بسم الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله
الحمد لله حمداًكثيراً طيباً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، أُذن الخير التي استقبلت آخر إرسال السماء
علم الغيب أو الأخبار المستقبلية يختص به تعالى ، وما وقع منه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فمن الله تعالى ، إما بوحي أو إلهام ، والشاهد لهذا قوله تعالى :
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) الجن
فكل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من الأنباء المنبئة عن الغيوب ليس هو إلا من إعلام الله له به ، إعلاما على ثبوت نبوته ، ودلائل على صدق رسالته ، وقد أشتهر وأنتشر أمره بين أصحابه بالإطلا علي الغيوب ، حتى إن كان بعضهم ليقول لصاحبه : اسكت فوالله لو لم يكن عندنا من يخبره لأخبرته حجارة البطحاء ، ويشهد له قول ابن رواحة :
وفينا رسول الله يتلو كتابـــــــــه *** إذا انشق معروف من الصبح ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنــا *** به موقنات أن ما قــال واقـــــــــــــع
وقول حسان بن ثابت :
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله *** ويتلو كتاب الله في كل مشــهد
فإن قال في يوم مقالة غـــائب *** فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد [1]
وعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وانه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه [2]
وعنه أيضا رضي الله عنه أنه قال أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة [3]
فالشاهد من هذا الكلام :
1- بيان حقيقة إخبار الأنبياء والرسل بالغيوب .
2- شهادة أصحاب النبيعلى أنه كان يخبرهم بأمور مستقبلية
.
والأخبار والشواهد في هذا المبحث كبيرة جدا ، وسأختار بعض منها في المشاركة التالية
يتبع إن شاء الله
_________________________________________
[1] المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ج 3 ص 91 بتصرف يسير .
[2] أخرجه البخاري في الصحيح 82 : ك : القدر 4 : ب : وكان أمر الله قدراً مقدورا - ح 6604 ج 4 ص 253 .
ومسلم 52 : ك : الفتن وأشراط الساعة 6 : ب : إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلي قيام الساعة – ح 2892 ج 8 ص 428 ، 429 بشرح القاضي عياض .
وأبي داود في 29 : ك : الفتن والملاحم 1 : ب : ذكر الفتن ودلائلها ح 4240 – ج 2 ص 494 وصححه الألباني .
والبغوي في الأنوار ج 1 ص 80 .
[3] أخرجه مسلم في صحيحه : ك : الفتن وأشراط الساعة 6 : ب : إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلي قيام الساعة – ح 2891 ج 8 ص 429 بشرح القاضي عياض .
المفضلات