أما بشأن تخمين الكنيسة أن كاتب هذا الإنجيل هو متى بن لاوى ، فيقول موقع بشارة النصرانى على شبكة الإنترنت: (القدّيس متّى الإنجيلي، هو أحد الاثنى عشر تلميذًا، كان عشّارًا اسمه لاوي واسم أبيه حلفى. رآه السيّد المسيح جالسًا عند مكان الجباية فقال له: اتبعني، فقام وتبعه (مت9: 9؛ مر2: 14؛ لو5: 29).)
[ولنقرأ سوياً هذه الإستشهادات:
(9وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ رَأَى إِنْسَاناً جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ.) متى 9: 9
(14وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ.) مرقس 2: 14
(29وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَالَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعاً كَثِيراً مِنْ عَشَّارِينَ وَآخَرِينَ. 30فَتَذَمَّرَ كَتَبَتُهُمْ وَالْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟» 31فَأَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. 32لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) لوقا 5: 29-32
يقول قاموس الكتاب المقدس: (ويرّجح أن مؤلف هذا الانجيل هو متى نفسه).
فيقوم ظن الكنيسة إذن على أن متى المذكور عند متى هو لاوى بن حَلفَى المذكور عند مرقس ، على أساس تواجد الإثنين ودعوة يسوع لهما من نفس المكان.
يهمنا هنا فى نص متى بعض النقاط:
1- أن النص عند متى يذكره بصيغة الغائب ، إذن فهو يتكلم عن شخص آخر ، وهذا يدل على أن الذى كتب هذا الكلام هو شخص آخر غير متى المنسوب له هذا الإنجيل. وهذا يضع النصارى أمام أحد الإختيارات الآتية:
إما أن يكون هناك من شارك فى كتابة هذا الإنجيل ووضع هذه الفقرة ، وقد أثبتُ من قبل قول العلماء بمشاركة العديد فى كتابة هذا الإنجيل.
أو يكون التلميذ متى الذى دعاه يسوع هو غير متى الذى ألف هذا الكتاب.
أو كتب أحد المجهولين هذا الكتاب ونسبه لمتى.
2- النقطة الثانية هو شك الكنيسة نفسها فى نسبة هذا الكتاب لهذا المؤلف، واختلاف علماء النصارى فيه.
3- أن النصارى ليس عندهم قاعدة علمية للبحث الكتابى لتأصيل ما تواتر إليهم ، الأمر الذى يجعل أى باحث لرفض نتائجهم واستنتاجاتهم.
4- من المعلوم أن إنجيل متى كتب بعد إنجيل مرقس ، ولكنه وضع فى مقدمة كتب النصارى ، لإستشهاداته العديدة من العهد القديم ، فاعتبروه امتداداً للعهد القديم. ومن أخطر ما فيه أنه غيَّر تعاليم عيسى عليه السلام بأنه ليس هو المسيا الموعود ، ولكنه الآتى بعده ، وجعلها على يسوع نفسه (متى 11: 14). فمثل هذا الكتاب لا تقوم لأقواله صحة بالمرة طالما أن هناك شك فى كاتبه ، وفى مصدره.
ويقول أستاذنا العميد: ( 1 )
(ثم بعد ذلك يسوق القاموس الأسباب التي دعت للترجيح، وهي واهية جداً، لا يستسيغها العقل أبداً فيقول :
(1) يذكر لوقا أن لاوى (متى) صنع للسيد المسيح وليمة (كبيرة) في أول عهده بالتلمذة (لو 5: 29-32) أما هو (متى) فيذكرها بكل اختصاراً تواضعاً (مت 9: 10-13).
(2) الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.
(3) لا يعقل أن انجيلاً خطيراً كهذا هو في مقدمة الاناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالأحرى لأن ينسب إلى أحد تلاميذ المسيح.
(4) ويذكر بابياس في القرن الثاني الميلادي أن متى قد جمع أقوال المسيح.
(5) من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من أتم واجباته لتقديم الحسابات. وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة... أهـ.)
لك أن تتخيل أن هذا رد قاموس الكتاب المقدس ودوافع استنتاجاته ، وأدلته البينة على أن هذا الكتاب من تأليف متى! ما هى الأسباب؟ لم يقل.
فعلى النقطة الأولى أقول: وهل معنى أن لاوى أقام له مأدبة عشاء أن هذا يجعل لاوى هو نفسه متى؟ لقد أقام له أحد الفريسيين أيضاً وليمة ، كما دعته مريم المجدلية فى بيتها مع التلاميذ.
