ملف الارهاب المسيحي وحمامات الدم من بدايتها حتى الان ... حصري


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

ملف الارهاب المسيحي وحمامات الدم من بدايتها حتى الان ... حصري

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ملف الارهاب المسيحي وحمامات الدم من بدايتها حتى الان ... حصري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    06-06-2013
    على الساعة
    01:44 AM
    المشاركات
    264

    1 70 ملف الارهاب المسيحي وحمامات الدم من بدايتها حتى الان ... حصري

    نظرا للكذب الشديد والتشويه المتعمد لصورة الاسلام من خلال ما يفعله النصارى على مواقعهم وفي ندواتهم من كذب وتلفيق على الاسلام حيث انهم يقولوا ان الاسلام دين الارهاب والقتل وان المسيحية دين الرحمة والمحبة والتسامح
    ولاني جبلت على الا اصدق اي نصراني خصوصا نصارى مصر والعراق نقبت وبحثت عن بعض الحقائق التاريخية الهامة ووجدت ان التاريخ لم يشهد مجازر ولا قتل بدافع الدين اكثر من التي مارسها المسيحيين والمسيحية حتي عصرنا هذا

    سنبدأ بالعرض ان شاء الله من تواريخ قديمة بعض وعهد الحروب الصليبية


    كانت الكنيسة ورأس الدين هي المحرض الرئيسي على هذا الحرب
    وكانت تسمي هذا الحرب حرب ضد " الكفار Infidels " بنفس هذا التعبير الذي يغضب النصارى حينما نقول عنهم كفار مع ان الكنيسة قد قالت على المسلمين هذا اللفظ Infidels كما اكدته الموسوعة الكاثوليكية التي قالت بالحرف ان هذه الحرب كانت
    موجهة ضد الكفار

    and directed
    against infidels
    http://www.newadvent.org/cathen/04543c.htm

    فهنا اول نقطة ونقول للنصارى كفوا عن النواح والبكاء والشحتفة المصطنعة عندما يقال عنكم انكم كفار

    فكما ذكرت ان الكنيسة كانت تقود هذه الهمجية ضد المسلمين ( الكفار ) وهي التي تحرض عليها والتي كانت تعتبر المشاركة فيها بالنسبة للمسيحيين كعبارة عن كفارة عن ذنوبهم وخطاياهم التي يقومون بها وكذلك الذي سيسقط منهم مقتول في هذه الحرب سيدخل الملكوت السماوي مباشرة وانها الخلاص من العذاب الاف السنين في الجحيم او جهنم
    واستمرت وقاحة الباباوات في هذا الوقت لدرجة انهم اعطوا كل محارب شارك في هذه الحرب صليب في يده مباشرة كمباركة لاعمالهم القذرة من قتل وحرق واغتصاب ويصبح منذ هذه اللحظة جندي الكنيسة

    The Roman Catholic church taught that going to war against the "Infidels" was an act of Christian penance. If a believer was killed during a crusade, he would bypass purgatory, and be taken directly to heaven. By eliminating what might be many millennia of torture in Purgatory, many Christians were strongly motivated to volunteer for the crusades. "After pronouncing a solemn vow, each warrior received a cross from the hands of the pope or his legates, and was thenceforth considered a soldier of the Church."

    المصدر :

    http://www.religioustolerance.org/chr_cru1.htm

    وكانت موجات الهمجية المسيحية الكنسية الاولى والتانية من اقذر ما شهد التاريخ البشري
    فقد طلب الامبراطور الكسيوس Alexius راي الكنيسة حينما اراد ان يقوم بهذه الحملة التي تعتمد على القتل واستخدام السيف
    فالكنيسة لم تقل له ان المسيحية وان الدين يقول من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر واحبوا اعداؤكم بل قام البابا اوربا الثاني Urban II القذر لقيام حملة على المسلمين الكفرة لقتلهم بحد السيف كما يقول الكتاب المقدس وكانت بشائر هذه الحملة وهي في مجرد الطريق على الطريق من نهر الدانوب والراين قاموا بالسرقة والنهب والقتل والسحق لكل واغتصاب raped لكل ما في طريقهم مع ان المفترض ان هؤلاء جنود الكنيسة الذين قلدهم الباباوات الصلبان وفعلوا هذه الجرائم الوقحة وهم ذاهبون لنصرة الدين

    Emperor Alexius asked Pope Urban II for assistance. On 1095-NOV-27, the Pope called on Europeans to go on a crusade to liberate Jerusalem from its Muslim rulers. "The first and second wave of Crusaders murdered, raped and plundered their way up the Rhine and down the Danube as they headed for Jerusalem."

    المصادر :
    Reconciliation Walk: The Crusades
    http://www.religioustolerance.org/chr_cru1.htm


    وفي الطريق تم قتل في هذه الحرب المقدسة حوالي 12000 يهودي في الطريق فقط بعد ان خيروهم اما ان تتنصر واما ان تقتل
    embrace the Cross or die وعند الدخول القدس تم قتل 6000 يهودي آخر بما فيهم النساء والشيوخ والاطفال عن طريق حرق النار فيهم وهم احياء ، وفي نفس الوقت توجه نحو 30000 مسلم الي المسجد الاقصي للاحتماء فيه من هجمية هؤلاء المسيحيين الا انهم حرموهم بحد السيف بدون اي رحمة كما يقال الكتاب المقدس

    ore of trained soldiers. On the way to the Middle East, they decided that only one of their goals was to wrest control of Jerusalem from the Muslims. A secondary task was to rid the world of as many non-Christians as possible - both Muslims and Jews. The Crusaders gave the Jews two choices in their slogan: "Christ-killers,
    embrace the Cross or die!" 12,000 Jews in the Rhine Valley alone were killed as the first Crusade passed through. Some Jewish writers refer to these events as the "first holocaust." Once the army reached Jerusalem and broke through the city walls, they slaughtered all the inhabitants that they could find (men, women, children, newborns). After locating about 6,000 Jews holed up in the synagogue, they set the building on fire; the Jews were burned alive. The Crusaders found that about 30,000 Muslims had fled to the al Aqsa Mosque. The Muslim were also slaughtered without mercy.


