آخـــر الـــمـــشـــاركــــات
-
المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام
فى الرد على كتاب القمص مرقس عزيز خليل رعن كنيسة القديسة مريم ، والشهيدة دميانة ، والكنيسة المعلقة
تمهيد
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على معلم البشرية الأدب والأمانة وحسن الخلق: محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين، قائد الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
أما بعد ..
إن الصدق فى القول والعمل هو نوع من أنواع العدل، الذى أمر الله تعالى به، وحث عليه ولو كان ذلك على أقرب الناس وأحبهم إلىّ. فقال الله تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) الأنعام 152
وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ.) النساء 132
وقال جل جلاله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ) النساء 58
وقال تبارك اسمه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ ، وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ. اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى. وَاتَّقُواْ اللّهَ. إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة 8
وقال تقدست صفاته: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) المائدة 42
وقال جل شأنه: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل 90
يقول موقع صناع الحياة للأستاذ عمر خالد إن العدل قيمة تشمل جميع مناحي الحياة. وإنه شهادة التاريخ على سلامة المجتمعات والكيانات والأمم. إنه الأمن حين تضطرب الموازين والمعايير. وإنه الحارس الذي يحول دون دمار النفوس، وخراب العمران. هو قوام الدنيا والدين. وسبب صلاح العباد والبلاد. يحكم الأقوال والأفعال ويصلح الأجساد والأبدان. به قامت السماوات والأرض. وتآلفت به الضمائر والقلوب. والتأمت به الأمم والشعوب. وغمر الناس بالتناصف والتعاطف. وضمهم بالتواصل والتجانس. إنه القسطاس المستقيم لكل شيء وكل فرد. لا تميل كفته. ولا يختل ميزانه. ولا يضطرب مقياسه. هو صفة الله تعالى. وميزانه في الأكوان.
وحذَّرَ الله أن كل عدل أو ظلم ، وكل صغيرة وكبيرة سيجدها المرء فى سجل أعماله فى الآخرة ، وسوف يُحاسب عليها: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) الكهف 49
وحرَّم الله الظلم على نفسه ، فقال في الحديث القدسي: (يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا) رواه مسلم.
وعن جابر أن رسول الله قال: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه مسلم.
بل جعل الظلم لازمة من اللوازم المصاحبة للكفر، فقال: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) البقرة: 254 ، وبيَّن أن أعظم أنواع الظلم هو الكذب على الله والشرك به، فقال: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان: 13 ، فكأنما يقول إن الظلم نوع من أنواع الشرك.
إن العدل فى القول والعمل لفضيلة يرفع الله بها العادلين في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فهو سياج الاطمئنان والاستقرار بين الأفراد والجماعات، ثم إن الأمة لا تُحترم ولا يكتب لها الخلود، ولا تحتل مكانتها اللائقة بها بين الأمم الراقية، إلا بقدر ما يتحقق فيها من العدل ، فعندما يدعو الإسلام إلى العدل ويأمر به كما جاء ذلك في قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) ، فإن ذلك يعد في الوقت نفسه دعوة إلى حرية الإنسان وكرامته، وتأكيد حقوقه الإنسانية العامة لذلك يعد الكفاح من أجل رفع الظلم عن المظلومين وتحقيق العدل بين الناس من الواجبات الإنسانية والدينية على السواء.
فالإنسان إذن مسئول مسئولية دينية وأخلاقية عن إقامة العدل الذى هو أساس العمران في هذا الوجود وهذا يعني ضرورة التغلب على نوازع الهوى، وتغليب جانب العقل. ولا سيما إن كان هذا الإنسان الذى يُنتظر منه العدل والصدق رجلاً عرف عنه الأخلاق أو الدين.
فمهما كان دينه ، ومهما كانت عقائده ، إن مقاومة الظلم لا تقتصر فقط على المجتمعات الإسلامية، فهي على العكس من ذلك خصيصة إنسانية تتجاوز الحدود الدينية والثقافية بين بني البشر. وفي هذا الصدد يجدر بنا أن نشير إلى أن المفهوم الإسلامي للعدل لا يتعارض مع مثيله في الحضارات السابقة في الشرق والغرب. ويأمر الرب ، ويعلم الرسل ، وتنادى الفضيلة ، وتصيح الإنسانية ، ويصرخ العدل أنه على كل إنسان فى الحياة أن يقاوم الكذب فى نفسه أولاً ثم مع الآخرين ، ويعدل مع نفسه والآخرين.
وكان عيسى من الصادقين فقد شهد له الناس بقولهم: (يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ.) متى 22: 16
وطالب اليهود أن يكونوا من الصادقين فى نفوسهم أولاً: (وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟) لوقا 12: 57
وبذلك من اتبع هذا الحق عاش حراً وخرج من ربقة الشيطان: (وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.) يوحنا 8: 32 ، (فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.) يوحنا 8: 36
يتناول هذا الكتاب الرد على القمص زكريا بطرس وأقواله بشأن المرأة ، والتى نقلها من موقعه على النت القمص مرقس عزيز خليل فى كتاب أسماه (المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام). لذلك جاء الرد عليهما معاً.
وقد اتبعتُ فيه قراءة النصوص والآراء التى أوردها لينال من الإسلام فى المقام الأول ، ومكانة المرأة المسلمة بعد ذلك ، وليصد جموع الداخلين والداخلات فى الإسلام من ناحية، ويرد المسلمات والمسلمين عن دينهم إن استطاع ، ورددت على كل فقرة أو كل حديث أورده أو آية فهمها خطأً بما يحقق له النيل من الإسلام، لينتصر لدينه. وتركت آراءه التى لا علاقة لها بالكتاب المقدس أو بالإسلام.
فمثلاً أورد ص174 وما قبلها حكايات عن نساء جديرات بالاعتبار ، فواحدة تسترت على فضائح زوجها ، وأخرى قدمت تضحيات حتى الموت ، وغيرها زوجة إنجليزية فضلت أن تموت حرقاً مع زوجها القعيد بعد أن فشلت فى إنقاذه. فهذا تصرُّف شخصى غير نابع من الدين، وقد تكون التربية هى العامل المساعد فى هذا الشرف الذى يُلحق بهن، أو الحب، أو الظروف والملابسات التى تحيط بموضوع القضية. والتاريخ ملىء بمثل هذه وتضحياتهن. بل إنك إذا نظرت فى بيت معظم المسلمين والمسيحيين لوجدت قصص بطولة وتضحية تقوم بها الأم من أجل زوجها وأولادها. ولا أجد لهذا شرف فى المسيحية أو فى الإسلام.
وستجدنى أتخذ الموضوعية فى ردى عليه ما استطعت، فلا ألومه إلا لتحامله أو لتفريطه فى فهم شىء واضح للعيان ، أو بتر نص عن سياقه ، أو لقلة علمه فى مسألة بديهية فى دينه ، أو موضوع البحث الذى يتناوله هو.
اكتشف الرب أن ما عمله حسن:
بدأ القمص مرقس كتابه كالمعتاد بالإعتراف بتجسد يسوع ليُنهى فقرته الأولى (ص 5) بأن خلْق حواء كان عملاً حسناً غيَّرَ العالم من حسن إلى أحسن ، واستشهد بقول سفر التكوين (31وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّاً.) تكوين 1: 31 ، ثم قال بعد استشهاده: “وهذا يعنى بعد خلقة حواء تحول هذا الشىء غير الحسن إلى حسن جداً”. هذا على الرغم من قوله ص49 “وهذا مستفاد أيضاً من قول الكتاب أن الله خلقها فى صورته ومثاله قبلما شوهتها الخطية”.
فأى عالم غيَّره خلق حواء؟ هل غيَّر عالم الجنة من “غير الحسن إلى حسن جداً”؟ وكيف كانت الجنة وهى النعيم المقيم غير حسنة؟ ولماذا سمَّاها الرب إذاً جنة؟ ولمن خلقها بهذه الصورة غير الحسنة؟ وهل خلقها الرب بهذه الصورة غير الحسنة للمؤمنين أم للكافرين؟ ولماذا حسَّنها بعد خلق حواء إذا كان قد علم بعلمه الأزلى خيانة حواء وأكلها من الشجرة؟ وكيف علم القمص بذلك؟ وهل كان يوجد فى الجنة عالم آدم وحواء شىء غير حسن؟
عزيزى القمص: اعذرنى أنت تتكلم كلمات إنشائية بدون علم قد تعودت عليها فى خطبك. كتاب الدين يستند دائماً إلى قال الله أو قال رسوله أو قال أحد الصحابة أو التابعين وتكون أقوالهم مطابقة لكلام الله. فأين هذا فى كلامك؟
وهنا أخطأت أنت عزيزى القمص مرقس لأن هذا الكلام قيل فى حق المخلوقات التى خلقها الله ومنهم آدم فقط ، فلم تكن حواء قد خلقت بالمرة ، فقد جاء خلق حواء فى تكوين 2: 21-22 (21فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْماً. 22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ.) ، ولو نظرت إلى باقى الإصحاح فلن تجد مثل هذا القول الذى قاله الكتاب فى حق الخلق وآدم.
والعكس هو الصحيح ، فقد حقَّر آدم حواء عند سؤال الرب له عن أكله من الشجرة المحرمة ، فقال: («الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 12 ، وبالتالى حكم إله المحبة بالعذاب الأبدى على آدم وحواء وذريتهما ، فقال: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) تكوين 3: 16-19
وعلى ذلك فحب المرأة لزوجها هو من عذاب الله لها، وحبلها وولادتها واشتياقها لزوجها يُذكِّر المؤمنين بقدسية هذا الكتاب بأن كل هذا من العذاب الأبدى لإله المحبة، الذى فرضه على المرأة.
وبعد أن أكلت من الشجرة واقترفت الخطيئة حواء التى كانت رائعة الجمال كما يقول القمص ص49 ، فقدت هذا الجمال وتحوَّل إلى قبح لأن الخطية شوهتها. ومعنى هذا أن الرب شوهها وكانت عقوبتها أبدية ، مثل اشتياقها لزوجها وآلامها أثناء الحمل والولادة. فهل هذا تضيفه من باب إكرام الرب للمرأة؟ ألا تعترف بذلك أن الرب فى كتابك وفى فهمكم قد حقَّرَ المرأة وانتقم منها انتقام مازال باقياً للآن حتى بعد تجسد الإله وإعدامه؟
وياليت الموضوع انتهى إلى هذا الحد ، بل جعل لعنته الأبدية عليهما وذريتهما ، ولم يغفر هذا الذنب حتى أرسل ابنه متجسداً دون رحمة أو شفقة ليُهان ويُقتل بسبب هذه الخطيئة ، كما قال بولس عنه. وهذا على إيمان البروتستانت والكاثوليك.
(31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
أما الأرثوذكس ومنهم القمص مرقس ، فيروا أن الرب بنفسه تجسَّدَ ، ومات على الصليب بلاهوته وناسوته وروحه القدس الذين لا ينفصلون طرفة عين.
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(6لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. 7فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. 8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ.10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 6-14
(18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 18-19
إذاً كان كل هذا بسبب خطيئة المرأة، فلم يعترف الرب أن الرجل يُخطىء، على الرغم من اعتراف آدم أنه أكل مع حواء من الشجرة. فلم تُخدع إلا حواء ، فهى صديقة الشيطان ، وأداته لإفساد البشرية ، أما الرجل فهو معصوم ، وضحية المرأة: (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
ومن فرط كرهكم للمرأة جعلتموها سبب الخطيئة الأزلية ، وسبب شقاء البشرية، وسبب إهانة الرب، والاستهزاء به ، وسبب آلامه وإعدامه صلباً: (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فَحَصَلَت فِى التَّعَدِّى) تيموثاوس الأولى 2: 14
وكان هذا موقف رجال الكنيسة من بعد ، الأمر الذى جعل الكنيسة تعارض حتى استخدام التخدير فى حالات الوضع عام 1847م، لأن هذا مخالف لأوامر إله المحبة، الذى أمر أن تتعب وتتوجع من الولادة ، فقال: (تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً) تكوين 3: 13 ، فكأن لسان حالهم يقول: كيف نرحم النساء من الألم ، طالما أن الرب لم يرحمها وقرر أن تتألم أثناء الولادة؟ فعلينا إذن أن نساعد الرب فى انتقامه من النساء وأن ننتقم منهن لأنهن سبب طردنا من الجنة!!
لذلك قال لوثر الذى جعل النساء منبوذات قسراً فى وحشية، ومنفيات من عالم الرجال، والذى يرى فى الزواج عقاباً للمرأة: (إن هذا العقاب ينبع أيضاً من الخطيئة الأصلية ، وتتحمله المرأة مُكرَهة تماماً ، كما تتحمل الآلام والمتاعب التى وضعت على جسدها. إن السلطة تبقى فى يد الرجل ، وتُجبَر المرأة على طاعته حسب وصية الله. فالرجل هو الذى يحكم البيت والدولة ، ويشن الحرب ، ويدافع عن ممتلكاته، ويفلح الأرض، ويبنى، ويزرع .. الخ. أما المرأة فعلى العكس من ذلك، فهى مثل مسمار يدق فى الحائط . .. .. يجب أن تبقى المرأة فى المنزل ، ترعى الحاجات المنزلية، مثل انسان حُرِمَ القدرة على إدارة تلك الشئون، التى تختص بالدولة .. .. بهذه الطريقة تعاقب حواء)
(ونص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.)
وفى عام 1567 م صدر قرار من البرلمان الاسكوتلاندى بأن المرأة لا يجوز أن تُمنَح أى سلطة على أى شىء من الأشياء.
و(ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
لذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"
وكان (القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 قد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، وهذا كرم من القانون إذ اشترط موافقتها على أن تصبح عبدة ذليلة بعد أن كانت امرأة حرة.
وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام 1931 م بخمسمائة جنيه ، وقال محاميه فى الدفاع عنه: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد أُلغِىَ عام 1805 م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن ، وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات.)
(وجاء فى مجلة "حضارة الإسلام" السنة الثانية صفحة 1078: حدث العام الماضى أن باع إيطالى زوجته لآخر على أقساط ، فلما امتنع المشترى عن سداد الأقساط الأخيرة قتله الزوج البائع.)
وحتى عفاف المرأة وتحشمها فهو عقوبة من الرب لأنها ليست صورة الله ومجده كالرجل! فقد قرر الكتاب أن تغطى المرأة شعرها لأنها ليست مجد الله مثل الرجل: (الرَّجُلَ عَلَيْهِ أَلاَّ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ، بِاعْتِبَارِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8 فَإِنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُؤْخَذْ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ أُخِذَتْ مِنَ الرَّجُلِ؛ 9وَالرَّجُلُ لَمْ يُوجَدْ لأَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ وُجِدَتْ لأَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7
ونفس الفكرة تكررت فى سفر التكوين، وفيها نسب الأولاد لله، أما البنات فنسبهم للناس: (1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.) تكوين 6: 1-2
ولم يوجه الإسلام إلى المرأة مثل هذا العقاب بالتعب فى الحمل والولادة والإشتياق للزوج، الذى نراه فى التوراة ، فقد اعتبر أن كلاً من الاثنين قد أخطأ ، واعتبر المسئول عن هذا الخطأ هو آدم ، لذلك لمَّا أفردَ القرآن اللوم ، وجهه إلى آدم وحده: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى * فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) طه 115-122
وقال: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة 37
واعتبر آلام الحمل والولادة للمرأة سبباً فى أن يرفع حسن صحابة المرء لأمه 300 ضعف الرجل: عن أبى هريرة: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ.) البخارى برقم 5514
اقرأ عزيزى القمص قول الله تعالى فى القرآن: بشأن الزواج وبشأن النساء ووصاياه تجاههن. فقد رغَّب فى الزواج ، وحسن معاملة النساء ، والتمتع بهن. فقد جعل المرأة رحمةَ من الله مثل الصحة والثراء والعفو والجنة ونعيمها ، وهى هبةً يمنُّ بها على الرجل:
قال رسول الله عن خديجة رضى الله عنها: (إنى رزقت حبها) [مسلم برقم 114]. فقد اعتبر حبه لخديجة رزقاً من عند الله ، وكان يحافظ عليه ووفيًّا له حتى بعد موتها. حتى غارت السيدة عائشة رضى الله عنها منها وقالت: (ما غرت على أحد من نساء النبى ما غرت على خديجة ، وما رأيتها ولكن كان النبى يكثر ذكرها. [وفى رواية رقم 115: لكثرة ذكره إياها وثنائه عليها] وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها فى صدائق خديجة. فربما قلت له: كأنه لم يكن فى الدنيا امرأة إلا خديجة! فيقول: إنها كانت وكانت ، وكان منها ولد). [البخارى ومسلم برقم 116]
وقال لعائشة عن خديجة رضى الله عنهما: (ما بدلنى الله خيرا منها) [البخارى ومسلم برقم 118]
وعندما زارته امرأة عجوز كانت تزور خديجة رضى الله عنها أيام حياتها سأل عن أحولها ، وعندما خرجت قالت له عائشة رضى الله عنها: (يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال! فقال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان.) [الحاكم برقم 119]
فقد جعل المرأة من أسباب سكينة الرجل، وجعل بين الزوجين مودة ورحمة تستحق شكر الله على هذه النعمة. فقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الروم: 21
فقارن هذا بقول الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص: (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
وقارن هذا برفض الكنيسة عام 1847م تخدير المرأة أثناء عملية الولادة لاعتقادها أن هذا من أوامر الرب.
وأمر القرآن بحسن معاشرتهن: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء: 19
فقارن هذا بقول البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
وقال القرآن: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ) ص: 41-43
وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل).
وأمر القرآن بالاستمتاع بالزوجة من مكان إخراج الولد بأى كيفية كانت: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) البقرة: 223
وقال رسول الله : (خير نسائكم الولود الودود المواسية المواتية [المطاوعة] إذا اتقين الله) رواه البيهقى برقم 178 عن أبى أُذينة.
فأين هذا من قول الكتاب الذى تقدسه: (تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً)؟ تكوين 3: 13
وأباح استمتاع الزوجين ببعضهما البعض فى ليلة الصيام دون نهاره: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ .. ..) البقرة: 187
فقارن هذا بما قاله القديس أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
وقارن هذا بقول توماس الإكوينى: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج)
وبقول نيتشه الفيلسوف المسيحى المتعصب لمسيحيته: (إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
ثم اقرأ ما قاله أنس بن مالك ، قال: .. .. فرأيت النبى يُحوِّى [أى يجعل لها حاوية تُدار حول سنام البعير للجلوس عليه] لها [أى لصفية] وراءه بعباءة ، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب. (البخارى 173)
بأبى أنت وأمى وأهلى والناس أجمعين يا رسول الله ، يا معلم البشرية الأدب والتواضع وكيفية حب الإنسان لزوجته ، وكيفية حُسن المعاملة المرأة. إن أخلاقه هذه بحق لأخلاق الفرسان ، أخلاق ال Gentleman ، أخلاق الرسل.
وقارن هذا بإرسال الرب ملاكه ليسب امرأة ويقول عنها إنها الشر بعينه: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
انظر لقول الله تعالى عن كيفية معاملة المسلم لوالديه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الإسراء 23-24
اقرأ رحمة الرسول بالمرأة:
عن عائشة قالت: قال رسول الله : “إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرجوع إلى أهله ، فإنه أعظم لأجره”. [رواه الحاكم برقم 156]
وعن ابن عباس – رضى الله عنهما – قال: .. .. .. “قال رجل: يا رسول الله ، إنى أريد أن أخرج فى جيش كذا وكذا وامرأتى تريد الحج. فقال: اخرج معها”. [رواه البخارى ومسلم برقم 157]
وحض رسول الله الرجل للإنفاق على زوجته ، بل وتدليلها بوضع الطعام فى فمها: “.. .. وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة ، حتى اللقمة ترفعها إلى فى امرأتك”. [رواه البخارى ومسلم 153]
وجعل خير الناس هم خيارهم لزوجاتهم ، فقال : “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى”. أى لزوجته [رواه ابن ماجه برقم 152]
اقرأ كيف رفض الرسول أن يبايع رجلاً على الإسلام أبكى والديه المشركين: (عن عبد الله بن عمرو قال جاء رجل إلى النبى فقال جئت لأبايعك وتركت أبوى يبكيان قال فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما وأبى أن يبايعه”. [مسند أحمد برقم 6539]
والآن قارن هذا بما نُسبَ ليسوع أنه انتهر أمه فى عرس قانا: (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
وقارن هذا بأمره بتفضيل الرجل الذى يخصى نفسه ، هاضماً بذلك حق المرأة فى التمتع الجنسى بزوجها وراحة البال والنفس: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ) متى 19: 12 ، أليس هذا الأمر فيه مهانة للمرأة؟ أليس هذا من شأنه انتشار السحاق (الشذوذ الجنسى بين النساء)؟
وأكتفى بهذا القدر مؤقتاً فى الرد على النقطة الأولى من ص 5 من كتابك (المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام).
نقطة النقص الوحيدة التى عملها الرب:
أما قولك فى نفس الصفحة (رقم 5) ("رأى الله أنه ليس حسناً أن يكون آدم وحده". وكانت هذه هى نقطة النقص الوحيدة فى الخليقة وكمل الله هذا النقص وخلق حواء).
فهذا يعنى البداء ، أى عَلِمَ الله شيئاً كان يجهله ، أو بدا له شيئاً لم يكن ظاهراً له من قبل. وهذا كفر بيِّن ، ونفى لعلم الله الأزلى ، واعتراف بجهل الرب فى لحظات معينة. ولك عزيزى القارىء أن تتخيل أن رجل الدين القمص مرقس عزيز ينسب إلى الله العليم النقص والجهل والعشوائية فى خلقه وفى عمله!!
وهذا ما نسبه الكتاب الذى يقدسه القمص مرقس عزيز للرب الذى يعبدونه ، فقد نسبوا إليه كل صفات النقص والعجز ، بل والصفات المشينة من السرقة والإرهاب والقتل الجماعى وغيره:
فها هو الرب يُفاجأ بعصيان الإنسان له فيحزن ويعتصره الندم: (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».) تكوين 6: 6-7
وأيضاً (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 14
وأيضاً (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 15: 35
واتهموا إله المحبة أنه زعيم عصابة ، ونسبوا له سرقة بنى إسرائيل لحلى المصريين: فهل تصدق عزيزى القمص أن الرب إله المحبة يفعل هذا؟ هل علمت فى حياتك هذا النص فى قاعات الكنيسة؟ (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22 ، (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
ونسبوا إلى إله المحبة أمره بالتصفية الجسدية لكل مدينة يحاربها بنو إسرائيل ويتمكنوا منها: (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي») صموئيل الأول15: 3-11
هكذا ندم الرب ذو العلم الأزلى عندما فوجىء بما حدث من شاول ، أنه عفا عن أجاج وعن الجيِّد من الغنم والبقر والحملان والخراف!!! ولم يندم مطلقاً على قتل النساء اللاتى تدافع عنهن عزيزى القمص ، وتدعى أن الرب فى الكتاب الذى تقدسه يدافع عنهن!! ولم يندم الرب على قتل الأطفال أو الرضّع!! فكيف ولماذا وصفتموه بإله المحبة؟
وأنه لعن أليشَعَ أطفالاً ، فاستجاب الرب له ، فيسلط عليهم دُبتان تأكلهم: (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24 ، هكذا قتل الرب 42 طفلاً باسم المحبة!!
ونسبوا إليه الأمر بأن تقطع كل شجرة طيبة، وردم كل بئر مياه صالحة للشرب: (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ])ملوك الثانى3: 19
ونسبوا إليه الأمر بقتل كل شىء حى فى المدينة بإحراقها: (8وَيَكُونُ عِنْدَ أَخْذِكُمُ الْمَدِينَةَ أَنَّكُمْ تُضْرِمُونَ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. كَقَوْلِ الرَّبِّ تَفْعَلُونَ. انْظُرُوا. قَدْ أَوْصَيْتُكُمْ».) يشوع 8: 8
ونسبوا إليه أنه قتل 50070 نفساً فقط لأنهم نظروا تابوت الرب: (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.) صموئيل الأول 6: 19
واتهموه صراحة بالقسوة وعدم الشفقة ، ولا أعرف من أين جاءت كلمة الله محبة التى ترددونها؟ (إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ) رومية 8: 31-33
بل لعنوه: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة abubakr_3 ; 10-05-2006 الساعة 07:10 PM
«« توقيع abubakr_3 »»
-
حواء مكملة للخليقة:
وفى نفس الصفحة (رقم 5) تقول: (كانت حواء مكملة للخليقة كلها ، أى أن الخليقة بلغت آخر كمالها. خلق الله الماء من أجل النبات ، وخلق النبات من أجل الإنسان والحيوان. وأعد كل شىء من أجل الإنسان. وأخيراً خلق حواء كآخر ما خلقه أى اللمسة الأخيرة التى وضعها الله فى الكون).
وتكملة للنقطة التى كنا بصددها ، فلو خلق الرب حواء من أجل آدم ، وأمرهما بالزواج والإنجاب فما كان له أن يأمر الرجال بإخصاء أنفسهم ، فيقول: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ) متى 19: 12، وخاصة أن المخصى لا يدخل فى جماعة الرب، ومطرود من رحمته: (لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1
وكيف سيُنَفَّذ أمر الرب بشأن التوالد والتكاثر إن خصى الرجال أنفسهم؟ (7فَأَثْمِرُوا أَنْتُمْ وَاكْثُرُوا وَتَوَالَدُوا فِي الأَرْضِ وَتَكَاثَرُوا فِيهَا.) تكوين 9: 7
وكيف سيستمر البشر فى عبادة الله؟ وكيف كان سينزل ليتجسد ليُصلَب ليفدى البشر إن نزل ولم يجد بشراً؟ وكيف كان سيُنفذ أمر الله بعقاب المرأة أثناء الحمل والولادة؟ وكيف سيسود الرجل عليها دون أن يتزوجها؟ (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ.) تكوين 3: 13
فهل أراد كاتب هذا النص التخلص من المسيحيين قاطبةً: مرة بعدم زواج الفتيات، ومرة بعدم زواج المطلقين أو المطلقات ، ومرة أن يخصى الرجال أنفسهم؟
وفى قولك السابق وقعت عزيزى القمص فى عدة مغالطات: فليست حواء آخر ما خلق الله ، فقد خلق الله بعدها ذريتها وكل ما يدب على الأرض ، كما خلق عيسى نفسه ، فهو بكر كل خليقة كما تقول الرسالة إلى (كولوسى 1: 15).
وليس معنى أن حواء آخر ما خلق الله أنها أفضل ما خلق ، بل من الطبيعى أن تُفهم بشكل معاكس ، خاصة فى ضوء نظرة الكتاب الذى تقدسه لها. فمن الممكن أن تُقوَّل بأنها أحقر خلق الله ، فكانت آخر ما خُلق. ولا يوجد لديك نص يُثبت أن المرأة كانت أفضل ما خلق الله ، لأنها آخر ما خُلق!!
أما عن قولك إنها (اللمسة الأخيرة التى وضعها الله فى الكون) ، فهذا لا يعنى إلا أنها كانت لمسة الديكور الأخيرة التى ازدان بها الخلق ، ولم تكن من عناصره الأساسية ، التى تكون منها الخلق ، وأنها كانت الغلاف الجميل الذى نلف به الهدايا القيمة ، ونتخلص منه لنحتفظ بالقيمة الحقيقية المتمثلة فى الهدية ، إنها زهرية الورد الجميلة التى نزين بها الحجرة ، ولكنها ليست الحجرة وليست حتى أثاثها. فهل تعتبر هذا من باب المدح للمرأة؟
وقولك (خلق الماء من أجل النبات) يقتضى أنه خلق النبات أولاً ثم خلق الماء من أجله وهذا يُخالف ما جاء فى كتابك الذى تقدسه: ففى (تكوين 1: 8 ، 27) خلق الله المياه فى اليوم الثانى، وخلق النبات والبقل والزرع فى اليوم الثالث. أى خلق الماء أولاً ثم النبات.
أما فى (تكوين 2: 5-9) فقد أمطر الرب السماء أولاً ، ثم خلق آدم قبل النبات، ثم أنبت الأرض. أى خلق أيضاً الماء أولاً ثم النبات.
وقولك (وخلق النبات من أجل الإنسان والحيوان) يقتضى أنه خلق الإنسان والحيوان أولاً ثم خلق النبات من أجله وهذا فيه خلاف فى كتابك الذى تقدسه: ففى التكوين 1: 20-23 خلق الله النبات الأول فى اليوم الثالث ، ثم الحيوانات فى اليوم الخامس ، وبعدها خلق الإنسان فى اليوم السادس.
أما فى الإصحاح الثانى من سفر التكوين فتقرأ أن الله خلق أولاً آدم (2: 7) ، ثم النبات (2: 9) ، ثم الحيوانات والطيور (2: 19).
فأرى أنه من الأفضل عدم استشهادك بمثل هذه الفقرة حتى يتحد مفهوم هذه الفقرات ، لتعرف من الذى خُلقَ قبل من؟ وخاصة بعد أن تقرأ ما قالته مقدمة الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين عن هذه رواية الخلق هذه.
ففى هامش الإصحاح الأول ص68 قال: “تُنسب هذه الرواية إلى المصدر »الكهنوتى« .. .. .. والنص يستند إلى علم لا يزال فى عهد الطفولة. فلا حاجة فى التفنُّن فى إقامة التوافق بين هذه الصور وعلومنا العصرية .. ..”.
أعتقد أن هذا ينفى كون هذه الرواية وحى من الله ، لأن علم الله لم يكن أبداً فى طفولة أو جهل لا يتفق مع المعطيات الحديثة التى يخشاها المعلق على هامش الكتاب فيرجو ألا نعقد المقارنة باعتراف صريح أن هذه الرواية نشأت فى عصر كان العلم فيه مازال فى طفولته.
ويقول هامش الإصحاح الثانى ص71 عن الفقرات الكتابية من 10 إلى 14: “الآيات 10 إلى 14 هى توسُّع ، ولعل المؤلِّف اليَهْوى هو الذى أدخلها هنا معتمداً مبادىء قديمة عن شكل الأرض”.
أعتقد أن أى قارىء بغض النظر عن ديانته سيفهم أن هذا هو التحريف بزيادة هذه الأعداد إلى النص اليَهْوى ، الذى قال عنه الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين فى (مدخل إلى سفر التكوين) ص65: “فالرواية "اليَهْوية" ، العائدة ولا شكّ إلى زمن المملكة التى أسسها داود وورثها سليمان ، كانت أول صيغة أدبية لتقاليد محلية وعشائرية ، .. ..”.
ومعنى ذلك أن هذه الفقرات أُدخلت فى زمن داود أو بعده ، مما يؤكد التحريف بإدخال نصوص ليست من وحى الله. وعلى ذلك يسقط الإستدلال بإنعام الله على المرأة فى الكتاب المقدس وتكريمها بأنها كانت آخر ما خلق لكل الأسباب التى ذكرتها.
خُلقت حواء من طبيعة مُعدَّلة:
ثم تقول ص5 عزيزى القمص أيضاً: (وخلقها فى طبيعة معدلة وألطف مما خلق منه آدم. آدم خلق من تراب ، وحواء خُلقت من لحم ودم فهى طبيعة معدلة يعنى أقصد أنها خلقت على مرحلتين).
ما هى هذه الطبيعة المعدلة؟ هل هى اللحم والدم؟ وهل تقصد بذلك أنها تميزت فى الخلق عن آدم؟ فأنت تذكرنى بزميل مصرى عاش فى فرنسا ، وكان الفرنسيون ينالون منه لأنهم فى مصر يأكلون الفول ، وهذا البقل يأكله الحصان عندهم. فكان رده عليهم: أنتم تأكلون الحصان بالفول الذى تناوله وكوَّن لحمه وعظامه. فكانوا يضحكون من قوله ويصفونه بالذكاء لهذا الرد. وهو نفس ما أقوله لعزيزى القمص مرقس عزيز: إن مكونات جسد حواء هو نفس مكونات جسد آدم ، وهو نفس مكونات أجسامنا نحن.
أما إذا كنت تريد تبجيل حواء بهذا القول فأنت قد جانبت الصواب لأن هذا مخالف تماماً للأمر الواقع ، فقد كانت المرأة طوال عصور تحكيم الكتاب المقدس إنسانة وضيعة ومُحقَّرة ، بل حرَّموا عليها قراءة الكتاب المقدس لأنها مخلوق نجس: لذلك (أصدر البرلمان الإنجليزى قراراً فى عصر هنرى الثامن ملك إنجلترا [1509 – 1547] يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى الإنجيل، لأنها تعتبر نجسة).
وإذا كان يسوع (الإله عندكم) يتبول ويتبرز فى ملابسه أيام طفولته المبكرة، كما كانت تحمله أمه وتدلِّله عدداً من السنين حتى فى أثناء حيضها، ولم يقل إنسان ما إن الإله تنجس من هذا البول أو البراز. فلك أن تتخيل أن تكون المرأة عندكم أشد نجاسة وأنكى من بول الإله وبرازه، أو على الأقل مساوية له. لذلك ليس عليها أن تمسك الكتاب المقدس بيديها!!
وفى مصر لم يقبلوا وجود امرأة متعلمة ، فقد كان سيريل بطريركاً على الإسكندرية، وكان خطيباً مفوَّهاً، له على الشعب سلطان بفصاحته، وكان فى الإسكندرية فتاة تسمى هيباتى الرياضية ، تشتغل بالعلوم والفلسفة ، وكان يجتمع إليها كثير من أهل النظر فى العلوم الرياضية، وكان لا يخلو مجلسها من البحث فى الفلسفة ، فلم يحتمل سيريل السماع بها وبعلومها ، مع أن الفتاة لم تكن مسيحية ، بل كانت على دين آبائها المصريين القدماء ، فأخذ يثير الشعب عليها حتى قعدوا لها وقبضوا عليها فى الطريق سائرة إلى دار ندوتها. فقبضوا عليها وفعلوا بها الآتى:
أولاً : جردوها من ملابسها كلية.
ثانياً : أخذوها إلى كنيسة الإسكندرية مكشوفة العورة.
ثالثاً : قتلوها فى مقر الكنيسة.
رابعاً : قطعوا جسمها تقطيعاً.
خامساً : ثم فصلوا اللحم عن العظم.
سادساً : ألقوا ما بقى منها فى النار.
إن المرأة فى الكتاب المقدس وأقصد به العهدين القديم والجديد امتداد لما لاقته المرأة فى الحضارات الوثنية القديمة ، فبينما كانت المرأة فى الهندوسية عند الهنود القدماء تعتبر مخلوقاً نجساً ، قاصرة طيلة حياتها ، وكانت تُنفى الأنثى فى فترة الطمث إلى مكان بعيد خارج المدينة، ولا يجوز لأحد مخالطتها إلا الخدام الذين يقدمون لها الطعام.
فأما كونها مخلوقاً نجساً فى تشريع النصارى: فقد كانت فى فترة طمسها نجسة لا يقربها إنسان أو حيوان ، وكل من يلمسها أو تلمسه فهو نجس إلى المساء وعليه أن يستحم. وبذلك حرموها من المشاركة فى الحياة العامة ، من مشاركة فى اجتماعات أو تدريس أو تطبيب أو بيع أو شراء أو حتى كأم تريد أن تحتضن ابنها أو ابنتها. فكل هذا محرم عليها طالما هى فى فترة طمثها أو نفاسها.
وقد انتقل هذا إلى الكتاب المقدس ، فيقول: (19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. .. .. .. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا) لاويين 15: 19-23
ومعنى ذلك أنها تعيش نصف عمرها تقريباً منبوذة، يخشاها الناس، ويخشون الإقتراب منها، خوفاً من أن يتنجسوا حتى يأتى المساء ويستحمون فى الوقت الذى يندر فيه الماء فى بعض الأماكن أو يصعب الحصول عليه، وكذلك خوفاً على ممتلكاتهم، التى إذا لمستها المرأة الحائض مثل إناء أو زهرية ورد، لا بد أن تكسر هذه الزهرية، لأنها أصبحت نجسة!!
ومن حُسن معاملتهم لم يكن هناك مُشكل أن يعذبوهن فى القرن السادس عشر فى إنجلترا بسكب الزيت المغلى على أجسادهن للتسلية. يروى الدكتور اسبرينج Dr. Aspring أن النصارى قد أخذوه وتفننوا فيه ، بل أصبح قانوناً فى بداية القرن السادس عشر: فقد "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية ".
ومن سوء نظرتهم للمرأة فى فرنسا وتحقيرهم لها أن الفرنسيون عقدوا فى عام 586 م ـ أى فى زمن شباب النبى محمد ـ مؤتمراً (مجمع باكون) لبحث: هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.
كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها ، ولاتدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين".
لذا هنا نجد العالم المسيحي المشهور إيكويناس يعتبر المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج (انظر) Thomas Acquinas : "Summa Theologica" , XXXIX,3
وأما المفسر المسيحي المعروف يوحنا فم الذهب (John Chrysostom) فهو يعتبر المرأة ((خطراً أسرياً وسيئة مصورة))
Will Durant: The Story of Civilization ... The Age of Faith New York, 1950, p.325
بل شبهها الكتاب المقدس عزيزى القمص بالنعجة ، ووصفها يسوع بالكلبة. فأى كرامة نالتها المرأة فى الكتاب المقدس أو فى تاريخ اليهودية أو المسيحية؟
المرأة نعجة وبقرة: (صموئيل الثانى 12: 1-7) وتحكى أن الرب أرسل ناثان إلى داود يستفتيه فى حكم الرجل الغنى الذى عنده نعاج وأبقار كثيرة ، واعتدى على نعجة الرجل الفقير ، فقد سمَّى المرأة فى الحالتين نعجة وبقرة.
المرأة كلبة: (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-28
واضطرت المرأة بموافقة يسوع على أنها من الكلاب، حتى يشفى ابنتها: (26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». 28حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.) متى 15: 22-28
فهل تسمى هذا الإذلال والتحقير للمرأة ومكانتها إكراماً لها؟
عزيزى القمص مرقس: إن المرأة المسيحية العربية لهى أفضل من نساء العالم المسيحى بأجمعه ، وذلك بسبب تأثير الأخلاق الإسلامية على المجتمع الذى يعشن فيه. ولا يُنكر هذا إلا جاحد ، أو جاهل بتاريخ المرأة فى العالم الغربى المتأثر بتعاليم المسيحية وتقاليدها.
الله أول طبيب تخدير فى العالم:
ثم تقول عزيزى القمص أيضاً ص 5: “وخلق له حواء منه دون أن يشعر بأى ألم، أوقع عليه سباتاً. وهكذا قام الله بأول عملية تخدير! كان أول طبيب تخدير فى العالم ، طبعاً بدون ألم ، لأن الألم أتى بعد الخطية لأنه لم يكن من ألم قبل الخطية”.
