إنـــــــــــــــــــــجـيـل مـــــــــــتي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك

الحمد لله أن استمر مشروع تفنيد الكتاب المقدس , وكان من الأفضل فعلاً أن نبدأ بالعهد الجديد فهو أهم وأصعب في نقده وتفنيده من العهد القديم
وهذه مشاركة صغيرة مني في مقدمة إنجيل متى

ما هو هذا الإنجيل؟ ومن كاتبه متي؟
عندما تسأل الكنيسة تجد المعلومات التالية
متى، فهو أحد التلاميذ الإثنى عشر، وكان يعمل عشاراً في كفر ناحوم، وقد تبع المسيح بعد ذلك وقد رحل إلى الحبشة، وقتل فيها عام 70 م
وتقول الكنيسة أن أدلتها علي أن متي هذا هو كاتب الإنجيل هذا
1 - " يذكر بابياس " في القرن الثاني الميلادي أن متى قد جمع أقوال المسيح ".تاريخ الكنيسة يوسابيوس القيصري
2-الشواهد التي تدل علي أن كاتبه يهودي متنصر وهو حال متي العشار
وعند التحقيق نجد هذا لا يعتبر برهانا كافيا علي صحة ادعائهم بل إن هناك ما يدل بقوة علي العكس
1 – إن إنجيل متى قد ذكر متى العشار مرتين، ولم يشر من قريبٍ أو بعيد إلى أنه الكاتب، فقد ذكره بين التلاميذ الاثني عشر، ولم يجعله أولاً ولا أخراً، ثم لما تحدث عن أتباعه للمسيح قال: "وفيما يسوع مجتاز هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى فقال له : اتبعني فقام وتبعه" ( متى 9/9 ). ولو كان هو نفسه الكاتب لأشار إلي ذلك
يقول العالم المسيحي جون فنتون في تفسيره لإنجيل متى (لقد ذكر المؤلف نفسه في هذه الفقرة , أو بالأحرى فإنه يصف دعوة شخص يدعى متى علي الرغم من أن ربط شخصيته (كمؤلف) بهذا التلميذ هي بالتأكيد محض خيال)
- وهنا نذكر أمراً هام أن مرقس ذكر القصة ذاتها، وسمى عامل الضرائب (لاوي بن حلفي) ( انظر مرقس 2/15
ويقول بعض أن اسمه الأصلي لاوي بن حلفي وأن متى اسمه التنصيري
ولا يوجد دليل واحد يؤيد هذا
بل كيف يذكر اسمه التنصيري وهو لم يتنصر بعد !!!
2 - أن متى اعتمد في إنجيله على إنجيل مرقس، فقد نقل من مرقس 600 فقرة من فقرات مرقس الستمائة والاثني عشر،
يقول ج ب فيلبس في مقدمته لإنجيل متى : " إن القديس متى كان يقتبس من إنجيل القديس مرقس، وكان ينقحه محاولاً الوصول إلى تصور أحسن وأفضل لله ".
وتقول دائرة المعارف البريطانية (إن القول أن متى ولوقا استخدما إنجيل مرقس أصبح على وجه العموم مسلما به)
-وتقول مقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك عن هذا (فإن معظم النقاد يقتنعون بمبدأ المصدرين, يقول أصحاب هذا الرأي إن لمتى ولوقا علاقة مباشرة بمرقس وبمصدر مشترك مستقل عن متى, فلكل إنجيل تقاليد خاصة به , ولكن مرقس وتلك الوثيقة هي المصدران الرئيسيان لمتى ولوقا )
*- فإذا كان متى التلميذ هو كاتب الإنجيل فكيف ينقل عن مرقس الذي كان عمره عشر سنوات فقط أيام دعوة المسيح ؟ كيف لأحد التلاميذ الإثني عشر أن ينقل عنه؟ هل ينقل الشاهد المعاين للأحداث عن الغائب الذي لم يشهدها أصلا!؟؟؟