    http://www.religioustolerance.org/chr_cru1.htm

    ونعود مرة اخرى لخطاب البابا اوربا الثاني الذي وقف في مدينة كليرمون الفرنسية والقى خطبة عصماء حرض فيها على قتل وفناء الكفار ( المسلمين ) the Pope exhorted the assembled multitude to wrest the Holy Land from the hands of the
    Infidel وان الرب بذلك سيتخلصهم من جميع ذنوبهم
    ففرح الجميع وباركوا هذا وقالوا انها مشئية الرب

    In response, Pope Urban II called a conference at the city of Clermont, France in 1095, concluding the eight days of deliberation with one of history's most influential speeches. Mounting a lofty scaffold, the Pope exhorted the assembled multitude to wrest the Holy Land from the hands of the Infidel and assured them that God would absolve them from any sin associated with the venture. His words fell on receptive ears as the crowd responded with cries of "It is the will of God!", "It is the will of God!". The Crusades had begun.

    وعند دخول القدس وتحطيم اسوارها تفقت جيوش الهمج الصليبيين المسيحيين لداخل القدس وطارد الفرسان المسلمين الذين كانوا موجودين هناك بالسيف ( كما يقول سفر اللاويين وتطاردون أعداءكم فيسقطون أمامكم بالسيف ) وتمت عملية المهاجمة والمطاردة والتحريم حتي قاربت مكان الهيكل المزعوم وتم قتل الجميع في مذبحة مخيفة وصل فيها دماء المسلمين حتى كاحل القدم اي دم للركب كما نقول بالعامية وهذا ما قالوا عنه انها مشيئة الرب

    One of our knights, Letholdus by name, climbed on to the wall of the city. When he reached the top, all the defenders of the city quickly fled along the walls and through the city. Our men followed and pursued them, killing and hacking, as far as the temple of Solomon, and there there was such a slaughter that our men were up to their ankles in the enemy's blood

    وكان بعد ذلك المشهد في مكان الهيكل انه ممتليء بجثث المسلمين العرب خصوصا انهم ظلوا طيلة اليوم يدافعون عن نفسهم ومن شدة القتل كما يصور الكتاب الغرب كانت ساحة الهيكل ممتلئة بدماء المسلمين
    هل يتخيل اي انسان المنظر ان يكون امامه حمام سباحة عبارة عن دماء ؟
    ولكن هذا ليس حمام سباحة انها ساحة كبيرة فتخيلوا المنظر وكله بمباركة الرب والباباوات والصليب
    اما الاحياء هناك من الرجال والاطفال والنساء فكان قرار ابقاؤهم على قيد الحياة او قتلهم حسب ما يراه قادة المسيحيين انه صحيح فلو راي ان في ابقاء هذه المراة خير لا يقتلها وهكذا ومنتهى القذارة والوقاحة
    ثم بعد ذلك توجه جنود الرب وفرسان الكنيسة للمدينة للبحث عن الفضة والمسبوكات والخيول والبغال لسرقتها ونهبها ثم بعد ذلك ذهبوا للصلاة في بكاء وتضرع ليسوع ابتهاجاً بهذا النصر القوي بعد كل عمليات التحريم التي حدثت
    انها فعلا مشئية الرب

    The emir who commanded the tower of David surrendered to the Count [of St. Gilles] and opened the gate where pilgrims used to pay tribute. Entering the city, our pilgrims pursued and killed the Saracens up to the temple of Solomon. There the Saracens assembled and resisted fiercely all day,
    so that the whole temple flowed with their blood. At last the pagans were overcome and our men seized many men and women in the temple, killing them or keeping them alive as they saw fit. On the roof of the temple there was a great crowd of pagans of both sexes, to whom Tancred and Gaston de Beert gave their banners [to provide them with protection] . Then the crusaders scattered throughout the city, seizing gold and silver, horses and mules, and houses full of all sorts of goods. Afterwards our men went rejoicing and weeping for joy to adore the sepulchre of our Saviour Jesus and there discharged their debt to Him. . . .

    المصدر
    Cox, George, W, The Crusades (1886); Laffan, R.G.D (ed. and trans.), Select ************************************************s of European History 800 - 1492, (1929)
    http://www.eyewitnesstohistory.com/crusades.htm

    الموضوع لم ينتهي هذه مجرد بداية فانتظرونا
    مع تحيات اخوكم مافريك

    Maverick
    التعديل الأخير تم بواسطة Maverick ; 17-09-2011 الساعة 03:49 PM

    «« توقيع Maverick »»
    [CENTER]

    إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-04-2012
    على الساعة
    08:12 AM
    المشاركات
    1,263

    افتراضي

    تميز كالعادة....نفع الله بكم وهدى بكم..
    تسجيل متابعة..
    ونهدي هذا الموضوع للضيف النصراني زاكر الذي أتى المنتدى مبشراً بهدف دعوتنا لدين المحبة والسلام...والذي هو في الحقيقة دين القتل والنهب والتدمير والتاريخ يشهد.

    «« توقيع زهراء »»

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    14-09-2017
    على الساعة
    01:33 AM
    المشاركات
    5,015

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    وفي الطريق تم قتل في هذه الحرب المقدسة حوالي 12000 يهودي في الطريق فقط بعد ان خيروهم اما ان تتنصر واما ان تقتل embrace the cross or die
    كلام جميل جدا يا مافريك

    حقا انها شحتفة مصطنعة قاربت ان يقوموا بالشحاتة والتسول على انفسهم

    في انتظار البقية يا بطل

    «« توقيع abcdef_475 »»

    وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ

    זכור אותו האיש לטוב וחנניה בן חזקיה שמו שאלמלא הוא נגנז ספר יחזקאל שהיו דבריו סותרין דברי תורה מה עשה העלו לו ג' מאות גרבי שמן וישב בעלייה ודרשן

    תלמוד בבלי : דף יג,ב גמרא

    تذكر اسم حنانيا بن حزقيا بالبركات
    ، فقد كان سفر حزقيال لا يصلح ان يكون موحى به ويناقض التوراة ، فاخذ ثلاثمة برميل من الزيت واعتكف في غرفته حتى وفق بينهم .