وهل من اللائق أن تقارن الرب بعبيده من الأطباء؟ وهل أدخلت الرب فى مسابقة مع خلقه من أطباء التخدير ففاز هو بالمرتبة الأولى ، وكان له السبق عنهم؟
وأُعْلِمك عزيزى القمص مرقس عزيز أن الله تعالى لا يحتاج لأسبابنا فى الحياة والصناعة والعلاج. فهو الكبير المتعال ، ولا يحتاج لهذا فهو خالق كل هذه الأسباب. ويخلق الله سبحانه بكلمة (كن) فيكون ما أراده الله تعالى. ولو أراد الله تعالى أن يخلق حواء من آدم وهو يقظ دون أن يشعره بألم لأمر بذلك ، ولكان ما أراد.
وتقول: إن (الألم أتى بعد الخطية لأنه لم يكن من ألم قبل الخطية).
وتقول: إن (الألم أتى بعد الخطية لأنه لم يكن من ألم قبل الخطية). كيف عرفت هذا؟ ما هو النص الدال على قولك هذا؟ وهل لو صدق قولك هذا لكان دليلاً على المكانة السامقة للمرأة فى كتابك؟ وهل هذا دليل على محبة الرب لعباده؟ لقد فرض الرب التألُّم على عباده، المؤمن منهم والفاجر، وكانت عقوبته أبدية ولم تنته، حتى بعد أن نزل الإله وتجسد وأُعدم عن البشرية!! فأثبت بذلك أنه إله الكره والإنتقام. وكان هذا نتيجة لأكل المرأة من الشجرة ، فهى سبب كل هذا الألم والمتسببة فيه. فهل كان هذا إكراماً للمرأة أم إذلالاً لها؟ ألم يعط الكتاب الذى تقدسه بمثل هذا الفكر الضوء الأخضر للرجال أن ينتقموا من المرأة التى حلت عليهم كل هذا الألم والعذاب الذى لم يُرفع عنهم أو عنها حتى الآن؟ فمازلتم تتعبدون أنه سبب كل الشرور التى حلت على العالم: (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
هل كان آدم وحواء جسداً واحداً؟
ثم تستنتج عزيزى القمص أيضاً ص 6 قائلاً: “وهكذا نرى أن حواء وآدم كانا جسداً واحداً قبل أن يتزوجا لأنهما من جسد واحد. نلاحظ فى خطة الخليقة أن حواء وإن كانت فى الجنس ، من الناحية الجنسية تختلف عن آدم ، إلا أنها مساوية له فى الطبيعة والسلطة وفى البركة وفى المواهب. كانت حواء من نفس الطبيعة الإنسانية وأكثر من هذا، إنها فى نفس الصورة اللإلهية، على صورة الله. خلقهما ذكر وأنثى. فكانت حواء صورة الله تماماً كما آدم صورة الله”.
وطالما أنهما من جسد واحد فأى خليقة معدَّلة نالتها حواء؟ ألا يتناقض هذا مع قولك السابق؟
وإذا كانت مساوية له فى الطبيعة والسلطة فلماذا تحملت هى خطيئة الأكل من الشجرة وعصيان أوامر الله دون الرجل؟
وكيف كانت حواء على صورة الله؟ ألا تثبت أنت بذلك أن الرب مخنث أو أنثى حقيقية إضافة إلى أنه رجل مذكر حيث جاء آدم على صورته؟
ثم إنهما لم يكونا جسداً واحداً أو من جسد واحد أبداً ، لأنه لم يكن لها جسداً لتتحد مع جسده. بل هى خُلقت من ضلعه. فهى جزء من الرجل الذى حلق من تراب.
عزيزى القمص مرقس عزيز: إن المرأة خلقها الله مساوية للرجل فى الوظيفة وتحمُّل المسئولية ، وأنها إنسانة تامة مثله ، لها ما له من ثواب إذا أحسنت ، وعليها ما عليه من وزر إذا أذنبت ، ولا يحمل أحدهما وزر الآخر. لذلك خلق الله الذكر والأنثى وأنزلهما إلى الأرض واستخلفهما فيها ليستعمروها. وهذا مطابق لقول كتابك: (ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».) تكوين 1: 27-28
وهذا يصدق قول الله تعالى فى القرآن: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة: 30 ، وقوله: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) هود: 61 ، وقوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقرة: 168
ومعنى هذا أن الله خلق الإنسان ليستعمره فى الأرض ويستخلفه فيها ، وعندما أودعه الجنة ، كان قد خلق له الأرض ومهدها استعداداً لإستقباله. وعلم بعلمه الأزلى أن الشيطان سيتسلط على آدم وحواء ويتسبب فى إخراجهما من الجنة بسبب معصيتهما. وهذا سيكون أول درس يعلمه الله لهما ولذريتهما: إن الشيطان لكم عدو، فاتخذوه عدواً.
الأمر الذى ينفى وجود ما يُسمَّى بالخطيئة الأزلية. لأن الله قد خطط أن ينزل آدم وحواء ويستعمرا الأرض ، كما أخبر الملائكة بقراره هذا.
وهذا مصداقاً لقول إبراهيم لله تعالى ، نافياً عنه الظلم ومعاقبة الأثيم مع البار: (23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟») التكوين 18: 23-25
وقوله: («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟») العدد 16 : 22 ، فهل يُعقل أن يكون عبيد الرب أحكم منه وأرحم منه على مخلوقاته؟
وقول الرب نفسه: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
وقوله: (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3
وقوله: (لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
وقوله: (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30
وقوله الواضح الصريح الذى لا يحتاج لتأويل: (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
أضف إلى ذلك أنه لو خلق الرب البشر وعلم بعلمه الأزلى بخطيئة حواء وما سوف تسببه للبشرية ، لكان إلهاً عابثاً: فقد أنزل كتباً وأرسل أنبياءًا لهداية البشر ، ولا قيمة لما سيفعلونه ، فلا ثواب لمن يتبعهم ، ولا عقاب لمن يعصاهم. فكلهم فى النار إلى أن ينزل الرب ويُعدم صلباً! وفى هذه الحالة يكون إلهاً لا يعرف الرحمة، ويكون كل ما نسبه له من إدعاء الرحمة والمغفرة مجرد كذب وافتراء ، ولانتفت عنه بالتالى صفة المحبة.
وكيف باركهما الرب وهو يعلم أن حواء ستوجه إليه أكبر إهانة فى عمره كله وستتسبب فى نزوله وإهانته والبصق فى وجهه وإعدامه صلباً؟
وهل الذى يباركه الرب يتسلط عليه الشيطان؟ فأنت عزيزى القمص تصف المرأة بذلك بأشنع الأوصاف. فأنت تتهمها بأنه لم يفلح معها قرب الرب منها ، ولا مباركته إياها ، الأمر الذى يعنى أنها ألعن من الشيطان. وهذا ما قاله: أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: فقد كتب قائلاً: (أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم).
وقال القديس ترتوليان للنساء: (هل تعلمن أن كل واحدة منكن حواء بالذات .. يستمر إلى اليوم توبيخ الله لكنَّ ولجنسكنَّ عامة. وعلى هذا يجب أن يبقى فى نسلكن الشر والحقد ، أنتن أيتها النساء مدخل للشيطان. أنتنَّ اللاتى قطفتن من ثمار تلك الشجرة الممنوعة. أنتنَّ اللاتى حطمتن القانون الربانى. أنتنَّ اللاتى خدعتن آدم ، وذلك قبل أن يبدأ الشيطان حملاته. أنتنَّ اللاتى أضعتن سماء الله بسهولة كاملة من طبيعة البشر. إن شقاء الموت يرجع لعملكنَّ القبيح ، وحتى موت ابن الله يرجع لعملكن الشنيع).
وقال الأب جريجورى توماركوس: (لقد بحثت عن العفة بينهن ، ولكن لم أعثر على أى عفة. يمكن أن نعثر على رجل ـ من بين الألف رجل ـ ذى عفة وحياء. ولكن لن نتمكن من أن نعثر على امرأة واحدة لها عفاف وخجل).
وقال أيضاً: (إن الوحشية والإفتراس خاص للكواسر. والغضب المملوء بالموت خاصة للثعابين ، ولكن المرأة علاوة على امتلاكها لهاتين الصفتين تتصف بالحقد والحسد أيضاً.)
وجاء فى كتاب وستر مارك (ص 663): (لقد صرح أحد القساوسة الكبار ذات مرة فى مجلس عالمى: “بأن المرأة لا تتعلق ولا ترتبط بالنوع البشرى”.
وكان مؤسسو الكنيسة وآباؤها المقدسون يحترزون عن المرأة احترازاً كاملاً ويسمونها “عضواً من أعضاء الشيطان ، وأساس الأسلحة الشيطانية”.
وقالوا: “إن المرأة مدخل للشيطان ، وطريق للعذاب كلدغة عقرباء. والبنت تعنى الكذب وجندية الجحيم ، وعدوة الصلح، وأخطر الحيوانات المفترسة”.
وقالوا: “إن صوت المرأة كصوت الحية ، وإنها كالعقرباء التى تكون دائماً مستعدة للدغ”.
وقالوا: “لقد تحمل المرأة بيدها سِنان الجن والشيطان ، إن الشيطان يتسلط على الأرواح بواسطة هذه الأسنان”.
وقال القديس جون كريستم: (إن المرأة شر ضرورى ولازم. ومصيبة مطلوبة. وسحر قتَّال. ومرض يمتلىء بالزينة والجمال).
وقال القديس كليمين وهو من أهالى الأسكندرية: (العقل أمانة عند الرجل ، لا يلحقه أى خطأ أو عيب. ولكن التفكير بطبيعة المرأة مخجل ومخز حقاً).
وتزعم الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية بأن المرأة جسد بلا روح. (نقلا عن المرأة فى التصور الإسلامى ص 156-161 بتصرف بسيط).
أما قولك أن الله خلقهما على صورته ، فيجب أن تُحدد ما هى صورة الرب بالضبط؟ هل هو ذكر كما يصوره الكتاب ، أم أنثى كما تدعى أنت أم يحمل الصورتين الذكر والإنثى؟ فإذا كانت حواء خُلقت على صورة الرب ، وخُلق آدم على صورة الرب أيضاً ، لكان الرب مثل المعبود حابى ، إله النيل عند الفراعنة ، الذى يُصور بجسد رجل وثديى امرأة، أى يحمل فى جسده علامات الذكورة والأنوثة فى آن واحد. ولكن احذر أن هذا سيتسبب فى أن يخرج علينا أحد الشواذ جنسياً بزعم أن الرب نفسه (....) ، كما قالوها عن يسوع فى الغرب ، وتصدى المسلمون لفكرهم الشاذ هذا!!
عزيزى القمص مرقس: إن الله لم يره أحد قط ، وبهذا تنطق أسفار الكتاب: (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. … .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 16لِئَلا تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ مِثَالٍ مَا شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى.) تثنية 4: 12 ، 15
وعندما طلب موسى من الله أن يراه: (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20
ويؤكد سفر إشعياء قائلاً: (حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل) إشعياء 45: 15
ويؤكد ذلك المعنى يوحنا قائلاً: (اللهُ لم يره أحد قط) يوحنا 1: 18
ولا شبيه له لتصفه أو يصفه كُتَّاب الكتاب المقدس: (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟) إشعياء 40: 18
(25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ.) إشعياء 40: 25
(5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5
(6لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ.) إرمياء 10: 6
وعلى ذلك فإن الله خلق آدم على صورته أى على صورة آدم ، وبالتالى تسقط كل النظريات التى تنادى بتطور الإنسان من قرد أو من حصان أو من غيره. وليس المقصود فى الضمير على صورة الله ، لأن الله مخالف لكل تصور يخطر على قلب بشر.
الكتاب المقدس يؤكد أن الابن يكبر أبيه بسنتين
وفى غرائب عالم المرأة ص8 تقول: “أربع نساء يتزوجن طفلاً: كان الأمير "سليم" (1569 – 1627م) ولى عهد الهند عنده أربع زوجات عندما كان فى الثامنة من عمره”.
ولا أعرف ما علاقة هذا بعنوان الكتاب الذى تتكلم فيه عن المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام. ومع ذلك لم تكتب أنت عزيزى القمص تأصيلاً للمراجع التى أخذت عنها. وبغض النظر عن صحة هذه المعلومة فهى ليست موضوعنا ، حتى لو كان هذا الأمير مسلماً أو مسيحياً فهو ليس بحُجة على الدين. فلماذا لم تكتب عن غرائب عالم الأسرة التى تعد المرأة أحد مكوناتها من الكتاب المقدس؟
مثال لذلك أنقله من الجزء الأول من كتابى (البهريز فى الكلام اللى يغيظ): هل تعلم أن أخازيا كان الابن الأصغر لأبيه ، وهو يكبر أبيه بسنتين؟ أى أنجبه أبوه قبل أن يُولد هو نفسه بعدة سنوات؟
كان يهورام ابن 40 سنة عندما مات: (20كَانَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ ثَمَانِيَ سِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَذَهَبَ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِ وَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ وَلَكِنْ لَيْسَ فِي قُبُورِ الْمُلُوكِ.) أخبار الأيام الثانى 21: 20
وبعد دفنه تولى ابنه الأصغر الحكم ، وكان عمره وقتها 42 سنة: (1وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا ابْنَهُ الأَصْغَرَ عِوَضاً عَنْهُ لأَنَّ جَمِيعَ الأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ الْعَرَبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي) أخبار الأيام الثانى 22: 1-2
وقد غيرتها (طبعة الترجمة المشتركة عن الترجمة السبعينية) إلى 20 سنة (2وكان أخَزْيَا ابن عشرين سنة حين ملك ، وملك سنة واحدة بأورشليم ، وكان اسم أمه عثليا بنت عَمرى) أخبار الأيام الثانى 22: 2
كما ذكرتها كل الطبعات العربية والأجنبية فى ملوك الثانى 22 سنة: (26وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ) ملوك الثانى 8: 26
وذكرت (طبعة كتاب الحياة من النسختين السريانية والعربية، وكل تراجم الكتاب المقدس الأوربية) موضع أخبار الأيام الثانى 22: 2 (22 سنة) بدلاً من 42 التى جاءت فى طبعة فاندايك ، وبدلاً من 20 التى ذكرتها الترجمة العربية المشتركة: (وكان أخزيا فى الثانية والعشرين من عمره حين تولى الملك، ودام حكمه سنة واحدة فى أورشليم، واسم أمه عثليا ، وهى حفيدة عُمرى)
ومعنى ذلك أن النسخ الأصلية التى لديهم مختلفة هى الأخرى ، وأنها لا تخلو من الأخطاء والاختلافات ، أو حدث الاختلاف أثناء الترجمة.
وفى هذه الكارثة تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة أخزيا): (وكان ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة (ملوك الثانى 8: 26). أما عبارة "اثنتين وأربعين سنة" (أخبار الأيام الثانى 22: 2) فلا شك أنها خطأ من الناسخ حيث أننا نعلم من (أخبار الأيام الثانى 21: 5 و 20) أن يهورام أباه كان ابن أربعين سنة عندما مات . كما أنها جاءت "ابن اثنتين وعشرين سنة" في النسختين السريانية والعربية ، "وابن عشرين سنة" في الترجمة السبعينية.)
يتبع
«« توقيع abubakr_3 »»
-
كما اعترف القس الدكتور منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ص 166 أن هذا خطأ من الكاتب!
قوامة الرجل على المرأة:
وعن قوامة الرجل على المرأة يقول القمص ص27-28 تحت عنوان: لماذا يكون الرجل هو الرأس [رأس المرأة] وليس المرأة؟: “لكن إذا وقع شقاق [بين الزوجين] فما الذى يحدث؟ الشىء الطبيعى هو بذل الجهد لإزالته بالعتاب الودى والكلام العاقل ، ولكن إذا فرض أنهما فعلا كل هذا ولم يصلا إلى اتفاق ، فما الذى يفعلانه بعد ذلك؟ لا يمكن تسوية النزاع بأغلبية الأصوات لأن مجلسهم مؤلفاً من اثنين فقط لا أغلبية فيه ، ولا شك أن الذى حدث هو أحد أمرين: فإما أن ينفصلا ويذهب كل منهما لحال سبيله ، وإما أن يكون لأحدهما القول الفصل ، ومادام الزواج رابطة مستقيمة فلابد أن يكون لأحد الطرفين فى آخر الأمر حق تقرير سياسة وسلطة ما تشرف عليها”.
ثم يتساءل مستنكراً على الرجل أن يقبل أن يكون للمرأة القوامة عليه ، بل ويقرر أن المرأة نفسها “لا ترغب أن تسيطر على رجلها إذا كانت تحبه ، فإن سلطة الزوجات على الأزواج شىء غير طبيعى ، والمرأة العاقلة الحكيمة لا ترضاها، بل المرأة بصفة عامة تخجل من هذا الموقف وتحتقر الرجل الذى تكون هى رأساً له”.
وهذا يعنى أن القمص يقر بقوامة الرجل على المرأة ، ويعتبره أمراً طبيعياً. لكن أن يكون الرجل رأس المرأة وتلغى هى عقلها ورأسها ولا تفتح فاها فهذا أمر غير طبيعى، يرفضه العقل والمنطق السليم، بل والدين الحقيقى ؛ لأنه فى الحقيقة يلغى آدميتها وحقها الطبيعى فى الحياة ، ويؤكد ما قاله آباء الكنيسة من أن المرأة لا عقل لها ، وساووا بينها وبين الصبى والمجنون.
لذلك نرفض قول بولس فى منعه المرأة أن تفتح فاها فى الكنيسة، وأن تلغى عقلها ومشاركتها وأسئلتها، وإن شاءت سألت زوجها فى المنزل. ومعنى ذلك أن المطلقة لا تسأل ، وكذلك المتزوجة بزوج غبى، أو غفل عما قيل فى الكنيسة ، أو غاب عن الدرس التعليمى، أو كانت تعيش بمفردها، أو كانت متزوجة بغير مسيحى. (لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
لا تتعجبى أيتها المسيحية فالكتاب لم يمنع المسيحية من الزواج بغير مسيحى أو حتى كافر ، بل تأمرها بطاعته: (1كَذَلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ) بطرس الأولى 3: 1
وهذا مطابق لما فعله أنبياء العهد القديم ، فقد تزوج موسى من امرأة كوشية غير زوجته صفورة: (وَتَكَلمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلى مُوسَى بِسَبَبِ المَرْأَةِ الكُوشِيَّةِ التِي اتَّخَذَهَا لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً) عدد 12: 1
كما تزوج نبى الله سليمان نساء كثيرات يصلن لألف امرأة ، كان منهن الكافرات عابدات الأوثان ، حتى إنهن أملن قلبه عن التوحيد ، وأصبح عابداً للأوثان داعياً إليها كما يقول الكتاب المقدس: (1وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: [لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ]. فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهَؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ.) ملوك الأول 11: 1-4
وهل تفترض المسيحية فى الكاهن الذى يُحاضر أنه من الأنبياء المعصومين الذين لا يقع منهم خطأ أو شاردة؟ كيف وهم لا يدعون العصمة لأنبيائهم؟ فما هذا إلا هضم لحق المرأة فى التعبير عن رأيها بما يوافق كتابها ، وإقرار من المسيحية أنه لا يفكر إلا الرجل ، ولا يُعلِّم إلا هو: (12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 12-14
وهذا الذى جعل سقراط وأريستوفان وموليير يحاربون تعليم المرأة:
فقال سقراط: إن المرأة ليست معدة إعداداً طبيعياً لكى تفهم شيئاً فى العلم ، ولكنها معدة للمطبخ وتربية الأولاد.
وجاء أفلاطون ليعطيها قسطا من التعليم ، فقامت عليه الدنيا.
وقام الفيلسوف الساخر أريستوفان بتأليف رواية اسمها: النساء المتحذلقات ، وتندَّرَ فيها على المرأة التى نالت قسطاً من التعليم ..
وجاء بعده موليير الفرنسى وتندَّرَ بدوره على المرأة فى روايته: برلمان النساء.
ففى عام 1206م نبه مجمع رؤساء الكنائس المنعقد فى باريس رجال الدين بشدة إلى عدم قراءة كتب العلوم الطبيعية ، واعتبر ذلك خطيئة لا تُغتَفَر.
وبينما كان شارل الأكبر يجهد نفسه فى شيخوخته لتعلم القراءة والكتابة ، وبينما اعترف أمراء الغرب بعجزهم عن الكتابة والقراءة ، وبينما كان يندر بين الكهنة فى الأديرة من يستطيع مسك القلم ، لدرجة أنه عام 1291م لم يكن فى دير جالينوس من الكهنة والرهبان من يستطيع حل الخط ، فلك أن تتخيل كيف يكون حال المرأة، إذا كان الرجال ومنهم رجال الدين بهذا الجهل!!
لقد استحسنوا أن تظل المرأة جاهلة خوفاً من افتضاح أمرهم!! وبذلك باتت المرأة بهذا الجهل المفروض عليها من الجهلاء من الرجال أسوأ من الدابة؟
فهل تعنى القوامة عندكم إلغاء شخصية المرأة وطمس عقلها؟ لا أظن أن هذا يُرضى مسيحى أو مسيحية!!
تأديب المرأة بين القرآن والكتاب المقدس:
بعد أن اتفقنا على نقطة قوامة الرجل على زوجته وأهل بيته ، لا يعجب القمص مرقس عزيز خليل (وذلك ص147 من كتابه) أمر القرآن للرجل أن يضرب زوجته الناشز بعد استنفاذ كل وسائل العلاج التى حددها القرآن قبل الوصول لهذه المرحلة، وقبل وقوع الطلاق وهدم الأسرة. وهى لا تعجب القمص مرقس عزيز فقط، بل لا تعجب بعض المسلمين متوسطى الثقافة الإسلامية أيضاً.
وفى الحقيقة فإن ضرب الزوج لزوجته أمر كبير جداً ، لا يمكن أن يتخيله إنسان لزوجته أو ابنته أو أخته. فلم يضرب الرسول صلى الله عليه وسلم زوجة من زوجاته. بل إن من وصاياه الأخيرة أنه أوصى أمته بالنساء خيراً. لكن الإسلام كدين خاتم للبشرية كلها لا يغفل أن هناك من النساء اللاتى لا ينصلح أحوالهن إلا إذا شعرن بقوة الرجل الذى أمامهن.
وسنرى كيف رفض القمص مرقس عزيز ضرب الرجل لزوجته الناشز بعد استنفاد كل وسائل الإصلاح ، وقبل أن يكمم الرب فم المرأة ويسكب عليها الرصاص ، وقَبِلَ القمص أمر الرب فى بيع الرجل ابنته القاصر ، وكان الآباء الأقدمون للمسيحية يعتبرون العبد أفضل من المرأة ، لأنه بكل بساطة رجل. وكيف فعل فيها الإنجليز من بيعها ، أو سكب الزيت المغلى عليها للتسلية والتفكه. ولا أعرف ما الذى جعلكم عزيزى القمص مرقس عزيز ترتدون اليوم عن دينكم لتحترموا المرأة وتوقرونها إلا معرفتكم بالإسلام وكيفية معاملته للمرأة؟
فها أنتم تأخذون على الإسلام سماحه للرجل أن يضرب زوجته الناشز ، التى رفضت الإنصياع له، ورفضت العظة والتحذير ولم يؤثر فيها الهجر فى الفراش، فالضرب هو مرحلة نهائية للإصلاح قبل أن تُهدم الأسرة ، ويقوم الزوج بتطليقها. والضرب لا يكون أمام الناس، ولا يُحدث علامة أو عاهة فى الجسم، ولا يكون على الوجه ، ويكون مفرقاً على أنحاء الجسم المختلفة ، ويكون بالسواك أو ما شابهه من فرشة الأسنان وغيره.
وروى البيهقى من حديث أم كلثوم بنت الصديق رضى الله عنها قالت: (كان الرجال نهوا عن ضرب النساء، ثم شكوهنَّ لرسول الله ، فخلى بينهم وبين ضربهن ، ثم قال: (ولم يضرب خياركم).
ومعنى هذا أن الضرب سلاح مر ، قد يستغنى عنه الخيِّر الحر ، ولكنه لا يزول من البيوت أو يعمم فيها بكل حال.
فالإسلام يعتبر الأسرة وحدة اجتماعية تحتاج كغيرها من الوحدات إلى نظامها الخاص ، الذى تعول عليه فى جمع شملها ، وإصلاح شأنها ، وحل المشكلات والخلافات التى تتعرض إليها. ولكنها أحوج من سائر الوحدات إلى الدقة والحكمة فى نظامها الخاص بها.
والإسلام منطقى جداً فى قوانينه ، فهو يقر بأنه ليس كل زوج فى العالم زوج مثالى، وليست كل زوجة فيه زوجة مثالية. وكان لا بد أن يكون لكل وحدة اجتماعية نظام ، وللنظام رئيس يتولاه. وعلى ذلك فإذا دب الخلاف بين الزوجين فنحن أمام ثلاثة حلول لا رابع لها: إما الطلاق وهدم الأسرة ، أو استدعاء الشرطة ، وقد يجتهد كل من الطرفين فى إثبات الظلم من جانب الآخر ، وهناك أمور لن يستطع أحد من الطرفين ذكرها ، وعلى ذلك فقد يخترع أى منهم مشكلة أخرى ، تسبب تفاقم الموضوع نفسه ، أو اعطاء الرجل رب الأسرة صلاحيات لحل المشكلة قبل أن تتفاقم.
وأسلم الخطط الثلاث وأقربها للعقل والواقع هى خطة القرآن الكريم: فقد أمر الله سبحانه وتعالى الرجل أن يتدرج فى عقاب زوجته الناشز، العاصية، بتدرج، مبتدءاً بالموعظة، ثم الهجر فى المضجع، ثم الضرب (غير المبرح)، وليس هناك اعتراض من جانب اليهود أو النصارى أو العلمانيين إلا على نقطة الضرب: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) النساء: 34
فالنصيحة الحسنة هى أول ما يعالج به الرجل خلافه مع زوجته ، فإن لم تنجح فالقطيعة فى المنزل دون الإنقطاع عنه، وهذا الهجر هو ضرب من ضروب التأديب لمن تحب زوجها ، ويشق عليها هجره إياها. ويؤكد العلماء على أن هذا الهجر يجب أن يكون داخل غرفة الزوجين وليس خارجها، لئلا يطلع عليه آخرون، فيسبب ذلك إذلالاً للزوجة وإهانة لكرامتها. فالمقصود هو علاج النشوز لا إذلال الزوجة أو إفساد مفهوم الزوجين لدى أطفالهما.
فالمرأة تعلم أنها ضعيفة إلى جانب الرجل ، ولكنها لا تأس لذلك ما علمت أنها فاتنة له. وغالبة له بفتنتها ، وقادرة على تعويض ضعفها، بما تبعثه فيه من شوق إليها ورغبة فيها. فإذا استطاع الرجل أن يقهر دوافعه تجاه هذا الإغراء فقد أسقط من يد المرأة الناشز أمضى أسلحتها التي تعتز بها ، وهى أنوثتها ، وأن ترى الرجل فى أقدر حالاته جديراً بهيبتها ، وتذعن لإدارته لبيته ، فكانت – في الغالب - أميل إلى التراجع والملاينة، أمام هذا الصمود من رجلها، وأمام بروز خاصية قوة الإرادة والشخصية فيه، في أحرج مواضعها.
لقد كرم الله سبحانه وتعالى ورسوله والمؤمنون المرأة بصورة لم تعهدها البشرية من قبل. وقد تكلمنا عن ذلك باستفاضة ، وأرى أن أعيد نفس النصوص للتذكير.
فقد وردت آيات وأحاديث كثيرة على وجوب إحسان كل من الزوجين لصاحبه منها قوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف) البقرة 228
وقوله: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء 19
وقوله: (فَلا تَعْضُلوهُنَّ) البقرة 232
وقوله: (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ) البقرة 236
وقوله: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) الطلاق 6
وقوله: (وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) الطلاق 6
وقوله: (فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة) النساء 24
وقوله: (وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ) النساء 7
وقوله: (وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) النساء 32
وقوله: (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُم) النور 33
وقوله: (وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ) البقرة 187
وقوله: (هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) هود 78
وقوله: (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) النساء 34
وقوله: (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً) النساء 19
وقوله: (وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُن) النساء 19
وقوله: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) البقرة 229
وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانة المرأة فسئل من أحب الناس إليك؟ قال: "عائشة" .. وكان يؤتى بالهدية ، فيقول: " اذهبوا بها على فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة" .
وهو القائل : (استوصوابالنساء خيراً)
وهو القائل : (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر)
وهو القائل : (إنما النساء شقائق الرجال)
وهو القائل : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)
وهو القائل : (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)
وهو القائل : (أعظمها أجرا الدينار الذي تنفقه على أهلك)
وهو القائل : (من سعادة بن آدم المرأة الصالحة)
وقال : (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً ، وخياركم لنسائهم خلقاً)
وقال : (خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلى ، ما أكرم النساء إلا كريم ، وما أهانهنَّ إلا لئيم)
وقوله: (أما يستحي أحدكم أن يضرب امرأته كما يضرب العبد، يضربها أول النهار ثم يضاجعها آخره؟)
وقد استمر عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم في الوصاية بالنساء خيراً حتى وهو على فراش الموت!!! ولم يؤثر عنه أن ضرب زوجة له قط.
يقول الدكتور أليكس كارلايل: "ربما كان من النساء من لا تحس قوة الرجل إلا حين يقهرها عضلياً!" ولكن منهن من لا ينفع معها احترام ولا حتى ضرب، لذا على الزوج عمل ما يراه مناسباً، فإنني لا أعتقد بأن أحداً يستطيع معرفة الرجل أكثر من زوجته، ونفس الشيء ينطبق على المرأة فإن زوجها يعرفها أكثر من الآخرين." (نقلاً عن الأخت مسلمة aljame3.com)
ولطالما أن هناك امرأة من كل ألف امرأة تصلحها العقوبة البدنية، فالشريعة التى يفوتها أن تذكر كيفية علاجها ، فهى شريعة ناقصة.
والشريعة التى ينبنى عليها هدم الأسرة دون استنفاذ كل محاولات الإصلاح فهى شريعة مقصرة.
وما أبيحت هذه العقوبة إلا كمحاولة أخيرة لاتقاء ما هو أكره منها وهو الطلاق. فأيهما أفضل عند العقلاء: ضرب المرأة العنيدة بالكيفية التى حددها الشرع وعودتها إلى كنف الأسرة وبناء مجتمع صالح ، أم تحطيم الأسرة بالطلاق الذى قد ينبنى عليه ضياع أطفالها؟
وإن لم تفلح آخر محاولة للإصلاح، فليس أمامهما إلا الطلاق، ليحاول كل منهما بناء أسرة جديدة مع شريك جديد ، لينعما بالحياة. فلو قضى الإسلام بأن تستمر الحياة الزوجية على الرغم من إنهيار أسسها من المودة والمحبة والإحترام المتبادل بين الطرفين، فسيكون قد قضى على الزوج والزوجة والذرية بالتعاسة الأبدية. أى قضى أن الزيجة فاشلة ، ومع ذلك أصر على وجودها. وهذا لا يعنى إلا تدمير المجتمع نفسياً على الأقل.
وهذا أمر مخالف للعقل والدين ، فقد كان الطلاق فى شريعة موسى التى جاء عيسة عليهما السلام ليؤكدها ، لا لينسخها. أما بالنسبة لأوروبا فلم تتحمل عدم وجود مثل هذا القانون فى تشريعها ، وأبدلته بقانون مدنى. ولك أن تتخيل أنه يعيش بين أظهرنا فى مصر 160000 مائة وستين ألف مطلق ومطلقة تمنعهم الكنيسة من الزواج. فأنت لن تشعر عزيزى القمص بحجم هذه الكارثة إلا إذا كانت ابنتك أو أختك احدى هذه الضحايا. حفظهن الله من مثل هذه الكوارث!
ثم فكِّر معى: إذا كان الزنى حرام يُعاقب الله عليه بالطرد من رحمته ، ويمنع الزانى من دخول الملكوت. فأين تُصرَّف الطاقة الجنسية لدى المطلَّق والمطلَّقة؟ وإذا أصرت الكنيسة على رفض زواج المطلقين ، فمعنى هذا أنها تحكم عليهم بالعيش فى صراع مع شريك الحياة إلى أن يقضى أحدهما على الآخر أو يتخلص منه ولو بالأمنية.
وهذا لا يعنى أن الإسلام يؤيد الطلاق ويفتح باب الطلاق على مصراعيه. ولكنه لا يحرمه ، ويبيحه عند الحاجة واستنفاز كل وسائل الصلح والإصلاح. وأعتقد أنك الآن تؤيدنى فى كيفية حفاظ الإسلام على الأسرة ووحدتها ، وأنك تجد أن هذا أفضل كثيراً مما قيل فى الكتاب المقدس وتكتمته أنت على قراء كتابك، ومنها تعذيب الرب للمرأة وذلك بأنه أرسل ملاكه فأطلق على المرأة الشر بعينه، بل وسكب الرصاص عليها: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
وأفضل من فضح الرب لنساء صهيون وتعريته لعوراتهن: (17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) إشعياء 3: 17
وأفضل من الدعوة لكره الأم والأب لتصبح تلميذاً للرب: (إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 26 ، واسمحوا لى أن أطلق خيالى فى هذه الجملة وأتساءل: إذا كان هذا أمر الرب لى لأكون تلميذاً له ، فكيف ستكون أوامر الشيطان لأكون تلميذاً له؟
وأفضل من قول الرب الذى يأمر فيه برجم الابن المعاند: فهل تعتقد أن ضرب الابن للتأديب أفضل أم قتله؟ (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) تثنية 21: 18-21
وأفضل من شهر العكننة الذى نسميه نحن شهر العسل الذى افترضه الرب على المسبية المتزوجة: (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14
أليس هذا أرحم من تشويه المرأة التى تدخل الكنيسة غير مغطاة الشعر وذلك بحلق شعرها؟ (5وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ.) كورنثوس الأولى 11: 5-6
ألم يقرر الرب قطع يد المرأة التى تمسك عورة المتعارك مع زوجها؟ (إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.) تثنية 25: 11-12
ألم يقرر الرب أن تُحرق ابنة الكاهن الزانية حية؟ (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9
ألم يقرر الرب التلاعن بطريقة تثبت التهمة على المرأة حتى لو كانت بريئة ، الأمر الذى يترك للرجل العبث بسمعة الزوجة؟ (17وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّساً فِي إِنَاءِ خَزَفٍ وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنَ الغُبَارِ الذِي فِي أَرْضِ المَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي المَاءِ 18وَيُوقِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَكْشِفُ رَأْسَ المَرْأَةِ وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التِّذْكَارِ التِي هِيَ تَقْدِمَةُ الغَيْرَةِ وَفِي يَدِ الكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللعْنَةِ المُرُّ. .. .. .. 24وَيَسْقِي المَرْأَةَ مَاءَ اللعْنَةِ المُرَّ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ. 25وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنْ يَدِ المَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الغَيْرَةِ وَيُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلى المَذْبَحِ. 26وَيَقْبِضُ الكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تِذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلى المَذْبَحِ وَبَعْدَ ذَلِكَ يَسْقِي المَرْأَةَ المَاءَ. 27وَمَتَى سَقَاهَا المَاءَ فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلهَا يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا فَتَصِيرُ المَرْأَةُ لعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا.) عدد 5: 17-27
ففى كلا الحالتين ستتورم بطنها ، إن لم يصبها مرض يقضى عليها. وبذلك تكون فى كلتا الحالتين زانية وتثبت عليها تهمة الزنا!! وفى كلتا الحالتين لن يسقط فخذها ، فلن تجنى إذن من جرَّاء هذا العمل إلا المرض أو الموت وإثبات تهمة الزنا عليها ظلما وزورا. وقد يكون هذا التحليل هو الذى أوصل بعض علمائهم لاعتبار المرأة عاهرة بغض النظر عن أخلاقها أو دينها أو حسبها أو نسبها
ألم يأمر الرب فى كتابك أنه من حق الأب أن يبيع ابنته مثل الدواب؟ (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7
فهل تجد فى عقيدتك بعد كل الذى ذكرته لك ، أن كل هذا أرحم من أن يضرب الزوج زوجته الناشز العاصية العنيدة بالسواك ضرباً غير مبرح؟
وماذا تفعل لو أن زوجتك ذبحت ابنك وسلقته وأكلته بالإتفاق مع جارة أو صديقة لها كما يحكى لنا الكتاب المقدس؟ أليس لمثل هؤلاء النساء قانوناً صارماً يردعهن عن المضى فى هذا الإنحراف؟ (28ثُمَّ قَالَ لَهَا الْمَلِكُ: [مَا لَكِ؟] فَقَالَتْ: [هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَالَتْ لِي: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ الْيَوْمَ ثُمَّ نَأْكُلَ ابْنِي غَداً. 29فَسَلَقْنَا ابْنِي وَأَكَلْنَاهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهَا فِي الْيَوْمِ الآخَرِ: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ فَخَبَّأَتِ ابْنَهَا]. 30فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ كَلاَمَ الْمَرْأَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَهُوَ مُجْتَازٌ عَلَى السُّورِ، فَنَظَرَ الشَّعْبُ وَإِذَا مِسْحٌ مِنْ دَاخِلٍ عَلَى جَسَدِهِ.) ملوك الثانى 6: 28-30
هل تنكر أن قانون الضرب موجود فى الكنيسة للقساوسة والرهبان وكل من يخرج على قانون الكنيسة؟ هل تُنكر أن قانون الرجم أقره عيسى بإقراره الناموس والعمل به؟ وقد أثبتُّ لك أن قانون الحرق حياً وقطع اليد موجود أيضاً.
وإقرار القمص بقوامة الرجل على المرأة نابع من قول الكتاب المقدس: (8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 8-9
إلا أن القوامة التى يراها القمص والكتاب المقدس هى قوامة أفضلية الرجل على المرأة لكونه هو الرجل الذى خُلقت من أجله المرأة. الأمر الذى جعل توماس الإكوينى يؤمن بما قاله الكتاب المقدس عنها أنها خُلقت كعبدة للرجل ، سواء أكان أبوها الذى من حقه أن يبيعها وهى قاصرة أم أخوها الذى يرث ولا ترث فى وجوده أو زوجها الذى عليها أن تطيعه وتخدمه حتى لو بلغ الكره المتبادل بينهما قمته واستحالت الحياة بينهما: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج)
وهذا رأى الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص فى المرأة من يوم أن أكلت من الشجرة المحرمة وأعطت زوجها وأضلته وحملت البشرية كلها بخطئها. فقد جعلها الرب عبدة لزوجها ، وهو سيدها، فقال: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16
وقد بنى توماس الإكوينى رأيه هذا مطابقاً لرأى الرب إله المحبة فى كتابه القائل: (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7
وهذا على النقيض من الإسلام الذى جعل خلق المرأة والرجل لاستخلاف الأرض وتعميرها ، فهى منوط بها رسالة الله للبشرية مثل الرجل ومُستأمنة على الدين مثله ، وأمرها بالدعوة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مثل الرجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة: 71
هل أعطت المسيحية المرأة نفس ما أعطته للرجل؟
يقول القمص مرقس ص 169 بأن المرأة فى المسيحية لها نفس حقوق الرجال ، واستشهد بكورنثوس الأولى 11: 11. فهل هذا صحيح؟ لكن نقرأ النص من بدايته أولاً: (3وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ.)
