إنجيل القديس متى (مقدمة)


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

إنجيل القديس متى (مقدمة)

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 35

الموضوع: إنجيل القديس متى (مقدمة)

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    03-07-2006
    على الساعة
    12:03 AM
    المشاركات
    200

    افتراضي

    ثانيا : شهادة اليهود الأوائل.

    1- من أشهر يهود تلك الفترة المؤرخ يوسف بن متى المعروف عند المسيحيين بيوسيفوس. ولد يوسف بن متى فى القدس من عائله ثرية ودرس الدين اليهودى وفرقه المختلفه ثم عمل كاهنا والتحق بجماعة الفريسيين . ثم تخصص فى كتابة التاريخ اليهودى.
    كتب يوسف بن متى تاريخه الشهير فى الفترة الواقعة ما بين سنة 75 وسنة 79 ميلادية وقال فيه بأنه "كتب تاريخه ذلك بلغته العامية -أى الآرامية- وأرسله لقومه فى فلسطين" . وقال أيضا " وفى وقت متأخر قام بترجمة الكتاب الى اللغة اليونانية" . ووصف يوسف بن متى اللسان اليونانى بأنه لسان غير معروف لدى يهود فلسطين (unfamiliar tongue). وأفاد أيضا ذلك المؤرخ اليهودى الفلسطينى المولد بأن "قومه اليهود كانت معلوماتهم قليلة عن اللغة اليونانية" حتى أنه شخصيا كان ينطق اليونانية بصعوبة.
    من أقوال يوسف بن متى السابقة نعلم أن لغة يهود فلسطين فى تلك الآونة لم تكن اليونانية. وأن اللسان اليونانى غير محبوب وغير مرغوب فيه . ومعلوم أن رجال الدين هم الأرقى تعليما بين اليهود. فإذا كان هذا شأنهم من اللغة اليونانية فكيف بعامة اليهود من الصيادين والنجارين والعشارين.!؟
    فيهود فلسطين إبان بعثة المسيح كانوا لا يتكلمون اليونانية ولا يحبونها.

    2- كتبة التلمود اليهودى
    هناك قصة طريفة فى التلمود تبين بجلاء تام موقف اليهود تجاه لغة اليونان.
    إنها قصة ابن داماح مع عمه الرّبّى اسماعيل التى حدثت فى أوائل القرن الثانى الميلادى. عندما طلب ابن داماح من عمه الإذن والسماح له بتعلم اللغة اليونانية فكانت إجابة العم لابن أخيه هو نص سفر يشوع (1: 8) : "واظب على ترديد كلمات هذه التوراة. وتأمل فيها ليل نهار" . ثم قال له" اذهب وابحث لك عن وقت ليس بالليل أو بالنهار لتتعلم اليونانية وفلسفتها".
    ويظهر هذا التوجه تجاه اللغة اليونانية إذا قرأنا شيئا عن موقف اليهود من الترجمة اليونانية لأسفار العهد القديم . فيذكر تلمودهم أنه فى اليوم الذى ترجمت فيه التوراة إلى اللغة اليونانية - النسخة السبعينية- أصاب أرض فلسطين زلزال شديد لم يترك شبرا واحدا من الأرض دون دمار . وقالوا بأن ذلك علامة من الله بغضبه على اليهود حيث ذكر اسمه المقدس بالحرف اليونانى وتلك معصية تشابه معصية إتخاذهم العجل معبودا لهم لحين عودة موسى اليهم من ملاقاة ربه. فقيام أجدادهم بترجمة التوراه الى اللغة اليونانية يشابه تماما قيام أجداد أجدادهم من قبل بصناعة العجل الذهبى وعبادته.. !!
    وتصديق كل ما سبق نجده فى لفائف كهوف قمران المكتشفة حديثا . حيث أن معظمها مكتوب باللغة الآرامية وبعضها بالخط الأشورى المربع , وإن زعم اليهود بأنها عبرية قياسا على الخط العبرى المربع الذى وجد بعد ذلك بخمسة قرون . كما يندر فيها وجود كتابات يونانية . وهناك أيضا الترجمة الآرامية للعهد القديم التى كان معمولا بها فى فلسطين فى زمن بعثة المسيح وهى المعروفة باسم " الترجوم الفلسطينى "

    «« توقيع أبو حبيبة »»
    "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور"

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    03-07-2006
    على الساعة
    12:03 AM
    المشاركات
    200

    افتراضي

    ثالثا : شهادة نصوص أسفار العهد الجديد.

    من كتب ومخطوطات العهد الجديد اليونانية يستطيع المرء أن يتعرف بسهوله على كثير من الكلمات والفقرات الآرامية كتوبه كما هى بلسانها الأصلى ولكن بالحرف اليونانى (transliterate) . إضافة الى وجود كلمات أخرى مذكورة فى النص مع شرح معناها باليونانية. كما يمكنه أيضا أن يتعرف بصعوبه على بعض الكلمات ولأسماء الآراميه التى تم ترجمة معناها الى اليونانية ثم قام المترجمون بتسجيلها فى النصوص دون الإشارة الى أصلها الآرامى .
    فمن الكلمات الآراميه المذكورة فى النصوص بالحرف اليونانى أذكر منها : أبّا , ربّى و ربّانى , هللويا , قومى , أتفتح , أتى , سيطان , قربان , قطوان , باراقليط , مسيّا , وآمين ...... إلخ
    ومن الكلمات الآرامية التى ذكرت فى النصوص اليونانية مع عبارات تفسيريه يونانيه تبين معناها للقارىء اليونانى : كلمة أبّا التى معناها فى اليونانية باتر . وكلمة مسيّا التى كتنب معناها فى اليونانية كريستوس , وكلمة كيفا التى كتب معناها فى اليونانية باتروس . الى غير ذلك من كلمات وعبارات مثل مثل عمانؤيل وغيرها .
    ومن الكلمات التى ترجمت translated الى اليونانيه خطأ أذكر منها : كلمة ملكوت حيث ترجمت الى باسليا بمعنى امبراطورية أو مملكة كبيره. اسم الجلالة الله حيث ترجم الى ثيون وكريون بمعنى إله أو سيد أو ملك , وكلمة جمل الآرامية التى تعنى الحبل الغليظ الذى تشد بها السفن حيث ترجمت الكلمة الى كاميلوس بمعنى الجمل الحيوان المعروف ... الى غير ذلك من كلمات وعبارات سوف تمر علينا فى ثنايا هذا الكتاب.
    مما سبق يتبين لنا بوضوح شديد أن اللغة الآرامية هى لغة الأصل التى تكلم بها المسيح عليه السلام وتلاميذه. وعندما نقلت تلك الأصول الى اليونانية قام المترجمون بالخلط بين الترجمة translation وبين النقل الصوتى للكلمات الآرامية مستخدمين الحرف اليونانى transliteration فى الكتابة ولا يوجد فى أى مكان فى العهد الجديد عبارة تفيد أو تقول بأن المسيح عليه السلام أو تلاميذه تكلموا أو كتبوا باليونانيه , بل العكس هو الصحيح ولزيادة إطمئنان قلب القارىء سوف أذكر أمثلة من داخل نصوص أسفار العهد الجديد.

    1- جهل التلاميذ باليونانية
    إن من يقرأ سفر أعمال الرسل (4: 13) سيجد أن كبير التلاميذ سمعان الذى يطلقون عليه اسم بطرس , والتلميذ يوحنا كانا أميّان غير متعلمين ولا يعرفون الخط . ومن هنا أقول بأن قول القائل بأن مرقس المنسوب اليه الإنجيل المعروف هو المترجم لأقوال سمعان غير بعيد عن الصحه. فإن كان كلا من سمعان ويوحنا لا يعرفان الكتابه ولا القرآءه فى لغتهم المحليه فكيف بهما فى اليونانيه. وقد أفاد العلام جيرم – القرن الرابع الميلادى- أن النسخ الأصلية التى كتبها متى الإنجيلى فى أورشليم القدس لا تزال موجوده فى فلسطين وهى كتوبه باللغة العبرانيه يقصد الآرامية ثم أضاف بقوله أن متى الإنجيلى كان ينقل فقرات العهد القديم من النسخة المعمول بها فى فلسطين المعروفة بالترجوم الفلسطينى ولا ينقل من النسخة اليونانية السبعينيه , وهذا يدل على جهله باليونانيه مع أن إنجيله كان موجه الى المسيحيين اليونايين وليس الى نصارى فلسطين.

    2- أمثلة من أقوال المسيح
    إن المتدبر فى أقوال المسيح سيجد أن معظم كلماته فيها النبره الآراميه العربيه التى نتكلمها فى حياتنا اليوميه الى الآن . ففى الأصل اليونانى لإنجيل مرقس (5: 41) حين قام المسيح بإنقاذ حياة الفتاه المسماه طليا أمسك بيدها قائلا لها " طليتا قومى" وهذا القول يشابه تماما قولنا فلانه قومى , فإن علمنا أن الفتاه تدعى طليا (والاسم طليا مأخوذ من كلمة الطل أى المطر الخفيف ) وأن الألف الممدوده فى آخر الكلمة طوليتا تعنى حرف النداء يا. فإن معنى عبارة المسيح هو : "يا طليا قومى " وتلك جملة عربية مائه فى المئه لا تحتاج الى ترجمة لها عند سماعنا لها , وهناك مثل آخر فى إنجيل مرقس (7: 34) اليونانى وهو قول المسيح لعين الأعمى أتفتح يريد أن تنفتح عيناه. إنها عبارة عربية أيضا مائه فى المائه صيغة أمر من فعل فتح ولكن بالمعنى العامى فى لساننا الذى نتكلمه حتى الآن , ومثل آخر ورد فى كل من الأناجيل اليونانية (متى 19: 24 , مرقس 10: 25 , لوقا 18: 25 ) والعبارة هنا مأخوذه من إنجيل مرقس , قال المسيح لتلاميذه : " ما أعسر دخول المتكلين على الأموال الى ملكوت الله . مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى الى ملكوت الله" . فهذه العبارة عربية أيضا نتوقف فيها عند كلمتين هما جمل وملكوت , فكلمة جمل فى الآراميه والعربيه لها معنيان : إما الحيوان المعروف بالجمل وإما الحبل السميك الذى تشد به السفن , والمعنى المقصود هنا هو الحبل السميك الذى لا يدخل فى ثقب الإبرة وليس بالحيوان المعروف, وكلمة ملكوت فى الآراميه والعربيه لها معنيان أساسيان فى داخل كل منهما معان كثيرة , ذكرت بعضها فى كتابى هذا , ومعنى عبارة ملكوت الله هنا تعنى الجنة وليس مملكة الله كما يزعم الزاعمون . ونجد تفسيرها فى القرآن الكريم فى قوله تعالى " ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل فى سم الخياط" 40 الأعراف

    3-حتى بولس.
    بولس الطرسوسى الرومانى الجنسيه اليهودى الديانه زعيم فرقة النصارى فى أول أمره أعمال (24: 5) العدو اللدود للمسيح ولتلاميذه ولدعوته أثناء بعثة المسيح , عندما إهتدى الى المسيحيه أثناء تعقبه لأتباع المسيح وهو يريد التنكيل بهم , هناك على طريق دمشق تعرض له الجنى المدعو عيسو النصرانى فى رؤيا فى عز الظهر وخاطبه بالآراميه حسب الذى ورد فى النسخة العالمية NIV وأيضا سنجد فى سفر الأعمال (21: 40 , 22: 2 إلخ) حسب النسخة الإنجليزيه العالميه NIV أن بولس كان يتكلم فى فلسطين باللغة الآراميه مع يهودها وهذا يدل على أن الآرامية هى اللغة السائده فى فلسطين فى ذلك الوقت.

    4- وأخيرا
    نجد أن الإنسان الذى صلب حسب رواية الأناجيل كان يصرخ مستجيرا بإلهه لينقذه من ذلك العذاب المهين , وكانت صرخاته تخرج من فمه بلسان آرامى لا عجمة فيه من اليونانيه " إيلى إيلى لما شبقنى " وتحت أقدام ذلك المسكين كتبت لافته باللغة الآراميه واليونانيه واللاتينيه حسب الذى جاء فى النسخة الإنجليزيه العالميه NIV تقول (عيسى النصرانى ملك اليهود)

    وداخل كتابى هذا سيجد القارىء الكثير من الكلمات الآراميه التى تكلم بها المسيح وهى مسجلة بالخط اليونانى ومنطوقها لا يزال آرامى اللغة عربى اللسان.

    «« توقيع أبو حبيبة »»
    "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور"

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    سوف أعود إن شاء الله تعالى إلى هذا الموضوع لكتابة بعض التعليقات على ما قاله منيس عبد النور والخاص بإدعاءه أن متّى كتب إنجيله باليونانية أيضًا بالإضافة إلى العبرية.

    ثم وضع المقدمة [ العملاقة ] التي كتبها الأستاذ علاء أبو بكر في موضوع له بعنوان " البشير متّى دعوة للعمل " وهو من موضوعات منتدى الجامع القديم، فالمقدمة فقط سوف تحتاج إلى عدة مداخلات من الحجم الكبير !!

    نسأل الله التوفيق والسداد.

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

    أخواني الكرام كنت قد وعدت بالعودة إلى هذا الموضوع للتعليق على ما كتبه منيس عبد النور ثم وضع مقدمة الأستاذ علاء أبو بكر في موضوع له بعنوان " البشير متّى دعوة للعمل " والموضوع من المنتدى القديم.

    ولكن لضيق الوقت سوف أكتفي بوضع ما كتبه الأستاذ علاء أبو بكر، ولكن قبل أن أنقل لكم هذا الموضوع سوف أطرح على الأخوة السؤال التالي عما قاله منيس عبد النور :-

    أدعى منيس عبد النور أن كاتب إنجيل متّى كتب كتابه باللغة اليونانية أيضًا بالإضافة إلى العبرية وساق لذلك مجموعة من الأدلة فهل بين هذه الأدلة دليل يقبله العقل على صحة دعوى عبد النور؟؟

    السؤال الغرض منه مناقشة أدلة عبد النور مناقشة منطقية ومدى صحة الإستدلال بها.


    والآن ننتقل سويًا إلى ما كتبه الأستاذ علاء أبو بكر.
    التعديل الأخير تم بواسطة Hady_999 ; 23-04-2006 الساعة 02:51 AM

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    من موضوع : البشير متّى دعوة للعمل
    بقلم : علاء أبو بكر
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    إنجيل متى كما عرفته دائرة المعارف الكتابية

    [سأضع مداخلتى وتحليلى بين قوسين معكوفين ، لأفرق بين ما ذكرته دائرة المعارف الكتابية وبين مداخلتى أنا الشخصية:]

    أولاً : اسم الإنجيل ووحدته وصحته :

    يأتى إنجيل متى أو الإنجيل بحسب رواية متى أول الأناجيل القانونية طبقاً للترتيب التقليدى ، وإن لم يكن فى جميع الحالات، وينسب هذا الإنجيل - حسب شهادة الكنيسة الأولى بالإجماع - إلى متى الرسول رغم أن عنوانه لا يدل بالضرورة على مصدره المباشر.

    ولم تكن وحدة هذا الإنجيل وصحته محل تساؤل على الإطلاق فى العصور الأولى، وتثبت شهادة المخطوطات والترجمات وأقوال الآباء بالإجماع صحة الأصحاحين الأول والثاني على وجه الخصوص – أى قصة ميلاد يسوع من العذراء وطفولته- كجزء أساسى من الإنجيل منذ البداية، ولذلك فإن حذف هذا الجزء من إنجيل الإييونيين الهرطوقى ، لا أساس له ، ولا معنى.

    [انظر إلى اتفاق العلماء والمخطوطات والترجمات فقط على الإصحاحين الأول والثانى! وهذا معناه أن المخطوطات والترجمات الموجودة قد اختلفت فى باقى لإصحاحات الإنجيل. وعلى الرغم من أنه بدأ قوله بأن هذا الإنجيل لم يكن محل تساؤل فى العصور الأولى ، إلا أنه عاد وقرر أن المخطوطات والترجمات لم تتفق بشأن نص موحد بين هذه النسخ الموجودة من المخطوطات أو الترجمات ، واستثنى فقط الإصحاحين الأول والثانى. وسنجد فى هذا النسب الخاص بالإصحاح الأول عدد من الأخطاء سأذكرها فى مكانها. فأين تبقى عصمة الكتاب؟ وهل اختلاف المخطوطات والترجمات تدل على أنه كتاب أوحى به الله أو تعهَّدَ بحفظه؟]

    [والنقطة الثانية هى دفاعه عن الإصحاحين الأول والثانى فقط ، وتقريره أن فرقة مانى قد حذفته من إنجيل مانى. وهذا الكلام له معانى كثيرة ، منها:
    1- انتشار التأليف فى هذا الوقت المبكر من تاريخ النصرانية

    2- الحرية الكبيرة التى كان يتعامل بها أتباع كل طائفة مع كتابهم ، سواء بالحذف أو الزيادة أو التعديل الذى يتفق مع آراء هذه الطائفة. وهذا نراه للآن بين اعتراف كل من الكاثوليك والأرثوذكس بعدد من الكتب يعتبرونها مقدسة ومن وحى الله ، الأمر الذى اختلفت معهم فيه البروتستانتية. فعندهم ستة من الكتب يرفضون أنه من وحى الله ويحذفونها من الكتاب المقدس الخاص بهم.

    ومثال لذلك أيضاً ما أضافوه لنهاية إنجيل مرقس الإصحاح 16: 9-20 ، فقد حذفته اليوم بعض الكتب المقدسة ، وأبقت عليه البعض الآخر ، على أساس أن النسخة الأصلية لإنجيل مرقس لا تحتوى على هذه الأعداد ، وأنها كتبت فى عصور تالية.

    ومثال لذلك أيضاً نص التثليث: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.) يوحنا الأولى 5: 7-8

    والمشكلة الوحيدة هنا أن هذا النص غير موجود فى الأصول اليونانية ، ولم يظهر إلى الوجود إلا فى عصور متأخرة ، وليس قبل القرن السادس عشر ، بعد 1500 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام الآن نبدأ بملخص القصة قصة هذا النص:

    فهذا النص وجد فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر وهذه هى أرقام المخطوطات 61 و88 و429 و629 و636 و318 و2318 و221.

    والمخطوطة الأخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر أى بعد ألف سنة ، وموجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.

    معنى ذلك لا يوجد أى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى أى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم أربعة النص مكتوب على الهامش. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت إلى اليونانية.

    ويقول بعض علمائهم أن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم ثم وجدت هذه الإضافة طريقا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.