    التلمود البابلي : كتاب الاعياد : مسخيت شابات : الصحيفة الثالثة عشر : العمود الثاني


    [/FONT][/SIZE]
    [/CENTER]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    06-06-2013
    على الساعة
    01:44 AM
    المشاركات
    264

    افتراضي

    شكرا لحضرتك يا استاذة زهراء والحمد لله ان الموضوع عجب حضرتك
    شكرا يا مدير

    ننتقل الآن الي اكبر مجزرة حدثت في العصر الحديث وهي بالطبع من قام بها هم المسيحيين وليس المسلمين
    المجزرة النووية التي حدثت فوق مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتان ابان الحرب العالمية الثانية

    التفجير الاول
    في صباح السادس من اغسطس عام 1945 قامت قاذفة قاذفة قنابل امريكية من طراز B-29 بالقيام بطلعة فوق مدينة هيروشيما اليابانية بغرض قصفها بعد حادثة قصف ميناء بيرل هاربر الشهيرة
    حملت هذه القاذفة باختراع نصراني دموي فتاك يسمى بالولد الصغير little boy وهو الاسم الكودي لاول قنبلة ذرية ألقيت على هذه المدينة بزنة 4000 كيلو جرام




    تسببت هذه " الولد الصغير " التي القاها المسيحيين الامريكيين في مقتل ما يقارب من 80000 : 140000 ياباني
    وتركت حوالي 100000 شخص اخرين في جروح خطيرة
    ووصلت شدة انفجار هذا الولد الصغير حتي مدى 37 ميل حيث كان من هذا البعد يتحطم زجاج النوافذ
    وافضل تعليق هو لقائد القاذفة الكابتن روبرت لويس : " يا الهي ... ماذا فعلنا "My God, what have we done "

    On August 6, 1945, an American B-29 bomber named the Enola Gay left the island of Tinian for Hiroshima, Japan. The uranium 235 gun-type bomb, named Little Boy, exploded at 8:16 a.m. In an instant 80,000 to 140,000 people were killed and 100,000 more were seriously injured. The blast wave shattered windows for a distance of ten miles and was felt as far away as 37 miles. Hiroshima had disappeared under a thick, churning foam of flames and smoke. The co-pilot, Captain Robert Lewis, commented, "My God, what have we done?"

    http://www.hiroshima-remembered.com/

    وقد اخيرت هيروشيما بالذات للاتي :

    بغض النظر عن ان هذه المنطقة هدف استراتيجي وفرصة من ذهب لاختبار هذا السلاح ، فقد كان قصف هذه المنطقة بالاختيار لكونها منطقة مدنية مما سوف يسبب العامل الاكبر في كسر الارادة القتالية للشعب الياباني

    Hiroshima was chosen as the primary target since it had remained largely untouched by bombing raids, and the bomb's effects could be clearly measured. While President Truman had hoped for a purely military target, some advisers believed that bombing an urban area might break the fighting will of the Japanese people. Hiroshima was a major port and a military headquarters, and therefore a strategic target. Also, visual bombing, rather than radar, would be used so that photographs of the damage could be taken. Since Hiroshima had not been seriously harmed by bombing raids, these photographs could present a fairly clear picture of the bomb's damage.

    http://www.hiroshima-remembered.com/history/hiroshima/page4.html

    فعلا الله محبة
    وممكن من هذا ان نستشف تأثير الانجيل في الشعوب

    التفجير الثاني
    توجهت قاذفة ايضا من نفس الطراز لاداء نفس المهمة ولكن هذه المرة لاسقاط الرجل السمين the fat man فوق مدينة ناجازاكي
    في صباح التاسع من اغسطس عام 1945 لم يكتفي المسيحيين الامريكان من كل كمية القتل التي احدثوها في هيروشيما بل قاموا بقصف ناجازاكي بالرجل السمين



    راح حصيدة هذا القصف المسيحي حوالي 74000 قتيل من اصل 286000 نسمة تعيش فيها
    و 75000 اصابات خطيرة

    On August 9, 1945, another American B-29 bomber, Bock's Car, left Tinian carrying Fat Man, a plutonium implosion-type bomb. The primary target was the Kokura Arsenal, but upon reaching the target, they found that it was covered by a heavy ground haze and smoke and were unable drop the bomb. The pilot, Major Charles Sweeney, turned to the secondary target of the Mitsubishi Torpedo Plant at Nagasaki. The bomb exploded at 11:02 a.m. over the narrow Urakami Valley northwest of downtown Nagasaki. Of the 286,000 people living in Nagasaki at the time of the blast, 74,000 people were killed and another 75,000 sustained severe injuries. The damage was less extensive, since the blast was boxed in by the river valley and partly to the fact that the bomb was dropped about 2 miles off target.


    http://www.hiroshima-remembered.com/

    الله محبة بالصور










    [IMG]http://www.newclearvision.com/wp-******************************************/uploads/2011/08/Hiroshima_Nagasaki_in_1945.jpg[/IMG]





    هذه اضغف الصور التي يمكن ان تشاهدوها ولم اضع صور الخراب والضاحايا الحقيقة حرصا على مشاعركم
    مع تحيات اخوكم مافريك
    تابع

    Maverick

    «« توقيع Maverick »»
    [CENTER]

    إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ




  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    06-06-2013
    على الساعة
    01:44 AM
    المشاركات
    264

    افتراضي

    محاكم التفتيش ـ وإبادة ا لمسلمين في الأندلس




    من أساليب التعذيب التي تعرض لها المسلمون في الأندلسي التمشيط بأمشاط الحديد


    إعداد فراس نور الحق
    مدير الموقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة


    قال الله تعالى: (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ {1} وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ {2} وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ {3} قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ {4} النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ {5} إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ {6} وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ {7} وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {8} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {9} إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)[سورة البروج].

