شيكودا سكولى) ثم أحرقته حيا فى فلورنسا ، وكان أستاذاً بجامعة كولونيا ، لأنه عَلَّم مذهب الأنتيبود وغيره من حقائق العلم.

    ولاذ آخرون بالصمت خوفاً من عقاب الكنيسة لهم ، مثل:
    آبيان الذى كان أستاذاً فى جامعة أنجلو ستاد فى عصر شارل الخامس.
    وريتيكوس الذى كان أستاذاً فى ويتنبرج.

    كما قامت حملة عنيفة ضد (جاليليو) لأنه اكتشف بمنظاره أن هناك سيَّارات أخرى تزيد عن السبعة التى ذكرها سفر رؤيا يوحنا اللاهوتى بقوله: (19فَاكْتُبْ مَا رَأَيْتَ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ، وَمَا هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ هَذَا. 20سِرُّ السَّبْعَةِ الْكَوَاكِبِ الَّتِي رَأَيْتَ عَلَى يَمِينِي، وَالسَّبْعِ الْمَنَايِرِ الذَّهَبِيَّةِ: السَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ هِيَ مَلاَئِكَةُ السَّبْعِ الْكَنَائِسِ، وَالْمَنَايِرُ السَّبْعُ الَّتِي رَأَيْتَهَا هِيَ السَّبْعُ الْكَنَائِسِ».) رؤيا يوحنا 1: 19- 20

    واتهمت الكنيسة هذا الفكر وصاحبه بالكفر والإلحاد ، وعللت رأيها المناهض لهذه النظرية قائلة: إن حكمة الله تقتضى أن لا يخلق شيئاً عبثاً ، وتبعا لكلام جاليليو ، فلا بد من وجود بشر يقطنون هذه السيارات ، فكيف يمكن لأهلها أن يكونوا قد تناسلوا من آدم؟ وكيف خرجوا من سفينة نوح (يقول الكتاب المقدس إن الطوفان امتد لك الأرض ، فغرق كل من عليها)؟ وكيف نعتقد أن المسيح منقذ النوع الإنسانى قد كفر عنهم؟

    أما بالنسبة للمدارس ، فقد كانت الكنيسة هى التى تشرف عليها ، وترسم سياستها التعليمية ، مما طبع الثقافة بطابع لاهوتى ، فمثلاً المدارس التى أمر (شارلمان) سنة 789 م بتعميمها فى الأديرة والكاتدرائيات ، كان التعليم فيها يقتصر على الترانيم والموسيقى الدينية.

    أما بالنسبة لتعليم النساء، فقد ذكر بطرس البستانى أنه كان فى غاية الإنحطاط، حيث لم
    يكن لهنَّ مدارس ـ إلا ما ندر وفى المدن الكبيرة فقط ـ وكن يتعلمن القراءة فقط وكانت بعض الأديرة تعلم النساء تلاوة الصلاة ، وصناعة التطريز وغيرها من أعمال الأديرة.

    ولم يقتصر الأمر على هذا الحد من منع العلم ونشر الجهل ، بل اعتبرت الكنيسة بعض الهرطقات والخرافات من العلوم العقلية بمثابة النصوص المقدسة التى يجب على كل اتباعها الإيمان بها. نذكر فى علم الجغرافيا:

    وضع الراهب (قوزماس إنديكوبليوستيس) نظاماً خرافياً عن الكون والأرض ، واستطاع أن يقنع به الكنيسة. وكان مما قاله (نقلا عن موقف الإسلام والكنيسة من العلم ص 132 وما بعدها): (إن الأرض عبارة عن معين منبسط تحيط به أربعة بحار!) ولم يقتصر الأمر على ذلك بل حدد مساحتها فقال: (ويبلغ ـ معين الأرض ـ أربعمائة يوم سفراً طويلاً ، ومائتى يوم عرضاً!)

    أما بالنسبة لكيفية وضع السماء فقال: (وفى حدود هذه البحار الأربعة الخارجية تقوم جدران عظيمة القدر ، هائلة الحجم ، تحوى كل ذلك البناء الكبير ، وتحمل من فوقها تلك القبة السماوية ، وقد ثبتت أطرافها إلى أعلى الجدران بمادة فيها صفة الإلتصاق.)

    كما علل ظاهرة غروب الشمس بقوله: (إن عند طرف الأرض الشمالى يقع جبل عظيم، خلفه يكون مقر الشمس أثناء الليل!)

    ولم يكتفى بهذه الهرطقة ، بل صبغ عليها المسحة الإلهية ، واعتبرها من وحى الله فقال: (إنه ليس موسى والأنبياء وحدهم ، بل الملائكة والحواريين أيضاً متفقون على أن ما فى هذا مذهبه ، وأن الله فى اليوم الآخر سوف ينزل غضبه على كل من لم يُسلِّم به أو يتشكك فيه).

    وقبلت أراء قوزماس فى العالم المسيحى على أنها وحى مقدس أنزل على قلبه! بل إن كثيرا من رجال الكنيسة توسعوا فى شرح نظرياته ، وظل الاعتقاد بها سارياً حتى نهاية القرون الوسطى.

    أما بالنسبة لطبيعة الرياح ، وكيفية هبوبها ، فقد ظهرت رموزها على الخرائط الجغرافية فى صورة أدمغة عظيمة الحجم منتفخة الوجنات ترسلها فى اتجاه أورشليم!

    كما أنهم عللوا احمرار الشمس عند الغروب نتيجة مواجهتها لجهنم ، حيث حدد بعض رجال الكنيسة ، ومن بينهم (دانتى) موقع جهنم فقال: (إنها تقع عرض المحيط الأطلنطى ، وعلى مسافة غير معروفة من شاطىء أوربا.)

    وبالنسبة لنشأة الضفادع والهوام والبعوض فقد قال القديس (باسيل الكبير) الذى عاش فى القرن الرابع الميلادى: (قدخُصَّت المياه بقوة انتاجية ، وأنه من الطمى والطين اللازب نشأت الضفادع والهوام والبعوض.)

    تبنى هذا الرأى كذلك القديس (أوغسطين) ، حيث قال: (إن مواد ما قد خصَّها الله بقوة تستطيع أن توجد صوراً خاصة من الحيوانات والنباتات.)

    وفى القرن السابع للميلاد ظهر قديس اسمه (ايزيدور الأشبيلى) اهتم بقضية الخلق ، وسجَّل أفكاره ، والتى استعان فيها بآراء القديس (باسيل) و (أوغسطين) فى مؤلفه المسمَّى (الإنسيكلوبيدى الكبير) ، تعرض فيه لنشأة بعض الحيوانات وكيف تُخلَق ، وكان مما قاله: (إن النحل إنما يحدث من لحم الثور المنحل ، والخنافس من لحم الحصان ، والجراد من البغال ، والعقارب من السراطين.)

    والعجيب أن هذا الكتاب ظل مرجعاً أساسياً لطلاب العلم فى خصائص الحيوانات وحقيقة الطبيعة لأجيال طويلة.

    ولم يقتص الأمر على ذلك ، بل تطرق رجال الكنيسة ‘لى وصف بعض المخلوقات ، وما تقوم به من أفعال ، فهذا (نيدر) عضو محكمة التفتيش يصف فى كتابه المسمى (تل النمل) خصائص بعض المخلوقات ، ومما قاله عن نمل (أثيوبيا): (إن له قروناً ، وإنه ينمو حتى يصير فى حجم الكلب!)

    وقالوا عن الثعابين: (إنها تلقى سمها بعيداً قبل أن ترد الماء.)

    ومما قالوه عن السبع: (إنه لكى يضلل من يقوم بمطاردته ، فإنه يمحو بطرف ذنبه آثاره.)

    ولعل أكثر من تطرق إلى خصائص الحيوانات وطباعها (بارثولوميو) فى كتابه المسمى (خصائص الأشياء)، حيث ذكر فيه خصائص بعض الحيوانات ، وما تقوم به من أفعال ، ومما قاله عن التمساح: (أنه إذا عثر على إنسان على حافة المياه فإنه يقتله ، ثم يبكى عليه ، ثم يأكله!

    وقال عن التنين: (بأنه أعظم الأفاعى ، ويطير فى الجو فيحرك الهواء! وإذا دخل الماء ، فإن البحر يهيج ويطغى .. .. إلى غير ذلك من الأوصاف.)

    بالإضافة إلى ما ذُكِرَ ، فقد علل بعض رجال الكنيسة سبب وجود الحيوانات الضارة نتيجة لأخطاء الإنسان ، حيث ذكر ذلك (بطرس لومبارد) فى كتابه المسمى (الجمل) فقال: (إنما أصبحت الحيوانات مضرة مؤذية ، لتزعج الإنسان وتعاقبه على رذائله! ولتحضه على الفضيلة وتكملها فى نفسه ، لقد خلقت العجماوات غير مؤذية ، فلما أن وقعت المعصية ، انقلبت مضرة أبلغ الضرر!)

    وفى مجال الطب: لقد اختلط الطب عندخم فى أوروبا فى العصور الوسطى بالتعاويذ الدينية والتنجيم ، ولم يعرفوا علم التشريح ، فضلاً عن البساطة والسذاجة فى ممارسة المهنة التى كان يقوم بها الرهبان.

    وعلى الرغم من ذلك فقد أخذت الكنيسة تعارض اشتغال الرهبان والراهبات فى تلك المهنة ، وذلك لكى يتفرغوا للقضايا الروحية!

    وعلاوة على ذلك فقد كانت الكنيسة تقوم بعزل المرضى بصورة وحشية ، فقد كان المريض بداء الجذام يمنح قداسا من قِبَلِ الكنيسة ، كان يذهب بمقتضاه إلى حفرة فى فسحة الكنيسة ، وبقذفه الكاهن بالتراب ثلاث مرات ، ثم يُنفَى إلى بقاع نائية مُخصَّصة لمرضى البرص!

    كما علل أحد أساتذة جامعة (مونبليه) سنة 1348 م أن أسباب انتشار مرض الطاعون ناتج عن نظر المريض! لهذا فقد نصح الطبيب أو الكاهن أن يطلبا من المريض اغماض عينيه أو وضع خرقة عليها قبل أن يَعْمَد إلى معاينته!

    ويحكى لنا الأمير أسامة بن منقذ (1095 - 1188)، ابن أخت حاكم قلعى شيزر نادرة من نوادر علاج الغرب للأمراض فيقول: (ومن عجيب طبهم أن صاحب المنيطرة كتب إلى عمى يطلب منه إنفاد طبيب يداوى مرضى من أصحابه. فأرسل إليه طبيباً نصرانياً يقال له ثابت. فما غاب عشرة أيام حتى عاد فقلنا له: ما أسرع ما داويت المرضى! قال: إنهم أحضروا عندى فارساً قد طلعت فى رجله دمَّلة ، وامرأة قد لحقها نشاف. فعملتُ لُبَيْخَة ففتحت الدملة وصلحت. وحميت المرأة ورطبت مزاجها. فجاءهم طبيب إفرنجى فقال لهم: هذا ما يعرف شيئاً يداويهم ؛ وقالللفارس: أيُّما أحب إليك: تعيش برجل واحدة أم تموت برجلين؟ قال أعيش برجل واحدة. قال احضروا لى فارساً قوياً وفأساً قاطعة ؛ فحضر الفارس والفأس ، وأنا حاضر ، فحطَّ ساقه على قرمة خشب وقال للفارس: اضرب رجله بالفأس ضربة واحدة! اقطعها! فضربه ، وأنا أراه ، ضربة
    واحدة ما انقطعت. ضربه ضربة ثانية فسال مخ الساق ، ومات الرجل من ساعته.

    وأبصر المرأة فقال: هذه امرأة فى رأسها شيطان قد عشقها ، احلقوا شعرها. فحلقوه. وعادت تأكل من مآكلهم الثوم والخردل. فزاد بها النشاف ، فقال: الشيطان قد دخل فى راسها. فأخذ الموسى وشقَّ رأسها صليباً وسلخَ وسطه ، حتى ظهر عظام الرأس ، وحكه بالملح ، فماتت فى وقتها. فقلت لهم: بقى لكم إلىَّ حاجة؟ قالوا: لا. فجئت وقد تعلمت من طبِّهم ما لم أكن أعرفه.)

    ونادرة أخرى حدثت للأمير (ديدو الثانى فون روشيليتز وغويز) الذى كان يشكو قِصَراً فى نفسه ، وسمنة فى بدنه ، وذهب إلى الطبيب ليستشيره إذا كانت السمنة هذه ستزعجه وتتعبه فى الرحلة التى ينوى القيام بها بصحبة الإمبراطور هاينريش السادس إلى (أبولين) الإيطالية. فتناول الطبيب موسى حادة شقَّ بها بطن الأمير الصغير المسكين ببساطة ، فنزع الشحم الزائد منه ، وانتزع روحه معه كذلك.

    وفى أثناء رحلة الأمير أسامة بن منقذ من عكا إلى بحيرة طبرية حكى له السيد فيلهلم فون بورن كما سمعها رفاقه فى السفر هذه الأقصوصة: (كان عندنا فى بلادنا فارس كبير القدر ، فمرض وأشرف على الموت. فجئنا إلى قسٍكبير مو قسوسنا وقلنا: تجىء معنا حتى تبصر الفارس فلان؟ قال: نعم. ومشى معنا ونحن نتحقق أنه إذا حطَّ يده عليه عوفى. فلما رآه ، قال: اعطونى شمعاً! فأحضرنا له قليل من الشمع ، فليَّنه وعمله مثل عُقَد الإصبع. وعمل كل واحدة فى جانب أنفه ، فمات الفارس. فقلنا له: قد مات ، قال: نعم ، كان يتعذَّب ، سددت أنفه حتى يموت ويستريح.)

    هكذا كان العلاج عندهم: أيد توضع ، وشيطان يطرد ، وصلاة تقام .. .. تلك كانت الوسائل المفضَّلة فى المعالجة التى حاول بها أطباء اوروبا ـ عن طريق مسوح الكهنوت والرهبان ـ إنقاذ الإنسانية المريضة ، وتخليصها من براثن الداء والألم.

    عملاً بما نسبوه للسيد المسيح أنه قاله لتلاميذه ، ثم سحبوا الكلام على كل طاقم رجال الكهنوت: (8اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّاناً أَخَذْتُمْ مَجَّاناً أَعْطُوا.) متى 10: 8

    أما فى علم الكيمياء: فقد كانت الكنيسة تقوم بحملة عنيفة على بعض الذين أوتوا نصيباً من العلم فيها ، فهذا (لينيوس) استطاع أن يتوصل إلى معرفة سبب احمرار المياه ، ومما قاله: (إن احمرار المياه راجع إلى تكاثر نوع من الجوينيات فيه).

    ولما علم رجال الكنيسة بأقواله جاهروه العداء ، وأوَّلوا هذه الظاهرة بأنها خارقة من
    الخوارق الربانية ، تحدث عند غضب الله! ونتيجة لحملة العداء التى قامت بها الكنيسة اضطر (لينيوس) إلى التراجع عن رأيه.

    أما فى مجال العلوم الرياضية والفلك ، فقد كانت دراسة الحساب والهندسة والفلك تسير فى غاية البداوة ، واستمرت على هذا الحال حتى أوائل القرن الثانى عشر.

    فمثلاً الحساب كان يتم بطريقة بدائية للغاية ، حيث كان يتم بطريقة رسم خطوط طولية على الألواح ، ثم توضع الأرقام فى الخانات ، وفى هذه الخانات كانوا يضعون قطعاً صغيرة من الحجر أو الزجاج أو المعدن ، وبواسطتها استطاعوا أن يجروا عمليات الجمع والطرح. (كما تقول الدكتورة زيجريد هونكه)

    هذه هى الأفكار والنظريات التى كانت الكنيسة تفرضها على الناس وتحاكم ، وتعاقب ، بل وتعذِّب كل من يخالفها أو يبين زيفها وبطلانها ، وكان ذلك فى كل العلوم التى يقبلها العقل السوى.

    أما علم الفلك فقد حاربوا أفكار (كوبرنيكوس) و (جاليليو) وفرضوا على طلاب العلم بعض الآراء التى تهدف إلى دحض أراء (كوبرنيكوس) وبيان أنها مناقضة للنصوص المقدسة ، ومن ذللك ما قام به الكاهن (هسل) حيث وضع لطلاب العلم مختصراً فى علم الفلك أسماه: (الرجوع إلى الأصل الموسوى فى أصل الكون).

    وقضى هذا التفكير الضيق على كل موهبة ، وعاق كل بحث علمى ، وأجبر كل المفكرين الذين لا تتفق أعمالهم ومعتقدات الكنيسة هذه على إنكار ما قالوه من النظريات العلمية ، وإلا كان مصيرهم الحرق العلنى بالنار ، لكفرهم وخروجهم على المعتقدات الإلهية.

    أما ما فعلته الكنيسة فى كل من خالف جهلها ، وأتى بعلم يبين أخطاء الكتاب المقدس ، ويثبت أنه بهذا ليس من وحى الله ، فقد قامت قيامة الكنيسة ولم تقعد ، وقام رجالها بهجمة وحشية عليهم ، وكفروهم ، واستحلوا دماءهم ، وأنشأوا لهم محاكم التفتيش: فقد حكمت محكمة التفتيش فى مدة لا تزيد على ثمانية عشر عاماً (1481 - 1499) على عشرة آلاف ومائتين وعشرين شخصاً بأن يُحرَقوا وهم أحياء ، فأحرقوهم! وعلى ستة آلاف وثمانمائة وستين بالشنق ، فشنقوا ، وعاى سبعة وتسعين ألفاً وثلاثة وعشرين شخصاً بعقوبات مختلفة ، فنفذت.

    وينقل الدكتور توفيق الطويل قول المؤرخ (لورنتى) الذى أتيح له البحث بمطلق الحرية فى أرشيفات محكمة التفتيش الإسبانية فيقول: (إن المحكمة وحدها قدمت إلى النار أكثر من واحد وثلاثين ألف نفس ، وأصلت أكثر من مائتين وتسعين ألفاً بعقوبات أخرى تلى الإعدام فى صرامتها ، وهذا الرقم لا يشمل الذين أودت بحياتهم فروع هذه المحكمة الإسبانية فى مكسيكو ، وليما بأمريكا الجنوبية ، وقرطاجة ، وجزر الهند الغربية ، وصقلية ، وسردينيا ، وأوران ، ومالطة)

    ومن هؤلاء العلماء:
    جاليليو: الذى عوقب فى سنة 1615 م ووقف أمام محكمة التفتيش فى روما وصدر الحكم بسجنه ، وهنا عُذِّبَ عذاباً شديداً ، مما اضطره إلى التراجع عن آرائه ، وأُقسِرَ أخيراً على أن يُعلِن وهو جاث على ركبتيه أمام البابا (أوربان الثامن) الاعتراف الآتى: (أنا جاليليو ، وفى السبعين من عمرى ، سجين جاث على ركبتى ، وبحضور فخامتك ، وأمامى الكتاب المقدس ، الذى ألمسه الآن بيدى ، أعلن أنى لا أشايع ، بل ألعن وأحتقر خطأ القول وهرطقة الاعتقاد بأن الأرض تدور!)

    وكوبرنيكوس: الذى نفد من قبضة زبانية الكنيسة بموته ، إلا أنها صادرت كتبه وأحرقتها ، وحرم على أتباع الكنيسة الاطلاع عليها.

    وبافون: الذى ظهر فى القرن الخامس عشر واشتغل بالتاريخ الطبيعى ، وتحت التعذيب تراجع واعتذر علناً ونشر اعتذاره على الناس وتبرأ من كتبه وأفكاره قائلاً: (أعلن إقلاعى عن كل ما جاء فى كتابى خاصاً بتكوين الأرض ، وجملة عن كل ما جاء به مخالفاً لقصة موسى.)

    ونيوتن: الذى تبنى نظرية الجاذبية الأرضية ، فقد عوقب من قبل الكنيسة لأن هذا القول معناه ـ من وجهة نظر الكنيسة ـ انتزاع قوة التأثير من الله وتحولها إلى قوة مادية.

    وجيور دانو برونو: قامت الكنيسة بإحراقه حياً ، ثم ذرت بقاياه الترابية مع الريح!

    وتراجع الكثير من العلماء عن البحث أو تأييد أبحاث غيرهم خوفاً على حياتهم أمثال:
    آبيان: الذى كان معلما فى علم الفلك ، وكان يُدرِّس فى جامعة (أنجلوستاد) ، فلم يستطع تأييد آراء كوبرنيكوس.

    وكذلك رينولد الذى لم يستطع تأييد آراء كوبرنيكوس ، بل كان يدافع عن آراء الكنيسة الفاسدة ويلقنها للطلبة.

    وكذلك كان ريتيكوس الذى كان استاذاً فى (ويتنبرج) فقد آثر الصمت تجاه بعض الحقائق العلمية خشية الإصطدام مع الكنيسة.

    وكذلك كان ديكارت الذى تبنى المنهج التجريبى من أجل الوصول للمعرفة.

    ولا يمكنك أن تقول إن هؤلاء قوم ضلوا فأضلوا! إنهم استندوا للكتاب المقدس فى كل
    أفعالهم ، فى رفضهم العلوم الفلكية ، والجغرافية ، والطبيعية ، وفى كل الإتجاهات العلمية ، الأمر الذى يؤكد اليوم بعد اعتراف العلم بهذه النظريات أن هذا الكلام الذى استندوا إليه فى الكتاب المقدس ليس من وحى الله.

    بل ارتكنوا إلى جرائمهم الوحشية إلى نصوص الكتاب المقدس:
    (6«وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا 8فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ 9بَل قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً. 10تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ.) تثنية 13: 6-10

    (6إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقُ. 7إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. 8بِهَذَا
    يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي.) يوحنا 15: 6-8

    ونحن هنا لا نعارض قتل المرتد ، فهى عقوبة المرتد فى الإسلام أيضاً ، ولكننى أعارض أن يكون الله قد أمر بتعذيب النفس غير المؤمنة لأن هذا يتعارض مع رحمة الله الأبدية: (5أَمَّا أَنَا فَعَلَى رَحْمَتِكَ تَوَكَّلْتُ.) مزامير 13: 5

    (1اِرْحَمْنِي يَا اللهُ ارْحَمْنِي لأَنَّهُ بِكَ احْتَمَتْ نَفْسِي وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي إِلَى أَنْ تَعْبُرَ الْمَصَائِبُ. 2أَصْرُخُ إِلَى اللهِ الْعَلِيِّ إِلَى اللهِ الْمُحَامِي عَنِّي.3يُرْسِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَيُخَلِّصُنِي)مزامير57: 1-3

    (1اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. 2اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي. 3لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِماً.) مزامير 51: 1-3

    (9أَحْمَدُكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ يَا رَبُّ. أُرَنِّمُ لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ. 10لأَنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَإِلَى الْغَمَامِ حَقُّكَ.) مزامير 57: 9-10

    فما وصلت إليه الكنيسة وكهنتها فى المجال الدينى ، لم يكن عاملاً منقذاً للحضارة ، بل كان عائقاً لها. لقد كانت أمامهم الفرصة ، تماماً كالعرب ، بل إن فرصتهم كانت أكبر فى أن يأخذوا التراث العظيم ، ويتطوروا به ويرتقوا.

    وظل الفكر الإغريقى بالنسبة لهم غريباً على الدوام. فحوالى عام 300 م علل أسقف قيصرية أويزيبيوس ذلك المسلك لعلماء الطبيعة من الأسكندرية ، قائلاً: (إن موقفنا هذا ليس جهلاً بالأشياء التى تعطونها أنتم كل هذه القيمة ، وإنما لاحتقارنا لهذه الأعمال التى لا فائدة منها. لهذا فإننا نشغل أنفسنا بالتفكير فيما هو أجدى وأنفع).