    وقد سئل عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية. والسؤال كيف يجادل أحد والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟] [eeww2000]

    [ومثال آخر للحرية التى كانوا يتعاملون بها مع كتابهم نص التثليث فى نهاية إنجيل متى: (فاذهبوا وتلمذوا (وعمدوا) جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.) متى 28: 19

    وفيه قالت موسوعة الأديان والأخلاق:
    قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19 (إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث. إن كان غير مشكوك، لكان بالطبع دليلاً حاسماً، ولكن كونه موثوقاً أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.

    ونفس الموسوعة قالت: (إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (بإسم المسيح(1)) في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة.

    -إدموند شلنك، مبدأ (عقيدة) التعميد (صـفحة 28):
    صيغة الأمر بالتعميد الوارد بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نـُـقِـلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية.

    - تفسير العهد الجديد لتيندال،( الجزء الأول، صـ 275):
    إن من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والإبن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قال عيسى، ولكن … إضافة دينية لاحقة.

    -المسيحية، لويلهيلم بويست و كيريوس (صـ 295):
    إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحاً جداً برغم وجود صيغة متى 28: 19 لتثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً.

    -الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، صـ 236):
    إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع{عيسى} المسيح لتصبح باسم الأب والإبن والروح القدس.

    - قاموس الكتاب المقدس لهاستينج،(طبعة 1963، صـ 1015):
    الثالوث. - … غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، … كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، … (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.

    النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... هذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع في متى. وقد وضح أيضاً أن فكرة الحواريين مستمرين في تعليمهم، حتى أن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.

    أخيراً، صيغة إيسوبيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المحامين.(بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريون أو الفلسطينيون (أنظر ديداش 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والإبن والروح ... .

    - موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية:
    لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى الحواريين هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال 2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس1 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث بينما الصيغة التثليثية موجودة في متى 28: 19 فقط، وبعد هذا فقط في ديداش 7: 1، وفي جوستين و أبو1 1: 16.... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.( صـ 435).

    - كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي، قرر أن:
    من المحتمل أن هذه الصيغة، ( الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .

    - الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، وتحت عنوان
    "العماد" Baptism قالت:
    ماجاء في متى 28: 19 كان تقنيناً {أو ترسيخاً} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.

    - جاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV) حول متى 28: 19 :
    يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد باسم الثالوث... .

    - ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت:
    في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، ( الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 +.".

    - توم هاربر:
    توم هاربر، الكاتب الديني في تورنتو ستار {لا أدري إن كانت مجلة أو جريدة أو ...} وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 يخبرنا بهذه الحقائق:

    كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقاً. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تـُـعـَـمـِّـد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والإبن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفرداً".

    وبناءاً على هذا فقد طـُـرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مـُـدِّدَت [غـُـيّـِـرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].

    في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان و الموحدون أيضاً في القرن التاسع عشر قد تقررت وقُبِلَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك {Peake}:"الكنيسة الأولى (33 م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعاً { تحريفاً} مذهبياً متأخراً".

    - تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723:
    قالها الدكتور بيك Peake} { واضحة:
    إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعاً {تحريفاً} مذهبياً متأخراً. وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الب والإبن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بإسمي.". [ترجمة (Al_sarem76).]

    3- لم يخطر ببال أحد من هؤلاء الكتبة أن ما يكتبه سيطلق عليه فى يوم من الأيام كلام الله ، لأن اليهود كانوا من المحافظين ظاهرياً على كتابهم وتقاليدهم
    ومعنى هذا أن لوقا قد صدق فيما ذكره فى إصحاحه الأول من انتشار التأليف والتحريف والأناجيل: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4]

    أن النظرية التى وضعها إيكون ومارش (1801) القائلة بأنه قد حدثت تنقيحات متتالية لإنجيل متى، بدءاً بإنجيل أرامى ، والنظريات الأخرى المشابهة والتى وضعتها مدرسة توبنجن (بوير وهيلجنفيلد وكوستلين…الخ) وكذلك ايوالد ، عن هذه التنقيحات المتتالية للإنجيل (ويعتقد بليك بوجود إنجيل يونانى أصلى) ، جميعها تفتقر إلى الأساس التاريخى، وقد ثبت بطلانها، إذ إن المخطوطات والترجمات القديمة لا تعرف سوى الإنجيل فى صورته الحالية. وهل يعقل أن تقبل الكنائس – بكل هدوء- التنقيح تلو التنقيح دون أن تنبس بينت شفة ، أو دون أن يبقى لهذه التنقيحات المتعددة – كما يزعمون – أى أثر؟

    [أعتقد بعد ما أثبتناه من تدخل الكنيسة والطوائف المذهبية فى تغيير أو إضافة أو تعديل النصوص لأكبر دليل على أن كاتب هذه السطور أعلاه بدائرة المعارف الكتابية يفتقد إلى المصداقية والموضوعية التى يتطلبها البحث العلمى ، ونراه يقوم بنفس ما قام به سابقوه من أصحاب المذاهب المختلفة أو المدافعون عنها]

    [وقد أعلن “سلوس” وكان من علماء الوثنيين المشركين: أن المسيحيين بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات أو أربع مرات ، بل أزيد من هذا تبديلا ، محا الشريعة العيسوية ، وقضى عليها بالإضمحلال.] الفارق بين المخلوق والخالق ص 31

    [وأعلن فاستس وهو من أعظم علماء فرقة “مانى كيز” فى القرن الرابع قائلاً: “إن هذا الأمر محقق: وهو أن هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريون ، بل صنفه رجل مجهول الإسم ، ونسبه إلى الحواريين ليعتبره الناس ، وآذى المريدين لعيسى إيذاء بليغاً بأن ألف الكتب التى فيها الأغلاط والتناقضات”]

    [وقال فى مرشد الطالبين فى الفصل السادس من الجزء الأول ما خلاصته: (فى القرن الثانى من الميلاد كانت الأناجيل والرسائل تحت يد كنائس بعيدة ، وقد ألحق بها زوراً ودسيسة كتب أخرى اشتهرت واستعملت جداً ، فذلك وسوست بعض الكنائس فى شأن قبول الرسالة إلى العبرانيين ، ورسالة بطرس الثانية ، ورسالتى يوحنا الثانية والثالثة، ورسالة يهوذا وأعمال الرسل) إلى أن قال فى الفصل المذكور: (إنه لا يوجد فى الأناجيل تحريف فى تعاليم التاريخ ولا فى قضاياه المهمة ، بل قد يكون ذلك سهواً). وقال فيه أيضاً: (ولا تعجبن من وجود اختلافات فى نسخ الكتب المقدسة ، لأن قبل ظهور صناعة الطبع فى القرن الخامس عشر من الميلاد ، كانت تُنسَخ بالخط ، فكان بعض النساخ جاهلاً ، وبعضهم غافلاً وساهياً)] الفارق بين المخلوق والخالق ص 31

    [وقال هورن فى الباب الثانى من القسم الثانى من المجلد الرابع من تفسيره المطبوع سنة 1822 ما نصه: (الحالات التى وصلت إلينا من بدء زمان تأليف الأناجيل من قدماء مؤرخى الكنيسة بتراء وغير معينة ، ولا توصلنا إلى أمر معين. والمشايخ القدماء الأولون صدقوا الروايات الواهية وكتبوها. وقبل الذين جاؤوا من بعدهم مكتوبهم تعظيماً لهم. وهذه الروايات الصادقة والكاذبة وصلت من كاتب إلى كاتب آخر ، وتعذر نقدها بعد انقضاء المدة)] الفارق بين المخلوق والخالق ص 33

    [وقال لاردنر فى تفسيره فى المجلد الخامس هكذا: (حكم على الأناجيل المقدسة لأجل جهالة مصنفيها بأنها ليست حسنة ، بأمر السلطان “أناسطيوس” فى الأيام التى كان حاكماً فى القسطنطينية فصححت مرة أخرى)] الفارق بين المخلوق والخالق ص 33

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    ثانياً : قانونيته وكاتبه :

    [وفى الحقيقة سوف أركز الكلام هنا عن قانونية الكتاب المقدس بصفة عامة ، بعد أن تكلمت فى الفصل السابق عن أراء علماء الكتاب المقدس والفرق المختلفة والمعاصرين لزمن كتابة الإنجيل على أنه محرف ، كما أثبت بعضاً من النصوص التى أدخلت عليه، وسو أرجىء الكلام عن الكاتب نفسه فى جزء منفصل]

    1- قانونيته: اعترفت الكنيسة الأولى بالأصل الرسولى لإنجيل متى، ووضعته بين الأسفار القانونية بدون أى تردد أو شك ، واستطاع أوريجانوس أن يتحدث عنه فى بداية القرن الثالث، كأول "الإناجيل الأربعة التى لم تقبل كنيسة الله سواها، بدون أى نزاع". ويمكن تتبع استخدام هذا الإنجيل عند الآباء الرسوليين، وبخاصة فى رسالة برنابا حيث يقتبس من إنجيل متى (22: 14) قائلاً: "مكتوب".

    [والمقصود بالكنيسة الأولى التى اعترفت بالأصل الرسولى لإنجيل متى ، ووضعته بين الأسفار القانونية بدون أدنى تردد أو شك ، هى كنيسة مجمع نيقية 325 م ، وسيأتى الكلام بالتفصيل عن هذه المجامع.]

    [أما القول: (واستطاع أوريجانوس أن يتحدث عنه فى بداية القرن الثالث، كأول "الإناجيل الأربعة التى لم تقبل كنيسة الله سواها، بدون أى نزاع".) فلا أعلم لماذا يتجاهل الكاتب آراء رجال الدين والفكر ومؤرخى القرون التى سبقت أوريجانوس والتى ذكرت فى الصفحات التالية لهذه ، أذكر منه قول “مرشد الطالبين” فى الفصل السادس من الجزء الأول ما خلاصته: (فى القرن الثانى من الميلاد كانت الأناجيل والرسائل تحت يد كنائس بعيدة ، وقد ألحق بها زوراً ودسيسة كتب أخرى اشتهرت واستعملت جداً ، فذلك وسوست بعض الكنائس فى شأن قبول الرسالة إلى العبرانيين ، ورسالة بطرس الثانية ، ورسالتى يوحنا الثانية والثالثة، ورسالة يهوذا وأعمال الرسل) إلى أن قال فى الفصل المذكور: (إنه لا يوجد فى الأناجيل تحريف فى تعاليم التاريخ ولا فى قضاياه المهمة ، بل قد يكون ذلك سهواً). وقال فيه أيضاً: (ولا تعجبن من وجود اختلافات فى نسخ الكتب المقدسة ، لأن قبل ظهور صناعة الطبع فى القرن الخامس عشر من الميلاد ، كانت تُنسَخ بالخط ، فكان بعض النساخ جاهلاً ، وبعضهم غافلاً وساهياً)] الفارق بين المخلوق والخالق ص 31]

    كان إنجيل متى مصدراً رئيسياً استقى منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن حياة الرب يسوع وأقواله رغم أنه لم يذكر هذا الإنجيل بالاسم. ونجد أن الأصل الرسولى لإنجيل متى، ثابت فى كتابات يوستينوس لأنه جزء من "ذكريات الرسل" المسماة "بالأناجيل" والتى كانت تقرأ أسبوعياً فى اجتماعات المسيحيين. ومما يؤكد أنه هو إنجيل متى الذى بين أيدينا، وجوده بكل تأكيد فى الدياطسرون" لتاتيان تلميذ يوستينوس، كما أن شهادة بابياس مذكورة فيما بعد.

    [تقول دائرة المعارف الكتابية: (كان إنجيل متى مصدراً رئيسياً استقى منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن حياة الرب يسوع وأقواله رغم أنه لم يذكر هذا الإنجيل بالاسم.) ولا أعرف كيف كان مصدراً رئيسياً ، وهو لم يكن معلوماً لديه ولم يذكره؟ وهل كان هو نفس الكتاب الذى كان معروفاً لدى الكنيسة الأولى ـ على حد تعبير الموسوعة؟ أم أنه حدثت تغييرات وإضافات وحذف فيما بعد؟ الأمر الذى أثبته فى بداية البحث وأشرت إليه ، وأهم التحريفات التى أدخلت عليه هى نص الخاتمة الذى يأمرهم يسوع فيه بالتعميد باسم الأب والابن والروح القدس ، التى أثبت العلماء والمحققين عدم وجودها فى نسخ المخطوطات الأصلية ، وأنه أقحمت فى النص. وكذلك اعتراف لاردنر أن الأناجيل قد تم تحريفها أيام السلطان “أناسطيوس” بأمر منه أثناء سلطنته على القسطنطينية. وعلى ذلك ليس هذا دليل على صحة الكتاب.]

    [وتقول دائرة المعارف الكتابية:] ويظهر الاعتراف القاطع بالإنجيل، فى الشهادات الواردة عنه والاقتباسات المأخوذة منه فى كتابات إريناوس وترتليان وأكليمندس الاسكندرى ، ومن وجوده فى القانون الموراتورى والترجمات الطليانية والبشيطة السريانية…وغيرها.

    [هذا ما قالته دائرة المعارف الكتابية. ولا أعرف كيف تناست أقوال المؤرخين الآخرين ورجال الدين المسيحى على مختلف طوائفهم ، وسأكتفى هنا بما ذكره الدكتور روبرت كيل تسلر فى كتابه حقيقة الكتاب المقدس من النسخ الأصلية وليست المترجمة. لكن قبل ذلك أود أن أشير إلى أقوال بعض الكتاب النصارى فى الحرية التى كان يتصرف بها الناس لتأليف كتب أطلق عليها فيما بعد أناجيل: فقال جرجس زوين اللبنانى فيما ترجمه: “إن شير بنطوس وأبيسون وجماعتهما لما كانوا يعلمون المسيحية ، كانوا يرون أن المسيح ليس إلا إنساناً ، وأنه لم يكن قبل أمه مريم فلذلك فى سنة 96 اجتمع عموم أساقفة آسيا وغيرهم عند يوحنا والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح ، وينادى بإنجيل مما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون وأن يكتب بنوع خصوصى لاهوت المسيح.”

    هكذا! قالوا له: ألف لنا إنجيل! وحددوا مطالبهم ومحتويات هذا الإنجيل! هكذا مثل البيتزا! تقف أمام خابز البيتزا وتحدد له ماهية البيتزا ومكوناتها التى تريدها. أو مثل الحذاء: تذهب إلى الصانع وتحدد نوع الجلد والقَصَّة والإكسسوارات!

    وهذا ما أقر به أيضاً يوسف الدبس الخورى فى مقدمة تفسيره (من تحفة الجيل) من قوله إن يوحنا صنف إنجيله فى آخر حياته بطلب من أساقفة آسيا ، والسبب أنه كانت هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح فطلبوا منه إثبات وذِكْر ما أهمله متى ومرقص ولوقا فى أناجيلهم. (المسيحية للدكتور أحمد شلبى ص 209)

    ومعنى هذا أن هؤلاء القوم آمنوا أن هذه الكتب لم توضع ليطلق عليها كتب مقدسة أو كلام الله ، بل هى كتب خاصة بطائفة محددة ، هى التى وضعت هذه الكتب بنفسها ، وبمبادرة شخصية من رؤسائهم. وهذا لا ينطبق على يوحنا فقط ، بل أيضاً يشمل الأناجيل الأخرى المتوافقة ، لأنهم لو علموا أنها كتبت بوحى الله ، ما اعترضوا عليها وطالبوا أحدهم بكتابة إنجيل آخر يعارض ما جاء فيها.

    ومعنى هذا أنه كانت هناك طوائف فى العصور الأولى لا تؤمن بلاهوت عيسى عليه السلام، ولكن الدعاية التى تمت بتأليف إنجيل يوحنا ، وتقريره فى مجمع نيقية كان لها الصدى الأكبر فى تقرير هذه العقيدة ، وباستخدام كل مظاهر القهر والتعسف فرضت هذه العقيدة ، والويل والموت لمن خالفها.

    وهو نفس ما وقع فيه أكليمندس الإسكندرى الذى استشهدت به دائرة المعارف الكتابية: إن يوحنا كتب إنجيله بعد كتَّاب الأناجيل الأخرى ، لأنه لاحظ أن الأناجيل السابقة لم تدون عن ترجمة المسيح إلا الأمور الحسية ، فتلبية لدعوة بطانته ، وبعد إستلهام روح القدس عقد العزم على كتابة “إنجيل روحى” (المسيحية للدكتور أحمد شلبى ص 210)

    ونقلاً عن كتاب (حقيقة الكتاب المقدس تحت مجهر علماء اللاهوت يقول الدكتور روبرت كيل تسلر:
    يؤكد القس شورر على أهمية نقد الكتاب المقدس وطرح هذا النقد لجمهور النصارى وعدم الكذب عليه: " أن الأغلبية العظمى من اللاهوتيين والقساوسة يخاطبون قومهم عن الكتاب المقدس بطريقة تدعو إلى القول بأنه لم يوجد مؤرخون قط من ذوي العلم ."

    ويكتب إلينا أحد قساوسة كنيسة بلدة زيورخ قائلاً : " إن الطريق ( لتقييم يطابق حقيقة الكتاب المقدس ) قد بدأ في مطلع هذا القرن ..... وعدم استخدام اللاهوتيين هذا التقييم لجريمة تجاه البشرية تشين جباههم.

    وأعلنت الدكتورة مارجا بوريج مديرة مركز إجتماعات بولدرن لكنيسة البلدية الإنجيلية في إحدى محاضراتي التي ألقيتها في اللقاء المنعقد في شهر مايو1972 قائلة: " إنه لذنب كبير يقترفه اللاهوتيين تجاه أمتهم بتكتمهم هذه المعلومات (الخاصة بنقد نصوص [الكتاب المقدس]) عن أمتهم مدة طويلة ، إلا أن هذا لم يك شيئاً جديداً . " ( راجع تقرير الإجتماع صفحة 46 ) .

    كما أعلن اللاهوتي ماكس أولرش بالزيجر في كتابه " المسيحية الحرة " الصادر بتاريخ 1979 صفحة 231 وما بعدها قائلاً : " من البديهي أن نتكلم عن أزمة الكنيسة، لكن هل سمع أحد في الأونة الأخيرة عن أزمة فهم الكتاب المقدس؟ فمنذ زمن بعيد وتتفاقم مثل هذه الأزمة، وينتج عنها الكثير من المشاكل التي يمكن السيطرة عليها في كنيستنا التي تطلق على نفسها " كنيسة الكلمة ".