3- إن إنجيل متي مزدحم بالبشارات التوراتية وهذا لا يكون صنيعة عشار أبداً
بل إن كاتب الإنجيل يعتبره الوصايا الصغرى ويربط دائما بينه وبين التوراة
4 – متي العشار قتل عام 70 ويرجح كولمان(دراسة لموريس) أيضاً أنه عاش في فلسطين،
أما الإنجيل فقد كتب بعد هذا ويرجح فنتون في شرحه له أنه " كتب في حوالي الفترة من 85 - 105م وهو يقارب ما ذهب إليه البرفسور هارنك (تاريخ العقيدة) حين قال: " إن إنجيل متى ألف بين 80 - 100م
و تقول مقدمة الكتاب المقدس الكاثوليكية ومن المعتقد أنه كتب في سورية ، ربما في إنطاكية ( أغناطيوس يستشهد به في أوائل القرن الثاني ) أو في فينيقية .... ولذلك فإن الكثير من المؤلفين يجعلون تاريخ الإنجيل الأول بين السنة 80 أو السنة 90 وربما قبلها بقليل و لا يمكن الوصول إلى يقين تام في هذا الأمر
- ولكن ألم يذكر بابياس "أن متى قد جمع أقوال المسيح ". فأين انجيل متي
ونقول أولا- لم يذكر بابياس أن متي كتب إنجيل , وأن كتابة أحد للإنجيل في وقتها لم تكن متصورة لأنهم يعلمون أن هناك إنجيل واحد هو إنجيل المسيح لهذا قال بابياس أن متي جمع أقوال المسيح
وهذا الذي بين أيدينا ليس أقوال المسيح بل قصة حياته كلها مطعمة بالكثير من العهد القديم
ثانيا-هناك الكثير من الأسفار والكتب قد فقدت من العهد الجديد كما سيأتي إن شاء الله
فما الذي يمنع من فقدان هذا أيضا؟؟؟؟
-إذا راجعت الكتب التي رفضتها الكنيسة ستجد من بينها إنجيل متي
فهل هو فعلا ًالذي ذكره بابياس ولماذا رفضته الكنيسة ومن هو متي هذا؟؟
-وعندما تبحث عن مترجم الإنجيل لا تجده أيضا
ثالثا-إن كل الأناجيل موجودة باليونانية ومتي كتب بالعبرانية فمن هو المترجم؟؟
يقول القديس جيروم ( 420م ) " إن الذي ترجم متى من العبرانية إلى اليونانية غير معروف"
ويقول بابياس لعله أكثر من واحد
وقد قال نورتن الملقب " بحامي الإنجيل " عن عمل هذا المترجم المجهول : " إن مترجم متى كان حاطب ليل، ما كان يميز بين الرطب واليابس. فما في المتن من الصحيح والغلط ترجمه".
(وهذا فإن البحث عن كاتب الإنجيل الأول أو حتى مترجمه لم يعطنا رداً شافيًا‍!!!!
وليس هذا استنتاجي وحدي فهناك جمهرة من العلماء وصلت لنفس النتيجة
يقول فاستس في القرن الرابع : " إن الإنجيل المنسوب إلى متى ليس من تصنيفه
- وكذا يرى القديس وليمز
-والأب ديدون في كتابه" حياة المسيح". ينكر أن يكون متي هو مؤلف هذا الإنجيل
-ويقول د برونر : " إن هذا الإنجيل كله كاذب "
-ويقول البرفسور هارنك( تاريخ العقيدة) : إن إنجيل متى ليس من تأليف متى الحواري، بل هو لمؤلف مجهول أخفى شخصيته لغرض ما.؟؟؟
-وجاء في مقدمة إنجيل متى للكاثوليك : " أما المؤلف، فالإنجيل لا يذكر عنه شيئاً وتقاليد الكنيسة تنسبه إلى الرسول متى، ولكن البحث في الإنجيل لا يثبت ذلك الرأي أو يبطله على وجه حاسم ".