    وظل هذا التفكير العقيم سائداً لا يتغير ، فيتحدث بمثل هذا فى القرن الثالث عشر القديس توما الأكوينى فيقول: (إن المعرفة القليلة لأمور سامية أجل قدراً من معرفة كبيرة موضوعها أمور حقيرة).

    ولقد بدت للسادة المهيمنين على الأمور ضرورة تحريم الكتب التى تهتم بالأمور الحقيرة الدنيوية على المتعلمين ورجال الدين. ففى عام 1206 م نبه مجمع رؤساء الكنائس المنعقد فى باريس رجال الدين بشدة إلى عدم قراءة كتب العلوم الطبيعية ، واعتبر ذلك خطيئة لا تُغتَفَر.

    كل هذا على الرغم من أن المرأة كانت تسأل عيسى عليه السلام ، وكانت تحضر معه الإحتفالات ، وكانت معه قبل العشاء الأخير ، إلا أنك ترى بولس فى رسائله قد أنزلها منزلة حقيرة ، فمن ناحية العلم ليس لها أن تسأل داخل الكنيسة ، حتى لو لم يحضر
    زوجها ، وحتى لو لم تفهم ، وحتى لو لم يوضح ويفصح المتكلم.

    ولو أردنا دليلاً آخر على مدى الهوة العميقة التى كانت تفصل الشرق عن الغرب ، لكفانا أن نسبة 95% على الأقل من سكان الغرب فى القرون من التاسع إلى الثانى عشر ، كانوا لا يستطيعون القراءة والكتابة.

    بينما كان شارل الأكبر يجهد نفسه فى شيخوخته لتعلم القراءة والكتابة ، وبينما أمراء الغرب يعترفون بعجزهم عن الكتابة والقراءة ، وفى الأديرة يندر بين الكهنة من يستطيع مسك القلم ، لدرجة أنه عام 1291م لم يكن فى دير جالينوس من الكهنة والرهبان من يستطيع حل الخط.

    بينما كان هذا كله يحدث فى الغرب ، كان آلاف مؤلفة من المدارس فى القرى والمدن تستقبل ملايين البنين والبنات ، وكان الدافع إلى كل هذا هو رغبتهم الصادقة فى أن يكونوا مسلمين حقاً ، كما يجب أن يكون المسلم ، ولم يجبرهم أحد على ذلك ، بل اندفعوا إليه عن رغبة وإيمان ، لأن من واجب كل مسلم أن يقرأ القرآن، ويتدبر آياته، ويعمل بها ، فعليه الوقوف على أسباب غضب الله على الأمم السابقة وتجنبه، وعليه البحث عن العلم أينما كان ، والإستفادة منه.

    ولم يجد الناس للكتاب المقدس سبيلا ، إذا استثنينا الكهنة ورجال الدين ، فهم وحدهم يستطيعون قراءته وفهم لغته. ومنذ عام 800 م لم يعد الشعب يفهم المواعظ الملقاة باللاتينية، حتى إن مجلس رؤساء الكنائس المنعقد فى مدينة تور أوصى بوعظ الناس باللغة التى يتكلمون بها. ولم تكن هناك حاجة تدعو الشعب فى تلك العصور إلى تعلم اللاتينية ، بل لم تكن هناك أية رغبة فى تعليم الشعب أو تثقيفه.

    ولم تكن المساجد لتدريس علوم القرآن فقط ، بل كان التلاميذ يتعلمون فيها إضافة إلى القرآن قواعد اللغة والديانة والخطابة والأدب والتاريخ والجغرافيا والمنطق والفلك والرياضة. وبذلك لم تكن المساجد مجرد أماكن تؤدى فيها الصلوات فحسب ، بل أصبحت منبراً للعلوم والمعارف ، يتساوى فى ذلك الولد مثل البنت.

    الإصحاح الخامس والثلاثين

    الكتاب يمنع المرأة من التعلم وفهم الدين:
    ليس للمرأة أن تناقش داخل الكنيسة لتفهم، فهو يفترض أن الرجل هو صاحب العقل، ولا يفهم إلا هو ، لذلك من لا تفهم عليها بسؤال زوجها فى البيت! وإذا لم يذهب زوجها إلى الكنيسة ليفهم ويتعلم ، فقد ضُرِبَ عليها الجهل! (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35

    (9وَكَذَلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لَآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ، 10بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ. 11لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. 12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 9-14

    «« توقيع abubakr_3 »»

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    11:14 PM
    المشاركات
    374

    افتراضي

    الإصحاح السادس والثلاثين

    فى الكتاب المقدس: الزواج وإنجاب الأولاد عقوبة للمرأة:
    (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16

    ومن هنا فهم أهل الكتاب أن الزواج هو عقوبة للمرأة ، الأمر الذى دفع بولس أن يُشجِّع على عدم الزواج: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40

    لذلك قال (لوثر الذى جعل النساء منبوذات قسراً فى وحشية، ومنفيات من عالم الرجال، والذى يرى فى الزواج عقاباً للمرأة: (إن هذا العقاب ينبع أيضاً من الخطيئة الأصلية ، وتتحمله المرأة مُكرَهة تماماً ، كما تتحمل الآلام والمتاعب التى وضعت على جسدها. إن السلطة تبقى قى يد الرجل ، وتُجبَر المرأة على طاعته حسب وصية الله. فالرجل هو الذى يحكم البيت والدولة ، ويشن الحرب ، ويدافع عن ممتلكاته ، ويفلح الأرض ، ويبنى ، ويزرع .. الخ. أما المرأة فعلى العكس من ذلك ، فهى مثل مسمار دق فى الحائط . .. .. يجب أن تبقى المرأة فى المنزل .. ، ترعى الحاجات المنزلية ، مثل انسان حُرِمَ القدرة على ادارة تلك الشئون ، التى تختص بالدولة .. .. بهذه الطريقة تعاقب حواء)

    لم يتغير شىء! قد يكون لوثر تصارع عقائدياً مع روما، ولكننا رأينا ، من وقت لآخر، كيف أن الكراهية المسيحية للمرأة لم تتأثر بالاختلاف الفكرى العقائدى. فلا تزال المرأة هى حواء..

    إن الصورة غير العادية للمرأة ، كمسمار يدق فى حائط ، تكشف عن حقيقة مكانتها: فهى بائسة لا عون لها ، تُساق ، ويُدقُّ على رأسها .. لا يسعى وراءها من أجل إقامة مودة زوجية فيها دفء وراحة عائلية ، فلا توجد أى حرارة متبادلة .. ولهذا خلا بدء تاريخ الزواج المسيحى من المحبة ، والمساواة ، وعيش الرجال والنساء معاً فى وئام)
    (تعدد نساء الأنبياء ص 237-238)

    الإصحاح السابع والثلاثين

    الكتاب يأمر بتشويه المرأة المتبرجة:
    (13احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللهِ وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟) كورنثوس الأولى 11: 13

    (5وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ.) كورنثوس الأولى 11: 5-6

    الإصحاح الثامن والثلاثين

    الكتاب المقدس يَدَع المرأة تعيش تتحرق شوقا لرجل تتزوجه فى الحلال!
    (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا.)كورنثوس الأولى 7: 1-2

    (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40

    الإصحاح التاسع والثلاثين

    نسى الرب أن يعطى أوامره عن العذارى فأكمل بولس ما نساه الرب:
    (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 25-28

    الإصحاح الأربعين

    الكتاب يأمر الرجال بإخصاء أنفسهم :
    (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلال ، إذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟ أليس هذا الأمر فيه مهانة للمرأة؟ أليس هذا من شأنه انتشار السحاق (الشذوذ الجنسى بين النساء)؟

    وكيف سيُنَفَّذ أمر الرب بشأن الزواج والإنجاب إن خصى الرجال أنفسهم؟ وكيف سيستمر البشر فى عبادة الله؟ وكيف كان سنزل ليُصلَب ليفدى البشر إن نزل ولم يجد بشراً؟

    الإصحاح الواحد والأربعين

    الكتاب المقدس يقضى على إنسانية المطلقة :
    (ومن يتزوج مطلَّقة فإنه يزنى) متى 5: 32
    فأين إنسانية المطلقة؟ أين حقها الطبيعى فى الحياة؟ لماذا تعيش منبوذة جائعة متشوقة للزواج ولا تستطيعه؟
    الإصحاح الثانى والأربعين

    الحرق خاص بالسيدات فقط:
    (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9

    الإصحاح الثالث والأربعين

    قطع اليد خاص بالسيدات فقط:
    (11«إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.) تثنية 25: 11-12

    الإصحاح الرابع والأربعين

    الإسلام يُحرِّم قتل النساء فى الحروب:
    حرَّمَ الإسلام قتل النساء أو الأطفال أو الشيوخ وكل من لم يمسك سلاحاً ، ويعتدى على المسلمين. فكان الرسول العظيم محمد  يوصى الجيش قبل أن يتحرك بقوله: “انطلقوا باسم الله .. وعلى بركة رسوله .. لا تقتلوا شيخاً فانياً ، ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة ، وألا تغلوا ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين، .. إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ..”

    وعندما هُزِمَ المسلمون فى غزوة أحد خرج الرسول  من المعركة جريحاً ، وقد كسرت رباعيته ، وشج وجهه ، ودخلت حلقتان من حلقات المغفر فى وجنتيه ، فقال له بعض من أصحابه: لو دعوت عليهم يا رسول الله ، فقال لهم: “إنى لم أُبعَث لعاناً ، ولكنى بعثت داعية ورحمة .. اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون”

    وفى نفس هذه المعركة قتل عم الرسول  أسد الله حمزة بيد رجل يُدعى وحشى ، بتحريض من هند زوج أبى سفيان ، ولما خرَّ أسد الله حمزة أخذت هند تفتش عن قلب حمزة حتى احتزته ، ثم مضغته مبالغة فى التشفى والانتقام ..

    ولما أسلمت هند وأسلم وحشى لم يزد الرسول على أنه استغفر لهند ، وقبِلَ إسلام وحشى وقال له: إن استطعت أن تعيش بعيداً عنا فافعل. هذا كل ما كان من معلم الإنسانية الخير مع قاتل عمه ومع ماضغة قلبه!!!

    ورأى فى أحد حروبه امرأة من الأعداء مقتولة ، فغضب وأنكر وقال: ألم أنهكم عن قتل النساء؟ ما كانت هذه لتُقتل.

    ولما فتح مكة ودخلها الرسول ظافراً على رأس عشرة آلاف من أبطاله وجنوده، واستسلمت قريش ، ووقفت تحت قدميه أمام الكعبة ، تنتظر حكم الرسول عليها بعد أن قاومته 21 سنة … ما زاد صلى الله عليه وسلم على أن قال: يا معشر قريش. ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال اليوم أقول لكم ما قال أخى يوسف من قبل: لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. اذهبوا فأنتم الطلقاء. فعفا عن رجالها ونسائها من كبار السن وصغاره.

    الإصحاح الخامس والأربعين

    دية المرأة التى قتلت خطأً فى الإسلام !!
    رأينا أن من حق الرجل فى التوراة أن يبيع ابنته ، (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7

    ورأينا أن القانون الإنجليزى حتى عام 1805 م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته

    وكانت المرأة فى قانون حامورابى تُحسَب فى عِداد الماشية المملوكة ، ومن قتل بنتاً لرجل كان عليه أن يُسلِم ابنته ليقتلها أو يمتلكها أو يبيعها إن شاء.

    وفى الصينى للرجل الحق فى أن يبيع زوجته كالجارية، وإذا ترملت المرأة الصينية أصبح لأهل الزوج الحق فيها إرث ، وللصينى الحق فى أن يدفن زوجته حية.

    أما الإسلام فقد عدها ضمن البشر ، الذين ساوى بينهم الله فى الخلق ، وخلقه من نفس واحد ، فإذا كان القتل عمداً ، فقد وجب القصاص ، سواء كان المقتول رجل أو امرأة ، وسواء كان القاتل رجل أو امرأة. وبذلك فقد ساوى الله بين الرجال والنساء ، فأخذ نفس بنفس ، وكذلك إذا أضرَّ أى إنسان إنساناً آخر ، بغض النظر عن جنس أى منهما، فيجب القصاص بالمثل: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) المائدة 45

    وهذا ما أقرته التوراة من قبل: (17وَإِذَا أَمَاتَ أَحَدٌ إِنْسَاناً فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. 18وَمَنْ أَمَاتَ بَهِيمَةً يُعَوِّضُ عَنْهَا نَفْساً بِنَفْسٍ. 19وَإِذَا أَحْدَثَ إِنْسَانٌ فِي قَرِيبِهِ عَيْباً فَكَمَا فَعَلَ كَذَلِكَ يُفْعَلُ بِهِ. 20كَسْرٌ بِكَسْرٍ وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. كَمَا أَحْدَثَ عَيْباً فِي الْإِنْسَانِ كَذَلِكَ يُحْدَثُ فِيهِ. 21مَنْ قَتَلَ بَهِيمَةً يُعَوِّضُ عَنْهَا وَمَنْ قَتَلَ إِنْسَاناً يُقْتَلْ. 22حُكْمٌ وَاحِدٌ يَكُونُ لَكُمْ. الْغَرِيبُ يَكُونُ كَالْوَطَنِيِّ. إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ».) لاويين 24: 17-22

    أما القتل الخطأ فليس فيه إلا التعويض المالى. وفى كل قوانين الدنيا قد يَحكَم القاضى فى دولة أوربية بسبب تأخر القطار عن موعده المُعلَن لشخص بأضعاف مُضاعفة من التعويض الذى يأخذه آخر. سواء أكان الإثنان من الرجال أو أحدهما أو كلاهما من النساء. فالأمر يرجع لما فقده الشخص بتأخر القطار.

    فالتعويض يجب إذن أن يُراعَى فيه مقدار الخسارة الواقعة على المتضرِّر. وخسارة الأسرة بفقدان الرجل أكبر من خسارتها بفقدان المرأة. فقد فقدت زوجة القتيل خطأ وكذلك أولاده معيلهم الأول الذى يقوم بالإنفاق عليهم والسعى فى سبيل إعاشتهم.

    أما الأولد الذين قتلت أمهم خطأ ، والزوج الذى قتلت زوجته خطأ ، فهم لم يفقدوا إلا ناحية معنوية لا يمكن أن يكون المال تعويضاً عنها.

    فالدية ليست تقديراً لقيمة الإنسانية فى القتيل ، وإنما هى تقدير لقيمة الخسارة المادية التى لحقت أسرته بفقده ، وهذا هو الأساس القويم الذى لا يمارى فيه أحد.

    فإذا كانت التوراة تعتبر الرجل سيد المرأة وهى أمته (عبدته) ، فهل يتساوى قيمة الإثنان عندهم؟ (8إِنْ قَبُحَتْ فِي عَيْنَيْ سَيِّدِهَا الَّذِي خَطَبَهَا لِنَفْسِهِ يَدَعُهَا تُفَكُّ. وَلَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يَبِيعَهَا لِقَوْمٍ أَجَانِبَ لِغَدْرِهِ بِهَا.) خروج21: 8

    الإصحاح السادس والأربعين

    المرأة ليست مجد الله !!
    (الرَّجُلَ عَلَيْهِ أَلاَّ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ، بِاعْتِبَارِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8 فَإِنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُؤْخَذْ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ أُخِذَتْ مِنَ الرَّجُلِ؛ 9وَالرَّجُلُ لَمْ يُوجَدْ لأَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ وُجِدَتْ لأَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7

    حتى عفاف المرأة وتحشمها فهو عقوبة من الرب لأنها ليست صورة الله ومجده كالرجل!

    ونفس الفكرة تكررت فى سفر التكوين ، وفيها نسب الأولاد لله ، أما البنات فنسبهم للناس: (1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.) تكوين 6: 1-2

    الإصحاح السابع والأربعين

    مراعاة شعور المرأة التى مات عنها زوجها فى الإسلام:
    ما أعظم هذا الحرص على شعور المرأة ، بعد أن كانت تبُاع وتُشتَرى ، بعد أن كانت لُعبة يستمتعون بها ، وهى يُسكب عليها الزيت المغلى ، وتُعذَّب! ما أعظم ما أهدى الإسلام للمرأة: لقد أهداها إنسانيتها! لقد أشعرها بآدميتها!

    فمن الحضارات من كان يحرقها حية بجوار جثة زوجها ، ومنها من كان يجعلها من قطع أثاث أو عدد مواشى المتوفى ليرثها ابنها ، ومنها من كانت تتبع شعائر المجتمع الجاهل الذى تعيش فيه ، فخفف عنها الإسلام كل هذا وجعل عدتها أربعة أشهر وعشرة أيام ـ ما لم تكن حاملاً فعدتها عدة الحامل ـ وفيها تستبرىء رحمها ، ولا تجرح أهل الزوج فى عواطفهم بزواج فورى.
    (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) البقرة 234

    وفى أثناء هذه العدة تلبس محتشمة ولا تتزين للخطَّاب ، وبعد هذه العدة فلا سبيل لأحد عليها ، سواء من أهلها أو من أهله فى حدود المعروف من شريعة الله وسُنَّة رسوله. فلها أن تأخذ زينتها المباحة للمسلمات ، ولها أن تتلقى خِطبةَ الخُطَّاب ، ولها أن تُزَوِّج نفسها ممن ترضى ، لا تقف فى سبيلها عادة بالية ، ولا كبرياء زائفة وليس عليها رقيب إلا الله.

    هذا شأن المرأة .. ثم يلتفت السياق إلى الرجال الراغبين فيها فى فترة العدة ، فيوجههم توجيهاً قائماً على أدب النفس ، وأدب الإجتماع ، ورعاية المشاعر والعواطف ، مع رعاية الحاجات والمصالح:
    (وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا) البقرة 235

    فإن المرأة فى عدتها ما تزال مُعَلَّقة بذكرى لم تَمُت ، وبمشاعر أسرة الميت ، ومرتبطة كذلك بما قد يكون فى رحمها من حمل لم يتبيَّن ، أو حمل تبيَّنَ والعِدَّة مُعلَّقة بوضعه .. وكل هذه الاعتبارات تمنع الحديث عن حياة زوجية جديدة ، لأن هذا الحديث لم يَحِن موعده ، ولأنه يحرج مشاعر ، ويخدش ذكريات.

    ومع رعاية هذه الاعتبارات فقد أُبيحَ التعريض ـ لا التصريح ـ بخطبة النساء ، أُبيحت الإشارة البعيدة التى تلمح منها المرأة أن هذا الرجل يريدها زوجة بعد انقضاء عدتها.

    وقد أباح الله الرغبة المكنونة التى لا تُذكر لا تلميحاً ولا تصريحاً لأن الله علم أنها تتعلق بميل فطرى ، حلال فى أصله ، مُباح فى ذاته ، والملابسات وحدها هى التى تدعو إلى تأجيل اتخاذ الخُطوة العملية فيه ، والإسلام يعمل على عدم تحطيم المشاعر الإنسانية ولا الميول الفطرية، ولا يكبت النوازع البشرية، إنما يُهذُّبها ويضبطها، ومن ثَمَّ ينهى فقط عما يخالف نظافة الشعور، وطهارة الضمي.

    (وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا) فلا جُناحَ عليكم فى أن تُعَرِّضوا بالخطبة ، أو أن تكنوا فى أنفسكم الرغبة فى ذلك ، ولكن المحظور هو المواعدة سِرَّاً على الزواج قبل انقضاء العِدَّة ، ففى هذا مُجانبة لأدب النفس ، ومخالسة لذكرى الزوج ، وقلة استحياء من الله الذى جعل العدة فاصلاً بين عهدين من الحياة.

    (إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا) لا نكر فيه ولا فحش ، ولا مخالفة لحدود الله التى بينها فى هذا الموقف الدقيق.

    (وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) ونلاحظ أنه لم يقل: ولا تعقدوا النكاح، إنما قال (وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ) زيادة فى التحرج ، فالعزيمة التى تنشىء العقدة النكاح هى المنهى عنها.

    الإصحاح الثامن والأربعين

    الإسلام والعزوبة:
    من أعظم فضائل الإسلام على الرجل والمرأة ، بل على الدولة الإسلامية والمجتمع الإنسانى كله ، أنه حرَّمَ الرهبانية ، التى جعلتها المسيحية أساس الحياة عندها ، وجعلت الزواج فيها جائزاً. وهو بذلك أنصف الرجل والمرأة وحقق الفطرة الإنسانية. وهو بذلك لجدير بكونه دين الواقعية ودين الفطرة.

    ولم يسمح الله لبشر أن يغير هذه الفطرة ، فلم يكتب الرهبانية على النصارى أو غيرهم، بل المتتبع لتاريخ نشأتها ، سيعلم أنها نشأت بسبب الإضطهاد الذى لاقوه بسبب دينهم: (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ) الحديد 27

    فقد كان التلاميذ متزوجون ، ولم يتزوج منهم إلا الربى أول فاتح رحم (أى المنذور لله لتدريس التوراة) من نسل هارون من سبط لاوى ، مثل نبيَّا الله يوحنا المعمدان وعيسى عليهما السلام.

    والآيات التى تحث على الزواج كثيرة ، منها:
    (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ  نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) البقرة 221-224

    (وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) البقرة 235

    (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً  حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّ تِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا  وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا  وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النساء 22-25

    (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) المائدة 5

    (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ  إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ) المؤمنون 5-6

    (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ .. .. ) النور 32-33

    (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21

    وكان الزواج سُنَّة من سُنن الأنبياء: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) الرعد 38

    وكذلك دافع الرسول  عن حقوق المرأة فى الزواج ، والإستمتاع بزوجها ، وحرَّمَ على الرجال الرهبنة والتبتل:
    وقال : (الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة).

    فقال : (من كان موسراً لأن يتزوج ، ثم لم يتزوج فليس منى)

    وقال : (ليس فى الإسلام اعتزال النساء والتزام الصوامع)

    وقال : (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء).

    وقال  لعكاف بن وداعة: (يا عكاف ألك امرأة؟ قال: لا. فقال له النبى  فأنت إذن من إخوان الشياطين، إن كنت من رهبان النصارى فألحق بهم، وإن كنت منا فمن سنتنا النكاح).

    وقال : (من تزوج فقد حفظَ نصف دينه ، فليتق الله فى النصف الآخر).

    وقال  لعبد الله بن عمرو بن العاص لما علم أنه انصرف إلى العبادة انصرافاً كلياً: (إن لبدنك عليك حقاً ، وإن لزوجك عليك حقاً).

    وقال : (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد فى سبيل الله ، والمُكاتَب الذى يريد الأداء ، والناكح الذى يريد العفاف).

    وقال : (ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة).

    وقال : (أربع من السعادة: المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنىء).

    وقال : (قلب شاكر ، ولسان ذاكر ، وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك ، خير لك ما اكتنز الناس)

    وكان الصحابة يسعون فى التعجيل بتزويج أراملهم ، فبعد أن تأيَّمَت حفصة بنت عمر بن الخطاب ، عرض تزويج ابنته على عثمان بن عفان فرفض ، فعرضها على أبى بكر ، فسكت ولم يتلق منه إجابة ، ثم خطبها الرسول  .

    الإصحاح التاسع والأربعين

    العزوبة والتوراة:
    فى الوقت الذى جاء فيه عيسى عليه السلام مؤيداً لكتاب موسى وكتب الأنبياء ، عاملاً بالتوراة ، ومعلماً ومدرساً لها فى معبد اليهود ، ولكهنتهم وعلمائهم ، آمراً لهم بالوقوف على أحكامها ، وتطبيقها: الأمر الذى أثبتناه فى الإصحاح الثالث عشر. فقال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19

    وكان يُعلِّم جميع الشعب اليهودى الشريعة والناموس داخل معبدهم:
    (2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ.) يوحنا 8: 2 ولم يجدوا ما يتهمونه به ، إذاً فقد كان حافظاً للناموس متبعاً له.