    هذا وقد كان وما زال نقد الكتاب المقدس يُعد من الكبائر المحرمة ، ولم تنجح لليوم محاولة نشر الأبحاث الناتجة عن فحص الكتاب المقدس فحصاً علمياً على شعب الكنيسة لتعميق فهمه لديهم . فمن المسلم به أن المرء لم يَسْعَ جاهداً لتحقيق هذا، حيث كان هناك تشبث بالرأي يؤكد أن هذا سيؤدي فقط إلى البَلْبلَة .

    وربما يرجع ذلك أيضاً إلى التحرك السريع نسبياً من جانب السلطات الكنسية وهيئاتها للهروب من المشاكل الأساسية التي تتعلق بالكتاب المقدس والتى لاتنتهى. "

    ونقلاً عن مقال لإرنست فالتر شميث في كتاب "النصرانية الحرة" لعام 1977 صفحة 67، فقد أعلن عالم اللاهوت المعروف ميشكوفسكي قائلاً: " هناك فجوة كبيرة راسخة منذ عشرات السنين بين اللاهوت العلمي وخطب الكنيسة، حيث يعهد لقساوستنا في المحاضرات اللاهوتية بالنقد الحديث لنص الكتاب المقدس. مع علمهم أن إنجيل يوحنا على سبيل المثال يُعد وثيقة للاهوت الكنيسة القديمة ولا يُعد مصدراً لحياة يسوع ، إلا أنهم يرددون في خطبهم كلمات يسوع لإنجيل يوحنا دون أدنى حد من النقد ، وكذلك نراهم أيضاً قد غضوا أطرافهم أثناء التعميد عن قراءة " أمر تعميد "يسوع والذي تعلموا عنه أنه شيء غير حقيقي . "

    وفي النهاية يقرر شميث أيضاً أنه ينبغى على الكنائس إظهار الشجاعة والتمسك بأن الكتاب المقدس ليس هو الكتاب الذي يجب أن ننفق في سبيله بدلاً من التعتيم الدائم للحقائق الواضحة وطمسها ( صفحة 51 ) .

    وليس أقل من أن يطالب الأسقف الأنجليكاني جون روبنسون الكنائس بقلب الأوراق على المنضدة [أي يطالبها باللعب على المكشوف] (صفحة 52 من كتابه "مناقشة"، ميونيخ 1964) ، مع أن الأهم منهم هو أساس الدين أولاً قبل التطرق إلى إصلاح العقيدة .

    ويقول عن نص الكتاب المقدس:
    نص الكتاب المقدس
    1 - عندما نتكلم هنا عن نص الكتاب المقدس فإننا لا نعني إلا ذلك النص الذي يطلق عليه " النص الأصلي " [أقدم النصوص]، وليست الترجمات التي نستخدمها إلا أننا نذكر كلمة النص الأصلي أو الأساسى بين علامتي تنصيص حيث لا يوجد على الإطلاق نص أو مصدر أساسي، وكل ما لدينا هي فقط مخطوطات يدوية قديمة تشير فقط إلى نُسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى منقولة أيضاً [أي منقولات من منقولات] لكتابات أكثر قدماً، ومن المحتمل أن تكون هذه المخطوطات أيضاً نسخاً منقولة بدورها عن نسخ أخرى.

    2 - هذا " النص الأصلي " لم يكن بدايةً قد كتب في كتاب (كما تشير إليه كلمة الكتاب المقدس والتي نشأت فيما بعد ) ، ولم يكن كتاباً واحداً ، ولكنه كان يتكوَّن من عدد كبير من الكتب المنفصلة عن بعضها البعض والتي لا يوجد في الأصل إرتباط بينها ، لذلك فإنه من الخطأ أن نتخيله ككتاب واحد، حيث إن الكتاب المقدس كما نقرأ في ترجمات اليوم قد قام بتجميعه العلماء من مخطوطات عديدة ، ومخطوطات ناقصة والتي يحتوي القليل منها على تجميع كامل للكتب الإنجيلية ، كما أن هناك البعض من هذه الأعمال الناقصة عبارة عن قصاصات بالغة الصغر لأجزاء من الكتاب المقدس .

    3 - أما ما يخص العهد الجديد فإن النص الأصلي -وهو ليس لدينا كما ذكرنا من قبل - قد تكوَّن بين أعوام (50) و(200) بعد الميلاد، وهذه مدة كبيرة من الزمن بعد وفاة يسوع، بل إن (50) سنة لتعد أيضاً فترة زمنية كبيرة وفي هذا الزمن استطاعت بعض الأساطير
    أن تجد لها طريقاً تنتشر فيه ، في وقت لم يعد فيه شهود عيان عند تكوين معظم النصوص الأصلية ، وهنا يجب علينا أن نتذكر : كم من الأساطير نشأت فقط بعد عدة سنوات بسيطة من حريق Che Guevara !

    وقد كتبت المخطوطات التي لدينا كلها (كما ذكرت حوالي 1500) بين القرنين الرابع والعاشر تقريباً (انظر Realencyklopädie صفحة 739)، ويمكننا فقط تخيل حقب زمنية تبلغ (300) عام ، [ فما بالكم إن وصل بعضها] إلى (1000) عام ! وبالطبع فإن هناك مخطوطات أقدم من هذا ولكن كان يجب على العِلم أن يضع حداً فاصلاً لهذا .

    4 - يجب أن نؤكد قبل أي شيء أنه ليس لدينا ولو جزء صغير من أصل الكتاب المقدس وما لدينا هي فقط نسخ منقولة .

    5 - تم فقد العديد من " المخطوطات الأصلية " وعلى الأخص أقدمهم وأحسنهم حالاً تماماً مثل الأصول .

    6 - والنقطة السادسة والحاسمة أنه بين كل هذه المخطوطات اليدوية لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوي "نصها الأصلي" على العديد من الإختلافات (ص 39) .

    إلا أن الموسوعة الواقعية " Realenzyklpädie " تذهب أكثر من ذلك فتقرر أن كل جملة تحتويها المخطوطات اليدوية تشير إلى تغييرات متعددة ، وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات اليدوية " tot sunt paene quot codicos " وذكرها نستل /دوبشوش صفحة 42).

    ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص "يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة!" ، (صفحة 577) ، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن "نص أصابه التخريب بصورة كبيرة" (صفحات 578، 579، 591) ، وعن "أخطاء فادحة" (ص 581)، وعن "إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة" [ص XIII (13)]،الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590).

    وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابهما إختلافات مُربكة في النصوص (ص 42) ويؤكداه أيضاً في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993).

    وبالطبع فإن كل هذه الأخطاء ليست على جانب كبير من الأهمية، ولكن من بينهم الكثير الذي يعد بجد ذا أهمية كبيرة (أيضاً شميث صفحة 39) .

    7 - لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضاً إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق .

    ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة .

    وقد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.
    وينهي القس شورر كلامه قائلاً : إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحله (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس .

    وحتى أشهر آباء الكنيسة " أوجستين " قد صرح بعدم الثقة في الكتاب المقدس لكثرة الأخطاء (التي تحتويها المخطوطات اليدوية)، حتى إذا ضمنت له ( وهو هنا يعني نفسه أساساً ) ذلك جهة أو مؤسسة لاتتبع الكنيسة .

    لذلك لم يَعرف كتاب مثل هذه الأخطاء والتغييرات والتزويرات مثل ما عرفه الكتاب المقدس .

    وحتى الكتاب المقدس طبعة زيوريخ الشهير بتحفظه الشديد (إنظر صفحة 2 من هذا الكتاب) يعترف بأن ما يطلق عليه "النص الأصلي" يحتوي على الكثير من الأخطاء (انظر أيضاً ملحق I الأرقام من 6 إلى 22) .

    وترجع معظم هذه الأخطاء إلى أخطاء النقل أو القراءة غير المتعمدة (وأيضاً إلى عدم الإنتباه أو الفهم الخاطيء عند الإملاء أو عدم توافر المعرفة باللغة القديمة أو طريقة كتابتها أو "التحسينات" ذات النية الحسنة ... وهكذا).

    ومما لا خلاف فيه والأمر الذي سلم به العلم منذ زمن بعيد أنه يوجد فيما يطلق عليه "النص الأصلي" خاصة في العهد الجديد وعلى الأخص في الأناجيل [الأربعة] العديد من التحريفات، ولا خلاف هنا إلا في عدد هذه التحريفات .
    كذلك كان يعتقد آباء الكنيسة في القرون الأولى للمسيحية أن النصوص الأصلية قد إمتدت إليها يد التحريف في مواقع كثيرة عن عَمْد (إنظر هولتسمان صفحة 28) ، كما اتهم ممثلوا الطوائف المختلفة بعضهم البعض بتحريفات " النص الأصلي " .

    وهذا لا يعني إلا إتفاقهم في أن النص الأصلي قد إمتدت إليه يد التحريف وكذلك إختلافهم وكذلك اختلافهم في تحديد (الشخص أو الهيئات) الذين قاموا بهذه التحريفات .

    ويتفق كل جاد من علماء الكتاب المقدس الذين يمثلون كل الطوائف [المسيحية] على أن الكتاب المقدس يحتوي على عدد كبير من التحريفات خصوصاً العهد الجديد وهي تأتي نتيجة لحرص كل طائفة على تدعيم نظريتها العقائدية بمثل هذه التحريفات الأمر الذي أدى إلى إنشاء القواعد الإنجيلية لذلك .

    أما كيزيمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة (!) لأسباب عقائدية (صفحة 229 وأيضاً 234) .

    وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ ( الشعبية صفحة 19 ) أن بعض الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلمات والجمل ، وأن آخرين قد إستبعدوا [أجزاءً أخرى] أو غيروها تماماً .

    وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً: "إن علماء اللاهوت اليوم يتبنون الرأي القائل إن الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" (صفحة 38).

    ويقول هولتسمان: "لقد ظهرت تغييرات تعسفية مغرضة دون أدنى شك لأهداف تبريرية بحتة [لإظهار صحة عقائد طائفة محددة] " ( صفحة 28 ) .
    كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية ( جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458 ) أن الكتاب المقدس يحتوي على " تصحيحات مفتعلة " تمت لأسباب عقائدية ويشير بلذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5 : 7) [ القائل : " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحداً" ] .

    ويشير يوليشر في الصفحات من582 -591 كذلك إلى "التغييرات المتعمدة خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك" (صفحة 591). كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة .

    وبهذه الطريقة وقع كثير من الإضافات والشطب ناهيك عن التغييرات. ويُتهم في ذلك جزئياً أشخاص كان يجب عليهم تصحيح أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس على ضوء رأي محدد وتخمينها وتنسيقها مع بعضها البعض .

    وقد ذكر نستل ودوشوتس ( صفحة 39 وكذلك صفحة 5 ) سلسلة لهذه التحريفات في أضيق نطاق ممكن ، لذلك وصفها هارنك بأنها غير مكتملة (صفحة 235).

    أما علماء العصر الأكثر حداثة فهم يترفقون في حكمهم عليه ، لذلك فهم لا يطلقون عليها تحريفات بل يسمونها "تحريفات تمت عن علم" وهم بذلك يقومون بحماية المزورين ويُنسبون إليهم (بصفة عامة) "النيّة الحسنة" وبصورة وهمية الإتجار بكلمة الله (يوليشر صفحة 52) ، كما يؤكد قائلاً: "إن هذا يُعد تحريفا رسمياً" (صفحة 54).

    وبالتالى لن يجدى قول ما فى هذه الكتب بعد اعتراف علماء الكتاب المقدس بما تحتويه من أخطاء ومنقولات ومحذوفات.

    أما عن قانون الكتاب المقدس:
    قانون "الكتاب المقدس" هو قائمة المؤلفات والكتب الإلزامية التي تدخل ضمن صفحات "الكتاب المقدس" تبعاً لإرادة هيئة القانون ، وبذلك يطلق عليها "الكتاب المقدس" و "كلمة الله" أو وحي الله بالرغم من التباين الجذري الكبير للكتابات الأخرى الموجودة في العالم التى تصطبغ بالصبغة الدينية والدنيوية .

    هذا ويعتقد معظم المؤمنين بالكتاب المقدس في سذاجة أن الكتاب المقدس كان في هذه الصورة دائماً منذ البدء كما هي الآن بين أيديهم، فهم يعتقدون أن الكتاب المقدس كان يحتوي على كل هذه الأجزاء التي يحتويها الكتاب الذي بأيديهم الآن .

    فهم لا يعرفون - وغالباً ولا يريدون أن يعرفوا ( حتى لا يساورهم الشك ) -
    أنه لم يكن لدى النصارى الأوائل أي كتاب آخر غير العهد القديم لمدة طويلة تصل إلى ( 200 ) سنة تقريباً.

    وأن قانــون العهد القـديم في زمن النصارى الأوائل لم يكن قد تم الإنتهاء منه (ف. ميلد نبرجر : "نصف الحقيقة أو الكتاب الكامل" ، 1976 صفحة 27) ،

    وأن كتب العهد الجديد لم تتكون إلا ببطىء شديد، ولم يفكر إنسان لمدة طويلة أن كتب العهد الجديد هذه سوف تعتبر كتباً مقدسة ،

    وإنه بمرور الوقت أصبح من المعتاد قراءة هذه الكتب أمام الأمة ، ومع ذلك لم يفكر أحد أيضاً أن يساويها بالكتب المقدسة للعهد القديم ، ولم تتولد هذه الفكرة إلا بعد تحارب الإتجاهات المختلفة للمسيحية ، وأصبحت الحاجة ماسة إلى أن يستند المرء إلى شيء ملزم ، وأنه في حوالي عام (200) بعد الميلاد بدأ إعتبار هذه الكتب بصورة بطيئة كتباً مقدسة.

    وأنه بعد ذلك بفترة زمنية تقرب من (200) سنة نشأ خلاف حول إختيار الكتب من بين العديد منها الذي يمكن قراءته أمام الأمة [ النصرانية ] وإعتبارها مقدسة ويمكن ضمها لقانون الكتاب المقدس بالعهد الجديد ، حيث إختار البعض كتباً معينة وإختلف آخرون معهم،
    وأنه حتى ذلك اليوم وبعد 1600 عام لم يتمكن النصارى بعد من الإتفاق بصدد هذا الموضوع بسبب الكنيسة التي كانت أنذاك قد تعلمنت وخرجت عن روح تعاليمها الأساسية تحت تأثير أحد القياصرة الكفرة الملحدين وبتأثير من بعض الأساقفة منعدمي الكرامة الذين كانت لهم الكلمة المؤثرة لخدمة غرض من أغراضهم الذي يتناسب مع إتجاههم وبسبب الإختيار الذي قاموا به بشكل تعسفي ،

    كذلك لا يعرف المؤمنون بالكتاب المقدس على سبيل المثال - وبصورة أصح لايريدون معرفة - أن لوثر قد رفض بشدة رسالة يعقوب واعتبرها رسالة هشَّة كما أنه لم يود أيضاً الإعتراف برؤيا يوحنا اللاهوتي ورسالة [بولس] إلى العبرانيين في إنجيله (شورر صفحة 123 ، هولتسمان 178 ) .

    ويجدر بنا أن نعرف أن قانون البروتستانت والكاثوليك والكنائس الشرقية لم يتم الإتفاق عليه وتوحيده لليوم ، فكل قانون لهذه الإتجاهات الثلاثة يحتوي على كتب ينكرها الآخرون والعكس صحيح .

    ويقول الدكتور روبرت كيل تسيلر فى كتابه (الروح القدس فى محكمة التاريخ): ولسوف يُدهش ما سبق كل كاثوليكي وكل بروتستانتي ( يؤمن بقرارات تلك المجامع الأولى ، حيث يعتقد أنها تمت بالوحي المطلق للروح القدس ) إذا ما وَعى حقيقة وواقع تكوين قراءات هذه المجامع ، فهي تنبثق أساساً :

    1 - من القياصرة الرومان ، أي هم الذين أوحوا بها [ وليس الروح القدس].

    2 - وعلى الأخص قرارات المجمع الأول التي إتخذها قيصر لم يكن مسيحياً معمّداً بل كان بعيداً كل البعد عن الإيمان [ والعقيدة ] المسيحية .

    3 - وبصفة عامة من قياصرة ( وزوجاتهم ) لا ترى في حياتهم الأخلاقية والأدبية أية إنطباع يدل على أنهم أشخاص يتمتعون بقدسية خاصة تجعلهم يقومون بتمثيل صوت الروح القدس .

    ولك أن تتعجب كل العجب إذا ما علمت أن قسطنطين لم كان وقت إنعقاد مجمع نيقية قد اعتنق النصرانية بعد ، ويُشك فى اعتناقه إياها حتى 18 يوم قبل موته. وفى هذا يقول الدكتور روبرت كيل تسلر: “يُعد من الثوابت أن قسطنطين الأكبر قد تم تعميده قبل موته وبعد (15) عاماً من مجمع نيقية (على أيدي أحد أتباع آريوس) وهذا يعني أنه لم يكن قد تنصر بعد وقت إنعقاد مجمع نيقية ، كما كان لعدة سنوات متتالية طالباً للتعميد وبذلك كان محروماً من العشاء الأخير .

    وما زال يُعد من أحد أسباب الجدل [ التي لم يتوصل فيها إلى حل حاسم ] ، عما إذا كان قسطنطين قد عرف أساساً العقيدة المسيحية واعتنقها ، إلا أنه من المؤكد أنه كان مرتبطاً بشدة بجانب ذلك على الأقل بعبادة الشمس وميترا .”

    ومعنى أن الذى عمده هو أحد أتباع آريوس أنه اعترف بصحة معتقدات آريوس ، وآمن بها ، ومعنى هذا أيضاً أنه ألغى بإيمانه هذا (داخل نفسه) قرارات مجمع نيقية الأول ، والتى صدر بشأنها قرارات تأليه يسوع.

    وبهذا تسقط الثقة بالكتاب كله ، وبقانونيته ، ويتبقى لنا فى النقطة الثانية شخصية المؤلف.]

