فادي عزام

17/11/2009



مطران كنائس حمص وحماة ويبرود للروم الكاثوليك والمطران بطيخة، عاش أكثر من 15 عاما في الغرب، وله مشاركات واسعة في حوار الأديان والحضارات، يعتبر سورية بلدا رائدا في مجال التعايش بين الأديان وفصلها ووصلها مع بعضها، موضوع الحجاب لدى المطران بطيخة موضوع مثير للجدل لأنه يستعمل وفق أجندة سياسية وإعلامية بالظاهر أما بالجوهر فهناك حجاب مشترك بين كل الأديان السماوية، حوار تكمن أهميته من عمق نظرة صاحبه وتبحره في المعرفة الدينية والفلسفية والفكرية، وفي معرفة رأي مختص من الدين المسيحي حول تخلي الكنيسة عن فريضة مقدسة (كالحجاب) وتحويله إلى رمز وهو لب الاختلاف عن الفقه الإسلامي الذي يعتبر الحجاب ليس رمزا ولا طقسا إنما هو تكليف إلهي أو رباني.

* ما هو الحجاب في المسيحية ولماذا أوصى الرسل في تعاليمهم في ضرورة ارتدائه؟


* الحجاب في تاريخ المسيحية كان فريضة وهذه الفريضة جاءت بتأثير من التمازج بين المسيحية واليهودية، فكلنا يعرف المسيحية قد انطلقت من الكنيس اليهودي، المجتمع اليهودي والعلاقة وطيدة بين اليهودية والمسيحية بسبب النبوءات القديمة التي كانت قد تنبأت عن السيد المسيح بمجيئه.

ومن هنا عادات كثيرة دخلت الكنيسة من باب هذه العلاقة الوطيدة بين اليهودية والمسيحية.

والحجاب في بدء المسيحية كان فريضة، كما نقرأ في بولس الرسول الذي شرّع الأنجيل فقد جعل على المرأة فرضا بلبس الحجاب لا بل عارا إن لم تلبسه وأكثر من ذلك ليعطي عقوبة أو رأيا أنه من الأفضل أن تحلق شعر رأسها إن لم تكن محجبة .

وفي الوقت ذاته أنه ما على الرجل أن يغطي شعر رأسه ..هذه كلها وراؤها التميز بين الرجل والمرأة ففكرة خلق المرأة من ضلع الرجل هو كما نقول في كلامنا الشعبي ، المرأة ضلع ناقص وهي مخلوقة من الرجل ومن هنا عدم المساواة بينهما.
كل هذه أفكار جاءتنا من اليهودية خصوصا إذ انطلقت المسيحية منها.

* كيف تغيرت هذه النظرة رغم أنها تشريع ديني منزل ومحكم في الإيمان المسيحي؟

* هذا في تاريخ الكنيسة. لكننا نحن نرى بأن العقلية التي نقرأ بها الكتاب المقدس 'الأنجيل' هي التي تعطينا السماح بالتغيير بعد أن تتعاقب الأجيال في تغير الرؤية إذ أننا نرى اليوم أن الحجاب هو رمز والحجاب هو فكر وهو حجاب القلب قبل أن يكون حجاب الرأس والمطلوب من الحجاب هو العفة والحشمة، والعفة والحشمة بإمكانهما أن يرافقا الحجاب أو ان يكون الحجاب مجرد غطاء يخفي تصرفات معاكسة أحيانا، أي الظاهر يكون العفة والحشمة والباطن مختلف.

هناك حجاب ولكن أعمال الشخص المحجب مخالفة لذلك تماما لذلك يبقى الحجاب هو عنوان، هل نريد نحن من الحجاب النقاوة والحشمة فلهذه طرق أخرى لكي نقنع الناس بها . لهذا الكنيسة اليوم لا تتمسك بالحجاب رغم انها تمسكت برمزيته والبرهان على ذلك أن راهباتنا يتحجبن إلى اليوم . حجاب الراهبات اليوم كما هو في الأسلام يتميز بين بلد وآخر . تتأقلم الراهبات، هل هو حجاب كامل أو حجاب نصفي أو بدون حجاب.

