الملح
ان الملح يعتبر العدو الأكبر للصحة، فعلماء التغذية وضعوه نصب اعينهم وأعلنوا عليه حرباً مفتوحة على رغم انه يملك تاريخاً حضارياً حافلاً، ففي الماضي كان الملح يعتبر مموناً للقوى الجسدية والمعنوية وكان وسيلة مهمة في ايدي المشعوذي والسحرة من اجل تمرير خرافاتهم وطقوسهم، وكان المصريون القدامى ينظرون الى الملح نظرة خاصة ويوصون بنثره على المدن التي لحقها الدمار والخراب نتيجة الأوبئة والحروب، وفي بعض البلدان يعتبر الملح رمزاً للحظ السعيد. صحيح ان الملح يملك جوانب ايجابية لا يمكن اغفالها او انكارها فهو حافظ للأغذية وفاتح للشهية ولهذا نراه يتصدر موائد الطعام في كل مكان كما انه يحتوي على عنصر الكلور والصوديوم وأهمية هذين العنصرين معروفة في الحفاظ على التوازن الحمضي القلوي في الدم وكذلك الحفاظ على توازن حسن توزع الماء في الخلايا وخارجها.
ولكن وعلى رغم كل الإيجابيات التي تنسب للملح، فهو في نظر العلماء مادة مدمرة للصحة لأن زيادته في الجسم تطلق العنان لمصائب شتى. ان شحن الجسم بالملح يجبر الكلى على العمل فوق طاقتها للتخلص من الملح المتكوم عبر البول، ولكن المثابرة على دك الجسم بالملح سيعرض الكلية للإفلاس بحيث لا تقدر على التخلص من الفائض الملحي فيتجمع هذا مؤدياً عاجلاً ام آجلاً الى عوارض متنوعة، مثل التوتر العصبي – العضلي والصداع المستمر والقلق والضجر والكآبة، عدا هذا وذاك، فإن تكدس الملح يؤدي الى بلبلة في التوازن الحامضي – القلوي في الجسم بحيث يميل نحو الحموضة الأمر الذي يعرض البدن للحرمان من عناصر مهمة، من بينها معدن البوتاسيوم الذي يملك منافع جمة لعل اهمها الحفاظ على ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية. ان الولع في اكل الملح هو العامل المؤهب لارتفاع ضغط الدم.
المفضلات