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    توقفنا المرة السابقة عند التعريف بكاتب هذا الإنجيل ، ولم نتعرف عليه بعد ، وفى هذه المرة سنتعرف على شخصية كاتب الإنجيل دون التعرض لإسمه هل هو متى الحوارى أم غيره. كل ما يهمنا هنا هو التعرف على ملامح شخصية الكاتب وأمانته فى استشهاداته

    كاتبه:
    2- كاتبه: إن الأسئلة التى تجمعت حول الإنجيل الأول، لها علاقة كبيرة بالعبارة التى ثار حولها الكثير من الجدل والمنازعات، وهى العبارة التى ذكرها يوسابيوس نقلاً عما كتبه بابياس بعنوان: "تفسير كلمات الرب" . وبابياس هو أول من ذكر متى بالاسم على أنه كاتب هذا الإنجيل، وهذه هى كلماته: "كتب متى "اللوجيا" (الأقوال)، باللغة العبرية (الأرامية) وفسرها كل واحد حسبما استطاع" . ولا يمكن أن تكون إشارة بابياس هذه إلى سفر كتبه متى واقتصر فيه على أحاديث أو أقوال الرب يسوع، دون أن يذكر فيه شيئاً - أو مع ذكر القليل – عن أعماله التى يزعم الكثيرون من النقاد أنه كانت توجد عنها وثائق هى أساس هذا الإنجيل الذى بين أيدينا، حيث أن بابياس نفسه يستخدم تعبير "اللوجيا" فى إشارة إلى القصة كلها كما يقول هو نفسه عند كلامه عن مرقس: "عن الأشياء التى قالها يسوع أو فعلها".

    ثم يخبرنا يوسابيوس أيضاً أن متى بعدما كرز بين مواطنيه من اليهود، ذهب إلى أمم أخرى ، بعد أن ترك لليهود إنجيلاً مكتوباً بلغتهم كبديل لخدمته الشفهية ، ويؤكد إيريناوس وأوريجانوس شهادة بابياس بأن متى هو كاتب الإنجيل الأول، ويمكن اعتبار أن هذه الشهادة كانت هى العقيدة الراسخة فى القرن الثاني ، وأن الإنجيل كتب أصلاً بالعبرية. ومن هنا ينشأ السؤال عن العلاقة بين الإنجيل اليونانى القانونى الذى عرفه الآباء ، وبين ذلك الإنجيل الأصلى الذى كتبه متى بالعبرية.

    [تقول دائرة المعارف الكتابية: (وبابياس هو أول من ذكر متى بالاسم على أنه كاتب هذا الإنجيل، وهذه هى كلماته: "كتب متى "اللوجيا" (الأقوال)، باللغة العبرية (الأرامية) وفسرها كل واحد حسبما استطاع") ، ومعنى هذا أن هذا الكتاب كان قبل بابياس غير معلوم صاحبه ، وأن بابياس هو الذى عرف ما لم يعرفه من سبقوه. ولكن هل بابياس هذا من الموثوق بكلامهم؟

    يقول قاموس سير الأعلام الكنسية المفهرس على النت باللغة الألمانية: (تتضارب الأراء حول الفترة التى عاش فيها بابياس أحد علماء اللاهوت النصارى والذى كان أسقفاً لمدينة هيرابوليس ، ويتجه التخمين حول هذه الفترة فتمتد من عام 70 إلى عام 130. وقد ترك مجموعة من الأخبار عن كلام وأفعال يسوع وكذلك عن تلاميذ ورسل يسوع وتلاميذهم. أما عن الجدية التى تؤخذ بها كتاباته فهى محل جدل ، ومعظم كتاباته تدخل فى دائرة شك من قبل الباحثين وعلماء اللاهوت الجادين ، ويتجنبون معظم كتاباته ، ويهمشونها. أما عن كتاباته بشأن إنجيل متى ومرقس فهى قد نالت من النقد والجدل ما يضاعف كتاباته الأخرى خاصة بشأن تأليف وتأريخ هذه الكتب. وكذلك تراه يُذكر دائما فى موضوع تكوين قانون العهد الجديد ، حيث لا توجد الحجة المقنعة للثقة بكلامه.) http://www.bautz.de/bbkl/p/papias_v_h.shtml

    إذن فكلام بابياس ليس حجة على العقيدة النصرانية، وللا يؤخذ كلامه محل الثقة التامة، خاصة فى موضوع الإستشهاد بصحة كتب العهد الجديد.

    هناك ما يجعلنا نؤيد الرأى القائل: إن هذه الإناجيل اشترك أكثر من شخص فى كتابتها، أو قل كما قال علماء اللاهوت الغربيين بتناوب عدد من المصححين أضافوا وحذفوا وصححوا النصوص التى يطلق عليها النصوص الأصلية التى بحوزتنا. فهناك اختلافاً كبيراً في الأسلوب والألفاظ ليس بين كل إنجيل وآخر، وإنما بين كَل إصحاح وآخر من نفس الإنجيل!! الأمر الذى يجعلنا نجزم أن هذا الإنجيل اشترك فى وضعه أكثر من مؤلف.

    بل أكثر من ذلك: إننا نجد أحياناً أكثر من أسلوب واحد في الإصحاح الواحد كما سنرى، إذ كثيراً ما تصادفنا كلمة أو جملة كاملة أو عدة جمل قد دست بين النصوص الأصلية لتبدو وكأنها منها. ولكنها في حقيقتها ليست منها، لأنها تتناقض مع نص سابق أو نص لاحق مذكور هنا أو هناك، ولما كان من غير المعقول أن يناقض الرب الذى أوحى ذلك الكتاب نفسه ، فإن هذا يؤكد أن أكثر من يد واحدة قد امتدت إلى هذه الروايات - التي سموها أناجيل فيما بعد.

    وبما أن إنجيل مرقس هو أقدم الأناجيل من ناحية تاريخ كتابته ، فيكاد ينعقد الأمر بالإجماع بين علماء اللاهوت على أن إنجيل مرقس كان ضمن المصادر التى استقى متى منها معلوماته بنسبة 95 % . وبمقارنة بسيطة بين النص الأصلى عند مرقس وما كتبه متى يتضح لك اليد الآثمة التى امتدت وأضافت أو حذفت فى هذا الإنجيل:

    1- (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ. 31وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ. 32وَقَالَ الْقَوْلَ عَلاَنِيَةً فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. 33فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) مرقس 8: 27-33 أى كتبها مرقس فى سبع جمل.

    أما عند متى:
    (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. 21مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. 22فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!» 23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 13-23 ، وكتبها متى فى أحد عشرة جملة أى بزيادة أربع جمل عن مرقس.

    لقد أضاف متى على قول مرقس (أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ) أنه دعا يسوع ابن الله الحى.

    كما أضاف إعجاب يسوع بقول بطرس فى الأعداد 17-19: (17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) فى الوقت الذى تنقضه الجملة التى تليه ، وهى تسميته بالشيطان. فكيف سيعطى يسوع الشيطان مفاتيح ملكوت السماوات والأرض؟ وكيف يمدحه على إجابته ثم يوبخه عليها؟ والأصل فى الإجابة هو التوبيخ ونفيه عن نفسه أن يكون هو المسيا (المسيح الرئيس)؟ (33فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) مرقس 8: 33

    وهو نفس القول الذى قالته الشياطين من قبل وأخرسهم بسببه ولم يدعهم يتكلمون: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ)لوقا 4: 41

    إذن فقد قلب النص الشخص الذى يلقب يسوع بالمسيا (المسيح الرئيس) من الشيطان المذنب ، المجرم فى حق نبيه ، إلى قديس يحلل ما يشاء ويحرم ما يشاء.

    2- غير كذلك لفظ الله إلى أبى
    فبينما يقول مرقس: (25اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ اللَّهِ».) مرقس 14: 25

    يقول متى: (29وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ أَبِي».) متى 26: 29

    وبينما يتكلم يسوع عند مرقس عن مشيئة الله: (35لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) مرقس 3: 35 ، عدلها متى إلى مشيئة أبى: (50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 50

    3- يروى مرقس رواية سؤال ابنى زبدى هكذا:
    (35وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا طَلَبْنَا». 36فَسَأَلَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟» 37فَقَالاَ لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ».) مرقس 10: 35-37

    وحكاها متى هكذا: (20حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئاً. 21فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هَذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ».) متى 20: 20-21

    إذن فقد أضاف متى شخص ثالث مع ابنى زبدى وهى الأم ، كما أضاف سجودهما ليسوع وموافقة يسوع على ذلك وعدم اعتراضه.

    وعلى هذا لا نجد عند مرقس أحد سجد ليسوع إلا شياطين الجن التى أخرجها من الناس (6فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ 7وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ الْعَلِيِّ! أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي!».) مرقس 5: 6 ، وشياطين الإنس التى كانت تستهزىء بالمصلوب: (19وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ.) مرقس 15: 19

    بينما جعلها متى عادة الناس بل وألصقها أيضاً بالتلاميذ ، والأعجب من ذلك بدلاً من أن يجعل الشيطان يسجد ليسوع كما حكاها مرقس ، جعل الشيطان يطلب من يسوع أن يسجد له:
    1) أتى المجوس من المشرق للسجود له: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ»)متى2: 1-2

    2) نية هيرودس أن يسجد له هو الآخر: (7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ».) متى 2: 7-8

    3) سجود المجوس له فى بيت لحم: (11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً.) متى 2: 11

    4) (9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.) متى 4: 9-11

    5) سجود الأبرص له: (1وَلَمَّا نَزَلَ مِنَ الْجَبَلِ تَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ. 2وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». 3فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ.) متى 8: 1-2

    6) سجود أحد الرؤساء له: (18وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهَذَا إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:«إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ لَكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا». 19فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَهُ هُوَ
    وَتَلاَمِيذُهُ.) متى 9: 18-19

    7) سجود بطرس ومن بداخل السفينة له: (30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» 32وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. 33وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!».) متى 14: 30-33

    8) سجود المرأة الكنعانية له: (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-26

    9) سجود أم ابنى زبدى له: (20حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئاً.) متى 20: 20

    10) سجود مريم المجدلية ومريم الأخرى له: (9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ.) متى 28: 9 ، بينما لم يكن هناك رد فعل غير طبيعى عند مرقس 16: 10

    11) ثم أخيراً سجود التلاميذ له: (16وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذاً فَانْطَلَقُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى الْجَبَلِ حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. 17وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا.) متى 28: 16-17

    4- مثال رابع على تحريف متى كلام مرقس هو عند موت المصلوب: فيقول مرقس بإنشقاق حجاب الهيكل إلى إثنين ، بينما يزيد متى تزلزل الصخور وتشققها وانفتاح القبور وخروج أجساد القديسين منها ودخولهم المدينة:
    (37فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 38وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ.) مرقس 15: 38-39

    (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 51وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ 52وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ 53وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ.) متى 27: 51-54

    5- مثال خامس لإختلاف متى عن المصدر الأساسى الذى كان يستخدمه فى النقل منه وأعنى به إنجيل مرقس ، وهو وضع الحجر عندما أتت مريم المجدلية ومريم الأخرى لزيارة المقبور: فقد كان الحجر عند مرقس قد دُحرِجَ بالفعل وكان الملاك جالساً داخل القبر (مرقس 16: 2 و6) ، أما عند متى فقد نزل ملاك الرب أمام الزائرتين ودحرجه أمام أعينهن (متى 28: 2)

    6- مثال سادس وهو أن مرقس جعل ظهور يسوع لأول مرة لمريم المجدلية فقط (مرقس 16: 9) ، بينما جعلها متى لمريم المجدلية ومريم الأخرى (متى 28: 9)

    نحن إذن أمام أحد اختيارين ، أحلاهما مر:
    إما أن يكون متى قد سرق ما كتبه مرقس وأضاف عليه من تلقاء نفسه ليلقى الكتاب تأييد أنصار طائفته ، وإما حرفه أناس فيما بعد ونسبوه إلى متى أحد تلاميذ عيسى عليه السلام.

    إذن فمهما كان اسم كاتب هذا الإنجيل فنحن نرفض أن يكون كاتب هذا الإنجيل هو أحد تلاميذ يسوع الأمناء الأتقياء الذين تعلموا على يديه وفهموا رسالته ، ونشروها ناصعة بيضاء من بعده. فلو صح أنه لم تمتد يد بالعبث بهذا الإنجيل ، لكان كاتبه لصاً ، مخرباً لما كتبه الآخرون ، مفسداً لعقائد نبى الله ورسوله.

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    أما بشأن تخمين الكنيسة أن كاتب هذا الإنجيل هو متى بن لاوى ، فيقول موقع بشارة النصرانى على شبكة الإنترنت: (القدّيس متّى الإنجيلي، هو أحد الاثنى عشر تلميذًا، كان عشّارًا اسمه لاوي واسم أبيه حلفى. رآه السيّد المسيح جالسًا عند مكان الجباية فقال له: اتبعني، فقام وتبعه (مت9: 9؛ مر2: 14؛ لو5: 29).)

    [ولنقرأ سوياً هذه الإستشهادات:
    (9وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ رَأَى إِنْسَاناً جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ.) متى 9: 9

    (14وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ.) مرقس 2: 14

    (29وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَالَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعاً كَثِيراً مِنْ عَشَّارِينَ وَآخَرِينَ. 30فَتَذَمَّرَ كَتَبَتُهُمْ وَالْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟» 31فَأَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. 32لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) لوقا 5: 29-32

    يقول قاموس الكتاب المقدس: (ويرّجح أن مؤلف هذا الانجيل هو متى نفسه).

    فيقوم ظن الكنيسة إذن على أن متى المذكور عند متى هو لاوى بن حَلفَى المذكور عند مرقس ، على أساس تواجد الإثنين ودعوة يسوع لهما من نفس المكان.

    يهمنا هنا فى نص متى بعض النقاط:
    1- أن النص عند متى يذكره بصيغة الغائب ، إذن فهو يتكلم عن شخص آخر ، وهذا يدل على أن الذى كتب هذا الكلام هو شخص آخر غير متى المنسوب له هذا الإنجيل. وهذا يضع النصارى أمام أحد الإختيارات الآتية:
    إما أن يكون هناك من شارك فى كتابة هذا الإنجيل ووضع هذه الفقرة ، وقد أثبتُ من قبل قول العلماء بمشاركة العديد فى كتابة هذا الإنجيل.

    أو يكون التلميذ متى الذى دعاه يسوع هو غير متى الذى ألف هذا الكتاب.

    أو كتب أحد المجهولين هذا الكتاب ونسبه لمتى.

    2- النقطة الثانية هو شك الكنيسة نفسها فى نسبة هذا الكتاب لهذا المؤلف، واختلاف علماء النصارى فيه.

    3- أن النصارى ليس عندهم قاعدة علمية للبحث الكتابى لتأصيل ما تواتر إليهم ، الأمر الذى يجعل أى باحث لرفض نتائجهم واستنتاجاتهم.

    4- من المعلوم أن إنجيل متى كتب بعد إنجيل مرقس ، ولكنه وضع فى مقدمة كتب النصارى ، لإستشهاداته العديدة من العهد القديم ، فاعتبروه امتداداً للعهد القديم. ومن أخطر ما فيه أنه غيَّر تعاليم عيسى عليه السلام بأنه ليس هو المسيا الموعود ، ولكنه الآتى بعده ، وجعلها على يسوع نفسه (متى 11: 14). فمثل هذا الكتاب لا تقوم لأقواله صحة بالمرة طالما أن هناك شك فى كاتبه ، وفى مصدره.

    ويقول أستاذنا العميد: ( 1 )

    (ثم بعد ذلك يسوق القاموس الأسباب التي دعت للترجيح، وهي واهية جداً، لا يستسيغها العقل أبداً فيقول :
    (1) يذكر لوقا أن لاوى (متى) صنع للسيد المسيح وليمة (كبيرة) في أول عهده بالتلمذة (لو 5: 29-32) أما هو (متى) فيذكرها بكل اختصاراً تواضعاً (مت 9: 10-13).

    (2) الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.

    (3) لا يعقل أن انجيلاً خطيراً كهذا هو في مقدمة الاناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالأحرى لأن ينسب إلى أحد تلاميذ المسيح.

    (4) ويذكر بابياس في القرن الثاني الميلادي أن متى قد جمع أقوال المسيح.

    (5) من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من أتم واجباته لتقديم الحسابات. وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة... أهـ.)

    لك أن تتخيل أن هذا رد قاموس الكتاب المقدس ودوافع استنتاجاته ، وأدلته البينة على أن هذا الكتاب من تأليف متى! ما هى الأسباب؟ لم يقل.
    فعلى النقطة الأولى أقول: وهل معنى أن لاوى أقام له مأدبة عشاء أن هذا يجعل لاوى هو نفسه متى؟ لقد أقام له أحد الفريسيين أيضاً وليمة ، كما دعته مريم المجدلية فى بيتها مع التلاميذ.

    وعلى النقطة الثانية والثالثة أقول: فهل كونه يهودى تنصر يعتبر هو مؤلف الإنجيل؟ فلماذا رفضت إذن أناجيل وكتابات باقى التلاميذ؟ ألم يكونوا أيضاً من اليهود الذين تنصروا ورفضت كتاباتهم؟

    1- زبور عيسى الذى كان يعلم منه
    2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس
    3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه
    4- إنجيل يعقوب ويُنسب ليعقوب الحوارى
    5- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحوارى
    6- إنجيل الطفولة ويُنسب لمتى الحوارى
    7- آداب الصلاة وينسب لمتى الحوارى
    8- إنجيل توما وينسب لتوما الحوارى
    9- أعمال توما وينسب لتوما الحوارى
    01- إنجيل فيليب ويُنسب لفيليب الحوارى
    11- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحوارى
    21- إنجيل برنابا
    31- رسالة برنابا
    41- إنجيل برتولما ويُنسب لبرتولما الحوارى
    51- إنجيل طفولة المسيح ويُنسب لمرقس الحوارى
    61- إنجيل المصريين ويُنسب لمرقس الحوارى
    71- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحوارى
    81- الإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى
    91- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحوارى
    02- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحوارى
    12- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحوارى
    22- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكى
    32- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس
    42- إنجيل الإثنى عشر رسولا
    52- إنجيل السبعين وينسب لتلامس
    62- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس)
    72- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولا
    82- إنجيل برتولماوس
    92- إنجيل تداوس
    03- إنجيل ماركيون
    13- إنجيل باسيليوس
    23- إنجيل العبرانيين أو الناصريين
    33- إنجيل الكمال
    43- إنجيل الحق
    53- إنجيل الأنكرتيين
    63- إنجيل أتباع إيصان
    73- إنجيل عمالانيل
    83- إنجيل الأبيونيين
    93- إنجيل أتباع فرقة مانى
    04- إنجيل أتباع مرقيون (مرسيون)
    14- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحى)
    24- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
    34- إنجيل تاسينس
    44- إنجيل هسيشيوس
    54- إنجيل اشتهِرَ باسم التذكرة
    64- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
    74- أعمال بولس
    84- أعمال بطرس وأندراوس
    94- أعمال بطرس وبولس
    05- رؤيا بطرس
    15- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
    25- مراعى هرماس
    35- إنجيل يهوذا
    45- إنجيل مريم
    55- أعمال بولس وتكلة
    65- سفر الأعمال القانونى
    75- أعمال أندراوس
    85- رسالة يسوع
    95- راعى هرماس
    06- إنجيل متياس
    16- إنجيل فليمون
    26- إنجيل كيرنثوس
    36- إنجيل مولد مريم
    46- إنجيل متى المُزيَّف
    56- إنجيل يوسف النجار
    66- إنجيل إنتقال مريم
    76- إنجيل يوسيفوس
    86- سفر ياشر

    فإذا كنتم قد رفضتم إنجيل عيسى أو إنجيل مريم أو إنجيل أحد التلاميذ ظنا منكم أنه نسب إليه وهو لم يكتبه ، فها هو نفس الحال لديكم بالنسبة لإنجيل متى ، ولو قبلتموه لأن متى يهودى وتنصر وأصبح من أتباع يسوع فأصحاب كل هذه الأناجيل من أتباع يسوع ، فما وجه الخلاف؟

    هذا بالإضافة إلى بولس الذى ضل وأضل الناس بأفكاره وعقائده ، ومع ذلك قبلتم كتاباته ، بل واعتبرتموه من الرسل: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.) أعمال الرسل 21: 17-32

    وإذا كان وضع الإنجيل عندهم فى بداية الكتاب دليل على صحة كاتبه وأن متى هو لاوى بن حلفى ، فمعنى هذا أن الإنجيل الرابع أقل فى اليقين وفى نسبة صاحبه إليه من إنجيل متى، ومعنى هذا أيضاً أن رسالة يعقوب ورؤيا يوحنا أقل بكثير من ذلك فى صحتيهما وفى نسبتهما لمؤلفيها.

