الرد على رسول الإسلام يأمر بحرق منازل المتخلفين عن الصلاة

[abcdef_475]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أفهم ما هو السبب في إستمرار منتديات الدعارة الفكرية النصرانية في مناقشة المسائل الإسلامية رغم كونهم كلهم مجرد شرذمة من الجهال ومهرجين الإنتر نت ، فهم لا يجيدون سوى الردح ، وعجباً لأمة عجزت بطون نساؤها عن التمخض بشخص يسأل عن الإسلام ويحاور المسلمين بالحجة والمنطق والعلم بدلاً من الردح والشرشحة .

والنهاية معروفة كما قال كاتب اشعياء 33 : 11

تحبلون بحشيش تلدون قشيشا نفسكم نار تاكلكم

قلنا أن هؤلاء الشرذمة ابعد ما يكون عن معرفة الإسلام ، ولا أبالغ ان قلت أنهم أيضاً ابعد ما يكون عن معرفة المسيحية وكتابهم المقدس الذي لا يقرأونه اصلاً .

تمخض أحد منتديات الدعارة الفكرية بشبهة حول أحد أحاديث حضرة الرسول يدعي فيه أحد النصارى أن حضرة الرسول أمر بحرق منازل تارك الصلاة إستناداً لقوله :

" والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إِلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء " .[1]

قلت : وأين الأمر بالحرق هنا أيها المسكين ؟!!
إن من يبحث هنا عن أمر للرسول بحرق منازل هؤلاء القوم ، مثله كمثل من يقول ان إله العهد القديم قد أنزل عقاباً على بني إسرائيل إستناداً لهذا النص :

لانه هكذا قال رب الجنود كما اني فكرت في ان اسيء اليكم حين اغضبني آباؤكم قال رب الجنود ولم اندم . زك 8 :14 .

وكل لبيب بالإشارة يفهم .

نعود لموضعنا ، قلنا فيما سلف أن هؤلاء القوم – اعنى أصحاب المراحيض النصرانية – من المستحيل عليهم فهم النصوص الإسلامية ، وبناءاً عليه كنتيجة طبيعية يصعب على هؤلاء النصارى فهم هذا الحديث ، وكذلك ايضاً معرفة مناسبته وفيمن قيل ؛ فهذه كلها نتائج طبيعية .

ونقول أنه من أبرز أهداف الإسلام ترابط المجتمع وغرس المودة بين أبنائه ، حتى يصبح كالجسد الواحد ، إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، لقد ولد الإسلام في مجتمع متفرق لا يضمه هدف ولا تجمعه غاية ؛ يغير بعضه على بعض ، وتترفع قبيله على الأخري ، فحارب الإسلام هذه العصبية وسوى بين الناس كأسنان المشط ، ونادي أن :

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( 13 ) الحجرات

وأنه :
" لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى "[2]

وكان لابد من وسائل تقود إلى غرس هذا المبدأ ، وكان لابد من تدريبات عملية تطبع المسلمين على الإحساس بهذه المساواة ، فكانت صلاة الجماعة إمامها رسول الله خيار من خيار ، ومناديها بلال بن رباح العبد الحبشي، ويقف المسلمون فيها صفوصاً كصفوف الملائكة مستقيمة متراضة ، الكل يتحرك حركة واحدة ، ويسكن سكوناً واحداً ، فإذا ما قضيت الصلاة التقى الناس بعضهم بجوار بعض ، فعرفوا ودرسوا مصالحهم وساعد بعضهم بعضاً ، وسأل بعضهم عن أحوال بعض وعرفوا غائبهم فحفظوه وأعانوه .

لقاءات في مسجد واحد خمس مرات في اليوم والليلة يدعوا إليها الإسلام ، ويرغب فيها بقوله ، صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءاً ، وتسابق المسلمون إلى الجماعات بل تسابق نساء المسلمين ، وصبيانهم إليها حتي في الفجر في شدة إغراء النوم ، وحتي في العشاء في ظلمة الليل ، وكثر المسلمون ، ودخل في الإسلام منافقون ، ثقلت عليهم صلاة الفجر والعشاء ، وثقلت عليهم الجماعات ، فكانوا يتخلفون ، وكرر الرسول على مسامعم الترغيب في الجماعة :

" ما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط بها عنه سيئة " .[3]

" صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ". [4]

لكن بعض المنافقين دأب على التخلف عن الجماعة ، والمنافقون جبناء ، يخافون ولا يستحون ، فكان المناسب لهم التهديد والوعيد ، فقال رسول الله ما قاله في هذا المقام ، وبلغ ذلك المنافقين فحافظوا على الجماعة ، وازداد المسلمون حرصاً عليها .