    وكذلك التزمت أمه مريم البتول بالناموس:
    (22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ 23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ. 24وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.) لوقا 2: 22-24

    وقال يعقوب رئيس التلاميذ من بعده:
    (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11

    يقول دشنر ص 52: (لم يسب اليهود الزواج ، ولم يتمردوا عليه ، ولم يكن عندهم مبدأ العزوبة ، فقد كان يجب على اللاويين والكهنة أن يتزوجوا من عذراوات مُبجلات من بنى إسرائيل ، وكانت العزوبة عندهم من التعاسة ، وهى أحد مظاهر غضب الرب عليهم وعقوباته لهم، لذلك لم يحتوى كتاب العهد القديم العبرى بالمرة على كلمة أعزب، لأنها كانت كلمة غريبة على مسامعهم ، بل أكثر من ذلك أن اليهود قد اعتادوا بعد السبى أن يزوجوا أولادهم وبناتهم فى سن مبكرة ، فكانت البنت تتزوج وهى فى الثالثة عشر ، والابن وهو فى الثامنة عشر. ثم أجبر التلمود فيما بعد اليهود على الزواج ، وهو نفس الوضع الذى نجده فى القرآن الذى يُقدِّس الزواج ، وكان الربى يختلف عن رجال الدنيا: فقد كان عليه أن يُجامِع زوجته يومياً ، حتى يصفو ذهنه لدراساته.)

    الإصحاح الخمسين

    مارتن لوثر يقضى على الرهبنة ويبيح تعدد الزوجات:
    لقد اجتاحت رذيلة الشذوذ الجنسى الكنيسة فى العصور الوسطى ، وكان يُتغاضى عنها دون أدنى مبالاة ، الذى حرَّكَ بولس إلى أن يؤكد على سماح بولس بالزواج كعلاج ، فقد كان يقول إن نبضة الجنس قوية لدرجة أنه لا يقدر على العفة إلا القليل. .. وهذا يتطلب التحرر من تسلط الجنس ، ولا يقدر على ذلك إلا الذين منحوا القوة.

    من أجل ذلك قد يكون الرجل المتزوج أكثر عفة من الراهب، كما أن فرض التَّبَتُّل على الذين لم يُمنَحوا نعمة العفة ، إنما هو بمثابة الحكم عليهم بجهنم ، أو بتذوق عذاب المطهر.

    فلا يحق للبابا [والكلام مازال للوثر] بعد اليوم أن يمنع ذكراً أو أنثى من التزاوج ، إلا إذا كان يحق له منع الطعام والشراب. بل إن الزواج بامرأتين قد يُسمَح به أيضاً ، كعلاج لاقتراف الإثم ، أى كبديل عن الاتصال الجنسى غير المشروع)
    R. Bainton: Sex, Love and Marriage, pp. 83-85
    (نقلاً عن تعدد نساء الأنبياء ص 158)

    وكيف يمنعهم من التزاوج وقد كانت أم الإله متزوجة على قول الكتاب المقدس من يوسف بن يعقوب (متى 1: 15) ومن يوسف بن هالى (لوقا 3: 23) كما أنها حبلت من الروح القدس (متى 1: 18) الذى هو ابنها نفسه؟

    وكيف يمنعوا شعب الكنيسة من الزواج وتعدد الزوجات وقد كان أنبياؤهم متزوجون ولهم نساء عديدات ، حتى إن سليمان كان له 1000 (ألف) امرأة كما يحكى لنا سفر ملوك الأول 11: 3؟ فهل كانوا سيصبحون بذلك أشرف وأنقى من أنبياء الله؟

    الإصحاح الواحد والخمسين

    الإسلام والزنا:
    ادعى نفر من أهل الجهل أن القرآن يدعوا للزنى ، واستشهدوا على ذلك بقول الله تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ) هود 78

    وهذا الإتهام ينطوى على جهل كبير ، وعمى شديد عما قالته الآية: فكيف يدعوهم إلى الزنى ببناته ، وهو يقول لهم (هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) ويقول لهم (فَاتَّقُواْ اللّهَ). فهل الله الذى نهى عن الزنى ـ وجعل عقوبته للمحصن (المتزوج) الموت رجماً ، وعقوبته لغير المحصن الجلد مئة جلدة أمام طائفة من المؤمنين والتغريب سنة عن مكان الجريمة ـ هو الذى يدعوا إليه؟

    وكيف فهمتم ما لم يفهمه علماء اللغة العربية وقت نزول القرآن؟ هل كانت لتفوتهم هذه الآية ، لو كانت تدعوا للزنى كما فهمتم؟

    اقرأوا قول تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) الإسراء 32

    وقوله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) النور 2

    وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الممتحنة 12

    وقوله تعالى: ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ .. .. .. وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) الفرقان 68

    بل نهى الله ورسوله عن تتبع عورات النساء، وأوصا بغض البصر، الذى ويفتح باب الشهوات على مصراعيه: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ  وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور 30-31

    فعجباً لمن تقبل قصص زنى الأنبياء ، وعلى رأسهم قصة زنا ابنتى نبى الله لوط به ، بعد أن أسكرتاه! فعجباً لمن يقبل هذه الأقاصيص ثم يتهم القرآن بالتشجيع على الزنى! وفى الصفحات القادمة أدلة كافية على تشجيع الزنى وإلباسه مسوح التقوى والنبوة.

    ومنها قصة شمشون ، وهو نبى بدليل أقوال سفر القضاة الآتية:
    (5فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً, وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ, لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ, وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».) قضاة 13: 5

    (25وَابْتَدَأَ رُوحُ الرَّبِّ يُحَرِّكُهُ فِي مَحَلَّةِ دَانٍَ بَيْنَ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ.) قضاة 13: 25

    (6فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ, فَشَقَّهُ كَشَقِّ الْجَدْيِ وَلَيْسَ فِي يَدِهِ شَيْءٌ. وَلَمْ يُخْبِرْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ بِمَا فَعَلَ. 7فَنَزَلَ وَكَلَّمَ الْمَرْأَةَ فَحَسُنَتْ فِي عَيْنَيْ شَمْشُونَ.) قضاة 14: 6

    (19وَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ فَنَزَلَ إِلَى أَشْقَلُونَ وَقَتَلَ مِنْهُمْ ثَلاَثِينَ رَجُلاً, وَأَخَذَ سَلَبَهُمْ وَأَعْطَى الْحُلَلَ لِمُظْهِرِي الُّلغْزِ. وَحَمِيَ غَضَبُهُ وَصَعِدَ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ.) قضاة 14: 19

    وتسير القصة فى الإصحاح السادس عشر أن شمشون زنا بامرأة من أهل غزة ، ثم عشق امرأة أخرى تُدعَى (دليلة): (1ثُمَّ ذَهَبَ شَمْشُونُ إِلَى غَّزَةَ وَرَأَى هُنَاكَ امْرَأَةً زَانِيَةً فَدَخَلَ إِلَيْهَا. .. .. .. 3فَاضْطَجَعَ شَمْشُونُ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ,) قضاة 16: 1-3

    (4وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّهُ أَحَبَّ امْرَأَةً فِي وَادِي سَوْرَقَ اسْمُهَا دَلِيلَةُ. 5فَصَعِدَ إِلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالُوا لَهَا: «تَمَلَّقِيهِ وَانْظُرِي بِمَاذَا قُّوَتُهُ الْعَظِيمَةُ, وَبِمَاذَا نَتَمَكَّنُ مِنْهُ لِنُوثِقَهُ لإِذْلاَلِهِ, فَنُعْطِيَكِ كُلُّ وَاحِدٍ أَلْفاً وَمِئَةَ شَاقِلِ فِضَّةٍ».) قضاة 16: 4-5

    وسأترك باقى قصص زنا الأنبياء فى مكانه. أما قصة زنا لوط بابنتيه فتجدهما فى تكوين 19: 30-38

    الإصحاح الثانى والخمسين

    الرب يُحرِّم الزنى وما يؤدى إليه:
    (27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.) متى 5: 27-30

    الإصحاح الثالث والخمسين

    الرب أمر نبيه هوشع بالزنى:
    الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة فاسقة متزوجة محبوبة لزوجها (1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ».) هوشع3: 1)

    الإصحاح الرابع والخمسين

    الرب يعاقبهم فيوقعهم في الزّنى!
    (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».) صموئيل الثانى 12: 11-12!!!

    (17لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ[لأمصيا]: امْرَأَتُكَ تَزْنِي فِي الْمَدِينَةِ وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ وَأَرْضُكَ تُقْسَمُ بِـالْحَبْلِ وَأَنْتَ تَمُوتُ فِي أَرْضٍ نَجِسَةٍ وَإِسْرَائِيلُ يُسْبَى سَبْياً عَنْ أَرْضِهِ».) عاموس 7: 17

    (10لِذَلِكَ أُعْطِي نِسَاءَهُمْ لِآخَرِينَ وَحُقُولَهُمْ لِمَالِكِينَ لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) إرميا 8: 10

    (؟ 22وَإِنْ قُلْتِ فِي قَلْبِكِ: لِمَاذَا أَصَابَتْنِي هَذِهِ؟ - لأَجْلِ عَظَمَةِ إِثْمِكِ هُتِكَ ذَيْلاَكِ وَانْكَشَفَ عُنْفاً عَقِبَاكِ. .. 26فَأَنَا أَيْضاً أَرْفَعُ ذَيْلَيْكِ عَلَى وَجْهِكِ فَيُرَى خِزْيُكِ. 27فِسْقُكِ وَصَهِيلُكِ وَرَذَالَةُ زِنَاكِ عَلَى الآكَامِ فِي الْحَقْلِ.) إرميا 13: 22-26

    (16وَقَالَ الرَّبُّ:«مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ 17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) إشعياء3: 16-17 ، أنظر إلى التصوير الذى يهدد فيه الرب أرشليم.

    نبى الله حزقيال يأمره الرب أن يمشى حافياً عارياً: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً.) حزقيال 20: 2

    فأين الحفاظ على حياء النساء؟ وأين حياء الرجال؟ بل أين حياء الأنبياء؟ بل أين أدب الرب وتعاليمه السامية؟ أليست هذه دعوة للفجور وانتشار الزنى؟ ألم يرتكن روَّاد شواطىء العراة إلى مثل هذه النصوص؟ (سبحانك ربى وتعاليت عن ذلك علواً كبيراً)

    (4مِنْ أَجْلِ زِنَى الزَّانِيَةِ الْحَسَنَةِ الْجَمَالِ صَاحِبَةِ السِّحْرِ الْبَائِعَةِ أُمَماً بِزِنَاهَا وَقَبَائِلَ بِسِحْرِهَا. 5«هَئَنَذَا عَلَيْكِ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ فَأَكْشِفُ أَذْيَالَكِ إِلَى فَوْقِ وَجْهِكِ وَأُرِي الأُمَمَ عَوْرَتَكِ وَالْمَمَالِكَ خِزْيَكِ.) ناحوم 3: 4-5 ، أنظر إلى التصوير الذى يهدد فيه الرب مدينة نينوى.

    خاطب الرّبّ بني إسرائيل مهدّدًا إيّاهم إن لم يسمعوا لصوت الرّب: (30تَخْطُبُ امْرَأَةً وَرَجُلٌ آخَرُ يَضْطَجِعُ مَعَهَا.) تثنية 28: 30 (هذا تهديد لأيضاً لبنى إسرائيل إن لم يطيعوا الله فستكون مدينتهم وممتلكاتهم نهب لغيرهم.

    (1«قُولُوا لإِخْوَتِكُمْ «عَمِّي» وَلأَخَوَاتِكُمْ «رُحَامَةَ». 2حَاكِمُوا أُمَّكُمْ حَاكِمُوا لأَنَّهَا لَيْسَتِ امْرَأَتِي وَأَنَا لَسْتُ رَجُلَهَا لِتَعْزِلَ زِنَاهَا عَنْ وَجْهِهَا وَفِسْقَهَا مِنْ بَيْنِ ثَدْيَيْهَا 3لِئَلاَّ أُجَرِّدَهَا عُرْيَانَةً وَأَوْقِفَهَا كَيَوْمِ وِلاَدَتِهَا) هوشع 2: 1-3

    (17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) إشعياء 3: 17

    «« توقيع abubakr_3 »»

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    11:14 PM
    المشاركات
    374

    افتراضي

    الإصحاح الخامس والخمسين

    الرب يأمر نبيه هوشع أن يتزوج بزانية:
    الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنى (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!». 3فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً.) هوشع 1: 2-3

    فكان الإله بذلك قد شجع على الزنى بأن زوَّجَ نبيه من امرأة زنى. وكيف سيأخذ لنفسه أولاد زنى إلا إذا زنى معها دون زواج؟ فهل هذه هى صورة المرأة وفكرتكم عنها فى
    كتابكم؟

    الإصحاح السادس والخمسين

    الرب أوحى أن ينام نبيه فى حضن امرأة عذراء:
    (1وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَكَانُوا يُغَطُّونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. 2فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: [لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجِعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ].) ملوك الأول 1: 1-2

    الإصحاح السابع والخمسين

    الكتاب المقدس يساعد على نشر الزنا بنصوص مثيرة جنسياً:
    على الرغم من أن أحد الوصايا العشر تنص صراحة ودون لبث بتحريم الزنى ، وعلى الرغم من وجود عقوبات صارمة للزانى ، ما بين القتل والرجم والحرق (لاويين 20: 10-21)، إلا أنك ترى نصوصاً تثير الغرائز ، وتجعلك تقترب من الزنى ، بل وتعلمك كيفية رسم خطة ، للإيقاع بأختك فى الزنى والرجاسة. والأمرُّ من ذلك أن ترى نصوصاً فى الكتاب المقدس يأمر فيها الرب نبيه بالزنى! ونصوصاً يعاقب الرب مخالفيه بأن يوقعهم فى الزنى! ونصوصاً يفضح الرب فيها مخالفيه ويعرِّى عورتهن! فهل هذا من قبيل (ولا تقربوا الزنى)!

    (لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.) (أمثال7: 7-22)

    (وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.) (أمثال 5: 18-19)

    (10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! ... 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. ... 15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ. 16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.) (نشيد الإنشاد 1: 10-16)

    (1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5

    (1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.) نشيد الإنشاد 4: 1-7

    (1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8

    (1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 8: 1-4

    (8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ 9إِنْ تَكُنْ سُوراً فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَاباً فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. 10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.) نشيد الإنشاد 8: 8-10

    (1وَكَـانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا .. .. 15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!) حزقيال 16: 1-34

    الإصحاح الثامن والخمسين

    للرب أسلوب قصصى فاضح: قصة العاهرتين: أهولا وأهوليبا
    (رمز للمدينتين السامرة وأورشليم لكن بأسلوب جنسى مثير)
    (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, كَـانَتِ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ, 3زَنَتَا بِمِصْرَ فِي صِبَاهُمَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا, وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا. .. .. 8وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضاً, لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عُذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ. 9لِذَلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا, لِيَدِ بَنِي أَشُّورَ الَّذِينَ عَشِقَتْهُمْ. .. .. 19وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ.) حزقيال 23: 1-21

    (22[لأَجْلِ ذَلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ, هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ ... 26وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ وَيَأْخُذُونَ أَدَوَاتِ زِينَتِكِ. 27وَأُبَطِّلُ رَذِيلَتَكِ عَنْكِ وَزِنَاكِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ, فَلاَ تَرْفَعِينَ عَيْنَيْكِ إِلَيْهِمْ وَلاَ تَذْكُرِينَ مِصْرَ بَعْدُ. 28لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُسَلِّمُكِ لِيَدِ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ, لِيَدِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ. 29فَيُعَامِلُونَكِ بِـالْبَغْضَاءِ وَيَأْخُذُونَ كُلَّ تَعَبِكِ, وَيَتْرُكُونَكِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً فَتَنْكَشِفُ عَوْرَةُ زِنَاكِ وَرَذِيلَتُكِ وَزِنَاكِ.) حزقيال23: 22-29

    الإصحاح التاسع والخمسين

    الرب نفسه من نسل زناة!
    يقول الكتاب: (5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ.) متى 1: 5
    ويقول يشوع عن راحاب: (فَذَهَبَا وَدَخَلاَ بَيْتَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ اسْمُهَا رَاحَابُ وَاضْطَجَعَا هُنَاكَ.) يشوع 2: 1

    ويقول الرب عن (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2

    فكيف دخل يسوع فى جماعة الرب وهو من نسل زنى؟

    ويقول الكتاب: (وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ.) متى 1: 5
    وراعوث هى راعوث الموابية (راعوث 4: 5)

    ويمنع الكتاب دخول الموابيين والعمونيين فى جماعة الرب نهائياً: (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3

    فكيف دخل يسوع فى جماعة الرب وهو من نسل العمونيين؟

    ويقول الكتاب: (7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ.) متى 1: 7
    ويقول سفر ملوك الأول عن العمونيين: (وَأَمَّا رَحُبْعَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَمَلَكَ فِي يَهُوذَا. وَكَانَ رَحُبْعَامُ ابْنَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا الرَّبُّ لِوَضْعِ اسْمِهِ فِيهَا مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. وَاسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ الْعَمُّونِيَّةُ.) ملوك الأول 14: 21

    وعلى ذلك فنسل سليمان كلهم بما فيهم يسوع محرومون من الدخول فى جماعة الرب: (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3

    فكيف دخل يسوع فى جماعة الرب وهو من نسل العمونيين؟

    هؤلاء هم أجداد الرب ، الذى فضل أن يُخلِّدهم ويجعلهم المثل الأعلى!!
    هؤلاء هم أجداد الرب ، الذى فضل أن تكون عائلته زناة وأولاد سفاح أو مطرودين من رحمة الرب!

    ترى لماذا فضَّل الرب الرذيلة عن الفضيلة؟ هل لإفساد البشرية؟ أم أن كاتب هذه الكلمات والأفكار إنسان يحارب الله القدوس ويمهد لعبادة الشيطان وانتشار الزنى والرذيلة فى الأرض؟

    الإصحاح الستين

    الكتاب المقدس يشجع على الزنى ويُمجد أولاد السفاح:
    والأدهى من ذلك وأمرُّ أن يكون نسل الإله وعائلته من سلالة زنا! انظر كيف يلفون السم فى الورق المذهَّب!

    بدأت باختيار الرب أن يولد من امرأة عذراء مخطوبة لرجل آخر!
    فلماذا عذراء؟ ولماذا المخطوبة لرجل آخر؟ ما غرضه من التشهير بها وبخطيبها؟ ما غرضه من أن تلد العذراء؟ ألم يفكر فى كلام الناس فيه وفى أمه؟ ألم يكن خطيب أمه ذو قيمة عنده حتى يصيبه بهذه المصيبة ويُلحق به هذا التشهير؟ ألم يكن فى مقدوره انتقاء عذراء أخرى طاهرة وشريفة ليولد منه؟

    فكانت بداية الرب المقدسة أنه جعل الناس تتهم أمه بالزنى!
    (فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ».) يوحنا 8: 41

    (23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِين َسَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي) لوقا 3: 23

    وكانت الثانية أنه خالف الناموس بنفسه. فقد حرم أن يُجامع الرجل أمه ، ثم يحل هو بصفته الروح القدس على أمه ليولد منها. وهذا عقوبته الموت: (7عَوْرَةَ أَبِيكَ وَعَوْرَةَ أُمِّكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا أُمُّكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. 8عَوْرَةَ امْرَأَةِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا عَوْرَةُ أَبِيكَ.) لاويين 18: 7-8

    فإن كان (الآب) ابن مريم قد دخل على أمه ، فهذه عقوبته: (11وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ أَبِيهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.) لاويين 20: 11

    وكيف تقبل امرأة تتزوج بالإله العظيم مالك الملك ، قاصم الجبابرة، أرحم الراحمين، المعطى المانع، المعز المذل، الرافع الخافض، ثم تتركه لتتزوج غيره من البشر؟ فهل غدر بها الإله وتركها؟ أم طلقها ولم يعلن ذلك خوفا على سمعته؟ أم كان البشر أجدر وأظرف من الإله فتركت الإله من أجله؟ وهل خطبت لاثنين أم هذا خطأ من متى أو من لوقا؟ أم أخطأ الكاتبان ولم تتزوج لأنها أول فاتحة رحم؟ فمن المعروف أن أول مولود من أمه (= أول فاتح رحم) يكون عمره كله منذور لله (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي».) خروج 13: 1-2 ، وكذلك لوقا 2: 22-23

    فمعنى ذلك أنه ليس من حقها أن تتزوج. فلماذا خُطِبَت؟ ولو كانت مخطوبة ، لاعتبرت بشارة الملاك لها بشارة سعيدة يُنبئها فيها بإتمام زواجها من يوسف ، ولفهمت أن الإنجاب سيكون منه. وما هذا إلا تشويه للمرأة التى اجتمع عليها الكتاب المقدس بأكمله ، ولم يتركها إلا عاهرة أو مهضومة الحقوق.

    فهذا شكيم يزنى بابنة نبى الله يعقوب (دينة) (تكوين 24: 20)

    وهذا نبى الله نوح يسكر ويتعرى: (21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ».) تكوين 9 :21-25
    تُرى ما الذى فعله حام بأبيه؟ هل زنى بأبيه كما صرح أحد قساوسة أمريكا؟

    وهذا نبى الله لوط يسكر ويزنى بابنتيه: (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين 19: 30-38

    وهذا نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذب: (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ
    غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16

    وهذا نبى الله موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى): يقول سفراللاويبن18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛ إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20 (مع الأخذ فى الاعتبار أن النصارى لا يُقرُّن النسخ فى دينهم!)

    وهذا نبى الله يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29: 23-30) ؛ ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين (لاويين 18: 18)

    وهذا نبى الله إبراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20: 12) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!

    وهذا نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).

    وهذا نبى الله داود عليه السلام يزنى بجارته “امرأة أوريا” وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!

    وهذا نبى الله شاول يُزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) صموئيل الأول 25: 44 و(14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.

    وهذا نبى الله داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4

    وهذا رب الأرباب ينتقم من نبيه داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12!!!

    وهذا ابن نبى الله داود يزنى بأخته: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار أخت
    أبشالوم بن داود) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).

    وهذا نبى الله رأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)

    وهذا نبى الله شمشون يذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها(قضاة 16: 1)

    وهذا نبى الله حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)

    الإصحاح الواحد والستين

    الكتاب يأمر الزوجة التى أخذت من السبى بالبكاء شهراً قبل الدخول بها!
    (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14

    وماذا سيفعل الرجل المؤمن إن لم تبك زوجته؟ هل سيضربها لتبكى؟ وما علة الرب من هذه العكننة وهذا الغم؟

    الإصحاح الثانى والستين

    الكتاب المقدس يعطى الأب الحق فى بيع ابنته:
    من حق الأب أن يبيع ابنته: (وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد) خروج21: 7

    وكذلك اشترى بوعز راعوث الموابية امرأة محلون وجدة داود: (9فَقَالَ بُوعَزُ لِلشُّيُوخِ وَلِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ الْيَوْمَ أَنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُ كُلَّ مَا لأَلِيمَالِكَ وَكُلَّ مَا لِكِلْيُونَ وَمَحْلُونَ مِنْ يَدِ نُعْمِي. 10وَكَذَا رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ امْرَأَةُ مَحْلُونَ قَدِ اشْتَرَيْتُهَا لِيَ امْرَأَةً) راعوث 4: 9-10

    الإصحاح الثالث والستين

    الكتاب المقدس يأمرك أن تُسلِم ابنك المعاند للرجم:
    (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ
    بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) (تثنية 21: 18-21)

    الإصحاح الرابع والستين

    هانت عليهم المرأة فكان مهرها (غلفة ذكر رجل ميت): (25فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.) صموئيل الأول 18: 25

    الغريب أن الكتاب المقدس يُظهِر الأنبياء فى أسوأ قدوة ، وأشرَّ خلق الله! وأفضل قدوة هن العاهرات! فهذه هى أخلاق الأنبياء مع بعضهم البعض: يوقع أحدهم الآخر فى أيدى الكافرين ، ويسلم آخر شرف امرأته لفرعون ومن بعده لجاره ، وآخر يزنى بابنته ، وآخر يزنى بزوجة أبيه ، وآخرون يكفرون ويعبدون الأوثان! وهذا كله فى كفة ، وما فعله يعقوب فى كفة أخرى: فقد تصارع من الرب ، وهزمه ، وسرق النبوة من أخيه ، وابتاعها منه بابتزاز فى مقابل طبق عدس!