    والمتتبع لرواية متى يتملكه العجب من كيفية دعوة عيسى عليه السلام لمتى أن يتبعه ، عندما رآه لأول مرة ، ثم وجود يسوع عنده فى البيت مع عشارين وخطاة آخرين: (9وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ رَأَى إِنْسَاناً جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ. 10وَبَيْنَمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي الْبَيْتِ إِذَا عَشَّارُونَ وَخُطَاةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاءُوا وَاتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ. 11فَلَمَّا نَظَرَ الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟») متى 9: 9-11

    أم كان يسوع والعشارين والخطاة ومتى عند لاوى بن حلفى فى بيته ، حيث ذكر النص
    فى البيت ، ولم يحدد بيت مَن؟

    فلماذا لا تكون عندكم قواعد صارمة يبنى عليها صرح العقيدة وقدسية الكتاب؟

    وعلى النقطة الرابعة أقول: لقد ذكر بابياس فى القرن الثانى الميلادى أن متى جمع أقوال عيسى عليه السلام ، فليس هذا بدليل على أن متى هو لاوى بن حلفى. منا أن كلام بابياس ينفى كون هذا الكتاب موحى به من عند الله الذى لا يُخطىء ولا ينسى.

    أضف إلى ذلك أن الإختلاف هنا ليس فى وجود شخص اسمه متى ، ولكن الإختلاف فى كون متى هو لاوى بن حلفى أم غيره. هذا غير ما ذكرته عن بابياس نفسه ، من أنه لا يوثق فى كتاباته بين جمهور علماء اللاهوت.

    هذا بالإضافة إلى ما ذكره الأستاذ العميد عن بابياس قائلاً:

    1- بابياس يقول إن إنجيل متى وُضع بالعبرية. فلو سلمنا بقول بابياس للزم منه أن الذي بأيدينا اليوم من النسخ اليونانية هي ترجمة إنجيل متى من العبرية ، ويبقى لنا ضياع الأصل العبرانى، فلا قيمة للترجمة بدون الأصل المُترجَم منه ، هذا بالإضافى إلى جهلنا بمن قام بالترجمة.

    فنكون بذلك قد زدنا المشكلة مشكلة أخرى: وهى أين النسخة الأصلية العبرانية التى كتبها من يدعى متى؟ ومَن الذى ترجمها لليونانية لنطمئن إليه؟ إضافة إلى هل متى هو لاوى بن حلفى؟ الأمر الذى يجعلنا نرفض الثقة فى الكتاب نهائياً.

    2- لم يقل بابياس إنه سمع متّى يدّعي أنه هو كاتب الإنجيل ، وليس عندنا إلا دعوى بابياس التي يقول فيها إن متى جمع هذه الأقوال ، وهذا القول يصدم القائلين بوحى هذا الكتاب وعصمته.

    3- أضف إلى ذلك أن بابياس لا يعرف إنجيل متّى الذي بين أيدينا ، فهو سمع أن متى قد جمع أقوال وأعمال يسوع ، والدليل على ذلك روايته لموت يهوذا الاسخريوطي التي تغاير وتناقض إنجيل متّى بشكل صريح ، فمتّى يصف موت يهوذا
    (فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه) متى 27: 5.

    بينما يصف بابياس كيفية موت يهوذا فى كتاباته (الجزء الثالث) قائلاً: ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم ، فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة ، ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً.

    وعلى النقطة الخامسة أقول: إذا كان كون متى جابى للضرائب ويحتفظ بسجلات عنده دليل على كون متى هو لاوى بن حلفى. فلا تعليق عندى على هذا وأرجو أن يراجع نفسه قائل أو كاتب هذا الكلام.

    فهذا يذكرنى بنكتة: ذهب أحد الصحافيين لأحد كبار رجال الجيش يسأله عن كيفية اغتيال الرئيس السادات، فقال له: بينما نحن جلوس فى المنصة لنشاهد عرض الأبطال، فإذا بسيارة تقف أمام المنصة ، وينزل منها أناس أطلقوا قنابل الدخان ، وأمطروا الرئيس بالرصاص. فقال له الصحافى: أفهم من ذلك أنه مات مسموماً.

    وهو نفس ما استنتجه قاموس الكتاب: بما أن متى كان جابياً للضرائب ، إذن فمتى هو لاوى بن حلفى!!!

    ومع علم علماء الكتاب المقدس بكل هذه النقاط التى ذكرها قاموس الكتاب المقدس ، إلا أنهم أعلنوا شكهم فى كون مؤلفه هو لاوى بن حلفى وهذا لدليل على عدم اقتناعهم هم أنفسهم بهذه التعليلات. فقد قال قاموس الكتاب المقدس: (ويرّجح أن مؤلف هذا الانجيل هو متى نفسه).

    فهل كتاب مثل كتاب متى نجهل كاتبه ولا نعرف مترجمه ينسب هكذا بسهولة لله؟

    ==========================

    (1) قمت بنقل مقالة الأخ العميد المشار إليها هنا في نفس هذا الشريط "Hady_999"

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    ثالثاً : قانونيته وكاتبه :

    [وفى الحقيقة سوف أركز الكلام هنا عن قانونية الكتاب المقدس بصفة عامة ، بعد أن تكلمت فى الفصل السابق عن أراء علماء الكتاب المقدس والفرق المختلفة والمعاصرين لزمن كتابة الإنجيل على أنه محرف ، كما أثبت بعضاً من النصوص التى أدخلت عليه، وسو أرجىء الكلام عن الكاتب نفسه فى جزء منفصل]

    1- قانونيته: اعترفت الكنيسة الأولى بالأصل الرسولى لإنجيل متى، ووضعته بين الأسفار القانونية بدون أى تردد أو شك ، واستطاع أوريجانوس أن يتحدث عنه فى بداية القرن الثالث، كأول "الإناجيل الأربعة التى لم تقبل كنيسة الله سواها، بدون أى نزاع". ويمكن تتبع استخدام هذا الإنجيل عند الآباء الرسوليين، وبخاصة فى رسالة برنابا حيث يقتبس من إنجيل متى (22: 14) قائلاً: "مكتوب".

    [والمقصود بالكنيسة الأولى التى اعترفت بالأصل الرسولى لإنجيل متى ، ووضعته بين الأسفار القانونية بدون أدنى تردد أو شك ، هى كنيسة مجمع نيقية 325 م ، وسيأتى الكلام بالتفصيل عن هذه المجامع.]

    [أما القول: (واستطاع أوريجانوس أن يتحدث عنه فى بداية القرن الثالث، كأول "الإناجيل الأربعة التى لم تقبل كنيسة الله سواها، بدون أى نزاع".) فلا أعلم لماذا يتجاهل الكاتب آراء رجال الدين والفكر ومؤرخى القرون التى سبقت أوريجانوس والتى ذكرت فى الصفحات التالية لهذه ، أذكر منه قول “مرشد الطالبين” فى الفصل السادس من الجزء الأول ما خلاصته: (فى القرن الثانى من الميلاد كانت الأناجيل والرسائل تحت يد كنائس بعيدة ، وقد ألحق بها زوراً ودسيسة كتب أخرى اشتهرت واستعملت جداً ، فذلك وسوست بعض الكنائس فى شأن قبول الرسالة إلى العبرانيين ، ورسالة بطرس الثانية ، ورسالتى يوحنا الثانية والثالثة، ورسالة يهوذا وأعمال الرسل) إلى أن قال فى الفصل المذكور: (إنه لا يوجد فى الأناجيل تحريف فى تعاليم التاريخ ولا فى قضاياه المهمة ، بل قد يكون ذلك سهواً). وقال فيه أيضاً: (ولا تعجبن من وجود اختلافات فى نسخ الكتب المقدسة ، لأن قبل ظهور صناعة الطبع فى القرن الخامس عشر من الميلاد ، كانت تُنسَخ بالخط ، فكان بعض النساخ جاهلاً ، وبعضهم غافلاً وساهياً)] الفارق بين المخلوق والخالق ص 31]

    كان إنجيل متى مصدراً رئيسياً استقى منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن حياة الرب يسوع وأقواله رغم أنه لم يذكر هذا الإنجيل بالاسم. ونجد أن الأصل الرسولى لإنجيل متى، ثابت فى كتابات يوستينوس لأنه جزء من "ذكريات الرسل" المسماة "بالأناجيل" والتى كانت تقرأ أسبوعياً فى اجتماعات المسيحيين. ومما يؤكد أنه هو إنجيل متى الذى بين أيدينا، وجوده بكل تأكيد فى الدياطسرون" لتاتيان تلميذ يوستينوس، كما أن شهادة بابياس مذكورة فيما بعد.

    [تقول دائرة المعارف الكتابية: (كان إنجيل متى مصدراً رئيسياً استقى منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن حياة الرب يسوع وأقواله رغم أنه لم يذكر هذا الإنجيل بالاسم.) ولا أعرف كيف كان مصدراً رئيسياً ، وهو لم يكن معلوماً لديه ولم يذكره؟ وهل كان هو نفس الكتاب الذى كان معروفاً لدى الكنيسة الأولى ـ على حد تعبير الموسوعة؟ أم أنه حدثت تغييرات وإضافات وحذف فيما بعد؟ الأمر الذى أثبته فى بداية البحث وأشرت إليه ، وأهم التحريفات التى أدخلت عليه هى نص الخاتمة الذى يأمرهم يسوع فيه بالتعميد باسم الأب والابن والروح القدس ، التى أثبت العلماء والمحققين عدم وجودها فى نسخ المخطوطات الأصلية ، وأنه أقحمت فى النص. وكذلك اعتراف لاردنر أن الأناجيل قد تم تحريفها أيام السلطان “أناسطيوس” بأمر منه أثناء سلطنته على القسطنطينية. وعلى ذلك ليس هذا دليل على صحة الكتاب.]

    [وتقول دائرة المعارف الكتابية:] ويظهر الاعتراف القاطع بالإنجيل، فى الشهادات الواردة عنه والاقتباسات المأخوذة منه فى كتابات إريناوس وترتليان وأكليمندس الاسكندرى ، ومن وجوده فى القانون الموراتورى والترجمات الطليانية والبشيطة السريانية…وغيرها.

    [هذا ما قالته دائرة المعارف الكتابية. ولا أعرف كيف تناست أقوال المؤرخين الآخرين ورجال الدين المسيحى على مختلف طوائفهم ، وسأكتفى هنا بما ذكره الدكتور روبرت كيل تسلر فى كتابه حقيقة الكتاب المقدس من النسخ الأصلية وليست المترجمة. لكن قبل ذلك أود أن أشير إلى أقوال بعض الكتاب النصارى فى الحرية التى كان يتصرف بها الناس لتأليف كتب أطلق عليها فيما بعد أناجيل: فقال جرجس زوين اللبنانى فيما ترجمه: “إن شير بنطوس وأبيسون وجماعتهما لما كانوا يعلمون المسيحية ، كانوا يرون أن المسيح ليس إلا إنساناً ، وأنه لم يكن قبل أمه مريم فلذلك فى سنة 96 اجتمع عموم أساقفة آسيا وغيرهم عند يوحنا والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح ، وينادى بإنجيل مما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون وأن يكتب بنوع خصوصى لاهوت المسيح.”

    هكذا! قالوا له: ألف لنا إنجيل! وحددوا مطالبهم ومحتويات هذا الإنجيل! هكذا مثل البيتزا! تقف أمام خابز البيتزا وتحدد له ماهية البيتزا ومكوناتها التى تريدها. أو مثل الحذاء: تذهب إلى الصانع وتحدد نوع الجلد والقَصَّة والإكسسوارات!

    وهذا ما أقر به أيضاً يوسف الدبس الخورى فى مقدمة تفسيره (من تحفة الجيل) من قوله إن يوحنا صنف إنجيله فى آخر حياته بطلب من أساقفة آسيا ، والسبب أنه كانت هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح فطلبوا منه إثبات وذِكْر ما أهمله متى ومرقص ولوقا فى أناجيلهم. (المسيحية للدكتور أحمد شلبى ص 209)

    ومعنى هذا أن هؤلاء القوم آمنوا أن هذه الكتب لم توضع ليطلق عليها كتب مقدسة أو كلام الله ، بل هى كتب خاصة بطائفة محددة ، هى التى وضعت هذه الكتب بنفسها ، وبمبادرة شخصية من رؤسائهم. وهذا لا ينطبق على يوحنا فقط ، بل أيضاً يشمل الأناجيل الأخرى المتوافقة ، لأنهم لو علموا أنها كتبت بوحى الله ، ما اعترضوا عليها وطالبوا أحدهم بكتابة إنجيل آخر يعارض ما جاء فيها.

    ومعنى هذا أنه كانت هناك طوائف فى العصور الأولى لا تؤمن بلاهوت عيسى عليه السلام ، ولكن الدعاية التى تمت بتأليف إنجيل يوحنا ، وتقريره فى مجمع نيقية كان لها الصدى الأكبر فى تقرير هذه العقيدة ، وباستخدام كل مظاهر القهر والتعسف فرضت هذه العقيدة ، والويل والموت لمن خالفها.

    وهو نفس ما وقع فيه أكليمندس الإسكندرى الذى استشهدت به دائرة المعارف الكتابية: إن يوحنا كتب إنجيله بعد كتَّاب الأناجيل الأخرى ، لأنه لاحظ أن الأناجيل السابقة لم تدون عن ترجمة المسيح إلا الأمور الحسية ، فتلبية لدعوة بطانته ، وبعد إستلهام روح القدس عقد العزم على كتابة “إنجيل روحى” (المسيحية للدكتور أحمد شلبى ص 210)

    ونقلاً عن كتاب (حقيقة الكتاب المقدس تحت مجهر علماء اللاهوت يقول الدكتور روبرت كيل تسلر:
    يؤكد القس شورر على أهمية نقد الكتاب المقدس وطرح هذا النقد لجمهور النصارى وعدم الكذب عليه: " أن الأغلبية العظمى من اللاهوتيين والقساوسة يخاطبون قومهم عن الكتاب المقدس بطريقة تدعو إلى القول بأنه لم يوجد مؤرخون قط من ذوي العلم ."

    ويكتب إلينا أحد قساوسة كنيسة بلدة زيورخ قائلاً : " إن الطريق ( لتقييم يطابق حقيقة الكتاب المقدس ) قد بدأ في مطلع هذا القرن ..... وعدم استخدام اللاهوتيين هذا التقييم لجريمة تجاه البشرية تشين جباههم.

    وأعلنت الدكتورة مارجا بوريج مديرة مركز إجتماعات بولدرن لكنيسة البلدية الإنجيلية في إحدى محاضراتي التي ألقيتها في اللقاء المنعقد في شهر مايو1972 قائلة: " إنه لذنب كبير يقترفه اللاهوتيين تجاه أمتهم بتكتمهم هذه المعلومات (الخاصة بنقد نصوص [الكتاب المقدس]) عن أمتهم مدة طويلة ، إلا أن هذا لم يك شيئاً جديداً . " ( راجع تقرير الإجتماع صفحة 46 ) .

    كما أعلن اللاهوتي ماكس أولرش بالزيجر في كتابه " المسيحية الحرة " الصادر بتاريخ 1979 صفحة 231 وما بعدها قائلاً : " من البديهي أن نتكلم عن أزمة الكنيسة، لكن هل سمع أحد في الأونة الأخيرة عن أزمة فهم الكتاب المقدس؟ فمنذ زمن بعيد وتتفاقم مثل هذه الأزمة، وينتج عنها الكثير من المشاكل التي يمكن السيطرة عليها في كنيستنا التي تطلق على نفسها " كنيسة الكلمة ".

    هذا وقد كان وما زال نقد الكتاب المقدس يُعد من الكبائر المحرمة ، ولم تنجح لليوم محاولة نشر الأبحاث الناتجة عن فحص الكتاب المقدس فحصاً علمياً على شعب الكنيسة لتعميق فهمه لديهم . فمن المسلم به أن المرء لم يَسْعَ جاهداً لتحقيق هذا، حيث كان هناك تشبث بالرأي يؤكد أن هذا سيؤدي فقط إلى البَلْبلَة .

    وربما يرجع ذلك أيضاً إلى التحرك السريع نسبياً من جانب السلطات الكنسية وهيئاتها للهروب من المشاكل الأساسية التي تتعلق بالكتاب المقدس والتى لاتنتهى. "

    ونقلاً عن مقال لإرنست فالتر شميث في كتاب "النصرانية الحرة" لعام 1977 صفحة 67، فقد أعلن عالم اللاهوت المعروف ميشكوفسكي قائلاً: " هناك فجوة كبيرة راسخة منذ عشرات السنين بين اللاهوت العلمي وخطب الكنيسة، حيث يعهد لقساوستنا في المحاضرات اللاهوتية بالنقد الحديث لنص الكتاب المقدس. مع علمهم أن إنجيل يوحنا على سبيل المثال يُعد وثيقة للاهوت الكنيسة القديمة ولا يُعد مصدراً لحياة يسوع ، إلا أنهم يرددون في خطبهم كلمات يسوع لإنجيل يوحنا دون أدنى حد من النقد ، وكذلك نراهم أيضاً قد غضوا أطرافهم أثناء التعميد عن قراءة " أمر تعميد "يسوع والذي تعلموا عنه أنه شيء غير حقيقي . "

    وفي النهاية يقرر شميث أيضاً أنه ينبغى على الكنائس إظهار الشجاعة والتمسك بأن الكتاب المقدس ليس هو الكتاب الذي يجب أن ننفق في سبيله بدلاً من التعتيم الدائم للحقائق الواضحة وطمسها ( صفحة 51 ) .

