الحمد لله والصلاة على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه

السلام عليكم

حسين شبر

جاءت نبؤات يسوع مبثوثة في الأنجيل عن قرب نهاية العالم وكانت هذه النهاية قد ذكرها يسوع مفصلة وهو جالس على جبل الزيتون عندما سأله تلاميذه عن مجيئه الثاني وعن الهيكل وعن نهاية العالم فقال :
ان انتهاء العالم يسبقه عدة ايام تبدأ بمشاهدة رجسة الخراب فى المكان المقدس أي يدمر الهيكل, ثم يمر العالم بضيق عظيم ليس له مثيل , و سقوط النجوم على الأرض واظلام الشمس والقمر واضطراب الفضاء وانفجاره بمجراته ونجومه وكواكبه. فكان يتصور ان النجوم تسقط على الأرض أي كل النجوم والمجرات والسدم الهائلة ونحن نعلم أن السديم اللولبي يحتوي على مليار مجرة واصغر مجرة فيه تحتوي على ماية مليار مجموعة شمسية أصغرها مجموعتنا الشمسية وبعد هذه الكارثة والدمار الكوني المرعب تظلم الشمس وينطفئ القمر . لعل هذا الرب الذي خلق العالم نسي كيف خلقه وعلى أية شاكلة خلقه وفي أي زمان خلقه وأن هذه الأرض ما هي الا ذرة غبار لا وزن لها ولا مكان ولا قيمة إذا ما قسناها أو نسبناها الى مجرة درب التبانة أو الى البكسوس أو الى الأندروميديا او الى السديم الكوني العملاق ؟ لكن هذا الرب كان يعتقد أن الأرض هي مركز الكون وكل ما في الكون تابع لها ......
- فى هذا السياق المرعب والدمار الهائل سيأتى يسوع فى السحاب مع ملائكته التى يرسلها لجمع المؤمنين به من كل انحاء العالم . ولا أدري بعد هذا الدمار هل سيظل هناك سحاب أو أرض أو كون قائم أو ماثال أو مؤمنين ؟
يقول أنه سيأتي كالبرق يخرج من المشارق و يظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان أين يجيء ؟
( و للوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس و القمر لا يعطي ضوءه و النجوم تسقط من السماء و قوات السماوات تتزعزع )
ثم اسمع الى الرب ما الذي يقوله هنا : أذا حدث انفجار الكون على هذه الشاكله وسقط على الأرض فعلى المؤمنين به
أن يهربوا الى الجبال و الذي على السطح فلا ينزل لياخذ من بيته شيئا و الذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه لياخذ ثيابه و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام و( وما ذنب الحبالى والمرضعات ) صلوا لكي لا يكون هربكم في( شتاء و لا في سبت) أين يهربون ؟ لانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الان و لن يكون. و لو لم تقصر تلك الايام لم يخلص جسد و لكن لاجل المختارين تقصر تلك الايام حينئذ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هناك فلا تصدقوا . يقول لهم ها أن سبقت واخبرتكم ، اذا هو سياتي في هذا الدمار المرعب والسؤال لماذا وهل سيبقى في هذا الكون أحد ؟

وفي هذه الأثناء سيقوم مسحاء كذبة و انبياء كذبة و يعطون ايات عظيمة و عجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا اين سيقوم هاولاء المسحاء الكذبة ومن يدعون نحن نتحدث هنا عن إنهيار الكون بحسب المسيح .
وهذا الرب عندما يأتي ربما يكون في البرية فلا تخرجو من المخادع وهنا تظهر
علامة ابن الانسان في السماء و حينئذ تنوح جميع قبائل الارض و يبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة و مجد كثير(( ربما راكبا على حماره السماوي كما يقول الكاتب تيسير الفارس بمقالتة عودة الالة المنتقم )) والملائكة على جانبيه يرسلهم ببوق عظيم فيجمعون محتاريه من الأربع رياح من أقصاء السماوات الآربع وهنا تتحول السماء الى سماوات أربع ربما هو يعيد حلق الكون مرة ثانية وعلى شاكلة ثانية والأرض لا تزال هي الأرض التي نعرفها,
والعجيب في الأمر أن تلاميذه الجالسين على حفافي الرب يسألوه يا معلم متى سيحدث هذا في أي الأوقات والأزمان ؟
فيقول الرب المسيح :
" الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله "

وفى الاصحاح 16 من نفس الانجيل . انجيل متى يقول يسوع لتلاميذه ان بعض منهم لن يذوق الموت حتى يرى بعينيه هذه الامور , يروا مجئ يسوع مع ملائكته فى اللحظات الاخيرة التى تسبق نهاية العالم : اذا بعضا من تلاميذه سوف يشهد نهاية الكون وقد ونحن ندحل الآن الى الالفية الثالثة ولم نشهد هذا الأنهيار الكوني العظيم . هناك نظرية حديثة في علم الفيزياء تقول أن الكون يعيد خلق نفسه باستمرار ذلك ان الضوء يملك حاصية مادية بالإضافة الى خاصية الطاقة ولأن المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم فتظل هذه المادة منبثة في أرجاء الكون ثم تحت ظروف معينة من الضغط الهائل والجاذية تتجمع هذه المادة على شكل نجوم وشموس وخلافه ، فالكون أزلي ومسألة انهاياره بهذا الشكل هي نظرة طفولية للعقل الذي كان يرى أن مركز الكون هو هذه الأرض التي يعيش عليها الإنسان .
المشكلة هنا أن الأبن الذي سيأتي بمجد أبيه سوف يجازي الناس بحسب أعمالهم . أي أناس ؟
الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته.
هذا ما جاء على لسان يسوع من تنبؤات بحسب الانجيل .
يزعم يسوع ان نبؤته حق بقوله " الحق اقول لكم "
وما هى نبؤته الحقه تلك ؟

انها : " لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله "

وانها " ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته "
وليس لنا الا ان نقول :
لقد مضى هذا الجيل الذى كان يتحدث عنه يسوع وجميعهم ماتوا ولم يحدث شئ مما تنبأ به !!
لا هو جاء مع ملائكته , ولا اظلمت الشمس والقمر , ولا انفجرالكون والفضاء وانتهى العالم ,
, لذلك نرى بولس مؤسس الدين المسيحي بحق يعتقد بزوال العالم في حياته ومجيء المسيح مرة ثانية فهو يقول فى رسالته الى مؤمني كورينثوس :
(الوقت منذ الأن مقصر لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم والذين يبكون كأنهم لا يبكون والذين يفرحون كانهم لا يفرحون والذين يشترون كأنهم لا يملكون والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونة .... لأن هيبة العالم ستزول )
وفي رسالته الى مؤمنى تسالونيك يقول :
(أنا نحن الأحياء الباقين الى مجيء الرب لأن الرب سينزل من السماء بهتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله والأموات سيقمون أولا ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام )
فيتضح ان بولس كان يعتقد انه سيعيش وسيشهد المجيئ الثانى للمسيح, وليس هو فقط بل وبعض تلاميذ المسيح , وبعض الذين كتب لهم هذه الرسالة من المؤمنين .
ولقد مات بولس وجميع معاصريه ولم يحدث ما توهمه .
وكاتب سفر الرؤيا كان يعتقد ان المسيح سيعود قريبا وان الذين قاموا بطعنه اثناء الصلب , الجنود الرومانيين , سيكون منهم من على قيد الحياة عند مجئ المسيح مع ملائكته فى السحاب قبل انتهاء العالم .
الرؤيا
هوذا ياتي مع السحاب و ستنظره كل عين و الذين طعنوه و ينوح عليه جميع قبائل الارض
ولقد مات الجنود الذين طعنوه اثناء الصلب ولم يعد لهم وجود
لقد تنبأ الرب هنا بنهاية العالم على هذه الصور الذهنية الطفولية في حياة بعض تلامذته ولكن لم يحدث ذلك أي منذ أكثر من ألفي عام. هل هذه الأناجيل هي صادقة فيما تحمله من تعاليم وأفكار بعد أن ثبت هنا عدم صحة هذا الزعم المؤسس على نبؤة يفترض أنها من ابن الله الذي باشر خلق العالم لأنه بحسب الفكر اللاهوتي المسيحي أن الذي خلق العالم هو الأبن وليس الآب ؟