    وقال الله تعالى : ( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ {7} كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ {8} اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {9} لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) [سورة التوبة].

    وعَنْ أبي عبد اللَّه خباب بن الأرت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: شكونا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو متوسد بردة له في طل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: <قد كان مِنْ قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمِنْشار فيوضع عَلَى رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عَنْ دينه! واللَّه ليتمن اللَّه هذا الأمر حتى يسير الراكب مِنْ صنعاء إِلَى حضرموت لا يخاف إلا اللَّه والذئب عَلَى غنمه ولكنكم تستعجلون!> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

    سقطت غرناطة –آخر قلاع المسلمين في إسبانيا- سنة (897 هـ=1492م)، وكان ذلك نذيرًا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي، وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ؛ حيث شهدت تلك الفترة أعمالاً بربرية وحشية ارتكبتها محاكم التحقيق (التفتيش)؛ لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان.

    وهاجر كثير من مسلمي الأندلس إلى الشمال الإفريقي بعد سقوط مملكتهم؛ فراراً بدينهم وحريتهم من اضطهاد النصارى الأسبان لهم، وعادت أسبانيا إلى دينها القديم، أما من بقي من المسلمين فقد أجبر على التنصر أو الرحيل، وأفضت هذه الروح النصرانية المتعصبة إلى مطاردة وظلم وترويع المسلمين العزل، انتهى بتنفيذ حكم الإعدام ضد أمة ودين على أرض أسبانيا.

    ونشط ديوان التحقيق أو الديوان المقدس الذي يدعمه العرش والكنيسة في ارتكاب الفظائع ضد الموريسكيين (المسلمين المتنصرين)، وصدرت عشرات القرارات التي تحول بين هؤلاء المسلمين ودينهم ولغتهم وعاداتهم وثقافتهم، فقد أحرق الكردينال “خمينيث” عشرات الآلاف من كتب الدين والشريعة الإسلامية، وصدر أمر ملكي يوم (22 ربيع أول 917 هـ/20 يونيو 1511) يلزم جميع السكان الذي تنصروا حديثًا أن يسلموا سائر الكتب العربية التي لديهم، ثم تتابعت المراسيم والأوامر الملكية التي منعت التخاطب باللغة العربية وانتهت بفرض التنصير الإجباري على المسلمين، فحمل التعلق بالأرض وخوف الفقر كثيرًا من المسلمين على قبول التنصر ملاذًا للنجاة، ورأى آخرون أن الموت خير ألف مرة من أن يصبح الوطن العزيز مهدًا للكفر، وفر آخرون بدينهم، وكتبت نهايات متعددة لمأساة واحدة هي رحيل الإسلام عن الأندلس.



    صورة للوحة زيتية قديمة تظهر إحراق المصاحف والكتب الإسلامية من قبل أعضاء محاكم التفتيش في أسبانيا


    محاكم التفتيش

    توفي فرناندو الخامس ملك إسبانيا في (17 ذي الحجة 921 هـ=23 يناير 1516م) وأوصى حفيده شارل الخامس بحماية الكاثوليكية والكنيسة واختيار المحققين ذوي الضمائر الذين يخشون الله لكي يعملوا في عدل وحزم لخدمة الله، وتوطيد الدين الكاثوليكي، كما يجب أن يسحقوا طائفة محمد!

    وقد لبث “فرناندو” زهاء عشرين عامًا بعد سقوط الأندلس ينزل العذاب والاضطهاد بمن بقي من المسلمين في أسبانيا، وكانت أداته في ذلك محاكم التحقيق التي أنشئت بمرسوم بابوي صدر في (رمضان 888 هـ= أكتوبر 1483م) وعين القس “توماس دي تركيمادا” محققًا عامًا لها ووضع دستورًا لهذه المحاكم الجديدة وعددًا من اللوائح والقرارات.

    وقد مورست في هذه المحاكم معظم أنواع التعذيب المعروفة في العصور الوسطى، وأزهقت آلاف الأرواح تحت وطأة التعذيب، وقلما أصدرت هذه المحاكم حكمًا بالبراءة، بل كان الموت والتعذيب الوحشي هو نصيب وقسمة ضحاياها، حتى إن بعض ضحاياها كان ينفذ فيه حكم الحرق في احتفال يشهده الملك والأحبار، وكانت احتفالات الحرق جماعية، تبلغ في بعض الأحيان عشرات الأفراد، وكان فرناندو الخامس من عشاق هذه الحفلات، وكان يمتدح الأحبار المحققين كلما نظمت حفلة منها.

    وبث هذا الديوان منذ قيامه جوًا من الرهبة والخوف في قلوب الناس، فعمد بعض هؤلاء الموريسكيين إلى الفرار، أما الباقي فأبت الكنيسة الكاثوليكية أن تؤمن بإخلاصهم لدينهم الذي أجبروا على اعتناقه؛ لأنها لم تقتنع بتنصير المسلمين الظاهري، بل كانت ترمي إلى إبادتهم.