    فهذا نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذب: (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16

    ولا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (1وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. 2وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ. 3فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ بِبَعْلٍ». 4وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهَا. فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟ 5أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي إِنَّهَا أُخْتِي وَهِيَ أَيْضاً نَفْسُهَا قَالَتْ هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هَذَا». 6فَقَالَ لَهُ اللهُ فِي الْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضاً عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هَذَا. وَأَنَا أَيْضاً أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ لِذَلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. 7فَالْآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ». 8فَبَكَّرَ أَبِيمَالِكُ فِي الْغَدِ وَدَعَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ وَتَكَلَّمَ بِكُلِّ هَذَا الْكَلاَمِ فِي مَسَامِعِهِمْ. فَخَافَ الرِّجَالُ جِدّاً. 9ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا وَبِمَاذَا أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟ أَعْمَالاً لاَ تُعْمَلُ عَمِلْتَ بِي!». 10 وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا رَأَيْتَ حَتَّى عَمِلْتَ هَذَا الشَّيْءَ؟» 11فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قُلْتُ: لَيْسَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ خَوْفُ اللهِ الْبَتَّةَ فَيَقْتُلُونَنِي لأَجْلِ امْرَأَتِي. 12وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضاً هِيَ أُخْتِي ابْنَةُ أَبِي غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ ابْنَةَ أُمِّي فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.) تكوين 20: 1-12

    ويسرق يعقوب البركة والنبوة من أبيه بتدبير من أمه: (تكوين الإصحاح 27)

    ويشترى نبى الله يعقوب النبوة من أخيه عيسو بطبق عدس: (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 29-34

    اقرأ: نبى الله يعقوب يصارع الرب ويهزمه: (تكوين 32: 22-30)

    قتلَ النبى أبشالوم أخيه أمنون: صموئيل الثانى 13: 1-29

    أبشالوم بن داود يقود حرباً ضد أبيه النبى داود: صموئيل الثانى 18: 1-17

    نبى الله ناثان يتآمر مع أمه ويكذبان وينصبان على أبيهما داود لإختيار سليمان نبياً: (ملوك الأول 1: 11-31)

    اقرأ: نبى الله داود يقتل أولاده الخمس من زوجته ميكال لإرضاء الرب: (صموئيل الثاني 21: 8-9) وقد عُدِّلَت فى التراجم الحديثة من ميكال إلى ميراب. ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله .

    نبى الله شاول يُزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) صموئيل الأول 25: 44

    و(14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.

    اقرأ: أبناء نبى الله صموئيل قضاة مُرتشيون: (صموئيل الأول 8: 2-5 و أخبار الأيام الأول 6: 28)

    اقرأ: نبى الله إرمياء يحكم على نبى الله حننيا بالكفر ويقتله: (15فَقَالَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ لِحَنَنِيَّا النَّبِيِّ: [اسْمَعْ يَا حَنَنِيَّا. إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُرْسِلْكَ وَأَنْتَ قَدْ جَعَلْتَ هَذَا الشَّعْبَ يَتَّكِلُ عَلَى الْكَذِبِ. 16لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا طَارِدُكَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. هَذِهِ السَّنَةَ تَمُوتُ لأَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِعِصْيَانٍ عَلَى الرَّبِّ]. 17فَمَاتَ حَنَنِيَّا النَّبِيُّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ.) إرمياء 28: 15-17

    إضافة للأنبياء الكفرة عبدة الأوثان:
    اقرأ: نبى الله هارون يعبد العجل ويدعوا لعبادته: (خروج 32: 1-6)

    اقرأ: نبى الله داود يُسمِّى ابنه (بعليا داع أى بعل يعرف) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 14: 7 ويُسمَّى أيضاً (أليادع أى الله يعرف) أخبار الأيام الأول 3: 8

    اقرأ: نبى الله يوناثان يُسمِّى ابنه (مرى بعل) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 8: 34 و 9: 40

    اقرأ: نبى الله سليمان يعبد الأوثان: (9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ.) الملوك الأول 11: 9-10

    اقرأ: زوجة نبى الله سليمان مقلة ابنة أبشالوم عملت تمثالاً لسارية: (ملوك الأول 15: 13 و أخبار الأيام الثانى 15: 16)

    اقرأ: نبى الله جدعون يبنى مذبحاً لغير الله ويُضلِّل بنى إسرائيل: (قضاة 8: 24-27)

    اقرأ: نبى الله آحاز يعبد الأوثان: (ملوك الثانى16: 2-4 ، وأيضاً أخبارالأيام الثانى 28: 2-4)

    اقرأ: نبى الله يربعام يعبد الأوثان: (ملوك الأول 14: 9)

    اقرأ: نبى الله بعشا بن يربعام يعبد الأوثان (ملوك الأول 15: 33-34)

    اقرأ: نبى الله يفتاح الجلعادى يقدم أضحية للأوثان (قضاة 11: 30-31)

    اقرأ: نبى الله أخاب بن عُمرى يعبد البعل ويسجد له (ملوك الأول 16: 31-33)

    اقرأ: نبى الله يهورام يعبد العجل (ملوك الثانى 3: 1-25)

    اقرأ: نبى الله أمصيايعبد الأوثان (أخبار الأيام الثانى 25: 14)

    اقرأ: نبى الله يسجد للملك ولا يسجد لله: (9فَأَتَى اللهُ إِلى بَلعَامَ وَقَال: «مَنْ هُمْ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ الذِينَ عِنْدَكَ؟») عدد 22: 9؛ (31ثُمَّ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلعَامَ فَأَبْصَرَ مَلاكَ الرَّبِّ وَاقِفاً فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ فَخَرَّ سَاجِداً عَلى وَجْهِهِ.) عدد 22: 31

    ولكن ألم يفعل ذلك ربهم ، عندما أرسل موسى إلى مصر ، إلى فرعون لإخراج شعبه من مصر، وحدث فى الطريق أن الرب نزل من على عرشه والتقى بموسى وأراد قتله ، لأنه لم يختن ابنه بعد. إله خائن ، مخادع!! وهو ينوى الغدر به وقتله ، ولم تنقذه إلا امرأته: (وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ. 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». 24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». 26فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ») خروج 4: 21-26

    ألم يتآمر الرب مع الشيطان لإهلاك نبيه؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22

    ألم يأمرهم ربهم بسرقة المصريين عند خروجهم من مصر ، وساعدهم على ذلك؟ (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) (خروج 3: 22 ؛ خروج 12: 35-36)

    ولم يَكْتَفِ الكتاب بهذا ، بل نسب صفات مضحكة لا تليق بجلال الله وقداسته:

    اقرأ فى الكتاب المقدس: الرب يأمر حزقيال بأكل الخراء الآدمى (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: [هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ».) حزقيال 4: 12-13

    اقرأ فى الكتاب المقدس: الرب يمسك الخراء بيديه ويقذفه فى وجوه الكهنة (3هَئَنَذَا أَنْتَهِرُ لَكُمُ الزَّرْعَ وَأَمُدُّ الْفَرْثَ عَلَى وُجُوهِكُمْ فَرْثَ أَعْيَادِكُمْ فَتُنْزَعُونَ مَعَهُ.) ملاخى 2: 3

    اقرأ فى الكتاب المقدس: الرب طائر فى السماء راكباً ملاك أنثى (10طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ.) صموئيل الثانى 22: 10-11

    اقرأ فى الكتاب المقدس: الرب خروف له سبعة قرون وسبعة أعين (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْحَمَلَ، وَالْحَمَلُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».) رؤيا 17: 14

    وأيضا: (6وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ حَمَلٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ.) رؤيا 5: 6

    اقرأ فى الكتاب المقدس: الرب يدعوا على نفسه بالويل (1وَيْلٌ لِي لأَني صِرْتُ كَجَنَى الصَّيْفِ كَخُصَاصَةِ الْقِطَافِ. لاَ عُنْقُودَ لِلأَكْلِ وَلاَ بَاكُورَةَ تِينَةٍ اشْتَهَتْهَا نَفْسِي) ميخا 7: 1

    اقرأ فى الكتاب المقدس: الرب يحلق شعر رجليه بموس مستأجرة وينتف شعر لحيته: (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً.) إشعياء 7: 20

    اقرأ فى الكتاب المقدس: الرب يقف على سلم يصل السماوات بالأرض والملائكة تستخدمه فى الصعود والهبوط فى رؤيا عيسو: (12وَرَأَى حُلْماً وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا 13وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ
    عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ.) تكوين 28: 12-13

    اقرأ فى الكتاب المقدس: الرب ينوح ويولول: (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ) ميخا 1: 8

    اقرأ فى الكتاب المقدس: الرب يمشى حافياً عرياناً: (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ.) ميخا 1: 8

    اقرأ فى الكتاب المقدس: الرب يصرخ وينتحب كالنساء: (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ.) ميخا 1: 8

    اقرأ فى الكتاب المقدس: الرب يستيقظ من النوم وعيناه تدمع من الخمر: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65

    ثم جعلوه إنساناً ، ولكنه إلهاً فى نفس الوقت ، إلهاً عزيزاً قدوساً ، كان يتبول ويتبرز على نفسه كطفل ، ونسبوا إليه صفات الجهل ، وصفات السرقة (حادثة شجرة التين ، وحادثة مجىء التلاميذ بالحمار والأتانة دون علم صاحبهما (متى 21: 1-10) و (14وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشاً فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ) يوحنا 12: 14) ، ثم الإهانة والضعف واليأس والموت:

    (67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ) متى 26: 67

    (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31

    (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 46

    «« توقيع abubakr_3 »»

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    11:14 PM
    المشاركات
    374

    افتراضي

    الإصحاح الخامس والستين

    ملاك الرب يسب امرأةويسميها (الشرّ):
    (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8

    من البديهى أن ملاك الرب لا يتحرك بدافع من نفسه ، بل هو رسول من العند الله ، ينفذ رغبة الله ، ويبلغ رسالته. فتُرى مَن الذى أرسل ملاك الرب ليصف المرأة بالشر نفسه؟ وهل بعد ذلك تبقى للمرأة كرامة إذا كان رب العزِّة سبها ووصفها بالشر نفسه؟ وماذا تنتظر من عباد الله المؤمنين أن يكون موقفهم حيال المرأة التى وصفها الرب وملاكه بالشر ، كما وصفها الكتاب من بعد أنه سبب الخطية ، وسبب خروج البشر من الجنة ، وسبب شقاء البشرية جمعاء ، وحليف الشيطان الأول ضد البشرية ، وسبب قتل الإله؟

    (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3

    (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14

    (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12

    (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18

    (وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا) هكذا يعذِّب الرب المرأة ، فقط لأنها أنثى! يا لها من دعوة لاحترام المرأة ، ودورها فى الحياة!

    الإصحاح السادس والستين

    الكتاب المقدس يفرض على المرأة أن تتزوج أخى زوجها إذا مات زوجها وتُكتب الأولاد باسم أخى زوجها:
    (5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7«وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».) (تثنية 25: 5-10)

    الإصحاح السابع والستين

    وبسبب كل هذه النصوص ، وهذا الفهم الخاطىء، اعتبروا المرأة مسئولة عن هذا كله، فلولا المرأة ماخرج آدم من الجنة ، فقرروا:
     أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه
     وأن الأعزب أكرم عند الله من المتزوج
     وأن السمو فى علاقة الإنسان بربه لا يتحقق إلا بالبعد عن الزواج.
     وأن الحمل والولادة ، والشهوة ، واشتياق الرجل لإمرأته ، واشتياق المرأة لزوجها من الآثام، التى جلبت على المرأة الويل والعار على مدى التاريخ كله ، وهى عقوبة الرب لحواء على خطيئتها الأزلية.
     وأعلنوا أنها باب الشيطان.

    لذلك سأهتم هنا بذكر ما يتعلق بالجنس والمرأة والزواج بين آباء الكنيسة ومفكرى الغرب المتأثرين بتعاليم الكتاب المقدس والكنيسة:

    فبالنسبة للجسد:
    كان الجسد شراً ، فقد كان القديس امبروز (أسقف ميلانو فى القرن الرابع) يعظ فى أمر الروح كنقيض للجسد الذى هو شر. ولقد كانت تلك الفكرة مصدر إلهام لتلميذه الكبير القديس أوغسطين ، الذى أصبح فيما بعد أسقفاً لمدينة هبو فى شمال أفريقيا. فلقد كتب امبروز يقول: (فكر فى الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد ، ونبذت الانغماس فى الشهوات ومتع اللذات الجسدية ، وتخلصت من اهتمامها بهذه الحياة الدنيوية).

    فالنسبة لأمبروز كان الجسد مجرد خرقة بالية ملطخة بالأقذار ، تُطرَح جانباً عندما يتحد الانسان بالله الروحانى بالكلية. لقد كان أوغسطين يردد هذه الفكرة باستمرار ، فكم صلى قائلاً: (آه! خذ منى هذا الجسد ، وعندئذ أبارك الرب).

    وفى سير حياة القديسين المسيحيين الكبار نجد مثل هذا الارتياب فى الجسد. لقد اعتاد فرانسيس الأسيزى أن ينادى جسده قائلاً: (أخى الحمار)! كما لو كان الجسد مجرد بهيمة غبية شهوانية ، تستخدم لحمل الأثقال ، وكثيرا ما كان القديسون يتعهدون أجسادهم باعتداء يومى من أجل إماتتها بالتعذيب الذاتى بطرق تقشعر من هولها
    الأبدان. (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 225)

    ومن الرهبان من قضى حياته عارياً ، ومنهم من كان يمشى على يديه ورجليه كالأنعام ، ومنهم من كان يعتبر طهارة الجسم منافية لطهارة الروح. وكان أتقى الرهبان عندهم أكثرهم نجاسة وقذارة. حتى أن أحدهم يتباهى بأنه لم يقترف إثم غسل الرجلين طول عمره. وآخر يقسم أن الماء لم يمس وجهه ولا يديه ولا رجليه مدى خمسين عاماً ، وكان الكثير منهم لا يسكنون إلا فى المقابر والآبار المنزوحة والمغارات والكهوف.

    وقد روى بعض المؤرخين من ذلك العجائب:
    فذكروا أن الراهب (مكاريوس) نام فى مستنقع آسن ستة أشهر ، ليعرض جسمه للدغ البعوض والذباب والحشرات ، وكان يحمل دائماً قنطاراً من الحديد.

    وكان آخر يحمل قنطارين من الحديد ، وهو مقيم فى بئر مهجورة مدة ثلاثة أعوام قائماً على رجل واحدة ، فإذا أنهكه التعب أسند ظهره إلى صخرة. (نقلاً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية والتبشير صفحة 71-72)

    الإصحاح الثامن والستين

    لا بد أن تتخلص المرأة فى المسيحية من أنوثتها ليتم خلاصها فى الآخرة:
    يقول اللواء أحمد عبد الوهاب: (على الرغم من أن الكنيسة فى الغرب قد لا تسمح لعذاراها بالقيام بأعمال الرجال ، فقد كان اللاهوتيون واضحين فى أن العذراء البتول قد أصبحت رجلاً شرفياً. لقد كتب جيروم يقول: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس)

    من المثير أن يقارن جيروم النساء بالجسد ، فلقد رأينا كيف اعتبر جسده عدواً له ، يجب أن يعانى الجوع ويموت بوحشية ، حتى يمكن للروح أن تتحرر. فقد قال: ()

    وقد قرأنا أيضاً ما قاله القديس امبروز (أسقف ميلانو فى القرن الرابع) فهو يعتبر أن (الروح نقيض للجسد) وأن (الجسد شر).

    ويطالب امبروز بالتخلص من الجسد لسمو الروح: (فكر فى الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد).

    الأمر الذى جعلهم يتخلصون من المرأة ، لأنها الجسد الشرير ، ومصدر متاعب الحياة وغضب الرب: لذلك "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء ، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ، وقد أحرق الألاف منهن أحياء ، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "

    ولذلك: (ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن الماضى تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)

    ولذلك: (نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.) (عودة الحجاب الجزء الثانى ص 46)

    ولذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"

    ولذلك: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة)

    لذلك: أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "

    لذلك: قال شوبنهاور (المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)

    لذلك قال لوثر: (المرأة كمسمار يُدَّق فى الحائط)

    لذلك قال أرسطو: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)

    لذلك قال الفيلسوف نتشه: (إنها ليست أهلاً للصداقة ، فما هى إلا هرَّة ، وقد تكون عصفوراً ، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر ، وهى لغز يصعب حله ، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).

    لذلك قال لوثر: (إذا تعبت النساء ، أو حتى ماتت ، فكل ذلك لا يهم ، دعهن يمتن
    فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)

    لذلك قال جيروم ممتهنا المرأة وحقوقها: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى فإننا نكرم زوجاتنا ، أما إذا لم نمتنع: حسناً فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)

    ومن عجب العجاب أن تسمع لليوم عن رجال فى أمريكا وفرنسا يقومون بتبادل الزوجات ، كما لو كانت المرأة عندهم من الدواب!

    الإصحاح التاسع والستين

    وبالنسبة للجنس:
    تقول الكاتبة كارين أرمسترونج: (فى القرن الثالث عشر الميلادى قال الفيلسوف اللاهوتى القديس توما الاكوينى ، الذى ساد الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب ، أن الجنس كان دائماً شراً .. .. وعلى أى حال ، فإن هذا الموقف السلبى لم يكن محصوراً فى الكاثوليك ، فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى أقصى حد بآراء أوغسطين ، وحملا مواقفه السلبية تجاه الجنس والزواج إلى قلب حركة الإصلاح الدينى مباشرة. لقد كره لوثر الجنس بشكل خاص ، على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية فى حركته المسيحية. لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج عمله هو أن يقدم علاجاً متواضعاً لشهوة الانسان التى لا يمكن السيطرة عليها. فكم صرخ قائلاً: (كم هو شىء مرعب وأحمق تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى لا يمكن شفاؤه بأى دواء ، ولو كان حتى الزواج الذى رُسِمِ لنا خصيصاً من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا.) (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 226)

    (لقد سلم أوغسطين [القرن الرابع الميلادى] إلى الغرب تراث الخوف من الخطيئة ، كقوة لا يمكن السيطرة عليها ، فهناك فى لب كل تشكيل للعقيدة ، توجد المرأة حواء ، سبب كل هذه التعاسة ، وكل هذا الثقل من الذنب والشر ، وكل الانغماس البشرى فى الخطيئة. لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معاً فى ثالوث غير مقدس. فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين ، لا يمكن فصل هذه العناصر الثلاثة. وفى الغرب بقيت المرأة هى حواء إلى الأبد ، هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم. بل إن إنجاب الأولاد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى وينبوع القدرات التى تمتلكها ، نجده فى المسيحية قد غلفه الشر باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة)

    (ويقول القديس جيروم: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى ، فإننا نكرم زوجاتنا. أما إذا لم نمتنع: حسناً! فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)

    وتواصل الراهبة كارين أرمسترونج: (إن المسيحية خلقت أتعس جو جنسى فى أوروبا وأمريكا بدرجة قد تصيب بالدهشة كلا من يسوع والقديس بولس. ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيره على النساء. فبالنسبة لأوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية ، كانت النساء تعنى مجرد اغراء يريد أن يوقعه فى شرك ، بعيداً عن الأمان والإماتة المقدسة لشهوته الجنسية. أما كون العصاب الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء ، فهذا ما يُرى بوضوح من حقيقة أن النساء اللاتى التحقن بالجماعات الهرطيقية المعادية للجنس ، وصرن بتولات ، قد تمتعن بمكانة واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية التقليدية)

    (لقد كانت المسيحية مشغولة طيلة مئات السنين بجعل النساء يخجلن من أمورهن الجنسية ، ولقد عرفت النساء جيداً كما قال أوغسطين ولوثر قبل عدة قرون ، أن تشريع الزواج كان مجرد دواء ضعيف المفعول لمعالجة شرور الجنس)

    (لقد كان يُنظر إلى جسد المرأة باشمئزاز على نحو خاص ، كما كان مصدر إرباك لآباء الكنيسة أن يسوع ولد من امرأة. فكم ضغطوا بشدة فى موعظة تلو موعظة ، وفى رسالة تلو رسالة على أن مريم بقيت عذراء ، ليس فقط قبل ميلاد المسيح بل وبعده أيضاً .. ..)

    لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).

    لقد كانت الأحشاء الخفية للمرأة ، والتى تتسم بالقذارة ، مع رحمها الذى لا يشبع ، موضع استقذار وفحش بشكل خاص. وكان الآباء راغبين فى التأكيد على أن يسوع لم يكن له إلا أقل القليل من الاتصال بذلك الجسد البغيض)

    (ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)

    وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض)

    وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (أنه نظراً لأن المرأة لا تشبع جنسيا ، فإنها غالبا ما تصطاد بائساً حقيراً لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالاً ليسوا أولادهم)

    وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل)

    الإصحاح السبعين

    اغتيال شخصية المرأة:
    فقد عانت المرأة الويلات من جراء أقوال بولس هذه وغيرها لمدة قرون من الزمان، فقد اعتبر رجال هذا الدين المنسوب للمسيح "أن المرأة دنس يجب الإبتعاد عنه، وأن جمالها سلاح إبليس.

    وحرص آباء الكنيسة على التوكيد على أن المرأة مصدر الخطيئة والشر فى هذا العالم، ومن ثم يجب قهرها إلى أقصى حد واستهلاكها نفسيا تحت وطأة الشعور بالخزى والعار من طبيعتها وكيانها البشرى.

    وهذا الإعتقاد تسرب إلى النصرانية من بين معتقدات وعادات كثيرة أنتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة، التى كانت تعتبر المرأة تجسيداً للأرواح الخبيثة، والتى كانت متفقة على تحقير النساء وإذلالهن، بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية، ومن بينها إلزام المرأة التى يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد موته وإحراق جثته مباشرة "

    يقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه (الصليب ذو الكنيسة ـ قصة الحياة الجنسية للمسيحية) فى الفصل التاسع عشر ص 230:
    (قال سيمون دى بوفوارSimone de Beauvoir : لقد أسهمت العقيدة النصرانية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا)

    كما قال ماركوس Marcuse : (إن فكرة أن تكون المرأة حاملة للخطيئة الأزلية ، والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقاً لا تكاد تنفك منه أبداً ، هى التى أثرت أسوأ تأثيراً على الناحية الإجتماعية والقانونية للمرأة)

    وقال دينس ديديروت Denis Diderot: (إن فى كل عادات وتقاليد الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة ، فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله)

    لقد صنع تاريخ المرأة رجال كانوا يتخذون المرأة عدوا لهم منذ العصور الأولى للبابوية. وكان الرجل يعتبرها فى العصور المنصرمة للإمبراطورية الرومانية كأحد مواشيه ، وله أن يتصرف فيها بالبيع أو القتل إن شاء. ولو قتل ابنة رجل آخر أسلم لهم ابنته فيقتلونها أو يبيعونها أو يتملكونها فلهم الحرية فى ذلك.

    وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان ، وسُمِحَ له أن يؤدب زوجته بالضرب كما سُمِحَ له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع أدنى عقوبة عليه.

    كما كانت مخلوق ثانوى وشريكة للشيطان فى الخطيئة الأزلية، وهذا يجعلها تأتى
    دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على المستوى الكنسى.

    فأهل الكتاب يرون أن المرأة هى ينبوع المعاصى ، وأصل السيئة والفجور ، ويرى أن المرأة للرجل باب من أبواب جهنم من حيث هى مصدر تحركه وحمله على الآثام ، ومنها انبجست عيون المصائب على الإنسانية جمعاء.

    لذلك اغتنموا كل فرصة تتعلق بالمرأة لبث روح الاحباط فيها ، ولو كانت تتعلق بزى ترتديه. فقد متب ترتليان فى القرن الثالث رسالة تعالج زى المرأة ، قال فيها: (لقد كان حريا بها [بالمرأة] أن تخرج فى زى حقير ، وتسير مثل حواء ، ترثى لحالها ، نادمة على ما كان ، حتى يكون زيها الذى يتسم بالحزن ، مكفراً عما ورثته من حواء: العار ، وأقصد بذلك الخطيئة الأولى ، ثم الخزى من الهلاك الأبدى للانسانية. فلقد قال الرب للمرأة: («تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16 ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هى حواء؟)

    لذلك قال القديس برنارد الذى فعل كل ما استطاع لنشر عبادة العذراء فى الكنيسة عن أخته بعد زيارتها إياه فى الدير الذى يقيم فيه مرتدية زياً جديداً: (مومس قذرة ، وكتلة من الروث)

    الإصحاح الواحد والسبعين

    وفى القرن الخامس الميلادى اجتمع مجمع باكون وكانوا يتباحثون: (هل المرأة جثمان بحت أم هى جسد ذو روح يُناط به الخلاص والهلاك؟) وقرر أن المرأة خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام:

    كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الأبتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها ، ولاتدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".

    الإصحاح الثانى والسبعين

    رائحة مركز البابا تزكم الأنوف:
    يقول الدكتور لويس عوض فى كتابه "ثورة الفكر": (كانت الفضائح فى روما ، مركز البابوية ، تزكم الأنوف. فالأصل فى العقيدة الكاثوليكية أن رجال الدين لا يتزوجون ، وأن الرهبان ومنهم الكرادلة والباباوات ، ينذرون لله ثلاثة نذور يوم يدخلون باب الدير: نذر العفة ، ونذر الفقر ، ونذر الطاعة. وها نحن نرى البابا اسكندر السادس (1431 - 1503) جهاراً نهاراً، له ثلاثة أولاد غير شرعيين هم: سيزار بورجيا دوق أوربينو (1475 - 1507)، ولوكريس بورجيا (1480 - 1519)، ودون كانديا.

    وكانت خلافة البابا اينوتشنتو الثامن (الذى اعتلى الكرسى البابوى من 1484 إلى 1492) فاقعة الفساد ، كولاية خلفه زير النساء البابا اسكندر السادس. فقد اشتهر اينوتشنتو الثامن بأنه كان رجل المحسوبية وخراب الذمة ، كما أنه كان أول بابا يعترف علناً بأبنائه غير الشرعيين ، وكان دأبه توسيع أملاك أسرته.)

    ناهيك عن بيع صكوك الغفران ، وإرهاب مخالفيهم بقرارات الحرمان ، وكذلك كان رجال الدين من رأس الكنيسة إلى أصغر كاهن يكنزون المال ويقتنون الضياع. فلقد كانت ممارسات رجال الإكليروس للتسرى مشاهدة فى كل مكان ، باعتباره شرعاً مقبولاً ، كما كان يُتغاضى عن الشذوذ الجنسى ، دون أدنى مبالاة.)

    الإصحاح الثالث والسبعين

    لماذا خلق الله المرأة؟
    يقول أوغسطين: (إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطيبة ، فلقد كان من الأفضل كثيراً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان معاً كصديقين ، بدلاً من رجل وامرأة)

    وقد كان توما الأكوينى متحيراً تماماً مثل سلفه أوغسطين فى سبب خلق الله للمرأة، فكتب يقول: فبما يختص بطبيعة الفرد ، فإن المرأة مخلوق معيب وجدير بالإزدراء ، ذلك أن القوة الفعَّالة فى منى الذكر تنزع إلى انتاج مماثلة كاملة فى الجنس الذكرى ، بينما تتولد المرأة عن معيب تلك القوة الفعَّالة ، أو حدوث توعك جسدى ، أو حتى نتيجة لمؤثر خارجى.)

    (إن القول بأن طبيعة الفرد فى النساء معيبة ، إنما هى فكرة التقطها من آراء أرسطو فى علم الأحياء. فالذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)

    وهانت عليهم المرأة فكتب لوثر يقول: (إذا تعبت النساء ، أو حتى ماتت ، فكل ذلك لا يهم ، دعهن يمتن فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك)

    الإصحاح الرابع والسبعين

    هل المرأة إنسان ولها روح مثل الرجل؟
    (وفى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام 586 م ـ أى فى زمن شباب النبى محمد صلى الله عليه وسلم ـ مؤتمراً (مجمع باسون) لبحث: هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب.)

    الإصحاح الخامس والسبعين

    المرأة فاقدة الأهلية:
    (ونص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.)

    وبالتالى لم يكن لها الحق فى امتلاك العقارات أو المنقولات ، ولم يكن لها الحق فى أن تفتح حساباً فى البنك باسمها ، وبعد أن سمحوا أن يكون لها حساب ، لم يكن لها الحق أن تسحب منه ، فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقودا من حسابها ، الأمر الذى لا يتم إلا مع الأولاد القُصَّر والمجانين.

    الإصحاح السادس والسبعين

    بيع الزوجة أو إعارتها عملاً مشروعاً:
    وفى بريطانيا كان شائعاً حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"

    هل تعرفون أن الفلاح يأبى أن يُعير بقرته للفلاح زميله؟ فما بالكم بمن يُعير زوجته لآخر؟ فهل هانت المرأة عندهم لدرجة أنهم أنزلوها منزلة أقل من الحيوان؟ وهل كان يقصد القانون أن يُحوِّل الرجل إلى ديُّوث والمرأة إلى عاهرة؟ وهل هذا قانون احترم المرأة؟ هل هذا قانون ميَّزَ المرأة على الحيوان أو الجماد؟ فأى حياة هذه التى يطالب بها القانون مجتمعه؟ وأية محبة وجدتها الكنيسة فى هذا القانون؟

    الإصحاح السابع والسبعين

    صب الزيت المغلى على النساء عملاً مشروعاً للتسلية:
    "وفى عام 1500 تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا لتعذيب النساء ، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ، وقد أحرق الألاف منهن أحياء ، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "

    لا تعليق غير سؤال أطرحه للتفكير: تُرى كيف كان وضع هذه المرأة التى يتسلى الرجال بسكب الزيت المغلى على أجسادهن؟

    الإصحاح الثامن والسبعين

    يُحرَّم على المرأة قراءة الكتاب المقدس:
    (وأصدر البرلمان الإنجليزى قراراً فى عصر هنرى الثامن ملك إنجلترا يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى الإنجيل ، لأنها تعتبر نجسة.)

    فإذا كانت المرأة نجسة نصف عمرها بسبب فترات الحيض ، وبعد الطمث لمدة سبعة أيام أخرى ، وحرَّموا عليها مسك الكتاب المقدس والقراءة فيه ، فما بال الرب (يسوع) كان يدخل الخلاء ، ويتبول ويتبرز ، كما كان من قبل يتبول ويتبرز فى ملابسه ، أيام طفولته المبكرة؟ فهل كانت المرأة أكثر نجاسة من البول والبراز؟

    الإصحاح التاسع والسبعين

    ليس للمرأة حق المواطنة:
    (وظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن الماضى تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)

    وفى عام 1567 م صدر قرار من البرلمان الاسكوتلاندى بأن المرأة لا يجوز أن تُمنَح أى سلطة على أى شىء من الأشياء.

    الإصحاح الثمانين

    ثمن الزوجة نصف شلن:
    بل إن القانون الإنجليزى حتى عام 1805 م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته ، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات (نصف شلن). وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام 1931 م بخمسمائة جنيه ، وقال محاميه فى الدفاع عنه: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد أُلغِىَ عام 1805 م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن ، وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات.)

    (وجاء فى مجلة "حضارة الإسلام" السنو الثانية صفحة 1078: حدث العام الماضى أن باع إيطالى زوجته لآخر على أقساط ، فلما امتنع المشترى عن سداد الأقساط الأخيرة قتله الزوج البائع.)

    الإصحاح الواحد والثمانين

    طائفة من أقوال آباء الكنيسة وأدبائهم:
     أفضِّل الإجتماع بالشيطان على الإجتماع بالمرأة

     المرأة باب جهنم ، وطريق الفساد وإبرة العقرب ، وحليفة الشيطان

     وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "

     ومن أقوال فلاسفة أوربا ومشاهيرها فى عصر ما بعد النهضة
    (إذا رأيتم امرأة ، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشرياً ، بل ولاكائناً وحشياً وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته، والذى تسمعونه هو صفير الثعبان) (من
    وصايات سان بول فانتير - لتلاميذه)

     (المرأة خلقت لكى تخضع للرجل ، بل لكى تتحمل ظلمه) (أعترافات جان جاك روسو)

    (المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه) (شوبنهاور)

     (لايوجد رجل فكر فى المرأة ثم احترمها ، فهو إما أن يحتقرها وإما أنه لم يفكر فيها بصورة جدية) (أوتو فيننجر)

     (الرجل يمكن أن يتصور نفسه بدون المرأة - أما المرأة فإنها لاتتصور نفسها بدون رجل) جوليان بندا

     (المرأة آلة للإبتسام . تمثال حى للغباء) (الأديب الفرنسى - لامنيه)

     (المرأة كائن نسبى) (المؤرخ ميشليه)

     (وكانوا يُعدُّون اختطاف الأطفال لتربيتهم على الرهبنة من القربات. وكانوا يفرون من النساء ولو كانوا أقاربهم لاعتقادهم أن مجرد النظر إلى المرأة مُحبِط للأعمال.)- نقلاً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير إبراهيم سليمان الجبهان ص 72-75]

     (يجب على المرأة أن تغطى شعرها لأنها ليست صورة الله) أمبروزيوس القرن الرابع الميلادى (ديشنر صفحة 379)

    الإصحاح الثانى والثمانين

    وقد قال تروتوليان – أحد أقطاب المسيحية الأولى وأئمتها يبين للبشرية نظرة المسيحية فى المرأة: (إنها مدخل الشيطان الى نفس الإنسان، وإنها دافعة الى الشجرة الممنوعة ناقضة لقانون الله ومشوهة لصورة الله – أي الرجل -) مستندا إلى قول الكتاب المقدس (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15

    ويقول الكتاب المقدس على لسان موسى أنه بسبب خيانتهن للرب حلَّ الوباء على الجماعة: (وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) سفر العدد 31 :15-18

    وقال سوستام الذي يعد من كبار أولياء الديانة المسيحية في شأن المرأة: (هي شر لا بد منه ، ووسوسة جبلية، وآفة مرغوب فيها وخطر على الأسرة والبيت ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة) مستندا إلى قول الرب الذى أرسل ملاكه ليقول عنها إنها الشر بعينه: (7وَإِذَا بِوَزْنَةِ رَصَاصٍ رُفِعَتْ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8

    انظروا لقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه المكنون ، الذى لا يأتيه الباطل ، يعلن للعالم أجمع حرية المرأة وإنسانيتها ويرد لها كرامتها ، وأنها للرجل سكناً ومودةً ورحمة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم:21

    فإذا كان الكتاب المقدس بجزئيه جعل المرأة سبباً فى خطيئة آدم، وسبب فى خروجها من الجنة للعمل والشقاء، حتى إنجابها للأولاد جعله تكفيراً عن هذه الخطيئة، فماذا تنتظر من أتباع هذا الدين أن يُحسنوا به إليها؟

    «« توقيع abubakr_3 »»

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    11:14 PM
    المشاركات
    374

    افتراضي

    الإصحاح الثالث والثمانين

    لم يغو الرجل ، ولكن المرأة غوت:
    يقول ديشنر صفحة 51-52: (لم يعرف اليهود الرحمة مع النساء إلا قليلا ، الأمر الذى أثر فيما بعد فى المسيحية ، فهى منذ قصة الخلق ـ أى منذ الوهلة الأولى للحياة ، وهى مرتبطة بالرجل وخاضعة له ، كما أنها صاحبة أول خطيئة فى التاريخ، وهى الخطيئة الأزلية ، وكانت هى التى غررت بالرجل ، وكان الرجل ضحيتها والمُغرَّر به، ويُعذر فى ذلك ، ويُغفر له. وقد تعلل بقوله: (12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) وقد حُكِمَ على المرأة بالولادة وأوجاع الحمل وأن تصبح جارية للرجل: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16

    ونجد قصة الخطيئة الأزلية هذه فى الكثير من الأساطيل الوثنية ، فنجدها فى الديانة السومارية والديانة البوذية ، كما تعرف الأساطير الجرمانية أول زوج من البشر عرفه الإنسان (عسكر وإمبلا) إلا أن اتحادهما لم يُعتبر من الآثام مطلقا.)

    (وفى العهد القديم يُظهر لنا اسم الإله (بعل) أنه السيد والمالك زوجته (بعولة) ، ويُشبه سفر اللاويين المرأة بالحيوانات المنزلية المسأنسة) انظر الديانة اليهودية لـ Bousset صفحة 426.

    (وحتى فى أيام يسوع كانت المرأة توضع فى نفس مرتبة الطفل والعبد ، بل إنه فى القرن العشرين [أى وقت كتابة الكتاب 1991] يصلى اليهودى فى المعبد قائلاً: (أشكرك ربى أنك لم تخلقنى كافراً أو عبداً أو امرأة)

    (وفى جانب العبادة فقد ظُلِمَت المرأة بشدة ، فقد استُبعِدَت من أى مشاركة إيجابية ، وكانت إقامة الصلوات ، وعقد المحاضرات ، والوعظ من واجبات الرجل ، بل حُرِّمَ عليها دراسة التوراة ، وكان لا يُسمَح لها بالدخول إلا إلى الفناء الأمامى للمعبد فقط. والغريب أنه حتى الحيوانات التى كانت تُقدَّم على المذبح ، كان لا بد لها أن تكون حيوانات مذكَّرة. وذلك جاء نتيجة لما علمه اليهود من أن الله أحسنَ إلى امرأة ثم أتت منها أول خطيئة فى التاريخ ، وبسببها حلَّ الموت علينا ، حتى ادعى البعض أن مساوىء الرجل أفضل من فضيلة المرأة.)

    (وأكثر من ذلك فقد كانت مُهمَّشة فى الحياة اليومية ، وكان يُعَد الكلام معها أكثر من اللازم أو التمسك بمشورتها والعمل بها من المحرمات ، التى يُعاقب عليها المرء بنار جهنم ، ولم يُسمَح للرجل بتحية المرأة ، أو يُسمَح لها بتحيته ، ولم تكن ولادتها من الأشياء التى تدخل السرور على أهلها، وكانت قمة السعادة تغمرهم بولادة الابن الذكر، كما أغفل العهد القديم عند ذكره للأنسال ذكر أسماء البنات بالمرة ، بل تعدى الأمر أكثر من ذلك ، فقد سُمِحَ للأب ببيع ابنته.) (وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد) خروج21: 7

    الإصحاح الرابع والثمانين

    ويقول الأستاذ Abduh2000 فى مقاله بمنتدى برسوميات بعنوان: (المرأة في الكتاب المقدس والديانة النصرانية):
    لذا هنا نجد العالم المسيحي المشهور إيكويناس يعتبر المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج
    (انظر Thomas Acquinas : "Summa Theologica" , XXXIX,3).

    وأما المفسر المسيحي المعروف يوحنا فم الذهب ( John Chrysostom ) فهو يعتبر المرأة ((خطراً أسرياً وسيئة مصورة))
    (انظرWill Durant: The Story of Civilization ... The Age of Faith New York, 1950, p.325)

    ومن نتائج هذه الأفكار عن المرأة أن أغلب النصارى الأوائل لم يبالوا، رغم كونهم متزوجين ، بأداء الحقوق الزوجية واعتبروا هذا الأمر غير ضروري بل غير مناسب
    (انظر Hans Leitzmann: The Beginnings of the Christian Church ( London, 1955 ), p.135 ) .

    لذا نجد أنه بعد أن يصبح المسيحي أسقفاً يكون من حسناته أن يعتزل المرأة وألا يقترل من امرأته إن كان متزوجا وقبل أن يصبح أسقفا.
    ( انظر W.E.H. Leeky: A History of European Morals ( London, 1911), vol.2 p.329)

    ثم نجد هنا القوانين المضحكة نتيجة لهذه الأمور السابقة ، فمثلا إذا أراد الأسقف أن يلتقى بزوجته لمشورة أسرية وجب عليه أن يفعل ذلك في مكان فسيح وبحضور شهود. وأمر البابا هايلدبراند (Hildebrand) المسيحين ألا يستمعوا إلى الأساقفة المتزوجين ولا يطيعوهم.
    (انظر W.E.H. Leeky: A History of European Morals (London, 1911), vol.2 p.332)

    وكانت هذه القوانين قيدا ظالما للرجال والأساقفة ، فلجأوا إلى الحيل الملتوية لإشباع الرغبات ، إلا هذه القوانين تركت آثارا سيئة عميقة على النساء (فاحتقرن أزواجهن وأُكرهن على الخروج ، وظهر عدد كبير - بسبب هذا الفصل بين الرجل وزوجته - من الجرائم والمصائب)
    انظر H.C.Lea: An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy, 1884, p.277

    وتعدى بابا آخر - وهو أوربان الثاني (Uraban II) حيث أجاز جميع الحدود في سبيل تنفيذ هذه القوانين غير الفطرية حيث (أجاز للحكام أن يسترقوا نساء أولئك الأساقفة الذين رفضوا أن يتركون زوجاتهن)
    انظر H.C.Lea: An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy, 1884, p.333

    فكان نتيجة هذا أن ساء وضع المرأة في القرون الوسطى وحتى زمن قريب ، فلم يكن لها قيمة ولا احترام في المجتمعات المسيحية. وكان من حق الزوج القانوني ، حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر ، أن يبيع زوجته كما تباع الحيوانات
    (انظر Cady Stanton: History of Women's Suffrage, vol.3, p.290 (quoted in Rationalist Encyclopaedia by J.McCabe, London, 1950 , p. 625)

    وها هى لليوم تُعد أداة متعة للرجل ، ولم يسلم من هذا التفكير لا قسيس ولا أسقف ولا راهب ولا راهبة ، كما كانت حياة الباباوات تزرف بكل أنواع الفساد:

    الإصحاح الخامس والثمانين

    يقول الراهب جروم فى كشفه عن منابع الفساد فى مركز الديانة النصرانية (نقلاً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير ص 69-71):

    (إن عيش القسوس ونعيمهم كان يزرى بترف الأغنياء والأمراء ـ ولقد انحطت أخلاق البابوية انحطاطاً عظيماً، واستحوذ عليهم الجشع، وحب المال، وعدوا أطوارهم حتى كانوا يبيعون المناصب والوظائف فى المزاد العلنى، ويؤجرون الجنة بالصكوك، ويأذنون بنقض القوانين ويمنحون شهادات النجاة وإجازة حل المحرمات والمحظورات، ولا يتورعن عن التعامل بالربا والرشوة.)

    (ولقد بلغ من تبذيرهم للمال أن البابا (اينوسنت الثامن) اضطر إلى أن يرهن تاج البابوية .. .. .. ويُذكَر عن البابا (ليو العاشر) أنه أنفق ما ترك سلفه من ثروة ، بالإضافة إلى دخله وإيراد خليفته المنتظر.)

    (وكانوا يفرضون (الإتاوات) على الناس ، ويستخدمون أبشع الوسائل فى استيفائها من الأغنياء والفقراء على السواء، ولا يأنفون من استيفاء هذه الإتاوات والضرائب حتى من البغايا اللواتى يستخدمن أعراضهن للحصول على المعيشة ـ بل كانوا يشجعون على البغاء العلنى بإعطاء التراخيص والإجازات لمن يريد من العاهرات ممارسة مهنة البغاء.)

    (وقد أحصى عدد من حصلن على التراخيص فى عهد أحد الباباوات فوجد أن عددهن يتجاوز (16000) امرأة فى مدينة روما وحدها.)

    كما قال الأستاذ عبد الله المشوخى فى كتابه: (موقف الإسلام والكنيسة من العلم ص 104): (ولعل حياة البابا اسكندر السادس تصور مدى الفساد الذى استحوذ على حياة الباباوات ، فقد اتخذ له عشيقة اسمها جيلبا فارنيس ، وكانت موفورة الجمال ، صغيرة السن ، اغتصبها من خطيبها ، واحتفظ بها بعد ارتقائه كرسى البابوية.)

    ولقد أورد الأستاذ إبراهيم سليمان الجبهان فى رائعته: معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير ص 70-71):
    (أن البابا (يوحنا الثانى) كان خليعا ماجناً اتهم من قِبَل أربعين أسقفا وسبعة عشر كردينالاً بأنه فسق بعدة نساء ، وأنه قلد مطرانية (طودى) لغلام كان سنه عشرين سنة ، ثم قُتِلَ وهو متلبس بجريمة الزنا مع امرأة ، وكان القاتل له زوجها.)

    (وأن البابا (اينوسنت الرابع) كان متهماً بالرشوة والفساد.)

    (وأن البابا (اكليمنضوس الخامس عشر) كان يجول فى فيينا وليون لجمع المال مع عشيقته.)

    (وأن البابا (يوحنا الثالث والعشرين) متهم بأنه سمَّ سلفه ، وأنه باع الوظائف الكنسية ، وأنه كان كافراً ولوطياً.)

    (أما شيوع الفساد والإباحية فى الأديرة فأعظم من أن تحيط بسرده المجلدات ، ولكنى ـ مازال الكلام هنا للأستاذ إبراهيم سليمان الجبهان ـ أكتفى بما نقلته من المراجع التالية: فلقد أورد القاضى عبد الجبار الهمدانى فى كتاب (تثبيت دلائل النبوة) ما يلى:

    ومن سيرتهم أن النساء الديرانيات العابدات يطفن على الرهبان الذين انقطعوا فى الأديرة ، ويبحنَّ أعراضهنَّ رحمة بهم ، ومن فعل هذا منهن كان عندهم مشكوراً محمودا ، ويدعى له بالخير ويُقال للفاعلة (لا ينسى لكِ المسيح هذه الرأفة والرحمة)

    (وقد وجد المنقبون عن الآثار فى بعض الأديرة فى فرنسا (عظام أطفال) وئدوا بعد ولادتهم إذ الأمهات مشغولات بالعبادة ـ أما الآباء فإنهم كالبهائم لا يعنيهم إلا فعل الرذيلة وليكن بعد ذلك ما يكون.)

    الإصحاح السادس والثمانين

    (وقد نشرت مجلة البلاغ الكويتية فى عددها 353 مقتطفات من مقال لصحفى فرنسى جاء فيه: (إن البابوات يمارسون علاقات جنسية شاذة. وقد أيدت مجلة (تيمبو) الإيطالية هذا النبأ واعتبرته أحد الأسباب التى دفعت البابا على تحريف تعاليم الكنيسة لصالح اليهود ، خوفا من التشهير والفضائح.)