رغم أن القلب هو المحجب فكلنا نعلم أن الراهبات لا يتزوجن؛ لا يمارسن اعمالا جسدية ولهن رسالة معينة في المجتمع إذ القلب محصن والقلب فيه الحشمة والحشمة مطلوبة من الراهبات. لا بل أقول أن في الديانة المسيحية الحشمة والنقاوة مطلوبة من كل مؤمن مسيحي. المتزوج عليه أن يمارس الحشمة والنقاوة حتى في زواجه يعني هذا لا يعطي الإنسان بابا مشرعا في المعاملة لذلك أقول أن الحجاب في المسيحية اليوم هو رمز رغم أنه كان فريضة في تاريخ المسيحية وانه كان في بعض الحقبات التاريخية في المسيحية عار على المرأة أن تظهر شعر رأسها إلا لزوجها أو للمقربين . كما هو في الإسلام حاليا.

* لماذا انحصر الحجاب في المسيحية في فئة معينة في عصرنا الراهن؟

* فئة محددة انحصر فيها الحجاب تعني الراهبات وتعني أيضا بعض الفرق المتدينة في المسيحية كذلك . نعم، هذا نوع من الفرض الكنسي للمجموعة بمعنى أننا عادة في المجموعات الكنسية، المجموعات المتدينة رجالا ونساء اللباس يبقى تقليديا تقريبا قرن أو نصف قرن بعد أن يتغير فلباسي انا مثلا هو لباس تقليدي في الأمبراطورية العثمانية، وعلما أن الرجال اليوم يلبسون اللباس التقليدي منذ خمسين سنة هو كان الغطاء واللباس المحتشم إلى أسفل القدمين. اليوم الراهبات يلبسن هذا اللباس ولكن لا أظن أن هذا اللباس سيبقى إلى الأبد، لأن مظاهر التغير قد بدأت منذ أربعين سنة في الكنيسة وهناك مجتمعات من الراهبات غيرن اللباس صار حتى الركبة وتخلين عن الحجاب في بعض البلدان الأوروبية والحجاب الداخلي يبقى كما هو والفريضة في البتولية وفي الحياة الرهبانية بقيت كما هي .

إذن هذه المظاهر ترافق أحيانا المجتمع الديني أكثر مما ترافق المجتمع العلماني بفترة من الزمن إلى ان يتم التغيير.

عموما في الشرق نحن تقليديون، بما اننا عدة أديان نحن نتطلع إلى بعضنا البعض. رجال الدين المسيحي يتطلع إلى رجال الدين المسلم، والمسلمون يتطلعون الى المسيحيين وهذا يؤخر التغيير لأن هناك نظرة نحو التقليد والتغير يحتاج إلى جرأة.

الناس يريدون الرموز وفي لباس الراهبة الكثير من المسيحيين ربما لا يوافقون على ما أقول لأنهم يريدون أن ينظروا إلى العفة والحشمة في لباس معين ومتى تغير اللباس يظنون أن الداخل قد تغير، وأنا لا أوافقهم على ذلك .

أما المتشددون في المسيحية فهم موجودون فهناك فرقاء يظنون أنهم يجب أن يعيشوا العفة في الزواج عليهم أن يعيشوا فترات معينة وأن الجسد له فريضة خاصة بنظريات فلسفية قديمة لأنه مميز عن الروح والجسد هو الأدنى وعلينا أن نربي الجسد ونسحق الجسد في إماتات (تمويت) وما شابه ذلك. هذه أفكار أيضا رافقت الدين والحجاب لدى بعض الفرقاء والجماعات في المسيحية متشددة والحجاب يتماشى مع عقليتهم المتشددة في كل شيء.

* كيف تنظر كمرجعية مسيحية إلى معركة الحجاب الدائرة الان في العالم الأسلامي والعالم الغربي؟

* هناك محاولة واضحة في العالم اليوم بأن نسيس كل شيء وللسياسة والأعلام معا دور كبير في التأثير على الناس، والحجاب في معركته اليوم لا يقل شأنا عن المعركة في الإساءات بين الأديان وبين الأشخاص وفي التفسيرات وفي قبول الآخر، أنا أنطلق من مبدأ أن الناس بين بعضهم البعض مقتنعون في قبول الآخر أكثر ما يظن العالم ، الناس يتلامسون الإنسانية بين بعضهم البعض قبل الدين، الدين دائما رافقنا ونحن نستطيع أن نتكلم في ذلك في سورية خاصة .

