إنجيل القديس متى (مقدمة)


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

إنجيل القديس متى (مقدمة)

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
النتائج 31 إلى 35 من 35

الموضوع: إنجيل القديس متى (مقدمة)

  1. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    نقد النصوص في إنجيل متّى
    بقلم الداعية : أحمد بحيري
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    من الملفت للنظر أنه عند وضع هذا الإنجيل المزور المسمى حالياً "بإنجيل متَّى" والأناجيل الثلاثة الأخرى في دائرة الضوء، يتضح لنا أنه عدا التناقض العقائدي الصارخ بين الأناجيل الثلاثة الأولى مع الإنجيل الرابع كما أسلفنا، فإن هناك اختلافاً كبيراً في الأسلوب والألفاظ ليس بين كل إنجيل وآخر، فهذا شيء طبيعي لاختلاف الكتاب، إنما بين كَل إصحاح وآخر من نفس الإنجيل!! لا بل إننا نجد أحياناً أكثر من أسلوب واحد في الإصحاح الواحد كما سنرى، إذ كثيراً ما تصادفنا كلمة أو جملة كاملة أو عدة جمل قد دست بين النصوص الأصلية لتبدو وكأنها منها. ولكنها في حقيقتها ليست منها، لأنها تتناقض مع نص سابق أو نص لاحق مذكور هنا أو هناك، نسوا أن يشطبوه كما مر معنا في " كيف يدعوه داود بالروح رباً" ولما كان من غير المعقول أن يناقض الكاتب نفسه كما ذكرنا، لذا فإن هذا يؤكد أن أكثر من يد واحدة قد امتدت إلى هذه الروايات- التي سموها أناجيل فيما بعد- وعبثت بها بعد موت أصحابها حسب ما كان يتفق مع ميول تلك الأيدي وأهدافها، دون أن تكلف نفسها عناء قراءة ما جاء فيها، وبذلك أفسدتها فجاءت مناقضة لبعضها بعضاً.
    وإلا فكيف نفسر أقوالاً عديدة نسبوها إلى المسيح مثل قولهم في منتصف هذا الإنجيل على سبيل المثال لا الحصر:

    "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً" متى10/34

    أي أن المسيح ما جاء إلا لإشعال نار الحرب وإسالة الدماء. ثم قولهم في آخر الإنجيل وعلى لسان المسيح أيضاً قوله لبطرس:

    رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يؤخذون بالسيف، بالسيف يهلكون " متى 26/52،

    أىِ أن المسيح لا يؤمن مطلقاً باستعمال السيف!. فأيهما يا ترى نصدق؟! إذ نحن هنا أمام قولين متناقضين وردا في إنجيل واحد؟! أحدهما قاله المسيح، والَاخر مدسوس على المسيح. إذ ليس من المعقول أن يناقض المسيح نفسه. فالمسيح الذىِ سبق أن قال:

    "أريد رحمة لا ذبيحة" متى 9/13

    لا يمكن أن يقول أريد سيفاً لأشعلها حرباً ونا راَ.
    ومثله ما جاء في يوحنا:8/14: "وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق "ونقيضه تماماً في نفس الإنجيل 5/31،: "إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقأ".
    فهل شهادة المسيح لنفسه حق أم ليست حقاً. إن كلا النصين المثبت والمنفي وردا في كتاب يزعمون أنه مقدس. فالمسيحي الذي يبحث عن دينه الحق بأي نص من النصين يأخذ؟ أيأخذ بالنص المثبت أم بالنص المنفي. فإن أخذ بالنص المثبت يكون قد خالف إنجيله في النص المنفي، وإن أخذ بالنص المنفي يكون قد خالف إنجيله في النص المثبت!! حتماً أحد النصين مدسوس.
    والمتأمل في مثل هذه التناقضات التي امتلأت بها الأناجيل يظهر له كثرة الأيادي التي عبثت بها. إذ دست نصوصاً ونسيت أن تشطب النصوص الأصلية المناقضة لما دسته. لذا جاء بعضها مناقضأ لبعضه الآخر كما أن هناك احتمال في أن ذلك كان عمداً بقصد تشويش ذهن القارىء المسيحي حتى يعيش في دوامة ولا يعرف دينه الصحيح. والغريب أن مثل هذا التشويش يتفق تماماً مع ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون فيما بعد. فقد ورد في البروتوكول الخامس ما يلي:
    "وضروري لحكومتنا الناجحة أن تضاعف وتضخم الأخطاء والعادات والعواطف...
    حتى لا يستطيع إنسان أن يفكر بوضوح في ظلامها المطبق وعندئذ يتعطل فهم الناس بعضهم بعضاً"
    كما أن افتتاحية إنجيل يوحنا التي جعلوا فيها الكلمة هي الخالق تحطم كل قواعد الإيمان وذلك يتفق تماماً مع ما جاء في البروتوكول الرابع عشر "يجب علينا أن نحطم كل قواعد الإيمان ".
    والآن حيث إن إنجيل مرقص هو أول الأناجيل المكتوبة من هذه الأناجيل الأربعة وحيث إن متى المزيف قد سرق حوالي 95% من نصوصه كما أسلفنا بشهادة جميع النقاد المسيحيين الغربيين أنفسهم، لذا دعونا نتفحص بعض النماذج التي سرقها، لنرى كيف حرفها وغش بذلك جميع المسيحيين منذ القدم حتى يومنا الحاضر، وكيف سرق أجيالهم المؤمنة باللّه الواحد وحولها إلى أمم وثنية كافرة تعبد ثلاثة آلهة ليس لها وجود، في الوقت الذي فيه المسيح ما عبد إلا إلهاً واحداً، وما خبر إلا عن إله واحد، مما سيؤكد لكل نزيه يبحث عن الحق والحقيقة، أن هذه الأناجيل المحرفة، ومعها المعتقدات الشاؤولية الكنسية الوثنية التي زجت فيها، كان هدفها الأصلي واحداً، وهو تخريب دين المسيح. ولكن اَن الأوان اليوم للكشف عن كل تلك المحاولات التي ثبتت في عقول النصارى حتى يومنا هذا فلعل هذا يساعدهم في إزالة القذى الذي تركه شاؤول والمجامع الكنسية الوثنية في عيونهم فيبصرون جيداً ويفوزون بالخلاص. خلاص الله الحقيقي وليس خلاص الكنيسة المزعوم الذي غرسته في عقولهم وجعلتهم بسببه أسارى لديها طيلة عشرين قرناً.
    ومن تلك المحاولات الرخيصة والتحريف الفاضح الذي جر المسيحية إلى مهاوي الوثنية على سبيل المثال لا الحصر:

    ا- دس لفظ "ابن اللّه" الذي أدخله شاؤول بعد رفع المسيح:

    يقول مرقص في 8/29، من إنجيله على لسان المسيح: "وأنتم من تقولون إني أنا. فأجاب بطرس وقال له: أنت المسيح ". فماذا فعل هذا "المتَى المزور" بعد أن سرق نفس النص من مرقص؟ اقرأ معي:
    "قال لهم وأنتم من تقولون إني أنا. فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي " متى. 16/16، فبعد أن سرق نص مرقص أضاف عليه لفظ "ابن اللّه ".
    ولقد قلنا إن من أهداف شاؤول واليهود المندسين في المجمعات الكنسية نسف دين المسيح الموحد باللّه من الداخل وتحويله إلى دين وثني لتقريبه من الوثنية التي تؤمن بالآلهة الأبناء والآلهة الآباء لإبعاد المسيحيين عن الجنة التي مفتاحها "لا إله إلا الله".

    2- دس لفظ "الأب " مكان اسم اللّه:

    يقول مرقص في 14/25، من إنجيله:
    "لا أشرب من نتاج الكرمة إلا في ملكوت اللّه ".
    فماذا قال متَى المزيف بعد أن سرق النص ؟
    "لا أشرب من نتاج الكرمة إلا في ملكوت أبي " متى. 26 /29، أي حول ملكوت اللّه إلى ملكوت أبي.
    ويقول مرقص في 3/35، من إنجيله:
    "لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي ".

    فانظر ماذا فعل متَى:
    " لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي " متى:12/50 ،. أي حول مشيئة الله إلى مشيئة أبي.
    وهكذا ترون بأنفسكم أخوتي أن هذا الكاتب المزيف غير أمين على النصوص،وليس للنصوص عنده حرمة فيتلاعب بها كيف يشاء لغرض في نفسه، إذ بعد أن سرق نصوص مرقص حرفاً بحرف دس لفظ "الابن" للمسيح، كما شطب اسم اللّه ورضع مكانه اسم "الأب " واسم الأب كما مر معنا دخل في الدين المسيحي سنة 180 - 210 ويزعمون أن هذا الإنجيل كتب سنة 70- 80 م، كذلك فإن متى الحقيقي مات سنة 62 م.
    فيا إخوتي يا من نحاول جهدنا في تخليص أرواحهم من النار الأبدية، أمام أعينكم تزوير واضح. وقد ألقينا لكم القبض على هذا الكاتب اليهودي الوثني الذي لا يخاف اللّه والذي سمى نفسه متى وهو متلبس بأكبر جريمتي تزوير في دين المسيح. الأولى دس فيه لفظ "ابن الله " والثانية جريمة شطب "اسم الله" الأعظم، ودس اسم الأب مكانه وكلا اللفظين غريبين على دين المسيح الحقيقي. والمسيح ما عرف يوماً إلهاً اسمه الأب ولا عرف إلهاً اسمه الابن إنما عرف الله وحده الذي هو في الخفاء دائماً. ودائماً كان يصلي له لأن الله لم يكن يوماً أبا أحد أو عم أحد أو خال أحد. "وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة لله " لوقا:6/12،. لا للأب ولا للابن ولا لروح القدس ولا لواحد في ثلاثة، ولا لثلاثة في واحد، إنما لله.
    فتأملوا جيداً إخوتي يا من تعتقدون أنكم مسيحيون لأنكم أمام عملية "من أخطر عمليات التزوير في تاريخ العقائد على الإطلاق، وخطورتها تكمن في تزوير عقائد الناس التي تحدد مصائرهم الأبدية. وهذه فضيحة كل الدهور، وقاصمة كل الظهور، والتي تكشف بجلاء سرقة كل الأجيال من المسيحية الحقة التي جاء بها المسيح إلى "الشاؤولية الكنسية الوثنية" التي تؤمن بالأب والابن وتعدد الَالهة التي تدخل صاحبها النار الأبدية.
    إن من يسرق محافظكم تسمونه نشالاً. ومن يسرق بيوتكم تسمونه لصا، ومن يسلبكم في الطريق تحت تهديد السلاح تسمونه قاطع طريق... الخ ولكن من يسلبكم دينكم بهدف حرمانكم من الجنة وزجكم في النار الأبدية ماذا تسمونه؟!! ليس له إلا اسم واحد. حذرنا منه الله دائماً... الشيطان!! إذ مَن مِن البشر يستطيع أن يشطب اسم الله في كتاب يزعمون أنه مقدس ليضع مكانه اسم الأب... أو أي اسم رخيص آخر؟ هل يجرؤ إنسان أن يفعل ذلك!!؟.

