إنجيل القديس متى (مقدمة)


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

إنجيل القديس متى (مقدمة)

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 35

الموضوع: إنجيل القديس متى (مقدمة)

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    03-07-2006
    على الساعة
    12:03 AM
    المشاركات
    200

    افتراضي إنجيل القديس متى (مقدمة)

    الحمد لله وكفى وسلاما على عباده الذين إصطفى لاسيما عبده المصطفى وآله المستكملين الشرفى
    أما بعد

    الحمد لله على هذه المبادرة وفتح المشروع للجميع
    وسنبدأ بأمر الله فى العهد الجديد بدءا بإنجيل متى وأول ما نبدء به هو معرفة كاتب السفر الذى سنبدء التكلم عليه بأمر الله تعالى واللغة التى كتب بها وزمن الكتابه وتسلسل الرواة.


    من أراد المشاركة فأهلا وسهلا ومن أراد القراءه نسأل الله له أن يزيده علما ومن أراد النقل فهو مفتوح للجميع مسلمين ونصارى


    وجزاكم الله خيرا

    «« توقيع أبو حبيبة »»
    "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور"

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    هناك بعض الموضوعات الهامة والمفيدة التي تناولت إنجيل متىّ بالدراسة والنقد والتحليل والتي مازلت أحتفظ بها من المنتدى القديم مثل :-

    1- بحث في إثبات أن كاتب إنجيل متّى مجهول -- للأستاذ . بلال ( العميد ).
    2- البشير متّى دعوة للعمل -- للأستاذ. علاء أبو بكر.
    3- كما أن هناك سلسلة مقالات قام بنقلها الأخ أبي عمران عن منتديات هريدي بعنون "تفسير إنجيل متى" تتناول هذا الإنجيل بالنقد والتحليل، ويوجد عندي هذه المقالات حتى الإصحاح السابع. وأتمنى أن تكون بقية السلسلة موجودة عند أحد الأخوة -- والسلسلة للداعية الشيخ أحمد بحيري. وهذه السلسلة هامة للغاية لهذا المشروع لما تتناولة من نقاط هامة للغاية لكل إصحاح، كما أن لها ما يصلح أن يطلق عليه مقدمة للسلسلة وهي مقالة بعنوان "متّى والإنجيل المنسوب إليه ".
    4- وهناك موضوع "نبؤات كاذبة لفقها متّى في الإنجيل المنسوب إليه" -- للأستاذ. علاء أبو بكر.

    كما توجد بعض المقالات الهامة والتي تتناول بالنقد والتحليل الإصحاح الأول من إنجيل متى والخاص بسلسلة نسب المسيح.

    وكلها دراسات علمية مفيدة عند التعرض لهذا الموضوع، فإن لم تكن متوفرة لدى إدارة المنتدى قمت بنقلها لكم إن شاء الله تعالى.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    .
    التعديل الأخير تم بواسطة Hady_999 ; 03-04-2006 الساعة 05:13 AM

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    03-07-2006
    على الساعة
    12:03 AM
    المشاركات
    200

    Thumbs up

    أكثر من رائع أخونا هادى

    جزاك الله خيرا

    فإن لم تكن متوفرة لدى إدارة المنتدى قمت بنقلها لكم إن شاء الله تعالى.
    بالفعل هى ليست متوفره لدينا
    لذا نرجو نشرها ولكن تباعا
    أى مع كل موضوع مناسبا حتى لا نقفز على مواضيع أخرى
    فنرجو نشر موضوع أخونا بلال وإن كان شىء آخر يتعلق بموضوعنا هنا
    لذا أرجو منك المتابعة معنا أخونا هادى

    و سأجهز الرد على منيس عبد النور غدا بأمر الله


    بارك الله فيك أخونا الكريم Hady_999

    «« توقيع أبو حبيبة »»
    "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور"

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    بحث في إثبات أنّ كاتب إنجيل متّى مجهول
    بقلم : bilal_41 ( العميد )
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    منقول.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .



    الإخوة والزملاء الأعزاء

    ليس هناك دليل يُنهض به ليبرهن أن كاتب إنجيل متى هو القديس متى تلميذ المسيح ، ولم يذكر الإنجيل نفسه اسم الكاتب ، وجاء في الاصحاح 9 : 9 ( وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى ، فقال له قم واتبعني ، فقام وتبعه ) .

    وكما نرى أن الكلام عن متى جاء بصيغة الغائب مما يبرهن أن الكاتب هو شخص غير متى
    وإن قيل : ولكن هذا أسلوب يسمى الإلتفات ، وهو أن يتكلم الكاتب بصيغة الغائب ، نقول ولكن الالتفات هو مثلاً الانتقال من صيغة الغائب إلى صيغة المتكلم ، أو من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب ، والكاتب هنا لم يتكلم عن نفسه أبداً بصيغة المتكلم ولا مرة واحدة ، فعجباً لهذا الأسلوب الذي لا يتكلم الكاتب فيه ولا مرة واحدة عن نفسه بصيغة المتكلم .

    وكما نلاحظ أن مرقس ولوقا ذكرا أنّ العشار الذي رآه المسيح جالساً اسمه لاوي بن حلفي ولم يذكرا أن اسمه متى .

    يقول قاموس الكتاب المقدس : ( ويرّجح أن مؤلف هذا الانجيل هو متى نفسه ) .
    وكما نرى أن القاموس يقول ( يُرجّح ) ، أي أن نسبة الانجيل لمتى ليست قطعية بل هي ظنيّة ، فربما يكون متى كتبه وربما يكون شخص آخر ، فالعقيدة لا يمكن أن تبنى على التأرجح بين الآراء بل على اليقين الثابت القطعي .

    ثم بعد ذلك يسوق القاموس الأسباب التي دعت للترجيح ، وهي واهية جداً ولا يستسيغها العقل أبداً فيقول :
    (1) يذكر لوقا ان لاوي (متى) صنع للسيد المسيح وليمة ((كبيرة )) في اول عهده بالتلمذة (لو 5: 29 - 32) أما هو (متى ) فيذكرها بكل اختصاراً تواضعاً (مت 9: 10 - 13).

    (2) الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.

    (3) لا يعقل أن انجيلاً خطيراً كهذا هو في مقدمة الاناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالاحرى لأن ينسب إلى احد تلاميذ المسيح.

    (4) ويذكر بابياس في القرن الثاني الميلادي ان متى قد جمع اقوال المسيح.

    (5) من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من اتم واجباته لتقديم الحسابات وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة... أهـــ.




    ونحن إن شاء الله نجيب عنها فنقول وبالله تعالى نتأيد :
    الجواب عن الأول :
    من الغريب جداً أن يعتبر ذكر الوليمة باختصار دليلاً على أن الكاتب متى ، فياليت شعري لو قال لهم قائل بل ذكر الوليمة باختصار دليل على أن الكاتب ليس متى فهل بينهم وبينه فرق ؟؟؟
    فلو كانت الوليمة مذكورة في إنجيل متى بتفصيل أكثر لجعلوها دليلاً وحجة على أنّ متى هو الكاتب ، ولتحجّجوا أنّ متى أدرى وأعرف بوليمته التي قدّمها ، لذلك استطاع أن يصفها بتفصيل أكثر .

    ولا أدري كيف يستدلون على عقائد خطيرة بهذه السذاجة .


    الجواب عن الثاني :
    ما علاقة الشواهد والبينات التي تدل على أن الكاتب يهودي متنصر ؟؟؟
    هل لا يوجد يهودي متنصر في هذه الدنيا إلا متى ؟؟؟
    اليهود الذين تنصروا كثر جداً ، ولا معنى لحصره في متى .


    الجواب عن الثالث :
    وهل إذا وضع سفر في نهاية الأناجيل يعني أنه من المعقول أن ينسب إلى كاتب مجهول ؟؟؟
    إذن صار إنجيل يوحنا مجهول !!!

    وهل هكذا يستدل على كاتب السفر بطرح سؤال (( لا يعقل )) ؟؟
    وماذا لو قلنا لهم بل يُعقل - وهو الصحيح الراجح - فماذا يكون جوابهم ؟ ، لأنه ذكر الوليمة باختصار ؟؟


    الجواب عن الرابع :
    شهادة بابياس مرفوضة من عدة وجوه:

    أ - يقول بابياس أن متى جمع الأقوال ( والتي تنسب للمسيح ) ، ولم يقل أنه كتب إنجيلاً يحكي قصة المسيح ، فبين العبارتين فرق .

    ب - لا دليل أن هذه الأقوال التي جمعها متى هي نفسها إنجيل متى ، فما المقصود بهذه الأقوال لا يمكن تحديده ، وعلى المدّعي خلاف ذلك تقديم الأدلة .

    ج - بابياس يقول أن إنجيل متى وُضع بالعبرية ، فلو سلمنا بقول بابياس للزم منه أن الذي بأيدينا اليوم من النسخ اليونانية هي ترجمة إنجيل متى من العبرية ، ولا ندري من هو المترجم ، فنكون عدنا بذلك إلى نقطة الصفر ، ويبقى إنجيل متى على ذمة المترجم ، ولا نعلم من هو هذا المترجم ، وبذلك نفقد الثقة به نهائياً.

    د - لم يقل بابياس أنه سمع متّى يدّعي أنه هو كاتب الإنجيل ، وليس عندنا إلا دعوى بابياس التي تفتقر إلى دليل ..
    ومتى مات في القرن الأول ، و بابياس من علماء القرن الثاني ومولود في القرن الأول ولا يوجد تحديد لزمن ولادته ، ولا يوجد دليل أو أدنى ما يُشير إلى أنّ بابياس رأى متى أو سمع منه ، فلا ندري كيف عرف بابياس هذا عن متى .

    هـ - كذلك شهادة بابياس نقلها عنه المؤرخ يوسيبيوس ، وطبعاً الزمن منقطع بين يوسيبيوس وبابياس ، فالأول توفي في القرن الثاني والأخير توفي في منتصف القرن الرابع .

    و - كذلك بابياس شهادته مجروحة ، فلقد وصفه المؤرخ يوسيبيوس بأنّ فهمه محدود ( تاريخ الكنيسة ، جزء 3 ، فصل 39 ) .
    فمن كانت عدالته مجروحة فكيف يُقبل منه شهادة كهذه ؟؟

    ز - هناك دليل أن بابياس لا يعرف إنجيل متّى الذي بين أيدينا ، والدليل على ذلك روايته لموت يهوذا الاسخريوطي التي تغاير وتناقض إنجيل متّى بشكل صريح ، فمتّى يصف موت يهوذا
    ( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) متى 27 : 5 .

    بينما بابياس يقول :
    Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.

    ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً .
    ( Fragments of Papias - chapter 3 )


    الجواب عن الخامس :
    الجابي عادة يحتفظ بالسجلات ، فإذن إنجيل متى كتبه متى ، هل هذا هو ما يريدوا قوله
    في الحقيقة أن دليلهم الخامس لا يدل لا من قريب ولا من بعيد على كاتب السفر ، ولعمري لو أن هذا يعتبر دليلاً لما بقيت دعوى في الدنيا دون دليل .


    فكما ترى عزيزي القارئ أن هذه الأدلة واهية جداً ، ولا يمكن أن يستدل على كتاب إلهي بهذه السذاجة .

    فهل من المعقول أن ينسب كتاب إلى الله وكاتبه في الأصل مجهول لا يُعرف ؟؟؟


    وحاول القس منيس عبد النور في شبهات وهمية أن يثبت السند المتصل لكاتب إنجيل متّى ، فجاءت محاولته هزيلة بائسة ، وسوف أقوم بالرد عليها حتى لا يغتر بها من لا علم له في هذا الشأن .

    الرد على القس منيس عبد النور حول السند المتصل لإنجيل متّى .

    أنقل أولاً كلام القس منيس عبد النور في شبهات وهمية :

    قال المعترض الغير مؤمن: لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى .

    وللرد نقول بنعمة الله : أشار برنابا (الذي كان رفيقاً لبولس) إلى إنجيل متى في رسالته سبع مرات، واستشهد به أغناطيوس سنة 107م في رسائله سبع مرات، فذكر حبل مريم العجيب، وظهور النجم الذي أعلن تجسُّد المسيح. وكان إغناطيوس معاصراً للرسل، وعاش بعد يوحنا الرسول نحو سبع سنين، فشهادته من أقوى البيانات على صحّة إنجيل متى. واستشهد بوليكاربوس (تلميذ يوحنا الرسول) بهذا الإنجيل في رسالته خمس مرات، وكان هذا الإنجيل منتشراً في زمن بابياس (أسقف هيرابوليس) الذي شاهد يوحنا الرسول. كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه السلف إلى الخلف.

    وفي القرن الثاني ألّف تتيانوس كتاب اتفاق الأناجيل الأربعة وتكلم عليه هيجسيبوس، وهو من العلماء الذين نبغوا في سنة 173م، وكتب تاريخاً عن الكنيسة ذكر فيه ما فعله هيرودس حسب ما ورد في إنجيل متى، وكثيراً ما استشهد به جستن الشهيد الذي نبغ في سنة 140م، وذكر في مؤلفاته الآيات التي استشهد بها متى من نبوات إشعياء وميخا وإرميا. وقِسْ على ذلك مؤلفات إيريناوس وأثيناغورس وثاوفيلس الأنطاكي وأكليمندس الإسكندري الذي نبغ في سنة 164م وغيرهم.

    وفي القرن الثالث تكلم عليه ترتليان وأمونيوس مؤلف اتفاق البشيرين ويوليوس وأوريجانوس واستشهدوا بأقواله وغيرهم.

    وفي القرن الرابع اشتبه فستوس في نسبة هذا الإنجيل بسبب القول: وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً عند مكان الجباية اسمه متى، فقال له: اتبعني. فقام وتبعه (متى 9: 9). فقال فستوس: كان يجب أن يكون الكلام بصيغة المتكلم، ونسي أن هذه الطريقة كانت جارية عند القدماء. فموسى كان يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب، وكذا المسيح ورسله، وزينوفون وقيصر ويوسيفوس في مؤلفاتهم، ولم يشكّ أحدٌ في أن هذه الكتب هي كتبهم. وفي القرن الرابع زاد هذا الانجيل انتشاراً في أنحاء الدنيا ))) أنتهى .





    في البداية أود أن أنبّه إلى أن القس منيس عبد النور يستغل الجهل وعدم المعرفة لدى الكثيرين ، ويزج ويحشر كل ما تصل إليه يده حتى يُوهم الناس بأن ردّه متين .
    وأصبح كتاب شبهات وهمية مصدراً وعوناً للمسيحيين البسطاء الذين لا يعلمون مدى سذاجة حجج القس منيس الواهية ، فتراهم أول ما يروا اعتراضا على الكتاب المقدس يهرعوا إلى كتابه لطلب النجدة ، وينقلوا منه ( قال اغناطيوس وقال اريناوس وقال فلان .... ) ، وأغلبهم لا يعرف من هو هذا ولا من هو ذاك ولا سمعوا عنهم في حياتهم .


    الـــــــــــــرد

    يبدأ القس منيس بقول المعترض ( لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى ) ، ثم يحاول القس أن يوهم أن لإنجيل متى سند متصل ، والمصيبة كما قلنا أن القس منيس يستغل الجهل وعدم المعرفة لدى الكثيرين ، فهو يعرف أنّ الأغلبية الساحقة من القرّاء وخصوصاً المسيحيين لا يعرفون ما هو "السند المتصل" ، فيستغل القس هذا الجهل ويبدأ بزجّ الأقوال وتجميعها من هنا وهناك فيظن القارئ أن منيس قد أجاب وأثبت السند المتصل ..

    لذلك نرى أنه لزاماً علينا تعريف السند المتصل ، ولن أعرفه بصيغة إسلامية ، بل سنعرفه بشكل مبسّط يفهمه الجميع ، فأقول :
    السند المتصل لإنجيل متى هو مثلاً أن يخبر تلاميذ متى - أو من لقي متى ورآه أو سمع منه - أنهم شاهدوا متى يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ متّى ) أن القديس متّى هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .

    فهل ما قدّمه القس منيس يتوافق مع ما قلناه ؟؟؟
    فهل أتى لنا القس بشخص واحد على الأقل يقول أنه رأى متّى يكتب إنجيله ؟؟؟؟
    هل أتى بشخص واحد يقول أنّ متّى الرسول أخبره أنه كتب إنجيلاً ؟؟؟

    لا لم يأت بشيء من هذا القبيل ، فكل ما فعله القس هو أن قال أن برنابا وإغناطيوس استشهدوا بإنجيل متى ....

    وعلينا أن نوضح نقطة مهمة هنا ، وهي أنّ القارئ قد يغترّ بقول القس فيظنّ أنّ إغناطيوس يأتي إلى إنجيل متى ويقتبس منه ثمّ يقول ( هذا ما قاله إنجيل متى ) ، أو ( هذا ما قاله معلمنا متى في إنجيله ) ، وهذا لا وجود له أبداً لا في رسالة برنابا ولا في رسائل إغناطيوس ، فهما لم يذكرا إنجيل متى بالاسم قط ، بل لا وجود لاسم متى من الأصل في كل من رسالة برنابا ورسائل إغناطيوس ، وجلّ ما في الأمر هنا هو ورود عبارات في رسائلهم شبيهة لنصوص في إنجيل متى دون أن يقول أحدهما أنّ هذا مما اقتبسه من إنجيل متى .