وهكذا كانت صلاة الجماعة في المسجد لا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق معرض نفسه لغضب الله وغضب الناس ، بل صار من يخرج من المسجد قبل صلاة الجماعة مغاضباً لله ورسوله

فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ( 59 ) مريم

فهذا الحديث قيل في هؤلاء المنافقين ترهيباً لهم ، وهم فئة كانت موجودة وقتئذ في المجتمع الإسلامي ، الذين عبر عن حضرة الرسول عما في نواهم بقوله لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء ، وعلق على هذا القاضي عياض رحمه الله قائلاً :
ومعاذ الله أن تكون هذه صفات المؤمنين والصحابة على فضلهم .[5]

ولا يدخل في دائرته المؤمن الكامل ، بل المنافق المذكور .

قال المباركفوري في شرحه للحديث :

وأجيب بأن هذا الوعيد إنما هو نظراً إلى مجموع أحوال هؤلاء المتخلفين ، وقد كانوا منافقين يؤثرون العظم الثمين على حضور الجماعة مع رسول الله . فلا يلزم من الوعيد في حقهم أن يشمل غيرهم .[6]

وقال الحافظ بن حجر :
والذي يظهر لي أن الحديث ورد في المنافقين لقوله في صدر الحديث الآتي بعد أربعة أبواب " ليس صلاة أثقل على المنافقين من العشاء والفجر " الحديث، ولقوله: "لو يعلم أحدهم الخ " لأن هذا الوصف لائق بالمنافقين لا بالمؤمن الكامل، لكن المراد به نفاق المعصية لا نفاق الكفر بدليل قوله في رواية عجلان " لا يشهدون العشاء في الجميع " وقوله في حديث أسامة " لا يشهدون الجماعة " وأصرح من ذلك قوله في رواية يزيد بن الأصم عن أبي هريرة عند أبي داود " ثم آتى قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة " فهذا يدل على أن نفاقهم نفاق معصية لا كفر، لأن الكافر لا يصلي في بيته إنما يصلي في المسجد رياء وسمعة، فإذا خلا في بيته كان كما وصفه الله به من الكفر والاستهزاء......قال الطيبي: خروج المؤمن من هذا الوعيد ليس من جهة أنهم إذا سمعوا النداء جاز لهم التخلف عن الجماعة، بل من جهة أن التخلف ليس من شأنهم بل هو من صفات المنافقين، ويدل عليه قول ابن مسعود " لقد رأيتنا وما يتخلف عن الجماعة إلا منافق " رواه مسلم، انتهى كلامه. وروى ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور بإسناد صحيح عن أبي عمير بن أنس حدثني عمومتي من الأنصار قالوا: قال رسول الله : "ما يشهدهما منافق " يعني العشاء والفجر. ولا يقال فهذا يدل على ما ذهب إليه صاحب هذا الوجه لانتفاء أن يكون المؤمن قد يتخلف، وإنما ورد الوعيد في حق من تخلف لأني أقول بل هذا يقوى ما ظهر لي أولا أن المراد بالنفاق نفاق المعصية لا نفاق الكفر، فعلى هذا الذي خرج هو المؤمن الكامل لا العاصي الذي يجوز إطلاق النفاق عليه مجازا لما دل عليه مجموع الأحاديث.[8]

وقال الباجي في شرح الموطأ :
والأصح في هذا والله أعلم أن الذين كانوا يتخلفون عن الصلاة قوم من المنافقين ممن كان لا يعتقد فرض الصلاة ويعلم من حاله الاستخفاف بها والتضييع لها يبين ذلك أنه لا بد أن يكون هؤلاء المتخلفون موسومين عنده بذلك إما لتكرر فعلهم لذلك أو لوحي أو لغير ذلك لأنه لا يجوز أن يهم ذلك إلا فيمن يعتقد فيه الاستخفاف والتضييع ولذلك أعلم من حالهم أنهم أشد مسارعة وقوله أو مرماتين ولا يكون هذا إلا ممن استخف أمرها ولا يعتقد وجوبها وقد روى أبو صالح عن أبي هريرة قال قال النبي ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلا يؤم الناس ثم آخذ شعلا من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد فبين أن ذلك للمنافقين لأنهم هم المذكورون في الخبر بتأخرهم عن صلاة العشاء ويؤكد هذا ما روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم نفاقه ويحتمل أن تكون تلك الصلاة صلاة الجمعة فهي فريضة على الأعيان .[9]

والعجيب أن الرسول لم يأمر بالتحريق ، وإنما كان هم فقط ، فلا أعرف لماذا وعلى ماذا يثيرون اللغط .
ولا أدري بأي وجه حق يعترض هؤلاء على هم بالتحريق ، مع كونهم يؤمنون بكتاب فيه أوامر صريحة بالتحريق وليس هم .

واذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست اباها بالنار تحرق . لاو 21 : 9 .

ويقول سفر التثنية 13 – 12 : 16 .
إن سمعتم عن إحدى مدنكم التي يهبها الرب إلهكم لتسكنوا فيها، فافحصوا الأمر أولا وتحققوا منه بدقة. فإن تبين لكم صدقه، وثبت أن هذا الأمر الشنيع قد جرى فعلا فاقضوا قضاء على سكان تلك المدينة وعلى بهائمهم واقتلوهم بحد السيف. واجمعوا كل أمتعتها وكوموها في وسط ساحتها وأحرقوا المدينة مع كل أمتعتها كاملة، انتقاما للرب، فتصبح تلا خرابا إلى الأبد لا تبنى بعد.

فلا يوجد لديهم أي مانع ولا إعتراض على حصد وإبادة جماعية لسكان مدينة ببهائمهم ، وبعد ذلك تحرق المدينة وامتعتها بعد ان " تكوم " في وسط ساحة المدينة .

ولا يعترض أحدهم على يشوع النبي الذي ارتبط ذكر اسمه في العهد القديم بحروب ومذابح يشيب من هولها الولدان :

سفر يشوع 6 – 21 : 24 :

وعندما نفخ الكهنة في الأبواق في المرة السابعة قال يشوع للشعب: اهتفوا، لأن الرب قد وهبكم المدينة . واجعلوا المدينة وكل ما فيها محرما للرب، باستثناء راحاب الزانية وكل من لاذ ببيتها فاستحيوهم، لأنها خبأت الجاسوسين المرسلين لاستطلاع أحوال المدينة .......... ودمروا المدينة وقضوا بحد السيف على كل من فيها من رجال ونساء وأطفال وشيوخ حتى البقر والغنم والحمير.

بالمناسبة سألت أحد حاخامات اليهود عن سبب قتل الحمير وما ذنبهم ، فقال لي أن هذا هو الجزاء العادل لأن الحمار اليهودي لا يعمل السبت !!!
ولا تعليق سوى

الحمد لله رب العالمين .

____________________

[1]
أخرجه البخاري 10 : ك : الآذان 29 : ب : وجوب الجماعة 1 / 155 ح 644 .
ومسلم في الصحيح 5 : ك : المساجد 42 : ب : فضل الجماعة 2 / 622 ح 651 بشرح القاضي عياض .
وابي داود في 2 : ك : الصلاة 46 : ب : التشديد في ترك الجماعة 1 / 205 ح 548 .
والإمام أحمد في المسند 1 / 349 ح 3743 .

[2] أخرجه الإمام أحمد في المسند 5 / 411 ح 23536 ، وإسناده صحيح .
والهيثني في مجمع الزوائد 8 / 159 ح 1307 ، وقال رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه إلا أنه قال : إن أباكم واحد وإن دينكم واحد أبوكم آدم وآدم خلق من تراب ورجال البزار رجال الصحيح .

[3] أخرجه الإمام مسلم في الصحيح 5 : ك : المساجد 44 : ب : صلاة الجماعة 2 / 626 ح 654 بشرح القاضي عياض .
وأحمد في المسند 1 / 414 ح 3936 ، وإسناده صحيح على شرط مسلم .
وأبي داود 1 / 475 ح 1521 ، وصححه الألباني .
والنسائي في الكبرى 6 / 315 ح 11078 .

[4] أخرجه البخاري 10 : ك : الآذان 30 : ب : فضل صلاة الجماعة 1 / 156 ح 645 ، واللفظ له .
ومسلم في الصحيح 5 : ك : المساجد 42 : ب : فضل الجماعة 2 / 617 ح 649 بشرح القاضي عياض .

[5] إكمال المعلم 2 / 622 .

[6] منة المنعم 1 / 410 .

[7] فتح الباري 2 / 126 .

[8] المنتقى 1 / 303 .

[عبدالواحد الأحد]

هؤلاء جمعوا الكفر والفسوق

يقول تعالى(لهم قلوب لا يفقهون بها)

ويقول تعالى(فإنها لا تعمى الابصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور )

[المسلم الساجد]

جزاك الله كل خير على تلك المشاركة

[الكونت]

بارك الله فيك اخي طارق

أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿النور: ٥٠﴾