    "يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27)" سورة الأعراف
    "إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100)" سورة النحل
    هنا يجب أن نتوقف وقفة طويلة عملاً بقول المسيح: "إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي ابحثوا عن الحق والحق يحرركم " يوحنا 8/32، لنسأل أنفسنا فيها لماذا فعلوا ذلك؟! إذا عرفنا الجواب لا شك أنه عندها ستتكشف لنا الحقيقة، ويتبين لنا بكل وضوح أن هذا اليهودي المضلِّل الذي سرق عن مرقص وحرَف نصوصه كما رأينا إنما أراد بإنجيله الكاذب هذا أن يسوق على الأمم وعلى المسيحيين الأوائل الذين كانوا مؤمنين بالله الواحد لفظتي "الأب " و"الابن " الغريبتين عن الدين الحقيقي الذي أتى به المسيح ويدسهما في الألوهية لجرهم شيئاً فشيئاً إلى عبادة إله وهمي ليس له وجود سماه أبا وابنا ليحرمهم من نعيم الجنة التي مفتاحها الأول "لا إله إلاَّ الله "، مما يكشفه ويعريه مهما تسربل بالمسوح النصرانية ومهما ألف من أناجيل أو تسمى باسم أحد التلاميذ. فالتلميذ العشار الذي عرفه مرقص، والذي عرفه لوقا كان اسمه "لاوي بن حلفي " كما جاء في إنجيليهما ولم يكن أبداً اسمه متَى كما زعم هذا المتى عن نفسه في إنجيله، وهو في حقيقته ليس إلا كشاؤول، أو شاؤول نفسه دخيلاً على تلاميذ اومسيح. فها هو يكشف عن حقيقته أنه كاتب يهودي بل وصهيوني مزور، ذو لؤم خبيث وحقد دفين ضد دين المسيح الحقيقي البريء من لفظ الأب ومعها لفظ الابن. وأنه ما ألف هذا الإنجيل إلا لينسف دين المسيح من الداخل بعد أن عجز رئيس الكهنة وشاؤول نفسه عن نسفه من الخارج
    "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً (48)" سورة النساء
    لذا كما قلنا أينما وجدت لفظ الاِّب في الأناجيل أخي العزيز اشطبه وضع مكانه اسم الله. وأينما وجدت لفظ "ابن الله " اشطبه وضع مكانه عبد الله أو خادم الله. وبذا تكون قد أعدت إلى هذه الأناجيل شيئاً من المصداقية المفقودة، لأنهم بدل الله الواحد جعلوا لك عائلة من الَالهة فيها أب وابن وأجداد وأقارب، وتلك هي الديانة التي فبركتها المجمعات الكنسية اليهودية الوثنية القديمة لخدمة اليهودية العالمية، ولإرضاء قسطنطين والأباطرة الرومان الوثنيين في القرن الرابع، ثم تبنتها جميع الكنائس منذ ذلك اليوم وتسلسلت فيها حتى وقتنا الحاضر. فهذه هي حقا الخطيئة التي تسلسلت وليس خطيئة آدم المزعومة. ولا شك أن كل مسيحي متعلم أو مثقف ومنصف وغير متحيز لا يسمي هذا الإنجيل ترجمة ولا يسميه تأليفا إنما يسميه تزويراً على رؤوس الأشهاد مع سبق الإصرار والترصد، قصد به سرقة الأجيال المؤمنة بالله الواحد، إضافة إلى أنه عملية احتيال كبرى في تاريخ المسيحية الحقة لسرقة دين المسيح السماوي واستبداله بدين أرضي وثني من صنع البشر، صنعه كتبة هذه الأناجيل البهود المزيفون لغرض خبيث في أنفسهم. وبعد كل هذا تدلس الكنيسة على طوائفها حتى اليوم وتقول لهم إنها أناجيل مقدسة وكتبتها قديسون كتبوا بتأثير من الوحي الإلهي وأن الكنيسة حامية لدين المسيح!! بينما هي في الحقيقة حامية لدين شاؤول اليهودي الفريسي وقسطنطين الوثني، وهي لا تستطيع أن تقول لهم ذلك حفاظاَ على كراسيها ومصالحها الدنيوية ناسية قول المسيح: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه " متى: 16/26 ،. ولو أن الكنيسة الإنجليكانية بعد هذه القرون الطويلة من الكذب على الناس في أن عيسى هو اللّه، أو ابن اللّه، وجدت أخيراً بعد اكتشافات البحر الميت بعض الشجاعة لتعلن للملأ نصف الحقيقة، وهي أن عيسى ليس إلا رسول اللّه كما مر معنا.
    يقول الأسقف السابق عبد الأحد داود "ديفيد بنجامين كنداني سابقا": "من حقنا أن نتفق أو نختلف مع عقيدة أو نظرية، ولكن ليس هناك مبرر لتحريفنا وتشويهنا لأي عقيدة عن عمد لإثبات نظريتنا حولها. وتحريف الكتب المقدسة عمل جائر وإجرامي... وأن أي وثيقة تصبح غير جديرة بأي اهتمام إذا ثبت أن أي جزء منها مزيف ".
    إذاً "متَى المزيف هذا" في نظر هذا القس الورع الذي أشهر إسلامه، هو مجرم وعمله إجرامي وإنجيله مزور غير جدير بأي اهتمام حسب ما أثبتناه من تزوير فيه، لأن توحيد الله في دين المسيح، هو أساس العقيدة كما هو في كل الأديان السماوية التي سبقته أو تلته. وقد بقي كذلك إلى أواخر القرن الأول ومطلع القرن الثاني، فجاء هذا الدعي ليغيره بجرة قلم. إذ في القرن الأول بعد رفع المسيح واصل المسيحيون الذين اتبعوه تأكيد الوحدانية الإلهية التي كان عليها عيسى. والبرهان على ذلك هو كتاب "راعي هيرماس " الذي تم تأليفه سنة 90 م واعتبرته الكنيسة آنذاك كتاباً مقدساَ. ولقد حوى ذلك الكتاب عشر وصايا، والوصية الأولى فيه تقول: "قبل كل شيء ليكن اعتقادك بأن اللّه واحد، وأنه خلق كل شيء ونظمه وأوجد كل الأشياء من العدم، وهو يحتوي ويشمل الأشياء كلها ولكن لا يوجد شيء يحيط به أو يحتويه".
    لكنا نرى أن الكنيسة في القرن الرابع قد انحرفت 180 درجة، وتحولت من التوحيد إلى التثليث وقلبت ظهر المجن للمسيحيين الموحدين وقتلت الملايين منهم، وفرضت معتقدها الثالوثي بقوة السيف والإرهاب فتحولت الكنائس جميعها إلى مطارق تحطم تعاليم المسيح في الوحدانية وجنت من ذلك أرباحاً لا تحصى، ولا عجب أن تستمر الكنيسة في التثليث حتى يومنا هذا. فهي وريثة تلك الكنائس الغنية ذات الثروات الهائلة التي آلت إليها بعد بيع دين المسيح الحقيقي واستبداله بالثالوث، وأرباحها من وراء ذلك ما زالت حتى اليوم لا تحصى طالما تنشر مقولة ثلاثة في واحد أو واحد في ثلاثة.
    ونحن لا ندري إلى متى ستخفي الكنيسة الحقيقة وتستمر في الضحك على ذقون طوائفها مفضلة العمل بمبدأ "الخطأ الشائع خير من الصواب المهجور". ولكن لماذا توقظهم من سباتهم العميق الذي استمر قروناً طالماً هم راضون قانعون بالثالوث منذ ألفي عام، إضافة إلى ما في إيقاظهم من خطورة على حياة الكنيسة نفسها، بل على كيانها وثرواتها ومناصب المنتفعين فيها !!.
    ولما كان الدين الشاؤولي تجارة رابحة، فقد انتبه الكثيرون إلى ثروات الكنيسة الطائلة وفكروا فيما يمكن أن يدره عليهم من مدخولات لو هم تاجروا بهذا الدين أيضاً وأسسوا كنائس أخرى. لذا أصبحنا نرى عشرات بل مئات من الكنائس والطوائف والجمعيات التي تدعي المسيحية تنبثق كل يوم تحت اسم جديد، لا سيما في أمريكا مدعية أنها وحدها صاحبة الدين الصحيح من أمثال " المعمدانيين، والسبتيين، والمانونايت، والفرندز، والكويكرز، والبريسبيتيربانز والميثوديين وشهود يهوة، وجميعات الرب... الخ، فجمعوا من وراء ذلك الثروات الضخمة مثل القس جيمي سواجرت الذي مر ذكره معنا والذي أفادت الصحافة العالمية كما أسلفنا أن دخله كان يفوق المئة والأربعين مليون دولار سنويا. إذ مازال هناك الكتير من السذج الذين يقدمون أموالهم للكنائس من أجل الغفران والخلاص إضافة إلى الهيئات والمنظمات والمؤسسات المشبوهة الضخمة التي تقف خلف هذه الكنائس تشجعها وتغذيها بالأموال طالما هي تنشر الثالوث لإبعاد المسيحيين عن شهادة لا إله إلاَّ اللّه الواحد لتبقى الجنة لليهود لا يزاحمهم عليها المسيحيون.
    لذا نجد اليوم كثيراً من المسيحيين الحقيقيين المؤمنين بالله الواحد قد بحثوا عن الحق خارج الكنيسة، بعيداً عن التعاليم والطقوس الكنسية التي فبركت لهم عقيدة الثالوث، فعرفوا الحق ووجدوه، وتأكد لهم أن ما كانوا عليه لم يكن إلا سراباً وخداعأ ولا يؤدي إلا إلى النار الأبدية والهلاك المحتم، لأنه ليس إلا تجديفاً على اللّه الواحد الذي نسبوا إليه انفصام الشخصية وجعلوه ثلاتة في واحد أو واحدا في ثلاثة وتذكروا قول المسيح: "كل خطية وتجديف يغفر للناس، وأما التجديف على اللّه فلن يغفر للناس... لا في هذا العالم ولا في الآتي " كما تذكروا قوله "كل غرس لم يغرسه إلهي السماوي يقلع" فخلعوا ذلك الغرس وسارعوا إلى طريق الإيمان الصحيح أي توحيد الخالق، واكتشفوا أن ما كانوا فيه لم يكن إلا من صميم العقائد الشاؤولية الكنسية الوثنية، وتذكروا أن المسيح لم يبن كنيسة واحدة في حياته، بل لم يكن في زمانه أي كنيسة على وجه الأرض، فعرفوا الحق والحق حررهم تماماً كما قال المسيح: "ابحثوا عن الحق والحق يحرركم" يوحنا 8/32.