    وليس أقل من أن يطالب الأسقف الأنجليكاني جون روبنسون الكنائس بقلب الأوراق على المنضدة [أي يطالبها باللعب على المكشوف] (صفحة 52 من كتابه "مناقشة"، ميونيخ 1964) ، مع أن الأهم منهم هو أساس الدين أولاً قبل التطرق إلى إصلاح العقيدة .

    ويقول عن نص الكتاب المقدس:
    نص الكتاب المقدس
    1 - عندما نتكلم هنا عن نص الكتاب المقدس فإننا لا نعني إلا ذلك النص الذي يطلق عليه " النص الأصلي " [أقدم النصوص]، وليست الترجمات التي نستخدمها إلا أننا نذكر كلمة النص الأصلي أو الأساسى بين علامتي تنصيص حيث لا يوجد على الإطلاق نص أو مصدر أساسي، وكل ما لدينا هي فقط مخطوطات يدوية قديمة تشير فقط إلى نُسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى منقولة أيضاً [أي منقولات من منقولات] لكتابات أكثر قدماً، ومن المحتمل أن تكون هذه المخطوطات أيضاً نسخاً منقولة بدورها عن نسخ أخرى.

    2 - هذا " النص الأصلي " لم يكن بدايةً قد كتب في كتاب (كما تشير إليه كلمة الكتاب المقدس والتي نشأت فيما بعد ) ، ولم يكن كتاباً واحداً ، ولكنه كان يتكوَّن من عدد كبير من الكتب المنفصلة عن بعضها البعض والتي لا يوجد في الأصل إرتباط بينها ، لذلك فإنه من الخطأ أن نتخيله ككتاب واحد، حيث إن الكتاب المقدس كما نقرأ في ترجمات اليوم قد قام بتجميعه العلماء من مخطوطات عديدة ، ومخطوطات ناقصة والتي يحتوي القليل منها على تجميع كامل للكتب الإنجيلية ، كما أن هناك البعض من هذه الأعمال الناقصة عبارة عن قصاصات بالغة الصغر لأجزاء من الكتاب المقدس .

    3 - أما ما يخص العهد الجديد فإن النص الأصلي -وهو ليس لدينا كما ذكرنا من قبل - قد تكوَّن بين أعوام (50) و(200) بعد الميلاد، وهذه مدة كبيرة من الزمن بعد وفاة يسوع، بل إن (50) سنة لتعد أيضاً فترة زمنية كبيرة وفي هذا الزمن استطاعت بعض الأساطير
    أن تجد لها طريقاً تنتشر فيه ، في وقت لم يعد فيه شهود عيان عند تكوين معظم النصوص الأصلية ، وهنا يجب علينا أن نتذكر : كم من الأساطير نشأت فقط بعد عدة سنوات بسيطة من حريق Che Guevara !

    وقد كتبت المخطوطات التي لدينا كلها (كما ذكرت حوالي 1500) بين القرنين الرابع والعاشر تقريباً (انظر Realencyklopädie صفحة 739)، ويمكننا فقط تخيل حقب زمنية تبلغ (300) عام ، [ فما بالكم إن وصل بعضها] إلى (1000) عام ! وبالطبع فإن هناك مخطوطات أقدم من هذا ولكن كان يجب على العِلم أن يضع حداً فاصلاً لهذا .

    4 - يجب أن نؤكد قبل أي شيء أنه ليس لدينا ولو جزء صغير من أصل الكتاب المقدس وما لدينا هي فقط نسخ منقولة .

    5 - تم فقد العديد من " المخطوطات الأصلية " وعلى الأخص أقدمهم وأحسنهم حالاً تماماً مثل الأصول .

    6 - والنقطة السادسة والحاسمة أنه بين كل هذه المخطوطات اليدوية لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوي "نصها الأصلي" على العديد من الإختلافات (ص 39) .

    إلا أن الموسوعة الواقعية " Realenzyklpädie " تذهب أكثر من ذلك فتقرر أن كل جملة تحتويها المخطوطات اليدوية تشير إلى تغييرات متعددة ، وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات اليدوية " tot sunt paene quot codicos " وذكرها نستل /دوبشوش صفحة 42).

    ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص "يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة!" ، (صفحة 577) ، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن "نص أصابه التخريب بصورة كبيرة" (صفحات 578، 579، 591) ، وعن "أخطاء فادحة" (ص 581)، وعن "إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة" [ص XIII (13)]،الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590).

    وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابهما إختلافات مُربكة في النصوص (ص 42) ويؤكداه أيضاً في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993).

    وبالطبع فإن كل هذه الأخطاء ليست على جانب كبير من الأهمية، ولكن من بينهم الكثير الذي يعد بجد ذا أهمية كبيرة (أيضاً شميث صفحة 39) .

    7 - لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضاً إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق .

    ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة .

    وقد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.
    وينهي القس شورر كلامه قائلاً : إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحله (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس .

    وحتى أشهر آباء الكنيسة " أوجستين " قد صرح بعدم الثقة في الكتاب المقدس لكثرة الأخطاء (التي تحتويها المخطوطات اليدوية)، حتى إذا ضمنت له ( وهو هنا يعني نفسه أساساً ) ذلك جهة أو مؤسسة لاتتبع الكنيسة .

    لذلك لم يَعرف كتاب مثل هذه الأخطاء والتغييرات والتزويرات مثل ما عرفه الكتاب المقدس .

    وحتى الكتاب المقدس طبعة زيوريخ الشهير بتحفظه الشديد (إنظر صفحة 2 من هذا الكتاب) يعترف بأن ما يطلق عليه "النص الأصلي" يحتوي على الكثير من الأخطاء (انظر أيضاً ملحق I الأرقام من 6 إلى 22) .

    وترجع معظم هذه الأخطاء إلى أخطاء النقل أو القراءة غير المتعمدة (وأيضاً إلى عدم الإنتباه أو الفهم الخاطيء عند الإملاء أو عدم توافر المعرفة باللغة القديمة أو طريقة كتابتها أو "التحسينات" ذات النية الحسنة ... وهكذا).

    ومما لا خلاف فيه والأمر الذي سلم به العلم منذ زمن بعيد أنه يوجد فيما يطلق عليه "النص الأصلي" خاصة في العهد الجديد وعلى الأخص في الأناجيل [الأربعة] العديد من التحريفات، ولا خلاف هنا إلا في عدد هذه التحريفات .
    كذلك كان يعتقد آباء الكنيسة في القرون الأولى للمسيحية أن النصوص الأصلية قد إمتدت إليها يد التحريف في مواقع كثيرة عن عَمْد (إنظر هولتسمان صفحة 28) ، كما اتهم ممثلوا الطوائف المختلفة بعضهم البعض بتحريفات " النص الأصلي " .

    وهذا لا يعني إلا إتفاقهم في أن النص الأصلي قد إمتدت إليه يد التحريف وكذلك إختلافهم وكذلك اختلافهم في تحديد (الشخص أو الهيئات) الذين قاموا بهذه التحريفات .

    ويتفق كل جاد من علماء الكتاب المقدس الذين يمثلون كل الطوائف [المسيحية] على أن الكتاب المقدس يحتوي على عدد كبير من التحريفات خصوصاً العهد الجديد وهي تأتي نتيجة لحرص كل طائفة على تدعيم نظريتها العقائدية بمثل هذه التحريفات الأمر الذي أدى إلى إنشاء القواعد الإنجيلية لذلك .

    أما كيزيمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة (!) لأسباب عقائدية (صفحة 229 وأيضاً 234) .

    وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ ( الشعبية صفحة 19 ) أن بعض الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلمات والجمل ، وأن آخرين قد إستبعدوا [أجزاءً أخرى] أو غيروها تماماً .

    وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً: "إن علماء اللاهوت اليوم يتبنون الرأي القائل إن الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" (صفحة 38).

    ويقول هولتسمان: "لقد ظهرت تغييرات تعسفية مغرضة دون أدنى شك لأهداف تبريرية بحتة [لإظهار صحة عقائد طائفة محددة] " ( صفحة 28 ) .
    كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية ( جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458 ) أن الكتاب المقدس يحتوي على " تصحيحات مفتعلة " تمت لأسباب عقائدية ويشير بلذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5 : 7) [ القائل : " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحداً" ] .

    ويشير يوليشر في الصفحات من582 -591 كذلك إلى "التغييرات المتعمدة خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك" (صفحة 591). كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة .

    وبهذه الطريقة وقع كثير من الإضافات والشطب ناهيك عن التغييرات. ويُتهم في ذلك جزئياً أشخاص كان يجب عليهم تصحيح أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس على ضوء رأي محدد وتخمينها وتنسيقها مع بعضها البعض .

    وقد ذكر نستل ودوشوتس ( صفحة 39 وكذلك صفحة 5 ) سلسلة لهذه التحريفات في أضيق نطاق ممكن ، لذلك وصفها هارنك بأنها غير مكتملة (صفحة 235).

    أما علماء العصر الأكثر حداثة فهم يترفقون في حكمهم عليه ، لذلك فهم لا يطلقون عليها تحريفات بل يسمونها "تحريفات تمت عن علم" وهم بذلك يقومون بحماية المزورين ويُنسبون إليهم (بصفة عامة) "النيّة الحسنة" وبصورة وهمية الإتجار بكلمة الله (يوليشر صفحة 52) ، كما يؤكد قائلاً: "إن هذا يُعد تحريفا رسمياً" (صفحة 54).

    وبالتالى لن يجدى قول ما فى هذه الكتب بعد اعتراف علماء الكتاب المقدس بما تحتويه من أخطاء ومنقولات ومحذوفات.

    وتقول دائرة المعارف البريطانية فى جزئها الثانى ص 519-521 نقلا عن المسيح فى مصادر العقائد المسيحية ص 40 وما بعدها: (إن النسخ الأصلية (الإغريقية) لكتب العهد الجديد فنيت منذ مدة طويلة ، (وفيما عدا بعض بقايا من صعيد مصر) فإن كل النسخ التى استخدمها المسيحيون فى الفترة التى سبقت مجمع نيقية قد
    غشيها نفس المصير.

    ومما يجب ذكره ، أنه حتى اختراع الطباعة لم يكن قد تم الوصول إلى اتفاق كامل فى أى من نصوص العهد الجديد: الاغريقية أو اللاتينية.

    إن السبب الرئيسى لهذه الحالة العجيبة يجب رده إلى التغييرات الواسعة ، التى انتشرت فى القرون الأولى. فبالنسبة لرسائل بولس ، نجد أننا لو صرفنا النظر عن حوالى ست قراءات مختلفة تماماً ، فإن النص يشبه أقدم إنتاج منها ، ولو أن به كثير من أخطاء الكتبة. إلا أن التغييرات الحادثة غير ذات قيمة ، وأغلبها قابل للشرح والتأويل من سياق الكلام ، وبإختصار يمكن القول بأن هذه التغييرات عرضية.

    أما موقف الأناجيل فعلى العكس من ذلك إذ أن التغييرات الهامة قد حدثت عن قصد مثل إضافة أو ادخال فقرات بأكملها. وبالتأكيد فإن بعضاً منها قد استمد من مصدر خارجى.)

    ويواصل اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب ص 41 من كتابه المذكور أعلاه نقله عن جورج كيرد: “إن أول نص مطبوع من العهد الجديد كان ذلك الذى قدمه أرازموس عام 1516 ، وقبل هذا التاريخ كان يحفظ النص فى مخطوطات نسختها أيدى مجهدة لكتبة كثيرين. ويوجد اليوم من هذه المخطوطات 4700 ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش.

    إن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف إختلافاً كبيراً ، ولا يمكننا الاعتقاد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ. ومهما كان الناسخ حى الضمير ، فإنه ارتكب أخطاء ، وهذه الأخطاء بقيت فى كل النسخ التى نقلت عن نسخته الأصلية.

    إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدى المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة.”

    ويواصل اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب ص 42 من كتابه المذكور أعلاه: “ولقد جرت محاولات كثيرة لامكانية استخراج نص واحد تتفق عليه غالبية النصوص المعروفة ، لكن النتيجة كانت سلبية ، واستمرت هذه المحاولات عقيمة حتى اليوم ، وفى هذا تقول دائرة المعارف البريطانية: “إنه أمل لا طائل من ورائه أن نتصور إمكانية الوصول إلى النص الأصلى ، وذلك عن طريق ترتيب: النص السكندرى ، والنص الغربى القديم ، والنص الشرقى القديم (البيزنطى) ، ثم قبول النص الذى يتفق عليه اثنان منهم ضد الآخر."

    ويقول إدوارد لوسيه فى كتابه تكوين العهد الجديد النسخة الألمانية ص 89: “تستشهد التقاليد الكنسية القديمة بشهادة بابياس ، التى ترجع إلى منتصف القرن الثانى الميلادى ، والتى ذكرها يوساب فى الجزء الثالث ص 39 و 16 ، والتى تقول: (إن متى جمع مادته العلمية Login باللغة العبرية ، وترجمها آخر قدر استطاعته) ، ومما لا شك فيه فإن بابياس هنا يشير إلى إنجيل متى ، وليس إلى مجموعة من كلمات الرب ، وليس أيضاً إلى مصدر هذه الأقوال.

    وكذلك أكد اريناوس أن متى كتب إنجيله للعبرانيين بلغتهم ، وهو أيضاً نفس قول أوريجانس ، كما أكد يوساب أن متى كتب إنجيله بلسانه هو نفسه قبل أن يتوجه إلى الشعوب الأخرى.”

    ألا يدل هذا على ضياع الأصل الذى كتبه متى؟ أليس من الممكن أن يكون آخرون قد كتبوا ما يحلوا لهم ، وما تقبله طائفتهم ، ووضعوا عليه اسم متى ليعطوه نفس الشرعية والقيمة الروحية لكتاب متى الأصلى؟ أليس من الممكن أن يكون كتبة هذا الإنجيل هو الذين أبادوا كتاب متى الحقيقى؟

    يواصل إدوارد لوسيه: “ونلاحظ اتفاق هؤلاء واعتمادهم بصورة استثنائية على شهادة بابياس ، إلا أن وزن هذه المعلومات وقيمتها قد تضاءل حتى قررت لجنة الكتاب المقدس البابوية المنعقدة بتاريخ 19 / 6 / 1911 أن الرسول متى كتب إنجيله أولاً بالعبرانية أو الأرامية ، وهو مطابق لإنجيل متى القانونى ، ولكن منذ التوصل إلى نظرية المصدر المزدوج نجد أن الكتاب المقدس الكاثوليكى قد تراجع عن وجهة النظر هذه.”

    وفى صفحة 90 يقول نفس الكاتب: “إن استخدام المصادر التى استسقى منها متى إنجيله ونقدها ، وكذلك التكوين اللغوى لكتابه ليؤدوا إلى نهاية حتمية بشكل ملزم تفيدنا أن مؤلف إنجيل متى قد جاء من خارج دائرة التلاميذ الإثنى عشر. وقد سُمِّىَ هذا الكتاب باسمه بناءً على وجود هذا الاسم فى متى 9: 9 و 10: 3 ، حتى يمكننا إرجاع أصله إلى الرسول متى.

    ويمكننا التعرف على شخصية الكاتب من الإنجيل نفسه ، فهو ينحدر من المسيحية اليهودية ، وترجع ألفاظه اللغوية وجذوره إلى التقليد اليهودى ، لذلك فهو لا يشرح العادات والتقاليد اليهودية ، لأنه يعتمد على معرفة القارىء لها مسبقاً. الأمر الذى نجده عند متى 15: 2 مقارنة بمرقس 7: 1-4 ، فالذى شرحه مرقس قد أحجم متى عن توضيحه ، وهو بصدد غسيل اليهود لأيديهم قبل الأكل ، وكذلك ذكر متى فى 23: 5 إطار الصلاة Gebetsriemen (فيعرِّضونَ عصائبهم ، ويعظمون أهداب ثيابَهم) دون أن يوضح ماهيته ، وذلك لأن المؤلف والقارىء من طبقة اليهود.

    وهناك نظريات حديثة مختلفة تنادى بأن العناصر المسيحية اليهودية قد نُسِبَت إلى المؤلف ، وترفض كون المؤلف [متى] من المسيحيين اليهود، وتقرر أنه مسيحى وثنى. ويتبنى هذه النظرية كل من Triller و Strecker فبالنسبة للكاتب قد انتهت إسرائيل نهائيا بعد تدمير القدس ، كما جعل بشارة التلاميذ لرسالة يسوع غير قاصرة على بنى إسرائيل ، بل جعلها تمتد لتشمل كل الأمم (متى 28: 19).

    لذلك نجده يؤكد قيامة يسوع ورفعه إلى السماء ويبرزهما ، وعلى ذلك فهو ينتمى لأحد الجماعات المسيحية اليهودية ، التى تحاول الحفاظ على ميراث إسرائيل من ناحية ، والاعتراف بكنيسة الأمميين الوثنيين من ناحية أخرى ، وهذا هو الذى جعله يوجه رسالة يسوع للعالم بأسره.”

    ونفهم من كل هذا أن:
    1- المؤلف غير معلوم علم اليقين ،

    2- يشك فى كون المؤلف أحد تلاميذ يسوع ،

    3- يُشك فى اتجاه المؤلف العقائدى: هل هو من المسيحيين اليهود ، أم من المسيحيين الوثنيين؟

    4- لم يدع المؤلف أنه أوحى إليه أو كتب كتابه هذا بإلهام الروح القدس ، كما اعترف العلماء أنه استخدم إنجيل مرقس بعد وضع كلمات وحذف أخرى تحدد غرضه من الكتابة ، كما استخدم المصدر المفقود ( Q ) فى كتابة هذا الكتاب.

    5- كتب الكتاب أساساً بالعبرانية ، وفقدت هذه الأصول ، وأقدم النسخ الموجودة حالياً بين أيدينا هى النسخ اليونانية.