(6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ.)
(7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ.)
(8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ.)
(9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.)
(11غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ)
وكرر القمص ص169 أنه توجد مساواة تامة بين الرجل والمرأة فى المسيحية. واستشهد على صحة كلامه بغلاطية 3: 28 ، وأفضل أن أنقل النص كاملاً لنعلم صحة ما يستشهد به القمص: (24إِذاً قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. 25وَلَكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ. 26لأَنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. 27لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. 28لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.) غلاطية 3: 24-28
وهنا يجب الإعتراف بعدة نقاط:
أولاً: فقد قام بولس هنا بإلغاء الناموس والعمل به ، وما ينبغى له أن يفعل ذلك. فهذا الناموس هو الذى جاء سيده وسيد أبيه وأهله ليؤيِّده ويعمل به. والقارىء للكتاب المقدس يعرف أن عيسى كان عاملاً بالناموس: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
(2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ.) يوحنا 8: 2-6
وكان اليهود يستفتونه فى الناموس: (25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ:«مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ لَهُ:«بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا») لوقا 10: 25-28
وهاجم الكتبة ورؤساءهم والفريسيين من أجل مخالفاتهم للناموس: (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ) متى 23: 23
(1وَفِي السَّبْتِ الثَّانِي بَعْدَ الأَوَّلِ اجْتَازَ بَيْنَ الزُّرُوعِ. وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ وَهُمْ يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ. 2فَقَالَ لَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: «لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السُّبُوتِ؟» 3فَأَجَابَ يَسُوعُ:«أَمَا قَرَأْتُمْ وَلاَ هَذَا الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ 4كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَخَذَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ وَأَكَلَ وَأَعْطَى الَّذِينَ مَعَهُ أَيْضاً الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟» 5وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً».) لوقا 6: 1-5
وبعد كل معجزة إبراء كان يأمر الذى تمت معه المعجزة أن يقدم للمعبد ما أمر الله به فى ناموس موسى. فقد أمر الرجل الذى شُفى من البرص أن يقدم ما أمر به موسى لأجل تطهيره ، فقال له: («امْضِ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ كَمَا أَمَرَ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ».) لوقا 5: 14
بل كانت أمه أيضاً حافظة للناموس ، فقد ختَّنته بناءً وقدمت عنه فرخى الحمام بناءً على تعاليم الناموس: (22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ 23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ. 24وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.) لوقا 2: 22-24
وكان يدرِّس الناموس فى معبد اليهود ، بل كان لقبه (المُعلِّم): (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
وهذا أول تحريف قام به بولس فى الكتاب الذى تقدسه، ويُضاف على الكثير من الأدلة التى تؤيد كلامى هذا أن التلاميذ قد تبرأوا منه ، واتهموه بتضليل المؤمنين، وأمروه بالتوبة ، بل أرسلوا إلى الذين قام بولس بإضلالهم من يعلمهم العقيدة السليمة ويُصلح ما قام به بولس:
أعمال الرسل 21: 17-26: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.)
ثانياً: أمَّا بالنسبة لقوله (26لأَنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ) لا توجد كلمة الله فى الكتاب المقدس كله بعهديه إلا عشر مرات فى سفر دانيال الآرامى الذى عثروا عليه فى وادى عمران. والكلمة اليونانية هنا هى زيوس أو ثيوس وهو المعبود الوثنى الأكبر لليونان. أما اسم الله الذى علمه الله لعيسى ، وعلمه عيسى لأتباعه فقد مُحىَ من الكتاب ، وهذا من دلائل التحريف فى الكتاب.
وأسوق إليكم يعض الأدلة منقولة بتصرف من كتاب (معالم أساسية ضاعت من المسيحية) للعميد مهندس جمال الدين شرقاوى. وأرجو من القارىء أن يتتبع الأمثلة التى سأوردها فى النصوص اليونانية فى برنامج e-Sword.com:
ففى الوقت الذى يقول فيه الرب: (لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ .. .. وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ) ملاخى 1: 11 ، 14
بل وأرسل الأنبياء لإظهار اسمه الأعظم (16وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا أَقَمْتُكَ لِأُرِيَكَ قُوَّتِي وَلِيُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ.) خروج 9: 16 لا تجد هذا الاسم فى الكتاب إلا فى سفر دانيال كما ذكرت.
والدليل على ضياع هذا الاسم هو قول عيسى : (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 6 ، 26
فالإظهار لا يكون إلا من بعد إخفاء ، والمعرفة لا تتم إلا من بعد جهل. وعلى ذلك لم يكن اسم الله مطلقاً يهوه أو أدوناى أو ألوهيم أو كيريوس أو ثيوس أو زيوس. مع الأخذ فى الاعتبار أن الاسم العلم لا يُترجم. فالأستاذ مصباح يظل Master Mesbah وليس Master Lamp .
والآن عزيزى القمص راجع وجود اسم الله عشر مرات فى سفر دانيال، وهذا بيانها: (3: 26 ؛ 4: 2 ، 17 ، 24 ، 25، 32، 34 ؛ 5: 18، 21 ؛ 7: 25)، وستجدها كتبت تحت رقم 5943: il-lah’ee وكتب نطقها الآرامى كما قال موقع المذكور (`illay (Aramaic) {il-lah'-ee}) وقاموا بترجمتها إلى الإنجليزية طبعة الملك جيمس The Most High God أى الرب الأعلى.
http://www.blueletterbible.org/tmp_d...74262-461.html
وفى هذا الموقع أعلاه تجد العشر مواضع وترجمات كلمة الله.
وعلى ذلك فهذا ثانى دليل على التحريف الذى أصاب الكتاب على يد بولس.
ثالثاً: قوله (27لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ) ، وهذا من أكبر دلائل التحريفات التى وقعت للكتاب الذى تقدسه. فأنت علمت الآن أن العماد والتعميد كان باسم المسيح. وهذا ما أقره يوسابيوس القيصرى فى تاريخه ص 100 ك3: 5 فقال: (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى). وإذا رجعت إلى إنجيل متى 28: 19 وجدته كالآتى: (19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) فمن الذى غير هذه الصيغة القديمة والتى استعملها كل تلاميذ يسوع فى سفر أعمال الرسل؟ فلم يعمِّد أحد باسم الآب والابن والروح القدس مطلقاً.
لذلك حذفوا فى الكتاب المقدس طبعة الترجمة العربية المشتركة نص التثليث المذكور فى رسالة يوحنا الأولى 5: 7 والذى يقول فى ترجمة فانديك: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)
وقد وضع مترجم كتاب الحياة الجزء الذى حذفته الطبعات الأخرى بين قوسين معكوفين ، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب!!
أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة التى تعترف بصحتها كل الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية فقد حذفوا النص ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله: (7والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ. 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ.).
فقد حذفوا ما تحته خط ، لأنه ليس من وحى الله!! تُرى متى تفيق ضمائر باقى المسئولين عن ترجمة الكتاب المقدس ونقده ، وينقون الكتاب مما علق به.
كما أضاف التعليق الآتى فى نهاية الصفحة: (والَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ). ثم قال: هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.
وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده بولس باسيم) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).
وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟
أما ترجمة الكاثوليك لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ، وعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب قائلاً: (أى أن الثلاثة الأقانيم من الثالوث الأقدس قد شهدوا بلاهوت المسيح ..) أى أثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته ، بل وأكد عقيدة كل المسيحيين منه.
فما هى عقيدة من يعلم من المسيحيين أن النص لا وجود له فى أقدم النسخ؟ وما هو إيمان من يملك نسخة الترجمة العربية المشتركة التى حذفته واعتبرته نصاً غير مقدس وليس من وحى الله؟
أما الترجمة الكاثوليكية للأباء اليسوعيين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به.
إنَّ مشكلة هذا النص الوحيدة (كما يقول الأستاذ eeww2000) أنه غير موجود فى الأصول اليونانية ، ولم يظهر إلى الوجود إلا فى عصور متأخرة وليس قبل القرن السادس عشر بعد 1500 سنة من ميلاد المسيح الآن نبدأ بملخص القصة قصة هذا النص:
هذا النص وجد فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر وهذه هى أرقام المخطوطات 61 و88 و429 و629 و636 و318 و2318 و221.
والمخطوطة الأخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر أى بعد ألف سنة ، وموجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.
ومعنى ذلك أنه لا يوجد أى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى أى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم أربعة كُتِبَ فيها النص على الهامش. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت إلى اليونانية.
والقصة واضحة: لفت نظر أحد النساخ لفظ ثلاثة الموجود فى العدد الثامن 8 "والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد." فلم يجد مانع من أن يضيف على لسان يوحنا ثلاثة أخرى لتساعده فى إثبات عقيدة التثليث التى لا تجد لها أى نص صريح فى الكتاب المقدس.
ويقول بعض علمائهم إن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة ما ، تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم ، ثم وجدت هذه الإضافة طريقا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.
وقد سُئِلَ عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص. هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب ، وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية. والسؤال كيف يجادل أحد والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟
فما مصير من آمن بوحى هذا النص من عند الرب من الأجيال السابقة من القرن (16) حتى عاد ضمير المترجم إلى صوابه فى القرن (20) أو (21)؟
يتبع
«« توقيع abubakr_3 »»
-
رابعاً: قوله (28لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.)
وأوافقك على هذا القول ، فحضارة الإسلام تقوم على أن التفاضل بين الناس لا يكون إلا بالتقوى والعمل الصالح، فلا مكان للأفضلية فيها باللون أو الجنس أو اللغة أو المال أو الجاه أو القوة: قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ) الحجرات: 13
وقال رسوله الأمين : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى) مسند الإمام أحمد
وقال أيضاً: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم
وقال : (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس) صححه الألبانى (906)
وتقوم على تكريم القيمة الإنسانية بين البشر مهما كانت ديانته: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الإسراء: 70
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) النساء 135
وقال رسوله الأمين : (كُلّكُمْ بَنُو آدَم وَآدَم خُلِقَ مِنْ تُرَاب وَلَيَنْتَهِيَنَّ قَوْم يَفْخَرُونَ بِآبَائِهِمْ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّه تَعَالَى مِنْ الْجِعْلَانِ) صحيح الجامع
وتقوم على مساواة المرأة بالرجل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل: 97
(وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر: 40
لكن أنت أوقعت نفسك فى مأزق. فماذا ستقول فى كل النصوص التى ذكرتها لك:
ماذا تقول فى السماح للأب ببيع ابنته؟ وهل يبيح الناموس للرجل أن يبيع ابنه. لا. فأين المساواة إذاً؟ لا توجد.
ماذا تقول فى عدم وراثة البنت فى وجود أخيها؟ لا يوجد تساوى.
ماذا تقول فى السماح للرجل أن يتكلم داخل الكنيسة ولا يُسمح للمرأة بذلك؟ لا يوجد تساوى.
ماذا تقول فى فرض إله المحبة لعقوبة الحرق حياً لابنة الكاهن دون الزانى معها ودون الرجل؟ لماذا المرأة وليس الرجل؟ لأنه لا توجد مساواة.
ماذا تقول فى فرض إله المحبة لعقوبة قطع يد المرأة التى يتعارك زوجها مع رجل ، وتتدخل فى العراك لتمسك عورة هذا الرجل؟ هل تعرف أن الحالة الوحيدة التى ذكر فيها قطع اليد هى هذه الحالة وللمرأة فقط؟ لأنه لا توجد مساواة.
ماذا تقول فى اتهام الكتاب أن المرأة هى التى أغويت دون الرجل على الرغم من أن الاثنين أكلا من الشجرة؟ وبالطبع كانت هى وحدها المسئولة عن إعدام الإله وموته دون الرجل، ومسئولة عن تحمل البشرية للخطيئة الأزلية دةن الرجل، ومسئولة عن إخراجنا من الجنة والنعيم ، ووجودنا فى شقاء الدنيا! لا يوجد تساوى.
ماذا تقول فى إرسال الرب لملاكه ليسمى المرأة الشر نفسه ، ويكمم فمها بالرصاص؟ هل فعل إله المحبة ذلك مع الرجل؟ لا يوجد تساوى.
وماذا تقول فى أقوال آباء الكنيسة ومعلمى المسيحية التى تحقِّر المرأة ولا تعتبرها حتى إنساناً أو حتى لها روح مثل الرجل؟ وماذا تقول فى قرارات المجامع التى ساوت المرأة بالصبى القاصر أو المجنون؟
للذكر مثل حظ الأنثيين:
وفى ص30 يقول تحت عنوان (لم يكن للذكر مثل حظ الأنثيين) ، يقول: “صار لحواء إسمان وآدم إسم واحد ولم يكن للذكر مثل حظ الأنثيين”. وهذا عنده دليل على تكريم الرب للمرأة على الرجل. فالمرأة أخذت اسمين: حواء وامرأة ، والرجل كان اسمه آدم ، ولم يأخذ اسم رجل.
لا أعرف أى منطق هذا الذى يتكلم به ليقنع به قراءه؟ فهل كلمة رجل أو امرأة هذه تعنى اسم أم تعنى الجنس؟ وإذا كانت تعنى الجنس فقد تساوت على الأقل معه فى الأسماء. فهو رجل أى مذكر ، وهى امرأة أى أنثى ، واسمه آدم واسمها حواء. وإذا أضفت إلى رجل ضمير الملكية لكانت تعنى زوج: فرجلها أى زوجها ، وامرأته أى زوجته. فما علاقة هذا بما نوَّهت عنه من قولك “صار لحواء إسمان وآدم إسم واحد”؟
لقد أسماها آدم بعد خلقها “امرأة”: (23فَقَالَ آدَمُ: «هَذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ) تكوين 2: 23 ،
وبدون الدخول فى تفاصيل الكلمة العبرانية ، فإن الكلمة العبرانية التى تُستخدم للتعبير عن الرجل مشابهة لكلمة امرأة ، الأمر الذى جعل التراجم الألمانية وتراجم لوثر تشتق كلمة Männin للمرأة من كلمة Mann التى تعنى رجل. الأمر الذى يعنى (إنسان) و(إنسانة) للتعبير عن المذكر والمؤنث من نفس الإشتقاق.
وهذا ما قالته ترجمة: Contemporary English Version (CEV) فى هامشها:
Genesis 2:7 man: In Hebrew "man" comes from the same word as "soil."
http://bible.gospelcom.net/bible?sho...anguage=englis...
وبعد أن أُخرجا من الجنة غير آدم اسمها بمحض إرادته ودون إذنها إلى حواء: (20وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ.) تكوين 3: 20
وإن دلَّ هذا على شىء فيدل على أنه متسلط عليها ، حتى على اسمها ، وليس لها دخل فى ذلك. ولم يعترض الرب على ذلك. فبأى حق يُغيِّر اسم زوجته؟
وكان أجدر بك أن تذكر أن آدم عندما قال عن حواء: («الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 12 ، ذكرها على سبيل التحقير. تماماً مثل ما فعل يسوع الذى تعتبره إلهاً مع أمه التى ولدته وتغذى من خلاصة غذائها وحملته فى بطنها تسعة أشهر وأرضعته من ثديها: (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ».) يوحنا 2: 3-5
أمَّا أن تظن أن المرأة أخذت وضعاً فى كتابك الذى تقدسه أفضل من وضع الرجل فهذا من المغالطات البينة، التى تحاول فيها تجميل الكتاب على حساب الواقع ليلقى قبولاً وفخراً عند معتنقيه ، ويكفى أن أذكر لك نصين مؤقتاً عن وضع الأنثى: هل تعرف مدى المهانة التى وضع الرب فيها المرأة ، فقد أنزل بها من الإنسانة الحرة إلى العبدة الذليلة قبل أن يخرجهما من الجنة إلى الأرض: (وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ) تكوين 3: 16
كما سمح الرب للأب أن يبيع ابنته القاصر؟ (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7
فأى تكريم نالته المرأة فى كتابك؟ وأى شرف حصلت عليه؟ إنه سمح للرجل أن يعتبرها فى عداد الجوارى ، أن يبيعها كالمواشى!! فأى فضل تراه فى ذلك ، فبعد أن غيَّر اسمها قسراً باعها كالمواشى؟
وليس لها ألا تتكلم فى الكنيسة، وألا تعترض، بل تصمت. وإن لم تفهم لا تسأل، بل تسأل زوجها فى البيت ، ولم يوضح لنا النص ماذا تفعل إن كان زوجها غبياً ولم يفهم. ومعنى ذلك أيضاً أنها لن تحضر دروس العلم فى الكنيسة إلا معه، فلو غاب أو سافر أو ضل، فعليها ألا تذهب بدونه. وإن فهم خطأً وضل، فستتبعه فى ضلاله. أى هى تابعة له سواء إلى الجنة أو إلى الضلال والجحيم: (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
وعلى ذلك يعتبر الكتاب الرجل هو منبع العلم للمرأة ، الذى تستقى منه فى حالة عدم فهمها من القس! وأنا أتكلم عن نص ، ولا أتكلم عمَّا يحدث اليوم ، بتأثير من معاشرتهم للمسلمين أو بتطور الحياة والمفاهيم عند الناس، ورفضهم نصوص الكتاب الذى تقدسه ورفضتها أنت فلم تذكرها أو حتى تنوِّه عنها.
ومثال آخر على كيفية وضع المرأة المسبية التى يتخذها المحارب زوجة له: فعليها أن تجلس شهر العسل فى بيت الزوجية تبكى أباها وأمها شهراً من الزمان. ويحلقوا لها شعرها: (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14
لكن أن تعتبر أن كثرة الأسماء التى حصلت عليها حواء عن آدم تشريفاً لها عنه (هذا باعتبار أن كلمة امرأة اسماً شخصياً يدل على علم محدد)، فهذا منطق غريب، لأنها لا تتوقف على كثرة الأسماء ، ولكنها تتوقف على نوعية الأسماء التى تُطلق. فكم من مجرم عاتى فى الإجرام نال العديد من الأسماء ، التى لا يتشرف الشريف أن تُطلق عليه.
ويكفيك أن تقرأ أن الأسماء التى حصل عليها الشيطان تفوق ما أطلقت على يسوع ، ومع ذلك الشيطان حقير فى كل الأديان ، فتقول دائرة المعارف الكتابية كلمة (إبليس) إن الشيطان كانت له أسماء عديدة منها: (الشيطان، إبليس، بديا بولس، ديابلوس، أبدون، أبوليون، الخصم ، بعلزبول ، بليعال ، المضل لكل العالم ، التنين العظيم، العدو، الشرير، أبو الكذاب ، إله هذا الدهر ، رئيس سلطان الهواء ، القتَّال، رئيس هذا العالم ، الحية القديمة ، المجرب).
وعلى هذا ينبغى أن ننظر إلى ما حصلت عليه المرأة فى الكتاب المقدس من حقوق ووضع فى المجتمع.
ميراث الأنثى فى الإسلام:
أما قولك ص30 كعنوان: (لم يكن للذكر مثل حظ الأنثيين) وتقصد به أن القرآن جعل للرجل بصورة مطلقة ضعفاً فى الميراث لأى امرأة، ولذلك قررتَ أنتَ أنها (كنصف إنسان) ص152. وقلت ص70 “ولم تشعر المرأة بمرارة الظلم والإجحاف فى ظل القانون المصرى الحالى ، إلا فى مجالين أساسيين هما الميراث والأحوال الشخصية”. وأوضحت فى الفقرة التى تليها من نفس الصفحة أن هذا القانون تحكمه الشريعة الإسلامية ، وفهمتَ أن المرأة “نصف رجل”.
وهذا مع شديد الأسف من سوء فهمك أنت والكثيرين من المسيحيين وعوام المسلمين، الذين يفهمون أن كل ذكر يرث ضعف ما ترثه الأنثى على الإطلاق، وهذا أمر غير صحيح. إن توريث المـرأة على النصـف من الرجل ليس موقفًا عامًا ولا قاعدة دائمة فى توريث الإسلام، فالقرآن الكريم لم يقل : يوصيكم الله للذكر مثل حظ الأنثيين.. إنما قال: (يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين). فكان عليك أن تقرأ النص كاملاً ولا تبتره لتُضيِّع المعنى الحقيقى ، وليتفق ما تقوله مع أوهامك. لأن هذا ليس من الأمانة العلمية، التى تتوفر فى أى باحث جاد وأمين، والمفروض أنها تزداد وتتسامى عند علماء الدين: الذين هم معلمى الناس الحق.
أى إن هذا التمييز ليس قاعدة مطردة فى كل حـالات الميراث ، وإنما هو فى حالات خاصة، بل ومحدودة من بين حالات الميراث. وبذلك فإن كثيرين من الذين يثيرون الشبهات حول أهـلية المرأة فى الإسـلام ، متخـذين من تمايز الأخ عن أخته أو الأب عن زوجته فى الميراث سبيلاً إلى ذلك لا يفقـهون قانون التوريث فى الإسلام.
فالآية التى تتكلم إذن عن ضعف ميراث الأخ لأخته وَرَدَ فيها أيضاً المساواة التامة فى حالة أخرى: (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَا نَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا) النساء: 11
فالمتأمل للآيات القرآنية يجد أنه إن كانت ابنة واحدة تأخذ النصف والثلث يوزع بالتساوى بين أبى المتوفى وأمه (وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَا نَ لَهُ وَلَدٌ).
ويجد أن الرجل يأخذ ضعف المرأة فى ثلاث حالات فقط، فالأخ يأخذ ضعف أخته. وهذا من باب إكرام الإسلام للمرأة: فهب أنك تركت بعد وفاتك 000 30 (ثلاثين ألف جنيهاً) والوارثون هم ابنك وابنتك فقط. فعلى حساب الإسلام يأخذ ابنك 000 20 (عشرين ألف) ، وتأخذ ابنتك 000 10 (عشرة آلاف).
ولكن لم ينتهى الموضوع إلى هذا التقسيم. فالإبن مُكلَّف شرعاً وقانوناً بالإنفاق على أخته من أكل وشرب ومسكن ومياه وكهرباء وملابس وتعليم ومواصلات ورعاية صحية ونفسية ويُزوِّجها أيضاً. أى إن أخته تشاركه أيضاً فى النقود التى قسمها الله له (فى الحقيقة لهما). هذا بالإضافة إلى أنه مُكلَّف بالإنفاق على نفسه وأسرته من زوجة وأولاد ، وإذا كان فى الأسرة الكبيرة أحد من المعسرين فهو مكلف أيضاً بالإنفاق عليه سواء كانت أم أو عم أو جد أو خال .. (مع تعديل التقسيم فى الحالات المختلفة).
وبذلك تأخذ الابنة نصيبها (عشرة آلاف جنيهاً) وتشارك أخوها فى ميراثه ، فلو أكلت كما يأكل وأنفق عليها مثل ما ينفق على نفسه من ملبس ومسكن ومعيشة كاملة معه ، تكون بذلك قد اقتسمت معه ميراثه ، أى تكون هى قد أخذت (عشرين ألفاً) ويكون الأخ قد انتفع فقط بعشرة آلاف. فأيهما نال أكثر فى الميراث؟
وهذا لو أن أخته غير متزوجة وتعيش معه، أما إن كانت متزوجة، فهى تتدخر نقودها أو تتاجر بها ، وينفق زوجها عليها وعلى أولادها، وأخوها مكلَّف بالإنفاق على نفسه وزوجته وأولاده ، فتكون الأخت قد فازت بعشرة آلاف بمفردها ، أما الأخ فيكون مشارك له فى العشرين ألف ثلاثة أو أربعة آخرين (هم زوجته وأولاده). فيكون نصيبه الفعلى خمسة آلاف. أى أيضاً نصف ما أخذته أخته من الميراث. أرأيتم إلى أى مدى يؤمِّن الإسلام المرأة ويكرمها؟
وإذا ضربنا مثلاً آخراً قال به الدكتور يوسف القرضاوى: فلو افترضنا أبًا مات، وترك وراءه ابنًا وبنتًا، فالابن يتزوج فيدفع مَهرًا، ويَدخل بالزوجة فيدفع نفَقَتها، على حين تتزوَّج البنت فتأخذ مهرًا، ثم يَدخل بها زوجها، فيَلتزم بنفقتها، ولا يكلِّفها فِلْسًا، وإن كانت مِن أغنى الناس، ونفقَتها تقدَّر بقدْر حالِهِ من السَّعة والضيق، كما قال تعالى: (لِينفِق ذو سعَةٍ مِن سَعتِه). الطلاق: 7
فإذا كان قد ترك لهما الأب مائة وخمسين ألفًا مثلاً، أخذ الابن منها مائة وأخته خمسين. فعندما يتزوج الابن قد يدفع مهرًا وهدايا نقدِّرها مثلاً بخمسة وعشرين ألفًا فينقُص نصيبه ليُصبح (75.000) خمسة وسبعين ألفًا، في حين تتزوَّج أختُه فتقبِض مهرًا وهدايا نقدِّرها بما قدَّرنا به ما دفع أخوها لمثلها. فهنا يزيد نصيبها فيصبح (75.000) خمسة وسبعين ألفًا، فتساوَيَا. وإذا دفع الابن مهراً أكبر من ذلك ، كانت أخته أغنى منه فى هذه الحالة. أى لو دفع 50.000 فسوف يتبقى معه 50.000 فقط. فى حين أنها أخذت من الميراث 50.000 (خمسين ألفاً) ، وستأخذ مهراً ونفقة 50.000 (خمسين ألفاً) أخرى ، أى أصبح معها 100.000 (مائة ألفاً) أى ضعف ما مع أخيها!!
ثم تتزايَد أعباء الرجل ونفقاته، فهو يُنفق على أبنائه وبناته الصغار، وقد ينفق على أبويه الكبيرين إذا كانا مُعسرِين ويُنفِق على إخوته وأخواته الصغار إذا لم يكن لهم مورد، ولا عائل سواه، ويُنفق على الأقارب والأرحام بشروط معروفة، والمرأة لا يجِب عليها شيء من ذلك، إلا من باب مكارم الأخلاق.
فهى ـ مع هذا النقص فى ميراثها بالنسبة لأخيها، الذى ورث ضعف ميراثها، أكثر حظًّا وامتيازاً منه فى الميراث فميراثها ـ مع إعفائها من الإنفاق الواجب ـ هو ذمة مالية خالصة ومدخرة، لجبر الاستضعاف الأنثوى، ولتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات .. وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين.
فهل رأيت كيف رفع الإسلام المرأة كتاجٍ على رؤوس الرجال ، بل على رأس المجتمع بأكمله؟ وهذا لم تأتِ به شريعة أخرى فى أى كتاب سماوى أو قانون وضعى. فالأخت التى يُعطونها مثل أخيها فى الميراث فى الغرب ، هى تتكلف بمعيشتها بعيداً عنه ، وهو غير ملزم بها إن افتقرت أو مرضت أو حتى ماتت. فأى إهانة هذه للمرأة؟!
وفى الحقيقة إن التفاوت بين أنصبة الوارثين والوارثات فى فلسـفة الميراث الإسلامى تحكمه ثلاثة معايير:
أولها : درجة القرابة بين الوارث ذكرًا كان أو أنثى وبين المُوَرَّث المتوفَّى فكلما اقتربت الصلة. زاد النصيب فى الميراث. وكلما ابتعدت الصلة قل النصيب فى الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين.
فإبنة المتوفى تأخذ مثلاً أكثر من أبى المتوفى أو أمه ، فهى تأخذ بمفردها نصف التركة (هذا إذا كان الوارث الابنة والأب والأم فقط).
وثانيها : موقع الجيل الوارث من التتابع الزمنى للأجيال: فالأجيال التى تستقبل الحياة ، وتستعد لتحمل أعبائها ، عادة يكون نصيبها فى الميراث أكبر من نصيب الأجيال التى تستدبر الحياة. وتتخفف من أعبائها ، بل وتصبح أعباؤها ـ عادة ـ مفروضة على الجيل الذى سوف يستقبل الحياة ويأخذ من الميراث أكثر منه، وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات .
فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه ـ وكلتاهما أنثى ـ.
وترث البنت أكثر من الأب! – حتى لو كانت رضيعة لم تدرك شكل أبيها ، وحتى لو كان الأب هو مصدر الثروة التى تنفرد البنت بنصفها!
وكذلك يرث الابن أكثر من الأب ـ وكلاهما من الذكور. وفى هذا المعيار من معايير فلسفة الميراث فى الإسلام حِكَم إلهية بالغة ومقاصد ربانية سامية تخفى على الكثيرين! وهى معايير لا علاقة لها بالذكورة والأنوثة على الإطلاق.
وثالثها : العبء المالى الذى يوجب الشرع الإسلامى على الوارث تحمله والقيام به حيال الآخرين. وهذا هو المعيار الوحيد الذى يثمر تفاوتاً بين الذكر والأنثى. لكنه تفاوت لا يفضى إلى أى ظلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها. بل ربما كان العكس هو الصحيح!
ففى حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون فى درجة القرابة .. واتفقوا وتساووا فى موقع الجيل الوارث من تتابع الأجيال - مثل أولاد المتوفَّى ، ذكوراً وإناثاً - يكون تفاوت العبء المالى هو السبب فى التفاوت فى أنصبة الميراث.
وبالاستقراء لحالات ومسائل الميراث، نجد أن:
أ ـ ثلاث حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل:
1) فى حالة وجود أولاد للمتوفى ، ذكوراً وإناثا (أى الأخوة أولاد المتوفى) لقوله تعالى (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) النساء 11
2) فى حالة التوارث بين الزوجين ، حيث يرث الزوج من زوجته ضعف ما ترثه هى منه. لقوله تعالى (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ) النساء 12
3) يأخذ أبو المتوفى ضعف زوجته هو إذا لم يكن لإبنهما وارث، فيأخذ الأب الثلثان وزوجته الثلث.
ب ـ حالات حالات تزيد عن ستة عشر حالة ترث فيها المرأة مثل الرجل تماماً. أذكر منها:
1) فى حالة وجود أخ وأخت لأم فى إرثهما من أخيهما، إذا لم يكن له أصل من الذكور ولا فرع وارث (أى ما لم يحجبهم عن الميراث حاجب).فلكل منهما السدس، وذلك لقوله تعالى (وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ) أى لا ولد له ولا أب (وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ) أى لأم (فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ، فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ ، مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ، وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ، وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) النساء: 12
2) فيما بين الأب والأم فى إرثهما من ولدهما إن كان له ولد أو بنتين فصاعداً: لقوله تعالى: (وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ)النساء: 11
3) إذا ماتت امرأة وتركت زوجاً وأختاً شقيقة: فلكل منهما النصف
4) إذا ماتت امرأة وتركت زوجاً وأختاً لأب: فلكل منهما النصف
5) إذا مات الرجل وترك أماً وابنتين وأخاً
فلو ترك المتوفى 24000 ألف جنيهاً لكانت أنصبتهم كالتالى:
الأم : 4000 جنيهاً (السدس)
البنتين: 16000 جنيهاً للواحدة 8000 جنيهاً (الثلثين)
الأخ: 4000 جنيهاً (الباقى)
وبذلك تتساوى أم المتوفى مع أخيه
ج ـ حالات تزيد عن سبعة عشر حالة ترث فيها المرأة أكثر من الرجل أذكر منها:
1) إذا مات الرجل وترك أماً وابنتين وأخاً
فلو ترك المتوفى 24000 ألف جنيهاً لكانت أنصبتهم كالتالى:
الأم : 4000 جنيهاً (السدس)
البنتين: 16000 جنيهاً للواحدة 8000 جنيهاً (الثلثين)
الأخ: 4000 جنيهاً (الباقى)
وبذلك تكون الإبنة قد أخذت 200% لميراث الأخ
2) ماتت وتركت زوجاً وأماً وأخاً شقيقاً. فالزوج له النصف ، والأم الثلث ، والباقى للأخ (الذى هو السدس). فلو تركت 60000 ستين ألف جنيهاً ،
لأخذ الزوج 30000 ثلاثين ألف ،
وأخذت الأم 20000 عشرين ألف ،
وأخذ الأخ الشقيق الباقى وهو 10000 عشرة آلاف جنيهاً.
وبذلك تكون الأم قد أخذت 300% لميراث ابنها
3) إذا مات الأب وترك ابنةً وأماً وأباً وترك 24000 جنيهاً
فالإبنة تأخذ النصف أى 12000 جنيهاً
الأم تأخذ السدس 4000 جنيهاً
الأب يأخذ السدس فرضاً والباقى تعصيباً أى 4000 + 4000جنيهاً
وبذلك تكون الإبنة قد أخذت 150% لميراث الأب
4) إذا مات الرجل وترك ابنتين وأباً وأماً: فلكل ابنة الثلث ، والأب السدس والأم السدس. فلو ترك الرجل 000 24 (أربعة وعشرين ألف جنيهاً) لكان نصيب كل من الابنتين 000 8 (ثمانية آلاف جنيهاً) ويتساوى الأب مع الأم ونصيب كل منهما 4000 (أربعة آلاف) جنيهاً ، وبذلك تكون الإبنة قد أخذت 200% لميراث الأب
5) إذا ماتت امرأة وتركت زوجاً وأختاً شقيقة وأختاً لأب وأخاً لأب: فللزوج النصف، والأخت الشقيقة النصف، ولا شىء للأخت لأب وللأخ لأب. وبذلك يكون الزوج والأخت الشقيقة قد أخذا الميراث ولم يأخذ منه الأخ لأب وأخته.
6) إذا مات رجل وترك ابنتين وأخاً لأب وأختاً لأب: فلكل من الشقيقتين الثلث وسهم كل منهما 3 ، والباقى يأخذ منه الأخ الثلثين وأخته الثلث.
فإذا ترك المتوفى 000 90 (تسعين ألف جنيهاً) ، فيكون نصيب كل من الإبنتين (ثلاثين ألف جنيهاً) ، ويكون نصيب الأخ لأب (عشرين ألفاً) ونصيب الأخت لأب (أخته) عشرة آلاف. وبذلك تكون الإبنة قد أخذت 150% لنصيب الأخ لأب.
د ـ حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال.
1) إذا مات وترك بنتاً وأختاً وعماً: فللإبنة النصف وللأخت النصف ولا شىء للعم.
2) إذا ماتت امرأة وتركت زوجاً وأختاً شقيقة وأخاً لأب وأختاً لأم:
فللزوج النصف، والأخت الشقيقة النصف ، ولا شىء للأخت لأب وللأخ لأب.
3) إذا ماتت وتركت زوجاً ، وأباً ، وأماً ، وابنةً ، وابنة ابن ، وابن الإبن: فللزوج الربع وسهمه 3 ، ولكل من الأب والأم السدس وسهم كل منهما 2 ، والابنة النصف وسهمها 6، ولا شىء لكل من ابنة الابن وابن الابن ، أى الابنة ورثت ستة أضعاف ابن الابن.
4) إذا ماتت وتركت زوجاً وأماً وأَخَوَان لأم وأخ شقيق أو أكثر.
للزوج النصف وسهمه (3) وللأم السدس وسهمها (1) وللإخوة لأم الثلث وسهم كل واحد منهما (1) وتصح من (6) ولا يبقى للأشقاء ما يرثونه. (عمر بن الخطاب)
5) إذا ماتت امرأة وتركت زوجاً وجداً وأماً وأخوة أشقاء وأخوة لأم: فللزوج النصف، وللجد السدس ، وللأم السدس ، وللاخوة الأشقاء الباقى ، ولا شىء لأخوة الأم.
ﻫ ـ حالات يرث فيها الرجل أكثر من ضعف المرأة:
1) فلو مات الابن وترك أباً وأماً وأخوةَ وأخوات ، فترث الأم السدس ، ويرث الأب خمسة أسداس تعصيباً ويحجب الإخوة. فقد ورث الرجل هنا خمسة أضعاف المرأة.
2) إذا مات رجل وترك زوجةً وأماً وأباً: فللزوجة الربع وسهمها 3 وللأم الثلث وسهمها 4 والأب يأخذ الباقى وسهمه 5. فلم يأخذ ضعف أياً منهما.
3) إذا ماتت امرأة وتركت زوجاً وأماً وأباً: فللزوج النصف وسهمه 3 ، وللأم ثلث الباقى وسهمها 1 والأب ثلثا الباقى وسهمه 2. فقد أخذ الزوج ثلاثة أضعاف الأم.
4) إذا مات رجل وترك ابناً وست بنات: فالإبن يأخذ الثلث والبنات الثلثين: وفى هذه الحالة سيكون الابن ثلاث أضعاف أى من البنات الستة. فإذا ترك 18000 ألف جنيهاً ، فسيأخذ الابن 6000 ، وكل بنت تأخذ 2000 جنيهاً. فيكون الأخ أخذ ثلاثة أضعاف أخته.
5) ماتت وتركت زوجاً وأماً وأَخَوَان لأم وأخاً شقيق أو أكثر: فالزوج يأخذ النصف وسهمه 9، والأم السدس وسهمها 3 ، والأُخوة الثلاثة الباقية الثلث ، وسهم لكل منهم. (على بن أبى طالب والمذهب المالكى والشافعى أخذوا به) فيكون الزوج أخذ ثلاثة أضعاف الأم.
فلو تركت 000 18 (ثمانية عشر ألف) جنيهاً ، لكان نصيب الزوج (تسعة آلاف) ، ونصيب الأم (ثلاثة آلاف) ، والثلث الباقى يقسَّم على الثلاث أخوة بالتساوى، لكل منهم (ألفين). وهنا تجد أن الزوج أخذ ثلاثة أضعاف الأم.
أى أن هناك أكثر من ثمانية وثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال ، فى مقابلة ثلاث حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل.
من عدل الله أيضاً فى توزيع الميراث فى الإسلام:
1- أنه لا يجوز ترك وصية لقطة أو لكلب أو لخادمة أو لجمعية ما. ويحرم كل الأبناء منها. ولكن له الحرية للتصرف في الإرث فقط في حد الثلث ولا وصية لوارث ولا تجوز الوصية لجهة ممنوعة أو لكلب مثلا.
2- الإرث إجباري في الإسلام بالنسبة إلى الوارث والموروث ولا يملك المورث حق منع أحد ورثته من الإرث ، والوارث يملك نصيبه جبراً دون اختيار.
3- جعل الاسلام الإرث في دائرة الأسرة لا يتعداها فلابد من نسب صحيح أو زوجة، وتكون على الدرجات في نسبة السهام الأقرب فالأقرب إلى المتوفى.
4- أنه قدر الوارثين بالفروض السهام المقدرة كالربع والثمن والسدس والنصف ما عدا العصبات ولا مثيل لهذا في بقية الشرائع.
5- جعل للولد الصغير نصيبا من ميراث أبيه يساوي نصيب الكبير وكذلك الحمل في بطن الأم فلا تمييز بين البكر وغيرهم من الأبناء.
6- جعل للمرأة نصيباً من الإرث فالأم والزوجة والبنت وبنت الابن والأخت وأمثالهن يشاركن فيه، وجعل للزوجة الحق في استيفاء المهر والصداق إن لم تكن قد قبضتهم من دون نصيبها في الإرث فهو يعتبر دين ممتاز أى الأولى في سداده قبل تقسيم الإرث ولا يعتبر من نصيبها في الميراث.