    3- التلاعب بلفظ "الرب " لتتم أسطورة أن المسيح هو الرب، لجر المسيحيين بعيداً عن الله الحقيقي:

    يقول مرقص في 9/5، من إنجيله: "وظهر لهم إيلياء فجعل بطرس يقول يا سيدي جيد أن نكون هنا... ".
    أما متَّى المزعوم بعد أن سرق هذا النص ماذا قال؟ "وإذا موسى وإيلياء قد ظهرا لهم فجعل بطرس يقول ليسوع يا رب جيد أن نكون هنا... " متى: 17/4،.
    ولما كانت كلمة "رب " لها معنيان هما "سيد، ورب " تماماً مثل كلمة Lord في الإنكليزية فهي تعني "سيد، ورب " أيضاً، ولما كان المقصود هنا كلمة "سيد" كما ذكر مرقص، نرى هذا الدعي المأفون عندما سرق النص قد حول كلمة "سيد" إلى "رب " في إنجيله. وهو بذلك يريد أن يدلس على المسيحيين البسطاء في ذلك الوقت بأن عيسى كان رباً وإلهاً. واللعبة كما ترى عزيزي القارىء مكشوفة، إذ أن الكلمة في إنجيل مرقص- وهو الإنجيل الأول تأليفاً- وردت "سيد". لكن هذا الكاتب الذي لا يزال مجهولاً حتى يومنا هذا، كان يكتب إنجيله وفي ذهنه نسف الدين المسيحي من الداخل وذلك بتأليه عيسى، معتقداً أنه باستعماله كلمة "رب " قد نجح في إخراج المسيح من دائرة البشرية إلى مرتبة الألوهية. ومن الناحية الأخرى هو تشويش آخر حتى لا يعرف المسيحي دينه الحقيقي ويتساءل هل عيسى كان سيداً أم رباً وإلهاً؟!.
    ولكن يأبى اللّه إلا أن يفضح هذا الكاتب وأمثاله، فقد كتب في نفس إنجيله بعد إصحاحات قليلة أن المسيح يقول: "وأما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه " متى 13/57 وهنا ظهرت خدعته السابقة مكشوفة للعيان. إذ كيف يكون عيسى رباً "إلهاً" وفي نفس الوقت يكون نبياً!!؟ كما ظهرت خدعته مكشوفة أيضاً في نفس إنجيله عندما قال عن عيسى: "وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفرداً ليصلي " متَى. 14/23،، إذ كيف يكون رباً ويصلي!!؟ لقد نسي هذا الكاتب أنه كان قد رسمه لنا رباً وإلهاً من أجل تشويش صورة المسيح في أذهاننا.
    ولقد أحببنا أن نسلط الضوء على كلمة "رب " هذه، حتى لا ينزلق المسيحي العادي الذي يبحث عن الحق في أناجيله فيرى كلمة رب في أناجيله منسوبة للمسيح، أو يسمعها من قسيس مضلل في كنيسته فيعتقد أن المسيح كان رباً وإلهاً.