    6- غير المؤلف عقائد يسوع فجعل بشارة التلاميذ بملكوت الله غير قاصرة على اليهود فقط ، بل مدها لتشمل كل العالم.

    فقد كان لب رسالة عيسى عليه السلام البشارة بملكوت الله: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43 ،

    وملكوت الله هو شريعة الله على الأرض ، وقد أخبر عيسى عليه السلام بأمثال عديدة أن ملكوت الله سوف ينزع منهم ، ويُعطى لأمة تعمل أثماره: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12

    وبالتالى فقد حاول مؤلف متى أن يحافظ على هذا الملكوت داخل إسرائيل ، الأمر الذى أوضحه الكاتب إدوارد لوسيه بقوله: “لذلك نجده يؤكد قيامة يسوع ورفعه إلى السماء ويبرزهما ، وعلى ذلك فهو ينتمى لأحد الجماعات المسيحية اليهودية ، التى تحاول الحفاظ على ميراث إسرائيل من ناحية ، والاعتراف بكنيسة الأمميين الوثنيين من ناحية أخرى ، وهذا هو الذى جعله يوجه رسالة يسوع للعالم بأسره.”

    7- لذلك نرى أن مؤلف متى من اليهود الذين كفروا بتعاليم يسوع بشأن ملكوت الله، ومثله فى ذلك مثل يوحنا وبولس.

    8- وإذا أضفنا ما كتبه العالم الكبير Leonhard Goppelt فى كتابه الألمانى (لاهوت العهد الجديد) الطبعة الثالثة حيث يقول فيها: “أول الكتابات التى ظهرت هى رسائل بولس ، ثم تأثرت بها باقى الأناجيل، ودليلنا على ذلك أن المصدر ( Q ) الذى استعانوا به ، لا يحتوى على كلمة واحدة لها علاقة بقصة صلب وموت ونشور يسوع ، كما لم يحكى كلمة واحدة عن آلام ابن الإنسان ، وإن دل هذا ليدل على أن هذا المصدر كتبته طائفة لم تعلم أو لم تؤمن بقصة الصلب والنشور هذه.”

    9- وإذا ما أضفنا إصرار بولس على تكوين دين جديد ، يقوم على صلب يسوع ونشوره، والتخلص من الناموس ، الأمر الذى أدانه التلاميذ فيه وكفروه وأمروه بالإستتابة ، ليصنع ديناً جديداً ، هو فى الحقيقة جزء من الأديان الوثنية ، ليكون هذا هو ملكوت الله ، وليعطى لليهود الحق فى رفض نبى هذا الملكوت القادم ، الذى هو الإسلام ورسوله ، ولتستمر الكهانة والزعامة الدينية فيهم حتى خروج الدجال والقضاء عليهم ، لعلمنا اليد الخفية التى كانت وراء تحريف دين عيسى وعقائده والغرض من ذلك:
    بولس ودينه الجديد: (2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2

    إبداء بولس برأيه فى كتاب يُنسب لله:
    1- (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40

    2- (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا كورنثوس الأولى 7: 25-26

    3- (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13

    4- (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2 ، وهو نفس الأمر الذى أدانه فيه التلاميذ ، وكفروه بسببه.

    أما عن إدانة التلاميذ له ، وتكفيره ، وأمرهم له بالإستتابة والعودة إلى دين آبائه وأجداده ودين موسى ويسوع عليهم الصلاة والسلام:
    «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». .. .. .. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.) أعمال الرسل 21: 17-32

    أما عن إلغائه للناموس والعمل به:
    (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ، .. .. .. 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21

    (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19

    (13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13

    (7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
    (9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9

    (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16

    (5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
    (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6

    (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21

    (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20

    (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21

    (27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28

    (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56

    أما إلغائه للختان على الرغم من إدانة التلاميذ له:
    (أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2

    (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6

    لذلك سلك كل طريق للنفاق لتنفيذ رغبته فى تدمير دين عيسى عليه السلام ، رغبة من اليهود فى عدم انتزاع ملكوت الله منهم ، الأمر الذى حذرهم عيسى عليه السلام منه ، وأعلمهم أن الزمان قد كمل ، فقال لهم: (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».) مرقس 1: 14

    وأعلمهم أنه لا يمكن تغيير هذا أو الوقوف دون حدوثه ، الأمر الذى سبب بلبلة للمعاصرين ليسوع ، وكثرت الإستفهامات ، وتعددت التساؤلات ، وازدادت الشائعات المتوارثة ، ولم يُحسم الأمر، فتعبوا من التفكير لذلك قرروا أن يسألوه: (22وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ وَكَانَ شِتَاءٌ. 23وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ 24فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْراً». 25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. 26وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».) يوحنا 10: 22-30

    وحذرهم من إغلاق باب ملكوت السماوات ، وجعله حكراً على بنى إسرائيل فقط، فقال لهم على عنادهم هذا: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13

    أما أدلة نفاقه لتحقيق هذا الغرض:
    لقد ابتدأ ( بولس ) ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ .. .. ..) (أعمال 16: 3).

    ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) (أعمال 17: 23)

    وكان هذا هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23

    والغريب أنه لا يستح من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
    فكيف يُؤخذ دين وعقيدة من كذَّاب ومنافق؟

    أليس هذا هو النفاق بعينه؟ هل المنافق يُطلَق عليه قديس؟ هل المنافق يُؤتَمَن على كلمة الله؟ هل لم يجد الرب بشراً أخراً يصطفيه لنقل رسالته غير هذا الكذَّاب؟ كيف يكون إنسان بهذه الشخصية شريكاً فى كتابكم الموحى به من عند الرب؟

    فما بالك أن يكون هذا الإنسان هو الذى أخذ منه كتبة الأناجيل عقائدهم؟

    وما بالك أن يكون هذا الإنسان هو الأب الروحى الذى أوحى عقائد ما يطلق عليه بالعهد الجديد؟
    وكيف يكون ردكم على أن بولس كان كافراً بتعاليم يسوع ، واستن دين جديد عارضه فيه التلاميذ ورئيسهم ، وأمروه بالإستتابة منه ، وعدم العودة إليه ، إلا أنه أصر ، وأظهر دينه على دين يسوع وتلاميذه؟

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    أما عن قانون الكتاب المقدس:
    فقانون "الكتاب المقدس" هو قائمة المؤلفات والكتب الإلزامية التي تدخل ضمن صفحات "الكتاب المقدس" تبعاً لإرادة هيئة القانون ، وبذلك يطلق عليها "الكتاب المقدس" و "كلمة الله" أو وحي الله بالرغم من التباين الجذري الكبير للكتابات الأخرى الموجودة في العالم التى تصطبغ بالصبغة الدينية والدنيوية .

    هذا ويعتقد معظم المؤمنين بالكتاب المقدس في سذاجة أن الكتاب المقدس كان في هذه الصورة دائماً منذ البدء كما هي الآن بين أيديهم، فهم يعتقدون أن الكتاب المقدس كان يحتوي على كل هذه الأجزاء التي يحتويها الكتاب الذي بأيديهم الآن .

    فهم لا يعرفون - وغالباً ولا يريدون أن يعرفوا ( حتى لا يساورهم الشك ) -
    أنه لم يكن لدى النصارى الأوائل أي كتاب آخر غير العهد القديم لمدة طويلة تصل إلى ( 200 ) سنة تقريباً.

    وأن قانــون العهد القـديم في زمن النصارى الأوائل لم يكن قد تم الإنتهاء منه (ف. ميلد نبرجر : "نصف الحقيقة أو الكتاب الكامل" ، 1976 صفحة 27) ،

    وأن كتب العهد الجديد لم تتكون إلا ببطىء شديد، ولم يفكر إنسان لمدة طويلة أن كتب العهد الجديد هذه سوف تعتبر كتباً مقدسة ،

    وإنه بمرور الوقت أصبح من المعتاد قراءة هذه الكتب أمام الأمة ، ومع ذلك لم يفكر أحد أيضاً أن يساويها بالكتب المقدسة للعهد القديم ، ولم تتولد هذه الفكرة إلا بعد تحارب الإتجاهات المختلفة للمسيحية ، وأصبحت الحاجة ماسة إلى أن يستند المرء إلى شيء ملزم ، وأنه في حوالي عام (200) بعد الميلاد بدأ إعتبار هذه الكتب بصورة بطيئة كتباً مقدسة.

    وأنه بعد ذلك بفترة زمنية تقرب من (200) سنة نشأ خلاف حول إختيار الكتب من بين العديد منها الذي يمكن قراءته أمام الأمة [ النصرانية ] وإعتبارها مقدسة ويمكن ضمها لقانون الكتاب المقدس بالعهد الجديد ، حيث إختار البعض كتباً معينة وإختلف آخرون معهم،
    وأنه حتى ذلك اليوم وبعد 1600 عام لم يتمكن النصارى بعد من الإتفاق بصدد هذا الموضوع بسبب الكنيسة التي كانت أنذاك قد تعلمنت وخرجت عن روح تعاليمها الأساسية تحت تأثير أحد القياصرة الكفرة الملحدين وبتأثير من بعض الأساقفة منعدمي الكرامة الذين كانت لهم الكلمة المؤثرة لخدمة غرض من أغراضهم الذي يتناسب مع إتجاههم وبسبب الإختيار الذي قاموا به بشكل تعسفي ،

    كذلك لا يعرف المؤمنون بالكتاب المقدس على سبيل المثال - وبصورة أصح لايريدون معرفة - أن لوثر قد رفض بشدة رسالة يعقوب واعتبرها رسالة هشَّة كما أنه لم يود أيضاً الإعتراف برؤيا يوحنا اللاهوتي ورسالة [بولس] إلى العبرانيين في إنجيله (شورر صفحة 123 ، هولتسمان 178 ) .

    ويجدر بنا أن نعرف أن قانون البروتستانت والكاثوليك والكنائس الشرقية لم يتم الإتفاق عليه وتوحيده لليوم ، فكل قانون لهذه الإتجاهات الثلاثة يحتوي على كتب ينكرها الآخرون والعكس صحيح .

    ويقول الدكتور روبرت كيل تسيلر فى كتابه (الروح القدس فى محكمة التاريخ): ولسوف يُدهش ما سبق كل كاثوليكي وكل بروتستانتي ( يؤمن بقرارات تلك المجامع الأولى ، حيث يعتقد أنها تمت بالوحي المطلق للروح القدس ) إذا ما وَعى حقيقة وواقع تكوين قراءات هذه المجامع ، فهي تنبثق أساساً :

    1 - من القياصرة الرومان ، أي هم الذين أوحوا بها [ وليس الروح القدس].

    2 - وعلى الأخص قرارات المجمع الأول التي إتخذها قيصر لم يكن مسيحياً معمّداً بل كان بعيداً كل البعد عن الإيمان [ والعقيدة ] المسيحية .

    3 - وبصفة عامة من قياصرة ( وزوجاتهم ) لا ترى في حياتهم الأخلاقية والأدبية أية إنطباع يدل على أنهم أشخاص يتمتعون بقدسية خاصة تجعلهم يقومون بتمثيل صوت الروح القدس .

    ولك أن تتعجب كل العجب إذا ما علمت أن قسطنطين لم كان وقت إنعقاد مجمع نيقية قد اعتنق النصرانية بعد ، ويُشك فى اعتناقه إياها حتى 18 يوم قبل موته. وفى هذا يقول الدكتور روبرت كيل تسلر: “يُعد من الثوابت أن قسطنطين الأكبر قد تم تعميده قبل موته وبعد (15) عاماً من مجمع نيقية (على أيدي أحد أتباع آريوس) وهذا يعني أنه لم يكن قد تنصر بعد وقت إنعقاد مجمع نيقية ، كما كان لعدة سنوات متتالية طالباً للتعميد وبذلك كان محروماً من العشاء الأخير .

    وما زال يُعد من أحد أسباب الجدل [ التي لم يتوصل فيها إلى حل حاسم ] ، عما إذا كان قسطنطين قد عرف أساساً العقيدة المسيحية واعتنقها ، إلا أنه من المؤكد أنه كان مرتبطاً بشدة بجانب ذلك على الأقل بعبادة الشمس وميترا .”

    ومعنى أن الذى عمده هو أحد أتباع آريوس أنه اعترف بصحة معتقدات آريوس ، وآمن بها ، ومعنى هذا أيضاً أنه ألغى بإيمانه هذا (داخل نفسه على الأقل) قرارات مجمع نيقية الأول ، والتى صدر بشأنها قرارات تأليه يسوع.

    ويلخص اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب ص 35 من كتابه “المسيح فى مصادر العقائد المسيحية” هذا الموضوع قائلاً: “وخلاصة القول فيما يتعلق بتحديد الزمان والمكان والكيفية التى اكتسبت بها الأناجيل الأربعة الصبغة القانونية ، ومن ثم اعتبرت كتباً مقدسة ـ فإن أحداً لا يدرى عن هذا الموضوع شيئاً. ولا يملك العلماء إلا أن يقولوا: (ليس لدينا أى معرفة محددة بالنسبة للكيفية التى تشكلت بموجبها قانونية الأناجيل الأربعة ، ولا بالمكان الذى تقرر فيه ذلك.

    ومما يجب ملاحظته هو أن كليمنت الرومى (حوالى عام 97م) وبوليكارب (حوالى عام 112م) قد استشهد كل منهما بأقوال (للمسيح) فى صيغ مستقلة عما فى أى من الأناجيل التى صارت قانونية فيما بعد.”

    ويواصل الكاتب اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب ناقلاً عن دائرة المعارف البريطانية قوله: إنه من المحتمل أن يكون كل من الأناجيل الأربعة القانونية قد اكتسب التداول والنفوذ عن طريق تبنى احدى الكنائس الكبيرة له ، وعلى هذا الأساس يوجد سبب قوى لربط إنجيل مرقس بروما ، ومنها يحتمل أن يكون قد اكتسب التداول فى كنائس أخرى. وأما إنجيل متى ـ الذى يعتبر نسخة مراجعة ومطولة من إنجيل مرقس ـ فيبدو أنه كان يستخدم فى أنطاكية فى بداية القرن الثانى ، ويرتبط إنجيل يوحنا بأفسس.”

    وبهذا تسقط الثقة بالكتاب كله ، وبقانونيته ، ويتبقى لنا فى النقطة الثانية شخصية المؤلف.]

    [تقول دائرة المعارف الكتابية:]
    ثالثاً : العلاقة بين الإنجيل اليونانى والإنجيل الأرامى :

    والمؤكد هو أنه مهما كان هذا الإنجيل العبرى (الأرامى) ، فهو لم يكن الصورة الأصلية التى ترجم عنها الإنجيل اليونانى الذى بين أيدينا ، سواء بواسطة الرسول نفسه أو بواسطة أحد آخر كما يقول بنجل وتريش وغيرهما من العلماء.

    [فعلى الرغم من قول العالمين بنجل وتريش وغيرهم من العلماء بأن أصل إنجيل متى كتب بالعبرانية (الآرامية) إلا أنك ترى بعدها تقليل دائرة المعارف الكتابية من شأن هذا الكلام ، وقللت من هذا الإعتراف بقولها:]

    فإنجيل متى – فى الحقيقة – يعطى الانطباع بأنه غير مترجم بل كتب أصلاً فى اليونانية ، فهو أقل فى عبريته - فى الصياغة والفكر - من بعض الأسفار الأخرى فى العهد الجديد، كسفر الرؤيا مثلاً . فليس من الصعب – عادة - اكتشاف أن كتاباً فى اليونانية من ذلك العصر مترجم عن العبرية أو الأرامية، أو غير مترجم. وواضح أن إنجيل متى قد كتب اصلاً فى اليوناينة ، من أشياء كثيرة، منها كيفية استخدامه للعهد القديم، فهو أحياناً يستخدم الترجمة السبعينية ، وأحياناً أخرى يرجع إلى العبرية، ويظهر ذلك بوضوح فى الأجزاء 12: 18-21 ، 13: 14 و15 حيث نجد أن الترجمة السبعينية كانت تكفى لتحقيق غرض البشير ، لكنه – مع ذلك – يرجع إلى النص فى العبرية مع أنه يستخدم الترجمة السبعينية أينما يجدها وافية بالغرض.

    وقد أوقع هذا الدفاع غير المبرر دائرة المعرف الكتابية فى مشكلة أخرى:
    1- فمعنى اعتماد كاتب الإنجيل أحياناً على العبرانية ، وأحياناً أخرى على الترجمة السبعينية أنه كان ينتقى ما يخدم أغراض مذهبه ، وهذا ينفى عنه أنه كتب هذا الكلام بوحى من الله. وهذا تلمسه بوضوح فى قولها: “حيث نجد أن الترجمة السبعينية كانت تكفى لتحقيق غرض البشير ، لكنه – مع ذلك – يرجع إلى النص فى العبرية مع أنه يستخدم الترجمة السبعينية أينما يجدها وافية بالغرض.”

    2- معنى تنقله بين النسخة العبرانية والترجمة السبعينية أن النسختين لا تتطابقان ، وإلا لما ترك أحدهما ولجأ للأخرى.

    3- معنى ذلك أن كاتب هذا الإنجيل من اليهود ، الذى سمح له كبار الكهنة وعلماء اليهود بوجود هاتين النسختين تحت تصرفه ، وأن يتنقل بحرية كبيرة بينهما ، لإنتقاء ما يحلو له. وهذا يسقط الاعتراف بإنجيل متى كلية ، ويُشكك فى كاتبه ، أنه قد يكون أحد أتباع أعداء يسوع الذين حاولوا قتله ، وحاربوا تلاميذه.]

    4- واستنتاجى هذا يطابق تحليل تفسير إنجيل متى لوليم باركلى ، إذ يقول فى تفسيره ص 17: إن (المادة الموجودة فى بشارة متى وبشارة لوقا مستقاة من بشارة مرقس كأساس لهما. ويمكن تقسيم بشارة مرقس إلى 105 فقرة ، ونستطيع أن نجد 93 فقرة منها فى بشارة متى ، و 81 فقرة منها فى بشارة لوقا. ومن هذه الفقرات ال 105 الواردة فى بشارة مرقس نجد أربع فقرات فقط لا وجود لها فى بشارة متى وبشارة لوقا.) أى 88.6 % من فقرات إنجيل مرقس قد نقله متى مع تغيير يؤيد وجهة نظره العقائدية وقد ذكرت منها ما يدل على ذلك.

    وبحساب الجمل يقول وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص 17 نجد أن (مرقس يحتوى على 661 عدداً ، ومتى 1068 عدداً ، وفى بشارة لوقا 1149 عدداً. ويورد متى أكثر من 606 من الأعداد الواردة فى مرقس ، ويورد لوقا 320 منها.) وهناك أيضاً 55 عدداً موجودة عند مرقس ولا يذكرها متى ، ومن هؤلاء الجمل نجد 31 عدداً يوردها لوقا.

    وفى ص 19 يقول باركلى: (فكلاهما [متى ولوقا] أخذ من مرقس رواية الأحداث فى حياة يسوع ، ولكنهما أخذا رواية التعاليم من مصدر آخر. وقرينة ذلك أن 200 عدداً فى متى تتشابه مع نظيرها فى لوقا ، وهذه مختصة بتعاليم يسوع. ونحن لا تعرف المصدر الذى استقيا منه هذه التعاليم ، ولكن علماء الكتاب المقدس يعتقدون أن هناك كتاب يجمع تعاليم المسيح ، ويرمزون إليه ب (q)) التى تعنى المصدر.

    إذن لقد كان متى ينتقى كما أقر العلماء ، بدليل أنه ترك 55 جملة كانت عند مرقس ، وأتى من مصدر آخر بباقى إنجيله.

    ويورد وليم باركلى فى تفسيره ص 18 بضعة أمثلة على تحريف متى لكلام مرقس، وقد علل ذلك أن متى أراد أن يبرز قوة المسيح عيسى عليه السلام التى أراد مرقس أن يحد منها. فهل بعد هذا يطلق على أى منها أناجيل أوحى بها الله؟

    المثال الأول:
    (فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة وأخرج شياطين كثيرة) مرقس 1: 34
    (فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم) متى 8: 16

    المثال الثانى:
    (لأنه كان قد شفى كثيرين) مرقس 3: 18
    (وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعاً) متى 12: 15

    المثال الثالث:
    (ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة .. وتعجب من عدم إيمانهم)مرقس 6: 5-6
    (ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم) متى 13: 58

    ويعلق باركلى على ذلك قائلاً: (هاتان الروايتان وصف لزيارة يسوع لوطنه الناصرة. ونرى متى يُحجم عن أن يذكر أن يسوع لم يقدر أن يصنع أية قوات ، ويغير الأسلوب، لكى لا تكون هناك شبهة بمحدودية قوة يسوع.)

    إذن فقد كان هذا تصرف خالص من جهة متى ، ولم يذكر أنه أوحى إليه ، وإلا لقلنا أن الوحى عند مرقس أراد تشويه صورة إلهه!!

    لذلك فقد أحجم كل من متى ولوقا عن ذكر ما ينتقص من قدر يسوع ، مثل:
    (فنظر حوله إليهم بغضب حزيناً على غلاظة قلوبهم) مرقس 3: 5

    (ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا إنه مختل) مرقس 3: 21

    (فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ) مرقس 10: 14

    وبعد هذه الأمثلة مباشرة علق باركلى عليها قائلاً: (ولعل متى ولوقا لم يذكرا هذه الأجزاء ، خشية أن يكون فيها إقلال من شأن يسوع ، من حيث نسبة الإنفعالات البشرية إليه من غضب وحزن وغيظ)

    كما يقول فرانس فى تفسيره لإنجيل متى ص 31 بشأن استشهادات متى بكتب العهد القديم: (ولقد أثير الكثير من الجدل بشأن مصدر صيغة الاقتباس وأثرها. ومعظم الدارسين حالياً يعتبرونها إسهاماً خاصاً من متى أكثر من كونها عناصر تقليدية فى قصة السيد المسيح.)

    [وتواصل دائرة المعارف الكتابية قولها:] والأدلة الخارجية على استخدام إنجيل متى أصلاً فى العبرية أو الأرامية، فى الكنيسة الأولى ، هى أدلة غير قاطعة ، فيوسابيوس يذكر خبيراً عن أن بانيتنوس وجد – فى حوالى 170م – بين المسيحيين من اليهود – ربما فى جنوب الجزيرة العربية – إنجيلاً لمتى فى العبرية، تركه هناك برثلماوس – وعندما كان جيروم فى سوريا منحت له الفرصة لرؤية مثل ذلك الإنجيل الذى وجده عند الناصريين ، والذى ظنه فى البداية من كتابة الرسول متى ، ولكنه صرح فيما بعد بأنه لم يكن كذلك ، بل كان "إنجيل العبرانيين" الذى يسمى أيضاً إنجيل الاثنى عشر رسولاً أو إنجيل الناصريين وكان متداولاً بين الناصريين والأييونيين (انظر الأبوكريفا) ، ولهذا فأن إشارات إيريناوس وأريجانوس ويوسابيوس إلى الإنجيل العبرى لمتى، يعتبرها الكثيرون من العلماء على أنها تشير إلى الإنجيل العبرى الذى كان يستخدمه المسيحيون من اليهود والذى كانوا يظنونه من كتابة البشير. وهكذا يظل إنجيل متى العبرى الذى أشار إليه بابياس (على فرض أنه وجد حقيقة) ، لغزاً لم يحل بالوسائل المتاحة لنا الآن، وكذلك مسألة العلاقة بين النصين العبرى واليونانى. ويبقى هناك احتمال أن الرسول نفسه ، أو أحد الأشخاص تحت إرشاده (كما يقول جودت) كتب نسخة يونانية منقحة عن نسخة أرامية سابقة.

    [فى الحقيقة تميل دائرة المعارف الكتابية إلى القول بأنه لا يوجد إنجيل عبرانى لمتى، وأن الأصل هو اليونانى الذى بحوزتهم الآن، ليخرجها من حرج الإجابة على السؤال الذى نلح عليه: أين أصل هذا الكتاب؟ ومن الذى ترجمه؟

    إلا أنك تراها متأرجحة ما بين الاعتراف بالحقيقة أو ذكر أقوال لعلمائهم ، ثم التقليل من شأن هذا الكلام ، أو نفيه بكلام لعلماء آخرين. فعلى الرغم من أنها استهلت كلامها برؤية بانيتنوس للإنجيل العبرانى بين اليهود النصارى وأن الذى تركه هناك هو برتلماوس ، إلا أنه شكك فى كلام جيروم الذى رأى هذا الإنجيل فى سوريا ، وبالتالى أسقط كلام كل من إيريناوس وأريجانوس ويوسابيوس ، ولم يوضح لنا إذا كان هؤلاء قد ارتكنوا فى آرائهم على جيروم أم على غيره.

    وهنا يطرح نفسه سؤال: ما الذى جعل جيروم يغير رأيه تبعاً لقول دائرة المعارف؟ هل سافر مرة أخرى إلى سوريا واطلع على نفس الكتاب الذى رآه أول مرة؟ أم كان فى المرة الثانية إنجيل الإثنى عشر رسولاً الذى قد يتشابه فى أول فصلين من فصوله مع إنجيل متى العبرانى؟ أم تغير الإنجيل الذى رآه أول مرة مما اضطره إلى تغيير رأيه؟

    تقول دائرة المعارف الكتابية مادة أبوكريفا: (وليس ثمة دليل على أن هذا الإنجيل كان سابقاً للأناجيل الثلاثة الأولى ، وبالأولى لم يكن من المؤلفات التي سبقت إنجيل لوقا والتي أشار إليها في مقدمة إنجيله . ويرجع به هارناك - بالاعتماد على وثائق لا سند حقيقياً لها - إلى المدة من 65 - 100 م . وكان جيروم (400 م) يعلم بوجود هذا الإنجيل ويقول إنه ترجمه إلى اليونانية واللاتينية ، وتوجد اقتباسات منه في مؤلفاته وفي مؤلفات أكليمندس السكندري . وعلاقته بإنجيل متي الذي يكاد الاجماع ينعقد على أنه كتب أصلاً بالعبرية (الأرامية) أثارت جدلاً كثيراً ، والرأي السائد بين العلماء أنه لم يكن الأصل الذي ترجم عنه إنجيل متى لليونانية ، رغم أنه مؤلف قديم نوعاً . ويميل البعض مثل هارناك وسلمون إلى الاعتقاد بأن إنجيل العبرانيين الذي ذكره جيروم كان إنجيلاً خامساً كتب أصلاً للمسيحيين الفلسطينيين ، ولكن قلت أهميته عندما امتدت المسيحية إلى كل العالم.)

    وهنا تناقض دائرة المعارف الكتابية نفسها: فمعنى علم جيروم بوجود هذا الإنجيل ينفى اختلاط الأمر عليه ، وعدم التفرقة بين إنجيل العبرانيين (الاثنى عشر رسولاً) وإنجيل متى ، إلا إذا أرادوا بذلك الاعتراف بأن جيروم كان مخموراً ، أو أرادوا التشكيك فى قدراته العلمية. وفى هذه الحالة يسقط الإستدلال بكلامه كله.

    وتحت نفس المادة السابقة تقول دائرة المعارف: (وقد أطلق الأبيونيون اسم "إنجيل العبرانيين" على نسخة مشوهة من إنجيل متى.) ، وهذا إن دل ليدل على كثرة وجود الأناجيل وانتشار التأليف فى القرن الأول وما تلاه ، إلى أن جاء الإمبراطور الوثنى قسطنطين وأقر عقائد محددة واعترف بكتب محددة ورفضوا الباقى.

    وعلى ذلك لم تكن الأناجيل الأربعة التى يتضمنها حالياً الكتاب المقدس هى الأناجيل الوحيدة التى كانت قد دُوِّنت فى القرون الأولى بعد الميلاد ، فقد كان هناك الكثير من الأناجيل. وهذا هو السبب الذى دفع لوقا أن يكتب رسالته إلى صديقه ثاوفيليس التى اعتبرتها الكنيسة فيما بعد من كلام الله: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4

    وقد أعلن “آدم كلارك” فى المجلد السادس من تفسيره: (إن الأناجيل الكاذبة كانت رائجة فى القرون الأولى للمسيحية ، وأن فايبر بسينوس جمع أكثرَ من سبعين إنجيلاً من تلك الأناجيل وجعلها فى ثلاث مجلدات).

    كما أعلن فاستوس الذى كان من أعظم علماء فرقة مانى فى القرن الرابع الميلادى: (إن تغيير الديانة النصرانية كان أمراً محقاً، وإن هذا العهد الجديد المتداول حالياً بين النصارى ما صنعه السيد المسيح ولا الحواريين تلامذته ، بل صنعه رجل مجهول الاسم ونسبه إلى الحواريين أصحاب المسيح ليعتبر الناس).

    وقد كتب فى مسألة تعدد الأناجيل الكثير من مؤرخى النصرانية ، فيقول العالم الألمانى “دى يونس” فى كتابه (الإسلام): “إن روايات الصلب والفداء من مخترعات بولس ومَنْ شابهه من المنافقين خصوصاً وقد اعترف علماء النصرانية قديماً وحديثاً بأن الكنيسة العامة كانت منذ عهد الحواريين إلى مضى 325 سنة بغير كتاب معتمد ، وكل فرقة كان لها كتابها الخاص بها”.

    الغريب أن كنيسة روما هى التى حددت الكتب الصحيحة التى يجب أن تُداوَل وألغت الباقى واعتبرته كتب غير قانونية ، ومنها كتب ورسائل للمسيح نفسه ، وكتاب لمريم العذراء ، وإناجيل أخرى كثيرة للحواريين تلاميذه. فبأى سلطان عملت الكنيسة هذا؟ لا يستطيع أحد عنده ذرة عقل فى العالم أن يقول إن الكنيسة لا تُخطىء.

    لذلك قال يوحنا فى رؤياه متوعداً المحرفين ببلايا من الله: (وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22:" 18

    واعترف بولس أيضاً بهذا ، فقال: (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8

    لكن هل بولس الذى يرفض بشارة ملاك السماء وقدم بشارته هو عليها قد أوحى الله إليه؟ أو بتعبير آخر: هل كان من الرسل؟

    الإجابة: بالطبع لا. فلو آمنتم أن الذى كان على الصليب هو يسوع ، وأن آخر كلمة تفوه بها هى (قد أُكمِلَ) يوحنا 19: 30 ، فما حاجتكم إذن إلى رسائل بولس؟ ولنترك الحديث أفضل للرسائل نفسها ولتلاميذ يسوع:
    1- كتابات بولس هى آراء خاصة وخطابات شخصية كتبها بولس لأشخاص ما ، فلماذا اعتبرت من وحى الله على الرغم من أنها تحتوى على بعض التشريعات؟ (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40

    2- (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا كورنثوس الأولى 7: 25-26

    3- (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13

    4- (25أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا. 26سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ جَمِيعاً بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. 27أُنَاشِدُكُمْ بِالرَّبِّ أَنْ تُقْرَأَ هَذِهِ الرِّسَالَةُ عَلَى جَمِيعِ الإِخْوَةِ الْقِدِّيسِينَ) تسالونيكى الأولى 5: 25-27

    5- (12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. 15فَاحْتَفِظْ مِنْهُ أَنْتَ أَيْضاً لأَنَّهُ قَاوَمَ أَقْوَالَنَا جِدّاً.) تيموثاوس الثانية 4: 12-14

    6- وأكرر السؤال مرة أخرى: تُرى لماذا اتهم التلاميذ بولس بالضلال والكفر وإضلال الناس ، وأرسلوا إلى من سممتهم تعاليم بولس من يُصلح لهم هذه العقائد الفاسدة؟ لقد أمروا بولس بالتوبة ، وعدم العودة إلى مثل هذه الأقوال مرة أخرى ، فهل ما قاله بولس كان بوحى من الله له؟ لو قلتم نعم ، لحكمتم على التلاميذ بالهرطقة وعدم نزول الروح القدس إليهم ، ولو قلتم لا ، لحكمتم على بولس بالضلال.

    لقد حكم عليه التلاميذ بالضلال: (20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.) أعمال الرسل 21: 20-32

    لكن هل التزم ولم يعد لمثل هذه التعاليم الفاسدة؟ لا.
    لقد استمر على رفضه للناموس وتعاليمه:
    (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ، .. .. .. 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21

    (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19

    (13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13

    (7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7

    (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16

    (5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5

    (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6

    (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21

    (28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 28

    (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20

    (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21

    (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56

    (أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2

    (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6

    راجع كلام بولس هذا بكلام يسوع وكلام الكتاب المقدس:
    قبله. بل أنبأ مستمعيه أن يتمسّكوا به ولا يتركون منه حرفاً واحداً ، فقال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19

    وقد سأله أحد أتباع الناموس الغيورون عليه: (35وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ نَامُوسِيٌّ لِيُجَرِّبَهُ: 36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».) متى 22: 35-40

    (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11

    يقول المزمور 18: 7 (ناموس الرب بلا عيب)
    ويقول مزمور 19: 7 (ناموس الرب كامل)

    يؤخذ فى الاعتبار أن بولس من اليهود المتشددين العارفين جيداً بدينهم ، فمعنى أنه يلغى الناموس والختان عند أتباع يسوع ويغير لهم فى تعاليم يسوع أنه لم يكن صافى النية ولا صادق القصد فيما اقترفه.]

    [تقول دائرة المعارف الكتابية:] والنظرية الشائعة الأن بين النقاد هى أن إنجيل متى العبرى الذى ذكره بابياس كان فى أغلبه مجموعة من أقوال المسيح (يسميها النقاد المتأخرون ( Q ) والتى استخدمها فى ترجماتها اليونانية كاتب إنجيل متى باليونانية، كما استخدمها أيضاً البشير لوقا، وهذا ما يعلل السمات المشتركة بين الإنجيلين، كما أنهم يزعمون أن هذا الاستخدام للنسخة اليونانية المنسوبة إلى متى، هو الذى أدى إلى إطلاق اسم الرسول متى على الإنجيل اليونانى ، وقد سبق أن نوهنا بأنه لا يوجد دليل قوى على الزعم بأن "اللوجيا" التى ذكرها بابياس كانت قاصرة على "الأقوال" فقط.

    [إذن لقد عاودت دائرة المعارف الكتابية للإعتراف مرة أخرى بوجود إنجيل باللغة العبرانية ، والتى استخدمها فى ترجماتها اليونانية كاتب إنجيل متى باليونانية ، إلا أنه جعل هذا الإنجيل هو المصدر ( Q ) الذى جمعه متى واستخدمه لوقا فى إنجيله ، ثم قام مترجم إنجيل متى لليونانية باستخدامه. ولا أعرف ما هو دليله على هذا!

    لكن يتبقى لنا معرفة شيئاً عن المصدر ( Q ) الذى استسقى متى منه معلوماته:
    تقول دائرة المعارف البريطانية ص 523: "فى الحقيقة إننا لا نعرف شيئاً عن هذا المصدر ، ولا نعرف خواصه ولا محتوياته التى انفرد بها ، ولم ير فيها كل من متى ولوقا ما يناسبه لكى يضيفها إلى إنجيله.

    من أجل ذلك فإننا لا نستطيع أن نخاطر بتحديد قيمته التاريخية واللاهوتية." (نقلاً عن المسيح فى مصادر العقائد المسيحية للواء مهندس أحمد عبد الوهاب ص 46)

    والسبب فى ذلك هو أن المصدر الأول الذى نقل عنه النصارى الأوائل ما سطروه فى كتاباتهم ، وخاصة فى الفترة التى سبقت كتابة أولى الكتب المسيحية ـ ونقصد بها رسائل بولس ـ كانت الروايات الشفوية التى كان يتناقلها العامة والخاصة ، الأمر الذى حدا بلوقا إلى التمحيص وانتقاء ما يقبله هو وكتبه فى رسالة خاصة إلى ثاوفيليس ، والذى اعتبر فيما بعد إنجيل ونسب إلى الوحى:

    (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4

    وعلى ذلك فإن أقدم المصادر النصرانية سواء كانت التعاليم الشفهية، أم المصدر (q)، أم ما كتبه متى ولوقا فهى ليست من المصادر الإلهية ، وقد دخلها التحريف بالزيادة والنقصان كما رأينا عند متى ، وكما اعترف علماء النصارى أنفسهم عنه.

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

إنجيل القديس متى (مقدمة)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. البيان الصحيح لدين المسيح (تجميع)
    بواسطة ebn_alfaruk في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 06-05-2010, 06:55 AM
  2. مواقع اسلامية متخصصة في الرد علي شبهات ال 
    بواسطة khaledms في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-03-2006, 09:04 AM
  3. صدق محمد صلي الله عليه وسلم واخطأ الكتاب ا
    بواسطة ابو تسنيم في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 15-03-2006, 11:21 PM
  4. قصة اسلام استاذ في كلية اللاهوت الإنجيلية
    بواسطة قسورة في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-03-2006, 04:58 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

إنجيل القديس متى (مقدمة)

إنجيل القديس متى (مقدمة)