وعلى النقطة الثانية والثالثة أقول: فهل كونه يهودى تنصر يعتبر هو مؤلف الإنجيل؟ فلماذا رفضت إذن أناجيل وكتابات باقى التلاميذ؟ ألم يكونوا أيضاً من اليهود الذين تنصروا ورفضت كتاباتهم؟
1- زبور عيسى الذى كان يعلم منه
2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس
3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه
4- إنجيل يعقوب ويُنسب ليعقوب الحوارى
5- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحوارى
6- إنجيل الطفولة ويُنسب لمتى الحوارى
7- آداب الصلاة وينسب لمتى الحوارى
8- إنجيل توما وينسب لتوما الحوارى
9- أعمال توما وينسب لتوما الحوارى
01- إنجيل فيليب ويُنسب لفيليب الحوارى
11- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحوارى
21- إنجيل برنابا
31- رسالة برنابا
41- إنجيل برتولما ويُنسب لبرتولما الحوارى
51- إنجيل طفولة المسيح ويُنسب لمرقس الحوارى
61- إنجيل المصريين ويُنسب لمرقس الحوارى
71- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحوارى
81- الإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى
91- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحوارى
02- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحوارى
12- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحوارى
22- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكى
32- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس
42- إنجيل الإثنى عشر رسولا
52- إنجيل السبعين وينسب لتلامس
62- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس)
72- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولا
82- إنجيل برتولماوس
92- إنجيل تداوس
03- إنجيل ماركيون
13- إنجيل باسيليوس
23- إنجيل العبرانيين أو الناصريين
33- إنجيل الكمال
43- إنجيل الحق
53- إنجيل الأنكرتيين
63- إنجيل أتباع إيصان
73- إنجيل عمالانيل
83- إنجيل الأبيونيين
93- إنجيل أتباع فرقة مانى
04- إنجيل أتباع مرقيون (مرسيون)
14- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحى)
24- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
34- إنجيل تاسينس
44- إنجيل هسيشيوس
54- إنجيل اشتهِرَ باسم التذكرة
64- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
74- أعمال بولس
84- أعمال بطرس وأندراوس
94- أعمال بطرس وبولس
05- رؤيا بطرس
15- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
25- مراعى هرماس
35- إنجيل يهوذا
45- إنجيل مريم
55- أعمال بولس وتكلة
65- سفر الأعمال القانونى
75- أعمال أندراوس
85- رسالة يسوع
95- راعى هرماس
06- إنجيل متياس
16- إنجيل فليمون
26- إنجيل كيرنثوس
36- إنجيل مولد مريم
46- إنجيل متى المُزيَّف
56- إنجيل يوسف النجار
66- إنجيل إنتقال مريم
76- إنجيل يوسيفوس
86- سفر ياشر
فإذا كنتم قد رفضتم إنجيل عيسى أو إنجيل مريم أو إنجيل أحد التلاميذ ظنا منكم أنه نسب إليه وهو لم يكتبه ، فها هو نفس الحال لديكم بالنسبة لإنجيل متى ، ولو قبلتموه لأن متى يهودى وتنصر وأصبح من أتباع يسوع فأصحاب كل هذه الأناجيل من أتباع يسوع ، فما وجه الخلاف؟
هذا بالإضافة إلى بولس الذى ضل وأضل الناس بأفكاره وعقائده ، ومع ذلك قبلتم كتاباته ، بل واعتبرتموه من الرسل: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.) أعمال الرسل 21: 17-32
وإذا كان وضع الإنجيل عندهم فى بداية الكتاب دليل على صحة كاتبه وأن متى هو لاوى بن حلفى ، فمعنى هذا أن الإنجيل الرابع أقل فى اليقين وفى نسبة صاحبه إليه من إنجيل متى، ومعنى هذا أيضاً أن رسالة يعقوب ورؤيا يوحنا أقل بكثير من ذلك فى صحتيهما وفى نسبتهما لمؤلفيها.