    4- الكذب على المسيح ثم نسيان ما كذب ووضع كلمات على شفتيه هو بريءمنها:

    لقد ورد في هذا الإنجيل منسوباً إلى المسيح قوله: "متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" متى 19/28.
    أليس غريباً أن ينسب هذا المتَى المزيف مثل هذا الكلام إلى المسيح، بينما هو نفسه الذي اتهم يهوذا بالخيانة وشنقه على صفحات إنجيله بعد ذلك في 27/5،، فأصبح الذين سيجلسون معه على كرسي مجده- إن صح ذلك- أحد عشر وليس اثني عشر!؟. فلو كان المسيح حقاً هو قائل هذا الكلام، أو كان رباً وإلهاً كما زعم لنا هذا الكاتب وضلل الكثيرين بذلك حتى يومنا هذا، لعرف أن يهوذا سيخونه ولقال أحد عشر كرسياً. وعليه فإما أن المسيح كاذب في هذا القول "اثني عشر كرسياً" وحاشاه أن يكون، وإما أن متى هو الكاذب ويهوذا لم يخن المسيح وبالتالي لم يشنق.

    5- تزييف ما يستشهد به من العهد القديم

    لقد حرص هذا الكاتب- المزور- على ربط كل ما يتعلق بقصة المسيح منذ ولادته حتى رفعه إلى السماء بنصوص من العهد القديم زاعماً أنها نبوءات. ولقد أسرف في هذا أيما إسراف الأمر الذي أوقعه في أخطاء لا مفر من التسليم بها، وذلك بسبب التطبيق الخاطىء لتلك النبوءات على ما حدث للمسيح مثل:
    (أ ( متى 1/22،: "وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل هو ذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره اللّه معنا".
    لقد سرق متى المزعوم هذا النص من العهد القديم لإنسان ليس له أي علاقة بالمسيح لا من قريب ولا من بعيد- كما سيمر معنا-، وكل همه أن يجعلنا نفهم أن المولود الذي هو عيسى، هو ذات اللّه نفسه معنا!! وكم من السذج ضللهما هذا المتى المزعوم وماتوا وهم على هذا المعتقد!! ولكن القارىء الفطن يعلم أن عيسى ابن مريم لم يسميه أحد بعمانوئيل ! إذاً المقصود كما هو ظاهر للعيان شخص آخر سيأتي ذكره.
    وهذا النص لم يرد في إنجيل مرقص ولا في أي من الأناجيل الأخرى، وهو من الإضافات التي أضافها هذا الكاتب المزور إلى الى 95% التي سرقها من إنجيل مرقص ليوهمنا أن عيسى كان "اللّه معنا"!!، وكنا قد حذرنا من أمثال هذه الإضافات التي سميناها رقعاً في حينها، والمبدوءة عادة بجملة "لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل" وأشباهها. ومثل هذا التزييف كثير، بل وأكثر من كثير في إنجيله وسنبحثه أثناء مرورنا به.
    (ب) وهناك الكثير الكثير أيضاً مما يستشهد به هذا المتى المزعوم من نصوص العهد القديم التي توافق غرضه، أما تكملة تلك النصوص- أو مطلعها- فلا يناسب غرضه لذا يتركها. ونحن إذا، أخذنا النص من أوله كما ورد في العهد القديم وأكملناه نجد أنه لا ينطبق على عيسى لا من قريب ولا من بعيد ولا ارتباط له به بالمرة، لأنه كما أسلفنا لم يكتب شيء عن المسيح في العهد القديم الأمر الذي جعل النقاد يقولون: "إن الدراسة الحديثة للعهد القديم لا تؤيد مفهوم متى لما فيه، كما أنها لا توافقه على الفقرات التي استخرجها من أسفاره عندما كان يكتب إنجيله ". وسنشير إلى هذه النصوص عند مرورنا بها أيضاً.

    6- كثرة النسيان:

    يقول مرقص في 10/35،:"وتقدم له يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين يا معلم نريد أن تفعل لنا كل ما طلبنا فقال لهما ماذا تريدان... فقالا له اعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك ".
    وعندما أخذ متَى هذا النص ماذا قال؟ "حينئذ تقدمت أم زبدي مع ابنيها وسجدت له وطلبت منه شيئاً فقال لها ماذا تريدين. قالت أن يجلس ابناي هذا واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك " 20/20-21 . فبغض النظر عن قلب (عكس) الطالب من أولاد زبدي في إنجيل مرقص، إلى أمهما في إنجيل متى المزعوم من أجل التغيير قليلاً عن مرقص حتى لا يقال إنه سرق عنه كما أسلفنا، إلا أن هذا الدعي نسي أمراً هاماً جداً في قوله "وسجدت له " لأنه هو الذي أخبرنا بنفسه في مطلع إنجيله أن المسيح خاطب الشيطان قائلاً "للرب إلهك تسجد" وحاشا لعيسى أن يسمح لأم زبدي أو لغيرها بأن تسجد له وهو الذي لم يرض بكلمة مدح واحدة تقال له. إذ عندما قال له أحدهم: "أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية" رفض ذلك وقال له "لماذا تدعونني صالحاً. ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله " متى. 19/16، ولكن الكاتب نسي ذلك معتقداً أن تدليسه بأن عيسى رب وإله قد مر علينا وجاء هنا ليكمل تدليسه بأن عيسى رب وإله والناس تسجد له؟!

    7- المبالغة والتهويل المصطنع الذي ملأ به إنجيله:


    1- (أ) "فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجمع أورشليم معه " متى 2/3،.
    (ب) "وإذا حجاب الهيكل قد انشق... والاْرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور" متى:27/51،.
    (ج) "وإدْا زلزلة عظيمة حدثت لاْن ملاك الرب نزل من السماء" متى 28/2،.
    (د) " من خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات " متى:28/4 .
    فاضطراب جميع أورشليم وتزلزل الأرض وتشقق الصخور وتفتح القبور وقيام كثير من أجساد القديسين وارتعاد الحراس حتى صاروا كأموات... كل هذه المبالغات ما هي إلا من رسم خياله، إذ لا نجد لها مثيلاً في الأناجيل الأخرى.



