كتاب/ وما صلبوه. الباب الأول. ثامنا/حقيقة صلب المسيح.

قال المفضوح:
ثانياً: الصلب في القرآن: ...
1ـ سورة البقرة (87): "ولقد آتينا موسى الكتاب … وآتينا عيسى ابن مريم البينات، وأيدناه بروح القدس، أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم، ففريقا كذبتم، وفريقا تقتلون"
لاحظ المقابلة بين موسى وعيسى في هذه الآية، فاليهود قد كذبوا موسى ولكنهم قتلوا عيسى.
التدليس فى حذف عبارة من الآية، ولا يشفع له النقاط الثلاثة، لأن المحذوف مؤثر فى موطن النزاع. وسبب التدليس هو أن المفضوح يريد المقابلة بين موسى وعيسى فقط، فيخفى على القارئ باقى الأنبياء. وتمام الآية هكذا: { وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) } البقرة.

فالآية لا تتحدث عن موسى وعيسى فقط عليهما السلام، وإنما عن أنبياء بنى إسرائيل كافة. لكن المفضوح يريد هواه والباطل. قال البيضاوى: « { ففريقا كذبتم } كموسى وعيسى عليهما السلام. والفاء للسببية أو للتفصيل { وفريقا تقتلون } كزكريا ويحيى عليهما السلام ».

ونعرض هنا عن بيان أنه حتى مع الحذف لا تخدمه الآية، لأن الغبى ترك ـ مضطرًا ـ قوله تعالى { ففريقـًا كذبتم وفريقـًا تقتلون }. وهل الفريق يكون واحدًا فقط ؟. لكن المفضوح لا يخاطب عقلاء بل يخاطب من يؤمنون بأن الثلاثة هم واحد فلا حرج عليه !