    وفى مقالة نشرها موقع (روما ـ إسلام أون لاين.نت/21-3-2001) بعنوان: الفاتيكان: القساوسة يعتدون على الراهبات)

    كشف تقرير صادر من الفاتيكان عن قيام الكثير من القساوسة والأساقفة في الكنائس الكاثوليكية بالاعتداء الجنسي على الراهبات واغتصابهن وإجبارهن على الإجهاض أو
    تناول حبوب منع الحمل.

    وفى تقرير آخر نشرته صحيفة "لاريبابليكا" الإيطالية الصادرة عن الفاتيكان الأربعاء 21-3-2001 أن هؤلاء القساوسة والأساقفة يستغلون سلطاتهم الدينية التي يتمتعون بها في العديد من الدول، خاصة دول العالم النامي لممارسة الجنس مع الراهبات رغمًا عنهن، مشيرًا إلى أنه تم الكشف عن العديد من حالات الاعتداء في 23 دولة، منها الولايات المتحدة، البرازيل، الفليبين، الهند وأيرلندا، وإيطاليا، بل وداخل الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) نفسها، بالإضافة إلى العديد من الدول الإفريقية!!.

    وأشار التقرير إلى أنه تم الكشف عن عدد لا حصر له من حالات الاعتداء الجنسي من جانب القساوسة، الذين يقومون بإجبار هؤلاء الراهبات، إما على تناول حبوب منع الحمل، أو الإجهاض لمنع الفضيحة.

    وقال التقرير: إن إحدى الراهبات الأم بكنيسة -لم يتم ذكر اسمها- أقرّت بأن القساوسة في الكنيسة التي تعمل بها قاموا بالاعتداء على 29 من الراهبات الموجودات في الأسقفية، وعندما أثارت الراهبة هذا الأمر مع كبير أساقفة الكنسية، تم فصلها من وظيفتها.

    وأشار التقرير إلى أنه وبعد اكتشاف مثل تلك الحالات فإنه يتم إرسال القساوسة المسئولين عن تلك الاعتداءات، إما للدراسة خارج الدولة أو إرسالهم لكنيسة أخرى لفترة قصيرة. أما الراهبات -اللاتي يخشين العودة إلى منازلهن- فيتم إجبارهن على ترك الكنسية، ويتحولن في أغلب الأحيان إلى عاهرات.

    وقال التقرير: إن الفاتيكان يراقب الموقف، إلا أنه لم يتخذ حتى الآن أي رد فعل مباشر.

    وفي كنيسة أخرى -وطبقا للتقرير- طالب القساوسة الموجودون بها ، بتوفير راهبات للخدمات الجنسية!! هاللولويا!

    الإصحاح السابع والثمانين

    فضيحة تهز الكنيسة الكاثوليكية بالنمسا:
    تتعرض الكنيسة الكاثوليكية في النمسا حالياً لهزة جديدة بعد موجة الفضائح غير الأخلاقية التي اجتاحتها في السنوات الأربع الماضية، إذ تجدد الحديث عن الفضائح الداخلية إثر كشف أجهزة الأمن النمساوية قيام مسؤول (قسيس) في سكن كاثوليكي داخلي في بلدة "برامبا خكيرخن" بتخزين وتبادل مواد إباحية مصورة تستغل الأطفال جنسياً عبر شبكة المعلومات الدولية "إنترنت" وذلك بالتعاون مع أربعة أشخاص آخرين.

    وتحقق الشرطة مع القسيس للنظر في اتهامات موجهة إليه باستغلال دوره كمرب للأطفال في السكن للاعتداء على عدد منهم جنسياًَ، وشكلت تلك الأنباء صدمة لأهالي منطقة "برامبا خكيرخن" الواقعة في مقاطعة النمسا العليا، الذين فوجئوا بما كشفت عنه أجهزة الأمن داخل المؤسسة الدينية، وقامت الشرطة بجمع إفادات 100 طفل من الملتحقين بالسكن الداخلي المذكور للوقوف على حجم الاعتداءات الجنسية المرتكبة بحقهم.

    وتتوج الحادثة الجديدة سلسلة من الفضائح الأخلاقية التي تهز الكنيسة الكاثوليكية في النمسا ومؤسساتها، إذ مازالت الكنيست تعاني من تبعات الكشف في عام 1995م عن قيام أسقف فيينا الأسبق هيرمان جرور بالاعتداء جنسياً على أطفال في دير "هولابرونش" ولم تبت الكنيسة في القضية، واكتفت بإعفاء جرور من منصبه كأسقف للعاصمة النمساوية، ما أضعف الثقة في الكنيسة ورجال الدين النصارى.

    الإصحاح الثامن والثمانين

    قساوسة شواذ يمارسون اللواط:
    روما- إسلام أون لاين /10/12/2000 كشف أحد كتّاب السيرة البابوية عن أن معظم قساوسة الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا "الفاتيكان" يمارسون العادات الجنسية الشاذة.

    وذكر "ماركو بوليتي" كاتب السيرة البابوية في أحدث كتبه "الاعتراف" أنه توجد شبكة كبيرة من القساوسة ورجال الدين بالكنيسة الكاثوليكية في روما في مناصب مختلفة يمارسون العادات الجنسية الشاذة ويعيشون في حالة من الرعب خوفًا من كشف أمرهم. وأشار "بوليتي" الذي يغطي شئون الفاتيكان في جريدة "لا ريبابليكا" أنه وجد صعوبة في العثور على ناشر لنشر هذا الكتاب الذي باع منه (5) آلاف نسخة في 3 أسابيع مشيرًا إلى أنه بالرغم من ذلك فإن الكتاب لقي هجومًا شديدًا من جانب الفاتيكان الذي زعم أنه لا يعنى كثيرًا بشئون القساوسة ومعاناتهم. وقال "أنتوني مازي" أحد قساوسة الفاتيكان المعروفين والذي يدير جماعة لمكافحة المخدرات: إنه يعرف العديد من القساوسة الذين يمارسون مثل هذه العادات الشاذة، ومعظمهم من الشباب، مشددًا على خطورة هذه الظاهرة الآخذة في الانتشار. وقد جاء نشر هذا الكتاب بعد الجدال الحاد الذي أثير بشأن مسألة الشذوذ الجنسي في إيطاليا التي روجتها مهرجانات واحتفالات الشواذ في روما، وأدانها البابا.

    الإصحاح التاسع والثمانين

    وتستمر الفضائح.. قس بروتستاني يواجه (26) تهمة لا أخلاقية!!
    مفكرة الإسلام: ينتظر القس البروتستاني ' جارت ستيفن هاوكينس'-58 عاما- الحكم عليه بعد وضعه تحت الحراسة لثبوت ارتكابه لـ 26 جريمة غير أخلاقية. وطبقا لصحيفة [ذي أستراليان] فإن هاوكينس الأسترالي الجنسية متهم بارتكاب 13 جريمة اغتصاب، و11 اعتداءا مخل بالآداب، وتهمتين بالتحريض على الفاحشة، ويقول الإدعاء أن القس المتهم قد ارتكب هذه الجرائم في الفترة ما بين عامي: 1974 و1984…،) موقع مذكرة الإسلام على شبكة الإنترنت:
    http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDnews=12033

    الإصحاح التسعين

    اتهام 2000 من القساوسة بالاعتداءات الجنسية على الأطفال:
    انحرافات القساوسة الجنسية كانت بمثابة الزلزال الذي أصاب الكنيسة الكاثوليكية وأزعج الفاتيكان أيما إزعاج لأنه طعن في صميم مصداقيتها ، بل امتدت هذه المصداقية في نظر المواطن الغربي إلى المسيحية نفسها كدين . ولعل هذا ما دفع مجلة التايم الأمريكية إلى إعداد ملف شامل عن الموضوع أعدته الكاتبة جوانا ماكجيري تقول فيه :

    "بعدما كثرت وتزايدت الاتهامات بالاعتداءات الجنسية التي يرتكبها الرهبان الكاثوليك وبعد التستر الرسمي عليها ، طالب الرومان الكاثوليك الغاضبون قادتهم ورؤسائهم بإصلاح الدين المسيحي . فالصدمة هي أن حالات كثيرة من هذا القبيل انتشرت كفيروس قاتل في نظر الرأي العام . فالأمر لم يعد يقتصر على بوسطن بل تعداه إلى لوس أنجلس وسانت لويس ومينوستا وفيلادلفيا وبالم بيتش وفلوريدا وواشنطن وبورتلاند وماين وبرايدج بورت وكونكنتيكت. والمريع في كل هذه الحالات ليس تفردها بهذه القضية بل في الشبه المرعب بينها. فقد تنوعت وتعددت الاتهامات الموجهة للرهبان الكاثوليك بالاعتداء الجنسي على الأطفال واتهامات للكنيسة بالتستر عليها سواء القضايا التي تورط فيها الأب دان أوأوليفر أوروكوأوبريت "

    وتم اتهام 2000 من القساوسة بالاعتداءات الجنسية على الأطفال في كل البلاد وارتفاع خطير لعدد المكالمات الساخنة لضحايا هذه الاعتداءات . الامر ليس كما صوره الكاردينال بيرنارد لوفي بوسطن بالخطأ الكارثي ولكنه ضربة قاصمة للجهاز المالي والروحي للمؤسسة الكنسية أيضا وإحباط كبير لكل رجل يلبس ( الياقة) الرومانية. فحقيقة دمرت حياة العديد من الناس وتزعزعت الثقة ومصداقية الكنيسة في معالجة المشاكل الاجتماعية.

    ففي يناير/ كانون الثاني وافقت الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا على دفع مبلغ 110 مليون دولار لأطفال استغلوا جنسيا من قبل رجال دين على مر عقود، إذ أدين أكثر من 20 رجل دين وراهبة بإرغام أطفال على ممارسة الجنس.

    ووافقت أبرشية بوسطن الأمريكية على دفع ما بين 15 مليون إلى 30 مليون دولار إلى عشرات من الأشخاص لتسوية دعاوى بأن قسا استغلهم جنسيا حين كانوا أطفالا.

    وعوقب القس المفصول حاليا جون جيجان بالسجن 10 سنوات بسبب إرغامه طفلا صغيرا على ممارسة الجنس، وقد اتهمه 200 ضحية، كما اتهموا قساوسة آخرين في بوسطن، باستغلالهم جنسيا.

    ولطخت القضية سمعة كاردينال بوسطن برنارد لو، الذي يقال إن البابا يقدره.

    وقد قالت صحيفة بوسطن جلوب التي قادت تحقيقا موسعة في القضية إن الكاردينال لُو علم بأمر جون جيجان لكنه نقله من أبرشية إلى أخرى، دون أن يبعده عن الأطفال.

    http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/new...000/1886569.stm

    لكن ما لفت نظري في كل هذا الموضوع هو هذه الفقرة:
    (إذ أدين أكثر من 20 رجل دين وراهبة بإرغام أطفال على ممارسة الجنس.)

    فحتى الراهبات ملائكة الرحمة أجبروا الأطفال على ممارسة الجنس معهم!!

    ولم الاستغراب فقد أوصى كتابهم بقتل الأطفال ، كما يحكى أنهم أكلوا الأطفال سواء فيما يحكيه الكتاب المقدس أو يحكيه لنا التاريخ:
    (6فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ مُحَرِّمِينَ كُل مَدِينَةٍ: الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. 7لكِنَّ كُل البَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ المُدُنِ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا.) تثنية 3: 6- 7

    (20فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 20-24

    (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 28-40

    (10ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ.... 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.) يشوع 11: 10-12

    (10 فارسلت الجماعة الى هناك اثني عشر ألف رجل من بني البأس وأوصوهم قائلين اذهبوا واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والأطفال. 11وهذا ما تعملونه. تحرّمون كل ذكر وكل امرأة عرفت اضطجاع ذكر.) قضاة 21: 10-11

    (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3

    (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي».) صموئيل الأول 15: 3 - 11

    هكذا ندم الرب ذو العلم الأزلى عندما فوجىء بما حدث من شاول، أنه عفا عن أجاج وعن الجيد من الغنم والبقر والحملان والخراف! فماذا تنتظرون من راهبات هذا الرب؟

    (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9

    ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7

    وفى العهد الجديد نقرأ أيضاً:
    (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40

    (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53

    (وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26

    (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27

    (28ثُمَّ قَالَ لَهَا الْمَلِكُ: [مَا لَكِ؟] فَقَالَتْ: [هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَالَتْ لِي: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ الْيَوْمَ ثُمَّ نَأْكُلَ ابْنِي غَداً. 29فَسَلَقْنَا ابْنِي وَأَكَلْنَاهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهَا فِي الْيَوْمِ الآخَرِ: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ فَخَبَّأَتِ ابْنَهَا]. 30فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ كَلاَمَ الْمَرْأَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَهُوَ مُجْتَازٌ عَلَى السُّورِ، فَنَظَرَ الشَّعْبُ وَإِذَا مِسْحٌ مِنْ دَاخِلٍ عَلَى جَسَدِهِ.) ملوك الثانى 6: 28-30

    وأما التطبيق العملى فى العصور القريبة ، فيحكى لنا التاريخ:
    استولت الحبشة على إريتريا المسلمة بتأييد من فرنسا وانجلترا. فماذا فعلت فيها؟ صادرت معظم أراضيها ، وأسلمتها لإقطاعيين من الحبشة ، كان الإقطاعى والكاهن مخولين بقتل أى مسلم دون الرجوع إلى السلطة ، فكان الإقطاعى أو الكاهن يشنق فلاحيه أو يعذبهم فى الوقت الذى يريد ….

    فتحت للفلاحين المسلمين سجوناً جماعية رهيبة ، يجلد فيها الفلاحون بسياط أكثر من عشرة كيلو جرامات. وبعد إنزال أفظع أنواع العذاب بهم كانوا يُلقوْن فى زنزانات بعد أن تربط أيديهم بأرجلهم ، ويتركون هكذا لعشر سنين أو أكثر ، وعندما كانوا يخرجون من السجون كانوا لا يستطيعون الوقوف ، لأن ظهورهم قد أخذت شكل القوس.

    كل ذلك قبل استلام هيلاسيلاسى السلطة فى الحبشة ، فلما أصبح امبراطور الحبشة وضع خطة لإنهاء المسلمين خلال خمسة عشر عاما ، وتباهى بخطته هذه أمام الكونجرس الأمريكى.

    سن تشريعات لإذلال المسلمين منها أن عليهم أن يركعوا لموظفى الدولة وإلا يقتلوا.
    أمر أن تستباح دماؤهم لأقل الأسباب ، فقد وجد شُرطياً قتيلاً قرب قرية مسلمة ، فأرسلت الحكومة كتيبة كاملة قتلت أهل القرية كلهم وأحرقتهم مع قريتهم ، ثم تبين أن القاتل هو صديق المقتول ، الذى اعتدى على زوجته.

    حاول أحد العلماء وهو الشيخ عبد القادر أن يثور على هذه الإبادة فجمع الرجال ، واختفى فى الغابات ، فجمعت الحكومة أطفالهم ونساءهم وشيوخهم فى أكواخ من الحشيش والقصب ، وسكبت عليهم البنزين وأحرقتهم جميعاً أحياء.

    ومن قبضت عليه من الثوار كانت تعذبه عذاباً رهيباً قبل قتله ، من ذلك إطفاء السجائر فى عينيه وأذنيه ، وهتك عرض بناته وزوجته وأخواته أمام عينيه ، ودق خصيتيه بأعقاب البنادق ... وجره على الأسلاك الشائكة حتى يتفتت، وإلقاؤه جريحا قبل أن يموت لتأكله الحيوانات الجارحة ، بعد أن تربطه بالسلاسل حتى لا يقاوم.

    وصورة أخرى من الكونغو:
    يذكر كلارك أحد أعضاء الإرسالية الأمريكية فى تقرير له عن الكونغو سنة 1885م وكيف كان البلجيك يرسلون جنودهم ليقتلوا أفراداً من قبيلة الأكوكو ، ويعودون بالأيادى التى قطعوها من جثث ضحاياهم ، وكانت من بينهم أيدى ثلاثة أطفال ، وأقفرت مناطق بأكملها بسبب القتل والتعذيب. وكان من وسائل التسلية عند البلجيكيين قطع أعضاء الرجل التناسلية وتعليقها على سور القرية.

    وكتب جليف فى تقرير له سنة 1894م أنهم أحضروا عشرين رأساً بشرياً إلى شلالات ستانلى، واستعملها الكابتن روم فى تزيين حوض الزهور أمام منزله.

    وصورة أخرى لجنود الرب فى الحملات الصليبية:
    في كتابه (على خطى الصليبيين) يقول مؤلفه الفرنسي (جان كلود جويبو).. تحت ضغط الحجاج قرر (رايموند دي سال - جيل) بدءً من 23 نوفمبر محاصرة معرة النعمان - بسوريا - كان الحصار طويلاً صعباً لكن الصليبيين أفلحوا في الاستيلاء على المدينة وذبحوا سكانها..

    وفي هذا يقول ابن الأثير: خلال ثلاثة أيام أعملت الفرنجة السيف في المسلمين فقتلت أكثر من مائة ألف شخص ، كانت تطرح جثثهم فى الخنادق بعد أن مثلوا بها ، والتهموا جزءاً منها بشراهة هذا بالإضافة إلى أعداد الأسرى ..

    وكتب المؤرخ (راوول دين كاين): عمل جماعتنا على سلق الوثنيين ـ يقصد المسلمين ـ البالغين في الطناجر، وثبتوا الأطفال على الأسياخ والتهموها مشوية ويكتب المؤرخ (البيرديكس): لم تتورع جماعتنا عن أن تأكل الأتراك والمسلمين فحسب وإنما الكلاب أيضاً..

    ويكتب (الانويم): بعضهم الآخر قطع لحم الجثث قطعاً وطبخها كي يأكلها..

    ويصف ابن الأثير في الكامل الاستيلاء على القدس: ولبث الفرنج في البلدة أسبوعا يقتلون فيه المسلمين، وقتل الفرنج في المسجد الأقصى ما يزيد على السبعين الفاً منهم جماعة كثيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم ممن فارق الأوطان وجاور ذلك الموضع الشريف، ثم بدأ النهب والسلب..

    ويذكر الكثيرون ماذا فعل ريتشارد قلب الاسد في الحملة الصليبية الثالثة عند احتلاله لعكا بأسرى المسلمين فقد ذبح 2700 أسير من أسرى المسلمين الذين كانوا في حامية عكا و قد لقيت زوجات وأطفال الأسرى مصرعهم إلى جوارهم.

    الإصحاح الواحد والتسعين

    الفاتيكان يعترف باغتصاب راهبات من قبل قساوسة:
    كما أكد موقع الجزيرة نت على هذا الكلام وأضاف تحت عنوان: الفاتيكان يعترف باغتصاب راهبات من قبل قساوسة:

    وكانت الاتهامات قد ظهرت للمرة الأولى في التقرير الكاثوليكي القومي الأسبوعي في مدينة كانساس في 16 مارس/ آذار ونقلته وكالة أنباء أديستا - وهي وكالة إيطالية دينية صغيرة - مما أدى إلى وصوله لأجهزة الإعلام العامة.

    وقد أعدت التقرير الذي تحدث عن حالات محددة بالأسماء وحالات تورط أصحابها راهبة وطبيبة تدعى ماورا أودونوهو، وقدمت الراهبة تقريرها إلى رئيس مجمع الفاتيكان للأوامر الدينية الكاردينال مارتينز سومالو في فبراير/ شباط عام 1995. وقد أمر الكاردينال آنذاك بإنشاء فريق عمل من المجمع لدراسة المشكلة مع أودونوهو والتي كانت تعمل منسقة الإيدز في منظمة (كافود) وهي منظمة دينية تابعة لطائفة الروم الكاثوليك تتخذ من لندن مقرا لها.

    وأشارت أودونوهو إلى أدلة واضحة على اتهاماتها، وقالت إنه في إحدى الحالات أجبر قسيس راهبة على الإجهاض مما أدى إلى موتها، ثم قام بنفسه بعمل قداس لها.

    وبشأن أفريقيا قال تقريرها: إن الراهبات لا يستطعن هناك رفض أوامر القساوسة بهذا الشأن، وأكدت أن عددا من القساوسة هناك مارسوا الجنس مع الراهبات خوفا من إصابتهم بالإيدز إذا "مارسوه مع العاهرات"، وترغم الراهبات على تناول حبوب لمنع الحمل، لكنها قالت إن مؤسسة دينية اكتشفت وجود 20 حالة حمل دفعة واحدة بين راهباتها العاملات هناك.

    وأشار التقرير إلى أن الأسقف المحلي لإحدى المناطق طرد رئيسة دير عندما اشتكت له من أن 29 راهبة من راهبات الدير حبالى بعد أن أرغمن على ممارسة الجنس مع القساوسة.

    الإصحاح الثانى والتسعين

    وقد ذكر موقع البى بى سى عن هذه الأحداث ما يلى تحت عنوان:
    الفاتيكان يهون من تقرير عن اغتصاب الراهبات:
    أقر الفاتيكان بأن الراهبات الكاثوليكيات تتعرضن لتحرش جنسي من جانب القساوسة، لكنه هون من حجم المشكلة مشيرا إلى أنها محدودة وقد جاءت تعليقات الحاضرة الكاثوليكية ردا على مزاعم وردت في هذا الصدد في أسبوعية ناشيونال
    كاثوليك ريبورتر الصادرة في الولايات المتحدة

    وقالت الصحيفة إنها رصدت بعض الحالات التي حملت فيها الراهبات من القساوسة ثم أجبرن على الإجهاض عقب ذلك.

    وقد استند المقال التفصيلي الذي نشر في الصحيفة إلى خمس تقارير أعدت من قبل رجال دين كاثوليك في الفترة من عام أربعة وتسعين وحتى الوقت الحاضر

    واعترف المتحدث باسم الفاتيكان جواكين نافارو فولز بأن قيادة الكنيسة الكاثوليكية تعرف بهذه المشكلة التي كانت موجودة في منطقة جغرافية محدودة.

    الإصحاح الثالث والتسعين

    لكن التقرير الذي نشرته ناشيونال كاثوليك ريبورتر تناقض مع ما قاله المتحدث حيث رصد ثلاثة وعشرين دولة وقعت فيها هذه الانتهاكات من بينها الولايات المتحدة وإيطاليا والهند وإيرلندا والبرازيل.

    الإصحاح الرابع والتسعين

    ونقل عن الأب روبرت جي فيتيلو، الذي يترأس حاليا حملة الأساقفة الأمريكيين من أجل التنمية البشرية الذى ألقى محاضرة حول المشكلة نفسها في عام أربعة وتسعين القول إنه سمع شخصيا قصصا مأساوية عن نساء متدينات إجبرن على ممارسة الجنس مع قساوسة أو رجال دين أقنعوهم بأن ممارسة الجنس أمر مفيد للطرفين

    وقال التقرير إن النساء اللواتي تعرضن لهذه المأساة لم يجدن كثيرا من التعاطف عندما اشتكين ، وهذا نفس ما حدث فى مصر من لجوء السيدة المصرية لأرفع المناصب فى الكنيسة شاكية الراهب برسوم ، ولم تجد التعاطف أو رد فعل يمنع عنها هذه المصيبة.

    ونقرأ هذا الكلام اليوم تقريباً فى كل بلد ، فهذه فرنسا أم النهضة:

    قال مسؤولون قانونيون في فرنسا إن أوامر صدرت إلى أسقف فرنسي للمثول أمام القضاء في يونيو/حزيران المقبل، لمحاكمته جراء عدم قيامه بالإبلاغ عن قسيس تابع له أدين في تهم تتعلق باغتصاب وممارسة الجنس مع أطفال دون سن الخامسة عشرة.

    وسيواجه الأسقف بيير بيكان عقوبة السجن ثلاث سنوات إذا ثبتت إدانته أمام المحكمة.