فالعالم يعلم من ها هنا انطلقت الديانات مهد الديانات السماوية في بلاد الشام، وقد تعايشت الديانات مع بعضها البعض ولم يكن هناك فاصل أو معركة كما سميتها بين المختلفين في المذهب أو الدين أو في الأفكار إلا عندما تكون اليد الخارجية تلعب يد السياسة.

هناك مآرب سياسية ويرون في الدين نقطة متحركة كالرمال أو نقطة ضعيفة عند الإنسان بامكاننا إذا ما حركناها أن نبلغ إلى مآرب أبعد من ذلك بكثير ولذلك أظن أن معركة الحجاب هي معركة ليست من الغرب ضد المشرق ولكن بين أصحاب نفوذ فلسفية وسياسية في العالم.يريدون أن يسيطروا بهذا الرمز على مجتمعات متعددة أرى في ذلك مثلا ملموسا.. نحن نعيش هنا في سورية في قرى متعايشة بين مسلميها ومسيحيها كالقلمون مثلا - حيث نحن الآن- فهناك زي شعبي وحجاب من ضمنه للنساء في القلمون يختلف بين منطقة وأخرى بين مدينة وأخرى فاللباس الشعبي في يبرود يختلف عن النبك ويختلف عن صيدنايا ويختلف عن معلولا وهذا اللباس هو لباس موحد بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة المعينة. حتى أنه يصعب عليك التمييز بين الناس في الشارع من هم مسيحيون ومن هم مسلمون. أرى أحيانا لباس يقتحم هذا اللباس الشعبي يأتينا من أماكن أخرى بعيدة عن تراثنا وبذلك نتلمس أن وراء هذا اللباس الذي هو رمز اقتحام لعالم يعيش بطريقة هادئة في تعايشه فإذا ما رأينا في أسواق مدينة ما اللباس الشعبي المحلي، من رآه لا تتشوش أفكاره لأنه معتاد عليه. جدته لبسته وأمه قد لبسته وأخته ربما من الأصعب أن تلبسه اليوم وقد اعتاد نظرها عليه نرى فجأة لباسا من بلد آخر قادم إلينا في مواسم السياحة والاصطياف يبدؤون بتغير اللباس الذي اعتدناه ويلبسون لباس آخر أتساءل؟ أليست هنا أفكار وراء هذا الحجاب في زيه الجديد؟ أظن ذلك.!

* كيف تخلت الكنيسة عن شيء بقوة رمزية الحجاب دون أن يتخلخل ما يتصل به من أسس عقائدية جوهرية في الإيمان المسيحي؟

نحن نعلم ان الكنيسة قد مرت في العصور الوسطى بقوانين قاسية تشابه ما نعيشه اليوم في اديان أخرى، قد خرجت الكنيسة من هذه العقلية في التصلب والتمسك بالمظاهر الخارجية ومنها الحجاب وأشياء أخرى ومن عقلية محاكمة الناس لبعضهم البعض في محاكم التفتيش.

خرجت عندما تم الاقتناع من أن التدين هو شيء خاص يقرّه الإنسان ويعيشه الإنسان وطبعا له تأثير على الآخرين في عيشه وليس في فرضه وعندما تم الفصل بين السلطة الكنسية التي كانت مسيطرة على أوروبا وأمريكا وكل العالم المسيحي عن سلطة المدنية والسياسية أي عندما أعطيت مال قيصر لقيصر ومال الله، لله .

