ثم يورد النصراني بعد ذلك كلاماً لبعض المفسرين ظاناً أن هذا الكلام يؤكد ما يدعيه، وهو في الحقيقة يهدمه؛ فهو ينقل عن متى هنري ويقول:

لاحظوا أن النصراني ميز بعض اللكلمات باللون الأحمر حتى يلفت نظر القارئ إليها ويصرفه عن باقي الكلام، ولاحظوا كذلك أنه لم يترجم هذا الكلام الذي نقله عن متى هنري، لأنه ينقض زعمه، وكأن هنري يرد على النصراني.
الترجمة:
"كان شاول ضعيف جداً وأحمق، ولم يرتب شؤونه بتعقل، كان شاول ابن سنة (هذه هي الكلمات الأولى في النص الأصلي)، وهي عبارة نستخدمها للدلالة على تاريخ حكمه، لكنها تستخدم عادة للدلالة على تاريخ ميلاد شخص، لذلك فإن البعض فهمها بصورة رمزية؛ أي: كان بريئاً وجيداً كطفل ابن سنة، وهي كذلك في الترجوم الآرامي: كان بلا خطية كابن سنة، لكن إن أقررنا هذا المعنى الرمزي، فيلزمنا كذلك أن نقر أنه كان جاهلاً، وأحمقاً، وغير كفء للأعمال كطفل ابن سنة، وهذه التفاصيل اللاحقة تجعله أكثر ملائمة مع شخصيته المذكورة سابقاً.
لكن نحن نفهم النص بناء على ترجمتنا له؛ أي: ملك شاول لمدة سنة ولم يحدث شيئاً ذو قيمة، أي إنها كانت سنة بلا أحداق، وفي السنة الثانية فعل الآتي: ..."
أرأيتم لماذا لم يترجم النصراني كلام متى هنري!
ذكر متى هنري رأي من فهم النص رمزياً، ثم رد عليه وقال إن فهمتم أنه كان ابن سنة فيلزمكم أن تقولوا أن كان أحمقاً وجاهلاً ولا يصلح للأعمال كالطفل الذي عمره سنة واحدة، وأورد هنري رأياً آخراً بناء على تحريف الترجمة.
ونسأل لماذا يدلس هذا النصراني على متى هنري؟!
بل إن النصراني نفسه متناقش؛ فهو تارة يزعم أنه كان ابن سنة أي بريئاً كطفل عمره سنة، ثم يزعم تارة أخرى أن شاول مسح بالدهن ثم بعد سنة مسح ملكاً رسمياً!
ثم ينقل بعد ذلك كلاماً لهنري بريزرفد سميث ويقول:

بتر النصراني كلام هنري سميث ولو أنه ذكر كلامه من بدايته لتبين للقارئ أن هنري سميث لم يصحح هذا القول؛ إنما نقله فقط، ورأي سميث في النص كالآتي ص91 من تفسيره لسفري صموئيل:
1. The verse as it stands in M is meaningless and evidently a late insertion.
الترجمة:
"الفقرة كما هي في النص الماسوري ليس لها معنى وبوضح هي إضافة متأخرة".
ويتابع هنري سميث في ص92 قبل ما نقله النصراني مباشرة فيقول:
The verse as given in M can mean only one thing: Saul was a year old when he began to reign and he reigned two years over Israel] this is palpably absurd.
الترجمة:
"الفقرة كما هي في النص الماسوري لا تعني إلا شيئاً واحداً، وهو: كان شاول ابن سنة حينما بدأ ملكه، وملك سنتين على إسرائيل، وهذا بوضوح شيء أخرق"!
أرأيتم كيف بتر النصراني كلامه؟!
الرجل يعتقد أن النص ليس له معنى وأنه إضافة متأخرة وأن الفقرة خرقاء، ومع ذلك ينقل النصراني عنه ويبتر كلامه حتى يظن القارئ أن هنري سميث يؤكد كلام النصراني.
هل رأيتم تدليساً أكثر من ذلك؟!
يتبع إن شاء الله ...
المفضلات