    وكان قسيس يدعى رينيه بيزي يعمل تحت بيكان حكم عليه بثماني عشرة سنة سجنا في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، لارتكابه 11عملية اغتصاب وتحرش جنسي بأطفال قصر أثناء فترة عمله في أبرشية نورماندي بين عامي 1987 و1996

    ويتمسك آباء الضحايا بمحاكمة بيكان لعدم تبليغه عن ممارسات بيزي الشاذة، وبدلا من ذلك قام بإرساله لتلقي العلاج النفسي لستة أشهر، مما اعتبر إساءة إلى أقارب الضحايا والرأي العام. بينما يرى محامي بيكان أن القضية تمس حق الأسقف في التكتم على أسرار معاونيه.

    ويقول أحد آباء الضحايا إنهم لا يرمون من محاكمة بيكان إلى سجنه، وإنما لإجراء تغييرات جذرية في نظام الكنائس في فرنسا. وكان الأساقفة الفرنسيون قد وعدوا بعد الكشف عن ممارسات رينيه بيزي بالتبليغ عن أي قسيس يرتكب مثل هذا النوع من الجرائم.

    وشهدت الآونة الأخيرة تورط العديد من القساوسة الكاثوليك في جرائم خطيرة، ففي يوم الثلاثاء الماضي رفضت محكمة الاستئناف في باريس استئنافا تقدم به الأب جيان ماري فينسان الذي حكم عليه العام الماضي بالسجن خمس سنوات لتحرشه بأحد عشر طفلا من مرتلي القداس بين عامي 1992 و1997.

    كما اتهمت فتاتان توأمان الأسبوع الماضي قسيسا يبلغ من العمر الآن 76 عاما بالاعتداء عليهما قبل 14 عاما وكان سنهما آنذاك 13 عاما. ومن المقرر أن يمثل هذا القس أمام المحكمة يوم الاثنين المقبل ليواجه ضحيتيه وجها لوجه، كما توجهان اتهامهما لأسقف الأبرشية أيضا بالتستر على الجريمة.

    المصدر
    http://www.aljazeera.net/news/europe/2001/2/2-23-5.htm

    «« توقيع abubakr_3 »»

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    11:14 PM
    المشاركات
    374

    افتراضي

    الإصحاح الخامس والتسعين

    الكتاب المقدس يخلد ذكرى العاهرات ويقدمهن فى ثوب القديسات:
    يقول الأستاذ eeww2000 فى كتابه الإلكترونى الرائع (المرأة بين الإسلام والمسيحية): دعونا نبحث عن أمثلة لنساء افتخرت بهن كتب اليهود والنصارى وجعلت منهن بطلات وأمثلة تحتذى لجميع نسائهم ...

    فلنبدأ بامرأة خلدتها التوراة - العهد القديم - فى سفر كامل أفرد لها وباسمها ليحكى قصتها ... يهوديت ....

    تلك المرأة اليهودية التى نجحت فى تسجيل اسمها فى الكتاب المقدس ...
    تلك المرأة التى يردد ملايين اليهود والنصارى قصتها فى قراءتهم لكتابهم المقدسة ...
    بل ويتعبدون بتلك القراءة ...

    تُرى من هى تلك البطلة؟؟؟

    وما هى جلائل الأعمال التى قامت بها لتستحق كل هذا التقدير؟؟؟

    لنقرا قصتها من ذلك السفر المسجل باسمها ...

    يصفها ذلك السفر قائلا: (4 وكانت يهوديت قد بقيت أرملة منذ ثلاث سنين وستة أشهر
    5 وكانت قد هيات لها في أعلى بيتها غرفة سرية وكانت تقيم فيها مع جواريها وتغلقها
    6 وكان على حقويها مسح وكانت تصوم جميع أيام حياتها ما خلا السبوت ورؤوس الشهور وأعياد آل إسرائيل)

    ثم يقول: (8 وكانت لها شهرة بين جميع الناس من أجل أنها كانت تتقي الرب جدا ولم يكن أحد يقول عليها كلمة سوء)

    انظر إلى درجة تقواها وورعها! ثم يقول:

    ولا ينسى ذلك السفر أن يصف جمالها الأخَّاذ فيقول:
    7 وكانت جميلة المنظر جدا وقد ترك لها بعلها ثروة واسعة وحشما كثيرين وأملاكا مملوءة باصورة البقر وقطعان الغنم)

    إلى هنا نجد أن تلك المرأة امرأة مثالية ... فهى تتقى الله ولا يشوب سمعتها شائبة وليس للناس أى مأخذ عليها ....

    فما هى حقيقة تلك التقوى وتلك الأوصاف الجليلة؟ وما هوالعمل العظيم الذى جعل من تلك المرأة تحوذ سفرا كاملا من أسفار العهد القديم؟

    الواقع أن تلك المرأة ظهرت فى ظروف قرر فيها اليهود تسليم مدينتها إلى الأشوريين ، فغضبت وقررت التدخل لمحاولة منع هذه الهزيمة من الحلول بشعب الله المختار ، ويمضى ذلك السفر فيصف صلاتها وتضرعها لكى توفق فيما هى مقبلة عليه من عمل بطولى. فماذا كان ذلك العمل وتلك البطولة التى قامت بها يهوديت؟

    لنقرأ من سفرها:

    (2ودعت وصيفتها ونزلت إلى بيتها وألقت عنها المسح ونزعت عنها ثياب إرمالها 3واستحمت وادهنت بأطياب نفيسة وفرقت شعرها وجعلت تاجا على رأسها ولبست ثياب فرحها واحتذت بحذاء ولبست الدمالج والسواسن والقرطة والخواتم وتزينت بكل زينتها. 4وزادها الرب أيضا بهاء من أجل أن تزينها هذا لم يكن عن شهوة بل عن فضيلة ولذلك زاد الرب في جمالها حتى ظهرت في عيون الجميع ببهاء لا يمثل
    5وحملت وصيفتها زق خمر وإناء زيت ودقيقا وتينا يابسا وخبزا وجبنا وانطلقت 6فلما بلغتا باب المدينة وجدتا عزيا وشيوخ المدينة منتظرين 7فلما رأوها اندهشوا وتعجبوا جدا من جمالها)

    (انظر لمباركة الرب واشتراكه فى جريمة الزنا التى ستحدث: (وزادها الرب أيضا بهاء)!

    فيؤيدها شيوخ اليهود فيما علموا أنها مقبلة عليه ...!!!

    8 (غير أنهم لم يسألوها عن شيء بل تركوها تجوز قائلين إله آبائنا يمنحك نعمة ويؤيد كل مشورة قلبك بقوته حتى تفتخر بك أورشليم ويكون اسمك محصى في عداد القديسين والأبرار...!!!!)

    ثم يمضى ذلك السفر فى وصف العمل البطولى الذى حملته تلك المرأة على عاتقها!
    فهو يصف خداعها لقائد جيوش الأشوريين بجمالها وبالخمر حتى تستدرجه بهاتين الوسيلتين الرخيصتين إلى الفراش! وحين يصيبه الضعف وينام تقوم بالإجهاز عليه ...!!!

    لنقرأ :
    (12فدخل حينئذ بوغا على يهوديت وقال لا تحتشمي أيتها الفتاة الصالحة أن تدخلي على سيدي وتكرمي أمام وجهه وتأكلي معه وتشربي خمرا بفرح 13فأجابته يهوديت من أنا حتى أخالف سيدي 14كل ما حسن وجاد في عينيه فأنا أصنعه وكل ما يرضى به فهوعندي حسن جدا كل أيام حياتي 15ثم قامت وتزينت بملابسها ودخلت فوقفت أمامه 16فاضطرب قلب اليفانا لانه كان قد اشتدت شهوته 17وقال لها اليفانا اشربي الآن واتكئي بفرح فإنك قد ظفرت أمامي بحظوة 18فقالت يهوديت أشرب يا سيدي من أجل أنها قد عظمت نفسي اليوم أكثر من جميع أيام حياتي 19ثم أخذت وأكلت وشربت بحضرته مما كانت قد هيأته لها جاريتها 20ففرح اليفانا بازائها وشرب من الخمر شيئا كثيرا جدا أكثر مما شرب في جميع حياته.

    1ولما أمسوا أسرع عبيده إلى منازلهم وأغلق بوغا أبواب المخدع ومضى 2وكانوا جميعهم قد ثقلوا من الخمر 3وكانت يهوديت وحدها في المخدع 4واليفانا مضطجع على السرير نائما لشدة سكره 5فأمرت يهوديت جاريتها أن تقف خارجا أمام المخدع وتترصد 6ووقفت يهوديت أمام السرير وكانت تصلي بالدموع وتحرك شفتيها وهي ساكتة 7وتقول أيدني أيها الرب إله إسرائيل وانظر في هذه الساعة إلى عمل يدي حتى تنهض أورشليم مدينتك كما وعدت وأنا أتم ما عزمت عليه واثقة بأني أقدر عليه بمعونتك 8وبعد أن قالت هذا دنت من العمود الذي في رأس سريره فحلت خنجره المعلق به مربوطا 9واستلته ثم أخذت بشعر راسه وقالت أيدني أيها الرب الإله في هذه الساعة 10ثم ضربت مرتين على عنقه فقطعت رأسه ونزعت خيمة سريره عن العمد ودحرجت جثته عن السرير)

    وهكذا صارت هذه العاهرة القديسة نموذجا يحتذى لبطولة المرأة فى الكتاب المقدس!!!

    وهذا هو دور المرأة كما يراه اليهود والنصارى! أداة للجنس والمتعه لهم! ووسيلة رخيصة للحرب والتسلل إلى فراش أعدائهم!

    ولعل البعض يظن أن يهوديت كانت العاهرة الوحيدة التى دخلت الكتاب المقدس من أوسع أبوابه ... باب الجنس والعهر ....

    إلا أن هذا غير حقيقى ... توجد أخرى نجحت فى انتزاع سفر آخر من أسفار الكتاب المقدس باسمها ...!!!

    حتى لكأن الكتاب المقدس صار كتابا يتتبع أخبار الساقطات وقصص الشذوذ والعهر!!!

    وتلك الأخرى هى استير ...

    تلك المرأة ( البطلة ) التى نجحت فى إنقاذ شعب الله المختار من أعدائه مستفيدة بمواهبها (الجنسية) الخارقة ...!!!!

    ومنعا للتطويل فإننا نحيل القارئ مباشرة إلى سفر استير ليقرأ قصة تلك العاهرة البطلة
    ولمن لا يملك ذلك الكتاب ( المقدس ) يمكنه قراءة قصة العاهرة فى أى رواية من روايات (ألف ليلة وليلة) مع إبدال اسم ( شهرزاد ) باسم ( استير ) ...!!!
    سفران من اسفار الكتاب المقدس تم تسميتهما باسماء عاهرتين ...!!!
    ومع هذا ظل اسمه ( الكتاب المقدس ) ....!!!

    ثم بطلة أخرى من بطلات الكتاب المقدس تم تكريمها فى العهد القديم ونجحت فى انتزاع الحظوة لدى بولس - كبير محرفى دين المسيح - ....

    راحاب الزانية الجاسوسة ...!!!
    أعطاها العهد القديم التكريم وحق الحياة بعد إبادة أهل مدينتها بالكامل ...

    يشوع 6: 17 (17فَتَكُونُ الْمَدِينَةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ. رَاحَابُ الزَّانِيَةُ فَقَطْ تَحْيَا هِيَ وَكُلُّ مَنْ مَعَهَا فِي الْبَيْتِ, لأَنَّهَا قَدْ خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلْنَاهُمَا.)

    يشوع 6: 23 (23فَدَخَلَ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا, وَكُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ.)

    يشوع 6: 25 (25وَاسْتَحْيَا يَشُوعُ رَاحَابَ الزَّانِيَةَ وَبَيْتَ أَبِيهَا وَكُلَّ مَا لَهَا. وَسَكَنَتْ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, لأَنَّهَا خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ لِيَتَجَسَّسَا أَرِيحَا.)

    ثم يجدد بولس - القديس ؟؟!!!- تكريمها فيقول :
    عبرانيين 11: 31 (31بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ.)

    هذا هودور المرأة عند اليهود والنصارى!!
    عاهرة وأداة متعة وجاسوسة!!

    وأضيف على كلام أخى eeww2000 أيضاً اسم مريم المجدلية ، التى كانت تمسح بالدهن والطيب أرجل يسوع (لوقا 7: 38 ويوحنا 12: 3) أو رأسه (مرقس 14: 3 ومتى 26: 7) (على إختلاف الأناجيل) ، فقد كانت أيضا عاهرة وتابت.

    (39فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيّاً لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئِةٌ».) لوقا 7: 39

    الإصحاح السادس والتسعين

    ومن هذا المنطلق الفكرى الخاص بمسئولية المرأة عن الخطيئة الأولى ، وجلبها متاعب للجنس البشرى ، ترجم علماء الكتاب المقدس هذا الفكر إلى قوانين تحكم أحوال الأسرة ، مثلما جاء فى كتاب: الأحكام العبرية ، ونذكر منها (نقلاً عن تعدد نساء الأنبياء ص 193-195:

    فى الزواج والطلاق والإنفاق:
    المادة 402: (ما أسعد من رزقه الله ذكوراً ، وما أسوأ حظ من لم يُرزَق بغير الإناث. نعم ، لا ينكر لزوم الإناث للتناسل ، إلا أن الذرية كالتجارة سواء بسواء. فالجلد والعطر كلاهما لازم للناس ، إلا أن النفس تميل إلى رائحة العطر الزكية ، وتكره رائحة الجلد الخبيثة. فهل يُقاس الجلد بالعطر؟) فالرجل عندهم هو العطر والرائحة الزكية ، أما المرأة فهى الجلد ذو الرائحة الخبيثة‍

    المادة 407: (إذا لم تدخل الزوجة على زوجها بمال على ذمة الزوجية ، فلا يكلف
    الزوج بأن ينفق عليها فى غير الحاجيات اللازمة التى لا بد منها. أما إذا دخلت عليه بمال ، فيجب عليه التوسع فى النفقة بقدر حاله.)

    أى إن لم تأتيه بنقود فهى كالأنعام تأكل وتشرب فقط لتعمل فى البيت أو فى الحقل وتعتنى بالأولاد ، وفى الليل يسقط عليها كالبهيمة! وإذا مرضت بمرض عضال كان للزوج الحق فى بيع زوجته أو إعارتها أو قتلها ، كما سمح بذلك القانون الإنجليزى كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر.

    حتى ثمن الدواء فى ظل هذا القانون فهو ليس من حق الزوجة! فيحق للرجل قتلها ، مثل البهيمة المريضة التى يأس صاحبها من شفائها ، فقرر التخلص منها بقتلها!

    ومن أين تأتى بالنقود وهى ليس لها حق الميراث؟ وكانوا يتشاءمون منها! لك أن تتخيل حال هذه البائسة فى هذه العقيدة!

    المادة 413: (سلطة الزوج على الزوجة فى أمر التربية وتعليم أمور الدين والدنيا مطلقة لا حدود لها ، فعليه أن يستعملها فى محلها مع الحكمة والاعتدال)

    المادة 414: (متى خرجت الزوجة من بيت أهلها ودخلت بيت زوجها ، صار له عليها حق الطاعة التامة والامتثال الكلى فى جميع ما يأمرها به ، فعليه ألا تخالفه فى شىء مما يطلبه منها ، بل تمتثل له كما تمتثل الجارية لسيدها.)

    المادة 418: (مهما بلغت ثروة الزوجة ، ومهما كان مقدار المال الذى دخلت به للإعانىعلى حوائج الزوجية ، فإنه يجب عليها القيام بالأعمال اللازمة لبيتها صغيرة كانت الأعمال أو كبيرة. لأن البطالة تؤدى إلى فساد الأخلاق ، وليس لها مفارقة زوجها لأى سبب كان حتى لو أصيب بعجز أو صار مُقعَداً واحتاج للسؤال لأجل الإنفاق عليها.)

    المادة 419: (جميع مال الزوجة ملك لزوجها ، وليس لها سوى ما فرض لها من مهر فى عقد الزواج تُطالب به بعد موته ، أو عند الطلاق إذا وقعت الفرقة. فكل ما دخلت به من المال على ذمة الزوجية ، وكل ما تلتقطه ، وكل ما تكسبه من سعى وعمل ، وكل ما يُهدَى إليها فى عرسها ، ملك حلال لزوجها يتصرف فيه كيف يشاء ، بدون معارض ولا منازع.)

    المادة 426: (إذا ماتت الزوجة ولم تعقب ذرية من الأولاد ، فزوجها وارثها الشرعى.)

    المادة 428: (الأسباب التى يحل معها الطلاق ثلاثة: الزنا ، والعقم ، وعيوب الخلقة ، وعيوب الخُلُق.)

    المادة 429: (يحل للرجل أن يُطلِّق زوجته إذا أُشيعَ عنها الزنا ، ولو لم يثبت عليها الزنا فعلاً. كما يحل له طلاقها إذا اتضحَ له بعد الزواج أنها كانت [قبل الزواج] سيئة السلوك .)

    المادة 430: (يجب على من لم يُرزَق من زوجته بذرية بعد معاشرتها عشر سنوات أن يفارقها ويتزوج غيرها.)

    المادة 433: (ليس للمرأة أن تطلب الطلاق مهما كانت عيوب زوجها ، حتى لو ثبت عليه الزنا.)

    ومن هذا يتضح أن هذا الدين كما فهمه واضعوا هذه القوانين ليس لتهذيب الأخلاق ، ولا للإعتناء بالأمة اليهودية وشعبها ، ولكنها حضارة أقل ما تُوصف به أنها حضارة الرجل. للرجل أن يُفسِد ويعربد ، وليس للزوجة حق الإعتراض. فهى كالحذاء يلبسه صاحبه متى شاء ويوجهه إلى حيث شاء ، ويرميه متى شاء!!

    أما أن تفجر المرأة ، فهو والقانون والمجتمع لها بالمرصاد! أما أن تحصن المرأة نفسها ويُشاع عنها الفجر ، ولو نكاية فى عفتها، فيكون جزاؤها الطلاق والطرد إلى الشوارع، ليكون مصيرها إما الهلاك وإما العهارة! وهذا هو فهمهم لطبيعة المرأة! وهذا هو تقديرهم المشين للمرأة! فهل هؤلاء عقلاء يُؤخذ عنهم تقدير لوضع المرأة المسلمة؟

    المادة 434: (متى نوى الزوج الطلاق حُرِّمَت عليه زوجته. فبمجرد عزمه على مفارقتها ، وَجَبَ عليه الإسراع إلى طلاقها.)

    ليس له فرصة أن يراجع فيها نفسه ، قد يتراجع بعد ما تلين له ويلين لها. لكن أبداً! إنها القاذورات! إنها الحقارة كلها! إنها أحبولة الشيطان! إنها صاحبة أول رذيلة عرفتها البشرية! إنها المرأة!

    لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).

    (ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)

    وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل)

    فى الميراث:
    المادة 313: (إذا لم يكن للميت ولد ذكر فميراثه لابن أخيه ، وإن لم يكن له ابن ابن فالميراث للبنت. وإن لم يكن له بنت فالميراث لأولاد البنت ، وإذا لم يكن له حفدة فلأولاد أولادهم الذكور ، وإذا لم يكن له أولاد حفدة من الذكور فالميراث لبنات الحفدة.)

    المادة 315: (إذا لم يعقب الميت ذرية ولا نسلاً من ذكر أو أنثى ، أولاداً أو حفدة ، أو من نسلهم ذكوراً أو إناثاً ، فميراثه لأصوله. وأحق الأصول بميراث الميت أبوه ، وله كل التركة ، وإذا لم يكن له أب ، فجده ثم أصوله من أبيه.)

    وبناءً على المادة 426 يرثها زوجها بمفرده إذا لم يكن لها ذرية!

    وبناءً على المادتين 313 و 315 لا يحق للمرأة أن ترث من زوجها تحت أى ظرف!

    الإصحاح السابع والتسعين

    لا أعرف فى تاريخ النصرانية صفحة بيضاء مرت بها مطلقاً ، لا فى الحروب ولا تجاه المرأة ، ولا تجاه الإنسانية ولا تجاه البيئة ؛ الأمر الذى أدى ليس فقط إلى الاعتداء جنسياً على المرأة أو الراهبة ، أو إلى بيعها كالنعاج ، بل تعداه أيضاً إلى قتلها حرقاً ، لا لجريرة اقترفتها ، بل لأنها امرأة.

    فقد نشرت ميدل ايست أون لاين ما مفاده: فقد قام متحف التاريخ الألمانى بعمل معرض لمعالجة موضوع ملاحقة الساحرات بهدف توضيح خلفيات تلك ‏الظاهرة الغريبة وإلقاء الضوء على ما كن يسمين بالساحرات وأسباب ملاحقتهن و‏قتلهن حرقا منذ 300 سنة، والتي راح ضحيتها ستون ألف فردا.

    برلين - لا يزال الأوروبيون يتذكرون ملاحقة السحرة والساحرات، ‏‏والمحاكم التي كانت تعقد لمحاكمتهن وتعذيبهن وحرقهن في العصور الوسطى، بقلوب ‏تعصف غضبا بسبب المعاملة غير الانسانية لهم لا لشيء الا لشعور ممثلي الكنائس من ‏ ‏القساوسة آنذاك بتهديد سلطتهم ونفوذهم الكبير من ذوي الفكر المستنير الذين اتهموا ‏ ‏بالشعوذة.

    ونبه بيرنجر إلى أنه من مدعاة الحزن حاليا التوقف على حصيلة ضحايا ‏‏الشعوذة في العصور الوسطى اذ انه ذهب ضحية المحاكم البدائية وملاحقة الساحرات ‏والبطش بهن في أوروبا خلال 300 سنة الماضية اكثر من 1780 شخصا في ألمانيا و 60 الف ‏ ‏شخصا في بقية البقاع الاوروبية مشيرا إلى أن قادة المحاكم الظالمة آنذاك كانوا من ‏ ‏ممثلي الكنائس الكاثوليكية وليس من الحقوقيين أو القضاة المدنيين.

    وأوضح بأنه وقع حوالي 25 ألف من حالات الشنق والإعدام بالحرق للمتهمين في ‏ ‏الشعوذة في "الامبراطورية الرومانية المقدسة" وحدها مؤكدا أن كل هذه الأرقام ‏ ‏تعتبر سببا كافيا لتتبع قضية ملاحقة الساحرات، فهي تعبير عن الأحكام الظالمة التي صدرت عن ‏ ‏الكنائس ضد البشر خلال العصور الوسطى في اوروبا، والتي شملت حوالي تسعة ملايين شخص.

    وقال ان عدد الساحرات اللواتي اعدمن في كانتونات سويسرا مثلا في عام 1782 قد ‏‏وصل الى حوالي مائة ساحرة.

    وحسب الباحث الألماني فقد تجلت ملاحقة الساحرات في الفترة الممتدة من عام 1560 إلى عام ‏ ‏1680 مؤكدا أن رجل الدين من الطائفة اليسوعية فريدريك شبي (1591 - 1635) الذي كان ‏ ‏يقف ضد ملاحقة الساحرات كان يفسر ظاهرة قتل الساحرات على أنها "نتيجة حتمية ‏ ‏للتعصب الديني وحب السلطة والخوف من فقدان حق الاحتفاظ بالحكم" الذي وصفه بما ‏ ‏يطلق عليه "عدالة الدم".

    ويستفاد من موجودات المعرض أن 25 بالمائة من الساحرات هم من الذكور أي الرجال، ‏وذلك خلافا لما كان دارجا وهو ان مفهوم السحر كان قاصرا على النساء.

    كما يظهر ان ‏ ‏80 الى 90 بالمائة ممن أعدموا في القرون الوسطى بتهمة السحر في كل من السويد ‏والنرويج وانجلترا وهولندا كانوا من النساء.