عتاب رقيق للقمص مرقس عزيز
إلى هذا الحد أكون قد أجبتك على ما أثرته تجاه الإسلام. وهو كما ترى بسيط جداً ، ولا يحتاج لعلم فيَّاض ، ويدرسه أبناء الأزهر فى المرحلة الثانوية.
واسمح لى بعتاب رقيق آخذه عليك عزيزى القمص مرقس: إنَّ تناول مثل هذه الموضوعات بجهل لا يؤخذ بحسن نية، خاصة إذا كان الناقد غير مسلم، ومن رجال دين آخر ، وخاصة أنك لا تُقدِّم دليلاً غير فهمك الخاص. وهنا سيزداد سوء النية فى شخصك لأنها ليست نقطة واحدة التى تتعمَّد إساءة فهمها ، أو تحليلها كما يحلو لك ، أو كما تتمناه للإسلام.
فأنت رجل لك مكانتك فى كنيستك، ووسط أحبائك، وعند من تُحاضرهم، ومثل هذه الموضوعات كان يجب عليك أن تقرأها فى مصادرها ولا تعتمد على أفهام العوام وكلامهم. وهذا خوفاً عليك أن يتهمك أحد المثقفين من المسيحيين أو المسلمين بعدم الأمانة ومجانبة الموضوعية فى طرحك لمثل هذه الموضوع. بالإضافة إلى سوء النية التى قد تتوفر لشخص ما تجاه طرحك لمثل هذه الموضوعات. فلن ينقص عدلك وأمانتك من مسيحيتك شىء. بل هو مما يُضاف إليك كشخص ، ويُحسِّن صورة دينك أمام المسيحيين وغيرهم.
بالنسبة لى فأنا أشكرك لأنك تقدم للإسلام ولى شخصياً خدمة جليلة جداً. فيكفينى أن أثبت عدم أمانة طرحك للموضوع لأى مسيحى ، فيفقد الثقة فيك وفى طرحك ، ليبنى جسوراً من الثقة بينى وبينه ، الأمر الذى ينتهى باقتناعه بالإسلام. وقد حدث هذا من كتاباتك ، وأخص بالذكر أيضاً كلام القمص زكريا بطرس. ومن لم يُسلم لله خرج من الحديث كارهاً لزكريا بطرس ، فاقداً الثقة فى رجال الكنيسة.
ما هو ميراث المرأة فى العهد الجديد؟
ولكن أخبرنى ما هو قانون المواريث فى العهد الجديد؟ لا يوجد. ويرث النصارى فى مصر على الشريعة الإسلامية. لأن كتاب النصارى ليس به تشريع ، فشريعة موسى مُلزمة لهم باعتراف عيسى ، والتى قام بولس بإلغائها: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
والميراث فى الكتاب المقدس للذكور فقط: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17
ولا ترث الإناث إلا عند فقد الذكور: (1فَتَقَدَّمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ .. .. .. 2وَوَقَفْنَ أَمَامَ مُوسَى .. .. .. قَائِلاتٍ: 3أَبُونَا مَاتَ فِي البَرِّيَّةِ .. .. .. وَلمْ يَكُنْ لهُ بَنُونَ. 4لِمَاذَا يُحْذَفُ اسْمُ أَبِينَا مِنْ بَيْنِ عَشِيرَتِهِ لأَنَّهُ ليْسَ لهُ ابْنٌ؟ أَعْطِنَا مُلكاً بَيْنَ أَعْمَامِنَا». 5فَقَدَّمَ مُوسَى دَعْوَاهُنَّ أَمَامَ الرَّبِّ. 6فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: 7«بِحَقٍّ تَكَلمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ فَتُعْطِيهِنَّ مُلكَ نَصِيبٍ بَيْنَ أَعْمَامِهِنَّ وَتَنْقُلُ نَصِيبَ أَبِيهِنَّ إِليْهِنَّ. 8وَتَقُول لِبَنِي إِسْرَائِيل: أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ وَليْسَ لهُ ابْنٌ تَنْقُلُونَ مُلكَهُ إِلى ابْنَتِهِ. 9وَإِنْ لمْ تَكُنْ لهُ ابْنَةٌ تُعْطُوا مُلكَهُ لِإِخْوَتِهِ. 10وَإِنْ لمْ يَكُنْ لهُ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلكَهُ لأَعْمَامِهِ. 11وَإِنْ لمْ يَكُنْ لأَبِيهِ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلكَهُ لِنَسِيبِهِ الأَقْرَبِ إِليْهِ مِنْ عَشِيرَتِهِ فَيَرِثُهُ». فَصَارَتْ لِبَنِي إِسْرَائِيل فَرِيضَةَ قَضَاءٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) عدد 27: 1-11
وهذا ما استشهدت أنت به فخراً ص31 تحت عنوان (الله يرفض التفريق فى الميراث). فلك أن تتخيل أن إله المحبة حرم النساء من الميراث مطلقاً فى وجود الرجال الوارثين ، ثم خرجت نساء بعقلية أعدل من عقلية الرب وطالبن تصحيح أخطاء الرب فى توزيع الميراث، ووافقها الرب على هذا التعديل. ومعنى هذه الفقرة أن الرب قرَّر ألا تأخذ النساء من الميراث مطلقاً ، ثم نسخ الرب أوامره بعد شكوى النساء ، وجعل لهم ميراثاً مع أعمامهم.
وبصورة أوضح: حرم إله المحبة البنات من حق الميراث إذا كان للميت ابن. إلا ما كان يتبرع لها به أبوها فى حياته، فإن لم يكن له ابن ورثت البنت بشرط ألا تتزوج فى غير سبطها، لئلا يخرج المال عن سبطها، وحين تُحرَم البنت من الميراث لوجود أخ لها ذكر، يُثبَت لها على أخيها النفقة والمهر عند الزواج، وإذا كان الأب قد ترك عقاراً فيعطيها من العقار ، أما إذا ترك مالاً منقولاً فلا شىء لها من النفقة والمهر ، ولو ترك القناطير المقنطرة. وليس للزوجة ميراث من زوجها.
وإذا آل الميراث إلى البنت لعدم وجود أخ لها ، لم يجز لها أن تتزوج من سبط آخر ، ولا يحق لها أن تنقل ميراثها إلى غير سبطها. أى تكون راعية له فقط (هذا إن جاز لنا استخدام هذا اللفظ) ، وليست مالكة له.
وجاء فى كتاب: الأحكام العبرية:
المادة 313: (إذا لم يكن للميت ولد ذكر فميراثه لابن أخيه ، وإن لم يكن له ابن ابن فالميراث للابنة. وإن لم يكن له ابنة فالميراث لأولاد الابنة ، وإذا لم يكن له حفدة فلأولاد أولادهم الذكور ، وإذا لم يكن له أولاد حفدة من الذكور فالميراث لبنات الحفدة.) لا تعليق!!
المادة 315: (إذا لم يعقب الميت ذرية ولا نسلاً من ذكر أو أنثى، أولاداً أو حفدة، أو من نسلهم ذكوراً أو إناثاً ، فميراثه لأصوله. وأحق الأصول بميراث الميت أبوه، وله كل التركة ، وإذا لم يكن له أب ، فجده ثم أصوله من أبيه.)
وبناءً على المادة 426 يرثها زوجها بمفرده إذا لم يكن لها ذرية!
وبناءً على المادتين 313 و 315 لا يحق للمرأة أن ترث من زوجها تحت أى ظرف! (نقلاً عن تعدد نساء الأنبياء ص 193-195)
فأى الأديان التى يُطلق عليها الدين الذى أنصف المرأة؟ أى الأديان رفع المرأة ومكانتها؟ أى الأديان تفتخر به المرأة تحته؟
يتبع
«« توقيع abubakr_3 »»
-
إنتقام الرب الأبدى من المرأة:
وفى ص30 يقول تحت عنوان (الوضع الأصلى للمرأة .. ..) ، يقول: “.. إلى أن أغويت حواء وأكلت من ثمرة الشجرة وسقطت ، وهذه للأسف حقيقة لا مفر من الاعتراف بها ولا سبيل لنا إلى إنكارها أو تبريرها. وهكذا نشاهد فى مسرحية التاريخ أن المرأة فى هذا الوقت سقطت من مجدها ومنزلتها وصارت السيادة للرجل، وجاء القول الإلهى "هو يسود عليك" (تك 3: 16) وذلك حتى تكون له الشخصية المستقلة ولا يكون تابعاً فى الشر فيما بعد”.
ما هى الحقيقة التى لا مفر منها والتى أَثبتَّها فقط بهذه الجملة؟ هل هذا نوع من غسيل المخ لتعتبر النتيجة التى ينبغى أن تثبتها أمراً واقعاً لا حاجة لك لإثباتها؟
ثم ما هى مسرحية التاريخ التى شاهدنا فيها سقوط المرأة؟ ألم تسقط المرأة على معتقدك قبل أن يبدأ تاريخ الإنسان على ظهر الأرض؟
فكأن الرب عاقب حواء على الأكل من الشجرة والغواية وكافأ آدم بأن جعله سَيِّداً عليها للأبد! وهذا اتهام لله بالظلم، الأمر الذى يؤدى إلى التجديف والكفر، وكذلك عدم موضوعية ، بل وتحامل على المرأة. فأنت تزيد المرأة بهذا الفهم الكتابى تحقيراً على التحقير الذى تتمتع به بالفعل فى كتابك! وينتظر منك كل مسيحى ومسيحية عزيزى القمص مرقس أن توضح لهم أين إكرام الرب للمرأة إذا كانت قد عوقبت بسحب السيادة منها للأبد وأعطاها الرب إله المحبة ، منصف المرأة للرجل.
ومعنى ذلك أيضاً عزيزى القمص أنك تتهم الرب أنه خلق آدم تابعاً لحواء فى الشر، وبدون شخصية مستقلة ، وبذلك ظلمه الرب عندما وقَّع عليه العقوبة وأخرجه من الجنة!
ثم كيف سقطت حواء من مجدها ومنزلتها وصارت السيادة للرجل؟ وما هو المجد الذى كانت تتمتع به ولم يكُ لآدم؟ فهل تريد أن تفهمنا أن المرأة كان لها السيادة على الرجل فى بداية الخلق؟ كيف وهى قد خلقها الرب تابعة للرجل كما يقول كتابك؟ (9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 8
وإذا كانت المرأة قد خلقت من أجل الرجل، فيكون الرب قد فشل فى خلقه لحواء، لأن السلام كان يعم آدم وما حوله ولم يتمكن الشيطان من إغوائه حتى خلق الرب حواء فأفسح لها الشيطان مكانه لتقوم هى بإغوائه وإسقاط البشرية كلها فى الغواية: (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فَحَصَلَت فِى التَّعَدِّى) تيموثاوس الأولى 2: 14
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18
وعلى ذلك لابد أن تقول إن الرب خلق المرأة من أجل إغواء الرجل وإعدام الإله وابنه والروح القدس!! ولا يعنى هذا إلا نية الرب على الإنتحار ، واختار أن يبدأ الطريق الذى يؤدى إلى الصلب بالمرأة ، لتظل ملعونة من البشر إلى الأبد. فما هو المجد الذى خلقت من أجله المرأة؟ لقد خلقت ليلعنها الرب وتلعنها البشرية وكل المخلوقات ليل نهار لأنها تسببت فى موت الإله أو ابنه بعد تعذيبه وإهانته!!
وهذا هو لب الديانات الوثنية السابقة على المسيحية. وأنقل إليك ما يتعلق بهذه العقيدة عن (العقائد الوثنية فى الديانة النصرانية ، محمد بن طاهر التنير البيروتى) لتعرف مدى النقلة التى تسبب فيها بولس فى دينكم من التوحيد إلى الوثنية:
يقول العلامة القس جورج كوكس: “ويصفون (أى الهنود) كرشنا بالبطل الوديع المملوء لاهوتاً؛ لأنه قدم نفسه ذبيحة ، ويقولون: إن عمله هذا لا يقدر عليه أحد سواه.” (ص 75)
وقال العلامة (دوان) ما نصه: “ويعتقد الهنود بأن كرشنا المولود البكر الذى هو نفسه فشنو، الذى لا ابتداء له، ولا انتهاء، قد تحرّكَ شفقة وحُنوّا، كى يخلص الأرض من ثقل حملها ، فأتاها وخلَّصَ الإنسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه.” (ص 75)
وقال العلامة هوك: “ويعتقد الهنود [الوثنيون] بتجسد أحد الآلهة ،وتقديم نفسه ذبيحة فداءً عن الناس والخطيئة.” (ص 75)
وقال دوان: “فى جنوب الهند وتنجور، وفى أيونديا يعبدون إلهاً صُلِبَ، اسمه (بالى)، ويعتقدون بأنه (فشنو) تجسَّد ، ويصورونه مثقوب الجنب واليدين.”(ص76)
وقال لبى هوك: “إن بوذا فى [نظر البوذيين] إنسان وإله معاً ، وأنه تجسد بالناسوت فى هذا العالم ليهدى الناس ويفديهم ، ويُبيِّن لهم طريق الأمان ، وهذا التجسد اللاهوتى يعتقده كافة البوذيين، كما يعتقدون أن بوذا هو مخلِّص الناس.”
“ويدعون “بوذا” الطبيب العظيم ، ومخلص العالم والممسوح ، والمسيح المولود الوحيد ، وغير ذلك ، وأنه قدم نفسه ذبيحة ليكفِّر آثام البشر ، ويجعلهم ورثة ملكوت السموات ، وبولادته ترك كافة مجده فى العالم ايخلص الناس من الشقاء والعذاب كما نذر.” (أيضاً ص 77)
وقال العلامة “بيل”: قال “بوجانا”: “سأتخذ جسداً ناسوتياً، وأنزل فأولد بين الناس؛ لأمنحهم السلام ، وراحة الجسد ، وأمحو أحزان وأتراح العالم. وأن عملى هذا لا أبغى به اكتساب شىء من الغنى والسرور.” (ص 77)
وقال مكس مولر: “البوذيون يزعمون أن بوذا قال: دعوا كل الآثام التى ارتكبت فى هذا العالم تقع علىّ ؛ كى يخلِّص العالم.” (ص 77)
وقال العلامة وليامز: “.. .. الهنود تقول: ومن رحمته [أى بوذا] تركه للفردوس، ومجيئه إلى الدنيا ، من أجل خطايا بنى الإنسان وشقائهم ؛ كى يبرِّرهم من ذنوبهم، ويزيل عنهم القصاص الذى يستحقونه.” (ص 78)
وكان الفرس يدعون مترا “الوسيط بين الله والناس ، والمخلِّص الذى بتألمه خلَّصَ الناس ففداهم” ويدعونه: “الكلمة” و“الفادى”، .. .. .. ونرى أتباعه يدعونه زروستر “ الحى المبارك المولود البكر الواحد الأبدى”. (ص 81)
والسوريون كانوا يقولون: إن تموز الإله المولود البكر من عذراء ، تألَّم من أجل النَّاس. ويدعونه المخلِّص ، الفادى ، المصلوب ، .. .. .. والكهنة ترتل قائلة: ثقوا بربكم فإن الآلام التى قاساها قد جلبت لنا الخلاص. (ص 79)
وقالت السيدة Jameson فى كتابها The History of our Lord: “كان الميليتيون يمثلون الإله إنساناً مصلوباً مقيّد اليدين والرجلين بحبل على خشبة، وتحت رجليه صورة حمل.” (ص 79)
ويقول العلامة مورى: “يحترم المصريون أوزيريس ، ويعدونه أعظم مثال لتقديم النفس ذبيحة لينال الناس الحياة.” (ص 78)
ولم يُؤْثَر عن كتابك إلا أن سيادتها كانت فى الوسوسة والإغواء والإضلال الذى فشل فيه الشيطان مع آدم! أى إن سيادتها هى سيادة شيطانية ، وبذلك يُثبت القمص أن المرأة كانت حليفة الشيطان منذ البدء، وكان الرجل أشبه بالملائكة المخلصين لله، بل كانت المرأة أشطر من الشيطان ، فقد تمكنت من عمل ما فشل فيه الشيطان وهو إغواء آدم.
وهل تريد عزيزى القمص مرقس أن تقول إن المرأة كانت تتمتع بمجد ما أو منزلة فى بداية الخلق؟ فلم يكن للمرأة أى مكانة إلا عند الشيطان. فقد استضعفها وأغواها ، وكانت هى وسيلته لسقوط البشرية كلها. أى كانت أنكى وأشد من الشيطان. فقد فعلت ما يفشل فيه شياطين العالم كله. فأنت تؤمن أنه يعيش فى هذه الدنيا أناس صالحين لا يتسلط عليهم الشيطان إلا قليلاً ، فما بالك أن ما تؤمن به من الخطيئة الأزلية يرفع المرأة إلى درجة أعلى من شياطين العالم كله ولو اجتمعوا. فقد تمكنت بعملها هذا من جلب غضب الله على البشرية كلها، وحمَّلت البشرية بخطيئتها، وبسببها أعْدِمَ الإله صلباً. بل وتمكنت بذلك من إنزال الرب على الأرض ليتجسد من امرأة مخطوبة لرجل آخر، ليأسره الشيطان 40 يوماً، ولا ندرى إذا كان الذى رجع من الأسر هو الشيطان متجسداً فى صورة يسوع بعد أن قتل الرب واستولى على العرش ، أم يسوع نفسه!!
ثم إذا كانت المرأة تتمتع بمجد ومنزلة كبيرة أفضل من التى للرجل ، ثم سحبها الرب منها وأعطى للرجل السيادة عليها ليكون مستقلاً عنها، غير تابعاً لها فى الشر، ألا يدل ذلك على تغيير الرب لأفكاره وتجدُّد علم على علم الرب ، جعله يغير خطته. أليس هذا هو النسخ بمعنى البداء الذى يرفضه الإسلام فى حق الله؟
وهل استسلمت المرأة وتركت السيادة للرجل بهذه البساطة والشيطان حليفها وهى حليفة الشيطان الذى أسر الرب أربعين يوماً فى الصحراء دون أن يتركه يأكل أو يشرب ولا نعرف أين أو كيف كان يتبول أو يتبرز فى وجود الشيطان الذى أنقذ الرب من جهل الملائكة وقلة حيلة الرب نفسه فى إغواء أخاب؟
اقرأ عزيزى القمص مرقس ما قاله الرب عن قوته وبطشه:
(5انْتَهَرْتَ الأُمَمَ. أَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. 6اَلْعَدُوُّ تَمَّ خَرَابُهُ إِلَى الأَبَدِ. وَهَدَمْتَ مُدُناً. بَادَ ذِكْرُهُ نَفْسُهُ.) مزامير 9: 5-6
(10مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ. الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ, وَيُعْطِي عِزّاً لِمَلِكِهِ, وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ.) صموئيل الأول 2: 10
(8الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضاً قَطَرَتْ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ.) مزامير 68: 8
(الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!) مزامير 24: 8
(هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3
(10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
ثم اقرأ عزيزى القمص كيف أسره الشيطان: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-12
واقرأ قول الرب عن قدرته: (الرب إله عليم) صموئيل الأول 1: 30
(36وَقَالَ: يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ) مرقس 14: 36
(«عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ) رؤيا يوحنا 15: 3
ثم اقرأ ضعف الرب وملائكته أمام عبقرية الشيطان ، وكيف يجتمع الشيطان مع الرب وملائكته للتباحث فى إضلال عبد من عباده:
(19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا. 23وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هَؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرٍّ].) ملوك الأول 22: 19-23
ثم احكم أنت بعقلك: هل الإله الذى بهذه القوة وهذا الجبروت يسهُل على الشيطان أن يأسره؟ وهل الإله العليم يفشل هو ملائكته فى إيجاد حل مناسب للتخلص من أخاب غير الكذب الذى اقترحه الشيطان؟
أليس التكوين الجينى لها هو الذى كان مسيطراً وجعل آدم مستكينا لها ولشرورها؟ فهل غيَّر الرب جينات كل منهما؟ فإذا حدث ذلك لكانت حواء وآدم دُمى يلعب بهما الرب ليفعلا ما يريده ، ولكان من الظلم معاقبتهما لأن المتسبب فى ذلك هو الرب ، حيث إنهما مسيَّران وليسا مخيَّرين. وخاصة أن الشجرة التى منعهما الرب من الأكل منها هى شجرة معرفة الخير من الشر ، وكان من المفروض أن يأمرهما بالإكثار من الأكل من هذه الشجرة ليتعلما الخير ويعملا به ، وليتعلما الشر ويجتنباه: (5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». 22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.) تكوين 3: 5 ، 22
خُلقت المرأة من ضلع أعوج:
وقلت عزيزى القمص مرقس عزيز ص 30 بأن الله خلق “المرأة ضلعاً يطوِّق قلب الرجل ليحبها ، وتحت إبطه ليحميها ، ولم يخلقها من قدمه لئلا يدوسها ، أو من رأسه لئلا تسيطر عليه. وللإسلام رأى آخر ، ففى حديث لرسول الإسلام يقول: (خلقت المرأة من ضلع أعوج)”. وعلقت عليه فى الهامش بما نقلته عن صاحب كتاب (أحلى ما قيل فى المرأة) ص348 من “أن إعوجاج القفص الصدرى يجعلها قادرة على حماية وصيانة القلب والرئتين ، ولو كانت الضلوع مستقيمة هل كانت تتحقق الحماية للقلب والرئتين؟ أى إن إعوجاج الضلع هنا ليس سباً للمرأة كما يفهمه بعض الناس”.
فأولاً أنت أوقعت نفسك فى مأزق سىء جداً. فالباحث الأمين لا يقطع النص ليبتر معناه الأصلى متعمِّداً. ولو فعلها آحاد الناس متعمداً لكان غير أمين ، ولن يصدقه أقرب الناس إليه ولن يثقوا به. ولو فعلها جهلاً بأصول البحث أو ظناً أن هذا سيخدم أغراضه فسيفقد ثقة العدو والحبيب واحترام القارىء العادى والباحث. لذلك أبدأ بذكر نص الحديث لتعلم مقدار ما شوَّهت به الحديث النبوى بعد اقتطاع هذه العبارة منه ، وليعلم القارىء مقدار إمكانيتك فى البحث العلمى المنزه عن الغرض.
الحديث المشار إليه في السؤال أخرجه البخاري (5184 ، 3331) ، ومسلم (1468) من حديث أبي هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاه،ُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ)
لقد بدأ الحديث وانتهى بتوصية الرسول بالنساء. فمن المستحيل أن يوصى الناس بالنساء ثم يعنى أنهن معوجات الخَلق والخُلق. وحذفك لوصايته على المرأة وباقى الحديث يحوِّل المعنى من الإيجاب إلى السلب. والمعنى العام يظهر للمرء قليل الثقافة أنه ينبغى أن أعامل المرأة بالرفق ، والإحسان إليها ، وطيب معاشرتها وحسن مراعاتها ومداراتها ، ولا يحاول الإنسان أن يقوِّمها يخشونة أو فظاظة، قد تتسبب فى كسرها ، وكسرها هو طلاقها. ويكفى أن تعلم عزيزى القمص أن هذا الحديث أورده البخارى فى (باب المدارة مع النساء) أى باب حسن معاملة النساء.
أى إنه لا ينبغى أن تُعامل المرأة بشدة وخشونة وإلا لأدى ذلك إلى إنهيار الأسرة وتدمير المرأة. فهو لم يبين مجال هذا الإعوجاج ولا مداه ، وإنما أشار إلى أثر العوج الخِلْقى فى بعض سلوك المرأة مما يضيق به الرجل. وعلى ذلك فإن العوج يعنى سرعة الانفعال وشدته أو فرط الحساسية أو تقلب المزاج. والعوج يقابله الاستقامة، فإذا كان ضبط الانسان لعواطفه استقامة ، فغلبة العاطفة عليه عوج. والمرأة - بخاصة – قد تغلبها العاطفة فتفوتها الحكمة فى اتخاذ قرار ما ، أو يكون منها مالا يُجْمل من قول أو فعل. وقد ينتج من سرعة انفعالها تقلُّب فى المزاج. وصدق رسول الله : (لن تستقيم لك على طريقة) وهذا التقلُّب مما يكدر خاطر الرجل ويثير غضبه.
ويرجح هذا التفسير ما قاله الرسول فى عظته للنساء: (تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير) ، فهذا سلوك ما يكون ساعة غضب أى نتيجة سرعة الانفعال وشدته. ولا أعرف كيف فسَّرت أنت عزيزى القمص مرقس عزيز أن خلق المرأة من ضلع أعوج يعنى مَكْرها وخداعها أو سوء خلقها. فهل يُعقل أن نوكل الإشراف على تربية أولادنا إلى إنسان ذى طبيعة ملتوية؟
ولاحظ أنه عبر عن طلاق المرأة بكسر أصلها (الضلع) الذى تكونت منه. أى فيه نهى عن العنف والخشونة مع المرأة ، وتحذير من الطلاق ومما يؤدى إليه لأن فيه القضاء على الأسرة الممثلة فى المرأة. ففى الحديث إذن توجيه الرجل إلى الصبر على ما يصدر من المرأة من سلوك مبعثه ذاك (العوج). ةتحذير للمرأة أن مثل هذا التصرُّف يُسمَّى عوجاً ، والإنسان السوى يرفض هذا العوج ، فقد يكون هذا دافعاً لها على عدم الخشونة مع زوجها. الأمر الذى يديم المحبة والألفة بينهما.
وعلى الرجل أن يتذكر أيضاً أنها لا تتعمد هذا السلوك لمضايقته وإحراجه، وإنما هو نتيجة لما قدره الله على المرأة من طبيعة خاصة تتميز بسرعة الانفعال وشدته ، فليصبر عليها، وليكن سمحاً كريما معها. وليتذكر أن لزوجته من الفضائل والمحاسن ما قد يعوض هذا العيب ، وصدق رسول الله فى قوله الحكيم الذى فيه علاج عندما يبدر من المرأة ما يبدر: (لا يَفرَك [أى لا يبغضها بغضاً يؤدى إلى تركها] مؤمن مؤمنة. إن كَرِهَ منها خلقاً رضى منها آخر).
وذهب بعض العلماء إلى أن قوله في الحديث: (من ضلع) قصد به المثل أى من مثل ضلع ، وقصد من هذا التشبيه الحث على الرفق بها والإحسان إليها ، وإمساكها بالمعروف ومعاملتها بطلاقة الوجه وكف الأذى والإحسان إليها والصبر على أذاها. بمعنى أن المرأة بحاجة إلى التعامل معها بعطف وحنان ولطف وليونة ، أما التعامل معها بخشونة وقسوة فيؤدى إلى فساد العلاقة معها، وعدم الحصول على الاستمتاع الذي يطلبه الرجل منها، فهي كالضلع الأعوج حيث إنه سينكسر إن حاولت تعديله؛ فلا تتعامل معها بخشونة وشدة وعصبية وجاملها وتلطف معها كزوجة. فإن لم تفعل ذلك فإن النتيجة هو خراب العلاقة الزوجية. ويشهد له ما جاء في رواية مسلم: (لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها؛ استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها: طلاقها).
ومن المعلوم أن الخالق جل ثناؤه قد زود كلاً من الرجل والمرأة بخصائص تتناسب والمهمة التى يقوم بها كل منهما، فالمرأة هي الحاضنة والمربية والحاملة والمرضعة، وهذه المهمة بحاجة إلى عواطف جياشة ومشاعر مرهفة حتى تستطيع أن تؤدى مهمتها على الوجه الأكمل، وغلبة هذه العاطفة مع ما يتكرر معها من المحيض والولادة يولد لديها بعض الضعف من الانفعال النفسى والشعور بالضيق فيضعف تحملها فتحتاج إلى مراعاة، فأرشد النبي في هذا الحديث إلى طبيعة المرأة، وأنها تحتاج إلى مراعاة ومداراة وترك التقصي عليها فلا تعامل بالشدة والمحاسبة الدقيقة على تصرفاتها. ولو أن الزوج استحضر هذه الوصية عند تعامله مع امرأته لطابت حياتهما وعاشا حياة طيبة وعيشة هنيئة بعيدة عن المشاكل والمكدرات.
والإسلام كما لا يُخفى في تشريعاته وأحكامه قد أعطى المرأة مكانة عالية ومنزلة رفيعة وحفظ كرامتها وأنوثتها وعفتها وقد عرض القرآن الكريم لكثيرٍ من شئون المرأة في أكثر من عشر سور منها سورتان عرفت إحداهما بسورة النساء الكبرى، وعرفت الأخرى بسورة النساء الصغرى، وهما سورتا: النساء والطلاق، وعرض لها في سور: البقرة والمائدة والنور والأحزاب والمجادلة والممتحنة والتحريم.
وحظيت المرأة في الإسلام بمكانة لم تحظ بها في شرع سماوي سابق ولا في مجتمع إنسانى. فأنت تعلم عزيزى القمص أنه بالقرآن سورة كاملة سُمِّيَت باسم امرأة وهى مريم أم نبى الله عيسى عليه السلام. وأنت تعلم أن مريم عندنا هى من أشرف نساء العالمين. وقد اصطفاها الله تعالى على نساء العالمين: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَآءِ الْعَالَمِينَ) آل عمران 42 ، ولا توجد سورة باسم زوجة أو ابنة للرسول ، الأمر الذى يؤكد وحى الله إليه، وأنه لا يتحامل على النساء، ولا يقف فى جانب الرجال دون النساء، وإلا لما وجدت سورة باسم مريم أو النساء أو الطلاق أو المجادلة التى يحترم فيها الله رأى المرأة، وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول، وجمعها وإياه فى خطاب واحد (والله يسمع تحاوركما) المجادلة: 1. وقرر رأيها ، وجعله تشريعاً عامًّا خالداً. فكانت سورة المجادلة أثراً من آثار الفكر النسائى ، وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة ، فالإسلام لا يرى المرأة مجرد زهرة، ينعم الرجل بشم رائحتها، وإنما هى مخلوق عاقل مفكر ، له رأى ، ولرأيها قيمته ووزنه.
فلو فكرت ـ وأنت باحث فى هذا الموضوع ، وصاحب قلم ـ فى تحليلك أنت لهذا الأمر ، لكان استوقفك عدم صحته. لأنه لا يمكن أن يقول هذا إلا من يجهل النصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية التى تكلمت عن المرأة (وأنت لست منهم) ، فقد خلق الله المرأة من نفس الرجل: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً)النحل: 72، وجعلها زوجة ، والزوج هو المشابه والمكمل للاثنين. إذاً فلا مجال للتمايز ، بل قال عنها الله تعالى ما لم يقله عن الرجل. فقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم: 21
فقد جعلها الله هى بيت السكنى الذى يلجأ الرجل إليه إن أراد السكينة. وإن المودة والرحمة التى جعلها الله بينهما هو مرجعها إلى الضلع الأعوج الحانى على القلب والذى يحفظ القلب. ولولا إعوجاجه لما استطاع حماية القلب ، الذى هو بيت الحب ومنبع الألفة. لذلك عبَّر الرسول أنك إن لم تستمتع بالمرأة بطبيعتها وحاولت أن تغير هذه الطبيعة كسرتها ، أى أدى الصدام بينكما إلى الطلاق ، وتدمير الأسرة.
وتعلم عزيزى القمص أن الله قد ساوى بين المرأة والرجل فى كافة التشريعات، وقد رأينا تواً كيف كرَّم الله المرأة فى الميراث فى الإسلام على المسيحية واليهودية وكل الحضارات أو القوانين الوضعية ، حيث فهمك الخاطىء ـ عزيزى القمص ـ أدى إلى قولك إنها نصف إنسان ، وكررتها أكثر من مرة. واقرأ جزء من أقوال الله تعالى عن المرأة وحقوقها وواجباتها وكيف ساوى بينها وبين الرجل فى الجزاء:
فقد قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل: 97
وقال: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) آل عمران: 195
وقال: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) الأحزاب: 35
وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء: 19
وقال رسول الله : “فاتقوا الله في النساء. فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله” رواه مسلم فى المسند الصحيح برقم 1218.
وفي اللحظات الأخيرة من حياته قال : “استوصوا بالنساء خيراً” رواه أبو هريرة فى المسند الصحيح للإمام مسلم برقم 1468
وقال الحبيب المصطفى : (النساء شقائق الرجال) روته السيدة عائشة ، السلسلة الصحيحة للألبانى ، برقم 5/219 ورقم 2863 وبرقم 236 وبرقم 113.
وقال : (حُبب إليّ من دنياكم اثنتان: الطيب والنساء) رواه أنس بن مالك ، الألبانى ، مشكاة المصابيح برقم 5189
لقد حثَّ الله سبحانه وتعالى على التعاون على البر والتقوى، وحثَّ الرسول على ذلك أيضاً بالبحث عن الزوجة الصالحة، واعتبرها نصف الدين: (من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله فى الشطر الثانى) رواه الحاكم.
وقال ، عن سعد بن أبى وقاص: (أربع من السعادة: المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع، والجار الصالح ، والمركب الهنىء ، وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء ، والمسكن الضيق). صحيح على شرط الشيخين ، السلسلة الصحيحة للألبانى.
فاعتبر الإسلام الزوجة الصالحة ربع سعادة الإنسان أو ربع شقائه.
بل جعل أفضلية الرجال متعلقة بأفضلهم إرضاءً لزوجته فيما يرضى الله تعالى. فقال : (وخياركم خياركم لنسائهم). فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله : (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح ، وكذا رواه ابن حبان
بل جعلها خير متاع الدنيا بأسرها. فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال: قال رسول الله : (الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) رواه مسلم وأحمد والنسائى.
(استعنت بهذا الموقع فى الرد بتصرف كبير)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=45788
مركز المرأة فى المجتمع اليهودى:
وتقول فى ص31: “كان للمرأة فى المجتمع اليهودى مركز ثانوى ، بل كانت تعتبر ملكاً للرجل”. وهل كان يسوع إلا يهودياً أرسله الله لبنى إسرائيل [يجب مراعاة أننا كمسلمين نؤمن أن كل أنبياء الله وأتباعهم كانوا مسلمين ، أى أسلموا أمرهم لله فهو المالك الملك الحاكم لكل شئونهم ، ولكن مجاراة للآخرين لإقامة الحجة عليهم]، وكان دائم التدريس والوعظ فى معبدهم. كما كانوا دائماً يستفتونه فى شريعتهم؟ إذاً أنت حكمت على وضع المرأة فى المجتمع اليهودى المستمد من شريعتهم التى جاء يسوع ليؤكد ما جاء بها من قبل: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
وقبل أن تعترض بقولك إن كلمة (لِأُكَمِّلَ) تعطيه الحق فى الإكمال ، أقول لك إن كلمة (لِأُكَمِّلَ) هى ترجمة خاطئة للكلمة اليونانية Plerosia والتى تعنى أطاع أو حقق ، أو أظهر المعنى الكامل ، (وجاء ذلك فى الترجمة الحديثة للكتاب المقدس / متَّى / ص 116-117) ، إذ لو كان أتى ليكمل ، لكان معنى ذلك أن شريعة بنى إسرائيل كانت ناقصة. ولا يقول أحد بذلك، وخاصة أن يسوع لم يأت بشريعة جديدة ، وكانوا يستفتونه فى الشريعة القائمة بين أيديهم وهى شريعة موسى.
لذلك أتت بعض التراجم سليمة ومطابقة للمعنى اليونانى للكلمة ، منها:
17Don't suppose that I came to do away with the Law and the Prophets. [e] I did not come to do away with them, but to give them their full meaning. Contemporary English Version (CEV)
http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=engli...
17Think not that I am come to make void the law or the prophets; I am not come to make void, but to fulfil. (DARBY ترجمة)
http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=engli...
17 Think not that I am come to destroy the law, or the prophets: I am not come to destroy, but to fulfil. (KJV ترجمة)
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MT...mo&nomd&bi=kjv
وأرسل تلاميذه فى حياته إلى الضالين من بيت إسرائيل فقط: (هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى 10: 5-6
وقال للمرأة الكنعانية: (لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ)متى15: 24
وأنكر عليه التلاميذ أنه كان يقف مع امرأة: (27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا.) يوحنا 4: 27
بل إن كانت رسائل بولس من وحى يسوع فهى تحقير للمرأة بكل معانى الكلمة. فقد كانت أول منبوذة فى تاريخ البشرية، وصاحبة الخطيئة الأزلية، التى جلبت العار على كل البشر بما فيهم أم الإله، بل وأُهين الإله بسببها وقبض عليه اليهود وأعدموه صلباً ، ليكفر عن هذا الخطأ.
ثم استشهدت أنت عزيزى القمص مرقس عزيز فى ص31 أيضاً بفقرتين من الكتاب المقدس لا أعرف ما الداعى لهما ، ويبدو أنهما بُترا من السياق. ومع ذلك فى استشهادك الأول ذكرت قول راحيل وليئة: (14فَأَجَابَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ: «أَلَنَا أَيْضاً نَصِيبٌ وَمِيرَاثٌ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟ 15أَلَمْ نُحْسَبْ مِنْهُ أَجْنَبِيَّتَيْنِ لأَنَّهُ بَاعَنَا وَقَدْ أَكَلَ أَيْضاً ثَمَنَنَا؟ 16إِنَّ كُلَّ الْغِنَى الَّذِي سَلَبَهُ اللهُ مِنْ أَبِينَا هُوَ لَنَا وَلأَوْلاَدِنَا. فَالْآنَ كُلَّ مَا قَالَ لَكَ اللهُ افْعَلْ».) تكوين 31: 14-15
أحزنتنى كلمة (الْغِنَى الَّذِي سَلَبَهُ اللهُ مِنْ أَبِينَا) وأرجو أن تغيروها فى الطبعة القادمة، فلم يُحسن المترجم ترجمة هذه الكلمة، لأن الله لا يسلب!! وهو ليس بلص! فاتقوا الله فيما تنسبونه إليه من صفات ، يأنف الشخص العادى أن تُنسب إليه!!
فلم يكن الذى أمر بسلب أموال المصريين عند خروج بنى إسرائيل من مصر هو الرب، بل فعلها بنو إسرائيل ونسبوها للرب، الأمر الذى يُثبت التحريف والمحرفين ولمصلحة من حرفوا: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22
وكذلك أيضاً (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
وهذا مافعلته الترجمة الكاثوليكية دار المشرق (اغناطيوس زياده) ترجمة الآباء اليسوعيين والترجمة العربية المشتركة فقد ذكراها (الْغِنَى الَّذِي أَخَذَهُ اللهُ مِنْ أَبِينَا).
ألا ترى أن سب الرب جاء على لسان امرأة؟ ألا ترى أن هذا اتهام للرب بالظلم؟ وهل التى تقول ذلك من المؤمنات اللاتى يتوجب عليك تخليد ذكراها؟ فلو أوحى الرب هذه الكلمة لكاتبيها لقصد الإله بهذا أن يوجه الكفر للمرأة التى تتهمه بالظلم ، ولو قالها (الْغِنَى الَّذِي أَخَذَهُ اللهُ) لكان هذا سوء ترجمة أو تحريف. وعليك أن تجيبنا ما حكم من مات وهو يؤمن أن الرب لص ، سلب الغنى من أبى المرأة؟
ولو كان هذا من أخطاء المترجمين لنتفت العصمة عن هذا الكتاب!!