    2- غرامة بالضرب ×2، مع استمراره في التهويل:
    (أ) يقول مرقص في 10/46-48، من إنجيله: "وجاؤوا إلى أريحا وفيما هو خارج من أريحا... كان بارتيماوس الأعمى جالساً على الطريق يستعطي فلما سمع أنه يسوع الناصري ابتدأ يصرخ ويقول: يا يسوع ابن داود ارحمني ".
    فماذا فعل متى عندما أخذ نفس النص؟ "وفيما هم خارجون من أريحا تبعه جمع كثير وإذا أعميان جالسان على الطريق فلما سمعا يسوع مجازاً صرخا قائلين ارحمنا يا سيد ابن داود" متى: 20/29-31
    (ب) مرقص 5/1: "ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور إنسان به روح نجس ".
    فماذا قال متى عندما سرق نفس النص؟ "ولما جاء إلى العبر... استقبله مجنونان خارجان من القبور" متى: 8/28،.
    (ج) مرقص 11/1-2 : "ولما قربوا من أورشليم إلى بيت فاجي... أرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما اذهبا إلى القرية التي أمامكما... تجدان جحشأ مربوطاً فحلاه وآتيا به ". فهل يعقل أن يضرب متى الجحش أيضاً ×2؟! لقد فعلها يا أخي العزيز. فاقرأ معي ماذا قال :
    "ولما قربوا من أورشليم وجاؤوا إلى بيت فاجي... أرسل يسوع تلميذين قائلاً لهما اذهبا إلى القرية التي أمامكما تجدان أتانا مربوطاً وجحشا فحلاهما واَتيانىِ بهما" متى 21/1-2،.
    مما سبق يتضح لك أخي العزيز أن هذا المتى المزيف قد ضرب الأعمى الواحد ×2 وا لمجنون الواحد×2 حتى الحمار الواحد ضربه ×2. ما الذي يجعله يفعل ذلك؟! الجواب بكل بساطة أنه يريد أن يجعل روايته بكل سذاجة تختلف عن رواية مرقص حتى لا يقال إنه سرق عنه!! ألم نقل إن كتبة هذه الأناجيل أناس سذج كتبوا للعامة الذين هم أكثر منهم سذاجة، وحتى لو قال غيرنا إنهم أساتذة في فن التدريس؟!.
    وهكذا فعل متى المزور من أول إنجيله إلى آخره. فالمريض الواحد الذي يشفيه المسيح في مرقص يصبح اثنان في إنجيله والاثنان يصبحان جموعاً غفيرة مما جعل كثيراً من النقاد يشككون في وجود هذه الأعداد الهائلة من العمي والخرس والشل والبرصى والمجانين في البلاد المقدسة، وكأن جميع مرضى العالم قد تجمعوا في فلسطين كما لو كانت البلاد قد أصبحت موئلاً للأمراض والأوبئة المختلفة، وهدفه من كل ذلك هو تفخيم معجزاته وأن يجعل للمسيح في كل حركة معجزة، وفي كل لفتة عجيبة من أجل أن نركز أفكارنا على معجزاته وليس على ملكوت الله أو أقواله وتعاليمه التي جاء المسيح يبشر اليهود بها.


    8- الكذبة الكبرى في خاتمة الإنجيل:

    لقد جاء في خاتمة إنجيله أن المسيح قال : "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأ مم، وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس متى: 28/ 19،.
    (1( "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم":
    اعلم أخي العزيز أن الكاتب يكذب على لسان المسيح، والمسيح لم يقل هذا أبداً
    إنما هو كلام الكاتب المزور وضعه في فم المسيح وصوره لنا وهو ينطق به. لماذا؟ لأن المسيح لا يمكن أن يناقض نفسه فهو القائل: "لم أرسل إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة" متى 15/ 24، ولم يقل أبداً أنه أرسل "لجميع الأمم "، كما أنه عندما أرسل تلاميذه للتبشير أوصاهم قائلاً بالحرف الواحد: "وإلى طريق أمم لا تمضوا" متى. 10/ 5، فرسالته كانت محصورة ببني إسرائيل فقط. إذ كل نبي كان يرسل إلى قومه، ماعدا محمد فقد أرسل للعالم أجمع وكذا رسالته جاءت مفتوحة للعالم بأسره ولو كان عيسى حقاً قد جاء لجميع الأمم لذهب إليهم بنفسه ولما حصر رسالته في خراف بيت إسرائيل الضالة فقط، هذا النص موضوع فقط لتبرير خروج شاؤول إلى جميع الأمم، فحاذر عزيزي القارىء أن يغشك هذا الكاتب.
    وكان من الأولى للذين دسوا جملة اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم في نهاية هذا الإنجيل أن يشطبوا قول المسيح السابق: "وإلى طريق أمم لا تمضوا" حتى لا يكون هناك تناقض في أقوال المسيح مع قولهم الذي دسوه ولكنهم لم يفعلوا كعادتهم. إما لأنهم لم يفطنوا لذلك، فحصل التناقض وإما أنهم تركوه عامدين للتشويش على ذهن المسيحي كما أسلفنا، حتى لا يعرف المسيحي بماذا يؤمن.
    (ب) وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس:
    قلنا إن عقيدة التثليث هذه لم يعرفها المسيح أبداً وأن رسالته كانت التوحيد. وصيغة التثليث هذه لم تتم فبركتها إلا سنة 381 في المجمع القسطنطيني الأول عندما أضاف اليهود والوثنيون المندسون في المجمع "روح القدس " إلى الإله الأول "الأب " والثاني "الابن " فأصبح بذلك عندهم عائلة من ثلاثة اَلهة. ومما يزيد في تأكيد كذب جملة التثليث هذه وافتراءها على المسيح، وأنها لم تكن معروفة إطلاقاً في عهده وعهد تلاميذه هو أنه لو نطق بها أحد وقتها أثناء صلاتهم في الهيكل مع رئيس الكهنة والسنهدريين لقطعوا رأسه قبل أن يقطعوا لسانه!! لأن اليهود كانوا ولا زالوا حتى اليوم موحدين لا يعرفون إلا إلهاً واحداً. إذ لم تعرف هذه الصيغة الثلاثية العجيبة إلا بعد أن وقفت الكنيسة الشاؤولية الوثنية على أرجلها فدس اليهود والوثنيون المندسون في المجمعات الكنسية هذا الطعم وفرضوه على الأمم بقوة الإرهاب سنة 381 م وما بعدها كما مر معنا، ولا زال نصارى اليوم بالِعين هذا الطعم حتى يومنا هذا.
    ولكن ننصف متى المزيف ولكي لا نسجل إلا ما له وما عليه نقول! إن النقاد العالميين يجمعون بأن هذه الخاتمة في إنجيله إلحاقية وليست موجودة في المخطوطات الأصلية، أي لم يكتبها هو إنما دست في إنجيله بعد موته إذ يقول (هارناك): "لم يرد في الأطوار المتأخرة من التعاليم المسيحية ما يتكلم عن المسيح وهو يلقي مواعظ أو يعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات، وأن صيغة التثليث هذه غريب ذكرها على لسان المسيح ولم يكن لها أثر في عصر الرسل وهو الشيء الذي كانت تبقى جديرة به لو أنها صدرت عن المسيح شخصياً" ويشاركه في هذا القول غالبية النقاد المسيحيين.
    نكتفي الآن بهذا القدر من عيوب هذه الترجمة المسماة بإنجيل متَّى، قبل أن نخوض في باقىِ عيوبه التي سنتناولها عدداً عدداً للكشف عن دين المسيح ولتخليصه من جميع شوائب الزيف والبطلان التي ألصقوها به، ليظهر وجه المسيح الحقيقي الذي غطاه كتبة هذه الأناجيل بقناع شاؤول الفريسي والمجمعات الكنسية من حيث لم يشعر المسيحيون الذين يصرخون أن كنائس الغرب قد تصهينت وهم للأسف على نفس الدرب سائرون ولا يدرون.
    وهنا يصبح من حق كل مسيحي يبحث عن الحق والحقيقة أن يتساءل كيف أصبحت هذه الكتب مقدسة!! الجواب: الكنيسة فقط هي التي تزعم ذلك ولا دليل لديها على ما تقول والقداسة لا تمنحها هيئة من البشر داخل أبواب مغلقة لكتب كتبها بشر مثلهم، حتى لو لبسوا المسوح وملأوا صدورهم وجنوبهم بالصلبان والنياشين والمسابح. إنما القداسة هي من الله لكتب أنزلها من السماء بلغة سامية على يد أنبياء، لا لكتب يكتبها على الأرض أدعياء بلغة يونانية.
    والكتب المقدسة عادة لا يمسها إلا المطهرون. أي الذين اغتسلوا وتوضأوا وتطهروا من كل نجاسة. فالقراَن معروف أنه كتاب مقدس لأنه نزل من السماء على يد نبي، لذا لا يمكن لمسلم جنب أو لمسلمة حائض أو في نفاسها أن تمس القرآن ولا بحال، لأنه وحي الله المقدس المنزل على آخر أنبيائه.
    فيا عزيزي المسيحي، أو يا من يعتقد أنه مسيحي، هل تتوضأ أو تغتسل لتطهر قبل أن تمس أناجيلك التي زعموا لك أنها مقدسة!!؟.
    الجواب طبعاً لا، ولقد فات الكنيسة أن تطلب منكم ذلك. ولكن لماذا لا تتوضأ أو تغتسل قبل أن تمس هذه الأناجيل؟! الجواب ببساطة لأنها ليست منزلة من السماء وليست وحي اللّه، إنما هي كلام بشر، كلام من زعموا لك أنه مرقص، ومن زعموا لك أنه متَى ولوقا ويوحنا وبولس... فلا هي وحي الله حتى تكون مقدسة، ولا مرقص نبي، ولا متى نبي، ولا لوقا نبي، ولا يوحنا نبي، ولا بولس نبي. فمفهوم اليوم قد تغير كثيراً عن مفهوم الأمس، فاليوم قد فهم الناس معنى القداسة وأن الكنائس لا تملك حق القداسة لأي شيء كان ولا حتى لأطقمها، فهم بشر مثلنا ويقعون من البابا إلى الشماس تحت طائلة الثواب أو العقاب من اللّه يوم القيامة، يوم يقفون أمامه كباقي البشر أذلاء حفاة عراة يرتعدون من خشية الله، قلوبهم في حناجرهم من هول ذلك اليوم الذي تشيب له الولدان حيث سيتحدد مصيرهم الأبدي، وعليه يكون فاقد الشيء لا يعطيه وإن تجرأوا بالكذب على الله وقالوا إن هذه الأناجيل قدسها اللّه، طالبناهم بالبرهان وقلنا متى؟ وأين؟ وفي أي نص من نصوص الكتب السماوية ورد ذلك!!؟. إن "إنجيل عيسى" فقط هو المقدس لأنه كلام اللّه آتاه لنبي من أنبيائه. ولكن يا حسرتاه!! أين هو ذلك الإنجيل؟! لقد غيبوه وراء الشمس وادعوا أنه مفقود، لا بل ادعوا أنه لم يكتب أصلاً. وأناجيلهم التي اعتمدوها تكذبهم فلقد ورد في مرقص على لسان المسيح 1/14،: "قد كمل الزمان، واقترب ملكوت اللّه فتوبوا وآمنوا بالإنجيل "وذكر متى في 4/23، من إنجيله: "وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب " وبشارة الملكوت هي ترجمة كلمة إنجيل باليونانية، حتى شاؤول اعترف بأن هناك إنجيلاً لعيسى إذ يقول في رسالته إلى اْهل أرومية: 1/ 9،: "فإن اللّه الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع أذكركم... " وجاء القراَن ليؤكد أن اللّه آتى عيسى إنجيلاً إذ جاء فيه:
    "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46)" سورة المائدة
    أما كتبة هذه الروايات التي سموها فيما بعد بالأناجيل تيمناً بإنجيل عيسى فهم ليسوا إلا كما ثبت لنا، مزورين للكثير الكثير من إنجيل عيسى، وسارقين نصوص بعضهم البعض وأكبر إثبات على ذلك وجود ألفاظ الثالوث المختلفة في الأناجيل من أب إلى ابن إلى روح قدس وكل هذه الألفاظ دخلت في دين المسيح بعد أن كان المسيح قد رفع إلى السماء ولا يعلم عنها شيئاً.
    وعليه تكون قداسة هذه الأناجيل مجرد "لفظ " خلعته الكنيسة القديمة بقساوستها الانتهازيين والمنتفعين من أصحاب المطامع الشخصية، والمندس فيها اليهودي والوثني لألف غرض وغرض. وأطقم الكنائس أولئك، وأطقمها اليوم ليسوا إلا بشراً مثلنا، والهالة التي يعتقدون أنهم يحيطون أنفسهم بها من ارتداء أثواب مميزة، وكثرة الصلبان والمسابح... التي يعلقونها في صدورهم وجنوبهم لم تعد تجدي لتعطيهم النظرة التي كانوا يتمتعون بها سابقاً، بل بالعكس!! أصبحت اليوم تعطيهم نظرة شاذة، فقد وضعوا أنفسهم بين اللّه والناس، منذ الطفولة بالعماد، وحتى الممات بدهن أجسادهم بالزيت. وفرضوا على الناس معتقدات وطقوساَ وثنية وتراتيل وترنيمات غريبة باسم المسيح والمسيح منها بريء، وأصبحوا مثل الكهنة اليهود الذين قال فيهم المسيح: "فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بأصبعهم. وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق واان يدعوهم الناس سيدي سيدي " متَى: 23/4-7 ، وأغلقوا ملكوت السموات بمعتقداتهم المثلثة وطقوسهم المبتدعة "فلا هم دخلوا ولا تركوا الداخلين يد خلون " متى: 23/ 13،.
    فحمل معتقد الاْب والابن و الروح القدس، والإله المولود، وخطيئة آدم والإله المصلوب والإله المدفون والكفارة والموت على الصليب والقيام... الخ التي ليست من الدين في شيء، إنما هي كما سماها موريس بوكاي مجرد "تقاليد موروثة" أصبحت اليوم حملاَ ثقيلاً على غالبية الناس تغلق ملكوت السموات ولا تتمشى مع عصر التلفزيون والكومبيوتر والصعود إلى القمر بعد أن عقل الناس أن إله هذا الكون واحد، لذا أخذ المثقفون وغير المثقفين يديرون ظهورهم للكنيسة ولطقوسها وبدعها. وكل هذه الأحمال لا يريد قساوسة الكنيسة أن يحركوها بأصبعهم ولو أن الكنيسة الإنجليكانية ابتدأت تحركها مؤخراً.