    صورة لبعض اللوحات الزيتية لبعض حفلات إحراق المسلمين في الأندلس من قبل محاكم التفتيش

    شارل الخامس والتنصير الإجباري

    تنفس الموريسكيون(المسلمون المنصرون قسراً) الصعداء بعد موت فرناندو وهبت عليهم رياح جديدة من الأمل، ورجوا أن يكون عهد “شارل الخامس” خيرًا من سابقه، وأبدى الملك الجديد –في البداية- شيئًا من اللين والتسامح نحو المسلمين والموريسكيين، وجنحت محاكم التحقيق إلى نوع من الاعتدال في مطاردتهم، وكفت عن التعرض لهم بسبب توسط النبلاء والسادة الذين يعمل المسلمون في ضياعهم، ولكن هذه السياسة المعتدلة لم تدم سوى بضعة أعوام، وعادت العناصر الرجعية المتعصبة في البلاط وفي الكنيسة، فغلبت كلمتها، وصدر مرسوم في (16 جمادى الأولى 931 هـ=12 مارس 1524م) يحتم تنصير كل مسلم بقي على دينه، وإخراج كل من أبى النصرانية من إسبانيا، وأن يعاقب كل مسلم أبى التنصر أو الخروج في المهلة الممنوحة بالرق مدى الحياة، وأن تحول جميع المساجد الباقية إلى كنائس.

    ولما رأى الموريسكيون هذا التطرف من الدولة الإسبانية، استغاثوا بالإمبراطور شارل الخامس، وبعثوا وفداً منهم إلى مدريد ليشرح له مظالمهم، فندب شارل محكمة كبرى من النواب والأحبار والقادة وقضاة التحقيق، برئاسة المحقق العام لتنظر في شكوى المسلمين، ولتقرر ما إذا كان التنصير الذي وقع على المسلمين بالإكراه، يعتبر صحيحًا ملزمًا، بمعنى أنه يحتم عقاب المخالف بالموت.

    وقد أصدرت المحكمة قرارها بعد مناقشات طويلة، بأن التنصير الذي وقع على المسلمين صحيح لا تشوبه شائبة؛ لأن هؤلاء الموريسكيين سارعوا بقبوله اتقاء لما هو شر منه، فكانوا بذلك أحراراً في قبوله.

    وعلى أثر ذلك صدر أمر ملكي بأن يرغم سائر المسلمين الذين تنصروا كرهًا على البقاء في أسبانيا، باعتبارهم نصارى، وأن ينصر كل أولادهم، فإذا ارتدوا عن النصرانية، قضى عليهم بالموت أو المصادرة، وقضى الأمر في الوقت نفسه، بأن تحول جميع المساجد الباقية في الحالة إلى كنائس.

    وكان قدر هؤلاء المسلمين أن يعيشوا في تلك الأيام الرهيبة التي ساد فيها إرهاب محاكم التحقيق، وكانت لوائح الممنوعات ترد تباعًا، وحوت أوامر غريبة منها: حظر الختان، وحظر الوقوف تجاه القبلة، وحظر الاستحمام والاغتسال، وحظر ارتداء الملابس العربية.

    ولما وجدت محكمة تفتيش غرناطة بعض المخالفات لهذه اللوائح، عمدت إلى إثبات تهديدها بالفعل، وأحرقت اثنين من المخالفين في (شوال 936هـ/مايو 1529م) في احتفال ديني.


    صورة للوحة زيتية قديمة تظهر إحراق مسلمين في أثناء حفل ديني

    كان لقرارات هذا الإمبراطور أسوأ وقع لدى المسلمين، وما لبثت أن نشبت الثورة في معظم الأنحاء التي يقطنونها في سرقسطة وبلنسية وغيرهما، واعتزم المسلمون على الموت في سبيل الدين والحرية، إلا أن الأسبان كانوا يملكون السلاح والعتاد فاستطاعوا أن يخمدوا هذه الثورات المحلية باستثناء بلنسية التي كانت تضم حشدًا كبيرًا من المسلمين يبلغ زهاء (27) ألف أسرة، فإنها استعصت عليهم، لوقوعها على البحر واتصالها بمسلمي المغرب.

    وقد أبدى مسلمو بلنسية مقاومة عنيفة لقرارات التنصير، ولجأت جموع كبيرة منهم إلى ضاحية (بني وزير)، فجردت الحكومة عليهم قوة كبيرة مزودة بالمدافع، وأرغمت المسلمين في النهاية على التسليم والخضوع، وأرسل إليهم الإمبراطور إعلان الأمان على أن يتنصروا، وعدلت عقوبة الرق إلى الغرامة، وافتدى الأندلسيون من الإمبراطور حق ارتداء ملابسهم القومية بمبلغ طائل.

    وكانت سياسة التهدئة من شارل الخامس محاولة لتهدئة الأوضاع في جنوب الأندلس حتى يتفرغ للاضطرابات التي اندلعت في ألمانيا وهولندا بعد ظهور مارتن لوثر وأطروحاته الدينية لإصلاح الكنيسة وانتشار البروتستانتية؛ لذلك كان بحاجة إلى توجيه كل اهتمامه واهتمام محاكم التحقيق إلى “الهراطقة” في شمال أوروبا، كما أن قيام محاكم التحقيق بما يفترض أن تقوم به كان يعني إحراق جميع الأندلسيين؛ لأن الكنيسة تدرك أن تنصرهم شكلي لا قيمة له، يضاف إلى ذلك أن معظم المزارعين الأندلسيين كانوا يعملون لحساب النبلاء أو الكنيسة، وكان من مصلحة هؤلاء الإبقاء على هؤلاء المزارعين وعدم إبادتهم.

    وكان الإمبراطور شارل الخامس حينما أصدر قراره بتنصير المسلمين، وعد بتحقيق المساواة بينهم وبين النصارى في الحقوق والواجبات، ولكن هذه المساواة لم تتحقق قط، وشعر هؤلاء أنهم ما زالوا موضع الريب والاضطهاد، ففرضت عليم ضرائب كثيرة لا يخضع لها النصارى، وكانت وطأة الحياة تثقل عليهم شيئًا فشيئًا، حتى أصبحوا أشبه بالرقيق والعبيد، ولما شعرت السلطات بميل الموريسكيين إلى الهجرة، صدر قرار في سنة (948 هـ=1514م)، يحرم عليهم تغيير مساكنهم، كما حرم عليهم النزوح إلى بلنسية التي كانت دائمًا طريقهم المفضل إلى الهجرة، ثم صدر قرار بتحريم الهجرة من هذه الثغور إلا بترخيص ملكي، نظير رسوم فادحة. وكان ديوان التحقيق يسهر على حركة الهجرة ويعمل على قمعها بشدة.