وألا يدل هذا على حدوث نسخ لأوامر الرب الذى أمر بسلب حقوق راحيل وليئة وأولادهما ، ثم نسخ أوامره وأمر برجوع الحقوق لأصحابها؟
يتبع
«« توقيع abubakr_3 »»
-
كرامة الزوجة والأم فى المسيحية:
وتستشهد فى ص31 للتدليل على مدى كرامة المرأة كأم وكزوجة فتقول: “كان للمرأة كرامتها وبخاصة كزوجة أو كأم”، ثم استشهدت بكلام سفر الخروج 20: 12 (12أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ.) ، واستشهدت بكلام لاويين 19: 3 (3تَهَابُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ أُمَّهُ وَأَبَاهُ وَتَحْفَظُونَ سُبُوتِي)، ثم استشهدت بسفر اللاويين 20: 9 (9«كُلُّ إِنْسَانٍ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. قَدْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ.) ، واستشهدت بسفر التثنية 27: 16 (16مَلعُونٌ مَنْ يَسْتَخِفُّ بِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ.).
ثم استشهدت بأوامر إله المحبة الصارمة تجاه الابن الذى يعاند أبويه: (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) تثنية 21: 18-21
وأنا أؤيدك فى الحث على حُسن معاملة الوالدين والبر بهما ، وزجر وعقوبة من يُخالف ذلك. وأختلف معك فى قتل المعاند لوالديه.
والأمر الذي يؤكد حرص الإسلام على العناية بالوالدين هو أمره تعالى بالإحسان إليهما، وعدم التضجُّر من مطالبهما أو معاملتهما على الأخص فى الكبر: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الإسراء: 23-24
بل وصَّى الله تعالى المسلم بالأم والأب حتى ولو كانا مشركين، بل أمر بتقديم فروض الشكر لهما بعد شكر الله، فقال سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) لقمان: 14-15
والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً نورد منها ما يفى بالغرض:
لقد جعل الله تعالى بر الوالدين من أحب الأعمال إليه بعد الصلاة على وقتها: (عن بن مسعود رضى الله عنه قال: سألت النبى أىُّ الأعمال أحبُّ إلى اللهِ تعالى؟ قال: “الصلاة على وقتها” قلت: ثُمَّ أى؟ قال: “بر الوالدين” قلتُ: ثُمَّ أى؟ قال: “الجهاد فى سبيل الله”) البخارى
(عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ.) البخارى برقم 5514، وهذا الحديث يقتضى أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر، بمعنى أنها تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان ؛ فقال: (ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما) رواه أبو داود
وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة مالي وصمت رمضان ؛ فقال النبي : (من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا ونصب أصبعيه ما لم يعق والديه) رواه أحمد والطبراني بإسنادين أحدهما صحيح ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما باختصار .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله : “لا يَجْزِى ولدٌ والداً ، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريهُ فيُعتقهُ”. رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
وسُئل النبي عن الكبائر، فقال: (الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس، وشهادة الزور). رواه البخارى
واستأمنها على تربية ورعاية رجل وزوج المستقبل ، وهو ابنها: (عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ .. .. وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ .. ..) رواه البخارى
ونهى الرسول عن سَبّ الوالدين وبيّن أنه من الكبائر فقال: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه) . قيل يا رسول الله! كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: (يسُب الرجل أبا الرجل فيسبّ أباه ويسبّ أمه) . رواه البخاري .
ومن تمام الإحسان إلى الوالدين الإحسان إلى أهل وُدّهما قال : (إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ). رواه مسلم
ومن تمام الإحسان أيضاً قضاءُ ما كان عليهما من دَين لله أو للناس فقد سأل أحد الصحابة رسول الله عن نذر كان على أمه، وتُوفيت قبل أن تقضيه فقال رسول الله : (فاقضيه عنها) . رواه مسلم.
وجاءت امرأة تسأله عن أمها التي ماتت وعليها صوم شهر؟ فقال: أرأيتِ لو كان على أمك دَين أكُنتِ قاضيَتَه؟ قالت: نعم. قال رسول الله : (فدين الله أحق بالقضاء). رواه الشيخان
وكذلك امرأة سألت عن أمها وماتت ولم تحجّ؟ فقال رسول الله : (حُجيّ عنها). رواه مسلم.
ولقد ضرب رسول الله المثل الأعلى في البر فاستأذن ربّه أن يستغفر لأمه فلم يأذن له، واستأذن فى زيارتها فأذن له. رواه مسلم.
وكان شديد البر بمرضعته ومربيته حليمة من ذلك أنه حينما جاءته فقام إليها وبسط لها رداءه فجلست عليه. (الإصابة لابن حجر 4/274) .
وحين سيق إليه السّبيُ من هوازن كانت الشيماء بنت حليمة مرضعته فيهم فلما انتهت إلى رسول الله قالت: يا رسول الله إني لأُختك من الرّضاعة وعرّفته بعلامة عرفها فبسط لها رداءه، ودمعت عيناه وقال لها: (ههنا) ، فأجلسها على ردائه وخيّرها بين أن تقيم معه مُكرمة محبّبة أو أن ترجع إلى قومها، فأسلمت ورجعت إلى قومها، وأعطاها رسول الله نَعَماً وشاه وثلاثة أعبد وجارية.
ومن تكريم الإسلام للأم أيضاً أنه جعل لها نصيباً فى الميراث ، بخلاف اليهودية والمسيحية. وأنت اعترفت عزيزى القمص مرقس عزيز فى أعلى ص31 أنه “كان للمرأة فى المجتمع اليهودى مركز ثانوى ، بل كانت تعتبر ملكاً للرجل”. فماذا حدث لتغير رأيك بهذه السرعة فى أسفل الصفحة وتعتقد أن الكتاب كرم المرأة كأم. إن الابن الذى ينشأ على رؤية عدم احترام الأب لزوجته على أساس أنها امرأة، سيكون هذا موقفه من أمه وأخته وزوجته بل وابنته التى أباح الكتاب المقدس للأب أن يبعها: (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7
ويقول القديس ترتُليان للنساء: (هل تعلمن أن كل واحدة منكن حواء بالذات .. يستمر إلى اليوم توبيخ الله لكنَّ ولجنسكنَّ عامة. وعلى هذا يجب أن يبقى فى نسلكن الشر والحقد ، أنتن أيتها النساء مدخل للشيطان. أنتنَّ اللاتى قطفتن من ثمار تلك الشجرة الممنوعة. أنتنَّ اللاتى حطمتن القانون الربانى. أنتنَّ اللاتى خدعتن آدم ، وذلك قبل أن يبدأ الشيطان حملاته. أنتنَّ اللاتى أضعتن سماء الله بسهولة كاملة من طبيعة البشر. إن شقاء الموت يرجع لعملكنَّ القبيح، وحتى موت ابن الله يرجع لعملكن الشنيع).
ويقول الأب جريجورى توماركوس: (إن الوحشية والإفتراس خاص للكواسر. والغضب المملوء بالموت خاصة للثعابين، ولكن المرأة علاوة على امتلاكها لهاتين الصفتين تتصف بالحقد والحسد أيضاً).
فهل تعتقد أن الابن عندما يسمع أن كل هذه الصفات عن أمه سيحترمها؟
هل تعتقد أنه سيحترم أمه عندما يعلم أنها مثل حواء التى أخرجته من الجنة وحمَّلته بالعذاب الأبدى فى الدنيا بكل متاعبها؟
وهل تعتقد أن المسيحى سيحترم أمه عندما يعلم أن يسوع الذى يؤلهه انتهر أمه أمام الناس بصورة لا يقوم بها ابن تربى تربية عالية وعرف فضل الأم عليه ، بدلاً من أن يُقبِّل يديها ، بل ورجليها؟ (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ»)يوحنا 2: 3-4
والغريب أن قول يسوع لأمه هو نفس قول الشيطان ليسوع: (28فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ صَرَخَ وَخَرَّ لَهُ وَقَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ الْعَلِيِّ! أَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي».) لوقا 8: 27-28
قارن هذا بما فعله معلم البشرية الأدب ، رسول الله للعالمين (فبسط لها رداءه، ودمعت عيناه وقال لها: (ههنا) ، فأجلسها على ردائه وخيّرها بين أن تقيم معه مُكرمة محبّبة أو أن ترجع إلى قومها، فأسلمت ورجعت إلى قومها، وأعطاها رسول الله نَعَماً وشاه وثلاثة أعبد وجارية.
فأين كرامة أمك يا يسوع أمام الناس؟ كيف سيحترم الناس أمك وأنت تهينها أمام الناس؟ أين تعاليمك التربوية للناس؟ أين المُثل العليا التى تضربها فى كيفية معاملة المرء لأمه؟ أين احترامك للمرأة؟ أين برك بأمك؟ أين رد الجميل للمرأة التى حملتك تسعة أشهر ، وولدتك وأرضعتك؟
اقرأ عزيزى القمص مرقس ما قاله القرآن عن عيسى ، ثم احكم أى صورة تُفضل أن تُعلمها أبناءك عن عيسى ومعاملته لأمه: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) مريم: 32
وإذا كنت تصدق قول الرب فى الابن المعاند لأبويه أو أحدهما بأنه ملعون: (16مَلعُونٌ مَنْ يَسْتَخِفُّ بِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ) التثنية 27: 16
وإذا كنت تصدِّق قول الكتاب المقدس فى عقوبة المعاند لأبويه أو أحدهما وهى الموت رجماً: (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) تثنية 21: 18-21
فقد حكم الرب على نفسه إذاً باللعنة والموت رجماً. فقد عاند أمه فى مسألة تحويل الماء خمراً التى انفرد يوحنا بسردها (يوحنا 2: 3-4) ، وتنكَّرَ لأمه أمام الناس عندما طلبت مقابلته: (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-50
فحكِّم أنت كتاب الرب فى الرب نفسه الذى تعبده وعَندَ مع أمه وأهانها أمام الناس! إن الكتاب يحكم على الرب الذى تعبده باللعنة والموت رجماً!! فكيف يكون هذا كتاب الله؟
أم هل لا يسرى هذا القانون على الرب كناسوت؟ ألست معى أن هذا الكتاب حقَّرَ الإله بكل وسائل التحقير؟ إن نص يوحنا الذى يثبت أن الرب كان غير مهذب مع أمه، ليجلب اللعنة عليه، الأمر الذى دفع بولس إلى أن يقولها صراحة: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
أعتقد أننى فى غنى أن أسرد لك كل هذا ، وكان يكفينى أن أتكلم عن الخطيئة الأزلية التى أُلحقت بحواء ، وكانت سببا فى فساد العالم حتى الآن. ولكن الكلام إليك ممتع ، والرد على كلامك مسلِّى. هذا بالإضافة إلى تنفيذ أوامر الله بالدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة.
هل العهارة دليل على امتلاك المرأة الكتابية مواهب القيادة؟
وقد أوردتَ عزيزى القمص مرقس عزيز فى ص32-33 اسم الملكة أستير على أنها قادت شعبها بأسره إلى الخير. ولمّا لم تجد أمثلة أخرى فى طول الكتاب وعرضه ذكرت الملكة حتشبسوت والملكة كليوباترا ولا أعرف ما علاقة هذا بالمرأة فى الكتاب المقدس أو فى اليهودية أو المسيحية. وانتهيت بقولك: “وإن كانت حواء قد قادت آدم بطريق خاطىء بحسن نية أو بجهل من غير أن تقصد أنها تقوده إلى الطريق الخاطىء”.
عزيزى القمص مرقس عزيز! لقد استشهدتَ بسفر أستير وربما لا تعلم أن كاتبه مجهول. لذلك يرفضه البروتستانت ، كما أنه أُلحق على النص العبرى عند الترجمة إلى اليونانية مقاطع وروايات ترجمها هيرونيمس ، ثم ألحقها بالنص العبرى .. ، “علماً بأن هذه الإضافات هى قانونية ثانية” ، كما يقول المدخل إلى سفر أستير ص927 طبعة الآباء اليسوعيين. لذلك يبدأ هذا المدخل بقوله: “لسفر أستير صيغتان: صيغة قصيرة وهى النص العبرى، وصيغة طويلة وهى النص اليونانى.”
والغريب أن هذا الكتاب هو الكتاب الوحيد الذى لم يُذكر فيه اسم الله!! وتقول ترجمة الآباء اليسوعيين ص927 إنه “يتجنَّب ذكر اسم الله”. فما معنى أنه يتجنب ذكر الله غير أنه يتعمَّد عدم ذكر اسم الله؟ ففكر معى ماذا لو كتب الشيطان عن طريق أعوانه كتاباً ، فهل سيذكر فيه اسم الله؟ إن الذى كتب هذا الكتاب عدواً لله ، الأمر الذى اضطر المترجمين إلى إدراج هذه الزيادات التى أضافوها للكتاب ، ليُضفوا عليها الصبغة الدينية!
وتنتهى الترجمة العربية المشتركة عند (أستير 10: 3) وكذلك ترجمة فاندايك وكتاب الحياة والتفسير التطبيقى للكتاب المقدس. وتضيف الترجمة العربية للآباء اليسوعيين 9 جُملاً بعد هذه النهاية. إلا أن الترجمة الكاثوليكية لدار المشرق قد أضافت ستة إصحاحات أخرى!! لك أن تتخيل ستة إصحاحات!!
وتعتمد النسخة الكاثوليكية للكتاب المقدس النسخة اليونانية ، وهى بها زيادات غير موجودة في النسخة العبرانية مثل حلم مردوخاى وصلواته وغير ذلك ، وأن المترجمين الأمناء ذوى الضمائر الصالحة قصدوا بهذه الزيادات إضفاء صفة دينية على السفر العبري الذي ليس فيه ما يشير إلى أنه نص ديني، كما صرحت المقدمة الكاثوليكية للسفر.
ويقول بطرس عبد الملك وجون طمسن ص66 من قاموس الكتاب المقدس: “لا يوجد تناسق أو انسجام بين السفر في العبرية وبين هذه الزيادات ، بل إن هناك تناقضاً بينها ، فتذكر هذه الإضافات أن ملك الفرس في ذلك الحين هو ارتزركسيس بدلاً من روكسيس وتذكر أن هامان كان مقدونيا بدلاً من كونه فارسياً”.
وعلى الرغم من أن البروتستانت يُنكرون هذه الزيادات إلا أنهم يقولون عنها ص70 من الأسفار القانونية الثانية مكتبة المحبة: “ان المراد بها إضافات إلى قصة إستير ومردخاى والغرض منها تكملة القصة ، وقد أُدمجت بمهارة فى أماكنها فى الترجمة السبعينية. ويُرجَّح أن كاتبى هذه الإضافات هم من يهود مصر”.
والله جملة استفزازية جداً لكل غيور على كتاب يُنسب لله: “والغرض منها تكملة القصة ، وقد أُدمجت بمهارة فى أماكنها فى الترجمة السبعينية”. ثم ينسبونها بعد ذلك لله. فأين عقولكم يا نصارى؟
وحتى هذه الإضافات التى تشمل فقط ستة إصحاحات اشترك فيها أكثر من كاتب!! فيقول الدكتور منقذ سقار عن مؤلف هذا السفر فى كتابه (هل العهد القديم كلمة الله .. إبطال نسبة أسفار الأنبياء إليهم): يقول كتاب "مرشد الطالبين": "مجهول"، ويقول الدكتور بوست: "ينسب البعض تأليف هذا السفر إلى عزرا ، وآخرون إلى كاهن يدعى يهوياقيم، والبعض ينسبونه إلى أعضاء المجمع العظيم ، على أن الأكثرين ينسبونه إلى مردخاى".
كما ذكر قاموس الكتاب المقدس أن البعض قد شكك فى قانونية السفر مثل مليتو السارديسي ، وجورجى النزيانزى.
ويقول عنه لوثر: " أشعر بالعداء نحو هذا السفر لدرجة أنني كنت أتمنى ألا يكون موجوداً ، فهذا السفر يصبغ كل شيء بالصبغة اليهودية ، كما أنه يحمل في طياته الكثير من القسوة الوثنية".
إنه يستعر منه!!
وقال مارتن لوثر أيضاً: على الرغم من أن اليهود يضعون هذا السفر بين الأسفار القانونية إلا أن ذلك السفر جدير - أكثر من كل كتب الأبوكريفا - بأن يُستبعد من الأسفار القانونية"
وقال نولدكه Noldeke إن هذا السفر – في حقيقة الأمر – ليس إلا نسيجاً من المستحيلات "
وقال نولدكه نقلا عن دائرة المعارف اليهودية:" إن أصل القصة بأكملها مقتبسة من الأساطير البابلية والعيلامية، فأستير مستوحاه من الإلهة البابلية عشتار، ومردخاى مستوحى من مردوخ الاله الحافظ لبابل ، وهامان مستوحى من (هامان) او (هومان) إله العيلاميين الرئيسى الذى فى عاصمة دولته (سوسه) تدور أحداث قصة استير ، كما أن (وشتى) مستوحاه من احدى الإلهات العيلامية"
وأحيلك عزيزى القمص مرقس إلى كتابى (المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول تحريف “الكتاب المقدس”) ص59 وما بعدها، وإلى دائرة المعارف اليهودية عن أستير نفسها: http://www.ladeeni.net/pn/Article91.html
ويحكى سفر أستير عن “كيف تم خلاص الشعب اليهودى عن يد امرأة ، .. .. فتم خلاصهم بفضل تدخل أستير وهى يهودية أصبحت ملكة، يُرشدها عمها مردكاى، فانقلبت الأحوال رأساً على عقب ، وشُنق هامان وحل مردكاى محله وقتَّل اليهود أعداءهم. وأُقيم عيد "فوريم" للاحتفال بذكرى هذا الانتصار، وأُوعز إلى اليهود أن يحتفلوا بهذا العيد كل سنة”. هذا ما قاله المدخل إلى سفر أستير بالكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين ص927.
وفى الصفحة التى تلتها يقول: “ومن المحتمل أن هذا السفر قد وُضع فى الربع الثانى من القرن الثانى ق.م. إلا أن صلته الأصلية بعيد فوريم غير أكيدة، لأن مقطع اس 9/20-32 يختلف عنه فى الإنشاء ويبدو أنه أُضيف فى ما بعد. إن منشأ عيد فوريم غامض، ومن المحتمل أن يكون الكتاب قد رُبط به فى وقت لاحق (2مك 15/36 لا يفيدنا بأن "يوم مردكاى" هو "عيد فوريم" واستُخدم هذا العيد فى الميدان التاريخى”.
وعلى هذا فالسفر محل شك: من ناحية المتن، والمؤلف، وزمن كتابته، ومن جهة المناسبة التى يحتفل بها اليهود وهو عيد فوريم. وليسوا محل شك بين علماء المسلمين ، فهذا أمر لا يعنيهم فى شىء ، بل إن قائل هذا الكلام هم علماء نصوص الكتاب المقدس الكاثوليك ، الذين هم أكثر تشددا من الأرثوذكس. وعلى ذلك كان ينبغى عليك أن تُفهم قرَّاءك كل هذه الخلفيات التى تجاهلتها أيضاً فى كتابك: (استحالة تحريف الكتاب المقدس).
لكن من هى الملكة أستير؟ وماذا فعلت لتصبح ملكة؟ وماذا فعلت الملكة (وشتي) ليغضب عليها الملك أحشويرش ويستبدلها بأستير؟
إن أستير فتاة يهودية مات أبويها فرباها مردخاى ابن عمها ، وكانوا قد أُسروا لدى الفرس ، وعندما رفضت الملكة (وشتى) أن تكون كالعاهرات وتُظهر جمالها أمام الملوك وزوَّار القصر، غضب عليها الملك، وقرر استبدالها بناءً على أوامر مستشاريه بمن هى تفضلها فى الجمال ، وتطيعه فى كل أوامره. ووقع الأمر على أستير ، الفتاة اليهودية ، التى قبلت العهر الذى رفضته الملكة الوثنية الشريفة. وكأن الكاتب يريد أن يقول: إن العهر أوصل صاحبته إلى مرتبة الملكة الآمرة الناهية، وإن الشرف تحقير لصاحبته ، وينزل من قدرها من مرتبة الملكة الآمرة الناهية إلى مرتبة صعاليك الشعب.
فهل هذه هى المكانة التى تدعو المرأة أن تتبوأها عزيزى القمص مرقس عزيز؟ لا أعتقد أنك تقصد هذا. فهو مما يُشين المرء ويهينه.
أما نهاية قولك: “وإن كانت حواء قد قادت آدم بطريق خاطىء بحسن نية أو بجهل من غير أن تقصد أنها تقوده إلى الطريق الخاطىء”. فأنت قد نسبت أيضاً أصل الخطيئة وأساسها إلى المرأة ونسيت أنك تكتب هذا الكتاب لتدافع عنها، وترفعها، لا لتحط من قدرها، وتنسب إليها أصل الخروج من الجنة ونعيمها وشقاء الدنيا وآلامها. ونسيت أنك تكتب لتقول إن الخطيئة عمل مشترك بين آدم وحواء ، وتنفى ما قاله بولس عنها من أنها هى صاحبة الخطيئة ، وأن الشيطان تمكَّن منها هى بمفردها ، ثم أراحته هى وتولت مكانه فى إقناع آدم بمخالفة أمر الله وأن وآدم هو الحمل الوديع الذى لا يمكنه الرضوخ لأوامر الشيطان ، وعلى ذلك فهو مبرَّأ منها: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
وكانت هى هذا الإنسان الشرير الذى أدخل الموت إلى العالم: (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3 ، (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
فأكدت بذلك ما قاله عنها أقطاب رجال الدين المسيحيين: ففى زمن شباب النبى محمد عقد الفرنسيون فى فرنسا عام 586 م (مجمع باكون) لبحث: هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب.) فأيهما أنصف المرأة: القوامة فى الإسلام أم الاستعباد فى المسيحية واليهودية؟
يقول توما الإكوينى: (إن المرأة خاضعة للرجل لضعف طبيعتها الجسمية والعقلية معاً. والرجل مبدأ المرأة ومنتهاها، كما أن الله مبدأ كل شىء ومنتهاه. وقد فُرِضَ الخضوع على المرأة عملاً بقانون الطبيعة، أما العبد فليس كذلك.)
وقد ظلت المرأة فى نظر القساوسة ورجال الدين كما كانت عند القديس يوحنا فم الذهب: شراً لا بد منه ، وإغواءً طبيعياً ، وكارثة مرغوباً فيها ، وخطراً منزلياً ، وفتنة مهلكة ، وشراً عليه طِلاء ، وهى أداة الشيطان المحببة التى يقود بها الرجال إلى الجحيم.) (الفيلسوف المسيحى والمرأة ص 144)
(وكان القانون المدنى أشد عداءً للمرأة من القانون الكنسى ، فقد كان كلاً من القانونين يجيز ضرب الزوجة ، وينص على ألا تُسمح للنساء كلمة فى المحكمة "لضعفهن". ويُعاقب على الإساءة للمرأة بغرامة تعادل نصف ما يُفرَض على الرجل نظير الإساءة نفسها. وقد حَرَمَ القانون النساء ـ حتى أرقاهن مولدا ـ من أن يُمثِّلنَ ضياعهن فى برلمان إنجلترا ، أو فى الجمعية العامة للطبقات فى فرنسا. وكان الزواج قد أعطى الزوج الحق الكامل فى الانتفاع بكل ما للزوجة من متاع وقت الزواج ، والتصرُّف فى ريعه.)
ويرى كليمنت أن النقص لا يصيب إلا الأنثى ، ومن هنا كانت ولاية الرجل عليها فرضاً: (لا شىء مخزِ أو شائن عند الرجل الذى وهبه الله العقل. لكن المسألة ليست على هذا النحو بالنسبة للمرأة التى تجلب الخزى والعار، حتى عندما تفكر فى طبيعتها ، ماذا عساها أن تكون .. .. إن المرأة موجود أدنى من الرجل ، بسبب العقل الذى هو تاج الرجل ، وهو يحافظ عليه نقيا دون أن تشوبه شائبة "العقل أمانة عند الرجل لا يلحقه خطأ ، ولا يعتريه عيب أو قصور .. أما عند المرأة فإننا نجدها بطبيعتها شيئاً مخزياً ومخجلاً حقاً ..") فكيف تُعطَى القوامة لشخص فاقد الأهلية ، وتسبب فى موت الإله على زعمكم؟
الأمر الذى دعا الكاتب الألمانى الكبير كارل هاينتس ديشنر أن يعرض سبب هذه الكارثة التى لحقت بالمرأة طوال العصور إلى أن تحررت أوروبا من الكتاب المقدس فى كتابه (الصليب ذو الكنيسة ـ قصة الحياة الجنسية للمسيحية) فى الفصل التاسع عشر ص 230:
(قال سيمون دى بوفوارSimone de Beauvoir : لقد أسهمت العقيدة النصرانية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا)
كما قال ماركوس Marcuse: (إن فكرة أن تكون المرأة حاملة للخطيئة الأزلية، والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقاً لا تكاد تنفك منه أبداً ، هى التى أثرت أسوأ تأثيراً على الناحية الإجتماعية والقانونية للمرأة)
وقال دينس ديديروت Denis Diderot: (إن فى كل عادات وتقاليد الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة ، فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله)
لقد صنع تاريخ المرأة رجال كانوا يتخذون المرأة عدواً لهم منذ العصور الأولى للبابوية. وكان الرجل يعتبرها فى العصور المنصرمة للإمبراطورية الرومانية كأحد مواشيه ، وله أن يتصرف فيها بالبيع أو القتل إن شاء. ولو قتل ابنة رجل آخر أسلم لهم ابنته فيقتلونها أو يبيعونها أو يتملكونها فلهم الحرية فى ذلك.
وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان ، وسُمِحَ له أن يؤدب زوجته بالضرب كما سُمِحَ له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع أدنى عقوبة عليه.
كما كانت مخلوق ثانوى وشريكة للشيطان فى الخطيئة الأزلية، وهذا يجعلها تأتى دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على المستوى الكنسى.
فأهل الكتاب يرون أن المرأة هى ينبوع المعاصى ، وأصل السيئة والفجور ، ويرى أن المرأة للرجل باب من أبواب جهنم من حيث هى مصدر تحركه وحمله على الآثام ، ومنها انبجست عيون المصائب على الإنسانية جمعاء. وبهذا قتلوا شخصية المرأة فى مهدها واغتالوا شخصيتها ، ليس لذنب إلا لأنها امرأة!
أما بالنسبة لقولك دفاعاً عن المرأة أنها عملت هذا بحسن نية أو جهل: “قادت آدم بطريق خاطىء بحسن نية أو بجهل من غير أن تقصد أنها تقوده إلى الطريق الخاطىء” ، فقد اتهمت الرب الذى تعبده بذلك بالغشومية والإنتقام وعدم الرحمة!!
اقرأ جمال رحمة الله فى الإسلام: “إن الله تجاوز لأمتي عن الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه” رواه الطبرانى فى المعجم الكبير ، والحاكم فى المستدرك
اقرأ جمال رحمة الله فى كتابك: (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثانى 7: 14
فقط اترك الإثم ، واقبل على الله بقلب نادم: (لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
فى الوقت الذى يقول لك إنه سريع استجابة دعاء المستغفر: (20فَقَال الرَّبُّ: «قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ.) عدد 14: 19-20
لقد اتهمت الإله بالقسوة وعدم الرحمة حتى مع المخطىء سهواً أو جهلاً ، فى الوقت الذى يقول لك الإله: لا تقنت من رحمتى ، فإننى كثير المغفرة: (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟) إشعياء 50: 2
وحمَّلت حواء وزر خطيئة آدم وحواء ، وحمَّلت كل البشر وزر خطيئة حواء ، فى الوقت الذى ينهاك الرب فى كتابك أن تقول هذا أو تدعى هذا: («لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
(19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
فهل فرح الرب بموت حواء فى الخطية؟ ألم يعلمها كيف تتوب ليتوب عليها برحمته؟ وإلا فكيف تدعوته إله المحبة وهو قد أضمر كل هذا الكره وبيت الإنتقام قرون عديدة يرمى بكل المؤمنين مع الكافرين فى أتون النار ، انتظاراً لتجسده وإهانته وإعدامه على الصليب؟
(11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ. 13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33 :11-16
عزيزى المسيحى: أستحلفك الله أن تقف وقفة صدق مع نفسك ، وتسأل نفسك هل هذا هو الإله الذى تحبه وتفخر به؟ ولماذا؟ هل هذا هو الدين الذى تقتنع به؟ اجلس مع نفسك وعدِّد مزايا هذا الدين بنصوص من الكتاب لا تُخالفها نصوص أخرى!
وأين ما قرأته عن رحمة الله بإلغاء بولس له؟ لقد قال بولس:
(إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ 22بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. 23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 20-25
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
هل أبيجال نموذج يجب على المرأة المسيحية أن تقتدى به؟
لقد أوردتَ عزيزى القمص مرقس عزيز فى ص33 اسم أبيجال على أنها من النساء العظيمات اللاتى أنقذن شعبهن. إن هذه المرأة عزيزى القمص مرقس عزيز كفرت بالله بسجودها لداود ، بالإضافة إلى أنها سبَّت زوجها وحقرته إرضاءً للملك، فأى شرف تبقَّى لها؟ (23وَلَمَّا رَأَتْ أَبِيجَايِلُ دَاوُدَ أَسْرَعَتْ وَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ, وَسَقَطَتْ أَمَامَ دَاوُدَ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ, 24وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَقَالَتْ: «عَلَيَّ أَنَا يَا سَيِّدِي هَذَا الذَّنْبُ, وَدَعْ أَمَتَكَ تَتَكَلَّمُ فِي أُذُنَيْكَ وَاسْمَعْ كَلاَمَ أَمَتِكَ. 25لاَ يَضَعَنَّ سَيِّدِي قَلْبَهُ عَلَى الرَّجُلِ اللَّئِيمِ هَذَا, عَلَى نَابَالَ, لأَنَّ كَاسْمِهِ هَكَذَا هُوَ. نَابَالُ اسْمُهُ وَالْحَمَاقَةُ عِنْدَهُ. .. … 32فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيجَايِلَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَرْسَلَكِ هَذَا الْيَوْمَ لاِسْتِقْبَالِي, 33وَمُبَارَكٌ عَقْلُكِ وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ لأَنَّكِ مَنَعْتِنِي الْيَوْمَ مِنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِي لِنَفْسِي. 34وَلَكِنْ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي مَنَعَنِي عَنْ أَذِيَّتِكِ, إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُبَادِرِي وَتَأْتِي لاِسْتِقْبَالِي لَمَا أُبْقِيَ ذَكَرٌ لِنَابَالَ إِلَى ضُوءِ الصَّبَاحِ».) صموئيل الأول 25: 23-25
وصفح عنه داود. وكانت المرأة بكلامها أحكم من نبى الله الملك داود! فكم تكلف تسيير هذا الجيش لينتقم النبى لنفسه؟ وعلى نفقة من؟ إنكم تصورونه كنبى يتزعم عصابة أشرار، وكان أحمق من المرأة ، يميل إلى إراقة الدماء والثأر لنفسه!! فأين علم الله الأزلى فى اصطفاء أنبيائه الذين يمثلونه ويمثلون شريعته على الأرض؟
فأنت تُصدِّق بكلامك هذا على وصف الرب لأنبيائه بالحماقة والكفر والسرقة ، الأمر الذى ينفى النبوة والوحى عن أى منهم ، وبذلك تُرفض كتبهم وكل ما نسب إليهم من كتابات: (لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) إرميا 8: 10
(14فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ])إرميا 14: 14
ويُنسب إلى عيسى القول: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
وما العظمة التى تراها عزيزى القمص مرقس عزيز فى سب المرأة لزوجها ووصفها له بالحماقة؟ ولو أنت تنظر إلى نتيجة عملها وأنها أنقذت زوجها ، فهو سيعيش باقى عمره لو علم ذلك دون كرامة. فأى حياة ستنشأ بين رجل يعلم أن زوجته تعتبره أحمق ، وفضحته بتحقيرها إياه على الملأ؟
وجميل جداً أن تعرف المرأة حدود الله ، وأن تذكِّر النبى بالله وأن هذا مخالف لشرع الله. لكن كيف طمس الشيطان على عقل النبى وقلبه حتى أنساه أنه يمثل شرع الله على الأرض فسيَّر الجيش لينتقم لنفسه من نابال؟ ألا يطعن هذا فى نبوة داود؟
وكانت أيضاً يهوديت عاهرة أنقذت بنى إسرائيل بفرجها من القتل. أما راعوث فهى امرأة موابية: (وراعوث هى راعوث الموابية) راعوث 4: 5 ، ويحرم الرب كل الموابيين من الدخول فى جماعة الرب إلى الأبد: (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3
وبذلك وقع الرب فى الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص مرقس عزيز فى خطأين: أولهما أنه سمَّى سفراً من أسفاره المقدسة باسم عاهرة ، وسمَّى الآخر باسم امرأة مطرودة من رحمته وجماعته ، والثانى أنه أتى من نسل هذه المرأة الموابية: (وبوعز ولد عوبيد من راعوث) متى 1: 5
وبالتالى فإن وجود أسفار بأسماء نساء فى الكتاب المقدس ليس من باب تمجيد المرأة ، وإلا لكان الكتاب يُمجِّد العاهرات والمطرودات من رحمة الله ، ولكنه أطلق هذه الأسماء من باب التحقير الأبدى لما فعلنه.
يتبع
«« توقيع abubakr_3 »»
-
هل وجود نبية فى الكتاب يعنى وجود ما يسمَّى بالخطيئة الأزلية؟
وقلت عزيزى القمص مرقس عزيز فى ص34 إن (دبورة) كانت قاضية ، كما كانت نبية كما يخبرنا كتابك الذى تقدسه. (4وَدَبُورَةُ امْرَأَةٌ نَبِيَّةٌ زَوْجَةُ لَفِيدُوتَ, هِيَ قَاضِيَةُ إِسْرَائِيلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ.) قضاة 4: 4
ومعنى أن الرب اصطفى امرأة لتكون نبية، أنه وافق على أن تكون قدوة الشعب، وأنه لم يكن ساخطاً على المرأة ولا حمَّلها سبب وزر الأكل من الشجرة الممنوعة بمفردها ، كما ادعى بولس. فهذا يتناقض إذاً مع أقوال بولس عن الخطيئة الأزلية ، التى لم يعرفها العهد القديم ، ولم يتفوَّه بها عيسى فى حياته كلها.
لقد حدد الله عدله فى محاسبة البشر فقال: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
وانتشر هذا القول بين بنى إسرائيل فنهاهم عنه وقال: (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, .. .. .. .. .. .. 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ .. .. .. .. .. .. أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. .. .. .. .. .. .. بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. 18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً, وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ, فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ.) حزقيال 18: 1-18
أما بالنسبة لوجود نبية وقاضية فى الكتاب فهذا أمر استوقفنى كثيراً ، كيف يكون هذا؟ ألا يعلم الرب أن المرأة فى أيام حيضها تُعزل ، فلا تُخالط أحد ، ولا أحد يُخالطها؟ لأنها بكل بساطة لو لامست أحد ، أو جلس أحد على كرسى كانت هى جالسة عليه ، فالكرسى يصبح نجساً ، وكذلك من جلس عليه يكون نجسا حتى المساء، ولا بد أن يستحم. ومعنى ذلك أنه لن يمكنها الإطلاع على أوراق ما أثناء فترة الحيض ، وإلا لنجست الورق وصاحبه عندما يسترده!
أضف إلى ذلك أنه كنبية عليها أن تقيم شعائر الله ، فكيف ستقيم شعائره فى فترة الحيض؟ هل ستفوِّض من يؤديها مكانها ، وتكشف لكل الأمة ما ستره الله عليها؟ (19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. .. .. .. .. .. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا.) لاويين 15: 19-30
ومعنى ذلك أن المرأة نجسة فترة الحيض ، ثم تحسب لنفسها سبعة أيام أخرى وفى اليوم 15 تذهب تكفِّر عن ذنبها الذى لم تقترفه. ومعنى ذلك أنها تقضى نصف عمرها فى حالة طوارىء ، لا علاقة لها بالصلاة أو المعبد أو الذكر. فكيف ستكون نبية وتقود بنى إسرائيل دينياً؟
عزيزى القمص مرقس عزيز: يعجبنى أن أجد فى خضم هذا التاريخ الأسود للمرأة فى اليهودية والمسيحية بصيصاً من الضوء ، إلا أن هذه القصة غير واقعية للأسباب التى ذكرتها.
ولكن بفرض أنها قصة واقعية فأين أنوثة المرأة التى تذهب لتبيد جيشاً كاملاً؟ (14فَقَالَتْ دَبُورَةُ لِبَارَاقَ: «قُمْ, لأَنَّ هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي دَفَعَ فِيهِ الرَّبُّ سِيسَرَا لِيَدِكَ. أَلَمْ يَخْرُجِ الرَّبُّ قُدَّامَكَ؟» فَنَزَلَ بَارَاقُ مِنْ جَبَلِ تَابُورَ وَوَرَاءَهُ عَشَرَةُ آلاَفِ رَجُلٍ. 15فَأَزْعَجَ الرَّبُّ سِيسَرَا وَكُلَّ الْمَرْكَبَاتِ وَكُلَّ الْجَيْشِ بِحَدِّ السَّيْفِ أَمَامَ بَارَاقَ. فَنَزَلَ سِيسَرَا عَنِ الْمَرْكَبَةِ وَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ. 16وَتَبِعَ بَارَاقُ الْمَرْكَبَاتِ وَالْجَيْشَ إِلَى حَرُوشَةِ الأُمَمِ. وَسَقَطَ كُلُّ جَيْشِ سِيسَرَا بِحَدِّ السَّيْفِ. لَمْ يَبْقَ وَلاَ وَاحِدٌ.) قضاة 4: 14-16
وهل عملها هذا يدعو للفخر أو التفاخر؟ إن عملها يتعارض مع قول يسوع فى كتابك: (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 22 ، بل يجعلها مستوجبة نار جهنم ، إلا إذا كان يسوع إله المحبة قد أوحى لها هذا العمل ثم نسخ هذه الأوامر فيما بعد وهذا يستوجب أن تعيدوا النظر فى تسميته بإله المحبة؟
ويتعارض مع قوله: («سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 43-44
أما قولك “ونسمع اليوم آراء كثيرة تنادى بأن المرأة لا تصلح للقضاء لأنها عاطفية سريعة التأثر تستند فى أحكامها إلى قلبها أكثر مما تستند إلى عقلها”. فأنت تقصد به بعض الآراء لعلماء المسلمين الذين يرون عدم صلاحية المرأة للقضاء بمفردها ، ويمكنها أن تكون ضمن هيئة المحكمة ، ليكون الأمر شورى بينهم. وهى نصوص وإن اختلف فيها العلماء اليوم ، فهم يختلفون حول عاطفية المرأة وقدرتها على إصدار أحكام بعيداً عن عاطفيتها ، لكن الأمر مختلف عندكم ، فهى لا يجوز لها أن تتولى القضاء أو النبوة لنجاستها أثناء الحيض ، وما تسببه من إزعاج وتعطيل أمور الناس أثناء حيضها. وما سمعنا برأى فى المسيحية الأرثوذكسية أو الكاثوليكية يُجيز للمرأة أن تكون إماماً فى الكنيسة أى تكون قسيسة أو تحتل أى مرتبة من مراتب الكهنوت أو ماما للفاتيكان أو للأرثوذكس. فى الوقت الذى فيه التاريخ الإسلامى يعُج بالعالمات والفقيهات اللاتى تولَّين الإفتاء وتعليم الفقهاء المشاهير ، ومنهم ابن تيمية وغيره الكثيرين.