والمتتبع لرواية متى يتملكه العجب من كيفية دعوة عيسى عليه السلام لمتى أن يتبعه ، عندما رآه لأول مرة ، ثم وجود يسوع عنده فى البيت مع عشارين وخطاة آخرين: (9وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ رَأَى إِنْسَاناً جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ. 10وَبَيْنَمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي الْبَيْتِ إِذَا عَشَّارُونَ وَخُطَاةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاءُوا وَاتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ. 11فَلَمَّا نَظَرَ الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟») متى 9: 9-11
أم كان يسوع والعشارين والخطاة ومتى عند لاوى بن حلفى فى بيته ، حيث ذكر النص
فى البيت ، ولم يحدد بيت مَن؟
فلماذا لا تكون عندكم قواعد صارمة يبنى عليها صرح العقيدة وقدسية الكتاب؟
وعلى النقطة الرابعة أقول: لقد ذكر بابياس فى القرن الثانى الميلادى أن متى جمع أقوال عيسى عليه السلام ، فليس هذا بدليل على أن متى هو لاوى بن حلفى. منا أن كلام بابياس ينفى كون هذا الكتاب موحى به من عند الله الذى لا يُخطىء ولا ينسى.
أضف إلى ذلك أن الإختلاف هنا ليس فى وجود شخص اسمه متى ، ولكن الإختلاف فى كون متى هو لاوى بن حلفى أم غيره. هذا غير ما ذكرته عن بابياس نفسه ، من أنه لا يوثق فى كتاباته بين جمهور علماء اللاهوت.
هذا بالإضافة إلى ما ذكره الأستاذ العميد عن بابياس قائلاً:
1- بابياس يقول إن إنجيل متى وُضع بالعبرية. فلو سلمنا بقول بابياس للزم منه أن الذي بأيدينا اليوم من النسخ اليونانية هي ترجمة إنجيل متى من العبرية ، ويبقى لنا ضياع الأصل العبرانى، فلا قيمة للترجمة بدون الأصل المُترجَم منه ، هذا بالإضافى إلى جهلنا بمن قام بالترجمة.
فنكون بذلك قد زدنا المشكلة مشكلة أخرى: وهى أين النسخة الأصلية العبرانية التى كتبها من يدعى متى؟ ومَن الذى ترجمها لليونانية لنطمئن إليه؟ إضافة إلى هل متى هو لاوى بن حلفى؟ الأمر الذى يجعلنا نرفض الثقة فى الكتاب نهائياً.
2- لم يقل بابياس إنه سمع متّى يدّعي أنه هو كاتب الإنجيل ، وليس عندنا إلا دعوى بابياس التي يقول فيها إن متى جمع هذه الأقوال ، وهذا القول يصدم القائلين بوحى هذا الكتاب وعصمته.
3- أضف إلى ذلك أن بابياس لا يعرف إنجيل متّى الذي بين أيدينا ، فهو سمع أن متى قد جمع أقوال وأعمال يسوع ، والدليل على ذلك روايته لموت يهوذا الاسخريوطي التي تغاير وتناقض إنجيل متّى بشكل صريح ، فمتّى يصف موت يهوذا
(فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه) متى 27: 5.
بينما يصف بابياس كيفية موت يهوذا فى كتاباته (الجزء الثالث) قائلاً: ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم ، فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة ، ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً.
وعلى النقطة الخامسة أقول: إذا كان كون متى جابى للضرائب ويحتفظ بسجلات عنده دليل على كون متى هو لاوى بن حلفى. فلا تعليق عندى على هذا وأرجو أن يراجع نفسه قائل أو كاتب هذا الكلام.
فهذا يذكرنى بنكتة: ذهب أحد الصحافيين لأحد كبار رجال الجيش يسأله عن كيفية اغتيال الرئيس السادات، فقال له: بينما نحن جلوس فى المنصة لنشاهد عرض الأبطال، فإذا بسيارة تقف أمام المنصة ، وينزل منها أناس أطلقوا قنابل الدخان ، وأمطروا الرئيس بالرصاص. فقال له الصحافى: أفهم من ذلك أنه مات مسموماً.
وهو نفس ما استنتجه قاموس الكتاب: بما أن متى كان جابياً للضرائب ، إذن فمتى هو لاوى بن حلفى!!!
ومع علم علماء الكتاب المقدس بكل هذه النقاط التى ذكرها قاموس الكتاب المقدس ، إلا أنهم أعلنوا شكهم فى كون مؤلفه هو لاوى بن حلفى وهذا لدليل على عدم اقتناعهم هم أنفسهم بهذه التعليلات. فقد قال قاموس الكتاب المقدس: (ويرّجح أن مؤلف هذا الانجيل هو متى نفسه).
فهل كتاب مثل كتاب متى نجهل كاتبه ولا نعرف مترجمه ينسب هكذا بسهولة لله؟
==========================
(1) قمت بنقل مقالة الأخ العميد المشار إليها هنا في نفس هذا الشريط "Hady_999"
المفضلات