    وعجز ممثلو الكنائس خلال محاكمة المتهمين بالسحر في القرون الوسطى عن تقديم ‏ ‏البراهين والأدلة الدامغة وما كان على الرعايا إلا أن يشجعوا ملاحقة الساحرات ‏ ‏والساحرين وإلا خضعوا لعقوبات شديدة الأمر الذي يفسر التمادي في ملاحقة الساحرات.

    ونسب إلى المؤرخ اللوكسيمبورجي ماري - باول يونجبلوت قوله بان الصورة التي ‏ ‏تعلق في اذهاننا بخصوص ما كان رجال الدين يطلقه على المفكرات وصاحبات التجديد ‏‏والتطور في العصور الوسطى هي صورة فعلية من حيث المظهر اذ ان تلك الصورة قد تكونت ‏ ‏بسبب التعذيب والعزلة التي كانت تفرض عليهن في غياهب السجون المظلمة. (كونا)

    الإصحاح الثامن والتسعين

    وفي تقرير صدر عام أربعة وتسعين قالت الراهبة ماورا أودوني المؤهلة كطبيبة، إن راهبات من الكنائس المحلية قدمن مناشدات حارة إلى المسؤولين الكنسيين الدوليين يطلبن فيها المساعدة.

    وقالت: إن الراهبات المتضررات حاولن تقديم شروح إلى السلطات الكنسية حول هذه القضية لم تجدن آذانا صاغية.

    الإصحاح التاسع والتسعين

    وتحت عنوان "إغداق الرحمة عند كل اعتراف" ذكر اللاهوتى والكاتب الألمانى الكبير كارل هاينتس ديشنر: كانت احدى محاولات الإشباع الجنسى هى تلك الممارسات التى كانت تحدث فى الأديرة منذ ممارسة الضرب ، والذى كان يهدف بصورة غريبة الشكل إلى التكفير عن الجرائم الجنسية ، لأن ما كان يفعله الراهب الذى يقوم بالعقاب مع المذنب كان يهدف فقط إلى إشباع رغبته الجنسية السادية ، والتى تنتهى بالقذف عند الرجل والانتعاظ عند المرأة, وكانوا يسمون هذا النوع من العقاب: النظام أو التربية أو الأخلاق. وكان بعض المربيين يستمتعون بشد البنطال على الجسم أو الرقود على الركبة حتى لا يتمكنون من الجماع.

    وقد اخترع الآباء اليسوعيون فى هولندا جمعية دينية رسمية بين الطبقة الأرستقراطية وطبقة السيدات الأثرياء ، وكان العضو المشترك فى هذه الجمعية يُجلَد بالسياط مرة فى الأسبوع ، ولم يكن الجلد على الظهر العارى ، ولكنه على الجزء السفلى من الجسم مجرَّداً من الملابس تماماً ، وعلى الساقين والفخذين والمؤخرة.

    وقد اعتادت الفتيات والسيدات على هذا النوع من العقاب الممتع لهن ، حتى كنَّ يدفعن القساوسة لمواصلة المزيد من التأديب الأبوى.

    الإصحاح المائة

    وفى الكتاب السابق ، وتحت نفس العنوان يقول الكاتب: أما فى إسبانيا فقد كانت الكفَّارات الجسدية للسيدات بعد الاعتراف من الأشياء المعتادة ، كما كان الآباء اليسوعيون يلهون فى الغرف الأمامية للملكة مع سيدات البلاط صغيرات السن وهن عرايا تماماً ، وكذلك مع الأميرات الغريبات ، وأيضاً مع زوجات وبنات رُسُل القصر.
    الإصحاح الواحد بعد المائة

    ويحكى G. Frusta أنه سمع من أناس أهل للثقة فى القرن التاسع عشر أنه لم يكن يستغنى بيت من البوتات الكبيرة عن الآباء اليسوعيين والدومينيكان ، كما كانوا يتخذونهم أصدقاءً للأسرة ، وقد اعتاد هؤلاء الآباء على اقتراف أشياءً مثل التى ذُكِرَت أعلاه بصورة لا حصر لها. وحتى فى الأديرة لم يتورعوا عن اقتراف مثل هذه الجرائم مع السيدات الجامحات أو المتهورات أو البنات الهائمات وأمثالهن ، فكانوا يحجزونهن (الأمر الذى يحدث مثيله حتى اليوم) ويتلقين العقوبة المفروضة عن طريق إشارة متفق عليها من قبل ، وكان يتم عقابهن سراً أو علانيةً ، أما السيدات اللاتى كن يتمتعن بقدر وافر من الجمال ، فكانوا يقومون بأنفسهم بتنفيذ العقوبة.

    الإصحاح الثانى بعد المائة

    وكان الإنسان يتغزل فى ضرب النساء بالسوط فى الأديرة الروسية حتى جزء ما من القرن التاسع عشر ، وكان من أشهر الأديرة فى ذلك دير إيفانوفيسكى ودير العذراء ، حيث تمكن الرهبان فيها من توحيد القديم والجديد ، ودمج الدين بالمجون الجنسى ، وإلباس التصوف بالشهوة.

    ولا ينفى الكاتب وجود بعض رجال الدين الذين كانوا يتمتعون بأخلاق عالية، كما لم ينعدم وجودهم أيضا فى الغرب، وكانوا ينادون بفصل الرجال عن النساء فى الأديرة.

    وفى عام 1552 أثبت إيفان الرابع (وهو صاحب قانون محاكمة رجال الدين ومراقبة أخلاق القساوسة) أن الرهبان يتصرفون كما لو كانوا خدَّماً لله ، إلا أنهم لا يشوبهم حياء بالمرة ، لدرجة أنهم يُدخلون السيدات إلى داخل الدير ، ويمارسون الرذيلة معهن، ويُسرفون فى ممتلكات الدير أيما إسراف .... وفى النهاية أسلم البعض منهم نفسه للواط ، الأمر الذى يجلب غضب الرب على الشعب ، كما يتسبب فى حروب وجوع
    ويؤدى إلى انتشار الطاعون. (ديشنر ص 134)

    وقد أخبر أحد السواح الألمان من روسيا: أن العمل الأساسى للقساوسة الأرثوذكس والراهبات أصبح المتاجرة بالخرافات والجرائم والفساد.

    ونرى فى الصور الفظيعة التى تنقلها لنا المؤمنة إليزابث احدى قيصرات روسيا أن ما يحدث داخل الأديرة هى أحداث جنسية مأساوية مريعة ودموية لأقصى درجة ، حتى إنهم يمارسون المجون عند أرجل المذابح ، ويقترفون الزنى بأكثر الوسائل إغراءً بينما يمسكون صور القديسين فى أيديهم.

    وقد اغتصب أحد رؤساء الأديرة فتاة هناك فى عرض الشارع ، ولم يحدث له أدنى مُساءلة. كما كانت الراهبات يتخذن العشاق ويُنجبون الأطفال الذين يصبحون بدورهم أيضاً رهباناً وراهبات. (ديشنر 134-135)

    الإصحاح الثالث بعد المائة

    وهذا ليس بعيداً عن الأحداث التى نشرتها جريدة النبأ فى عددها رقم 663 الصادر بتاريخ 17 يونيو 2001 عن (واحد من أكبر قساوسة وأحبار دير المحرق بأسيوط) وهو الراهب المصرى برسوم المحرقى ، وما فعله فى دير المحرق: فقد كان يُسخِّر الجان للإيقاع بالسيدات التى يرفضن رغبته ، وكان يستخدم عظام وجماجم الموتى فى تحضير الجن ، كما خالف تعاليم الكنيسة وكان يقيم مع أسرة بالقاهرة لأداء الطقوس الجنسية مع المراهقات فى مسكنها.

    وفى ذلك تقول الجريدة: (ومن النوادر التى مارسها هذا الراهب ، الذى وجد كل هذا الكم من البنات والسيدات طوع يديه من أرقى الأسر إلى أفقرها ، أنه كان يعبث ويتسلى باللعب لهن فى المناطق الحساسة جدا جدا جدا مدعياً أنه يصلى لكل منهن على ".. .. .. .." لكى يزداد بركة .. ويجد الزوج فى ذلك ما يدفعه للمعاشرة الزوجية ، أو تجد الفتاة من يطلب الزواج منها .. إلى هذا الحد استباح هذا القس الديانة المسيحية ، وجعل منها مادة لكل ما يتنافى مع تعاليمها السماوية السامية.)

    يقول المحرر: (احتجتُ إلى الكثير من الوقت ، حتى أفيق من هول الصدمة .. نعم .. هول الصدمة .. ليس فقط مما سمعت ولكن مما شاهدت .. حبر كبير .. واحد من كبار القساوسة .. هو بمثابة الرجل الثانى فى دير كبير .. راهب ترك الحياة الدنيا واختار الكنيسة منذ نحو عشرين عاماً .. استحل لنفسه كل مسيحية يمكن أن تقع تحت يده ، يفعل بها فى الحرام كل ما من شأنه إرضاء غرائزه وشهواته الجنسية بالكامل فى وضع عار تماماً ، ليس من غطاء الحياء .. أو غطاء المقدسات التى يُسىء إليها .. ولكن عار تماماً من أى ملبس .. عار تماماً كيوم ولدته أمه .. ولم تقف أسباب صدمتى عند هذا الحد!! بل وصل الأمر بهذا الراهب ـ والرهبنة منه براء ـ إلى حد أن يرتكب الفاحشة بالكامل وهو عار تماماً فى قلب المذبح ، الذى هو واحد من أهم الأماكن المقدسة فى الكنيسة .. هذا المذبح الذى تتجلى فيه روح السيد المسيح ـ عليه السلام ـ .. ليس ذلك فقط ، ولكن يمسح أعضاءه التناسلية بعد أن أرضى شهواته الدنيئة فى ستائر المذبح التى كان يجب عليه أن يقدسها!! ويقبِّلها ، والتى يتبارك كل من يسعده الحظ بدخول المذبح بالتمسح بها ، بل ويُقبِّلها الجميع فى الدير للتبرك بها.)

    وليست هذه هى كل جرائم هذا الراهب ، فهو متهم بسرقة 4 كيلوجرام من الذهب من احدى العائلات ، أهدى منها كيلو لرئيس الدير للتستر على انحرافاته ، كما اتهم هذا الراهب رئيس الدير بأنه كان يكشف عن سيقانه ويطلب من الرهبان تدليك أعضائه التناسلية. لماذا؟ رئيس دير شاذ ومرتشى وحرامى وزانى؟!! أين حُمرتك ياخجل؟

    وعن الذهب أكد ["جمال أسعد عبد الملاك" النائب القبطي السابق بالبرلمان المصري لشبكة "إسلام أون لاين. نت" أن .. الأنبا برسوم تم التحقيق معه قبل ست سنوات بسبب العثور على ثمانية كيلوجرامات من الذهب بحوزته، كان قد استولى عليها من النساء المترددات عليه، وتم معاقبته بالنقل إلى دير آخر بسوهاج.]
    http://www.islamonline.net/Arabic/n...Article43.shtml

    و(استخدم مع السيدة العديد من الأساليب فى المراوغة ، وحتى لا تقوم بالإبلاغ عن الذهب المسروق والذى أعطى منه رئيس الدير ـ الذى تربطه به أقوى العلاقات ، والذى أصبح ساعده الأيمن ـ كيلو كاملاً رغم علمه بقصة سرقة هذا الذهب .. .. ومن أساليبه التى استخدمها مع السيدة تهديدها بأنه سيصوِّر لها شريطاً جنسياً أثناء مواقعته لها ، وذلك لإجبارها على عدم الإبلاغ عنه. مما اضطرها لأن ترضخ له خوفاً منها على أسرتها ، خاصة بعد إصابة زوجها بالشلل! .. وقام هذا الراهب بالتجارة فى هذا الذهب وتشغيله فى الأسواق عن طريق شقيقه (جرجس سعد الله) وزوج شقيقته اللذين يمارسان عملهما فى تجارة الذهب بالصاغة.)

    (ولم يقف الأمر فى هذه المهزلة الكبرى عند هذا الحد .. ولكنه عاود ـ بالتنسيق مع شقيقه ـ الاتصال بهذه السيدة الضحية مرة أخرى ، وطالبها بمبالغ مالية كبيرة نظير تسليمها الشريط الجنسى الذى قام بتسجيله لها أثناء مواقعته لها فى كل الأوضاع المخزية ، وإن لم تفعل فإنه سيقوم بفضح أمرها!! واستجابت السيدة المسكينة لهذا الابتزاز أكثر من مرة.)

    (وحاولت الاستنجاد برجال الدين، حتى أنها أسمعت صوتها للقيادات العليا فى الكنيسة ، فى محاولة منها لحل مشاكلها. ولكنها لم تجد من مستمع أو مجيب .. ولم يسأل فيها أحد .. رغم أن قيادات الكنيسة علمت بأمر هذا الراهب منه شخصياً ، حيث تقدم يطلب التوبة ، وتم نقله بالفعل إلى دير الشهداء بسوهاج والذى هو مُلحق عليه حتى الآن. ولم تجد المسكينة أمام مأساتها التى لم تجد من القيادات الدينية من يسمعها بخصوصها إلا
    أن تتقدم إلى الأجهزة الأمنية.)

    (عندما تمت مواجهة الراهب بما هو منسوب إليه اعترف بأن هناك خطأ فى إدارة شئون الأديرة ، منها السماح للعوام بدخولها والاحتكاك بالرهبان فيها ، والإقامة لفترات طويلة بداخلها ـ ودلل على ذلك بأنه تمكن من أن يُلبِس السيدة التى واقعها فى المذبح الذى يتعبد فيه ملابس الرهبان ويصطحبها إلى حيث فعل بها ومعها دون أن يلفت ذلك نظر أحد.)

    (وقال فى اعترافاته: إن هناك راهباً يُدعى اسطفانوس المحرقى هرب باحدى سيدات شعب الكنيسة بأسيوط بعد أن أغواها بترك زوجها ، وسافر بها إلى خارج البلاد.)

    (ادعى الراهب فى اعترافاته على أسقف دير المحرق بأنه سبق له أن اصطحب السيدة المجنى عليها بمفردها إلى فيللا مملوكة له بمدينة القاهرة .. وأن خلافاً نشب بينه وبين "الأنبا أسقف" الدير بخصوص هذه السيدة التى كان كل منها يريدها لنفسه فقط! وألا تكون مشتركة بينهما. كما ادعى عليه بأنه كان ينام على أريكة ويطلب من الرهبان بعد أن يكشف ساقيه (التحسيس) له على عوراته.)

    (وتناولت الاعترافات أن أحد الرهبان كان يمارس الشذوذ مع الأطفال وتم طرده من الدير بعد أن افتضحت حقيقة أمره.)

    (ويبدو أن احدى السيدات اللاتى واقعهن تركت فى نفسه هوى .. وهو بدوره ترك فى نفسها هوى .. مما دفعها إلى أن تهديه صورتها مكتوبا عليها "إلى حبيبى كوكى" .. ومما دفعه إلى أن يحتفظ بهذه الصورة فى جيبه ، إلى أن تم ضبطها معه بالإضافة إلى العظام والجماجم والدم ، الذى تم إحالته للطب الشرعى .. وأنه يختفظ بصورتها معه ليمارس بالاستمتاع بها العادة السرية التى اعتاد عليها!!)

    كما نشرت الجريدة قائلة: (القس "كوكى" يُشبع غرائزه مع الأطفال والمراهقات والزوجات ويستمع بالعادة السرية على صورة محبوبته فى أوقات الفراغ بدير العذراء)

    الإصحاح الرابع بعد المائة

    وفى صفحة 137 يقول ديشنر: (وبسبب الانتشار الكبير للعهارة التى يمارسها رهبان المسيحية وراهباته وقساوسته ، هدَّدَ مَجمَع ترينت كل من يدخل دير النساء بدون تصريح كتابى من الأسقف بأنه سوف يُطرَد من الكنيسة ويُحرَم منها. حتى الأسقف نفسه لم يُسمَح له بالتواجد فى دير النساء إلا فى حالات
    إستثنائية ، وبمصاحبة بعض رجال الدين الأكبر سناً منه.)

    وفى صفحة 141 وتحت عنوان (وما الأديرة إلا مواخير للدعارة) يقول ديشنر: (لقد كان يوجد منذ عصر الملك كارل [شارل] الأكبر راهبات (محجبات (كُنَّ يتقاضين أجوراً نظير ممارسة الزنى [أى عاهرات] ، لدرجة أن القيصر حرَّمَ على الراهبات التجوال والزنى ، وأمر بمراقبتهنَّ.)

    (وأمر مجمع آخر بعد ذلك بقليل أن أديرة النساء أصبحت أقرب ما تكون لبيوت الدعارة منها لأديرة ، وكان هذا التشبيه شائعاً فى القرن التاسع.)

    (وقد فاقت بعض الأديرة بيوت الدعارة فى المجون ، فقد صرَّحَ منسق الشئون الخارجية للكنيسة الكاثوليكية جيرهو فون رايشرسبرج (1093 - 1169) "إن مايظهر فى النهار لكافى ليوصف بالإنحطاط".)

    كما ترفَّعَ أحد رجال الدين القريبين من البابا بينيدكت الثالث عشر عن وصف ما يحدث داخل أديرة الراهبات ، إلا أنه قال: "إن حيائى ليمنعنى من وصف الحالة المردية التى وصلت إليها الراهبات."

    (وكان ممارسة الجنس بين الأمراء والراهبات شائعاً فى إنجلترا ـ البلد التى كان معظم بنات الطبقة العليا يَنخَرطنَ فى سلك الرهبنة.)

    ويواصل رجل الدين المعاصر للبابا بينيدكت الثالث عشر قوله: (كما كان المسافرون يستمتعن بممارسة الجنس مع الراهبات فى أديرة الراهبات الرومانية ومازال يحدث هذا فى أيامنا هذه ، وهو حسن ضيافة ، تعارفت عليه بيوت الدعارة. بل أكثر من ذلك أن بيوت الراهبات قد تحولت منذ زمن بعيد إلى "أوكاراً رسمية لممارسة الرذيلة" وقد استُخدِمَت فى أحيان أخرى كـ "مواخير للدعارة" ظاهرة للعيان.)

    ويُشير الأسقف فون تورناى قائلاً: (إن مثل هذه الفضائح لو نُشِرَت فى كتب لوسعتها فقط مكتبة من المكتبات العامة.)

    (وتشتكى القديسة السويدية بريجيت (1303 - 1373) أن بوابة دير الراهبات مفتوح ليل نهار لرجال الدين والقساوسة الكاثوليك ، وكان يتم طرد الكثير من المؤمنات من أماكن عديدة إلى إيطاليا ، بسبب تحول ديرهم إلى بيت دعارة. الأمر الذى دعا الأسقف إيفو فون شارترز أن يقول عن دير سانت فارا St. Fara: "لا تقل عنه أماكن للراهبات المؤمنات ، ولكن قل بيت دعارة للشيطانات.)

    وتقول القديسة (كاترين السينائية) كما نقله صاحب كتاب (قصة الحضارة ج 21 ص 85): (إنك أينما وليت وجهك ـ سواء نحو القساوسة أو الأساقفة، أو غيرهم من رجال الدين أو الطوائف الدينية المختلفة ، أو الأحبار من الطبقات الدنيا أو العليا ، سواء كانوا صغاراً فى السن أو كباراً ـ لم تر إلا شراً ورذيلة تزكم أنفكَ رائحة الخطايا الآدمية البشعة. إنهم كلهم ضيقوا العقل ، شرهون .. تخلوا عن رعاية الروح .. اتخذوا بطونهم لإلهاً لهم ، يأكلون ويشربون فى الولائم الصاخبة ، حيث يتمرغون فى الأقذار ويقضون حياتهم فى الفسق والفجور.) (موقف الإسلام والكنيسة من العلم ص 103)

    ويصف (ماستشيو) الرهبان بأنهم (خدم الشيطان ، مُنغمسون فى الفسق واللواط والشره وبيع الوظائف الدينية ، والخروج عن الدين ، ويقر بأنه وجد رجال الجيش أرقى خُلقاً من رجال الدين.)

    ويذكر ديوارنت: أن سجل الأديرة احتوت على عشرين مجلداً من المحاكمات بسبب الإتصال الجنسى بين الرهبان والراهبات.

    الأمر الذى دفع لوثر فى إصلاحه الذى قام به وأسفر عن إنقسام الكاثوليكية إلى بروتستانتية وكاثوليكية إلى أن يقول: قد يكون الرجل المتزوج أكثر عفة من الراهب، كما أن فرض التَّبَتُّل على الذين لم يُمنَحوا نعمة العفة ، إنما هو بمثابة الحكم عليهم بجهنم ، أو بتذوق عذاب المطهر.

    فلا يحق للبابا [والكلام مازال للوثر] بعد اليوم أن يمنع ذكراً أو أنثى من التزاوج ، إلا إذا كان يحق له منع الطعام والشراب. بل إن الزواج بامرأتين قد يُسمَح به أيضاً ، كعلاج لاقتراف الإثم ، أى كبديل عن الاتصال الجنسى غير المشروع)
    R. Bainton: Sex, Love and Marriage, pp. 83-85
    (نقلاً عن تعدد نساء الأنبياء ص 158)

    الإصحاح الخامس بعد المائة

    الرحمة والمحبة دفعت الرهبان والراهبات للزنا وقتل أطفالهم:
    يقول ديشنر صفحة 139 : (كان يعيش فى المنازل التى تبرع بها جيلبرت فون سيمبرلنجهام عام 1148 عدد 700 من الرهبان وعدد 1100 من الراهبات ، وقد تم الفصل بينهم بجدار به شبابيك متحركة ، بلغ طول الشباك أصبع اليد وبلغ عرضه الإبهام ، وذلك حتى لا يتمكن الفرد منهم أن يرى الآخر ، عند تخاطبهم سوياً ، ومع ذلك قاموا أيضاً بحراسة المكان من الداخل بإثنين من الراهبات ، ومن الخارج بأحد الرهبان ، وتم الفصل بينهم وقت إلقاء المواعظ وأثناء الطواف بالصليب بمفارش تم تعليقها للحيلولة بينهم ، كما لم يُسمَح للراهبات بالغناء فى الكنيسة حتى يتجنبوا الخطر المحتمل من هذا الجانب ، وعلى الرغم من كل هذا أصبحت تقريباً كل القديسات العذراوات من السيدات منتفخات البطن فى انتظار ولادة أطفال سفاح ، وبعد ذلك تخلصن من أجنتهم .. .. وبهذا اتضح وقت الإصلاح الكنسى سبب وجود عظام أطفال صغيرة مدفونة فى أديرتهم وأحيانا فى تلك الأماكن اللآتى اعتدن فيها قضاء حوائجهم.)

    «« توقيع abubakr_3 »»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

إنجيل المرأة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 14-12-2011, 12:30 PM
  2. المرأة فى المسيحية و كتابها المقدس و كيف أنصف الإسلام المرأة - الدكتور منقذ السقار
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى قسم مكانة المرأة المسلمة ومقارنتها في الديانات الأخرى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-06-2010, 07:14 PM
  3. هل ظلم الإسلام المرأة ؟؟ فلنرى ماذا يقول القرآن و الحديث في المرأة
    بواسطة محبة الرحمن* في المنتدى قسم مكانة المرأة المسلمة ومقارنتها في الديانات الأخرى
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 25-04-2010, 08:44 PM
  4. المرأة في الكتاب المُقدّس..و نسأل..من أنصف المرأة إلا الإسلام؟!
    بواسطة سنلقي في قلوبهم الرعب في المنتدى قسم مكانة المرأة المسلمة ومقارنتها في الديانات الأخرى
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-05-2007, 08:09 PM
  5. يتهم الغرب الإسلام بأنه يظلم المرأة ، فما هي مكانة المرأة في الإسلام ؟.
    بواسطة hoodahack في المنتدى قسم مكانة المرأة المسلمة ومقارنتها في الديانات الأخرى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-12-2005, 05:41 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

إنجيل المرأة

إنجيل المرأة