وفى الوقت الذى يعترف فيه الإسلام بإنسانية المرأة وكيانها كبشر خلقه الله مثل الرجل من نفس واحدة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) النساء: 1
وقوله تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) آل عمران: 195
وفى هذا الوقت تجد المسيحية ترفض أن تعرتف أن المرأة إنسان ، أو حتى لها روح مثل الرجل ، وأن المرأة إنسان معيب ، بل هى الشر نفسه: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
وبحث مجمع (باكون): هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.
كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها ، ولاتدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين"
وأعلن العالم المسيحي المشهور إيكويناس أن المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج Thomas Acquinas : "Summa Theologica" , XXXIX,3(انظر).
وقال المفسر المسيحي المعروف يوحنا فم الذهب أن المرأة (خطراً أسرياً وسيئة مصورة) Will Durant: The Story of Civilization ... The Age of Faith New York, 1950, p.325
وكان من حق الزوج القانوني، حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر، أن يبيع زوجته كما تباع الحيوانات.
Cady Stanton: History of Women's Suffrage, vol.3, p.290 (quoted in Rationalist Encyclopaedia by J.McCabe, London, 1950 , p. 625
وقال يسوع للمرأة الكنعانية: (لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ.) متى 15: 26 ، ولم يقل مثل هذه الكلمة ل للرجال ، ولا للشياطين.
ولتصبح إنساناً كاملاً عليها أن تتخلص من أنوثتها وتصبح رجلاً: وهذا ما قاله جيروم: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال، فهى تختلف عن الرجل، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة، وستسمى رجلاً" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس) نقلاً عن اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب
وهذه هى القضية الأساسية التى ينبغى عليكم حلها فى دينكم وحضارتكم.
تغير بناء المعبد من أجل نجاسة المرأة:
وقلت عزيزى القمص مرقس عزيز فى ص35: “ويبدو أن وجود فناء خاص للسيدات يقتصر على دخولهن إليه ، فى هيكل هيرودس (كما يذكر يوسيفوس) لم يكن أمراً كتابياً ، بل جاء نتيجة اختلاط اليهود بالعالم اليونانى (فى العصر بين العهدين) ، فقد كانت النساء فى المجتمع اليونانى القديم يعتبرن أدنى من الرجال ، إذ كانت المرأة تعتبر فى مرتبة وسطى بين الأحرار والعبيد. فكانت الزوجات تعيش حياة منعزلة فيما يشبه العبودية. إذ كانت مفاهيم الحشمة والوقار ـ أعظم الفضائل عند المرأة اليهودية ـ مفاهيم غريبة عن الأخلاقيات اليونانية”.
وهذا اعتراف بتغيير شكل العبادة وكيفية ممارستها بسبب نجاسة المرأة ووضعها المتدنى عن الرجل، فبدلاً من شكل المعبد الذى أمر الله ببنائه أضافوا عليه قطوعات فصلت المرأة عن الرجل. والغريب أنك أردت أن تبرهن هذا العمل فوقعت فى تناقض مع نفسك: فانعزال المرأة اليونانية تجعلها فى عداد المحتشمات ، الأمر الذى يتفق مع دين اليهود. فهل أخذت اليهودية الحشمة والوقار من الطقوس اليونانية؟ وكيف يحدث تغيير فى المعبد بناءًا على اتصال اليهود باليونانيين؟ ألا ترى أن اختلاط اليهود مع الشعوب الأخرى أثر بذلك فى عبادات وعادات ، بل وفى دين اليهود أنفسهم؟
ألم يعبد سليمان الأوثان نتيجة لاختلاطه بالأجنبيات؟ (1وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: [لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ]. فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهَؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ.) ملوك الأول 11: 1-5
ألم يضل قوم موسى بعد خروجهم من مصر ، وعبدو العجل؟ (11وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ, 12وَتَرَكُوا الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِمِ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَسَارُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ, وَسَجَدُوا لَهَا وَأَغَاظُوا الرَّبَّ. 13تَرَكُوا الرَّبَّ وَعَبَدُوا الْبَعْلَ وَعَشْتَارُوثَ.) القضاة 2: 11-13
فما الذى يؤكد لك صحة الكتاب الذى وصل إليك عن طريقهم؟ فهل من أطاح بالرب الذى أنقذه من العبودية، فعبد غيره، وقتل أنبياءه، وغير بيته الذى أمر أن يبنى بمواصفات معينة ، بل قبض على الرب نفسه وأعدمه سيكون أميناً مع كتاب الرب؟ ألم يفعلوا كل هذه الأشياء ليكون هواهم هو دينهم؟ فكيف سيحافظون على الكتب وأوامر الرب التى تدينهم دون تحريف؟
وإذا دقَّقت فى عبادة عيسى وسجوده لله ، وقارنت ما تفعلونه اليوم فى الكنائس من أيقونات وشموع وصنجات وموسيقى وعدم السجود إلا للصليب أو الفطير أو للبابا ، لأيقنت مدى التغيير الذى دخل على العبادة الحقة!!
العاهرة راعوث مثال الفضيلة والوفاء!!!
وفى ص36 تكلمت عن فضائل النساء ، ومن النساء الفضليات اللاتى تكلمت عنهن هى (راعوث) التى أحبت حماتها ، ورفضت مفارقتها بعد موت زوجها ، ورفضت الزواج برجل آخر. نموذج رائع للوفاء للزوج وأمه نحتاج اليوم أن نقلِّده، وقد وصفتها أنت ص40 بأنها وفيَّة، بل جعلت عنوان الفقرة (راعوث الوفية)، ومع ذلك فهى فى النار ، لأن إله المحبة قرر أن (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3. وراعوث هى امرأة موابية: (وراعوث هى راعوث الموابية) راعوث 4: 5
وأكيد سوف يلومك المحترمون والمحترمات فى المسيحيين على قولك على راعوث أنها من الفضليات الوفيات. وسيدركون بكل تأكيد أنك تقلب موازين الشرف والفضيلة لتنتصر لرأيك. فقد جعلت العاهرة وفية ذات فضيلة. توقع أن يسألك أحد المصليين معك ذات يوم: ما هو معيارك للفضيلة والوفاء؟
عزيزى القمص مرقس عزيز: ليس بهذه الطريقة تنتصر للمرأة فى اليهودية أو المسيحية.
مساواة اليهودية بين الأب والأم فى الاحترام:
وفى ص36-38 ذكرت نصوص من العهد القديم على مساواة التشريع بين الأب والأم فى الاحترام ، وذكرت أيضاً تقدير الشريعة للمرأة الصالحة: (12أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ.) خروج 20: 12 ، (16أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَطُول أَيَّامُكَ وَلِيَكُونَ لكَ خَيْرٌ على الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.) تثنية 5: 16 ، و(17اَلْعَيْنُ الْمُسْتَهْزِئَةُ بِأَبِيهَا وَالْمُحْتَقِرَةُ إِطَاعَةَ أُمِّهَا تُقَوِّرُهَا غِرْبَانُ الْوَادِي وَتَأْكُلُهَا فِرَاخُ النَّسْرِ.) أمثال 30: 17
ولا يرفض هذه النصوص وجمالها وواقعيتها إلا مخبول. فهى تتفق بالفعل مع سماحة الدين الإسلامى ، وقد ذكرت لك شيئاً منها. لكننى استوقفنى شىء هنا: إنك لم تستشهد إلا من العهد القديم. فأين ذُكر مثل هذا فى العهد الجديد غير أكرم أباك وأمك والتى هى من الوصايا العشر؟
ألم يقم بولس بإلغاء العهد القديم ، بل والناموس نفسه؟ اقرأ ما قاله عن الناموس: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
(20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
(21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
(56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56
صحيح أنه يُمكنك أن تدعى: أن الكتاب المقدس يتكون من العهد القديم والعهد الجديد. والاثنان كتاب واحد لهما نفس المحتوى. وحينئذ سأسلك لماذا قام العهد الجديد بإلغاء الطلاق الذى جاءت به شريعة موسى ؟ لماذا قام الكتاب بإلغائها على الرغم من قول عيسى : (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18؟ وعلى الرغم من كل هذا لا تعترفون بوجود الناسخ والمنسوخ فى شريعتكم ، الأمر الذى جعلنى أكتب كتاباً كاملاً يعنوان: (الناسخ والمنسوخ فى الكتاب المقدس). أتمنى أن تقرأه وتكتب لى رداً عليه.
وماذا تقول فى رفض يسوع الكلام مع أمه أو مقابلتها؟ (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-50
وماذا تقول فى انتهار يسوع لأمه أمام الناس ومخاطبتها بصورة غير مهذبة؟ (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
وكيف سيحترم المرء أمه وهو يرى أباه يعتقد أن المرأة حيوان يجب ضربه وتعذيبه ، بل وسكب الزيت المغلى على جسدها للتسلية ، وهى قاصر لا تملك من أمرها ولا من أموالها شىء ، حرمت من الميراث ، بل حُرمت من الآدمية؟
بل كيف سيحترمها وهو يقرأ أن الرب أرسل ملاكه ليطرح ثقل من الرصاص على فم امرأة ويصفها بأنها الشر نفسه؟ (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
وكيف يحترم المرء أمه أو أخته وهو يعلم أن الرب أعطى الأب الحقة فى بيع ابنته القاصر ، وتسليمها للذل والعبودية ، فقط لأنها أنثى؟ (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7
بل لم تُحترم السيدة العذراء إلا بعد أن اعتبروها رجلاً: يقول اللواء أحمد عبد الوهاب نقلاً عن جيروم: “بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً” (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس)
لذلك قال أرسطو: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)
وبما أنهم كانوا يعتقدون أن الروح منافية للجسد كما قال القديس امبروز (أسقف ميلانو فى القرن الرابع) وأن (الجسد شر). بل طالب بالتخلص من الجسد لسمو الروح ، فقال: (فكر فى الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد). فقد آمنوا أنه من المستحيل أن يكون عند المرأة روح ، الأمر الذى جعلهم يعقدون مجمعا مسكونياً يناقشون فيه هذه القضية فى فرنسا عام 586 م.
وقرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة، والملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
الأمر الذى جعلهم يتخلصون من المرأة ، لأنها الجسد الشرير ، ومصدر متاعب الحياة وغضب الرب: لذلك "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء ، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ، وقد أحرق الألاف منهن أحياء ، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية"
ولذلك: (ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها).
ولذلك: (نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.) (عودة الحجاب الجزء الثانى ص 46)
ولذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"
ولذلك: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة)
لذلك: أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
لذلك: قال شوبنهاور (المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)
لذلك قال لوثر: (المرأة كمسمار يُدَّق فى الحائط)
لذلك عارضت الكنيسة عام 1847م استخدام التخدير للنساء فى عملية الولادة ؛ لأن الرب فى الكتاب المقدس ـ حسب زعمهم ـ قال لحواء بعد سقوطهما فى الخطيئة وأكلهما من الشجرة المحرمة عليهما: (تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً) تكوين 3: 16 ، فكأن لسان حالهم يقول: كيف نرحم النساء من الألم ، طالما أن الرب قد قرر عذابها أثناء الولادة؟ فعلينا إذن أن نساعد الرب فى انتقامه من النساء!!
لذلك قال الفيلسوف نيتشه: (إنها ليست أهلاً للصداقة ، فما هى إلا هرَّة ، وقد تكون عصفوراً، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة بالنسبة له مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله ، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
لذلك قال لوثر: (إذا تعبت النساء، أو حتى ماتت، فكل ذلك لا يهم، دعهن يمتن فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)
لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
(ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)
وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض)
وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل)
النفاق صفة مشتركة بين الكثير من النساء:
ليس هذا قول الإسلام أو حتى رأيى الشخصى ، بل هو استنتاج عجيب وصل إليه القمص مرقس عزيز ، مستمداً إيَّاه من آراء آباء الكنيسة الأولين.
ففى ص38 ذكرت أن امرأة لوط هى المرأة الوحيدة التى حذَّر منها السيد المسيح (لوقا 17: 32) وأنها “صارت مثالاً بل تمثالاً ونصباً تذكارياً على طريق سدوم وعمورة يُروى للعالم كله ولجميع الأجيال قصة حزينة تحذرنا من الإرتداد والنظر إلى الوراء. لقد أحبت المسكينة سدوم الشريرة وملاهيها وصداقاتها وخالفت الوصية الصريحة”.
إذن فهذا اعتراف صريح منك ومن كتابك الذى تقدسه أن امرأة لوط كانت كافرة، وبما أنها كانت تعيش فى بيت نبى مؤمن ، ولم تتركه لتلحق بأهلها فهذا نوع من النفاق. والنفاق الأكبر أنها كانت تنقل أخبار زوجها إلى أهلها ، أى بمثابة الجاسوسة على زوجها لتهلكه أو لتشركه فى أوزار قومها. وهذا هو ما نقلته أنت عن ص97 عن ابن عباس.
لكن تحاملك على الإسلام والمرأة المسلمة ، ودفاعك عن المرأة المسيحية دفاع غير مبرر جعلك فبركت استنتاج غريب ، لا أعرف كيف يصل إليه العقل المفكر. فقد قلت عزيزى القمص مرقس عزيز: “إذن فقد كان النفاق صفة مشتركة بين امرأة لوط وامرأة نوح ، وهى صفة مشتركة بين كثير من النساء ، ولسنا ننفى أن النفاق صفة مشتركة بين الرجال أيضاً ، لكنها فى عالم المرأة تبدو أبرز منها فى عالم الرجال ، كما أنها ألصق بطبيعتها”.
وقد أدرجت أنت عزيزى القمص مرقس عزيز هذا الاستنتاج الخاص بك بعد قول ابن عباس ، دون أن تضع كلام ابن عباس بين قوسين، أو توضح أن هذا رأيك الخاص. فقد أوردته بصورة يفهم منها القارىء أن هذا رأى ابن عباس أو الإسلام فى المرأة. وهذا لا يليق برجل دين يعرف عنه الناس الأمانة. لذلك يُرجى توخى الحذر واستخدام الأساليب العلمية والبحثية فى النقل والاستشهاد، مع ذكر المرجع والصفحة والطبعة.
عزيزى القمص مرقس: إن الذى فهم أن إله المحبة أمر بشق بطون الحوامل لا يكبر عليه أن يتخيل أى شىء عن المرأة: (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
إن الذى آمن أن الرب أرسل ملاكه ليصب الرصاص على فم امرأة ويسميها الشر بعينه ، لا يكبر عليه أن يؤمن أن كل النساء منافقات: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8 ، الأمر الذى دفع سوستام الذي يعد من كبار أولياء الديانة المسيحية أن يظن أن المرأة: (هي شر لا بد منه ، ووسوسة جبلية، وآفة مرغوب فيها وخطر على الأسرة والبيت ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة).
وإن الذى آمن أن الرب أعطى آباء المجامع العالمية الروح القدس ليحقروا المرأة بهذه الصورة ، فليس بمستبعد عليه أن يفهم أن المرأة تساوى النفاق: “أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها ، ولاتدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
وإن الذى فهم أن إذلال المرأة من أوامر الرب التى تقرب إليه، ففضل أن يعيش مخصياً ، تاركاً وراءه على الأقل امرأة تتحرق شهوة للزواج ، ولا يبالى أن تموت شوقاً ، أو تدفعها شهوتها للدعارة أو للسحاق ، لا يُستبعد عليه أن يتهم المرأة أن النفاق خصلة أصيلة فيها: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
وإن الذى آمن أن الرب أمر الأب أن يبيع ابنته القاصر عبدة فى سوق العبيد فماذا تتوقع منه تجاه المرأة؟ هل يُحسن الظن بالمرأة بعد أن شوهها الرب الذى يؤمن به؟ إن هذا لكفر مبين!! (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7
وإن الذى آمن أن الرب أمر بقتل كل ذكر من الأطفال وجميع النساء المتزوجات وأنه بسبب خيانتهن للرب حلَّ الوباء على الجماعة، لا يثقل عليه الإيمان بأن النساء منافقات وكاذبات وملعونات من الرب: (وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) سفر العدد 31 :15-18
الحمد لله الذى برَّأ المرأة مسلمة من هذا النفاق ، ومن الخطيئة الأزلية ، وحبَّب إلى رسوله وأتباعه التزوج بالنساء. الله يهديك عزيزى القمص مرقس ويُحسن ظنك بالمرأة ، ويُخلصك من وساوس تاريخ المسيحية الأغبر على المرأة والإنسانية!!
يتبع
«« توقيع abubakr_3 »»
-
عقاب المرأة الأبدى فى الكتاب المقدس:
وفى ص39 ذكرت تحت عنوان (عقاب المرأة): “(وقال للمرأة تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً) تكوين 3: 16”. وقد صححتُ أنا فى الاستشهاد الخطأ المطبعى حيث كتبتَ أنت (تك 61: 3) والصحيح ما ذكرته أنا أعلاه. ولم تُعلِّق أنت على هذه الفقرة ، واكتفيت بنقل رأى إله المحبة فى الكتاب أن حمل المرأة وولادتها عقوبة ابتلاها الرب بها.
ألا ترى أن عقوبة الرب مازالت مستمرة إلى يومنا هذا على الرغم من نزوله وإعدامه صلباً؟
فهل إله المحبة قصد أن يكدِّر المرأة وأهلها فى أحلى اللحظات التى تنتظرها كل فتاة وكل أم وأب؟ لك أن تتخيل ابنك الذى يحبو ويتعلم المشى ، هذا الطفل ذو الوجه البرىء ، أتى إلى الدنيا كوسيلة عقاب إله المحبة ليس فقط لحواء التى أخطأت ، بل إن عذابه عذاب أبدى لا ينتهى!! فلماذا صُلب هذا الإله إذاً؟ أليس بموته غفر الخطيئة الأزلية؟ فلماذا تبقى عقوبة المرأة فى آلام الحمل والولادة إلى الأبد؟ (وقال للمرأة تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً) تكوين 3: 16
فكيف يتفق قولك بأنه إله محبة وهو إله العذاب الأبدى؟ وبما استحق هذا اللقب؟
ومع قولكم بالخطيئة الأزلية والعذاب الأبدى للمرأة المتمثل فى الحمل والولادة، فكيف يتفق هذا مع كلام الرب القائل: (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ ) إشعياء 50: 2-3 ؟
أو مع قوله: (لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7؟
فلماذا يتوب إذا كان غفران الرب ليس مرتبطاً بالعمل الصالح أو الإقلاع عن المعاصى والندم عليها ، بل هو مرتبط بنزول الإله وتجسده فى صورة رجل وإعدامه على الشجرة؟
انظر لقول نبى الله إبراهيم: (23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟») التكوين 18: 23-25
أيُعلِّمُ النبى إلهه كيف يكون حكيماً ورحيماً مع عباده؟ هل كان إبراهيم أرحم على العباد من خالقهم؟ انظر إلى الفطرة القويمة للنبى التى ترفض أن يتساوى البار مع الأثيم! وانظر إلى تسميته لهذا الحكم بالظلم: (حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟) فمن الذى ربَّى النبى وعلمه هذه الحكمة وهذا العدل؟ أليس هو إلهه الذى اصطفاه للنبوة وعلمه؟ فهل فاقد الشىء يعطيه؟
هل تتخيل أن المخلوق أرحم بعبيد الله منه؟ فنبى الله أبو الأنبياء يستنكر على الإله الخالق الذى أرسله أن يُهلِك مدينة قد يكون فيها عدد قليل من الأبرار حتى ولو خمسون باراً!!
لك أن تتخيل رحمة نبى، يُتهم بأنه ديوث، أكبر وأشمل من قسوة وبطش إلهه!! إله أضمر الشر والرغبة فى الإنتقام ألوفاً من السنوات .. .. وفى النهاية قرر الإنتقام من ابنه أو من نفسه!! نبى يشفع فى خمسين باراً من مدينة واحدة، وإله ينتقم من خلقه أجمعين حتى رسله الأبرار، حتى الذين عبدوه حق عبادته، وأطاعوه وشهد لهم بأنهم أرضوه ، أدخلهم جحيمه فور موتهم حتى يحين وقت موته هو لينزل إلى الجحيم ليخلصهم!!
ولماذا أراد الرب أن ينتقم منهم؟ ألم يعلم أنه سينزل فى صورة بشر ، وأنه سيغفر لهم عن طريق صلبه وقيامته؟ وهل كان يعرف أنبياؤه هذه الرسالة؟ أم ما هى طبيعة كل رسل الله قبل عيسى ؟ ولماذا يختلف كتابكم المقدس عن كل أديان التوحيد السابقة واللاحقة؟ فهل غش الرب أنبياءه وأرسلهم برسالة مخالفة لرسالة الأنبياء السابقين وللرسالة التى جاء هو بها؟ هل غش خلقه وأوهمهم بالتوحيد ووحدانية الله دون ناسوت ولاهوت وروح قدس ، ثم خالف كل هذه التعاليم؟ هل أوهمهم أنه لا يقتل الآباء عن الأبناء ولا الأبناء عن الآباء ، ثم فاجأهم أنهم لا يحملون أوزارهم بل وزر أول امرأة خُلقَت: امرأة لا يعرفونها بل سمعوا عنها ، ولم يرشدونها للخطأ ، ولم يشتركوا معها ولا حتى بالصمت أو بالرضى عما فعلته؟
أليس وضع الفتاة غير المتزوجة أفضل من وضع المتزوجة حيث لن تتعرض لعذاب الإله الأبدى فى لحظات الولادة وآلامها ، ولا اشتياقها لزوجها؟ فهل هذه دعوة لرفض الزواج والرهبنة للتخلص من غضب الرب؟ وهل التى لا تحب زوجها نجت من جزء من عذاب إله المحبة لها؟ وهل التى لا تنجب أفضل وضعاً عند الرب من التى نالت عذاب إله المحبة عن طريق آلام الحمل والولادة؟
ألا تعرف أنه لو امتنع كل مسيحى ومسيحية عن الزواج لقضيتم على كل مسيحى على وجه الأرض؟
أليس هذا هو ما تمناه إله المحبة من تحبيذه للرجل بإخصاء أنفسهم؟ (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ.) متى 19: 12 فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلال ، إذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟
(وطوبى للخصي الذي لم تباشر يده ماثما ولا افتكر قلبه بشر على الرب فانه سيعطى نعمة سامية لامانته وحظا شهيا في هيكل الرب) سفر الحكمة 3: 14
أليس هذا هو ما نادى به بولس واستحسنه عن الزواج؟
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا.) كورنثوس الأولى 7: 1-2
(25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
عزيزى القمص مرقس عزيز: يكفى المرأة تحقيراً أنها تُجبر فى الكتاب المقدس على الزواج من أخِ زوجها إذا مات زوجها دون أولاد!! هكذا لا رأى لها ولا قيمة لرأيها فى اختيار شريك حياتها: (5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7«وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».) تثنية 25: 5-10
هذا إن ظلت فى بيت الأسرة دون أن يبيعها أبوها عبدة: (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7
وبناءً على هذه النصوص كان العالم المسيحي المشهور إيكويناس يعتبر المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج(انظر) Thomas Acquinas : "Summa Theologica" , XXXIX,3
وبهذه العقوبة يُحرم الكتاب المقدس المرأة من أجمل شعور تتمناه أى امرأة ، وهو شعور الزوجة الحبيبة، التى تشتاق لرؤيا زوجها، وعودته من العمل، وشعور الأمومة وأنها حامل فى طفل ، تنتظر قدومه لتهننه، وتلاعبه، فتظل الأم تسعة أشهر تشعر بغضب إله المحبة أثناء الحمل، وتترقب غضبه الأكبر عند الولادة، وتخشى أن تموت أثناء الوضع والرب فى قمة غضبه وانتقامه فى شخصها من امرأة أخرى لا تعرفها وهى حواء، امرأة قيل عنها إنها عصت الرب وأكلت من شجرة معرفة الخير من الشر المحرمة عليها. فعاقبها الرب على براءتها وعدم معرفتها الخير من الشر، وطردها من الجنة، وأقر عليها عقوبات أبدية تعيش بها هى ونسلها!! وعندما تنظر هذه المرأة فى وجه طفلها البرىء تستشعر غضب الرب ونقمته عليها لأنها وطفلها من نسل حواء سبب الخطيئة الأزلية!! فهل تعتبر كل هذا من باب تكريم الكتاب المقدس للمرأة؟
والخلاصة أن الرب أذلَّ المرأة وليدة وحمَّلها بنقمته بسبب خطأ حواء ، وأذلَّها صبية بأن أعطى أبيها الحق فى بيعها ، وأذلَّها زوجة بأن جعل اشتياقها لزوجها نوع من الإذلال والعقوبة ، وجعلها عبدة له وهو سيِّداً عليها ، وعليها أن تطيعه كطاعتها للإله ، وأذلَّها أمَّا فهى تستشعر غضب إله المحبة أثناء الحمل والولادة. فماذا سيفعل بها هذا الإله فى الآخرة إن استفرد بها؟ هل تعتقد أنه سيرحمها؟ هل تعتقد أنه سيكرمها؟
فما الغرض من كتابتك هذا الكتاب؟ هل تنقض أوامر الرب وتدعى ما لم يقله الرب فى المرأة؟ أيأمر الرب أن تُباع فى سوق النخاسة وتقول أنت لا إنها إنسانة لها كرامة؟ أليس هذا كفراً بأوامر الرب؟ أيأمر الرب باستمرار عذابه على المرأة أثناء الحمل والولادة حتى بعد صلبه ، وتدعى أنت أنه أكرمها بذلك؟ اتق الله!!
عقاب المرأة الأبدى فى الكتاب المقدس:
وقلت عزيزى القمص مرقس عزيز فى ص39: (أعطى الرب آدم حواء لتكون معينة له فى حياته فتكمل نقصه، لم تستطع جنة عدن بكل ما فيها من أشجار وأنهار وشموس وأقمار أن تسعد آدم، لكن حواء هى التى أسعدته، وإن كانت قد أخرجته بعد ذلك من الجنة بسبب عصيانها كلام الله ، إلا أن آدم لن ينسى أن حواء ملأت فراغ حياته!!)
هل يوجد فى الجنة شموس وأقمار؟ وما هو شاهدك من الكتاب على ذلك؟
وكيف عرفت أن حواء أكملت النقص الذى كان يشعر به آدم فى الجنة؟
وهل جنة إله المحبة يُشعر فيها بالنقص أو الفراغ؟
وكيف علمت أن آدم لن ينسى أنها ملأت فراغ حياته؟ وهل كان يشعر آدم فى الجنة بالملل بدونها؟ وما مصدر معلوماتك؟ لماذا لم تؤيدها بأدلة من نصوص كتابك الذى تقدسه؟
بصراحة عزيزى القمص مرقس عزيز لم تكن حواء نعمة على آدم بل كانت نقمة على حياة البشر أجمعين ، والحيوانات ، والنباتات ، بل والبيئة والملائكة ، بل على حياة الإله نفسه. فهى تسببت فى حمل البشرية كلها وزر خطيئتها ، واضطرت الملائكة لتسجيل أعمال البشر بعد أن كانت فى راحة تتمتع بعبادة ربها ، وكان الإله فى مأمن ، وإذا اضطرته حواء إلى التجسد والنزول إلى الأرض ليُهان ويموت مصلوباً!!
أما بالنسبة للبيئة والحيوانات والأشجار فقد أمر إله المحبة بنى إسرائيل فى حروبهم أن يدمروا كل شىء ويبيدوا كل حى ، ولولا عصيان حواء ما نزل بنو الإنسان على الأرض واضطروا لهذا الدمار: (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 21-24
(8وَيَكُونُ عِنْدَ أَخْذِكُمُ الْمَدِينَةَ أَنَّكُمْ تُضْرِمُونَ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. كَقَوْلِ الرَّبِّ تَفْعَلُونَ. انْظُرُوا. قَدْ أَوْصَيْتُكُمْ».) يشوع 8: 8
(10ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ.... 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.) يشوع 11: 10-12
(3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً».) صموئيل الأول15: 3
(19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ])ملوك الثانى3: 19
(17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17
فأنت تؤمن أنها تسببت فى خروج آدم وذريته فى الجنة. وكانت حليفة الشيطان ليضلل العالم كله ، ويوقعه فى الخطيئة. فكانت هى سبب الخطيئة التى حملتها البشرية ومازالت تعانى منها المرأة فى الحمل والولادة ، والرجل فى الكد والتعب، ولم ينجُ منها إلا الشيطان. فقد انتقم الرب من الغلاف الحية التى تسربل بها الشيطان فأمر الرب أن يأكل الثعبان تراباً باقى عمره. وبما أن هذا لم ولن يحدث ، فقد نجا الشيطان والثعبان من عقوبة الرب: (14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».) تكوين 1: 14-15
وتؤمن أن حب الزوجة لزوجها وحملها وإنجابها من تبعات لعنته على حواء: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 1: 16
وتؤمن أن سبب شقاء الرجل فى الدنيا بسبب خطيئة حواء: (17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ») تكوين 1: 17-19
وتؤمن أن سبب إهانة الرب فى الدنيا، وأسر الشيطان له وتعذيبه على يد اليهود، بل وإعدامه صلباً بسبب حواء: (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
(23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
(وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا)رومية 5: 8
(10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ.) رومية 5: 10
(12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ.) رومية 5: 18
فأى سوء تركتموه ولم تلحقوه بحواء؟
وماذا تبقى لها من شرف أو كرامة أو عزة نفس؟
عزيزى القمص مرقس عزيز: أنت تدافع دفاع الغريق عن المرأة كما يصورها الكتاب الذى تقدسه ، عندما شعرت بالخروج الجماعى للمسيحيين والمسيحيات من دينك. نعم. فقد ذكر مؤتمر تثبيت العقيدة فى الفيوم لعام 2004 أن عدد الخارجين من المسيحية للإسلام 8000 مسيحى مصرى فى العام. الأمر الذى يجعل البعض يتصوَّر أن المسلمين يخطفون المسيحيات ويجبرونهن على الإسلام. الأمر الذى كذبه إسلام وفاء قسطنطين ، وتريزا وماريان وكريستين وماريان طالبتى الطب بالفيوم وغيرهن من الفتيات والشباب.
أعلمك شيئاً عزيزى القمص ليطمئن قلبك وقلب كل مسيحى من جهة إجبار المسلم لغيره ليعتنق الإسلام. إذا أجبر مسلم مسيحيا على اعتناق الإسلام ، فلن يقبل الله لا من المسيحى ، لأن الأعمال بالنيات. ولا يقبل الله الإسلام من مُكره عليه. ولا من المسلم إذا أكره غيره. بل يأثم المسلم على هذا العمل ، لأنه أغضب الله ولم يتبع أوامره. إذ أمره الله ألا يُكره أحد فى الدين فقال: (لا إكراهَ فى الدين).
سارة أم المؤمنين:
وما إن فتحت ص40 وقرأت عنوان الفقرة الأولى (سارة أم المؤمنين) إلا وانفجرت فى الضحك. أكيد أنت تمزح مع قرائك!! ألا تعرف أن سارة رضيت بأن تنام فى أحضان فرعون لتنقذ زوجها من وهم أنه من الممكن أن يُقتل ، ولأجل أن يُنعم عليه فرعون بأبقار وأغنام؟ أى باع زوجها شرفه ، وقبلت هى أن يُباع شرفها للتمتع بما سيهبه لهما فرعون. فما الفرق بينها وبين العاهرة؟ ألا تبيع العاهرة شرفها وكرامتها ودينها من أجل عدة جنيهات قلت أم كثرت؟ فهل تعنى أن أم المؤمنين يجب أن تكون عاهرة؟ والله لولا علمى أنك مصرى تعتز بمسيحيتك لظننت أنك تكتب هذا الكتاب لتخريب المسيحية وعقول أبنائها وبناتها وأخلاقهم!!
عزيزى القمص مرقس عزيز: اقرأ قصة نبى الله إبراهيم الذى يصوره الكتاب المقدس أنه لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذب: (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16
وهل انتهى الموضوع عند هذا الحد؟ لا. لقد ذهبت سارة مرة أخرى إلى أبيمالك جارها وجار إبراهيم لتلبى رغبته ، فتراءى الرب لأبيمالك وأنقذها من بين يديه، وبهذا أصبح الرجل الزانى الفاسق أبر من إبراهيم نبى الله:
اقرأ عزيزى القمص مرقس عزيز: نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (1وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. 2وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ. 3فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ بِبَعْلٍ». 4وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهَا. فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟ 5أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي إِنَّهَا أُخْتِي وَهِيَ أَيْضاً نَفْسُهَا قَالَتْ هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هَذَا». 6فَقَالَ لَهُ اللهُ فِي الْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضاً عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هَذَا. وَأَنَا أَيْضاً أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ لِذَلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. 7فَالْآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ». 8فَبَكَّرَ أَبِيمَالِكُ فِي الْغَدِ وَدَعَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ وَتَكَلَّمَ بِكُلِّ هَذَا الْكَلاَمِ فِي مَسَامِعِهِمْ. فَخَافَ الرِّجَالُ جِدّاً. 9ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا وَبِمَاذَا أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟ أَعْمَالاً لاَ تُعْمَلُ عَمِلْتَ بِي!». 10وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا رَأَيْتَ حَتَّى عَمِلْتَ هَذَا الشَّيْءَ؟» 11فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قُلْتُ: لَيْسَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ خَوْفُ اللهِ الْبَتَّةَ فَيَقْتُلُونَنِي لأَجْلِ امْرَأَتِي. 12وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضاً هِيَ أُخْتِي ابْنَةُ أَبِي غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ ابْنَةَ أُمِّي فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.) تكوين 20: 1-12
وتقول ص40 أيضاً عن سارة: “وكانت مثال الصبر والإيمان فلما أن تأخرت فى الولادة لم تنسب هذا التأخير لزوجها فتعيره أو تجرح كرامة رجولته ، بل صبرت ولما نفذ صبرها سمحت له أن يأخذ جاريتها هاجر لكى تنجب له نسلاً”.
أتمنى أن تعيد قراءة ما كتبته مرة أخرى: فمعنى أنه أعطته هاجر زوجة له ، أنها كانت تعلم أن التأخير فى الحمل منها هى ، وأن زوجها إبراهيم قادر على الإنجاب. وإلا لكان ما فعلته لا يُفهم إلا بسوء نية منها وتكون موافقتها على زواج إبراهيم من هاجر انتقام من أحدهما أو كليهما. وبالتالى فإن صبرها كان على حالها وليس حال زوجها. أو قل بالحرى كان زوجها هو الذى صبر عليها.
وعلى ذلك فبما استحقت أن يُطلق عليها أم المؤمنين؟ أعتقد أن أى سيدة محترمة أشرف منها بسبب ما نسبتموه إليها؟
وتستشهد أنت ص39 بقول سفر الأمثال عن الزانى والذى يقول: (32أَمَّا الزَّانِي بِامْرَأَةٍ فَعَدِيمُ الْعَقْلِ. الْمُهْلِكُ نَفْسَهُ هُوَ يَفْعَلُهُ. 33ضَرْباً وَخِزْياً يَجِدُ وَعَارُهُ لاَ يُمْحَى.) أمثال 6: 32-33
ألا تُعد سارة من المهلكات لأنفسهن؟ ألا تعد من عديمات العقل؟ ألا يضربها الخزى ، وعارُها لا يُمحى؟ فهل هذه صورة أم المؤمنين التى تتخيلها وتضرب بها المثل للفتيات المسيحيات؟
وإذا كان ابن الزنى مطروداً من رحمة الرب ، فما بالك بالزانى نفسه؟ (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2
وكيف خالفت أنت الرب وأوامره وادعيت أنها من المؤمنات بل أم المؤمنين؟
راحيل زوجة يعقوب:
وفى ص40 تكلمت عن راحيل الجميلة زوجة يعقوب واستهوتك هذه القصة ولم تذكر مبرر لهذا ، ولم تُعلم القارىء مآثر راحيل الجميلة وما فعلته للأمة المؤمنة. وبمعنى آخر: ماذا فعلت راحيل لتستحق أن تخلد ذكراها فى كتابك؟ تزوجت برجل نصَّاب كافر يُدعى يعقوب ، يدعى كتابك أنه رجل كافرٌ نصَّاب!