    فكلام القس منيس أن إغناطيوس و برنابا استشهدا بإنجيل متى يُوهم أنهما ذكرا إنجيل متى بالاسم ، وهذا تضليل واضح من القس ، ولا يُستبعد أبداً أنّه تعمّد ذلك ليوهم القرّاء .

    فالآن ، أين السند المتصل كما شرحناه آنفاً ؟؟؟؟
    هل نقل لنا القس قولاً عن أحد الذي لقوا متى بأن رأوا متى يكتب إنجيله أو أن متى أخبرهم أنه كتب هذاالإنجيل؟؟؟

    فإغناطيوس لم يذكر لا متى ولا حتى إنجيله ، فكيف يحشر رسائله كدليل على السند المتصل ؟؟
    ثم إنّ إغناطيوس لا يُعرف عنه أنه لقي متى أو عرفه ، فلذلك الاستشهاد به باطل من كل الجوانب .

    أما بالنسبة لوجود عبارات في هذه الرسائل مشابهة لنصوص في إنجيل متى مثل ما جاء في رسالة برنابا ، الفصل الرابع : ( كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون ) .
    وكما جاء في الفصل السادس ( سأجعل الآخرين أولين )
    فهذا يُشبه ما ورد في متى [ 20 : 16 ] ، (هكذا يكون الآخرون اولين والاولون آخرين .لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون ) .

    وكما جاء في الفصل الخامس من رسالة إغناطيوس إلى أهل افسس ( فإذا كان لأجل صلاة الواحد أو الاثنين ممن يملكون القوة ، يقوم المسيح بينهم ، فكم أكثر بكثير تكون صلاة أسقف الكنيسة المباركة ) ، وهذا يُشبه ما ورد في متى [ 18 : 19 ] ، (19 وأقول لكم أيضا إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات ، لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم ) .

    وللرد على هذا التشابه أقول وبالله تعالى التوفيق :

    إن وجود عبارات في مؤلفات الآباء الرسوليين بشكل تشبه في مضمونها ما جاء في إنجيل متّى لا تعني أن متّى هو كاتب الإنجيل ، فهذا يتطلب قول صريح منهم أنهم رأوا متّى يكتبه أو أن يقولوا أن متّى أخبرهم بذلك ، أو على الأقل يخبروا من أخبرهم بذلك ، كما أنّ تشابه هذه العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل متّى ، فيُحتمل أنّهم جميعاً ( الآباء وكاتب إنجيل متّى ) اقتبسوا من نفس المصدر ، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان ..
    فالجزم بأن هذا التشابه دليل على أنهم اقتبسوا من إنجيل متى ليس في محله ، إذ لا يمنع أن يكون المصدر غير متى ، وخصوصاً أنّ هناك العديد من كتبوا عن المسيح كما يعترف بذلك كاتب لوقا في بداية إنجيله .

    بهذا نكون نحن قد جارينا القس منيس كثيراً ، ولنا بعد ذلك أن نسأل من هو كاتب رسالة برنابا ؟؟؟؟

    رسالة برنابا لا يُعرف لها كاتب ، تقول دائرة المعارف الكاثوليكية أنّ الرسالة لا تحتوي على أيّ دليل حول كاتبها ...
    فرسالة برنابا لا يُعرف كاتبها ، وهو مجهول ، ولكن القس يُوهم القرّاء أنه معروف وأنه برنابا الذي رافق بولس ..

    فالكاتب مجهول ، فكيف يُستدل على كاتب مجهول بكاتب هو الآخر مجهول ؟؟؟؟

    أما الكلام عن بوليكاربوس فهو نفسه عن إغناطيوس ، فبوليكاربوس لم يذكر إنجيل متى بالاسم قط ، ولم يذكر متى على الإطلاق ، بل وإن القس يحاول التدليس على القرّاء قدر المستطاع ، فكل ما ورد في رسالة بوليكاربوس من عبارات شبيهة بنصوص من إنجيل متى لها شبيه أيضاً من إنجيل لوقا ومرقس ، وسأضرب بعض الأمثلة على ذلك :
    ورد في رسالة بوليكاربوس الفصل السابع (كما قال السيد : الروح نشيط والجسد ضعيف ) .

    فهذه يراها علماء المسيحية تشبه ما ورد في إنجيل متى ( 26 : 41 ):
    ((اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة .اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف )) .

    ولكن هذه تشبه أيضاً ما ورد في إنجيل مرقس ( 14 : 38 ) :
    (( اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف )) .

    وهكذا حال الباقي ، كلّ له شبيه إما في إنجيل لوقا أو في أو إنجيل مرقس ، فإذا عرفنا هذا ، فلا يمكن الجزم أنّ بولكاربوس استشهد من إنجيل متى ، بل هناك احتمال أنه اقتبسها من إنجيلي لوقا ومرقس وليس من متى ، أو يُحتمل أنه لم يقتبسها لا من هذا ولا من ذاك بل من أقوال منتشرة معروفة يتناقلها الناس ، ومع كل هذه الإحتمالات يسقط الاستدلال .

    أما بابياس فلقد تكلمنا عليه بما فيه الكفاية في الموضوع الرئيسي .


    أما قول القس : ( كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه السلف إلى الخلف ) .

    قلت : هذا تدليس كبير ، لا يليق برجل دين أن يصدر منه ذلك ، فلا يوجد أحد من القرن الأول من شهد لإنجيل متى ، لا بل لا يوجد أيّ دليل أنهم عرفوا هذا الإنجيل أو سمعوا به ، ولم يرد قط أي قول عن أحد من القرن القرن يذكر فيه إنجيل متى ، وأقصى ما يمكن أن يستدل به القس منيس هو هذه العبارات في رسائل آباء القرن الأول التي تتشابه مع بعض نصوص إنجيل متّى ، ولقد رددنا عليه بما فيه الكفاية ، فكيف يدّعي أن علماء الدين المسيحي في القرن الأول شهدوا أنّ هذا الإنجيل هو إنجيل متى ؟؟؟؟؟

    بصراحة القس يستغل جهل الكثيرين في هذا الجانب ، وعلى رجل الدين أن يكون أميناً فيما يقدّمه من معلومات ...

    أما باقي كلام القس عن علماء القرن الثاني وما بعده ، فكلّه لا ينفع إن لم يكن له سند من القرن الأول ، فإذا لم يخبرنا أهل القرن الأول عن هذا الإنجيل أيأتي بعدها أناس ولدوا بعد موت متّى بعشرات السنين ليخبرونا بكلام مرسل أنّ متى كتب إنجيلاً ، فهذا مردود وباطل .

    وهنا طرفة لطيفة ، وهو أنّ القس منيس عبد النور يقول في معرض كلامه عن لغة إنجيل متى الأصلية :
    (( والأغلب أن فكرة كتابة متى لإنجيله باللغة العبرية جاءت نتيجة ما اقتبسه المؤرخ يوسابيوس عن بابياس أسقف هيرابوليس سنة 116م قال: كتب متى إنجيله باللغة العبرية . غير أن بابياس لم يقل إنه رأى بعينيه هذا الإنجيل باللغة العبرية )) .

    يشترط القس هنا شرطاً حتى يكون كلام القديس بابياس صحيحاً ، وهو أن يكون رآى الإنجيل بعينه !!!!!!!

    بينما عند الكلام على هوية الكاتب يستدل باغناطيوس وبوليكاربوس ورسالة برنابا ، ولكن الغريب أنه لم يشترط أن يكون أغناطيوس وبوليكاربوس رأوه بأعينهم يكتبه ؟؟؟

    هل لاحظتم الإزدواجية في المعايير ؟؟؟؟

    لمعرفة كاتب إنجيل متّى يتعلق بما هو أبعد من البعيد ، ويكفي أن يكون فلان لمّح تلميحاً بعبارة شبيهة بنص في إنجيل متى ليجعلها دليلا على هوية الكاتب ، ولا يحتاج أن يكون فلان رأى بعينه أم لم يرى .

    بينما القول أن لغة الكتاب هي العبرية شيء لا يعجب القس فيحاول دفعه بالرغم من القول الصريح لبابياس ، وحجته أنه لم يره بعينه ..... هل تتعجب أيضاً عزيزي القارئ مثلي من صنيع القس ، وهل تظن أنه يفعل ذلك بغير قصد وبحسن نيّة ؟؟؟؟

    أترك هذا الجواب لك .



    عزيزي القارئ ، كما ترى أن كاتب إنجيل متّى مجهول ، فكيف يمكن للإنسان أن يؤمن بهذا الإنجيل كلام الله وهو في الأصل لا يعلم كاتبه ؟؟؟؟

    أخوكم bilal_41
    التعديل الأخير تم بواسطة Hady_999 ; 03-04-2006 الساعة 09:22 PM

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    07-06-2009
    على الساعة
    03:15 PM
    المشاركات
    219

    افتراضي

    الموسوعة البريطانية


    إنجيل "متى" هو اول إنجيل من الأربع أناجيل القانونية.
    " متى" استخدم تقريبا" كل إنجيل مرقس وبعض المواد ( مذكرات....) التي انفرد هو باستخدامها للكتابة.
    كتب هذا الإنجيل بعد سقوط أورشليم , لذلك هو متأخر عن إنجيل مرقس و كتب مابين 70 إلى 80 ميلادية.
    بالرغم من أن الإسم " متى " كان من بين اسماء حواري السيد المسيح , الذي يعود على جامع الضرائب الذي كان اسمه ليفي في إنجيل مرقس وأصبح تابعا" للسيد المسيح , في إنجيل متى تغير الإسم إلى متى . هذا يظهر أن يظهر أن متى كان يعطي لنفسه قانونية لإصدار الإنجيل عن طريق هذا الأعلان
    !!.ولكن كاتب إنجيل "متى" مجهول على الأرجح.


    New Testament literature > The Synoptic Gospels > The Gospel According to Matthew

    The Gospel According to Matthew
    Matthew is the first in order of the four canonical Gospels
    Matthew used almost all of Mark, upon which it is to a large extent structured, some material peculiar only to Matthew.
    This Gospel expands and enhances the stark de************************************ion of Jesus from Mark. The fall of Jerusalem (AD 70) had occurred, and this dates Matthew later than Mark, c. 70–80.
    Although there is a Matthew named among the various lists of Jesus' disciples, more telling is the fact that the name of Levi, the tax collector who in Mark became a follower of Jesus, in Matthew is changed to Matthew. It would appear from this that Matthew was claiming apostolic authority for his Gospel through this device but that the writer of Matthew is probably anonymous
    الرابط

    http://0-www.search.eb.com.library.u...0Matthe w&ct=



    ==========================================




    "متى هو أول الأناجيل وفقاً للترتيب التقليدي، إلا أنه من غير الضروري أن يكون الأول في الترتيب الزمني. هنالك سبب جيد يدفعنا للقول بأن متى كان أحد الأناجيل اللاحقة عوضاً عن كونه أولها. لقد حافظ العرف على أقدمية إنجيل متى، كما أن كون إنجيل متى هو أول كتب العهد الجديد قد دعم بدوره هذا العرف – أو على الأقل فقد حافظ على قبول الرأي العام له بأنه أقدم الأناجيل. إلا أنه و بكل تأكيد فإن إنجيل متى كُتب بعد إنجيل مرقس الذي كان أساساً لإنجيل متى كما هو حال إنجيل لوقا... وحسب الدلائل الداخلية فإنه على الأرجح قد تم كتابة الأناجيل وفق الترتيب التالي: مرقس – متى – لوقا – يوحنا. كما أن هذه الاحتمالية المبنية على النقد الأدبي يؤكدها علم الآثار.."

    معجم مفسري الكتاب المقدس، العدد 3، ص 302 – مطابع أبينغدون
    Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 3, p. 302, Abingdon Press

    «« توقيع ياسر جبر »»

    كتبي

    على الرابط التالي
    http://www.ebnmaryam.com/web/modules...D1%20%CC%C8%D1
    [frame="3 80"]البيان الصحيح لدين المسيح- الرد على زكريا بطرس - أكل الرب في الرغيف- ظهور العذراء- التحريف في العهد الجديد- نقل جبل المقطم- كم قتلت المسيحية؟[/frame].

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    06-01-2011
    على الساعة
    10:41 AM
    المشاركات
    905

    افتراضي بعض مناقشات الأستاذ العميد ( حول كاتب إنجيل متى ) ...

    ابن العرب :

    عزيزي العميد، لربما أعود لماقشة علمية حول كاتب إنجيل متى فيما بعد. ولكن الآن سأكتفي بالفرضية التي افترضتها أنا وهي أن متى لم يكتبه.

    بناء على هذه الفرضية أقول لك:

    الأناجيل الأربعة التي اعتمدتها الجماعة المسيحية الأولى (الكنيسة الأولى) أناجيلا صحيحة تعكس مضمون وجوهر رسالة السيد المسيح هي: الأناجيل المدعوة بحسب متى ومرقص ولوقا ويوحنا.

    السبب هو أن هذه الأناجيل تعود إلى حقبة وزمن الرسل وهي جميعا من القرن الأول الميلادي وهي جميعا شهد لها الآباء الأولون بصحة النسب وصحة العقيدة.

    بناء على ما سبق نقول، أن يكون متى أو تلامذة متى، لا يفرق بتاتا. لأن الإنجيل كتب في حضن الجماعة المسيحية الأولى، بعلمها ومعرفتها و"بصمتها" واطلعت عليه وصادقت عليه.

    ففي الإسلام مثلا، تقولون هو القرآن الذي نزل على محمد بن عبدالله، والذي خطه فلان بن فلان بيده والذي جمعه عثمان.

    الآن، هل من مشكلة؟!

    =========================

    العميد :

    الزميل العزيز ابن العرب

    تصور لي الأمر وكأن الكنيسة الأولى كانت تعرف إنجيل متى وتصادق عليه ، وهذا يحتاج إلى دليل منك .
    فهل عرفه الرسل وصادقوا عليه ؟؟؟ هل عرفه آباء الكنيسة الأولى كأغناطيوس واكلمندس الروماني ؟؟؟

    بل المؤشرات والأدلة قوية جداً أن هذا الإنجيل لم يكن معروفاً في القرن الأول ، فلا يوجد أدنى شهادة من الرسل على مصداقية هذا الإنجيل ...

    كما أنه لا يوجد أدنى شهادة من آباء القرن الأول على وجود هذا الإنجيل ، ولم يذكر أحداً منهم أن لمتى إنجيلاً حتى جاء القرن الثاني فنرى بابياس أقدم من يذكر متى ، وقال أنه جمع الأقوال ، ولكن ما هي هذا الأقوال فلا يُعرف ، هذا لو تنظر إلى مقالي الأساسي تجد تعليق وافي على بابياس .

    ثم بعد منتصف القرن الثاني يُعتبر اريناوس هو أول من ذكر إنجيل متى بالاسم ، فأين انتشاره بين الجماعة الأولي فضلاً المصادقة عليه ؟؟؟؟

    أم تعتبر اريناوس من الجماعة الأولى ؟؟؟

    تحيـــــــاتي

    ======================

    ابن العرب :

    عزيزي العميد، مداخلتك وتساؤلاتك واعتراضاتك منطقية جدا.

    تصور لي الأمر وكأن الكنيسة الأولى كانت تعرف إنجيل متى وتصادق عليه ، وهذا يحتاج إلى دليل منك .
    فهل عرفه الرسل وصادقوا عليه ؟؟؟
    هل عرفه آباء الكنيسة الأولى كأغناطيوس واكلمندس الروماني ؟؟؟
    تكمن أهمية كتابات الآباء في أنها تقدم لنا المساعدة للإجابة على مثل هذه الأسئلة.

    وهنا تكمن الأهمية الحقيقية لرسالة برنابا مثلا، فرغم أنه لم يذكر متى في رسالته ولا إنجيل متى، لكنه اقتبس من إنجيل متى مقطعا وقال: "كما هو مكتوب" (الفصل الرابع من رسالة برنابا).

    وهذه الإشارة بالغة الأهمية لأنها تفيدنا:

    1. أن هناك كتابات مسيحية
    2. أن هذه الكتابات نالت قيمة مساوية لقيمة كتابات العهد القديم في قداستها
    3. أن إنجيل متى كان موجودا في تلك الفترة ومنتشرا (بغض النظر عن كاتبه الحقيقي)

    الآن، من أجل تحديد هوية الكاتب وغيرها، هنالك مشكلة بسيطة وهي أن الآباء الأوائل لم يكونوا معنيين بتقديم شهادات للأجيال القادمة عن من كتب ماذا. بل كان جل اهتمامهم منصب على نشر الديانة وتعاليم السيد المسيح. لذلك فالمعلومات شحيحة، ولكن رغم شحتها، كانت كافية لمعرفة أن إنجيل متى كتب بين الأعوام 65-70 ميلادية.

    ولا تنسى أن شهادة لوقا نفسه مهمة حيث يقول بأن العديدين أخذوا يكتبون، فرأيت أنا أيضا أن أكتب. أي أن حقيقة وجود كتابات في زمن الرسل نشأت في وسط الجماعة المسيحية وقبلتها الجماعة الرسولية، هو واقع لا يقبل الشك.


    =====================

    العميد :


    عزيزي ابن العرب ، معذرة أني تأخرت عليك في الرد .


    أنا سألتك هل عرف الرسل إنجيل متى وصادقوا عليه ؟ وهل عرفه آباء الكنيسة الأولى كأغناطيوس واكلمندس الروماني ؟؟؟

    فكان جوابك :

    تكمن أهمية كتابات الآباء في أنها تقدم لنا المساعدة للإجابة على مثل هذه الأسئلة.