    ولم تمنع هذه الشدة من ظهور اعتدال من الإمبراطور في بعض الأوقات، ففي سنة (950 هـ=1543م) أصدر عفوًا عن بعض المسلمين المتنصرين؛ تحقيقًا لرغبة مطران طليطلة، وأن يسمح لهم بتزويج أبنائهم وبناتهم من النصارى الخلص، ولا تصادر المهور التي دفعوها للخزينة بسبب الذنوب التي ارتكبوها.

    وهكذا لبثت السياسة الأسبانية أيام الإمبراطور شارل الخامس (922 هـ=1516م) حتى (963هـ=1555م) إزاء الموريسكيين تتردد بين الشدة والقسوة، وبين بعض مظاهر اللين والعفو، إلا أن هؤلاء المسلمين تعرضوا للإرهاق والمطاردة والقتل ووجدت فيهم محاكم التحقيق الكنسية مجالاً مفضلاً لتعصبها وإرهابها.

    الألخميادو


    وكانت الأمة الأندلسية خلال هذا الاستشهاد المحزن، الذي فرض عليها تحاول بكل وسيلة أن تستبقي دينها وتراثها، فكان الموريسيكيون بالرغم من دخولهم في النصرانية يتعلقون سراً بالإسلام، وكثير منهم يؤدون شعائر الإسلام خفية، وكانوا يحافظون على لغتهم العربية، إلا أن السياسة الإسبانية فطنت إلى أهمية اللغة في تدعيم الروح الإسلامية؛ لذلك أصدر الإمبراطور شارل الخامس سنة ( 932 هـ=1526م) أول قانون يحرم التخاطب بالعربية على الموريسكيين، ولكنه لم يطبق بشدة؛ لأن هؤلاء الموريسكيين دفعوا له (100) ألف دوقة حتى يسمح لهم بالتحدث بالعربية، ثم أصدر الإمبراطور فيليب الثاني سنة (964 هـ/1566م) قانونًا جديدًا يحرم التخاطب بالعربية، وطبق بمنتهى الشدة والصرامة، وفرضت القشتالية كلغة للتخاطب والتعامل، ومع ذلك وجد الموريسكيون في القشتالية متنفسًا لتفكيرهم وأدبهم، فكانوا يكتبونها سراً بأحرف عربية، وأسفر ذلك بمضي الزمن عن خلق لغة جديدة هي “ألخميادو” وهي تحريف إسباني لكلمة “الأعجمية”، ولبثت هذه اللغة قرنين من الزمان سراً مطموراً، وبذلك استطاعوا أن يحتفظوا بعقيدتهم الإسلامية، وألف بها بعض الفقهاء والعلماء كتبًا عما يجب أن يعتقد المسلم ويفعله حتى يحتفظ بإسلامه، وشرحوا آيات القرآن باللغة الألخميادية وكذلك سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أشهر كتاب هذه اللغة الفقيه المسمى “فتى أبيرالو” وهو مؤلف لكتب التفسير، وتلخيص السنة، ومن الشعراء محمد ربدان الذي نظم كثيرًا من القصائد والأغنيات الدينية؛ وبذلك تحصن الموريسيكيون بمبدأ “التقية” فصمدوا في وجه مساعي المنصرين الذين لم تنجح جهودهم التبشيرية والتعليمية والإرهابية في الوصول إلى تنصير كامل لهؤلاء الموريسيكيين، فجاء قرار الطرد بعد هذه الإخفاقات.

    ولم تفلح مساعي الموريسيكيين في الحصول على دعم خارجي فعال من الدولة العثمانية أو المماليك في مصر، رغم حملات الإغارة والقرصنة التي قام بها العثمانيون والجزائريون والأندلسيون على السفن والشواطئ الأسبانية، ودعم الثوار الموريسيكيين.

    واستمرت محاكم التحقيق في محاربة هؤلاء المسلمين طوال القرن السادس عشر الميلادي، وهو ما يدل على أن آثار الإسلام الراسخة في النفوس بقيت بالرغم من المحن الرهيبة وتعاقب السنين، ولعل من المفيد أن نذكر أن رجلاً أسبانيًا يدعى “بدية” توجه إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج سنة (1222هـ=1807م) أي بعد 329 سنة من قيام محاكم التفتيش.

    وبعد مرور أربعة قرون على سقوط الأندلس، أرسل نابليون حملته إلى أسبانيا وأصدر مرسوماً سنة 1808 م بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الأسبانية.

    ولنستمع إلى هذه القصة التي يرويها لنا أحد ضباط الجيش الفرنسي الذي دخل إلى إسبانيا بعد الثورة الفرنسية ( كتب (الكولونيل ليموتسكي) أحد ضباط الحملة الفرنسية في إسبانيا قال: ” كنت سنة 1809 ملحقاً بالجيش الفرنسي الذي يقاتل في إسبانيا وكانت فرقتي بين فرق الجيش الذي احتل (مدريد) العاصمة وكان الإمبراطور نابيلون أصدر مرسوماً سنة 1808 بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الإسبانية غير أن هذا الأمر أهمل العمل به للحالة والإضطرابات السياسية التي سادت وقتئذ.

    وصمم الرهبان الجزوبت أصحاب الديوان الملغى على قتل وتعذيب كل فرنسي يقع في أيديهم انتقاماً من القرار الصادر وإلقاءً للرعب في قلوب الفرنسيين حتى يضطروا إلى إخلاء البلاد فيخلوا لهم الجو.

