السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم إخواني قصيدة أرسلها الملك النصراني نقفور ملك الأرمن الى الخليفة المطيع لله ، وفيها يفتخر ويسب الاسلام والمسلمين ويهدد أنه سيملك بلاد الاسلام كلها حتى الحرمين وأنه سينتصر لدين المسيح ، ولقد إنتخى للجواب عنها الامام الحافظ الفقيه أبو محمد بن حزم الأدلسي فافاد واجاد، واجاب عن كل فصل باطل بالصواب والسداد ...
أبدأ أولاً بقصيدة نقفور ثم أتبعها بقصيدة ابن حزم رحمه الله وهو يرد عليه .
قصيدة نقفور :
وهذه هي قصيدة نقفور أنقلها كما أوردها الامام ابن كثير ( البداية والنهاية ج 11 / ص 279 ) .
قال ابن كثير ":
وها انا اذكر القصيدة الارمنية المخذولة الملعونة، واتبعها بالفريدة الاسلامية المنصورة الميمونة.
قال المرتد الكافر الارمني على لسان ملكه لعنهما الله واهل ملتهم اجمعين اكتعين ابتعين ابصعين امين يا رب العالمين.
ومن خط ابن عساكر كتبتها، وقد نقلوها من كتاب صلة الصلة للفرغاني:
من الملك الطهر المسيحي مالك * الى خلف الاملاك من ال هاشم
الى الملك الفضيل المطيع اخي العلا *ومن يرتجى للمعضلات العظائم
اما سمعت اذناك ما انا صانع * ولكن دهاك الوهن عن فعل حازم
فان تك عما قد تقلدت نائماً * فاني عما همني غير نائم
ثغوركم لم يبق فيها - لوهنكم * وضعفكم - الا رسوم المعالم
فتحنا الثغور الارمنية كلها * بفتيان صدق كالليوث الضراغم
ونحن صلبنا الخيل تعلك لجمها * وتبلغ منها قضمها للشكائم
الى كل ثغر بالجزيرة اهل * الى جند قنسرينكم فالعواصم
ملطية مع سميساط من بعد كركر * وفي البحر اضعاف الفتوح التواخم
وبالحدث الحمراء جالت عساكري * وكيسوم بعد الجعفري للمعالم
وكم قد ذللنا من اعزة اهلها * فصاروا لنا من بين عبد وخادم
وسد سروج اذ خربنا بجمعنا * لنا رتبة تعلوا على كل قائم
واهل الرها لاذوا بنا وتحزبوا * بمنديل مولى علا عن وصف ادمي
وصبح راس العين منا بطارق * ببيض غزوناها بضرب الجماجم
ودارا وميافارقين وازرنا * اذقناهم بالخيل طعم العلاقم
واقريطش قد جازت اليها مراكبي * على ظهر بحر مزبد متلاطم
فحزتهم اسرى وسقيت نساؤهم * ذوات الشعور المسبلات النواعم
هناك فتحنا عين زربة عنوة * نعم وابدنا كل طاغ وظالم
الى حلب حتى استبحنا حريمها * وهدم منها سورها كل هادم
اخذنا النسا ثم البنات نسوقهم * وصبيانهم مثل المماليك خادم
وقد فر عنها سيف دولة دينكم * وناصركم منا على رغم راغم
وملنا على طرسوس ميلة حازم * اذقنا لمن فيها لحزّ الحلاقم
فكم ذات عز حرة علوية * منعمة الاطراف ريا المعاصم
سبينا فسقنا خاضعات حواسراً * بغير مهور، لا ولا حكم حاكم
وكم من قتيل قد تركنا مجندلاً * يصب دماً بين اللها واللهازم
وكم وقعة في الدرب افنت كماتكم * وسقناهم قسراً كوسق البهائم
وملنا على ارياحكم وحريمها * مدوخة تحت العجاج السواهم
فاهوت اعاليها وبدل رسمها * من الانس وحشاً بعد بيض نواعم
اذا صاح فيها البوم جاوبه الصدى * واتبعه في الربع نوح الحمائم
وانطاك لم تبعد علي وانني * سافتحها يوماً بهتك المحارم
ومسكن ابائي دمشق فانني * سارجع فيها ملكنا تحت خاتمي
ومصر سافتحها بسيفي عنوة * واخذ اموالاً بها وبهائمي