    وهنا تكمن الأهمية الحقيقية لرسالة برنابا مثلا، فرغم أنه لم يذكر متى في رسالته ولا إنجيل متى، لكنه اقتبس من إنجيل متى مقطعا وقال: "كما هو مكتوب" (الفصل الرابع من رسالة برنابا).
    المشكلة عزيزي أنك تجزم أن رسالة برنابا اقتبست من متى ، فكيف عرفت ذلك ؟؟
    ستقول لأنه ذكر في رسالته عبارات مشابهة لبعض نصوص إنجيل متى مثل( كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون ) كما في نهاية الفصل الرابع .

    أقول صحيح أنها تتطابق مع عبارة متى ولكن ما أدراك أنه اقتبسها منه ؟؟؟
    فوجود عبارة مشابهة لا يعني أنه اقتبسها من متى ، فربمااقتبسها من مكان آخر ، وخصوصاً كما يقول كاتب إنجيل لوقا(1:1) أن كثيرين كتبوا في هذا المجال ، فربما تكون من إحدى هذه الكتابات .

    وحتى لو أنه اقتبسها من إنجيل متى ، فماذا يعني هذا ؟؟؟
    فزمن كتابة الرسالة كما تقول دائرة المعارف الكاثوليكية يُقدّر حوالي سنة 130 ميلادية ...
    فهذا يعود للقرن الثاني ، فما علاقة الكنيسة الأولى بالقرن الثاني ؟؟؟؟

    ثم هناك سؤال يطرح نفسه ، من هو برنابا صاحب الرسالة ؟؟؟؟
    هل هو شخص معروف ؟؟؟؟
    تقول دائرة المعارف الكاثوليكية أنّ الرسالة لا تحتوي على أيّ دليل حول كاتبها ...

    فالكاتب مجهول ، فكيف يُستدل على كاتب مجهول بكاتب هو الآخر مجهول ؟؟؟؟


    الآن، من أجل تحديد هوية الكاتب وغيرها، هنالك مشكلة بسيطة وهي أن الآباء الأوائل لم يكونوا معنيين بتقديم شهادات للأجيال القادمة عن من كتب ماذا. بل كان جل اهتمامهم منصب على نشر الديانة وتعاليم السيد المسيح. لذلك فالمعلومات شحيحة
    أنت تبني كلامك هنا من منطلق أنّ الآباء الأوائل يعرفون إنجيل متى ويعرفون الكاتب ، وربما نسيت أنّ هذا ما تحاول أنت إثباته ...
    فيجب عليك أن تسأل السؤال بحيادية تامة فتقول : لماذا لم يذكر الآباء الأوائل اسم الكاتب ويشهدوا صراحة أن متى هو كاتب الإنجيل ؟؟؟

    وهنا لا يمكن أن يكون جوابك فقط ، لأنهم ( لم يكونوا معنيين بتقديم شهادات للأجيال القادمة عن من كتب ماذا ) ...
    بل هناك إحتمال آخر لا يمكن غض البصر عنه ، وهو أن الآباء الأوائل لم يذكروا الإنجيل ولا اسم كاتبه لأنهم لا يعرفون هذا الإنجيل ولا كاتبه من الأصل ..
    فهذا إحتمالان صحيحان ، ولا يمكنك تغليب أحدهما على الآخر بالأهواء .

    تحيـــــــــاتي

    =================

    ابن العرب :

    عزيزي العميد، مداخلتك منطقية جدا.

    يبقى الأمر يا عزيزي أن ليس هنالك ما يدعونا إلى رفض كون متى هو كاتب إنجيله حسب ما أفاد الآباء.

    هل لديك أنت ما يدعونا أو يضطرنا إلى ذلك؟!

    ====================

    العميد :


    عزيزي ابن العرب ، أشكرك على كلامك أعلاه في أنّ كلامي منطقي ، وأسأل الله أن يعيننا على قول الحق .

    أما قولك أنه ليس هناك ما يدعوك إلى رفض متى هو كاتب إنجيله ، فأقول بل الدواعي كلها متوفرة لرفض ذلك ، فيكفيك أنّه لايوجد دليل أنّه الكاتب ، فأنا أحاول لفت إنتباهك إلى أن القول أن متّى كتبه هو قول مبني على الظن والاحتمالات ، وهنا أنت تقرر بعدها إذا ما كنت تريد أن تبني إيمانك على الظن أم لا .

    تحيــــــــاتي

    العميد

    «« توقيع عبدالملك السبيعي »»

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    متَّى.. والإنجيل المنسوب إليه
    بقلم الداعية : أحمد بحيري
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    منقول

    متَى!! يقدمه لنا المؤرخون على أنه أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر ولا يذكرون له تاريخ ميلاد. شأنه في ذلك شأن من نسبت إليهم الأناجيل الأخرى مرقص ولوقا ويوحنا.
    ويقول آباء الكنيسة الأوائل أمثال "جيروم " و "أبيجان " و "أوريجن " و"بابياس" أنه كان من "العشارين " أي جباة الضرائب. وهي العشور التي كانت مفروضة على اليهود. ويتفقون بأنه كان جابياً في "كفر ناحوم " في الجليل الأعلى من فلسطين.

    ويقال لنا في هذا الإنجيل أن المسيح في بداية رسالته صادف متَّى ذات يوم جالسأ على باب دار الجباية- أي الضرائب- وقال له: اتبعني فقام وتبعه في الحال!! إنجيل متى: 9/ 9، وأنه بهذه الطريقة- (الغير معقولة)- أصبح أحد التلاميذ الاثني عشر بطلب من المسيح شخصياً، و ينسب إليه كتابة الإنجيل المسمى باسمه. ويقول لنا كتاب "تاريخ الأمة القبطية" إنه مات سنة 62 م
    ولكن مرقص يناقض اَباء الكنيسة الأوائل ويقول: إن الذي كان جالساً على باب دار الجباية هو "لاوي بن حلفي " وليس "متَّى! "وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفي جالساً عند مكان الجباية فقال له: "اتبعني فقام وتبعه " مرقص: 2/ 14، ويوافقه على دْلك لوقا في (5/ 27) من إنجيله. وكنا قد أثبتنا أن هذه الأناجيل- رغم تأييد الفاتيكان لها- ليست وحياً، لأنها تناقض بعضها بعضاً ولا يمكن للوحي أن يناقض نفسه وإلا بطلت جميع الشرائع. والغريب في الأمر أن اسم لاوي هذا يختفي بعد ذلك كلياً من إنجيل مرقص وكذا من إنجيل لوقا ويستبدل باسم "متى!!! ولو طلبت من قسيس أن يفسر لك ذلك لقال لك إن متى كان له اسمين، متى ولاوي، وهو بالطبع لا يملك دليلاً على ذلك. والناقد البصير لا يسمي هذا جواباً إنما يسميه ترقيعاً كما يسميه تحريفاً في هذه الأناجيل، وللأسف فإن الأناجيل مليئة بمثل هذه التناقضات التي تشكك في كونها كتباً مقدسة، إن لم تنفِ عنها القداسة كلياً. فهلا أخبرنا أحد من قساوسة اليوم الذين يدعون العلم والمعرفة من الذي كان جالساً على باب دار الجباية، أهو متى أم لاوي بن حلفي!!؟. إن قالوا متى يكونوا قد كذبوا مرقص ولوقا، وإن قالوا لاوي بن حلفي يكونوا قد كذبوا متى!! والأناجيل كما قلنا ملأى بمثل هذه التناقضات والفاتيكان يزعم أنها كتبت بتأثير من الوحي الإلهي ولو كان هناك تناقض في أقوال الوحي لبطلت الشرائع.

    1- الإنجيل المنسوب إلى متَّى:
    يلاحظ في هذا الإنجيل أنه أكثر الأناجيل استشهاداً بنصوص العهد القديم، وحيث إن كاتبه أخذ معظم مادته من إنجيل مرقص لذا فإن النقاد يسمونه "إنجيل مرقص الموسع " "وحيث إن لوقا كتب إنجيله بالاستناد إلى هذين الإنجيلين، لذا يطلق النقاد على هذه الأناجيل الثلاثة اسم الاْناجيل المتشابهة،، (synoptic gospels )،، وهي تختلف عن الإنجيل الرابع اختلافاً جوهرياً حيث إن الهدف من تأليف الأناجيل الثلاثة كان جعل عيسى يبدو وكأنه "النبي المنتظر" بينما السبب في تأليف الإنجيل الرابع كان "تأليه عيسى". لذا فدراستنا لهذا الإنجيل مع الأعداد التي ألهوا فيها عيسى في الإنجيل الرابع يمكن اعتبارها دراسة لما جاء في الأناجيل الأربعة، علماً بأننا سنعرج على كل إنجيل من الأناجيل الأربعة بين الحين والحين.

    2- لغة الإنجيل المنسوب إلى متَّى ومكان كتابته:
    يجمع المؤرخون بأن "التلميذ متَى" كتب إنجيله بالعبرانية في بيت المقدس لليهود/ المسيحيين هناك. أي لليهود الذين كانوا يؤمنون كالمسيح باللّه الواحد ويتعبدون معه في الهيكل (وذلك قبل ظهور البدع التي دخلت في الدين المسيحي كبدعة شاؤول في الابن، وخطيئة آدم، والكفارة... وكذا قبل بدعة الكنيسة في الثالوث... أي قبل ظهور كلمة الأب والابن والروح القدس التي لم يعرف متَى التلميذ أو المسيح شيئاً عنها). ثم ما لبث أن اختفى "إنجيل متَّى" هذا اختفاء نهائياً مريباً!! وظهرت مكانه ترجمة له باليونانية، بعد موت جميع التلاميذ، زعموا يومها أنها ترجمة لإنجيل متى المفقود الذي كان مكتوباً بالعبرانية!! ثم ترجمت تلك الترجمة إلى لغات شتى عبر القرون... ومنها العربية، وهي التي بين أيدينا نسخة منها اليوم وتحمل اسم "إنجيل متَّى"!! ولكن في الحقيقة شتان ما بين إنجيل متَّى الحقيقي وبين هذه الترجمة التي تحمل اسم متَّى. فالنقاد يشككون فيها ولا ينسبوها إلى متَّى التلميذ إطلاقاً.
    فهذا الأب "جيروم " الذي ترجم العهد القديم من العبرانية إلى اللاتينية والعهد الجديد من اليونانية إلى اللاتينية يقول: "إن متى (الحقيقي) كتب إنجيله باللغة العبرانية في أرض يهودا للمؤمنين من اليهود"0 أما عن الترجمة اليونانية الحالية التي تحمل اسمه فيقول: "لا يوجد إسناد لهذه الترجمة. وحتى الآن لا يعلم باليقين اسم المترجم "!!.
    وتوافقه على ذلك الموسوعة البريطانية إذ تقول على لسان بابياس أسقف "هيروبولس " سنة 130: "إن متَى كتب إنجيلة باللغة العبرانية... وإن إنجيل متَّى كتب بالتأكيد من أجل كنيسة يهودية مسيحية- أي تؤمن بالله الواحد- لكن كون متى هو مؤلف الإنجيل- الحالي- أمر مشكوك فيه بجد".
    وهناك كثير من المؤرخين والعلماء وآباء الكنيسة الأوائل أمثال "هورن " و"أوريجن " و"ايرانيوس " و"يوزيبوس " و"لاردنر، و"اَدم كلارك " وغيرهم من أصحاب الرأي يقولون بأن متى التلميذ كتب إنجيله بالعبرانية، ولا يشهدون للترجمة الحالية المعروفة باسم إنجيل متى.

    3- تاريخ كتابة الإنجيل:
    يؤكد الأب "جيروم " أن متى الحقيقي كتب إنجيله سنة 41 م، ويوافقه على ذلك صاحب ذخيرة الألباب إذ يقول: "إن القديس متى كتب إنجيله سنة 41 للمسيح باللغة المتعارف عليها يومئذ في فلسطين وهي العبرانية أو الآرامية أو السيروكلدانية. وما عتم هذا الإنجيل أن ترجم إلى اليونانية، ثم تغلب استعمال الترجمة على الأصل الذي لعبت به أيدىِ النساخ. ومسخته بحيث أضحى ذلك الإنجيل خاملا بل فقيداً".
    كما يوافقهما على ذلك تقريباً "جرجس زويق الفتوحي اللبناني " في كتابه المطبوع سنة 1378 م في المطبعة اليسوعية ببيروت والمترجم عن الفرنسية إلى العربية إذ يقول: "إن متى كتب بشارته في أورشليم سنة 39 للمسيح... بالعبرانية. لكن هذه النسخة قد فقدت، وبعد فقدها ظهرت لها ترجمة باليونانية ولا يعرف من الذي ترجمها".
    ويجمع كثير من النقاد الغربيين في عصرنا الحاضر بأنه لا يمكن أن تكون الترجمة التي بين أيدينا اليوم والمسماة "إنجيل متى" هي ترجمة إنجيل "متى التلميذ الحقيقي للمسيح " كما مر معنا. لذا نجدهم في الترجمات الأجنبية يكونون حذرين فلا يقولون (إنجيل متى) بل يقولون (الإنجيل حسب ما دونه متى)!! أي (الذي يقال إن مؤلفه متى ونحن لا نشهد بذلك ). وحيث إن شكهم هذا ينسحب على بقية الأناجيل لذا يرددون الكلام نفسه عن الأناجيل الأخرى ...

    أولأ:
    (أ) أن الذين كتبوا هذه الترجمة اليونانية سواء أكانوا فرداً أو جماعة وروجوا لها بأنها ترجمة لإنجيل متى الأصلي، لم يدر بخلدهم أنه يوماً ما سينشأ فن اسمه فن النقد، وأنه سيتناول بالنقد جميع الكتب حتى لو كانت مقدسة ليكشف زيفهم بأن هذا الإنجيل ليس أبداً إنجيل متى التلميذ، ولا حتى يرقى لأن يكون ترجمة له. لذا فالنقاد المعاصرون والقدامى ينكرون بشدة أن يكون مؤلف هذا الإنجيل هو متى الحقيقي ويقولون: "إنه لا يوجد عالم أو ناقد نزيه مستقل يقنع بصحة هذا الرأي... ولنقل صراحة إنه لم يعد مقبولاً اليوم أنه أحد حواريي المسيح ".
    ويعزو موريس بوكاي سبب ذلك إلى أسلوب هذا الكاتب الرفيع وإلى اقتباساته الكثيرة من التوراة، إلى جانب خياله الواسع الذي يكشف عن شخصيته بأنه يهودي على درجة عالية من الثقافة والتعليم، ويضيف: ( إن الكاتب معروف بتبحره في الكتب المقدسة والتراث اليهودي... كما أنه أستاذ في فن التدريس... وتلك صورة بعيدة كل البعد عن صورة متى الموظف البيروقراطي بكفر ناحوم "
    أي باختصار، أن متى التلميذ وإنجيله شيء، وهذا الإنجيل المزعوم- الذي بين أيدينا ومؤلفه شيء اَخر.
    (ب) ويوافقه على ذلك بل على أن جميع الأناجيل لم يكتبها أحد من التلاميذ الأسقف بنجامين كلداني الذي اعتنق الإسلام وخلع رداء الكهنوت وتسمى بعبد الأحد داود، والذي يقول متهكماً على زعم الكنيسة بأن التلاميذ هم الذين كتبوا هذه الأناجيل "لماذا لم يكتب هؤلاء الرسل اليهود الإنجيليون بلغتهم الخاصة بل كتبوا جميعأ باليونانية؟! وأين تعلم الصياد شمعون كيفا (سمعان بطرس) ويوحنان (يوحنا) وجيمس (يعقوب) والجابي ميثاي (متى) أين تعلم هؤلاء اللغة اليونانية من أجل كتابة سلسلة من الكتب المقدسة"!!.
    (ج) "كما ينكر" ول ديورانت المؤرخ الشهير "نسبة هذه الترجمة إلى متى التلميذ الحواري ويرى أنها من تأليف غيره وقد نسبها إلى متى التلميذ لتقع من الناس موقع الاطمئنان والقبول ". ومما يؤكد ذلك أنه لا المصادر المسيحية ولا الكنيسة تعرف اسم هذا المترجم حتى يومنا هذا. ونحن نستغرب كيف يكون هذا الكتاب المترجم كتابأ مقدسأ يعتمد عليه في أصول الدين بينما مترجمه مجهول، وتاريخ تدوينه مجهول ونسخته الاْصلية باللغة التي كتب فيها مفقودة حتى اليوم. "إن ضياع أو اختفاء شخصية الكاتب وسنة التدوين يسقطان حرمة الكتاب في نظر العلم المحايد من درجة الكتب المقدسة إلى كتاب عادي فقط لا يحترمه واحد من محضري رسالة الماجستير في أي مادة علمية تحترم أصول البحث وقيمة المراجع العلمية... ".
    وهنا يتساءل الباحث متى يكون لكتاب الدين حرمة ككتاب مقدس من عند الله؟؟ أإذا نزل من عند الله بطريق الوحي المعصوم يحمله نبي معروف نسبه ونقل للأجيال بطريق متواتر صحيح؟ أم الكتاب الذي يطلبه بعض من الناس فيكتب لهم من الفكر البشري العادي؟ وإذا كتبه واحد من الأتباع أو التلاميذ أو الأصحاب فهل يسمى في العرف العلمي أو التاريخي كتاباً مقدساً له حرمة الكتاب السماوي الذي جاء من عند الله!!؟ أم الأجدر به أن يسمى كتاب تراجم أو قصة حياة؟ ذلك أمر جدير بالبحث والاستقصاء عند الباحثين المنصفين. ...