اقرأ: نبى الله يعقوب يبتز أخيه عيسو ويشترى النبوة منه بطبق عدس: (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 29-34
اقرأ: نبى الله يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه: وعلى ذلك يفترض الكتاب المقدس أن الرب مغفَّل وضحك عليه يعقوب، أو أجبر الرب بذلك أن يوحى إليه بدلاً من أخيه ، أو اتهم الرب بالظلم لموافقته على عملية النصب هذه ، أو اتهم الرب بالجهل وعدم علم ما حدث: (1وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ النَّظَرِ أَنَّهُ دَعَا عِيسُوَ ابْنَهُ الأَكْبَرَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنِي». فَقَالَ لَهُ: «هَئَنَذَا». 2فَقَالَ: «إِنَّنِي قَدْ شِخْتُ وَلَسْتُ أَعْرِفُ يَوْمَ وَفَاتِي. 3فَالْآنَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ وَاخْرُجْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْداً 4وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً كَمَا أُحِبُّ وَأْتِنِي بِهَا لِآكُلَ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ». 5وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً إِذْ تَكَلَّمَ إِسْحَاقُ مَعَ عِيسُو ابْنِهِ. فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِيَصْطَادَ صَيْداً لِيَأْتِيَ بِهِ. 6وَأَمَّا رِفْقَةُ فَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنِهَا: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ أَخَاكَ قَائِلاً: 7اِئْتِنِي بِصَيْدٍ وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً لِآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ وَفَاتِي. 8فَالْآنَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا أَنَا آمُرُكَ بِهِ: 9اِذْهَبْ إِلَى الْغَنَمِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ جَيِّدَيْنِ مِنَ الْمِعْزَى فَأَصْنَعَهُمَا أَطْعِمَةً لأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ 10فَتُحْضِرَهَا إِلَى أَبِيكَ لِيَأْكُلَ حَتَّى يُبَارِكَكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ». 11فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «هُوَذَا عِيسُو أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ. 12رُبَّمَا يَجُسُّنِي أَبِي فَأَكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ وَأَجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لاَ بَرَكَةً». 13فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا ابْنِي. اسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَاذْهَبْ خُذْ لِي». 14فَذَهَبَ وَأَخَذَ وَأَحْضَرَ لِأُمِّهِ فَصَنَعَتْ أُمُّهُ أَطْعِمَةً كَمَا كَانَ أَبُوهُ يُحِبُّ. 15وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ 16وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى. 17وَأَعْطَتِ الأَطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا. 18فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هَئَنَذَا. مَنْ أَنْتَ يَا ابْنِي؟» 19فَقَالَ يَعْقُوبُ لأَبِيهِ: «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي لِتُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». 20فَقَالَ إِسْحَاقُ لِابْنِهِ: «مَا هَذَا الَّذِي أَسْرَعْتَ لِتَجِدَ يَا ابْنِي؟» فَقَالَ: «إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي». 21فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: «تَقَدَّمْ لأَجُسَّكَ يَا ابْنِي. أَأَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو أَمْ لاَ؟» 22فَتَقَدَّمَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ فَجَسَّهُ وَقَالَ: «الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ وَلَكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو». 23وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ. فَبَارَكَهُ. 24وَقَالَ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو؟» فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». 25فَقَالَ: «قَدِّمْ لِي لِآكُلَ مِنْ صَيْدِ ابْنِي حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي». فَقَدَّمَ لَهُ فَأَكَلَ وَأَحْضَرَ لَهُ خَمْراً فَشَرِبَ. 26فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «تَقَدَّمْ وَقَبِّلْنِي يَا ابْنِي». 27فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ. فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ. وَقَالَ: «انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْلٍ قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ. 28فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. 29لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّداً لإِخْوَتِكَ وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».) تكوين الإصحاح 27: 1-29
ثم اقرأ: نبى الله التقى يعقوب يضرب الرب ويهزمه وينتزع منه البركة انتزاعاً: أليس من يسب الرب يكون قد كفر؟ فما بالك من يضرب الرب ويحرجه وسط عبيده وملائكته؟ (24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 22-30
ثم اقرأ قصة زواج يعقوب من راحيل لتعرف مدى فشل القصَّاص الذى روى هذه القصَّة:
(17وَكَانَتْ عَيْنَا لَيْئَةَ ضَعِيفَتَيْنِ وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ حَسَنَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 18وَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ فَقَالَ: «أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينٍ بِرَاحِيلَ ابْنَتِكَ الصُّغْرَى». 19فَقَالَ لاَبَانُ: «أَنْ أُعْطِيَكَ إِيَّاهَا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ أُعْطِيَهَا لِرَجُلٍ آخَرَ. أَقِمْ عِنْدِي». 20فَخَدَمَ يَعْقُوبُ بِرَاحِيلَ سَبْعَ سِنِينٍ وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا. 21ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ لِلاَبَانَ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي لأَنَّ أَيَّامِي قَدْ كَمُلَتْ فَأَدْخُلَ عَلَيْهَا». 22فَجَمَعَ لاَبَانُ جَمِيعَ أَهْلِ الْمَكَانِ وَصَنَعَ وَلِيمَةً. 23وَكَانَ فِي الْمَسَاءِ أَنَّهُ أَخَذَ لَيْئَةَ ابْنَتَهُ وَأَتَى بِهَا إِلَيْهِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا. 24وَأَعْطَى لاَبَانُ زِلْفَةَ جَارِيَتَهُ لِلَيْئَةَ ابْنَتِهِ جَارِيَةً. 25وَفِي الصَّبَاحِ إِذَا هِيَ لَيْئَةُ. فَقَالَ لِلاَبَانَ: «مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي! أَلَيْسَ بِرَاحِيلَ خَدَمْتُ عِنْدَكَ؟ فَلِمَاذَا خَدَعْتَنِي؟» 26فَقَالَ لاَبَانُ: «لاَ يُفْعَلُ هَكَذَا فِي مَكَانِنَا أَنْ تُعْطَى الصَّغِيرَةُ قَبْلَ الْبِكْرِ. 27أَكْمِلْ أُسْبُوعَ هَذِهِ فَنُعْطِيَكَ تِلْكَ أَيْضاً بِالْخِدْمَةِ الَّتِي تَخْدِمُنِي أَيْضاً سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ». 28فَفَعَلَ يَعْقُوبُ هَكَذَا. فَأَكْمَلَ أُسْبُوعَ هَذِهِ فَأَعْطَاهُ رَاحِيلَ ابْنَتَهُ زَوْجَةً لَهُ. 29وَأَعْطَى لاَبَانُ رَاحِيلَ ابْنَتَهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهُ جَارِيَةً لَهَا. 30فَدَخَلَ عَلَى رَاحِيلَ أَيْضاً. وَأَحَبَّ أَيْضاً رَاحِيلَ أَكْثَرَ مِنْ لَيْئَةَ. وَعَادَ فَخَدَمَ عِنْدَهُ سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ.) تكوين 29: 23-30
تبدأ القصة بحب يعقوب لراحيل ، ومعنى ذلك أنه رأها وأعجبته ووقعت فى قلبه. واستضافه أبوها عنده فى البيت. فهل لم يرها يعقوب طوال هذه المدة ليحدث الخلط سواء فى الصورة أو فى الصوت ويدخل على أختها بدلاً منها؟ وكيف وافقت أختها على هذا التدليس؟ وهل تعتقد عزيزى القمص أن راحيل لم تعلم بالصفقة التى تمت بين يعقوب وبين أبيها لمدة سبع سنوات؟
والغريب أن الأب أقام وليمة وجاء الناس ليهنئونه على زواج ابنته ، وكل هذا ولم يعرف المدعوون أو العريس الذى تقبل التهنئة سواء من الجيران الذين عاشرهم لمدة سبع سنوات أو من أى من أهل البيت أن العروسة هى ليئة!! فعند زواج احدى ابنتى تكون الأخرى الساعد الأيمن لأختها ، وتظل تتنقل كالنحل لتنفذ رغبة أختها وتُدخل عليها السعادة أكثر وأكثر. فهل لم يلحظ أحد من نساء القبيلة أن الزوجة هى ليئة وليست راحيل؟ وهل لم يسأل أحد من الجيران عما يفعله ذلك الرجل عند يعقوب طوال سبع سنوات؟ ألم يُشهدا أحد على عقد الاتفاق؟ ألم يحكيا لأحد عن عقد الاتفاق بينهما؟ وهل خانه الأب وضحى بسمعته بين الجيران وتجارته بين التجار وأظهر خيانته وعدم أمانته بل ونصبه وابتزازه ليعقوب؟
وإذا كانت بهذه الدرجة من الجمال ، فهل لم يتقدم لخطبة أى منهن رجل على مدار السبع سنوات؟ وإذا رفض الأب الخطباء فبأى مبرر كان يقوله لابنتيه؟ ألم يجلس عنده يعقوب سبع سنوات بهذا المبرِّر ، وكان يرفض كل من تقدم للزواج من ابنته الجميلة على أساس أنها مخطوبة ليعقوب؟ ألم تعلم راحيل نفسها بهذه الصفقة أم باعها أبوها كما يبيع البعير؟
عزيزى القمص مرقس عزيز: إن راحيل الجميلة مشاركة فى عملية النصب القذرة هذه ، وهذا الإبتزاز من أجل تزويج أختها. والأنكى من ذلك أن يعقوب تزوج راحيل وأختها، أى جمع بين الأختين ، وذلك طبعاً بموافقة الرب ورضاه ، لأن يعقوب هذا نبى مبارك. ويُحرِّم الكتاب المقدس الجمع بين الأختين: (18وَلاَ تَأْخُذِ امْرَأَةً عَلَى أُخْتِهَا لِلضِّرِّ لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا مَعَهَا فِي حَيَاتِهَا.) لاويين 18: 18
صحيح أنكم عزيزى القمص مرقس عزيز تقولون إنه لم تكن الشريعة قد أتت بعد. لكن هذا يعنى من جانب آخر موافقة الرب على هذه الزيجة ، ثم منعها بحكم آخر ، وإلا لعاتبه الرب على هذا الإثم!! وهذا هو التدرُّج فى التشريع ، الذى نسميه الناسخ والمنسوخ ، ولا تعترفون أنتم به فى كتابكم. فأنت أمام خيارين أحلاهما مُرٌ: إمَّا أن تعترف بوجود الناسخ والمنسوخ فى كتابك ، وإما أن تتهم نبى الله بمخالفة شرع الله. (راجع أيضاً كتابى: الناسخ والمنسوخ فى الكتاب المقدس ـ مكتبة وهبة)
والمفترض فى النصَّاب أنه رجل ذكى ، وما حدث هو من الغباء الشديد. لأنه يدمِّر ابنتيه. ثم ألم يُلفت نظرك غياب الرب فى عملية النصب هذه؟ لماذا لم يحاول أن ينقذ عبده ومصطفاه من عملية النصب هذه؟ هل رضى لنبيه أن يتزوج امرأة كهذه أو بهذه الطريقة؟ وهل رضى الرب لبيت نبيه أن يكون غير هادىء وتملأه المشاكل بين الأختين؟
وألا يمكن لهذه الزيجة أن تفسد علاقة الأختين؟ فإذا كان من أسباب رفضك لتعدد الزوجات أن الحياة لا تكون هانئة سهلة فى وجود زوجتين أو أكثر ، فما بالك لو كانت الزوجتان أختين؟
ألم تسمع بقول الرب: (4لأَنَّكَ أَنْتَ لَسْتَ إِلَهاً يُسَرُّ بِالشَّرِّ لاَ يُسَاكِنُكَ الشِّرِّيرُ. 5لاَ يَقِفُ الْمُفْتَخِرُونَ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ. أَبْغَضْتَ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ. 6تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ.) مزامير 5: 4-6؟ فأين انتقام الرب من الكذَّاب ليكون عبرة لمن خلفه؟
وكيف استسلم لهذه الخدعة وهذا الغش الرجل الجبار الذى انتقم من إلهه وصرعه وأجبره على أن يباركه ويعطيه النبوة؟ ألا كان يمكنه أن يُجبره على تنفيذ الإتفاق المبرم بينهما؟ أم كان ضرب الإله أيسر عليه؟
هذه هى راحيل النصَّابة التى رضيت بنصب أبيها وابتزازه على زوج المستقبل!
هذه هى راحيل التى سرقت أصنام أبيها: (19وَأَمَّا لاَبَانُ فَكَانَ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ فَسَرِقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا.) تثنية 31: 19
يتبع
«« توقيع abubakr_3 »»
-
هذه هى راحيل التى اتهمت الرب بسرقة أبيها: (14فَأَجَابَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ: «أَلَنَا أَيْضاً نَصِيبٌ وَمِيرَاثٌ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟ 15أَلَمْ نُحْسَبْ مِنْهُ أَجْنَبِيَّتَيْنِ لأَنَّهُ بَاعَنَا وَقَدْ أَكَلَ أَيْضاً ثَمَنَنَا؟ 16إِنَّ كُلَّ الْغِنَى الَّذِي سَلَبَهُ اللهُ مِنْ أَبِينَا هُوَ لَنَا وَلأَوْلاَدِنَا. فَالْآنَ كُلَّ مَا قَالَ لَكَ اللهُ افْعَلْ».) تكوين 31: 14-15
هذه هى راحيل زوجة رجل الفضيلة والخلق الذى ضرب الرب ، وابتز أخيه ، ونصب وكذب على أبيه ، وسرق بركة أخيه! إنها حقاً عائلة محترمة!!
الزانية ميكال رمز الطهر والعفاف:
وفى ص41 تكلمت عن ميكال عاشقة داود والتى “دافعت عنه وأنقذته من بطش الملك شاول أبيها”. فهل وفَّى نبى الله ما فعلته هذه الزوجة من أجله؟ هل كان وفيا لزوجته؟ لا. لقد خانها مع جارته ، أم نبى الله سليمان فيما بعد. لقد صعد على سطح المنزل ورأى امرأة عارية تستحم ، فأعجبه جمالها ، فأرسل ابن عمها ليراودها عن نفسها لصالح الملك النبى داود ، ونامت معه ، وحملت منه.
هل تعرفون أين كان زوجها؟ كان على جبهة القتال يدافع عن دين الله؟ فأرسل داود واستقدمه ليدخل على زوجته ، ليشعر أن الحمل جاء منه هو ولا يعرف بالجريمة التى اقترفها نبى الله رجل الفضيلة والأخلاق مع زوجته. وعندما رفض الرجل الشهم أن يبيت فى حضن زوجته ، ويترك نبى الله فى وقت الحرب ، لم يجد داود بداً من أن يرسل معه رسالة لقائد الجيش أن يقدم أوريا زوج جارته إلى مقدمة القتال ، وعندما يحمى وطيس المعركة يتراجع هو وجيشه ويتركوا أوريا ومن معه!!!
إنها حكاية رجل فاجر، زانى، غشاش، كذَّاب، خائن لله وللقضية التى يُحارب من أجلها ولشعبه وقاتل!! فماذا تبقى من شرور الشيطان ولم يتصف بها هذا النبى؟؟ (صموئيل الثانى 11: 1-17)
وفى نهاية أيامه كان لا ينام إلا فى حُضن فتاة عذراء لتُدفئه!! وطبعاً لا بد أن يكونا عرايا لتنشأ حرارة من أجسادهما تجعله ينام!! (1وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَكَانُوا يُغَطُّونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. 2فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: [لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجِعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ]. 3فَفَتَّشُوا عَلَى فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، فَوَجَدُوا أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ فَجَاءُوا بِهَا إِلَى الْمَلِكِ. 4وَكَانَتِ الْفَتَاةُ جَمِيلَةً جِدّاً، فَكَانَتْ حَاضِنَةَ الْمَلِكِ. وَكَانَتْ تَخْدِمُهُ وَلَكِنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَعْرِفْهَا.) ملوك الأول 1: 1-4
لقد وافقت هذه الزوجة التى تصفها بأنها وفية أن تتزوج على زوجها فى حياته نزولاً على إرادة أبيها النبى شاول، عدو النبى داود، ولم ترفض أو تقاوم، وهذا يدل على وضع المرأة المتدنى، حيث يزوجها أبوها بمن يريد أو يطلقها مِن مَن يكره: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) صموئيل الأول 25: 44 ثم (14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16
فما الهدف الأخلاقى والنتيجة التربوية التى تستفيدها بناتنا وأولادنا عندما يقرأون أن نبى الرب داود زنى وخان وخدع وقتل؟ إن الهدف من مثل هذه الحكايات هو تدمير المجتمع.
وما الهدف الأخلاقى والنتيجة التربوية التى تستفيدها بناتنا وأولادنا عندما يقرأون أن نبى الرب داود كان يرقص ، وخاصة إذا علموا أن رقص الرجال مجلب للعار والإحتقار بين الناس؟ (14وَكَانَ دَاوُدُ يَرْقُصُ بِكُلِّ قُوَّتِهِ أَمَامَ الرَّبِّ. وَكَانَ دَاوُدُ مُتَنَطِّقاً بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ. 15فَأَصْعَدَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ تَابُوتَ الرَّبِّ بِالْهُتَافِ وَبِصَوْتِ الْبُوقِ. 16وَلَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ الرَّبِّ مَدِينَةَ دَاوُدَ، أَشْرَفَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ مِنَ الْكُوَّةِ وَرَأَتِ الْمَلِكَ دَاوُدَ يَطْفُرُ وَيَرْقُصُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَاحْتَقَرَتْهُ فِي قَلْبِهَا.) صموئيل الثانى 6: 14-16
وما الفضيلة التى تتركها ميكال فى قلوب النساء وهى تحتقر زوجها وتستقلَّه فى عينيها؟
وفى نهاية الأمر رد نبى الله ومصطفاه من بين خلقه داود وفاء زوجته التى أحبته ميكال وقتلها هى وأولادها الخمس. وقد عُدِّلَت فى التراجم الحديثة من ميكال إلى ميراب. ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله.
(8فَأَخَذَ الْمَلِكُ ابْنَيْ رِصْفَةَ ابْنَةِ أَيَّةَ اللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ: أَرْمُونِيَ وَمَفِيبُوشَثَ، وَبَنِي مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ، 9وَسَلَّمَهُمْ إِلَى يَدِ الْجِبْعُونِيِّينَ فَصَلَبُوهُمْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامَ الرَّبِّ. فَسَقَطَ السَّبْعَةُ مَعاً وَقُتِلُوا فِي أَيَّامِ الْحَصَادِ فِي أَوَّلِهَا فِي ابْتِدَاءِ حَصَادِ الشَّعِيرِ)صموئيل الثانى 21: 8-9
وقد وافقت طبعة الآباء اليسوعيين ، وكتاب الحياة ، والترجمة العربية المشتركة، على كون المقتولة هى ميكال. فهل كان لميكال أولاد فعلاً؟
نعم: (صموئيل الثاني 21: 8-9) النص أعلاه.
لا : (23وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا)صموئيل الثانى 6: 23
لذلك غيرتها الترجمة الكاثوليكية منشورات دار المشرق لعام 1986 (أغناطيوس زياده) وأبدلت ميكال إلى ميراب. وهذا ليس شأن التراجم العربية لوحدها ، إنهم يعتمدون أن المسيحيين لا يعرفون غير الرب محبة وأنه صلب فداءً لهم. لكنهم لا يبحثون ولا يقرأون قراءة الباحث المحايد.
فأى الكتب أصح؟ ولماذا؟ فالبحث العلمى الدقيق للكتاب المقدس يُثبت أن ميكال لم يكن لديها أولاد.
ولكن أليس من المحتمل أن يكون الأولد الخمسة الذين قتلهم داود أولاد ميكال من زواجها من لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ؟
لا: لم تتزوج ميكال إلا داود ، ثم أخذها أبوها شاول من داود عنوة دون طلاق ، وزوجها برجل آخر يُدعى (فلطي بن لايش الذي من جليم) (صموئيل الأول 25: 44، صموئيل الثانى 3: 15)، أى أسلمها للزنى، ثم عادت إلى داود ولم تنجب منه (صموئيل الثانى 6: 23)، ولم يتزوج (عَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ) إلا ميراب ابنة شاول الكبرى.
ومعنى ذلك أن كاتب هذه الفقرة قد أخطأ فى ذكر اسم ميكال ، لذلك عُدِّلَت فى التراجم الحديثة إلى ميراب.
وفى ذلك يقول كتاب شبهات وهمية حول الكتاب المقدس للقس الدكتور منيس عبد النور صفحة 147: (وللرد نقول: هناك احتمالان: (1) ماتت مَيْرَب زوجة عدرئيل المحولى ، فتزوَّجَ عدرئيل شقيقتها ميكال بعد أن طلقها داود. (2) أن يكون الأولاد الخمسة من نسل ميرب ، ولما ماتت ربَّتهم خالتهم ميكال فيكونون بنيها بالتربية.)
وأرد على الإحتمال الأول فأقول: لم تنجب ميكال حتى ماتت: (23وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا.) صموئيل الثانى 6: 23
وأرد على الإحتمال الثانى فأقول: لم يقل بذلك أى من كتب العهد القديم أو الجديد ، ونص صموئيل الثانى يقول: إن ميكال هى التى ولدتهم لزوجها عدرئيل: (وَبَنِي مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ،) ولو كان كلام القس الدكتور عبد المنيس صحيحاً ، لما قامت الأناجيل فى طبعاتها الجديدة المترجمة بتغيير اسم ميكال إلى ميرب:
للرجوع إلى هذا الموقع للتأكد من صحة المنقولات هذه http://www.diebibel.de/
ترجمة لوثر الألمانية عام 1545:
8 Aber die zween Söhne Rizpas, der Tochter Ajas, die sie Saul geboren hatte, Armoni und Mephiboseth; dazu die fünf Söhne Michals, der Tochter Sauls, die sie dem Adriel geboren hatte, dem Sohn Barsillais, des Mahalothiters, nahm der König
ترجمة لوثر الألمانية عام 1984:
8Aber die beiden Söhne der eRizpa, der Tochter Ajas, die sie Saul geboren hatte, Armoni und Mefi-Boschet, dazu die fünf Söhne der Merab, der Tochter Sauls, die sie dem fAdriël geboren hatte nahm der König
ترجمة Einheitsübersetzung الألمانية:
Der König nahm Armoni und Mefi-Boschet, die beiden Söhne, die Rizpa, die Tochter Ajas, dem Saul geboren hatte, und die fünf Söhne, die Michal, die Tochter Sauls, dem Adriël, dem Sohn Barsillais aus Mehola, geboren hatte.
ترجمة ٍSchlachter الألمانية:
Aber die beiden Söhne, welche Rizpa, Ajas' Tochter, Saul geboren hatte, Armoni und Mephiboset, dazu die fünf Söhne, welche Merab, die Tochter Sauls, Adriel, dem Sohne Barsillais, dem Mecholatiter, geboren hatte, nahm der König
ترجمة Webster لعام 1833:
8 But the king took the two sons of Rizpah the daughter of Aiah, whom she bore to Saul, Armoni and Mephibosheth; and the five sons of Michal the daughter of Saul, whom she brought up for Adriel the son of Barzillai the Meholathite:
ترجمة RSV :
8 The king took the two sons of Rizpah the daughter of Ai'ah, whom she bore to Saul, Armo'ni and Mephib'osheth; and the five sons of Merab the daughter of Saul, whom she bore to A'dri-el the son of Barzil'lai the Meho'lathite;
النبية الراقصة:
وفى ص41 ذكرت ضمن نساء الكتاب المقدس مريم النبية شقيقة موسى . وتذكر أنها كان لها دوراً بارزاً فى قيادة شعب إسرائيل ، ولم تذكر هذا الدور، لكنك ذكرت خوفها على أخيها الأصغر ، وتقديم أمها كمرضعة وحاضنة له. فهل استحقت النبوة على هذا العمل فقط؟ وماذا كان دورها القيادى فى تاريخ بنى إسرائيل؟ ثم ذكرت أن الله خلد اسمها بجانب أسماء موسى وهارون.
فمن هى مريم هذه؟ لقد قال سفر الخروج إن يوكابد ولدت لزوجها هارون وموسى فقط: (20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى.) خروج 6: 20 ، على الرغم أن هذا السفر ذكرها فقط أثناء خروج موسى وقومه فى البحر ، فجاءت بدف وأخذت ترقص وتغنى مع باقى النساء ، ولم تُذكر فيه باسمها ، بل ذكرت كأخته فقط.
إلا أنك تجد فى سفر العدد أن يوكابد ولدت أيضاً ابنة اسمها مريم: (59وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاوِي التِي وُلِدَتْ لِلاوِي فِي مِصْرَ. فَوَلدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا.) عدد 26: 59
وهذا الترتيب يعنى أن مريم أصغر من موسى وهارون. فمن هى مريم التى كانت تراقب الطفل حتى أخذتى امرأة فرعون؟ ومتى أتت؟ وكيف لم يوح إلى موسى أن له أخت اسمها مريم ليسجل اسمها فى سفر الخروج. لا نعرف! وهل عدم ذكر اسمها فى سفر الخروج وسفر اللاويين يُعد من باب تحقير المرأة أو تهميشها؟
ولماذا خلَّدَ الرب ذكر اسمها؟ هل لأنها نبية راقصة متميزة فرحةً بإغراق الله فرعون وقومه ونجاة بنو إسرائيل؟ (19فَإِنَّ خَيْلَ فِرْعَوْنَ دَخَلَتْ بِمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ إِلَى الْبَحْرِ وَرَدَّ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ مَاءَ الْبَحْرِ. وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَمَشُوا عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ». 20فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. 21وَأَجَابَتْهُمْ مَرْيَمُ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ! الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ!».) خروج 15: 19-21 ، وهل هذا هو الدور القيادى لها فى إخراج بنى إسرائيل الذى ذكرته لها؟
ولماذا لم تذكر اعتراضها على زواج موسى بالمرأة الكوشية وعدم طاعتها لله، حتى انتقم الله منها وضرب عليها البرص؟ (1وَتَكَلمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلى مُوسَى بِسَبَبِ المَرْأَةِ الكُوشِيَّةِ التِي اتَّخَذَهَا (لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً) 2فَقَالا: «هَل كَلمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضاً؟» فَسَمِعَ الرَّبُّ. .. .. .. 9فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَليْهِمَا وَمَضَى. 10فَلمَّا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلجِ. فَالتَفَتَ هَارُونُ إِلى مَرْيَمَ وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ. 11فَقَال هَارُونُ لِمُوسَى: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي لا تَجْعَل عَليْنَا الخَطِيَّةَ التِي حَمِقْنَا وَأَخْطَأْنَا بِهَا. 12فَلا تَكُنْ كَالمَيِّتِ الذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِل نِصْفُ لحْمِهِ». 13فَصَرَخَ مُوسَى إِلى الرَّبِّ: «اللهُمَّ اشْفِهَا». 14فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «وَلوْ بَصَقَ أَبُوهَا بَصْقاً فِي وَجْهِهَا أَمَا كَانَتْ تَخْجَلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ؟ تُحْجَزُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ المَحَلةِ وَبَعْدَ ذَلِكَ تُرْجَعُ». 15فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ خَارِجَ المَحَلةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَلمْ يَرْتَحِلِ الشَّعْبُ حَتَّى أُرْجِعَتْ مَرْيَمُ. 16وَبَعْدَ ذَلِكَ ارْتَحَل الشَّعْبُ مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ.) العدد 12: 1-16
نرفض تعدد الزوجات:
وفى ص43 تقول تحت عنوان (الزواج فى ضوء الكتاب المقدس ـ ناموس الزوجة الواحدة): “إن شريعة الله منذ البدء يوم خلق الله آدم وحواء كانت رجلاً واحداً وامرأة واحدة. لذلك قال آدم عن امرأته "23فَقَالَ آدَمُ: «هَذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». 24لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً." (تك2: 23 و24)”.
بمعنى أنك ترفض تعدد الزوجات لأن بداية الخلق كانت ذكراً واحداً وأنثى واحدة. فمن أين أتيت بهذا الفهم؟ من الذى قال لك إن هذا المنطق الذى تتكلم به صحيحاً؟ ألم يتزوج كل أنبياء الله بعدد من الزوجات؟ ألم يدافع الله عن زواج موسى بالمرأة الكوشية ، وضرب البرص على النبية مريم لاعتراضها على تعديد موسى للزوجات؟ ألم يُعدد نبى الله سليمان زوجاته حتى وصل عددهن إلى 1000 امرأة؟ فهل تعتقد أن كل هؤلاء الأنبياء فهموا هذا النص خطأ وتركهم الرب فى ضلالهم يقودوا قومهم إلى الضلال ، ثم صحَّح هذا الفهم بعد موته ورفعه للسماء على بد بولس وأيدى آباء الكنيسة؟ ألا يدل هذا على اعتراف ضمنى منك بتحريف العهد القديم وضلال أنبيائه؟
فزوجات إبراهيم هن:
1- سارة أخته لأبيه (تكوين 20: 12) 2- هاجر (تكوين 16: 15)
3- قطورة (تكوين 25: 1) 4- حجور (الطبرى ج1 ص 311)
5- يقول سفر التكوين: (6وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقاً إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ.) تكوين 25: 6
ومعنى ذلك أن إبراهيم كان يجمع على الأقل ثلاث زوجات بالإضافة إلى السرارى التى ذكرها الكتاب بالجمع.
وإذا علمنا أن سليمان كان عنده 300 من السرارى ، وداود ترك جزء من سراريه لحفظ البيت ، ويبلغ عددهن 10 سرارى (صموئيل الثانى 15: 16).
فإذا ما افترضنا بالقياس أن سيدنا إبراهيم كان عنده 10 سرارى فقط بالإضافة إلى زوجاته، يكون قد جمع تحته على الأقل 13 زوجة وسريرة.
وزوجات يعقوب هن:
1- ليئة 2- راحيل
3- زلفة 4- بلهة
وبذلك يكون سيدنا يعقوب قد جمع 4 زوجات فى وقت واحد.
وزوجات موسى هن:
1- صفورة (خروج 2: 11-22)
2- المرأة كوشية (وهو فى سن التسعين) عدد 12: 1-15
وبذلك يكون نبى الله موسى قد تزوج من اثنتين (يؤخذ فى الإعتبار أن اسم حمى موسى جاء مختلفاً: فقد أتى رعوئيل (خروج 2: 28) ويثرون (خروج 3: 1) وحوباب القينى قضاة 1: 16) وقد يشير هذا إلى وجود زوجة ثالثة لموسى ؛ إلا إذا اعترفنا بخطأ الكتاب فى تحديد اسم حمى موسى .
وزوجات جدعون هن: (كان لجدعون سبعون ولداً خارجون من صلبه ، لأن كانت له نساء كثيرات) قضاة 8: 30-31
وإذا ما حاولنا استقراء عدد زوجاته عن طريق عدد أولاده ، نقول: أنجب إبراهيم 13 ولداً من 4 نساء. فيكون المتوسط التقريبى 3 أولاد لكل امرأة.
وكذلك أنجب يعقوب 12 ولداً من 4 نساء ، فيكون المتوسط التقريبى 3 أولاد لكل امرأة.
ولما كان لجدعون 70 ولداً: فيكون عدد نسائه إذن لا يقل عن 23 امرأة.
وزوجات داود هن:
1- ميكال ابنة شاول (صموئيل الأول 18: 20-27)
2- أبيجال أرملة نابال (صموئيل الأول 25: 42)
3- أخينوعيم اليزرعيلية (صموئيل الأول 25: 43)
4- معكة ابنت تلماى ملك جشور (صموئيل الثانى 3: 2-5)
5- حجيث (صموئيل الثانى 3: 2-5)
6- أبيطال (صموئيل الثانى 3: 2-5)
7- عجلة (صموئيل الثانى 3: 2-5)
8- بثشبع أرملة أوريا الحثى (صموئيل الثانى 11: 27)
9- أبيشج الشونمية (ملوك الأول 1: 1-4)
ويمكن استقراء عدد نساء داود فى أورشليم كالآتى:
ملك داود فى حبرون على سبط يهوذا نحو 7 سنين ، تزوج فيها ست زوجات ، أى بمعدل زوجة جديدة كل سنة.
ولما انتقل داود إلى أورشليم ملكاً على إسرائيل ، كان عمره 37 سنة ، وقد بدأت المملكة تستقر. فمن المتوقع أن يستمر معدل إضافة الزوجات الجدد كما كان سلفاً، أى زوجة جديدة كل سنة ، إن لم يكن أكثر نظراً لإستقرار مملكته.
وإذا أخذنا عامل السن فى الاعتبار ، فإننا يمكننا تقسيم مدة حياته فى أورشليم ، التى بلغت 33 سنة إلى ثلاث فترات ، تبلغ كل منها احدى عشر سنة ، ويكون المعدل المقبول فى الفترة الأولى زوجة جديدة كل سنة ، وفى الفترة الثانية زوجة جديدة كل سنتين ، وفى الفترة الثالثة زوجة جديدة كل ثلاث سنوات.
وبذلك يكون عدد زوجات داود الجدد الائى أخذهن فى أورشليم 20 زوجة على الأقل. (نقلا عن المهندس أحمد عبد الوهاب فى تعدد نساء الأنبياء بتصرف).
أما بالنسبة للسرارى فيقدرها العلماء ب 40 امرأة على الأقل. فقد هرب داود خوفاً من الثورة التى شنها عليه ابنه أبشالوم مع زوجاته وسراريه وترك عشر نساء من سراريه لحفظ البيت (صموئيل الثانى 15: 12-16).
وبذلك يكون لداود 29 زوجة و 40 سرية ، أى 69 امرأة على الأقل. إلا أن بعض العلماء لديهم يميل إلى كونهم 100 زوجة ، بناء على حكاية الملكين الذين تسوروا المحراب ، وشكى أحدهم من كون أخيه يملك 99 نعجة (زوجة) واعتدى على نعجته ، ويقصدون بها امرأة أوريا الحثِّى ، التى اتهموا داود بالزنى معها ظلماً وبُهتاناً. وعلى العموم فهذا رقم متواضع إذا قورن بحجم نساء ابنه سليمان الذى وصل إلى 1000 امرأة.
نساء رحبعام هن:
(21وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْناً وَسِتِّينَ ابْنَةً) أخبار الأيام الثانى 11: 21
نساء سليمان هن:
(1وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: [لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ]. فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهَؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ.) ملوك الأول 11: 1-3
نساء هوشع هن:
زوجتين (هوشع 1: 2-3 و هوشع 3: 1-2)
إذاً عزيزى القمص مرقس عزيز فإن رفض المسيحية لتعدد الزوجات هو فهم خاطىء خاص بها وحدها دون الناموس ، الذى أتى عيسى لينفذ ما به ويؤكده ، ومغاير لما فعله الأنبياء. وعلى ذلك إما أن تقولوا بوجود ناسخ ومنسوخ فى دينكم وتأتوا بالدليل على نسخ الله لتعدد الزوجات بنصوص صريحة غير قابلة للتأويل، أو تعترفون أن هذه الشريعة خاطئة فى فهمها لتعدد الزوجات ، أو أن الرب ترك أنبياءه تعيث فى الأرض فساداً، وكان هو المسئول عن تصرفات هذه الأنبياء، لأنه هو الذى اصطفاهم بعلمه الأزلى!! وبذلك يكون هو المفسد عن عمد ، لإختياره أنبياء فاسدة ، ضلت وأضلت البشرية معها.
وشرَّعَ الله أحكاماً واضحة للأسرة فى حالة وجود هذا التعدد: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17
مضار تعدُّد الزوجات فى العهد القديم:
وفى ص43 تقول تحت عنوان (مضار تعدُّد الزوجات فى العهد القديم): “إن زواج إبراهيم بهاجر لم يكن بأمر الله ولكنه تم حسب مشورة سارة”.
فلماذا تفاديت الكلام عن زواج موسى بالمرأة الكوشية ودفاع الله عنها وعن موسى . ولم تُعلِّق على موافقة الرب على تعدد الزوجات ووضع تشريع للميراث يخص هذا التعدُّد؟ وهل التشريع يؤخذ من سوء معاملة الناس لبعضهم البعض، أم يُعطى التشريع لمصلحة البشرية التى يراها الله للناس، وعليهم أن يذعنوا لأمر الله ويطبقوه؟
وإذا كان تعدد الزوجات أثبت ضره عند إبراهيم ، فلماذا لم يحرمه الله لدى موسى أو داود؟ إن سكوت الرب بذلك لا يحتمل إلا معنيين: فإما وافق الرب على تعدد الزوجات، وهذا هو تشريعه، ولم يخالفه نبى فى ذلك أو يفعل ما يغضبه، وإما كان سكوت الرب لإضلال أنبيائه وباقى البشر معه ، الأمر الذى ينفى عنه كونه إلهاً للمحبة!!
لذلك إن نفيكم لتعدد الزوجات يجعلكم تدَّعون أن الرب أعطى فرائض غير صالحة للبشر والأنبياء قبل عيسى ، الأمر الذى تسبب فى قتل الأخ لأخيه كما قتل أبشالوم أخيه أمنون ثأراً لشقيقته (1صم 13: 32) ، وتسبب فى ثورة أبشالوم على أبيه داود وتسيره جيشاً لمحاربته ، واعتداء أبشالوم على زوجات (سرارى) أبيه (2صم 16: 20-22) ، وتسبب فى أن يقتل جيش داود أبشالوم ابنه بعد حرب طاحنة (2صم 18: 15).
أما كلامك بشأن نفس الموضوع ص44 القائل: “لقد ذكر الكتاب المقدس أخطاء إبراهيم ويعقوب وداود لكى لا يصيبنا ما أصابهم”. فيحتاج تفكيراً عميقاً جداً منك فى أحوال عدم السماح بتعدد الزوجات ، وعدم السماح للرهبان بالزواج ، وتبتُّل البابا ليرتفع ويسمو بنفسه فوق مرتبة الأنبياء الذين تزوجوا وأنجبوا وعاشوا كبشر وسط البشر ، مقارنا ذلك بما تقرأه اليوم عن سوء أخلاق الرهبان والراهبات والقساوسة والأساقفة والباباوات فى العهود السابقة وتقارن أيهما أفضل تعدد الزوجات أم التبتل أم الوقوع فى الزنى!! والنت يخرج علينا بين الحين والآخر بفضيحة أحد القساوسة أو الأساقفة ، وقد نوهت عن أخلاق البعض فى كتابى (الروح القدس فى محكمة التاريخ) ، وأنقل إليك نبذة منها:
اعتداء الراهب برسوم المصرى على 5000 امرأة ، وسرقته 4 كيلوجرام من الذهب من احدى العائلات ، أهدى منها كيلو لرئيس الدير للتستر على انحرافاته ، كما اتهم هذا الراهب رئيس الدير بأنه كان يكشف عن سيقانه ويطلب من الرهبان تدليك أعضائه التناسلية. وقيامه بعمل السحر.
وعن الذهب أكد "جمال أسعد عبد الملاك" النائب القبطي السابق بالبرلمان المصري لشبكة "إسلام أون لاين. نت" أن .. الأنبا برسوم تم التحقيق معه قبل ست سنوات بسبب العثور على ثمانية كيلوجرامات من الذهب بحوزته، كان قد استولى عليها من النساء المترددات عليه، وتم معاقبته بالنقل إلى دير آخر بسوهاج.http://www.islamonline.net/Arabic/n...Article43.shtml
قساوسة أمريكا يرتكبون 11 ألف اعتداء جنسى وإساءة جنسية منذ عام 1950 حتى اليوم.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/worl...00/3492476.stm
القبض على قس يزرع المارجوانا فى كنيسته
http://arabic.cnn.com/2004/entertain...ana/index.html
يقول الدكتور لويس عوض فى كتابه "ثورة الفكر"عن رجال الكنيسة فى الماضى: (كانت الفضائح فى روما ، مركز البابوية ، تزكم الأنوف. فالأصل فى العقيدة الكاثوليكية أن رجال الدين لا يتزوجون ، وأن الرهبان ومنهم الكرادلة والباباوات ، ينذرون لله ثلاثة نذور يوم يدخلون باب الدير: نذر العفة، ونذر الفقر، ونذر الطاعة. وها نحن نرى البابا اسكندر السادس (1431-1503) جهاراً نهاراً، له ثلاثة أولاد غير شرعيين هم: سيزار بورجيا دوق أوربينو (1475 - 1507)، ولوكريس بورجيا (1480 - 1519)، ودون كانديا.
وقد أعلن البابا الإسكندر السادس (1492-1503) المنحدر من أسرة يهودية عام 1498 صراحة أمام مجمع الكرادلة بأن سيزار ابن له غير شرعى. أى عن طريق الزنى.
كما زاد عدد الكرادلة ليحقق مكاسب مادية، منهم واحد فى الحادية عشر، وآخر فى الخامسة عشر ، وعين ابنه سيزارى كردينالاً ، وكان فى الثانية عشر ، كما عين ألسندرو فرينزى ، لأن أخته جوليا كانت عشيقة البابا ، وكانت جميلة رائعة سماها أحد الظرفاء (عروس المسيح). كما ولدت له امرأة أخرى سنة 1498 طفلاً اسمه رومانس.