    وبينما أسير في إحدى الليالي أجتاز شارعاً يقل المرور فيه من شوارع مدريد إذ باثنين مسلحين قد هجما عليّ يبغيان قتلي فدافعت عن حياتي دفاعاً شديداً ولم ينجني من القتل إلا قدوم سرية من جيشنا مكلفة بالتطواف في المدينة وهي كوكبة من الفرسان تحمل المصابيح وتبيت الليل ساهرة على حفظ النظام فما أن شاهدها القاتلان حتى لاذا بالهرب. وتبين من ملابسهما أنهما من جنود ديوان التفتيش فأسرعت إلى (المارشال سولت) الحاكم العسكري لمدريد وقصصت عليه النبأ وقال لا شك بأن من يقتل من جنودنا كل ليلة إنما هو من صنع أولئك الأشرار لا بد من معاقبتهم وتنفيذ قرار الإمبراطور بحل ديوانهم والآن خذ معك ألف جندي وأربع مدافع وهاجم دير الديوان واقبض على هؤلاء الرهبان الأبالسة .. ”

    حدث إطلاق نار من اليسوعيين حتى دخلوا عنوة ثم يتابع قائلاً ” أصدرتُ الأمر لجنودي بالقبض على أولئك القساوسة جميعاً وعلى جنودهم الحراس توطئة لتقديمهم إلى مجلس عسكري ثم أخذنا نبحث بين قاعات وكراس هزازة وسجاجيد فارسية وصور ومكاتب كبيرة وقد صنعت أرض هذه الغرفة من الخشب المصقول المدهون بالشمع وكان شذى العطر يعبق أرجاء الغرف فتبدو الساحة كلها أشبه بأبهاء القصور الفخمة التي لا يسكنها إلا ملوك قصروا حياتهم على الترف واللهو، وعلمنا بعد أنَّ تلك الروائح المعطرة تنبعث من شمع يوقد أمام صور الرهبان ويظهر أن هذا الشمع قد خلط به ماء الورد ” .

    ” وكادت جهودنا تذهب سدى ونحن نحاول العثور على قاعات التعذيب، إننا فحصنا الدير وممراته وأقبيته كلها. فلم نجد شيئاً يدل على وجود ديوان للتفتيش. فعزمنا على الخروج من الدير يائسين، كان الرهبان أثناء التفتيش يقسمون ويؤكدون أن ما شاع عن ديرهم ليس إلا تهماً باطلة، وأنشأ زعيمهم يؤكد لنا براءته وبراءة أتباعه بصوت خافت وهو خاشع الرأس، توشك عيناه أن تطفر بالدموع، فأعطيت الأوامر للجنود بالاستعداد لمغادرة الدير، لكن “دي ليل” استمهلني قائلاً: ( أيسمح لي الكولونيل أن أخبره أن مهمتنا لم تنته حتى الآن؟!!).

    قلت له: فتشنا الدير كله، ولم نكتشف شيئاً مريباً. فماذا تريد يا لفتنانت؟!.. قال: (إنني أرغب أن أفحص أرضية هذه الغرف فإن قلبي يحدثني بأن السر تحتها).

    عند ذلك نظر الرهبان إلينا نظرات قلقة، فأذنت للضابط بالبحث، فأمر الجنود أن يرفعوا السجاجيد الفاخرة عن الأرض، ثم أمرهم أن يصبوا الماء بكثرة في أرض كل غرفة على حدة – وكنا نرقب الماء – فإذا بالأرض قد ابتلعته في إحدى الغرف. فصفق الضابط “دي ليل” من شدة فرحه، وقال ها هو الباب، انظروا، فنظرنا فإذا بالباب قد انكشف، كان قطعة من أرض الغرفة، يُفتح بطريقة ماكرة بواسطة حلقة صغيرة وضعت إلى جانب رجل مكتب رئيس الدير.

    أخذ الجنود يكسرون الباب بقحوف البنادق، فاصفرت وجوه الرهبان، وعلتها الغبرة.

    وفُتح الباب، فظهر لنا سلم يؤدي إلى باطن الأرض، فأسرعت إلى شمعة كبيرة يزيد طولها على متر، كانت تضئ أمام صورة أحد رؤساء محاكم التفتيش السابقين، ولما هممت بالنزول، وضع راهب يسوعى يده على كتفي متلطفاً، وقال لي: يابني: لا تحمل هذه الشمعة بيدك الملوثة بدم القتال، إنها شمعة مقدسة.

    قلت له، يا هذا إنه لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملطخة بدم الأبرياء، وسنرى من النجس فينا، ومن القاتل السفاك!؟!.

    وهبطت على درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود، شاهرين سيوفهم حتى وصلنا إلى آخر الدرج، فإذا نحن في غرفة كبيرة مرعبة، وهي عندهم قاعة المحكمة، في وسطها عمود من الرخام، به حلقة حديدية ضخمة، وربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها.

    وأمام هذا العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة الأبرياء. ثم توجهنا إلى غرف التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على مسافات كبيرة تحت الأرض.

    رأيت فيها ما يستفز نفسي، ويدعوني إلى القشعريرة والتـقزز طوال حياتي.



    قد كان مِنْ قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمِنْشار فيوضع عَلَى رأسه فيجعل نصفين


    رأينا غرفاً صغيرةً في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الغرف العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يموت، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممداً بها حتى الموت، وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، وتأكله الديدان، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي.

    وقد عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في أغلالها.

    كان السجناء رجالاً ونساءً، تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسبعين، وقد استطعنا إنقاذ عدد من السجناء الأحياء، وتحطيم أغلالهم ، وهم في الرمق الأخير من الحياة.

    كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعاً عرايا، حتى اضطر جنودنا إلى أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها بعض السجناء.

    أخرجنا السجناء إلى النور تدريجياً حتى لا تذهب أبصارهم، كانوا يبكون فرحاً، وهم يقبّلون أيدي الجنود وأرجلهم الذين أنقذوهم من العذاب الرهيب، وأعادوهم إلى الحياة، كان مشهداً يبكي الصخور.