    ثانياً:
    يزيد موريس بوكاي الطعن في تعليقه على ترجمة إنجيل متَى الحالية فيقول: "معلقوا الترجمة المسكونية يقولون عن الترجمة الحالية (المزعومة) لإنجيل متى أنها كتبت بسوريا وربما بأنطاكيا أو فينيقيا" وأن الكاتب يخاطب أناساً "وإن كانوا يتحدثون اليونانية فإنهم يعرفون العادات اليهودية واللغة الآرامية" إذ أن هذه المناطق قد وقعت تحت الحكم اليوناني وكان يعيش فيها عدد كبير من اليهود المعروفين "بيهود الشتات " والذين انفصلوا عن اليهود المسيحيين (المؤمنين بالله الواحد) في بيت المقدس وتبعوا شاؤول وكنيسته. والأسئلة التي تتبادر إلى الذهن هنا هي:
    (أ) أين الإنجيل الذي كتبه متَّى التلميذ أو (لاوي بن حلفي) سنة 39- 41، بالعبرانية، للمؤمنين في بيت المقدس (كما يقول جيروم، وابيجان، وأوريجن وبابياس) من هذه الترجمة المزعومة التي كتبها مجهول باليونانية ليهود الشتات (الشاؤوليين) المقيمين فى أنطاكيا أو فينيقيا بسوريا، كما يقول بوكاي؟!!.
    (ب) من هم الذين أخفوا إنجيل متَّى الحقيقي أو إنجيل (لاوي بن حلفي) وما هي مصلحتهم في إبراز هذه الترجمة المزعومة بدلاً منه والتي كتبت كما يقول النقاد بين سنة 75- 80 م في الوقت الذي مات فيه متى التلميذ الحقيقي سنة 62 م!! كما يبقى من حق جميع النصارى الذين يبحثون عن الحقيقة وعن الإيمان الصحيح أن يتوجهوا إلى كنائسهم وأساقفتهم وباباواتهم لكي يخرجوا لهم إنجيل متَى الحقيقي من سراديب الكنيسة، ذلك الإنجيل المكتوب بالعبرانية إذا كان الفاتيكان حقاً يحتفظ بالاْصل الرسولي لهذه الأناجيل كما قال في وثيقته. أو على الأقل أن يدلهم على هوية كاتب هذه النسخة المزعومة التي بين أيدينا اليوم الذي ادعوا أنه متَى الحواري بينما في الحقيقة ليس هو بمتى. ثم لماذا انتحل اسمه وإنجيله!؟. وبعدها يحق لهم بالتالي أن يسألوا كنائسهم عن مدى صدق الروايات والأحاديث التي وردت في هذا الإنجيل المزعوم (ومعه بقية الأناجيل الأخرى) وعن سبب استبدال اسم "اللّه " العظيم باسم الأب، واسم عيسى بالابن. علمأ بأن الاسم الأول دخل الأناجيل حسب "ثيودور زاهن " سنة 185- 210 كما مر معنا أي بعد فترة طويلة من الانتهاء من كتابة الأناجيل، والثاني دخل المسيحية مع شاؤول بعد أن رفع الله المسيح. ولم يكن المسيح يستعمل أيًّا منهما طيلة حياته لا هو ولا حتى أحد من تلاميذه!؟.
    وكذا يكون من حقهم أن يسألوا كنائسهم عن التحريف والمبالغات والتهويل والخرافات والنبوءات الكاذبة والمستحيلات والتناقضات والوثنية كيف دخلت في هذه الأناجيِل، في الوقت الذي فيه المسيح بريء من كل ذلك إ!. وكذا بإمكانهم أن يسألوهم كيف تحول اسم عيسى ابن مريم البتول إلى ابن النجار وابن داود وابن الإنسان وملك اليهود والنبي المنتظر، وحمل اللّه، ومختار اللّه... ثم اللّه نفسه وأيهم عيسى ابن مريم الحقيقي فيهم؟.

    ثالثأ:
    من الثابت والمعروف لدى النقاد جميعاً أن إنجيل مرقص هو أول ما كتب من الأناجيل الأربعة وأنه في المخطوطات الأصلية حوى 661 عدداً ولكن من المعروف والثابت لديهم أيضأ أن إنجيل متَّى المزور الحالي قد حوى 631 عدداً من مجموع أعداد مرقص الأصلية أي أكثر من 95% لذلك يسمي النقاد هذا الإنجيل "بإنجيل مرقص الموسع " كما أسلفنا. ويؤكد كولمان هذا بقوله: "مهما كانت هوية الكاتب فإنه من الملاحظ أنه استخدم بشكل موسع إنجيل مرقص الذي لم يكن أحد حواريي المسيح ".
    ولكن المنطق يقول إن متى التلميذ الذي لازم المسيح منذ بداية دعوته لا يعقل أن يعتمد على إنجيل مرقص الذي لم يكن تلميذاً للمسيح. أو بعبارة أخرى، كيف يمكن أن يعتمد شاهد العيان (متَّى التلميذ) على من لم يكن شاهد عيان (أي مرقص)!؟ وهدْا يؤكد للنقاد اليوم أن كاتب إنجيل متَّى الحالي لا يمكن أن يكون متَّى التلميذ، وأنه كاتب مزور وإنجيله مزور و لا علاقة له "بمتَّى الحقيقي (أو لاوي بن حلفي) " وأنه ما كتب إلا لغرض في نفس يعقوب وهذا ينقض ادعاء الفاتيكان في أن كتبة الأناجيل هم الرسل، وأن هذه الأناجيل هي كتب مقدسة.
    وفي هذا الصدد يقول أحمد ديدات: "فإذا لم ينسب هذا الكتاب إلى الحواري متَّى فكيف نقبله ككلام اللّه؟! ونحن لسنا الأوائل في اكتشاف هذه الحقيقة وهي أن متى- المزعوم- لم يكتب الإنجيل كما دونه "متى الحقيقي " بل كتب بأيد مجهولة. فالسيد ج. ب فيلبس وهو أستاذ في علم اللاهوت بالكنيسة الإنجيلية يتفق معنا في اكتشافنا هذا. وليس لدى السيد فيلبس أىِ دافع للكذب فهو يمثل الرأي الرسمي للكنيسة إذ يقول: "نسب التراث القديم هذه البشارة (الإنجيل) إلى الحواري متى ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الرأي، أي بمعنى آخر أن القديس متى لم يكتب البشارة التي تحمل اسمه. وهذا الاكتشاف لعلماء نصارى لا لعلماء هندوس أو مسلمين أو يهود حتى يتهموا بالتحيز"... وعن السرقة بالجملة من إنجيل مرقص يقول نفس الكاتب: "ولكن ماذا عما قيل في موضوع الإلهام والوحي؟! لندع القسيس نفسه الذي تدفع له الكنيسة مرتباً شهرياً والذي لديه المراجع والمخطوطات الإغريقية الأصلية يقول لكم الحقيقة، ولاحظوا طريقته الرقيقة في فضح نفسه والكنيسة "لقد استغل متى- المزور- بشارة مرقص استغلالأ كبيرأ" وبلغة أستاذ المدرسة اليوم أنه كان يغش- أي يسرق- المعلومات بالجملة من بشارة مرقص. ولكن النصارى يسمون هذه السرقة بالجملة وحي اللّه- في الوقت الذي نهى فيه الله عن السرقة حسب الوصايا العشر- ألا تتساءلون كيف يقوم شاهد عيان مثل متى وهو أحد حواريي المسيح بسرقة معلومات من المفروض أنه شاهدها بعينه كما يدعون، من كتاب مرقص الذي كان لا يزال في العاشرة من عمره حين كان عيسى يدعو بني إسرائيل!؟ إن الحواري متَّى لم يفعل هذه الحماقات. فهذه أكاذيب ألصقها به أشخاص مجهولون مدعين أنه هو الذي كتبها.

    من مجمل ما تقدم يتضح لنا بإيجاز ما يلي:
    ا- إن إنجيل متَى الأصلي، الذي كتبه متى التلميذ الحقيقي للمسيح كان بالعبرانية أو الَارامية أو السيروكلدانية- وكلها لغات متقاربة- في بيت المقدس- لليهود/ المسيحيين الذين آمنوا بعيسى، وبإله عيسى الواحد وذلك سنة 39- 41 وأن ذلك الإنجيل قد اختفى نهائيأ وما زال مخفياً حتى يومنا هذا باعتراف أكابر العلماء والَاباء والنقاد الغربيين.
    2- بعد اختفاء إنجيل متَى الأصلي ظهرت مكانه رأساً ما سمي( بالترجمة اليونانية) له منتحلة نفس الاسم وحلت محله وهي موجهة لليهود الشاؤوليين في أنطاكية وما حولها وليس لليهود العبرانيين في بيت المقدس. وهذه النسخة ترجمت فيما بعد إلى لغات عدة، وروج لها بأنها إنجيل متى وفي الحقيقة ما هي بإنجيل متى ولا حتى ترجمة له حسب ما تقدم.
    3- المترجم- سواء أكان فرداً أم جماعة. ما زال مجهولاً حتى اليوم لدى جميع الكنائس والعلماء والنقاد ولا أحد يعرف عنه شيئاً.
    4- لذا فمن الطبيعي أن يشك المرء فيه وفي ترجمته بل يحق له أن يرفضهما إذ لا أحد يعرف ما إذا كان متمكناً من اللغة التي ترجم منها (العبرانية) والتي ترجم إليها (اليونانية) أم لا؟ كما أن أحداً لا يستطيع أن يجزم ما إذا كانت هذه الترجمة طبق الأصل أم لا؟ وهل ترجم إنجيل متى الأصلي كله أم حذف منه أشياء أو أضاف إليه أشياء تتفق مع معتقداته أو معتقدات طائفته أو كنيسته وذلك بسبب اختفاء الأصل. كل هذه المجهولات، بالإضافة إلى السرقات الأدبية والتحريف المتعمد الذي سنراه. في هذا الإنجيل المزعوم تترك لدينا شكوكاً قوية وثغرات كبيرة يصعب ملأها مما يجعل من المستحيل أن تنطبق على هذه الترجمة التي بين أيدينا اليوم "مواصفات كتاب مقدس " كما تدعي الكنيسة، وذلك للأسباب المذكورة اَنفاً والتي أهمها جهلنا التام بالمترجم وكل ما يتعلق به من جهة، ولغياب الأصل العبراني الذي ترجمت عنه من جهة أخرى إذ أصبحت المقارنة بين الترجمة والأصل مستحيلة!!.
    وعندما توجد مثل هذه المجهولات، والحقائق الغائبة، والسرقات الأدبية والتحريف تقل قيمة أي كتاب في العالم- مهما كان موضوعه- إن لم تنعدم نهائياً. فهل يعرف الآن نصارى اليوم حقيقة ما يسمى بإنجيل متى الذي يقرأونه بالرغم مما توليه الكنائس من أهمية كبيرة لهذا الكتاب المترجم واعتباره عنوة أحد مصادر المسيحية!!؟ ألا يثير هذا سؤالاً لديهم كيف تعتبره كنائسهم مقدساً وترجع إليه في أصول دينهم وهي لا تعرف أين الأصل الصحيح لهذا الإنجيل المزعوم الذي تهمته الأولى أنه برز إلى عالم الوجود بعد اختفاء الأصل الصحيح من إنسان مجهول الاسم مجهول الهوية مجهول التاريخ وإن يكن غير مجهول الغرض. الأمر الذي يشير بأصابع الاتهام إلى الكنيسة الشاؤولية القديمة!! إن لم يكن شاؤول نفسه هو كاتب هذا الإنجيل. فقد جاء في دائرة المعارف الفرنسية، الجزء الخامس صفحة (117): "إن كتب العهد الجديد من عمل بولس أو عمل أتباعه وليست الأسماء الموضوعة عليها إلا أسماء مستعارة!! ثم إن من يسرق 631 عدداً من أصل 661 عدد من أي كتاب حسب شهادة النقاد الغربيين وينسبها إلى نفسه بعد أن يحرف بعضها حسب أهوائه ومعتقداته- كما سنرى- لا يسمى مقتبساً، ولا مؤلفاً، ولا مترجماً ولا كاتب وحي كما تزعم الكنيسة إنما يسمى لصاً وسارق نصوص أدبية. ولو كان مؤلف هذا الإنجيل المزعوم حياً بين ظهرانينا لحكمت عليه محاكم اليوم بالسجن أو الغرامة لسرقته. أو بالاثنين معاً، ولأمرت بسحب كتابه ومنعت تداوله في الأسواق لأن اليوم يختلف عن الأمس إذ أن حقوق التأليف والطبع محفوظة. ولو كان مرقص حياً بين ظهرانينا اليوم، ورفع مثل هذه الدعوى لكسبها 100%.

    هل ( متَّى المزعوم)، هو الوحيد الذي سرق نصوص مرقص؟ :
    يقول دينيس اريك نينهام: "لا شك أن متَى- المزعوم- ولوقا عندما كانا يكتبان إنجيليهما قد وضعا أمامهما نسخة من إنجيل مرقص وأنهما أدمجا في الغالب كل ما جاء في ذلك الإنجيل في إنجيليهما" .
    ما الذي يجعل "نينهام " وهو أستاذ في اللاهوت المسيحي يناقض وثيقة الفاتيكان التي زعمت أن كتبة الأناجيل قد كتبوا بالوحي ليقول مثل هذا الكلام؟! الحقيقة أن لوقا أيضاً متهم من قبل النقاد الغربيين، وتهمته هو الآخر ثابتة، بأنه سطا على ما يقارب 350 عدد أي 51% من أعداد إنجيل مرقص- أول الأناجيل- كما سطا على 200 عدد من إنجيل متى المزعوم من الأعداد الغير مرقصية، حيث كما أسلفا حقوق الطبع والتأليف لم تكن محفوظة، ولو أنه صاغ ما سرقه بأسلوب أدبي أرقى من زميليه. أي أن متى سرق من مرقص، ولوقا سرق من الاثنين، ولو أنه أضاف إلى مؤلفه روايات جديدة لم يذكرها مرقص أو متى مثل السامري الطيب، والغني الجشع، والمواظبة على الصلاة ورواية الرجل الغني والعازر، والقاضي الظالم... الخ ليصلح الآراء الخاطئة التي وردت في إنجيل متى أو ليسد بعض الثغرات فيه.
    كما وأن الموسوعة البريطانية سنة 1960 م ص 523 تقول: "من المتفق عليه لدى الغالبية أن متى ولوقا قد استفادا (لاحظ كلمة "استفادا" بدل سرقا) من مرقص وهو مستند قديم، إذ أخذا رواية يوحنا المعمدان وتجربة الشيطان وموعظة الجبل، وقصة ابن قائد المئة، وأقوال المسيح عن المعمدان بالإضافة إلى بعض الأمثال وبعض الأقوال عن نهاية العالم ".
    هذا في الوقت الذي زعم فيه الفاتيكان أن جميع كتبة الأناجيل قد كتبوا بتاْثير من الوحي الإلهي. ولكن للأسف كما نرى لم يجد الفاتيكان من يصدقه من النقاد حتى من أبناء قومه. هذه السرقات جعلت مواضيع الأناجيل الثلاثة متقاربة فسموها في الغرب بالأناجيل المتشابهة (synoptic gospels) كما ذكرنا وإن كانت غير متجانسة، وذلك حسب ما ذهب كل منهم في تحريفاته بناء على رغبة وتطور الكنيسة أو الطائفة التي كان ينتمي إليها، أو حتى لا يظهر لنا أنه سرق عن صاحبه، كما لا يجب أن ننسى عمليات الإضافة في الهوامش والحذف والتحريف المتعمد التي كان يقوم بها النساخ والرهبان يوم كانت هذه الأناجيل حكراً على الكنيسة وحدها. ثم كيف صعدت تلك الإضافات من الهوامش إلى المتن، أي إلى أصل النصوص الأمر الذي انتهى بهذه الأناجيل لتبدو كالثوب المرقع ولهذا نرى النقاد أمثال "فريدريك غراذت " يقول كما أسلفنا: "إن العهد الجديد كتاب غير متجانس. إنه شتات مجمع. فهو لا يمثل وجهة نظر واحدة تسوده من أوله إلى آخره، لكنه في الواقع يمثل وجهات نظر مختلفة" مما يدل على أن أكثر من يد قد عبثت في هذه الأناجيل. وهو على حق. إذ أن فيها ثلاث ديانات مختلفة كما أسلفنا، إضافة إلى أنها تتخبط في أقوالها فساعة تمثل لنا عيسى بأنه عبد اللّه ونبيه المؤمن المطيع الذي يصلي دائماً لربه وخالقه، وساعة أخرى ترسمه لنا بأنه ابن اللّه صاحب جيش من الملائكة، وساعهَ أخرى بأنه ابن الإنسان الفقير المعدم الذي لا يملك أين يسند رأسه، وساعة أخرى هو سيد العالم الذي سيدين العالم. ومرة تقول لنا إنه ابن يوسف النجار ومرة أخرى تقول إنه ابن داود وحمل الله، وابن الإنسان والنبي المنتظر، واللّه نفسه..!.

    لماذا كتبوا هذا الإنجيل ونسبوه إلى متى الحواري:
    قلنا إنه من المعروف لدى النقاد جميعاً أن أول الأناجيل المكتوبة كان إنجيل مرقص لذا فالمنطق يقول أن يكون ترتيبه الأول في أناجيل العهد الجديد الملصقة بكتاب العهد القديم. ولكننا نرى أن ما روّج له بأنه ترجمة إنجيل متى (المزيف) قد اغتصب هذه المرتبة عنوة وصار هو الأول. فأصبح من حق كل من يعتقد أنه مسيحي أن يسأل كنيسته لماذا لعبوا هذه اللعبة في ترتيب الكتب التي يزعمون بأنها مقدسة (ولو أننا سنجيب على هذا السؤال). فنقول: يبدو أن شاؤول اليهودي الفريسي وكنائسه التي كانت تدين له لم تقنع بما جاء في إنجيلا متى الأصلي أو (لاوي بن حلفي) من دين صحيح وتوحيد بالله، وضرورة الختان، وتحريم الخمر والخنزير... التي حتماً كانت صعبة على الأمم الوثنية التي ذهب إليها والتي كانت لها آلهة متعددة، تأكل الخنزير وتشرب الخمر ولا تختتن... الخ فماذا فعلوا!!؟.
    أولاً: قاموا بإخفاء هذا الإنجيل كليا واستعانوا بإنجيل مرقص الذي كان متداولاً فأخذوا منه ما يقارب الى 95% من نصوصه، ونسجوا حولها أوهامهم بعد أن سدوا الثغرات الموجودة فيه ثم قاموا ودسوا فيه دينهم الجديد محللين للوثنيين كل محرم لتسهيل عملية دخولهم فيه من جهة، ولإفساد دين المسيح من الداخل من جهة أخرى، واختاروا له اسم "إنجيل متى" ليقع موقع القبول والرضى عند الناس كما قال "ول ديورانت ". لكن المضحك في هذا الإنجيل عند تسليط الأضواء عليه تبدو السرقة واضحة تماماً. إذ لا تكاد تجد جملة في إنجيل مرقص إلا وتجد مثيلتها تماماً في إنجيل متى المزعوم، وأحياناً تكون محرفة قليلاً حتى لا يقال إنها سرقت منه من جهة أو لتناسب الغرض الذي كتبوا هذا الإنجيل من أجله من جهة أخرى- كما سنثبت ذلك- وأهدافهم في كتابة هذا الإنجيل رخيصة ومكشوفة منها على سبيل المثال لا الحصر:
    1- الإكثار من "ألفاظ " دين بولس الجديدة والدخيلة على دين عيسى مبعثرة هنا وهناك مثل الأب، والابن والروح، والروح القدس لتحل ما أمكن محل اسم اللّه الواحد ليذهبوا بدين التوحيد الذي جاء به عيسى بعيداً لغرض في أنفسهم من جهة وليوافق عقلية الأمم الوثنية من جهة أخرى.
    2- العمل على إفساد هذا الدين وجعله مناقضاً للناموس ومستقلاً عن الدين الذي أتى به عيسى آخر أنبياء بني إسرائيل الذي قال: "لم آت لأنقض الناموس " متى:5/17، وذلك بزج "الأفكار" الشاؤولية الكنسية فيه وتصوير عيسى بأنه هو قائلها.
    3- نفخ وتفخيم صورة عيسى ومعجزاته ليقنعوا الناس بأنه هو المسيح المنتظر وغرضهم من ذلك كله إقفال باب النبوة في وجه "المسيا الحقيقي " عندما يظهر ليزيدوا الأمم القادمة ضلالاً.

    ثانيأ: بعد ذلك أخذوا ما راق لهم من نصوص يقال إنها وقعت تحت أيديهم من مستند يوناني قديم اسمه "لوجيا" أي الكلمة أو العقل أصبح فيما بعد يعرف عند النقاد باسم "Q"، فيه بعض أقوال المسيح الحقيقية كما يقول "بابياس " في الموسوعة البريطانية. فأخذوا ما وافق غرضهم وتركوا الباقي، لأن بابياس يستشهد منه في كتاباته بأقوال للمسيح غير موجودة في الأناجيل الحالية، ثم أضافوا إلى كل ذلك بعض ما سمعوه من أفواه رواة ماتت أجيالها ومزجوه بالأفكار الشاؤولية الكنسية والأساطير الوثنية والأحلام والخرافات وكل ما هو مستحيل وغير معقول ليجذبوا إليهم كل فئات الأمم واضعين الكثير منه على لسان المسيح وهو بري منه فجاءت الديانة الشاؤولية الكنسية في هذه الأناجيل، أشبه بالديانات الوثنية الخرافية.
    ثالثا: ثم ليصبغوا كل هذه !الخلطة بثيء من الجدية والأصالة، ولكي ينطلي إنجيلهم هذا على السذج والبسطاء من العامة- الذين كتبت لهم هذه الأناجيل، قاموا بعمليتين لا شك أنهما آتتا أكلهما في السابق. لكن النقد الحديث كشف زيفهم وخداعهم، مما ترك هذه الأناجيل مهلهلة عارية عن الصحة وعرضة للنقد اللاذع. فما هما هاتان العمليتان؟.
    (1) أضافوا لهذا الإنجيل بعضاً من أمثال المسيح وأقواله الحقيقية التي ربما كانت في حوزتهم من إنجيله الأصلي أو من إنجيل متى الأصلي أو (لاوي بن حلفي) ليرضوا بها المسيحيين اليهود ووزعوها بين صفحات الإنجيل، وإن دسوا بعض نصوصهم فيها أحياناً، لتبدوا نصوصهم وكأنها في الأصل من أمثال المسيح وأقواله. وبعض هذه الأمثال والأقوال لو فطنوا لمعانيها والمقصود منها ربما ما كتبوها إطلاقاً، لأنها في حقيقتها ما هي إلا بشارات عن قرب حلول مملكة الله على الأرض التي أقامها النبي المنتظر الذي كان ينتظره اليهود والذي لم يكن سوى محمد نبي الإسلام. وكذا أدخلوا بعض المواعظ مثل موعظة المسيح الشهيرة بموعظة الجبل التي تتميز بالأخلاقيات، وبمواساة الطبقة الضعيفة من عامة اليهود الفقراء، وبعث روح الأمل فيهم، والتيئ أفردوا لها ثلاث إصحاحات كاملة في هذا الإنجيل.
    وهذه أيضاً دسوا أصابعهم فيها ولكن لا يصعب على القارىء الفطن العادي اليوم أن يميز فيها أسلوب المسيح من أسلوبهم، ونصائحه المخلصة من نصائحهم المغشوشة. إذ أن أسلوب المسيح يمتلىء بالإخلاص، والنصح المنبعث من القلب. فيما نصائحهم ظاهرة الغش ، فجاءت موعظته وأمثلته كمصابيح إنارة وسط نفق مظلم، ومن المحتمل كما أسلفنا أن يكونوا قد أخذوها من إنجيل متى الأصلي، وبذلك يكونوا قد كشفوا عن أنفسهم من حيث لا يدرون بأنهم السراق راللصوص الذين سرقوا إنجيل متى الحقيقي وأخفوه إلى الأبد.
    (ب) لإيهام السذج والبسطاء من الوثنيين وعامة الشعب بأن عيسى هو "المسيا المنتظر"، وأن ما سموه بالعهد الجديد هو تكملة لما سموه بالعهد القديم، قاموا بانتزاع أعداد كبيرة من العهد القديم وحرفوها، ولووها، وعصروها عصراً لتلائم عيسى ابن مريم، وألصقوها به قسراً بمناسبة وبدون مناسبة ليظهروه وكأنه المسيا الذي تنبأت به التوراة والذي كان ينتظره اليهود (علماً بأنه لا التوراة ولا العهد القديم جاء فيه ذكر عيسى ابن مريم) معتقدين أن ذلك سينطلي على العامة، ولكن تلك الأعداد لم تكن في حقيقتها إلا رقع ظاهرة لا تمت له بصلة جاءت معظمها بعد أقوال مثل "لكي يتم ما قيل من الرب القائل " أو "لكي يتم ما قيل بالانباء" أو "لأنه هكذا مكتوب بالنبي!... الخ" وما هي في الحقيقة إلا إضافات إلى الـ 95% التي سرقوها من إنجيل مرقص. كل ذلك لثبتوا لنا أن إنجيل متى المزيف هذا، ما هو إلا امتداد للعهد القديم لكثرة ما حوى من نبوءات عن المسيح وأن تلك النبوءات قد تحققت في شخص عيسى.
    لهذه الأسباب ألصقوا هذا الإنجيل بعد العهد القديم رأساً (مع أن تلك المكانة مخصصة لإنجيل مرقص بصفته أول الأناجيل المكتوبة) ليبدو وكأنه امتداد له، وأطلقوا على الجميع اسم Bible أه أي الكتاب المقدس. وأنت لو قلبته من الدفة إلى الدفة لا تجد فيه كلمة Bible ولا كلمتي "الكتاب المقدس " لأن الله لم يطلق هذا الاسم على الكتاب الذي نسبوه إليه فتولوا هم عنه ذلك. إذ في الحقيقة لا يدري أحد حتى اليوم من الذي قدسه لهم. لأن القداسة تكون لكتب أنزلها الله من السماء بلغة سامية على أنبياء ولم يمسسها أي تحريف، لا لكتب ألفها على الأرض أدعياء بلغة يونانية جاءت مليئة بالتحريف والتناقض.
    لذلك عند قراءتنا لهذا الإنجيل، يجب أن نفتح عيوننا ونكون حذرين جداً عند كل قول منتزع من العهد القديم ومسبوق بجملة "لكي يتم ما قيل من الرب القائل " أو "لكي يتم ما قيل بالانباء"... وما شابه من أمثال هذه الجمل لأنها كما أسلفنا ليست إلا رقعاً أضيفت إلى الى 95% التي سرقت من إنجيل مرقص، ولأن ما سيأتي بعدها ما هو إلا دساً أرادوا أن يدسوه في هذا الإنجيل (وغيره) للتدجيل على البسطاء. وفي الحقيقة أن المتتبع لإنجيل متى المزعوم هذا يذهل لهذا الحشد الهائل من الأعداد المنتزعة والمحرفة من العهد القديم، والملصقة بعيسى ابن مريم عنوة، وراء جعله المسيا المنتظر رغما عنه، مما يعجز عنه الموظف الحكومي (متَّى الجابي أو لاوي بن حلفي) ولا يستطيعه إلا يهودي متمكن من توراته جيداً.
    ولكن مما يدل على سذاجة من دسوا تلك الصيغ والأعداد، أنه بعد كل التعب الذي تعبوه في جعل المسيح يبدو وكأنه المسيا المنتظر، وبعد أن بذلوا المستحيل في جعله ابناً لداود، حتى أفهمونا أن عامة الناس كانت تناديه بابن داود وهو يستجيب لهم، نسوا أن يشطبوا ما يكذب كل أقوالهم، بل ينسف كل محاولاتهم ويبددها كقول المسيح مثلاً: "ماذا تظنون في المسيح أبن من هو؟ قالوا له: ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه " متى 22/43،. مما يدل على أنه بالرغم من كل معرفتهم بالتوراة ومن جهودهم ومحاولاتهم المضنية في جعل عيسى يبدو وكأنه المسيح المنتظر فهم لا يعدو أن يكونوا أناسأ سذجاً كتبوا لأناس أكثر منهم سذاجة. إذ أن هذه الجملة تنسف كل محاولاتهم في جعل عيسى هو المسيح المنتظر.
    المهم أنهم قاموا بجمع هذه الخلطة المذكورة في رواية واحدة مفككة الأوصال مقطوعة الاتصال ينقصها الكثير الكثير من الإقناع والربط والتسلسل الحدثي والتاريخي والزمني وسموها، إنجيلا ونسبوه إلى الحواري متى. وبعد فترة تولت الأمر كنيسة أخرى وجدت هذا الإنجيل مليئأ بالثغرات والعيوب فكتبت إنجيلاً آخرأ نسبته إلى شخص مجهول يدعى لوقا، حاولت فيه أن تسد تلك الثغرات والعيوب ، وهي وإن نجحت في ذلك إلى حد ما إلا أنها وقعت هي الأخرى في ثغرات وعيوب جديدة. ولما تطورت الكنيسة الشاؤولية- أو بالأحرى ارتدت- وأرادت أن تنسب الألوهية لعيسى أفردت لذلك إنجيلاً خاصًّا نسبته إلى يوحنا الحواري ولكي تصبغه بشيء من الأصالة أدخلت فيه بعض أقوال المسيح الحقة التي لم يذكرها أي من الأناجيل الثلاثة الأولى مما يؤكد أنها اقتبستها من إنجيل متى الحقيقي أو حتى إنجيل المسيح المخبأ عندها، ودست فيه أن في البدء كان عيسى إلهاً ثم عادت وتخبطت في أقوالها وقالت: "إن الله لم يره أحد!! ".
    وعن عدم التسلسل الحدثي والتاريخي في إنجيل متَى يقول سي. جيه كادو: "إن أي شيء يخص متى- المزعوم- تاريخياً يجب أن يؤخذ بحذر شديد" كما يقول جون فنتون: "فإذا كان القارىء يقبل على إنجيل متى- المزعوم- وهو يتوقع أن يجد فيه سرداً تاريخياً دقيقأ لحياة يسوع فلسوف يصاب بخيبة أمل ".
    والأدهى والأمر أن المدقق لهذه الأناجيل عموماً يتأكد له أن الإنجيل الواحد لم يكتبه شخص واحد لذا جاءت مليئة بالتناقض مما جعلها فعلأ تبدو مرقعة ترقيعاً. الأمر الذي يجب أن لا نستغرب من قول فريدريك غرانت: "إن العهد الجديد كتاب غير متجانس " ولا من قول ول ديورانت: "وانتحلوا له اسم التلميذ متى ليقع من الناس موقع الاطمئنان والقبول ". ولا أحد يعرف بالضبط التاريخ الذي تحددت فيه قانونية أسفار العهد الجديد دوناً عن سواها من الأناجيل الأخرى التي كانت شائعة في ذلك الزمان (و كانت حوالي 70 انجيلا و في بعض الأقوال 300، )ولا مؤهلات من جعلوها قانونية، أو الطريقة التي اعتمدوها، ولا حتى جنسياتهم ولقد مر معك قول جون لوريمر بهذا الصدد عن هذه الأناجيل إذ قال: "لم يصلنا إلى الآن معرفة وافية عن الكيفية التي اعتبرت بها الكنيسة الكتب المقدسة كتبا قانونية". فإذا كانت قد فرضت بالقوة فمن الذي فرضها ولمصلحة من! إ؟ وإذا كان ليس هناك معرفة عن كيفية اختيارها لتكون كتباً قانونية، فكيف تكون مقدسة"
    المهم أن أناجيلهم التي أطلقوا عليها اسم العهد الجديد والتي قاموا بربطها بالعهد القديم وجعلوها تبدو للناس البسطاء كأنها امتداد له، وتسمية الكتابين بالكتاب المقدس يجب ألا تنطلي على أحد إذ شتان ما بين الاثنين. فالعهد القديم بكل التحريف الذي جرىَ عليه، وبكل أباطيله وأخطائه وقصص زنا الأنبياء والإثارات الجنسبة... فهو يتحدث من أوله إلى اَخره عن اللّه الواحد بينما هذه الأناجيل تتخبط، فتارة تتحدث عن إله واحد هو دائماً في الخفاء، وتارة عن اثنين وتارة عن ثلاثة أحدهم يأكل ويشرب كما يأكل البشر ويبصق في وجهه، ويستهزأ به ويجلد ويصلب حتى الموت والآخر حمامة تنزل من السماء أو يعطى لكل من يطلبه أو روح تحمل المسيح من مكان إلى آخر الأمر الذي جعل شارل جانبيير الكاثوليكي المسيحي المتعصب يقول: "إن الغربيين لم يكونوا قط مسيحيين في يوم من الأيام " أي من أتباع المسيح. وهذا صحيح 100% لأنهم شاؤوليون كنسيون وثنيون من أتباع شاؤول اليهودي والمجمعات الكنسية التي فبركت لهم هذا الدين. فالمسيح كان يتعبد للإله الوأحد والمسيحيون ما زالوا حتى اليوم يتعيدون الثلاثة. إذ بعد اختفاء إنجيل المسيح لم يبق عندهم سوى ترجمات مزعومة و مؤالفات ألفها لهم يونانيون في آحسن الأحوال أو يهود أساتذة في اللغة اليونانية متشبعين بالفلسفات الوثنية الهلينية كان لهم في الكنائس التي اندسوا فيها ألف غرض وغرض في جرف المسيحية الحقة من دين سماوي بسيط إلى دين شاؤولي كنسي وثني تعددت فيه الآلهة يصلون فيه للأصنام وللصليب وللصور الملونة زاعمين للناس أن هذه المسيحية التي جاء بها المسيح بينما كان المسيح كما قلنا يصلي للإله الواحد ودائماً يشير إلى الإله الواحد الذي في الخفاء. ويجب ألا ينسى أحد أن هذه الأناجيل الشاؤولية الكنسية قد كتبت بعد رفع المسيح من قبل أناس غربيين وغرباء عن المسيح بعد وفاة جميع التلاميذ الذين عاصروه، وحسب الموسوعة البريطانية فإن "إنجيل مرقص كتب بين سنة 65- 70 م، ومتى بين 70- 80 م، ولوقا بين 80- 95 م، ويوحنا بين 90- 120 م، علماً بأن فيها أقوالاً مدسوسة بعد تلك التواريخ بفترات طويلة والنقاد اليوم يقولون: "إن متى لم يكتب متى" وأن إنجيل متى الحالي (وكذا إنجيل يوحنا) إنجيل مزور وما هو في الحقيقة إلا إنجيل مرقص الموسع وليس له علاقة مطلقة بتوراة موسى أو بالعهد القديم رغم ما دسوه فيه من نصوص توراتية فالهوة سحيقة بين الاثنين فهناك كما قلنا الله واحد وهنا ثلاثة، وهناك المعبود في سماء السموات بينما المعبود هنا يقضي تسعة أشهر في رحم أنثى بين الدم والبول والفرث ثم يولد ويعتاش على ثدي أمه. هناك اللّه الذي خلق السموات والأرض بكلمة واحدة، وهنا المعبود الذي يحتاج إلى جحش لينتقل به من مكان إلى آخر. هناك اللّه الغني الذي يملك الكون وهنا المعبود الذي لا يملك أين يسند رأسه. هناك الله الذي في الخفاء وهنا اللّه الذي يراه الجميع يأكل ويشرب ويسكر مع الناس ومن شدة سكره يقوم بخلع ملابسه وغسل أرجل تلاميذه البشر، كما يترك عاهرة تدغدغ قدميه بشعر رأسها. هناك اللّه القوىِ الجبار وهنا الإله الضعيف الذي بصقوا في وجهه وجلدوه وأسلموه للموت على خشبة الصليب حيث يصبح لعنة ودمه فدية بدل دم التيوس. هناك اللّه الواحد لانتفاء جنسه وهنا الإله سليل البشر ابن أمه وخالقها وذو سلسلة من الأجداد البشرية الطويلة العريضة. لا، لا هيهات أن يكون ما سموه بالعهد الجديد مكملاً لما سموه بالعهد القديم رغم كل الأعداد التي شحنوه بها منه وألصقوها عنوة بالمسيح.

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    آخر نشاط
    07-02-2012
    على الساعة
    02:42 AM
    المشاركات
    88

    افتراضي

    نقد النصوص في إنجيل متّى
    بقلم الداعية : أحمد بحيري
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    من الملفت للنظر أنه عند وضع هذا الإنجيل المزور المسمى حالياً "بإنجيل متَّى" والأناجيل الثلاثة الأخرى في دائرة الضوء، يتضح لنا أنه عدا التناقض العقائدي الصارخ بين الأناجيل الثلاثة الأولى مع الإنجيل الرابع كما أسلفنا، فإن هناك اختلافاً كبيراً في الأسلوب والألفاظ ليس بين كل إنجيل وآخر، فهذا شيء طبيعي لاختلاف الكتاب، إنما بين كَل إصحاح وآخر من نفس الإنجيل!! لا بل إننا نجد أحياناً أكثر من أسلوب واحد في الإصحاح الواحد كما سنرى، إذ كثيراً ما تصادفنا كلمة أو جملة كاملة أو عدة جمل قد دست بين النصوص الأصلية لتبدو وكأنها منها. ولكنها في حقيقتها ليست منها، لأنها تتناقض مع نص سابق أو نص لاحق مذكور هنا أو هناك، نسوا أن يشطبوه كما مر معنا في " كيف يدعوه داود بالروح رباً" ولما كان من غير المعقول أن يناقض الكاتب نفسه كما ذكرنا، لذا فإن هذا يؤكد أن أكثر من يد واحدة قد امتدت إلى هذه الروايات- التي سموها أناجيل فيما بعد- وعبثت بها بعد موت أصحابها حسب ما كان يتفق مع ميول تلك الأيدي وأهدافها، دون أن تكلف نفسها عناء قراءة ما جاء فيها، وبذلك أفسدتها فجاءت مناقضة لبعضها بعضاً.
    وإلا فكيف نفسر أقوالاً عديدة نسبوها إلى المسيح مثل قولهم في منتصف هذا الإنجيل على سبيل المثال لا الحصر:

    "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً" متى10/34

    أي أن المسيح ما جاء إلا لإشعال نار الحرب وإسالة الدماء. ثم قولهم في آخر الإنجيل وعلى لسان المسيح أيضاً قوله لبطرس:

    رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يؤخذون بالسيف، بالسيف يهلكون " متى 26/52،

    أىِ أن المسيح لا يؤمن مطلقاً باستعمال السيف!. فأيهما يا ترى نصدق؟! إذ نحن هنا أمام قولين متناقضين وردا في إنجيل واحد؟! أحدهما قاله المسيح، والَاخر مدسوس على المسيح. إذ ليس من المعقول أن يناقض المسيح نفسه. فالمسيح الذىِ سبق أن قال:

    "أريد رحمة لا ذبيحة" متى 9/13

    لا يمكن أن يقول أريد سيفاً لأشعلها حرباً ونا راَ.
    ومثله ما جاء في يوحنا:8/14: "وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق "ونقيضه تماماً في نفس الإنجيل 5/31،: "إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقأ".
    فهل شهادة المسيح لنفسه حق أم ليست حقاً. إن كلا النصين المثبت والمنفي وردا في كتاب يزعمون أنه مقدس. فالمسيحي الذي يبحث عن دينه الحق بأي نص من النصين يأخذ؟ أيأخذ بالنص المثبت أم بالنص المنفي. فإن أخذ بالنص المثبت يكون قد خالف إنجيله في النص المنفي، وإن أخذ بالنص المنفي يكون قد خالف إنجيله في النص المثبت!! حتماً أحد النصين مدسوس.
    والمتأمل في مثل هذه التناقضات التي امتلأت بها الأناجيل يظهر له كثرة الأيادي التي عبثت بها. إذ دست نصوصاً ونسيت أن تشطب النصوص الأصلية المناقضة لما دسته. لذا جاء بعضها مناقضأ لبعضه الآخر كما أن هناك احتمال في أن ذلك كان عمداً بقصد تشويش ذهن القارىء المسيحي حتى يعيش في دوامة ولا يعرف دينه الصحيح. والغريب أن مثل هذا التشويش يتفق تماماً مع ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون فيما بعد. فقد ورد في البروتوكول الخامس ما يلي:
    "وضروري لحكومتنا الناجحة أن تضاعف وتضخم الأخطاء والعادات والعواطف...
    حتى لا يستطيع إنسان أن يفكر بوضوح في ظلامها المطبق وعندئذ يتعطل فهم الناس بعضهم بعضاً"
    كما أن افتتاحية إنجيل يوحنا التي جعلوا فيها الكلمة هي الخالق تحطم كل قواعد الإيمان وذلك يتفق تماماً مع ما جاء في البروتوكول الرابع عشر "يجب علينا أن نحطم كل قواعد الإيمان ".
    والآن حيث إن إنجيل مرقص هو أول الأناجيل المكتوبة من هذه الأناجيل الأربعة وحيث إن متى المزيف قد سرق حوالي 95% من نصوصه كما أسلفنا بشهادة جميع النقاد المسيحيين الغربيين أنفسهم، لذا دعونا نتفحص بعض النماذج التي سرقها، لنرى كيف حرفها وغش بذلك جميع المسيحيين منذ القدم حتى يومنا الحاضر، وكيف سرق أجيالهم المؤمنة باللّه الواحد وحولها إلى أمم وثنية كافرة تعبد ثلاثة آلهة ليس لها وجود، في الوقت الذي فيه المسيح ما عبد إلا إلهاً واحداً، وما خبر إلا عن إله واحد، مما سيؤكد لكل نزيه يبحث عن الحق والحقيقة، أن هذه الأناجيل المحرفة، ومعها المعتقدات الشاؤولية الكنسية الوثنية التي زجت فيها، كان هدفها الأصلي واحداً، وهو تخريب دين المسيح. ولكن اَن الأوان اليوم للكشف عن كل تلك المحاولات التي ثبتت في عقول النصارى حتى يومنا هذا فلعل هذا يساعدهم في إزالة القذى الذي تركه شاؤول والمجامع الكنسية الوثنية في عيونهم فيبصرون جيداً ويفوزون بالخلاص. خلاص الله الحقيقي وليس خلاص الكنيسة المزعوم الذي غرسته في عقولهم وجعلتهم بسببه أسارى لديها طيلة عشرين قرناً.
    ومن تلك المحاولات الرخيصة والتحريف الفاضح الذي جر المسيحية إلى مهاوي الوثنية على سبيل المثال لا الحصر:

    ا- دس لفظ "ابن اللّه" الذي أدخله شاؤول بعد رفع المسيح:

    يقول مرقص في 8/29، من إنجيله على لسان المسيح: "وأنتم من تقولون إني أنا. فأجاب بطرس وقال له: أنت المسيح ". فماذا فعل هذا "المتَى المزور" بعد أن سرق نفس النص من مرقص؟ اقرأ معي:
    "قال لهم وأنتم من تقولون إني أنا. فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي " متى. 16/16، فبعد أن سرق نص مرقص أضاف عليه لفظ "ابن اللّه ".
    ولقد قلنا إن من أهداف شاؤول واليهود المندسين في المجمعات الكنسية نسف دين المسيح الموحد باللّه من الداخل وتحويله إلى دين وثني لتقريبه من الوثنية التي تؤمن بالآلهة الأبناء والآلهة الآباء لإبعاد المسيحيين عن الجنة التي مفتاحها "لا إله إلا الله".

    2- دس لفظ "الأب " مكان اسم اللّه:

    يقول مرقص في 14/25، من إنجيله:
    "لا أشرب من نتاج الكرمة إلا في ملكوت اللّه ".
    فماذا قال متَى المزيف بعد أن سرق النص ؟
    "لا أشرب من نتاج الكرمة إلا في ملكوت أبي " متى. 26 /29، أي حول ملكوت اللّه إلى ملكوت أبي.
    ويقول مرقص في 3/35، من إنجيله:
    "لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي ".

    فانظر ماذا فعل متَى:
    " لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي " متى:12/50 ،. أي حول مشيئة الله إلى مشيئة أبي.
    وهكذا ترون بأنفسكم أخوتي أن هذا الكاتب المزيف غير أمين على النصوص،وليس للنصوص عنده حرمة فيتلاعب بها كيف يشاء لغرض في نفسه، إذ بعد أن سرق نصوص مرقص حرفاً بحرف دس لفظ "الابن" للمسيح، كما شطب اسم اللّه ورضع مكانه اسم "الأب " واسم الأب كما مر معنا دخل في الدين المسيحي سنة 180 - 210 ويزعمون أن هذا الإنجيل كتب سنة 70- 80 م، كذلك فإن متى الحقيقي مات سنة 62 م.
    فيا إخوتي يا من نحاول جهدنا في تخليص أرواحهم من النار الأبدية، أمام أعينكم تزوير واضح. وقد ألقينا لكم القبض على هذا الكاتب اليهودي الوثني الذي لا يخاف اللّه والذي سمى نفسه متى وهو متلبس بأكبر جريمتي تزوير في دين المسيح. الأولى دس فيه لفظ "ابن الله " والثانية جريمة شطب "اسم الله" الأعظم، ودس اسم الأب مكانه وكلا اللفظين غريبين على دين المسيح الحقيقي. والمسيح ما عرف يوماً إلهاً اسمه الأب ولا عرف إلهاً اسمه الابن إنما عرف الله وحده الذي هو في الخفاء دائماً. ودائماً كان يصلي له لأن الله لم يكن يوماً أبا أحد أو عم أحد أو خال أحد. "وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة لله " لوقا:6/12،. لا للأب ولا للابن ولا لروح القدس ولا لواحد في ثلاثة، ولا لثلاثة في واحد، إنما لله.
    فتأملوا جيداً إخوتي يا من تعتقدون أنكم مسيحيون لأنكم أمام عملية "من أخطر عمليات التزوير في تاريخ العقائد على الإطلاق، وخطورتها تكمن في تزوير عقائد الناس التي تحدد مصائرهم الأبدية. وهذه فضيحة كل الدهور، وقاصمة كل الظهور، والتي تكشف بجلاء سرقة كل الأجيال من المسيحية الحقة التي جاء بها المسيح إلى "الشاؤولية الكنسية الوثنية" التي تؤمن بالأب والابن وتعدد الَالهة التي تدخل صاحبها النار الأبدية.
    إن من يسرق محافظكم تسمونه نشالاً. ومن يسرق بيوتكم تسمونه لصا، ومن يسلبكم في الطريق تحت تهديد السلاح تسمونه قاطع طريق... الخ ولكن من يسلبكم دينكم بهدف حرمانكم من الجنة وزجكم في النار الأبدية ماذا تسمونه؟!! ليس له إلا اسم واحد. حذرنا منه الله دائماً... الشيطان!! إذ مَن مِن البشر يستطيع أن يشطب اسم الله في كتاب يزعمون أنه مقدس ليضع مكانه اسم الأب... أو أي اسم رخيص آخر؟ هل يجرؤ إنسان أن يفعل ذلك!!؟.

    "يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27)" سورة الأعراف
    "إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100)" سورة النحل
    هنا يجب أن نتوقف وقفة طويلة عملاً بقول المسيح: "إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي ابحثوا عن الحق والحق يحرركم " يوحنا 8/32، لنسأل أنفسنا فيها لماذا فعلوا ذلك؟! إذا عرفنا الجواب لا شك أنه عندها ستتكشف لنا الحقيقة، ويتبين لنا بكل وضوح أن هذا اليهودي المضلِّل الذي سرق عن مرقص وحرَف نصوصه كما رأينا إنما أراد بإنجيله الكاذب هذا أن يسوق على الأمم وعلى المسيحيين الأوائل الذين كانوا مؤمنين بالله الواحد لفظتي "الأب " و"الابن " الغريبتين عن الدين الحقيقي الذي أتى به المسيح ويدسهما في الألوهية لجرهم شيئاً فشيئاً إلى عبادة إله وهمي ليس له وجود سماه أبا وابنا ليحرمهم من نعيم الجنة التي مفتاحها الأول "لا إله إلاَّ الله "، مما يكشفه ويعريه مهما تسربل بالمسوح النصرانية ومهما ألف من أناجيل أو تسمى باسم أحد التلاميذ. فالتلميذ العشار الذي عرفه مرقص، والذي عرفه لوقا كان اسمه "لاوي بن حلفي " كما جاء في إنجيليهما ولم يكن أبداً اسمه متَى كما زعم هذا المتى عن نفسه في إنجيله، وهو في حقيقته ليس إلا كشاؤول، أو شاؤول نفسه دخيلاً على تلاميذ اومسيح. فها هو يكشف عن حقيقته أنه كاتب يهودي بل وصهيوني مزور، ذو لؤم خبيث وحقد دفين ضد دين المسيح الحقيقي البريء من لفظ الأب ومعها لفظ الابن. وأنه ما ألف هذا الإنجيل إلا لينسف دين المسيح من الداخل بعد أن عجز رئيس الكهنة وشاؤول نفسه عن نسفه من الخارج
    "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً (48)" سورة النساء
    لذا كما قلنا أينما وجدت لفظ الاِّب في الأناجيل أخي العزيز اشطبه وضع مكانه اسم الله. وأينما وجدت لفظ "ابن الله " اشطبه وضع مكانه عبد الله أو خادم الله. وبذا تكون قد أعدت إلى هذه الأناجيل شيئاً من المصداقية المفقودة، لأنهم بدل الله الواحد جعلوا لك عائلة من الَالهة فيها أب وابن وأجداد وأقارب، وتلك هي الديانة التي فبركتها المجمعات الكنسية اليهودية الوثنية القديمة لخدمة اليهودية العالمية، ولإرضاء قسطنطين والأباطرة الرومان الوثنيين في القرن الرابع، ثم تبنتها جميع الكنائس منذ ذلك اليوم وتسلسلت فيها حتى وقتنا الحاضر. فهذه هي حقا الخطيئة التي تسلسلت وليس خطيئة آدم المزعومة. ولا شك أن كل مسيحي متعلم أو مثقف ومنصف وغير متحيز لا يسمي هذا الإنجيل ترجمة ولا يسميه تأليفا إنما يسميه تزويراً على رؤوس الأشهاد مع سبق الإصرار والترصد، قصد به سرقة الأجيال المؤمنة بالله الواحد، إضافة إلى أنه عملية احتيال كبرى في تاريخ المسيحية الحقة لسرقة دين المسيح السماوي واستبداله بدين أرضي وثني من صنع البشر، صنعه كتبة هذه الأناجيل البهود المزيفون لغرض خبيث في أنفسهم. وبعد كل هذا تدلس الكنيسة على طوائفها حتى اليوم وتقول لهم إنها أناجيل مقدسة وكتبتها قديسون كتبوا بتأثير من الوحي الإلهي وأن الكنيسة حامية لدين المسيح!! بينما هي في الحقيقة حامية لدين شاؤول اليهودي الفريسي وقسطنطين الوثني، وهي لا تستطيع أن تقول لهم ذلك حفاظاَ على كراسيها ومصالحها الدنيوية ناسية قول المسيح: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه " متى: 16/26 ،. ولو أن الكنيسة الإنجليكانية بعد هذه القرون الطويلة من الكذب على الناس في أن عيسى هو اللّه، أو ابن اللّه، وجدت أخيراً بعد اكتشافات البحر الميت بعض الشجاعة لتعلن للملأ نصف الحقيقة، وهي أن عيسى ليس إلا رسول اللّه كما مر معنا.
    يقول الأسقف السابق عبد الأحد داود "ديفيد بنجامين كنداني سابقا": "من حقنا أن نتفق أو نختلف مع عقيدة أو نظرية، ولكن ليس هناك مبرر لتحريفنا وتشويهنا لأي عقيدة عن عمد لإثبات نظريتنا حولها. وتحريف الكتب المقدسة عمل جائر وإجرامي... وأن أي وثيقة تصبح غير جديرة بأي اهتمام إذا ثبت أن أي جزء منها مزيف ".
    إذاً "متَى المزيف هذا" في نظر هذا القس الورع الذي أشهر إسلامه، هو مجرم وعمله إجرامي وإنجيله مزور غير جدير بأي اهتمام حسب ما أثبتناه من تزوير فيه، لأن توحيد الله في دين المسيح، هو أساس العقيدة كما هو في كل الأديان السماوية التي سبقته أو تلته. وقد بقي كذلك إلى أواخر القرن الأول ومطلع القرن الثاني، فجاء هذا الدعي ليغيره بجرة قلم. إذ في القرن الأول بعد رفع المسيح واصل المسيحيون الذين اتبعوه تأكيد الوحدانية الإلهية التي كان عليها عيسى. والبرهان على ذلك هو كتاب "راعي هيرماس " الذي تم تأليفه سنة 90 م واعتبرته الكنيسة آنذاك كتاباً مقدساَ. ولقد حوى ذلك الكتاب عشر وصايا، والوصية الأولى فيه تقول: "قبل كل شيء ليكن اعتقادك بأن اللّه واحد، وأنه خلق كل شيء ونظمه وأوجد كل الأشياء من العدم، وهو يحتوي ويشمل الأشياء كلها ولكن لا يوجد شيء يحيط به أو يحتويه".
    لكنا نرى أن الكنيسة في القرن الرابع قد انحرفت 180 درجة، وتحولت من التوحيد إلى التثليث وقلبت ظهر المجن للمسيحيين الموحدين وقتلت الملايين منهم، وفرضت معتقدها الثالوثي بقوة السيف والإرهاب فتحولت الكنائس جميعها إلى مطارق تحطم تعاليم المسيح في الوحدانية وجنت من ذلك أرباحاً لا تحصى، ولا عجب أن تستمر الكنيسة في التثليث حتى يومنا هذا. فهي وريثة تلك الكنائس الغنية ذات الثروات الهائلة التي آلت إليها بعد بيع دين المسيح الحقيقي واستبداله بالثالوث، وأرباحها من وراء ذلك ما زالت حتى اليوم لا تحصى طالما تنشر مقولة ثلاثة في واحد أو واحد في ثلاثة.
    ونحن لا ندري إلى متى ستخفي الكنيسة الحقيقة وتستمر في الضحك على ذقون طوائفها مفضلة العمل بمبدأ "الخطأ الشائع خير من الصواب المهجور". ولكن لماذا توقظهم من سباتهم العميق الذي استمر قروناً طالماً هم راضون قانعون بالثالوث منذ ألفي عام، إضافة إلى ما في إيقاظهم من خطورة على حياة الكنيسة نفسها، بل على كيانها وثرواتها ومناصب المنتفعين فيها !!.
    ولما كان الدين الشاؤولي تجارة رابحة، فقد انتبه الكثيرون إلى ثروات الكنيسة الطائلة وفكروا فيما يمكن أن يدره عليهم من مدخولات لو هم تاجروا بهذا الدين أيضاً وأسسوا كنائس أخرى. لذا أصبحنا نرى عشرات بل مئات من الكنائس والطوائف والجمعيات التي تدعي المسيحية تنبثق كل يوم تحت اسم جديد، لا سيما في أمريكا مدعية أنها وحدها صاحبة الدين الصحيح من أمثال " المعمدانيين، والسبتيين، والمانونايت، والفرندز، والكويكرز، والبريسبيتيربانز والميثوديين وشهود يهوة، وجميعات الرب... الخ، فجمعوا من وراء ذلك الثروات الضخمة مثل القس جيمي سواجرت الذي مر ذكره معنا والذي أفادت الصحافة العالمية كما أسلفنا أن دخله كان يفوق المئة والأربعين مليون دولار سنويا. إذ مازال هناك الكتير من السذج الذين يقدمون أموالهم للكنائس من أجل الغفران والخلاص إضافة إلى الهيئات والمنظمات والمؤسسات المشبوهة الضخمة التي تقف خلف هذه الكنائس تشجعها وتغذيها بالأموال طالما هي تنشر الثالوث لإبعاد المسيحيين عن شهادة لا إله إلاَّ اللّه الواحد لتبقى الجنة لليهود لا يزاحمهم عليها المسيحيون.
    لذا نجد اليوم كثيراً من المسيحيين الحقيقيين المؤمنين بالله الواحد قد بحثوا عن الحق خارج الكنيسة، بعيداً عن التعاليم والطقوس الكنسية التي فبركت لهم عقيدة الثالوث، فعرفوا الحق ووجدوه، وتأكد لهم أن ما كانوا عليه لم يكن إلا سراباً وخداعأ ولا يؤدي إلا إلى النار الأبدية والهلاك المحتم، لأنه ليس إلا تجديفاً على اللّه الواحد الذي نسبوا إليه انفصام الشخصية وجعلوه ثلاتة في واحد أو واحدا في ثلاثة وتذكروا قول المسيح: "كل خطية وتجديف يغفر للناس، وأما التجديف على اللّه فلن يغفر للناس... لا في هذا العالم ولا في الآتي " كما تذكروا قوله "كل غرس لم يغرسه إلهي السماوي يقلع" فخلعوا ذلك الغرس وسارعوا إلى طريق الإيمان الصحيح أي توحيد الخالق، واكتشفوا أن ما كانوا فيه لم يكن إلا من صميم العقائد الشاؤولية الكنسية الوثنية، وتذكروا أن المسيح لم يبن كنيسة واحدة في حياته، بل لم يكن في زمانه أي كنيسة على وجه الأرض، فعرفوا الحق والحق حررهم تماماً كما قال المسيح: "ابحثوا عن الحق والحق يحرركم" يوحنا 8/32.

    3- التلاعب بلفظ "الرب " لتتم أسطورة أن المسيح هو الرب، لجر المسيحيين بعيداً عن الله الحقيقي:

    يقول مرقص في 9/5، من إنجيله: "وظهر لهم إيلياء فجعل بطرس يقول يا سيدي جيد أن نكون هنا... ".
    أما متَّى المزعوم بعد أن سرق هذا النص ماذا قال؟ "وإذا موسى وإيلياء قد ظهرا لهم فجعل بطرس يقول ليسوع يا رب جيد أن نكون هنا... " متى: 17/4،.
    ولما كانت كلمة "رب " لها معنيان هما "سيد، ورب " تماماً مثل كلمة Lord في الإنكليزية فهي تعني "سيد، ورب " أيضاً، ولما كان المقصود هنا كلمة "سيد" كما ذكر مرقص، نرى هذا الدعي المأفون عندما سرق النص قد حول كلمة "سيد" إلى "رب " في إنجيله. وهو بذلك يريد أن يدلس على المسيحيين البسطاء في ذلك الوقت بأن عيسى كان رباً وإلهاً. واللعبة كما ترى عزيزي القارىء مكشوفة، إذ أن الكلمة في إنجيل مرقص- وهو الإنجيل الأول تأليفاً- وردت "سيد". لكن هذا الكاتب الذي لا يزال مجهولاً حتى يومنا هذا، كان يكتب إنجيله وفي ذهنه نسف الدين المسيحي من الداخل وذلك بتأليه عيسى، معتقداً أنه باستعماله كلمة "رب " قد نجح في إخراج المسيح من دائرة البشرية إلى مرتبة الألوهية. ومن الناحية الأخرى هو تشويش آخر حتى لا يعرف المسيحي دينه الحقيقي ويتساءل هل عيسى كان سيداً أم رباً وإلهاً؟!.
    ولكن يأبى اللّه إلا أن يفضح هذا الكاتب وأمثاله، فقد كتب في نفس إنجيله بعد إصحاحات قليلة أن المسيح يقول: "وأما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه " متى 13/57 وهنا ظهرت خدعته السابقة مكشوفة للعيان. إذ كيف يكون عيسى رباً "إلهاً" وفي نفس الوقت يكون نبياً!!؟ كما ظهرت خدعته مكشوفة أيضاً في نفس إنجيله عندما قال عن عيسى: "وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفرداً ليصلي " متَى. 14/23،، إذ كيف يكون رباً ويصلي!!؟ لقد نسي هذا الكاتب أنه كان قد رسمه لنا رباً وإلهاً من أجل تشويش صورة المسيح في أذهاننا.
    ولقد أحببنا أن نسلط الضوء على كلمة "رب " هذه، حتى لا ينزلق المسيحي العادي الذي يبحث عن الحق في أناجيله فيرى كلمة رب في أناجيله منسوبة للمسيح، أو يسمعها من قسيس مضلل في كنيسته فيعتقد أن المسيح كان رباً وإلهاً.


    4- الكذب على المسيح ثم نسيان ما كذب ووضع كلمات على شفتيه هو بريءمنها:

    لقد ورد في هذا الإنجيل منسوباً إلى المسيح قوله: "متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" متى 19/28.
    أليس غريباً أن ينسب هذا المتَى المزيف مثل هذا الكلام إلى المسيح، بينما هو نفسه الذي اتهم يهوذا بالخيانة وشنقه على صفحات إنجيله بعد ذلك في 27/5،، فأصبح الذين سيجلسون معه على كرسي مجده- إن صح ذلك- أحد عشر وليس اثني عشر!؟. فلو كان المسيح حقاً هو قائل هذا الكلام، أو كان رباً وإلهاً كما زعم لنا هذا الكاتب وضلل الكثيرين بذلك حتى يومنا هذا، لعرف أن يهوذا سيخونه ولقال أحد عشر كرسياً. وعليه فإما أن المسيح كاذب في هذا القول "اثني عشر كرسياً" وحاشاه أن يكون، وإما أن متى هو الكاذب ويهوذا لم يخن المسيح وبالتالي لم يشنق.

    5- تزييف ما يستشهد به من العهد القديم

    لقد حرص هذا الكاتب- المزور- على ربط كل ما يتعلق بقصة المسيح منذ ولادته حتى رفعه إلى السماء بنصوص من العهد القديم زاعماً أنها نبوءات. ولقد أسرف في هذا أيما إسراف الأمر الذي أوقعه في أخطاء لا مفر من التسليم بها، وذلك بسبب التطبيق الخاطىء لتلك النبوءات على ما حدث للمسيح مثل:
    (أ ( متى 1/22،: "وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل هو ذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره اللّه معنا".
    لقد سرق متى المزعوم هذا النص من العهد القديم لإنسان ليس له أي علاقة بالمسيح لا من قريب ولا من بعيد- كما سيمر معنا-، وكل همه أن يجعلنا نفهم أن المولود الذي هو عيسى، هو ذات اللّه نفسه معنا!! وكم من السذج ضللهما هذا المتى المزعوم وماتوا وهم على هذا المعتقد!! ولكن القارىء الفطن يعلم أن عيسى ابن مريم لم يسميه أحد بعمانوئيل ! إذاً المقصود كما هو ظاهر للعيان شخص آخر سيأتي ذكره.
    وهذا النص لم يرد في إنجيل مرقص ولا في أي من الأناجيل الأخرى، وهو من الإضافات التي أضافها هذا الكاتب المزور إلى الى 95% التي سرقها من إنجيل مرقص ليوهمنا أن عيسى كان "اللّه معنا"!!، وكنا قد حذرنا من أمثال هذه الإضافات التي سميناها رقعاً في حينها، والمبدوءة عادة بجملة "لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل" وأشباهها. ومثل هذا التزييف كثير، بل وأكثر من كثير في إنجيله وسنبحثه أثناء مرورنا به.
    (ب) وهناك الكثير الكثير أيضاً مما يستشهد به هذا المتى المزعوم من نصوص العهد القديم التي توافق غرضه، أما تكملة تلك النصوص- أو مطلعها- فلا يناسب غرضه لذا يتركها. ونحن إذا، أخذنا النص من أوله كما ورد في العهد القديم وأكملناه نجد أنه لا ينطبق على عيسى لا من قريب ولا من بعيد ولا ارتباط له به بالمرة، لأنه كما أسلفنا لم يكتب شيء عن المسيح في العهد القديم الأمر الذي جعل النقاد يقولون: "إن الدراسة الحديثة للعهد القديم لا تؤيد مفهوم متى لما فيه، كما أنها لا توافقه على الفقرات التي استخرجها من أسفاره عندما كان يكتب إنجيله ". وسنشير إلى هذه النصوص عند مرورنا بها أيضاً.

    6- كثرة النسيان:

    يقول مرقص في 10/35،:"وتقدم له يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين يا معلم نريد أن تفعل لنا كل ما طلبنا فقال لهما ماذا تريدان... فقالا له اعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك ".
    وعندما أخذ متَى هذا النص ماذا قال؟ "حينئذ تقدمت أم زبدي مع ابنيها وسجدت له وطلبت منه شيئاً فقال لها ماذا تريدين. قالت أن يجلس ابناي هذا واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك " 20/20-21 . فبغض النظر عن قلب (عكس) الطالب من أولاد زبدي في إنجيل مرقص، إلى أمهما في إنجيل متى المزعوم من أجل التغيير قليلاً عن مرقص حتى لا يقال إنه سرق عنه كما أسلفنا، إلا أن هذا الدعي نسي أمراً هاماً جداً في قوله "وسجدت له " لأنه هو الذي أخبرنا بنفسه في مطلع إنجيله أن المسيح خاطب الشيطان قائلاً "للرب إلهك تسجد" وحاشا لعيسى أن يسمح لأم زبدي أو لغيرها بأن تسجد له وهو الذي لم يرض بكلمة مدح واحدة تقال له. إذ عندما قال له أحدهم: "أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية" رفض ذلك وقال له "لماذا تدعونني صالحاً. ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله " متى. 19/16، ولكن الكاتب نسي ذلك معتقداً أن تدليسه بأن عيسى رب وإله قد مر علينا وجاء هنا ليكمل تدليسه بأن عيسى رب وإله والناس تسجد له؟!

    7- المبالغة والتهويل المصطنع الذي ملأ به إنجيله:


    1- (أ) "فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجمع أورشليم معه " متى 2/3،.
    (ب) "وإذا حجاب الهيكل قد انشق... والاْرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور" متى:27/51،.
    (ج) "وإدْا زلزلة عظيمة حدثت لاْن ملاك الرب نزل من السماء" متى 28/2،.
    (د) " من خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات " متى:28/4 .
    فاضطراب جميع أورشليم وتزلزل الأرض وتشقق الصخور وتفتح القبور وقيام كثير من أجساد القديسين وارتعاد الحراس حتى صاروا كأموات... كل هذه المبالغات ما هي إلا من رسم خياله، إذ لا نجد لها مثيلاً في الأناجيل الأخرى.



    2- غرامة بالضرب ×2، مع استمراره في التهويل:
    (أ) يقول مرقص في 10/46-48، من إنجيله: "وجاؤوا إلى أريحا وفيما هو خارج من أريحا... كان بارتيماوس الأعمى جالساً على الطريق يستعطي فلما سمع أنه يسوع الناصري ابتدأ يصرخ ويقول: يا يسوع ابن داود ارحمني ".
    فماذا فعل متى عندما أخذ نفس النص؟ "وفيما هم خارجون من أريحا تبعه جمع كثير وإذا أعميان جالسان على الطريق فلما سمعا يسوع مجازاً صرخا قائلين ارحمنا يا سيد ابن داود" متى: 20/29-31
    (ب) مرقص 5/1: "ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور إنسان به روح نجس ".
    فماذا قال متى عندما سرق نفس النص؟ "ولما جاء إلى العبر... استقبله مجنونان خارجان من القبور" متى: 8/28،.
    (ج) مرقص 11/1-2 : "ولما قربوا من أورشليم إلى بيت فاجي... أرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما اذهبا إلى القرية التي أمامكما... تجدان جحشأ مربوطاً فحلاه وآتيا به ". فهل يعقل أن يضرب متى الجحش أيضاً ×2؟! لقد فعلها يا أخي العزيز. فاقرأ معي ماذا قال :
    "ولما قربوا من أورشليم وجاؤوا إلى بيت فاجي... أرسل يسوع تلميذين قائلاً لهما اذهبا إلى القرية التي أمامكما تجدان أتانا مربوطاً وجحشا فحلاهما واَتيانىِ بهما" متى 21/1-2،.
    مما سبق يتضح لك أخي العزيز أن هذا المتى المزيف قد ضرب الأعمى الواحد ×2 وا لمجنون الواحد×2 حتى الحمار الواحد ضربه ×2. ما الذي يجعله يفعل ذلك؟! الجواب بكل بساطة أنه يريد أن يجعل روايته بكل سذاجة تختلف عن رواية مرقص حتى لا يقال إنه سرق عنه!! ألم نقل إن كتبة هذه الأناجيل أناس سذج كتبوا للعامة الذين هم أكثر منهم سذاجة، وحتى لو قال غيرنا إنهم أساتذة في فن التدريس؟!.
    وهكذا فعل متى المزور من أول إنجيله إلى آخره. فالمريض الواحد الذي يشفيه المسيح في مرقص يصبح اثنان في إنجيله والاثنان يصبحان جموعاً غفيرة مما جعل كثيراً من النقاد يشككون في وجود هذه الأعداد الهائلة من العمي والخرس والشل والبرصى والمجانين في البلاد المقدسة، وكأن جميع مرضى العالم قد تجمعوا في فلسطين كما لو كانت البلاد قد أصبحت موئلاً للأمراض والأوبئة المختلفة، وهدفه من كل ذلك هو تفخيم معجزاته وأن يجعل للمسيح في كل حركة معجزة، وفي كل لفتة عجيبة من أجل أن نركز أفكارنا على معجزاته وليس على ملكوت الله أو أقواله وتعاليمه التي جاء المسيح يبشر اليهود بها.