فالكنيسة شعرت أن عليها المحافظة على تعاليم الإنجيل بعمق أكثر وليس بالمظاهر وبقناعات وليس بالفرض والقس ، هذا ما جعل مثل هذا التغير يصل إلينا في عصرنا الحالي ويظن كثيرون بأن الغرب غير متدين هذا فيه الكثير من المغالطة.أنا عشت في الغرب أكثر من خمس عشرة سنة متواصلة في أوروبا الغرب متدين بطريقة مختلفة. متدين ليس بأعداد ولكن بقناعات، ليس بمظهر بل بجوهر وهذا مهم جدا فعندما أتكلم مع الشباب أقول: الدين ليس فريق كرة قدم إن كنا أحد عشر لاعبا نربح وإن كنا عشرة نخسر. الدين ليس عددية. عندي انا ملايين أحيانا تأتينا هذه الأرقام بان المنتمين إلى المسيحية كذا مليار اما المنتمون للإسلام والمنتمون لليهودية فرقمهم كذا. ماذا يعني هذا انا أتمنى أن نتكلم عن المؤمننين الحقيقيين.

* هل تعتقد اليوم ان الدين يحتاج إلى هذه الرموز أو التكليفات (كالحجاب) كي يبقى في حياة الناس؟

* عالم اليوم ليس بحاجة إلى تحجيب المرأة ولا إلى فرض سيطرة الرجل ولا إلى مبادئ لا نستطيع أن نعيشها وتتنافى مع جوهر الدين هو بحاجة أن نحصّن الداخل ان يحصّن المتدينون في كل مكان لأن المتدين الحقيقي لا يستطيع إلا ان يحمل الاحترام والمحبة للإنسان. من هذا المنطلق نقول إن الكنيسة عندما بدأت تتخلى عن تلك النظارات المختلفة، لا أريد أن أسميها سوداء ولكن التي كانت من صنع القرون الوسطى إلى رؤية متجددة ومتخلية عن السلطة والقوة والبطش تغيرت النظرة إلى الرموز.

فكلنا قرأ ما حدث في القرون الوسطى من حرق أشخاص وقتل أشخاص وحرمان أشخاص وفتاوى تطلع كل يوم يمينا ويسارا من مختلف الكنائس المتحاربة فيما بينها فتوى من ألمانيا تخالف فتوى من إيطاليا .. فتوى من الشرق في الحروب الصليبية التي جاءت ودمرت الكنائس في الشرق لأنها لا تعيش المسيحية كما يعيشها الغرب، كل هذا يعطينا اليوم مخرجا جديدا للفتاوى والمظاهر أنه ليس علينا ان نتمسك بها فهي غريبة عن الدين في الإسلام والمسيحية واليهودية.

فالدين إن كان علاقة مع الله فهي ستترجم بعلاقة مع الإنسان، وأن كنت أحب الله فأنا أحب الإنسان ومهما كان الإنسان ولا اعرف أي نوع من أنواع الكره ضد أي إنسان حتى لو أختلف بإيمانه وعرقه وشكله عني.

وكل هذه المظاهر علينا أن نقرأها كرموز وليست كفروض، فإن كانت والدتي ترى بأنه عليها أن تتحجب لكي تصلي بطريقة أفضل وتتصل بالله عز وجل في علاقة أعمق فحسنا ان تتحجب، والدتي المسيحية أو أختي أو زوجتي ولكن أن أقوم انا بفرض الحجاب عليها لكي أستطيع أن افرض عليها التقرب من الله فهذا غير مقبول.

فالحجاب وسيلة فقط يقول أحد الكتاب: إن أردت أن تصلي فاركع .الركوع ليس صلاة والسجود ليس صلاة. الصلاة تبدأ من القلب، الركوع والسجود يساعد الصلاة. من هنا لنميز بين المظاهر وبين حقيقة ولب الأمور الداخلية، الجوهر يهمنا جميعا.

* كيف تقرأ القوانين الغربية التي تشرع منع الحجاب والمظاهر الدينية؟

- إذا كان الحجاب أداة للمساعدة نحو صلاة أفضل ونحو التقاء أعمق مع الله ونحو إنسانية أحسن فلتتحجب كل نساء الأرض، أما إذا كان الحجاب أداة للتفرقة
وأداة لفرض الآراء وسياسات معينة فمنع الحجاب أفضل.

لأن الحجاب يفرق بين الناس ومن هنا أقرأ القانون الفرنسي الذي رفض كل العلامات الدينية في الأماكن العامة والمدارس (وهو منع الطلاب من ارتداء الصليب أيضا وأنا لا اجد مشكلة في ذلك) لكي لا تستعمل العلامات الدينية للتفرقة، لا لكي يحاربوا الدين فالفرنسيون متدينون وبامكانهم أن يتدينوا كيفما يشاؤون إلى أي دين شاؤوا.

فمسلموهم ومسيحيوهم لهم دور عباداتهم ولكن فرض الرأي على الآخر ..هذا مرفوض اليوم في المجتمعات وخاصة في المجتمعات المتنورة التي تدعو إلى تعايش الأديان وإلى تعايش الناس في مختلفهم كما كانت سورية دوما. وأتمنى أن نبقى كذلك كما نحن في سورية ولا تمس يد السياسات الخارجية ما عشناه في تعايش تام بقي سنينا بين ثلاثة اديان إلى أن دخلت فكرة السياسة الأسرائيلية فتهجر اليهود الذين كانوا من المحترمين في بلادنا ومن احبائنا واليوم نحن نعيش بين المسلمين والمسيحيين آمل ان يبقى هذا التعايش ولن يكون لا الحجاب ولا فرائض أخرى ظاهرية تفرقة بين الناس بل يكن الدين أداة للمحبة كما هي رموزه.

* هل لنا أن نورد نقاط اشتراك بين الديانات التوحدية وجوهرها الصافي حول رمزية الحجاب كما في الصوفية الإسلامية والقبالة اليهودية والتنسك المسيحي؟

* في الصوفية وفي الحياة الرهبانية وفي التعمق في الدين المسيحي والإسلامي واليهودي هناك مشتركات بينهم في هذه الأفكار نرى بأن الحجاب هو رمز لغطاء سر، أنا عندما أدخل إلى الكنيسة المشرقية وأرى ذاك الحائط المبني أمام الهيكل والذي نسميه نحن في لغتنا الكنائسية (الأيكونوستاس) وهوالستار في بعض الكنائس المشرقية كستار كبير، يضعونه أو حجاب الهيكل في اليهودية هذه الرموز وجدت لنقف أمام واقع عدم استطاعة الإنسان أن يغوص في عمق الله فالإنسان لا يستطيع أن يعرف سر الله .. الله يُرِي سرَّه للإنسان.

هذه هي الفكرة في الحجاب عموما. المرأة في حجابها هي لاحتجاب عفتها ونقاوتها وسرها، فالمرأة هي شريكة للخلق مع الله هي كائن على صورة الله ومن هنا الأدعية اليوم للمساواة بين الرجل المرأة لأننا نرى أن صورة الله ليست في الرجل وليست في المرأة هي في ذاك الاجتماع بين الرجل والمرأة الذي يكمل الخلق ويعطي صورة عمق الله أفلا يكون هذا الحجاب رمزا إلى سر أعظم؟ هو سر الإنسانية هو سر الأنثوية في المرأة الذي نحن نرى فيه محافظة على سر عميق في الإنسانية والألوهية، نتمنى أن يتنبه له الناس بدل أن يتخذ جسد المرأة بخفة فهناك سر أعمق لصورة الله في الإنسان وسر أعمق في الخلق الذي أعطي الإنسان أن يكون وسيلة لتناسله وتكاثره على الأرض فهذا الحجاب هو غطاء لسر وجود الله وخلق الأنسان وما ينتظرنا بعد ذلك، فليساعدنا هذا الحجاب على التعمق في الدين والتعمق في الدين ليس هو تعمق في الماورائيات بل ايضا تعمق في داخل الإنسان كما يقول القديس أغسطينيوس: فتشت عنك ياالله في كل مكان فوجدتك كائنا في قلبي في داخلي. فبدلا أن نتطلع إلى ما هو ظاهري ليكن ما هو ظاهري أداة لندخل إلى الداخل ونتعمق في داخلنا عسى أن نجد أنفسنا ومن خلال أنفسنا نجد صورة الله.

كاتب من سورية يقيم في الامارات

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...0&storytitlec=