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    03-07-2006
    على الساعة
    01:03 AM
    المشاركات
    200

    افتراضي

    تم أخى الكريم

    وجزاك الله خيرا على النقل

    «« توقيع أبو حبيبة »»
    "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور"

  3. #33
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    آخر نشاط
    23-03-2008
    على الساعة
    10:53 AM
    المشاركات
    3

    افتراضي

    جزاك الله كل خير

    «« توقيع mostaghfer »»

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    آخر نشاط
    12-07-2011
    على الساعة
    01:23 PM
    المشاركات
    39

    افتراضي

    Thank you ever so much for that articl

    «« توقيع خالد الفنون »»

  5. #35
    تاريخ التسجيل
    May 2018
    الديانة
    المسيحية
    آخر نشاط
    06-02-2019
    على الساعة
    06:46 PM
    المشاركات
    13

    افتراضي انجيل القديس متي الرسولي

    يقول الاب متي المسكين

    يشهد القديس جيروم في مقدمة شرحه لانجيل متي صفحة 32 و33 ان متي في اليهوديه كتب انجيله باللغه العبريه اساسا من اجل منفعة اليهود الذين يؤمنون بالمسيح كما يشهد في كتابه مشاهير الرجال
    انه وجد نسخه من انجيل متي بالعبريه في Beroea ,بسوريا وقام بنسخه حرفيا ويكرر هذا الخير في كتاباته مرة اخري

    كذلك ايضا شهادة اغرغوريوس النزنزي و وذهبي الفم واغسطينوس وشهادة اباء الكنيسه السريانيه التي قام بجمعها العالم السمعاني .

    ويقول في صفحة 35 ومن الثابت علميا وتقليديا ان ان النسخه اليونانيه لانجيل متي التي بين ايدينا اليوم هي نسخه مترجمه من الاصل العبري ويؤكد هذا جميع الشواهد القديمه التي
    عثرنا عليها في شهادات الاباء القدامي فلو كان هناك اختلاف لرفضته الكنيسه

    ويقول ايضا ان العالم ماير امكن ان ينتهي في بحثه بان انجيل متي بحسب بابياس هو عملية جمع وتنسيق لاقوال المسيح ذلك باللسان العبري ولكن لم يصل الي المفهوم الكامل للترتيب التاريخي للانجيل غير ان ذلك لا يمنع القديس متي قد اعطي مقدمات للاقوال تكون ذات مفهوم تاريخي وهكذا يكون قد اعطي انجيلا بالعبريه يكفي ان يكون متكاملا الذي بمقتضاه اخذ القديس متي صاحب هذا الانجيل الذي دعي البانجيل بحسب متي بملئ الصحه والالتزام غير انه بترجمته الي اللغه اليونانيه العنصر التاريخي ازداد وضوحا وبذلك قبلته الكنيسه حائزا علي قانونيته باعتباره التاليف الاصلي للقديس متي ذلك بحسب وجهة نظر كل من ارينيئوس واوريجانوس ويوسابيوس وابيفانيوس وجيروم والاخرين

    كذلك فالذي نفهمه من عملية الترجمه من العبريه الي اليونانيه أن الانجيل العبري جاز بالضروره عملية تنسيق تنقيحي ليدخل الي اللسان اليوناني ولكن لكي يدخل تحت تقديس كلمة رسولي كان يتحتم ان يكون بنفس فهم وروح الانجيل العبري

    ويقول العالم روبرتسن ما المانع ان يكون القديس متي هو كاتب انجيله باللغتين .

    «« توقيع سميحُ سري »»

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234

إنجيل القديس متى (مقدمة)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. البيان الصحيح لدين المسيح (تجميع)
    بواسطة ebn_alfaruk في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 06-05-2010, 07:55 AM
  2. مواقع اسلامية متخصصة في الرد علي شبهات ال 
    بواسطة khaledms في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-03-2006, 09:04 AM
  3. صدق محمد صلي الله عليه وسلم واخطأ الكتاب ا
    بواسطة ابو تسنيم في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 15-03-2006, 11:21 PM
  4. قصة اسلام استاذ في كلية اللاهوت الإنجيلية
    بواسطة قسورة في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-03-2006, 04:58 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

إنجيل القديس متى (مقدمة)

إنجيل القديس متى (مقدمة)