    8- الكذبة الكبرى في خاتمة الإنجيل:

    لقد جاء في خاتمة إنجيله أن المسيح قال : "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأ مم، وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس متى: 28/ 19،.
    (1( "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم":
    اعلم أخي العزيز أن الكاتب يكذب على لسان المسيح، والمسيح لم يقل هذا أبداً
    إنما هو كلام الكاتب المزور وضعه في فم المسيح وصوره لنا وهو ينطق به. لماذا؟ لأن المسيح لا يمكن أن يناقض نفسه فهو القائل: "لم أرسل إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة" متى 15/ 24، ولم يقل أبداً أنه أرسل "لجميع الأمم "، كما أنه عندما أرسل تلاميذه للتبشير أوصاهم قائلاً بالحرف الواحد: "وإلى طريق أمم لا تمضوا" متى. 10/ 5، فرسالته كانت محصورة ببني إسرائيل فقط. إذ كل نبي كان يرسل إلى قومه، ماعدا محمد فقد أرسل للعالم أجمع وكذا رسالته جاءت مفتوحة للعالم بأسره ولو كان عيسى حقاً قد جاء لجميع الأمم لذهب إليهم بنفسه ولما حصر رسالته في خراف بيت إسرائيل الضالة فقط، هذا النص موضوع فقط لتبرير خروج شاؤول إلى جميع الأمم، فحاذر عزيزي القارىء أن يغشك هذا الكاتب.
    وكان من الأولى للذين دسوا جملة اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم في نهاية هذا الإنجيل أن يشطبوا قول المسيح السابق: "وإلى طريق أمم لا تمضوا" حتى لا يكون هناك تناقض في أقوال المسيح مع قولهم الذي دسوه ولكنهم لم يفعلوا كعادتهم. إما لأنهم لم يفطنوا لذلك، فحصل التناقض وإما أنهم تركوه عامدين للتشويش على ذهن المسيحي كما أسلفنا، حتى لا يعرف المسيحي بماذا يؤمن.
    (ب) وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس:
    قلنا إن عقيدة التثليث هذه لم يعرفها المسيح أبداً وأن رسالته كانت التوحيد. وصيغة التثليث هذه لم تتم فبركتها إلا سنة 381 في المجمع القسطنطيني الأول عندما أضاف اليهود والوثنيون المندسون في المجمع "روح القدس " إلى الإله الأول "الأب " والثاني "الابن " فأصبح بذلك عندهم عائلة من ثلاثة اَلهة. ومما يزيد في تأكيد كذب جملة التثليث هذه وافتراءها على المسيح، وأنها لم تكن معروفة إطلاقاً في عهده وعهد تلاميذه هو أنه لو نطق بها أحد وقتها أثناء صلاتهم في الهيكل مع رئيس الكهنة والسنهدريين لقطعوا رأسه قبل أن يقطعوا لسانه!! لأن اليهود كانوا ولا زالوا حتى اليوم موحدين لا يعرفون إلا إلهاً واحداً. إذ لم تعرف هذه الصيغة الثلاثية العجيبة إلا بعد أن وقفت الكنيسة الشاؤولية الوثنية على أرجلها فدس اليهود والوثنيون المندسون في المجمعات الكنسية هذا الطعم وفرضوه على الأمم بقوة الإرهاب سنة 381 م وما بعدها كما مر معنا، ولا زال نصارى اليوم بالِعين هذا الطعم حتى يومنا هذا.
    ولكن ننصف متى المزيف ولكي لا نسجل إلا ما له وما عليه نقول! إن النقاد العالميين يجمعون بأن هذه الخاتمة في إنجيله إلحاقية وليست موجودة في المخطوطات الأصلية، أي لم يكتبها هو إنما دست في إنجيله بعد موته إذ يقول (هارناك): "لم يرد في الأطوار المتأخرة من التعاليم المسيحية ما يتكلم عن المسيح وهو يلقي مواعظ أو يعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات، وأن صيغة التثليث هذه غريب ذكرها على لسان المسيح ولم يكن لها أثر في عصر الرسل وهو الشيء الذي كانت تبقى جديرة به لو أنها صدرت عن المسيح شخصياً" ويشاركه في هذا القول غالبية النقاد المسيحيين.
    نكتفي الآن بهذا القدر من عيوب هذه الترجمة المسماة بإنجيل متَّى، قبل أن نخوض في باقىِ عيوبه التي سنتناولها عدداً عدداً للكشف عن دين المسيح ولتخليصه من جميع شوائب الزيف والبطلان التي ألصقوها به، ليظهر وجه المسيح الحقيقي الذي غطاه كتبة هذه الأناجيل بقناع شاؤول الفريسي والمجمعات الكنسية من حيث لم يشعر المسيحيون الذين يصرخون أن كنائس الغرب قد تصهينت وهم للأسف على نفس الدرب سائرون ولا يدرون.
    وهنا يصبح من حق كل مسيحي يبحث عن الحق والحقيقة أن يتساءل كيف أصبحت هذه الكتب مقدسة!! الجواب: الكنيسة فقط هي التي تزعم ذلك ولا دليل لديها على ما تقول والقداسة لا تمنحها هيئة من البشر داخل أبواب مغلقة لكتب كتبها بشر مثلهم، حتى لو لبسوا المسوح وملأوا صدورهم وجنوبهم بالصلبان والنياشين والمسابح. إنما القداسة هي من الله لكتب أنزلها من السماء بلغة سامية على يد أنبياء، لا لكتب يكتبها على الأرض أدعياء بلغة يونانية.
    والكتب المقدسة عادة لا يمسها إلا المطهرون. أي الذين اغتسلوا وتوضأوا وتطهروا من كل نجاسة. فالقراَن معروف أنه كتاب مقدس لأنه نزل من السماء على يد نبي، لذا لا يمكن لمسلم جنب أو لمسلمة حائض أو في نفاسها أن تمس القرآن ولا بحال، لأنه وحي الله المقدس المنزل على آخر أنبيائه.
    فيا عزيزي المسيحي، أو يا من يعتقد أنه مسيحي، هل تتوضأ أو تغتسل لتطهر قبل أن تمس أناجيلك التي زعموا لك أنها مقدسة!!؟.
    الجواب طبعاً لا، ولقد فات الكنيسة أن تطلب منكم ذلك. ولكن لماذا لا تتوضأ أو تغتسل قبل أن تمس هذه الأناجيل؟! الجواب ببساطة لأنها ليست منزلة من السماء وليست وحي اللّه، إنما هي كلام بشر، كلام من زعموا لك أنه مرقص، ومن زعموا لك أنه متَى ولوقا ويوحنا وبولس... فلا هي وحي الله حتى تكون مقدسة، ولا مرقص نبي، ولا متى نبي، ولا لوقا نبي، ولا يوحنا نبي، ولا بولس نبي. فمفهوم اليوم قد تغير كثيراً عن مفهوم الأمس، فاليوم قد فهم الناس معنى القداسة وأن الكنائس لا تملك حق القداسة لأي شيء كان ولا حتى لأطقمها، فهم بشر مثلنا ويقعون من البابا إلى الشماس تحت طائلة الثواب أو العقاب من اللّه يوم القيامة، يوم يقفون أمامه كباقي البشر أذلاء حفاة عراة يرتعدون من خشية الله، قلوبهم في حناجرهم من هول ذلك اليوم الذي تشيب له الولدان حيث سيتحدد مصيرهم الأبدي، وعليه يكون فاقد الشيء لا يعطيه وإن تجرأوا بالكذب على الله وقالوا إن هذه الأناجيل قدسها اللّه، طالبناهم بالبرهان وقلنا متى؟ وأين؟ وفي أي نص من نصوص الكتب السماوية ورد ذلك!!؟. إن "إنجيل عيسى" فقط هو المقدس لأنه كلام اللّه آتاه لنبي من أنبيائه. ولكن يا حسرتاه!! أين هو ذلك الإنجيل؟! لقد غيبوه وراء الشمس وادعوا أنه مفقود، لا بل ادعوا أنه لم يكتب أصلاً. وأناجيلهم التي اعتمدوها تكذبهم فلقد ورد في مرقص على لسان المسيح 1/14،: "قد كمل الزمان، واقترب ملكوت اللّه فتوبوا وآمنوا بالإنجيل "وذكر متى في 4/23، من إنجيله: "وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب " وبشارة الملكوت هي ترجمة كلمة إنجيل باليونانية، حتى شاؤول اعترف بأن هناك إنجيلاً لعيسى إذ يقول في رسالته إلى اْهل أرومية: 1/ 9،: "فإن اللّه الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع أذكركم... " وجاء القراَن ليؤكد أن اللّه آتى عيسى إنجيلاً إذ جاء فيه:
    "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46)" سورة المائدة
    أما كتبة هذه الروايات التي سموها فيما بعد بالأناجيل تيمناً بإنجيل عيسى فهم ليسوا إلا كما ثبت لنا، مزورين للكثير الكثير من إنجيل عيسى، وسارقين نصوص بعضهم البعض وأكبر إثبات على ذلك وجود ألفاظ الثالوث المختلفة في الأناجيل من أب إلى ابن إلى روح قدس وكل هذه الألفاظ دخلت في دين المسيح بعد أن كان المسيح قد رفع إلى السماء ولا يعلم عنها شيئاً.
    وعليه تكون قداسة هذه الأناجيل مجرد "لفظ " خلعته الكنيسة القديمة بقساوستها الانتهازيين والمنتفعين من أصحاب المطامع الشخصية، والمندس فيها اليهودي والوثني لألف غرض وغرض. وأطقم الكنائس أولئك، وأطقمها اليوم ليسوا إلا بشراً مثلنا، والهالة التي يعتقدون أنهم يحيطون أنفسهم بها من ارتداء أثواب مميزة، وكثرة الصلبان والمسابح... التي يعلقونها في صدورهم وجنوبهم لم تعد تجدي لتعطيهم النظرة التي كانوا يتمتعون بها سابقاً، بل بالعكس!! أصبحت اليوم تعطيهم نظرة شاذة، فقد وضعوا أنفسهم بين اللّه والناس، منذ الطفولة بالعماد، وحتى الممات بدهن أجسادهم بالزيت. وفرضوا على الناس معتقدات وطقوساَ وثنية وتراتيل وترنيمات غريبة باسم المسيح والمسيح منها بريء، وأصبحوا مثل الكهنة اليهود الذين قال فيهم المسيح: "فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بأصبعهم. وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق واان يدعوهم الناس سيدي سيدي " متَى: 23/4-7 ، وأغلقوا ملكوت السموات بمعتقداتهم المثلثة وطقوسهم المبتدعة "فلا هم دخلوا ولا تركوا الداخلين يد خلون " متى: 23/ 13،.
    فحمل معتقد الاْب والابن و الروح القدس، والإله المولود، وخطيئة آدم والإله المصلوب والإله المدفون والكفارة والموت على الصليب والقيام... الخ التي ليست من الدين في شيء، إنما هي كما سماها موريس بوكاي مجرد "تقاليد موروثة" أصبحت اليوم حملاَ ثقيلاً على غالبية الناس تغلق ملكوت السموات ولا تتمشى مع عصر التلفزيون والكومبيوتر والصعود إلى القمر بعد أن عقل الناس أن إله هذا الكون واحد، لذا أخذ المثقفون وغير المثقفين يديرون ظهورهم للكنيسة ولطقوسها وبدعها. وكل هذه الأحمال لا يريد قساوسة الكنيسة أن يحركوها بأصبعهم ولو أن الكنيسة الإنجليكانية ابتدأت تحركها مؤخراً.

    «« توقيع Hady_999 »»
    .
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    17-10-2010
    على الساعة
    01:00 PM
    المشاركات
    5,907

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حبيبة
    الحمد لله وكفى وسلاما على عباده الذين إصطفى لاسيما عبده المصطفى وآله المستكملين الشرفى
    أما بعد

    الحمد لله على هذه المبادرة وفتح المشروع للجميع
    وسنبدأ بأمر الله فى العهد الجديد بدءا بإنجيل متى وأول ما نبدء به هو معرفة كاتب السفر الذى سنبدء التكلم عليه بأمر الله تعالى واللغة التى كتب بها وزمن الكتابه وتسلسل الرواة.


    من أراد المشاركة فأهلا وسهلا ومن أراد القراءه نسأل الله له أن يزيده علما ومن أراد النقل فهو مفتوح للجميع مسلمين ونصارى


    وجزاكم الله خيرا
    أخيرااااااااااااااااا

    أنا كنت بقول كده من زمان لأن تفنيد العهد القديم لا يؤثر كثيرا على النصارى لأنهم يتبرأون منه أساسا

    جزاكم الله خيرا

    «« توقيع مجاهد في الله »»

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    03-07-2006
    على الساعة
    12:03 AM
    المشاركات
    200

    افتراضي

    شبهات وهمية حول إنجيل متى

    قال المعترض: »كُتب إنجيل متى باللغة العبرانية، وفُقد بسبب تحريف الفرق المسيحية. والموجود الآن ترجمته، ولا نعلم اسم مترجمه«.

    وللرد نقول: ليس هناك ما يعيب إنجيل متى لو أنه كُتب أولاً بالعبرية ثم تُرجم لليونانية، فالكتب المقدسة الموحى بها من الله لا تضيع معانيها ولا طلاوتها إذا تُرجمت إلى اللغات الأخرى. ولو سلّمنا جدلاً أن هذا الإنجيل كُتب باللغة العبرية لقلنا إن الرسول كتبه باللغة اليونانية أيضاً، فكان موجوداً باللغتين اليونانية والعبرية معاً.

    والأغلب أن فكرة كتابة متى لإنجيله باللغة العبرية جاءت نتيجة ما اقتبسه المؤرخ يوسابيوس عن بابياس أسقف هيرابوليس سنة 116م قال: »كتب متى إنجيله باللغة العبرية، وكان إنجيل متى متداولاً بين الناس باللغة اليونانية«.

    ولكننا نعتقد أنه كُتب باللغة اليونانية للأسباب التالية:

    (1) لأنها اللغة المتداولة والمعروفة في عصر المسيح ورسله. ولما كانت غاية الله إعلان مشيئته، أوحى بها باللغة المتداولة. وقد كتب جميع الرسل الأناجيل والرسائل باللغة اليونانية.

    (2) كان متى يعرف اليونانية، فقد شغل وظيفة عشار قبل اتِّباعه للمسيح، وما كان يمكن أن يؤدي واجبات وظيفته لدى الرومان بدون معرفتها.

    (3) من يتتبَّع العبارات التي استشهد بها متى مِنْ كتب العهد القديم يجدها مأخوذة من الترجمة السبعينية (وهي الترجمة من العبرية إلى اليونانية)، وفيها اختلاف في اللفظ (لا في المعنى) عن الأصل العبري. فلو كان متّى كتَب أصلاً باللغة العبرية لَجاَءَت الآيات الواردة فيه كما جاءت حرفياً في التوراة العبرية.

    (4) يوجد توافق في كثير من عبارات إنجيل متى وعبارات باقي الأناجيل. ولو جاء بغير هذه اللغة لما وُجد هذا التوافق.

    (5) قال إيريناوس (سنة 178م) إن متى نشر إنجيلاً بين العبرانيين بلغتهم، مما يعني أنه زيادة على إنجيله باللغة اليونانية، نشره بالعبرية لفائدة الناطقين بها. وقال أوريجانوس (سنة 230م): »بلغني من التقاليد المأثورة عن الأربعة الأناجيل التي تتمسك بها كل الكنائس تحت السماء، أن الإنجيل الأول وحيٌ لمتّى الذي كان عشاراً وبعد ذلك صار رسولاً ليسوع المسيح، الذي نشره للمؤمنين في اليهودية بأحرف عبرية«. فهذه الشهادة تدل على أن إنجيله كان باللغة اليونانية لفائدة جميع المسيحيين، ثم نشره بالعبرية لفائدة اليهود.

    «« توقيع أبو حبيبة »»
    "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور"

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

إنجيل القديس متى (مقدمة)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. البيان الصحيح لدين المسيح (تجميع)
    بواسطة ebn_alfaruk في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 06-05-2010, 06:55 AM
  2. مواقع اسلامية متخصصة في الرد علي شبهات ال 
    بواسطة khaledms في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-03-2006, 09:04 AM
  3. صدق محمد صلي الله عليه وسلم واخطأ الكتاب ا
    بواسطة ابو تسنيم في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 15-03-2006, 11:21 PM
  4. قصة اسلام استاذ في كلية اللاهوت الإنجيلية
    بواسطة قسورة في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-03-2006, 04:58 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

إنجيل القديس متى (مقدمة)

إنجيل القديس متى (مقدمة)