    صور للوحات زيتية قديمة تظهر عمليات التعذيب البشعة التي تعرض لها المسلمون من قبل محاكم التفتيش في الأندلس



    تابوت السيدة الجميلة التي يلقى فيها الشباب المسلمون ثم يطبق عليهم ليلاقوا حتفهم مباشرة متأثرين بالسكاكين في داخله



    صورة للوحة قديمة تبين عملية تعذيب أعضاء ديوان التفتيش لضحاياهم حتى الموت



    صورة للوحة قديمة تبين أحد عمليات التعذيب التي كان يتعرض لها المسلمون وذلك بإجبارهم على شرب كميات كبيرة من الماء حتى تنفجر معدتهم ليموتوا



    صورة للوحة قديمة تبين أحد عملية تعذيب لأحد النساء المسلمات في الأندلس

    ثم انتقلنا إلى غرف أخرى، فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان، عثرنا على آلات رهيبة للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، وسحق الجسم البشري، كانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل، ثم عظام الصدر والرأس واليدين تدريجيا، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين، ثم عثرنا على صندوقٍ في حجم جسم رأس الإنسان تماماً، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام، في كل دقيقة نقطة، وقد جُنّ الكثيرون من هذا اللون من العذاب، ويبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت.




    صورة لكرسي حديدي لتعذيب الضحية حتى الموقع كانت تستعملها محاكم التفتيش الإسبانية لتعذيب الضحايا حتى الموت


    وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة.

    كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت، ثم يطبقون بابه بسكاكينه وخناجره. فإذا أغلق مزق جسم المعذب المسكين، وقطعه إرباً إرباً.

    كما عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليقص قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنفٍ حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين.

    وعثرنا على سياط من الحديد الشائك يُضرب بها المعذبون وهم عراة حتى تتفتت عظامهم، وتتناثر لحومهم.

    وصل الخبر إلى مدريد فهب الألوف ليروا وسائل التعذيب فأمسكوا برئيس اليسوعيين ووضعوه في آلة تكسير العظام فدقت عظامه دقاً وسحقها سحقاً وأمسكوا كاتم سره وزفوه إلى السيدة الجميلة وأطبقوا عليه الأبواب فمزقته السكاكين شر ممزق ثم أخرجوا الجثتين وفعلوا بسائر العصابة وبقية الرهبان كذلك. ولم تمض نصف ساعة حتى قضى الشعب على حياة ثلاثة عشر راهباً ثم أخذ ينهب ما بالدير (1).


    المصادر والمراجع:
    المرجع الرئيسي موقع الموسوعة الحرة http://ar.wikipedia.org
    (1).التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام للشيخ محمد الغزالي
    مصادر الدراسة
    • محمد عبد الله عنان –نهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصرين- مكتبة الخانجي – القاهرة الطبعة الرابعة 1408هـ=1987م.
    • عادل سعيد بشتاوي – الأندلسيون المواركة – القاهرة – الطبعة الأولى 1403هـ=1983م.
    • ليونارد باتريك هارفي – تاريخ الموريسكيين السياسي والاجتماعي والثقافي. (دراسة في كتاب الحضارة العربية في الأندلس التي أشرفت على إعدادها الدكتور سلمى الخضراء الجيمي). مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت – الطبعة الأولى 1419-1998.
    • نبيل عبد الحي رضوان – جهود العثمانيين لإنقاذ الأندلس واسترداده – مكتبة الطالب الجامعي – مكة المكرمة – الطبعة الأولى 1408هـ=1988.

    «« توقيع Maverick »»
    [CENTER]

    إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ




  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    14-09-2017
    على الساعة
    01:33 AM
    المشاركات
    5,015

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تسلم يا مافريك

    للرفع

    «« توقيع abcdef_475 »»

    وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ

    זכור אותו האיש לטוב וחנניה בן חזקיה שמו שאלמלא הוא נגנז ספר יחזקאל שהיו דבריו סותרין דברי תורה מה עשה העלו לו ג' מאות גרבי שמן וישב בעלייה ודרשן

    תלמוד בבלי : דף יג,ב גמרא

    تذكر اسم حنانيا بن حزقيا بالبركات
    ، فقد كان سفر حزقيال لا يصلح ان يكون موحى به ويناقض التوراة ، فاخذ ثلاثمة برميل من الزيت واعتكف في غرفته حتى وفق بينهم .

    التلمود البابلي : كتاب الاعياد : مسخيت شابات : الصحيفة الثالثة عشر : العمود الثاني


    [/FONT][/SIZE]
    [/CENTER]

ملف الارهاب المسيحي وحمامات الدم من بدايتها حتى الان ... حصري

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قال النبى صلى الله عليه وسلم الدم الدم الهدم الهدم
    بواسطة ابن تاشفين في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-07-2012, 12:10 AM
  2. عاجل جدا : الان : اعلان مظاهره مليونيه تبدا من الان اما الكاتدرائيه بالعباسيه
    بواسطة شقاوه في المنتدى قسم المواضيع العامة والأخبار المتنوعة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-04-2011, 10:51 PM
  3. هل المسيحيه دين الارهاب؟ رد علي العضو المسيح الهى
    بواسطة شقاوه في المنتدى قسم كشف كذب مواقع النصاري والمنصرين
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 21-05-2009, 06:13 PM
  4. الارهاب فى الكتاب المقدس
    بواسطة محبه مريم العذراء في المنتدى قسم الكتاب المقدس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-05-2008, 01:28 AM
  5. النصرانية بدايتها ومنتهاها
    بواسطة ABDq_i_ii في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-03-2004, 10:10 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ملف الارهاب المسيحي وحمامات الدم من بدايتها حتى الان ... حصري

ملف الارهاب المسيحي وحمامات الدم من بدايتها حتى الان ... حصري