واجزي كافوراً بما يستحقه * بمشط ومقراض وقص محاجم
الا شمروا يا اهل حمدان شمروا * اتتكم جيوش الروم مثل الغمائم
فان تهربوا تنجوا كراماً وتسلموا * من الملك الصادي بقتل المسالم
كذاك نصيبين وموصلها الى * جزيرة ابائي وملك الاقادم
سافتح سامرا وكوثا وعكبرا * وتكريتها مع ماردين العواصم
واقتل اهليها الرجال باسرها * واغنم اموالاً بها وحرائم
الا شمروا يا اهل بغداد ويلكم * فكلكم مستضعف غير رائم
رضيتم بحكم الديلمي ورفضه * فصرتم عبيداً للعبيد الديالم
ويا قاطني الرملات ويلكم ارجعوا * الى ارض صنعا راعيين البهائم
وعودوا الى ارض الحجاز اذلة * وخلوا بلاد الروم اهل المكارم
سالقي جيوشاً نحو بغداد سائراً * الى باب طاق حيث دار القماقم
واحرق اعلاها واهدم سورها * واسبي ذراريها على رغم راغم
واحرز اموالاً بها واسرّة * واقتل من فيها بسيف النقائم
واسري بجيشي نحو الاهواز مسرعاً * لاحراز ديباج وخزّ السواسم
واشعلها نهباً واهدم قصورها * واسبي ذراريها كفعل الاقادم
ومنها الى شيراز والري فاعلموا * خراسان قصري والجيوش بحارم
الى شاس بلخ بعدها وخواتها * وفرغانة مع مروها والمخازم
وسابور اهدمها واهدم حصونها * واوردها يوماً كيوم السمائم
وكرمان لا انسى سجستان كلها * وكابلها النائي وملك الاعاجم
اسير بجندي نحو بصرتها التي * لها بحر عجاج رائع متلازم
الي واسط وسط العراق وكوفة * كما كان يوماً جندنا ذو العزائم
واخرج منها نحو مكة مسرعاً * اجر جيوشاً كالليالي السواجم
فاملكها دهراً عزيزاً مسلماً * اقيم بها للحق كرسي عالم
واحوي نجداً كلها وتهامها * وسراً واتهام مذحج وقحاطم
واغزو يماناً كلها وزبيدها * وصنعاءها مع صعدة والتهائم
فاتركها ايضاً خراباً بلاقعاً * خلاء من الاهلين اهل نعائم
واحوي اموال اليمانين كلها * وما جمع القرماط يوم محارم
اعود الى القدس التي شرفت بنا * بعز مكين ثابت الاصل قائم
واعلو سريري للسجود معظماً * وتبقى ملوك الارض مثل الخوادم
هنالك تخلو الارض من كل مسلم * لكل نقي الدين اغلف زاعم
نصرنا عليكم حين جارت ولاتكم * واعلنتمو بالمنكرات العظائم
قضاتكم باعوا القضاء بدينهم * كبيع ابن يعقوب ببخس الدراهم
عدو لكم بالزور يشهد ظاهراً * وبالافك والبرطيل مع كل قائم
سافتح ارض الله شرقاً ومغرباً * وانشر ديناً للصليب بصارمي
فعيسى علا فوق السموات عرشه * يفوز الذي والاه يوم التخاصم
وصاحبكم بالتراب اودى به الثرى * فصار رفاتاً بين تلك الرمائم
تناولتم اصحابه بعد موته * بسبّ وقذف وانتهاك المحارم
هذا اخرها لعن الله ناظمها واسكنه النار، <span style='color:seagreen'>{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر: 52] ويوم يدعو ناظمها ثبوراً ويصلى ناراً سعيراً، <span style='color:seagreen'>{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ اَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً * لَقَدْ اَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ اِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْاِنْسَانِ خَذُولاً} [الفرقان: 27-29].
ان كان مات كافراً
يتبــــــــــــــــــــع ....</span></span>
المفضلات