-ويقول المفسر جون فنتون في تفسيره عن كاتب متى : " إن ربط شخصيته كمؤلف بهذا التلميذ إنما هي بالتأكيد محض خيال"
- كل هؤلاء علماء متخصصون في الكتاب المقدس, أليس هذا يدعونا لتوخي الحذر ونحن نتعامل مع كتاب مجهول المؤلف والمترجم والنص الأصلي منه مفقود أيضا ثم يدعون أنه وحي الله ‍؟
أوحى به لمن؟؟؟؟
ليس هذا فحسب بل إن المتن تعرض لزيادات لم تكن فيه من قبل
منها المقدمة فإن البداية الحقيقية لهذا الإنجيل قوله : " في تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان.. " ( متى 3/1 ) بداية الإنجيل قصة يوحنا المعمدان كما هو الحال في مرقس ويوحنا
والدليل أن قوله في تلك الأيام جاء يوحنا لا يمكن عودته علي محتوي الإصحاحين السابقين
لأتهما يتحدثان عن قتل هيرودس للأطفال بعد ميلاد المسيح ومن المعلوم أن يوحنا أكبر من المسيح بستة أشهر فقط فكيف يكون يعمد و يكرز والمسيح ما زال طفل صغير؟؟؟؟؟
وخاتمة الإنجيل أيضا لا يقبلها أكثر العلماء ويعتبرونها دخيلة لاسيما الفقرة التي تقول(اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس)19:28كما يقول العالم المسيحي أدولف هرنك في كتابه تاريخ العقيدة
ويؤكد هذا أن يوسابيوس القيصري استشهد بهذا النص هكذا(اذهبوا وعمدوهم باسمي)

ملامح عامة في إنجيل متى
هناك ملامح عامة يمتاز بها إنجيل متى نذكر بعضها
- دس لفظ" ابن الله" على المسيح
- ومثال ذلك(* 16 فأجاب سمعان بطرس و قال أنت هو المسيح ابن الله الحي*)16/16
- وهذا النص موجد في مرقس( * 29 فقال لهم و انتم من تقولون إني أنا فأجاب بطرس و قال له أنت المسيح*)8/29
- دس لفظ الرب على المسيح
مثال ذلك قوله(4 فجعل بطرس يقول ليسوع يا رب جيد أن نكون هاهنا فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال لك واحدة و لموسى واحدة و لايليا واحدة)
بينما النص عند مرقس( فجعل بطرس يقول ليسوع يا سيدي جيد ان نكون ههنا فلنصنع ثلاث مظال لك واحدة و لموسى واحدة و لايليا واحدة)
- دس لفظ الآب مكان لفظ الجلالة
- مثال ذلك قوله(29 و أقول لكم إني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت أبي)متى 29/26
- بينما النص في مرقس14/25(25 الحق أقول لكم إني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة إلى ذلك اليوم حينما اشربه جديدا في ملكوت الله)
- وكذلك قوله(50 لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي و أختي و أمي*)12/50
- والنص في مرقس يقول(35 لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي و أختي و أمي*)3/30
- يقول ادلف هرنك في كتابه تاريخ العقيدة(دخل لفظ الآب في الدين المسيحي ما بين عام180 إلى عام 210م)
- تزيف نبوآت العهد القديم
- مثال ذلك قوله (23 هو ذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا)متى1/23
- بينما النص الأصلي في سفر اشعياء يقول( و لكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل)7/14
- لاحظ أن النص في إشعياء يقول " و تدعو" ولكن لما لم تدعو مريم ابنها يسوع بهذا الاسم حرف متى نقله فقال" و يدعون"
- كذلك ( لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل و المذبح*)23/35
- والنص الأصلي يقول( و لبس روح الله زكريا بن يهويا داع الكاهن فوقف فوق الشعب و قال لهم هكذا يقول الله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون لأنكم تركتم الرب قد ترككم* 21 ففتنوا عليه و رجموه بحجارة بامر الملك في دار بيت الرب*)أخبار الأيام2-24/20
- والتقليد اليهودي يقول إن زكريا ابن برخيا فهو بحسب قاموس الكتاب المقدس فهو نبي عاش أيام السبي البابلي وينسب إليه سفر زكريا ويذكر التقليد اليهودي أنه طالت أيامه ودفن بجانب حجي الذي كان زميلاً له
- وسوف نتعرض لهذا بالتفصيل في محله
- التهويل و المبالغة
- كقوله 51 و إذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل و الأرض تزلزلت و الصخور تشققت* 52 و القبور تفتحت و قام كثير من أجساد القديسين الراقدين* 53 و خرجوا من القبور بعد قيامته و دخلوا المدينة المقدسة و ظهروا لكثيرين*) 27\50
وهذا حدث غريب وقد تفرد به متى و لم يذكره غيره و لم تذكره كتب التاريخ
وكقوله (* 3 فلما سمع هيرودس الملك اضطرب و جميع أورشليم معه) متى 2-3
لماذا يضطرب الملك من غلام صغير مع قدرته على قتله
- المزايدة على مرقس
- مثال ذلك قوله (30 و إذا أعميان جالسان على الطريق فلما سمعا أن يسوع مجتاز صرخا قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود) 20\29
- بينما النص الأصلي في مرقس (46 و جاءوا إلى أريحا و فيما هو خارج من أريحا مع تلاميذه و جمع غفير كان بارتيماوس الأعمى ابن تيماوس جالسا على الطريق يستعطي*) 10\46
- وكذلك قوله (46 و جاءوا إلى أريحا و فيما هو خارج من أريحا مع تلاميذه و جمع غفير كان بارتيماوس الأعمى ابن تيماوس جالسا على الطريق يستعطي*) 8\28
- بينما نص مرقس يقول (و لما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور إنسان به روح نجس*) 5\2


والحمد لله وحده
يتبع ان شاء الله
خالد حربي