و(اتخذ له عشيقة اسمها جيلبا فارنيس، وكانت موفورة الجمال، صغيرة السن، اغتصبها من خطيبها، واحتفظ بها بعد ارتقائه كرسى البابوية) (موقف الإسلام والكنيسة من العلم ، عبد الله المشوخى ، ص 104)
كما اتهم بمضاجعة ابنته لكريدسيا ، وقيل إنه نافس أبناءه فى عشقها ، وكان إذا غاب عن روما عهد إليها تصريف أمر البابوية وفض رسائله. (مسيحية بلا مسيح ص 279-281)
وكانت خلافة البابا اينوتشنتو الثامن (الذى اعتلى الكرسى البابوى من 1484 إلى 1492) فاقعة الفساد ، كولاية خلفه زير النساء البابا اسكندر السادس. فقد اشتهر اينوتشنتو الثامن بأنه كان رجل المحسوبية وخراب الذمة ، كما أنه كان أول بابا يعترف علناً بأبنائه غير الشرعيين ، وكان دأبه توسيع أملاك أسرته.) فماذا كان سيفعل غير ذلك لو هذه الروح هى روح الشيطان؟
وكان للبابا يوليوس الثانى (1503-1513) ثلاث بنات غير شرعيات أى من الزنى.
وكان بيوس الثانى (1458-1464) – قبل أن يصبح بابا – يتنقل بين المناصب الدينية والسياسية، وبين صدور النساء، وقد أنجب عدداً من الأبناء غير الشرعيين، وبرر سلوكه بأنه (ليس أكثر قداسة من داود ولا حكمة من سليمان.) (مسيحية بلا مسيح ص 274)
وفى عام 1458 عندما أصبح الكردينال بيكو لومينى البابا بيوس الثانى ، طلب من ديتر فون إيزنبورج مبلغ 20,500 جيلدر ، قبل أن يؤيد ترشيحه لمنصب كبير أساقفة ماينز سنة 1459 ، فما كان من ديتر إلا أن رفض بحجة أنه أكثر مما كان يدفع من قبل ، فأصدر البابا قراراً بحرمانه من غفران الكنيسة. (مسيحية بلا مسيح ص 300)
وخلاصة القول: إن عدم وجود تعدد الزوجات فى المسيحية لهو من فهمكم الخاص والخاطىء لنصوص الكتاب ، وواقع الأنبياء فى العهد القديم. وهل تعرف أنه لا يوجد نص فى العهد الجديد يمنع من تعدد الزوجات؟
بل إن المثال الذى ضربه يسوع للزوج الذى تستعد له عشر زوجات ، ويفوز به خمس زوجات فقط لإشارة إلى عدم منع تعدد الزوجات. (1«حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ. 2وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. 3أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتاً 4وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتاً فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. 5وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ. 6فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ! 7فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولَئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. 8فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. 9فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ. 10وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ وَأُغْلِقَ الْبَابُ. 11أَخِيراً جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضاً قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ يَا سَيِّدُ افْتَحْ لَنَا.) متى 25: 1-11
ألم يدخل العريس بخمس زوجات ، وكان يمكنه أن يدخل بالعشر إذا كن حكيمات؟ أليس هذا تعدد زوجات؟
أما قول بولس باستحسان أن يكون الأسقف أو الشمَّاس زوجاً لامرأة واحدة؟ فهذا استثناء من الأصل. أى إن الأصل هو التعدد ، واستثنى من هذا التعدُّد الأسقف والشمَّاس. (2فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ) تيموثاوس الأولى 3: 2 ، و(12لِيَكُنِ الشَّمَامِسَةُ كُلٌّ بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، مُدَبِّرِينَ أَوْلاَدَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ حَسَناً) تيموثاوس 3: 12
ثم كيف تأخذ عقيدتك عن رسائل بولس الذى اتهمه رئيس التلاميذ بالكفر والضلال وأمره بالإستتابة ، وأرسل من يغير عقائده المضللة التى علمها أتباعه؟
(17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
وقد افتتح رسالته بقوله: (1بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ) ، وقد اتضح من واقع أقواله وردود التلاميذ عليه أنه لم يكن بحال من الأحوال تلميذاً ليسوع أو رشحه يسوع رسولاً له ، بل دمَّرَ رسالة المسيح ، وأخرجكم من جماعة الرب ، وهذا ما أثبته فى كتابى: (بولس يقول: دمروا المسيح وأبيدوا أهله).
والغريب فى هذا الموضوع أنك وصفت سليمان بالحكمة كما وصفه يسوع أيضاً على الرغم من أنه أكثر الأنبياء تعديداً للنساء!! فأين وجد الرب عندك حكمة سليمان على الرغم من أنك ترى أن تعدد الزوجات مناف لهذه الحكمة؟ بل وصفت أسرته بأنها أسرة مثالية! فهل لا تكون الأسرة مثالية فى نظرك إلا إذا كان الزوج له 1000 امرأة؟
لقد قلت ص44: “لعل أعظم الشخصيات التى استطاعت أن تقدم لنا وصفاً موجزاً للأسرة المثالية ، كان هو سليمان الحكيم ، فلقد لخص لنا كل جوانب هذه الأسرة الفاضلة فى كلمات قوية وأسلوب عميق يجمع فيها وصفاً للزوجة والزوج والأولاد”.
والغريب أن كثرة زيجاته ، وعلى الأخص من الأجنبيات جعلته يكفر بالله ويعبد الأوثان ، ويدعو لعبادتها!! هل تتخيل أن هذا هو نبى الله الذى اصطفاه لهداية البشر؟ فأين كان علم الرب الأزلى الذى اصطفى هذا الكافر؟ وكيف سيحاسب الرب من ضل بدعوة نبيه وهو الذى أرسله ، وكان يعلم أنه سيكفر؟ وكيف يدعوه يسوع حكيماً بعد كل هذا؟ وأى أسرة فاضلة تلك الأسرة التى تعبد الأوثان؟
وما هى الأسرة السعيدة التى كونها سليمان وضرب لنا بها المثل الجميل الذى ذكرته؟ إن نبياً مثل هذا الرجل قد كوَّن 1000 أسرة ، وبما أنه كان حكيماً فكان ينبغى عليك أن تمتدح تعدد الزوجات ، لأن أمثال هؤلاء يحتاجهم كل مجتمع يريد أن يصلح ويرتقى. ومنع مثل هذا من تعدد الزوجات لهو إفساد فى الأرض وإضار بالمجتمع بأكمله.
ولو تعمل العقل قليلاً فى الأمثلة التى ذكرتها تجد أن كل الأنبياء الأبرار أمثال إبراهيم وداود الذين عددوا الزوجات ، كانت أسرهم تعيش فوق مستنقع آسن من العراك والخلاف العائلى بين الزوجات ، أى إنهما كانا من الأنبياء الفاشلة الذى فشلوا تماماً فى إقامة مجتمع صغير نموذجى. والغريب أن ينجح فى هذا النبى الذى تزوج بألف امرأة ، وكفر وعبد الأوثان!! أليس هذا غريباً؟ ألم تفكر فيما يريد كاتب هذه القصص أن يفهمكم إياه؟
ولطالما أنك وصفت أسرة سليمان ب “الأسرة الفاضلة” و“الأسرة المثالية”، فكان يجب عليك إذاً أن تغير من عنوان الفقرة من (مضار تعدُّد الزوجات فى العهد القديم) إلى (فوائد تعدُّد الزوجات فى العهد القديم)
ولو تخيلت نفسك مكان هذا الرجل الحكيم مع الألف امرأة ، ستجد أنك لا تعرف أسماء معظمهن!! ولو خصصت لكل واحدة يوم ، فمعنى ذلك أنك ستلتقى بالأولى مرة أخرى بعد ثلاث سنوات إلا ربع. فأين العدل والحكمة فى أن تظل المرأة متحرقة مشتاقة لزوجها طول هذه المدة؟ وما مقدار اهتمامه بأولاده ومشكلاتهم الخاصة؟ أعتقد أن اهتمامه بهم سينعدم ليتفرغ لإمبراطوريته ، وإلا لضاعت الإمبراطورية بسبب مشاكله الخاصة ، ولانتفت من عنده صفة الحكمة ، التى وصفه بها يسوع!!
يتبع
«« توقيع abubakr_3 »»
-
المرأة الفاضلة تاج على رأس رجلها:
وفى ص45 تقول: “الرجل رأس المرأة .... هذا حق .. .. ولكن الكتاب المقدس أيضاً يقول: "إن المرأة الفاضلة تاج على رأس رجلها" (حز 16: 12)”.
نعم صدقت فى هذا القول. وأضيف أنها تاج على رأس المجتمع كله.
لكنك لم تنس أبداً عداوة الكتاب المقدس للمرأة ، وكأنك ندمت على وجود مثل هذا القول ، فقلت ص47: “إن الخطية والموت واللعنة التى جلبتها حواء الأولى على الجنس البشرى .. ..”. فكيف تكون امرأة فاضلة أو تاجاً على رأس الرجل هذه المرأة التى جلبت الخطية والموت واللعنة وتسببت فى حبس كل الأبرار مع الكفار فى أتون النار ، انتظاراً لنزول الرب متجسداً من امرأة مخطوبة لرجل آخر ، وتسببت أيضاً فى إهانة الإله ، وموته صلباً؟ فهل من أدخلت اللعنة وتسببت فى موت الإله من الممكن أن تكون فاضلة؟
وهل المرأة التى أرسل إليها الرب ملاكه ليضربها على فمها بثقل من الرصاص ويصفها بأنها الشر نفسه تأتى منها فضيلة؟ (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
لا. وهذا ما فهمه أقطاب المسيحية طوال عصورها. إن معيار فضيلة المرأة فى المسيحية هى أن تتخلى عن أنوثتها وتصبح رجلاً كما قال جيروم: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس)
لذلك: أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين" ، أى إن المرأة ليست بكائن بشرى!!!
ولذلك: قال شوبنهاور (المرأة حيوان، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)
ولذلك قال أرسطو: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)
ولذلك قال الفيلسوف نيتشه: (إنها ليست أهلاً للصداقة ، فما هى إلا هرَّة ، وقد تكون عصفوراً ، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة بالنسبة له مكمن الشر ، وهى لغز يصعب حله ، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
ولذلك قال لوثر: (المرأة كمسمار يُدَّق فى الحائط)
ولذلك قال لوثر: (إذا تعبت النساء، أو حتى ماتت، فكل ذلك لا يهم، دعهن يمتن فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك)
لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
(ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)
وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض)
وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (إنه نظراً لأن المرأة لا تشبع جنسيا ، فإنها غالبا ما تصطاد بائساً حقيراً لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالاً ليسوا أولادهم)
وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل)
وفى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام 586 م ـ أى فى زمن شباب النبى محمد ـ مؤتمراً (مجمع باكون) لبحث: هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.
كما قرر مجمع آخر أن المرأة حيوان نجس، يجب الابتعاد عنه، وأنه لاروح لها ولا خلود، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة، والملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
وهل تعلم إلى متى استمر هذا التحقير للمرأة فى البلاد الأوربية؟
لقد كان القانون الإنجليزي حتى القرن الـ 19يبيح للرجل بيع زوجته! ، ولم تنل المرأة حقها فى البيع والشراء بنفسها دون الحاجة لكتابة اسم زوجها الوصي عليها في العقود التجارية إلا عام 1870م ، ولم يُسمح للمرأة المتزوجة فى التملك إلا فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر ، ولا يُسمح للمرأة الفرنسية للآن أن ترشح نفسها لرئاسة الدولة.
وعلى ذلك يجب على كل امرأة مسيحية عاشت فى أرض لا يحكمها الإسلام أن تسجد لله شاكرة أن قانون دولتها تخلى عن المسيحية واعتبرها إنسانة ، ونفى عنها أنها حيوان يجب أن يُضرب ويُعذَّب ، ولم يسمح ببيعها كالمواشى!!
فكيف لم يفهم هؤلاء ما فهمته أنت من وضع المرأة المشرِّف فى كتابك؟ وماذا تقول فى المجامع المسكونية التى حقَّرت المرأة على مر التاريخ؟ فإما أخطأت أنت الفهم بدفاعك هذا عن المرأة وإما أخطأوا هم بفهمهم وقولهم هذا. مع الأخذ فى الاعتبار أنه لو أخطأ السلف لتطرق الاحتمال فى خطئهم أيضاً إلى فهم العقائد التى نادوا لكم بها!! فلو أخطأ مجمع باكون ، فلماذا لا يكون مجمع نيقية أيضاً قد أخطأ فى تقرير عقيدة الثالوث؟ على الأخص أن نص التثليث برسالة يوحنا الأولى حُذف حالياً من الترجمة العربية المشتركة ، وأُخرجت من النص المقدس فى كتاب الحياة ، وذلك بوضعها بين قوسين معكوفين، وغير موجود كذلك فى النص اليونانى. وكذلك أيضاً نص (متى 28: 19) كان يقول: (فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى) ، وليس (باسم الآب والابن والروح القدس) كما هو الآن فى النسخ المتداولة ، وهذا ما صرَّح به مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصرى فى كتابه (تاريخ الكنيسة) تعريب القمص مرقس داود ص100 (ك5 ف3: 5). ويؤيد صحة كلام يوسابيوس أن التلاميذ لم يعمدوا ولم يقوموا بمعجزات إلا باسم يسوع. وراجع فى ذلك سفر أعمال الرسل بأكمله!
عزيزى القمص مرقس عزيز: ليس أمامك إلا التسليم بتحقير المسيحية للمرأة!!
رقة النسيم وحكمة الحية:
وفى ص48 تقول: “وهناك من جمع بين التمجيد والتنديد معاً فى وصف هذه الكائنة المعقَّدة فقال: إن الخالق أودع فى حواء جمال القمر ، وعمق البحر ، وهدير الأمواج ، ولمعان النجوم ، وشعاع النور ، وقطرات الندى، وتقلب الريح ، وعطر الورود، ورقة النسيم، حكمة الحية، وتلون الحرباء، شرود الغزال، وزهو الطاووس، وشراسة الذئب ، ومكر الثعلب ، وغدر الزمن ، ولدغة العقرب ، وصوت اليمامة ، وثرثرة الببغاء !!”
لكن ما علاقة هذا الكلام بالكتاب المقدس ووضع المرأة فيه ، أو بتاريخ المسيحية كما فهمها الآباء الأولون؟
لقد وصفتها أنت أولاً قبل أن تنقل هذا الكلام الذى لم تبين مصدره أنها (الكائنة المعقَّدة) بناء على قول كاتب هذه التعبيرات. فهل تُدافع عن الدين بأقوال أناس مجهولة قد يكونوا مسلمين؟ وهل تؤخذ العقيدة أو الدين من الشعراء كما فعل بولس واقتبس من شعراء اليونان ، ثم اعتبرتموه جزءًا من الكتاب المقدس؟
يشير الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه “شبهات وهمية حول الكتاب المقدس” ص 14 إلى الأقوال التى اقتبسها بولس من شعراء اليونان الوثنيين لتأييد آرائه التى كتبها فى رسائله:
فمن أقوال الشاعر (أراتس) اقتبس: (28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ.) أعمال الرسل 17: 28
استشهاد بولس بقول الشاعر (مناندو) وهى: (33لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ.) كورنثوس الأولى 15: 33
استشهاد بولس بقول الشاعر الكريتى (أبيمانديس) وهو: (12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ».) تيطس 1: 12 ، فما حاجة الرب لأقوال الشعراء لتأييد أقواله؟ أيستشهد الرب بأقوال الشعراء ليقنع الناس بدينه؟
كانت حواء جميلة جداً:
وفى ص49 تقول تحت عنوان المرأة والجمال: “كانت حواء الأولى جميلة جداً وتصفها تقاليد اليهود بأنها كانت آية رائعة فى الجمال أبدع الخالق فى صنعها. وهذا مستفاد أيضاً من قول الكتاب إن الله خلقها على صورته ومثاله قبلما شوهتها الخطية”.
وهذا يعنى أن حواء التى كانت رائعة الجمال كما يقول القمص ، فقدت هذا الجمال وتحوَّل إلى قبح بعد أكلها من الشجرة. وهذا لا يعنى إلا أن عقوبة القبح قد فرضها إله المحبة كعذاب أبدى عليها وعلى نسلها إلى يوم الدين، وهذا متناقض مع ما اقتبسته أنت من كاتب مجهول وقلت فيه إن (الخالق أودع فى حواء جمال القمر ، .. .. ولمعان النجوم ، وشعاع النور ، وقطرات الندى ، .. .. وعطر الورود ، ورقة النسيم ، .. .. وزهو الطاووس ، .. .. وصوت اليمامة)
الأمر الذى يتنافى مع كونه إله المحبة ، أو إنه إله رحيم. وبما أن عذاب المرأة مستمر فى قبحها ، وفى آلام حملها وولادتها واشتياقها لزوجها، فما هى نتيجة هذا الصلب العملية؟ لقد أُعدم إذاً الإله صلباً دون جدوى، وقام بلا معنى أو نتيجة. وعلى ذلك يسقط الدين كله لديكم ، لقول بولس: (13فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! 14وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ) كورنثوس الأولى 15: 13-14
وبما أننا مازلنا نرى نساء جميلات ، ونساء أخرى آية فى الجمال ، فكيف شوَّه الرب حواء لأكلها من الشجرة المحرمة؟ وهل شوَّه حواء وترك الرجل؟ أبهذا تدافع عن المرأة وتدعى أن الرب ساواها فى المسيحية بالرجل؟
وعلى هذا فإن كلامك عن تشويه الرب لحواء كلام إنشائى لا دليل كتابى عليه. وإلا فأنت تتهم الرب أنه شوَّه عقل الرجل ليرى القبح جمالاً. وإذا كان هذا معيار تحديد الجمال عند الرجل فمعنى ذلك أنه لا يعرف الجمال الحقيقى. فكيف عرفته أنت عزيزى القمص؟ وما مصدر علمك الكتابى أن حواء كانت رائعة الجمال ثم تشوَّه شكلها؟
ثم أراك مازلت تُكرر أن الرب خلق حواء على صورته!! فكيف تتصورون هذا الإله؟ هل تتصورونه امرأة؟ وكيف عرفت ذلك إذا كان كتابك يؤكد أنه ليس كمثله شىء وأن الله لم يره أحد قط؟ (فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟) إشعياء 40: 18
(25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ.) إشعياء 40: 25
(5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟.) إشعياء 46: 5
(12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. … .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 16لِئَلا تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ مِثَالٍ مَا شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى.) تثنية 4: 12 ، 15
وعندما طلب موسى من الله أن يراه: (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20
ويؤكد سفر إشعياء قائلاً: (حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل) إشعياء 45: 15
ويؤكد ذلك المعنى يوحنا قائلاً: (اللهُ لم يره أحد قط) يوحنا 1: 18
استخلف الرب حواء على الخليقة مع آدم:
وفى ص50 تقول: “عاشت حواء فى جنة ، أى أفضل وأقدس جو ومكان وأعطاها الرب السيادة والسلطان مع آدم على الخليقة. وكان ذلك يؤهلها لأقدس حياة إذ لم يكن فى الجنة شر ولا أشرار. ورغم ذلك وعند أول تجربة سقطت حواء ، ومثالها ويا للعجب ، مثال السفينة التى تغرق وهى فى الميناء وليس فى عرض البحر أو فى العاصفة العاتية. لقد كانت مسببات السقوط فى داخل حواء ، أى فى القلب وليست من الوسط الخارجى”.
أما بالنسبة لقولك: “وأعطاها الرب السيادة والسلطان مع آدم على الخليقة.” فهذا مما تعلمته أنت من القرآن، ولا دليل عليه عندك من الكتاب الذى تقدسه. فقد قال الله تعالى للملائكة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة: 30 ، فهى خليفة الله فى الأرض تماماً مثل آدم.
أما المسيحية فقد اعتبرتها كمَّاً مُهملاً، سبب الخطيئة الأزلية ، وحليفة الشيطان، وأول مدنِّس للأرض ، والمتسببة فى إهانة الإله، والمبعثرة لكرامته، والمميتة لعزته، والقاضية على قداسته ، بل والقاتلة للإله.
اقرأ إهانة الإله المتجسد بسبب خطيئة المرأة: (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31
اعتبرت أن المرأة خُلقت من أجل الرجل ، وليست من أجل استخلاف الأرض: (8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 8-9
وجعلتموها تعيش نصف عمرها تقريباً منبوذة، يخشاها الناس، ويخشون الإقتراب منها، خوفاً أن يتنجسوا حتى يستحموا فى المساء فى الوقت الذى يندر فيه الماء فى بعض الأماكن أو يصعب الحصول عليه، وكذلك خوفاً على ممتلكاتهم، التى إذا لمستها المرأة الحائض مثل إناء أو زهرية ورد، لا بد أن تكسر هذه الزهرية، لأنها أصبحت نجسة!! (19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. .. .. .. .. .. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا.) لاويين 15: 19-30
وحرموا عليها قراءة الكتاب المقدس لأنها مخلوق نجس: فقد (أصدر البرلمان الإنجليزى قراراً فى عصر هنرى الثامن ملك إنجلترا [1509 – 1547] يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى الإنجيل ، لأنها تعتبر نجسة.)
وعلى الرغم من أن يسوع (الإله عندهم) كان يتبول ويتبرز فى ملابسه أيام طفولته المبكرة، كما كانت تحمله أمه وتدلِّله عدداً من السنين حتى فى أثناء حيضها، ولم يقل إنسان ما إن الإله تنجس من هذا البول أو البراز. فلك أن تتخيل أن المرأة عندهم أشد نجاسة وأنكى من بول الإله وبرازه. لذلك ليس عليها أن تمسك الكتاب المقدس بيديها!!
وأعتقد أن القارىء فى غنى عن أذكره بحق الأب فى التوراة أن يبيع ابنته فى الشريعة المنسوية لموسى فى الكتاب ، والتى ما جاء يسوع لينقضها ، بل لينفذها ، وليقيمها كما أوحى بها الله.
وفى عام 1567 م صدر قرار من البرلمان الاسكوتلاندى بأن المرأة لا يجوز أن تُمنَح أى سلطة على أى شىء من الأشياء.
و(ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين"، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
لذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"
وكان (القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 قد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، وهذا كرم من القانون إذ اشترط موافقتها على أن تصبح عبدة ذليلة بعد أن كانت امرأة حرة.
وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام 1931 م بخمسمائة جنيه ، وقال محاميه فى الدفاع عنه: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد أُلغِىَ عام 1805 م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن، وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات.)
وقد حبا الله المرأة المسيحية فى البلاد الإسلامية بعزِّة وكرامة لم تعرفها المرأة المسيحية التى كانت تعيش فى ظل البلاد التى كانت تحكمها الكنيسة.
هل تعرف كم تسبب هذا الإضطهاد للمرأة فى كتابك الذى تقدسه فى قتل النساء وتعذيبهن فى العالم الغربى الذى كان بعيداً عن الإسلام وتعاليمه؟ لقد نشرت ميدل ايست أون لاين ما مفاده: فقد قام متحف التاريخ الألمانى بعمل معرض لمعالجة موضوع ملاحقة الساحرات بهدف توضيح خلفيات تلك الظاهرة الغريبة وإلقاء الضوء على ما كن يسمين بالساحرات وأسباب ملاحقتهن وقتلهن حرقا منذ 300 سنة، والتي راح ضحيتها ستون ألف فردا.
ونبه بيرنجر إلى أنه من مدعاة الحزن حاليا التوقف على حصيلة ضحايا الشعوذة في العصور الوسطى إذ أنه ذهب ضحية المحاكم البدائية وملاحقة الساحرات والبطش بهن في أوروبا خلال ال 300 سنة الماضية أكثر من 1780 شخصا في ألمانيا و 60 ألف شخصا في بقية البقاع الأوروبية مشيراً إلى أن قادة المحاكم الظالمة آنذاك كانوا من ممثلي الكنائس الكاثوليكية وليس من الحقوقيين أو القضاة المدنيين.
وعجز ممثلو الكنائس خلال محاكمة المتهمين بالسحر في القرون الوسطى عن تقديم البراهين والأدلة الدامغة وما كان على الرعايا إلا أن يشجعوا ملاحقة الساحرات والساحرين وإلا خضعوا لعقوبات شديدة الأمر الذي يفسر التمادي في ملاحقة الساحرات.
ونسب إلى المؤرخ اللوكسيمبورجي ماري - باول يونجبلوت قوله بأن الصورة التي تعلق في أذهاننا بخصوص ما كان رجال الدين يطلقونه على المفكرات وصاحبات التجديد والتطور في العصور الوسطى هي صورة فعلية من حيث المظهر إذ أن تلك الصورة قد تكونت بسبب التعذيب والعزلة التي كانت تفرض عليهن في غياهب السجون المظلمة. (كونا)
أما بالنسبة لحرق المرأة فى الكتاب المقدس فقد أخذه كُتَّاب الكتاب الذى تقدسه من الحضارات القديمة ، مثل الهندية وغيرها. ويجب أن تعلم أن عقوبة الحرق للمرأة ضعف مثيلتها عند الرجال: يوجد ثلاث حالات تُحرق فيها المرأة حية فى مقابل حالة واحدة عند الرجل: (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9
(14وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذَلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ.) لاويين 20: 14
وأيضاً عقوبة قطع اليد التى يعيبونها على الإسلام مع السارق غير المحتاج للنقود إلا للتربح فهى خاصة أيضاً بالمرأة فقط: (11«إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.) تثنية 25: 11-12
لقد كان دفن الصينى لزوجته حية أرحم من القانون الذى استنه الإنجليز للتفكُّه على صراخ النساء أثناء تعذيبهن بصب الزيت المغلى على أجسادهن: فقد "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "
ولكنك لست فى غنى أن تعلم أن بولس أمر ألا تُعلّم المرأة: (12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 12-14
أما بالنسبة لقولك: “وكان ذلك يؤهلها لأقدس حياة إذ لم يكن فى الجنة شر ولا أشرار. ورغم ذلك وعند أول تجربة سقطت حواء”.
لا أفهم ما معنى عدم وجود الشر أو الأشرار مع وجود الشيطان!!
ولا أفهم ما معنى نهى الرب لآدم وحواء عن الأكل من شجرة معرفة الخير من الشر ثم محاسبتهما ، وطردهما من الجنة ، وفرض عقوبات أبدية على الاثنين ، ونزول الرب متجسداً ليموت مصلبوباً عن هذه الخطيئة التى لم يرتكباها ، لعدم معرفتهما الخير من الشر!!
وأنت بقولك هذا تتهم الرب أن فوجىء بما اقترفته حواء من أكلها من الشجرة ، حيث كانت تعيش أقدس حياة وأهنأ عيشة ، فاضطر لتغيير خططه ، وأنزلها مع زوجها من الجنة ونعيمها إلى الأرض وشقائها.
إن صورة الإله التى ترسمها فى رأسك لهى خاطئة. إن الرب ليس بجاهل حتى يُفاجأ بما اقترفته حواء وآدم، وعلمه أزلى. فقد خلق آدم وحواء وأودعهما الجنة ، وفى الوقت نفسه مهَّد لهما ولذريتهما الأرض ليعيشا عليها ، وعلم أن آدم وحواء سينسيان أمر الله بما يتعلق بالشجرة المحرمة عليهما ، وتركهما يخوضا هذه التجربة ليتعلما أهم درس فى حياتهما ، وهو: (إن الشيطان لكم عدو ، فاتخذوه عدواً) ، ولتعلم كل ذريتهما أن عصيان أمر الله يبعدك عن الجنة ، وأن الجنة لا تشقى فيها ولا تعرى ، وليجتهم كل امرىء أن يتنافس فى مرضاة الله ، ويجتهد فى البعد عن الشيطان والمعاصى.
انتصرت العذراء فى الناصرة:
أما قولك ص50 “فبينما غرقت حواء فى الميناء وهى فى جنة ، نجت العذراء وانتصرت وسط العاصفة وهى فى الناصرة”.
وهذا كلام عاطفى نبع من تقديسكم للسيدة مريم العذراء ، ولا دليل كتابى عليه. والغريب أنك وأنت تدافع عن المساواة بين المرأة والرجل مازلت تؤكد أن الذى غرق هو حواء بمفردها ، أما الرجل فهو معصوم. وهكذا ترفع من قدر المرأة!!
أما كون السيدة مريم أو نبى الله عيسى قد عاشا فى مدينة الناصرة ، فهذا من أخطاء الكتاب الذى تقدسه، حيث لم تكن هذه القرية قد وجدت على الخريطة إلا بعد القرن الرابع. وإليك هذا التقرير أنقله من كتابى (البهريز فى الكلام اللى يغيظ ج2):
يقول متى: (وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 23 ، وتعلق الأناجيل الألمانية على هذا النص أنه لا وجود لمثل هذه النبوءة فى العهد القديم ولا فى كتب الأنبياء كلها.
فقال فيها التفسير التطبيقى للكتاب المقدس ص 1871: (لا يسجل العهد القديم بصورة محددة هذه العبارة “سيدعى ناصرياً” ، ومع هذا فكثير من العلماء يعتقدون أن متى كان يشير إلى نبوة غير مدونة فى الكتاب). وعلى هذا الأمر يرد Barnes فى تعليقه على هذا النص من موقع e-Sword أن هذا الكلام غير مقنع.
وتقول الترجمة اليسوعية ص 40: (يصعب علينا أن نعرف بدقة ما هو النص الذى يستند إليه متى ، فاللفظ المستعمل لا يدل على أحد سكان الناصرة ولا على أحد أعضاء شيعة الناصريين ، بل يرى متى فيه لفظاً يُعادل لفظ الجليل (26/96). ويجوز أن نفهم هنا: “الذى فى الناصرة” (21/11) ، وراجع يو 1/45 ورسل 10/38). ولربما أراد متى أن يشير به إلى “قدوس الله” المثالى ، إلى “النذير” (قض 13/5 ، وراجع 16/17 ومر 1/24).
وتقول الترجمة العربية المشتركة ص 6: (ناصرياً: نسبة إلى الناصرة. بهذا الاسم لقب يسوع (21: 11) والمسيحيون الأولون (اع 24: 5).
أما بالنسبة لعلم الآثار فهو لا يعترف بوجود مثل هذه القرية الإنجيلية فى زمن بعثة المسيح عيسى ابن مريم . فهى لم تُذكر قط فى العهد القديم ، على الرغم من أن سفر يشوع 19: 10-16 قد ذكر اثنى عشر مدينة ، وستة قرى من نصيب سبط زوبولون ، ومع ذلك فلم يعرف شيئاً عن الناصرة ، وليس لها وجود فى كتابات الربانيين.
كما لم تظهر فى كتابات من كتبوا عن تاريخ وجغرافيا فلسطين حتى القرن الرابع الميلادى. فلم يذكرها كل من فيلو الفيلسوف اليهودى السكندرى ، كما لم يعرف عنها شيئاً المؤرخ اليهودى يوسيفوس ، فتجده يذكر الكثير عن الجليل (900 ميلاً مربعاً) ، إلا أنه لا يعرف شيئاً عن هذه المدينة. فقد ذكر 45 مدينة وقرية فى الجليل من المدن والقرى الهامة وغير الهامة فى كتابيه “الحروب اليهودية” و“تاريخ اليهود”. كذلك تجده يذكر قرية يافا الواقعة جنوب الناصرة على بعد ميل واحد من الجنوب الغربى ، والتى عاش هو نفسه فيها.
وجدير بالذكر أن هذين المؤرخين عاصرا زمن عيسى .
كما لا نجد لها وجود فى كل رسائل بولس ، وباقى كتب العهد الجديد التى كتبت قبل زمن تدوين الأناجيل.
ولم يعرف التلمود عنها شيئاً ، على الرغم من أنه ذكر 63 مدينة فى الجليل. كذلك لم يظهر اسمها فى أدب الربانيين. فتجد أن رسائل الربانى Sollys قد ذكرت يسوع 221 مرة ، ولم تذكر الناصرة مرة واحدة.
كذلك لم يعرفها أحد من المؤرخين القدماء أو الجغرافيين ، ولم يرد ذكرها إلا ابتداءًا من القرن الرابع الميلادى.
وتقول دائرة المعارف الكتابية فى ذلك مادة (ناصرة): (فلا تذكر مطلقاً في العهد القديم ، ولا في التلمود ، ولا فى الأسفار الأبوكريفية ، ولا في كتابات يوسيفوس المؤرخ اليهودى.)
والسبب فى هذا الخداع هو أن سكان الجليل والناصرة من الفريسيين. وكان شائعاً بين الناس أنه لا يمكن أن يأتى شىء صالح من الجليل ، وهذا ما أرادوه بالضبط: أن الناس لا تثق فى عيسى ولا فى دعوته ويرفضونه: (46فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «تَعَالَ وَانْظُرْ».) يوحنا 1: 46
كذلك يقول المواقع المذكورة أدناه إن مدينة الناصرة تقع على الشاطىء الغربى لبحيرة طبرية. بينما كان يعيش عيسى فى مدينة أخرى شرق بحيرة طبرية. ونلمس ذلك على سبيل المثال من قول متى: (34فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ) متى 14: 34 ومثله (مرقس 6: 53). ومعلوم أن جنيسارت تقع غربى البحيرة ، وهذا معناه أن بلدته تقع شرق البحيرة. حيث مرتفعات الجولان.
يقول لوقا: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ .. .. .. .. 14وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ.) لوقا 4: 1 ، 14.
ومعنى هذا أنه كان يسكن بالقرب من شاطىء بحيرة طبرية.
إضافة إلى ذلك حاول القوم قذفه من أعلى أحد الجبال هناك: (28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. 30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.) لوقا 4: 28-30
وهاتان العلامتان لاتتوفران فى مدينة الناصرة (كما يقول العميد مهندس جمال الدين شرقاوى فى كتابه “معالم أساسية ضاعت من المسيحية”) ، إذ أن المسافة بينها وبين شاطىء البحيرة لا تقل عن مسيرة يومين صعوداً وهبوطاً للمرتفعات ، التى يجتازها القادم من الناصرة إلى البحيرة. كما أن الأناجيل تذكر لنا صراحة أن المسيح بعد تعميده على يد المعمدان عاد إلى الجليل وسكن فى بلدة كفر ناحوم (متى 4: 13 ؛ مرقس 2: 1 ، 9: 33) وفى (متى 9: 1) يُذكر أن اسم بلدة يسوع هى كفر ناحوم قريبة من شاطىء البحيرة ، وتقع فى منطقة جبلية أيضاً ، ولكنها غربى البحيرة أيضاً.
وعندما نرجع لأصل الكلمة اليونانية نجدها (ن ص ر) ، وهى بذلك تشير إلى اسم مكان (الناصرة) وقد أثبتنا عدم وجود مثل هذا المكان زمن حياة عيسى إلى بداية القرن الرابع ، أو تشير إلى نصرة التلاميذ ومناصرتهم له ، وهذا لم يحدث ، فقد تخلوا عنه فى كل مواقفه الجادة ، فلم ينصروه حينما حاول اليهود رميه من أعلى الجبل ، وتخلوا عنه وقت القبض عليه. وقد تشير إلى نصرة المدينة وشعبها له ، وهذا أيضاً لم يحدث ، فلم يدخلها بعد رسالته إلا مرة واحدة (تبعاً لأقوال الأناجيل) ، وأرادوا قتله فيها رمياً من أعلى الجبل (لوقا4: 28-30) أو تشير إلى اسم دين ، فيكون بذلك يسوع النصرانى. وهو فى هذه الحالة شخص آخر من أتباع النصرانية وليس عيسى ابن مريم نبى الله ورسوله مؤسس النصرانية(؟).
وعلى ذلك فقد كان تلاميذ عيسى من النصارى التى ترجمت بالناصريين أى نسبة إلى مدينة الناصرة (أعمال الرسل 24: 5) على الرغم من أنه لم يك هو أو أحد من تلاميذه من مدينة تُدعى الناصرة. هذا وتشهد وثائق التاريخ أن يسوع كان يُعرف باسم يسوع النصرانى وليس الناصرى.
راجع تعليق قاموس ISBE على كلمة (Nazirite) وكلمة (Nazarene) وكلمة (Nazareth)
راجع أيضاً: http://www.jesusneverexisted.com/nazareth.html
راجع أيضاً كتب ع.م. جمال الدين شرقاوى (يسوع النصرانى مسيح بولس) و(قضايا جديدة فى المسيحية والإسلام ج2 ص7-17)
عودة مرة أخرى لما ذكرته ص50 “فبينما غرقت حواء فى الميناء وهى فى جنة، نجت العذراء وانتصرت وسط العاصفة وهى فى الناصرة”.
فما هو النصر الذى حققته العذراء؟ وعلى من؟ وأى عاصفة كانت تعيش فيها؟ هل انتصرت فى تربية الإله تربية عالية مكَّنته من معاملة أمه معاملة كريمة تكون نموذجاً يُقتدى به فى معاملة الأمهات؟
ألم يرفض يسوع الكلام مع أمه أو مقابلتها؟ فهل هذا هو النصر الذى أحرزته مريم؟ (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-50
ألم ينتهر يسوع أمه أمام الناس وخاطبها بصورة غير مهذبة؟ فأين هذا النصر الذى أحرزته مريم؟ (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
وأنا لا أشكِّك فى أخلاق عبد الله ورسوله عيسى ابن مريم أو أمه الطاهرة البتول، ولكننى أقيم عليك الحجة بما تؤمن به أنه كلام الله. وألمِّح لك (حيث إن هذا ليس موضعه) إلى تحريف الكتاب من قِبَل اليهود ، وهذا يظهر من دعوته ناصرى، وإشارة الكتاب إلى أنه كان يُعامل أمه بصورة غير مهذبة ، الأمر الذى يستوجب قتله ، وبالتالى رفض دعوته. (17اَلْعَيْنُ الْمُسْتَهْزِئَةُ بِأَبِيهَا وَالْمُحْتَقِرَةُ إِطَاعَةَ أُمِّهَا تُقَوِّرُهَا غِرْبَانُ الْوَادِي وَتَأْكُلُهَا فِرَاخُ النَّسْرِ.) أمثال 30: 17
لذلك قالوا إنه عاش على الأرض فقط ثلاث سنوات ، وأن المشتكون عليه كانوا كثيرين. على الرغم من أن الرب قد قرر أن من يُكرم أمه وأباه تطول أيامه: (12أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ.) خروج 20: 12 وتثنية 5: 16
وهذا على الرغم من أن يوحنا يُشير إلى قول اليهود له إنه لم يبلغ الخمسين من عمره ، ومعنى ذلك أنه كان بين الخمس والأربعين والخمسين إلا قليلاً. (57فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟») يوحنا 8: 57 ، ومن المستحيل أن يحدث خلط فى عمر إنسان أشرف على الخمسين وإنسان فى بداية الثلاثين.
يتبع
«« توقيع abubakr_3 »»
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة the truth في المنتدى مكتبة الفرقان الصوتية والمرئية النصرانية
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 09-11-2011, 07:31 PM
-
بواسطة ali9 في المنتدى قسم النصرانيات العام
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 17-02-2008, 09:24 PM
-
بواسطة ali9 في المنتدى قسم النصرانيات العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 15-11-2007, 02:32 AM
-
بواسطة ali9 في المنتدى قسم النصرانيات العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 09-09-2007, 02:38 PM
-
بواسطة abubakr_3 في المنتدى قسم النصرانيات العام
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 30-03-2006, 06:43 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات