من كتاب/ الله واحد فى ثالوث. الباب الثانى/ شهادة القرآن للعقيدة المسيحية. الفصل الثانى/ شهادة القرآن لثالوث المسيحيين. قال المفضوح:

2ـ شهادة الدكتور الشقنقيري:
ويشهد لعقيدتنا هذه التي يؤكدها القرآن قول أحد علماء الإسلام وهو الدكتور محمد الشقنقيري أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة باريس، ثم أستاذ الشريعة الإسلامية في كلية حقوق جامعة عين شمس بالقاهرة، إذ قال:
[نعرف أن القرآن يقول عن يسوع إنه كلمة الله، وروحه، (كلمة الله وروح الله) وترجمة هذه التسمية لا تنال المسيحي بأية صعوبة، ومن ثم كان الاعتراض على المسلمين، لاضطرارهم إلى الاعتراف بألوهية المسيح.

ما المسيح؟ يجيب المسلم إنه كلمة الله، أنه روح الله. ولكن هذه "الكلمة" وهذا "الروح" أمخلوقة؟ أم غير مخلوقة؟ إذا كان روح الله غير مخلوق فلا إشكال: فالمسيح إذن هو الله. وإذا كان روح الله مخلوقا، فيكون روح الله وكلمة الله مخلوقين. فالله إذن كان قبل الخلق بغير كلمة! وبغير روح! وذلك غير متصور!!]
التدليس فى قول المفضوح: « شهادة الدكتور الشقنقيري ». لأن الكلام الذى نقله عنه ليس شهادة من د. الشقنقيرى لعقيدة المفضوح الشركية. وإنما هى حكاية لكيفية اعتراض النصارى على المسلمين حتى يضطروهم بالجدال إلى الاعتراف بألوهية المسيح. وهذا واضح من كلامه: « ومن ثم كان الاعتراض على المسلمين لاضطرارهم إلى الاعتراف بألوهية المسيح. ما المسيح؟ يجيب المسلم إنه كلمة الله ... ». أى أن اعتراض النصارى على المسلمين ليضطروهم إلى الاعتراف بألوهية المسيح يدور هكذا: يبدأ بسؤالهم: ما المسيح ؟ فيجيب المسلم كذا ... الخ. فالشقنقيرى يحكى كيفية جدال النصارى وحججهم، وليس هذا شهادته على صحة عقيدة المفضوح الشركية.

وهذه الطريقة فى التدليس محببة جدًا لدى المفضوح. وقد سمعته مرارًا يستشهد بكلام مَن ينتقدون كلامه فى الجرائد. ويكون المنتقدون قد رووا بعض تدليساته وتخرصاته. فيحكيها هو كأن منتقديه قالوها ابتداءً ويوافقونه، ولا يبين أنهم يحكونها ليردوا عليها. ثم ينهى تمثيليته بشكر مَن وافقوه !

ولا يمكن أن يرتكب إنسان مثل هذه الجرأة مع قومه، إلا إذا اطمئن إلى غفلتهم تمام الاطمئنان، وأمن أن يعملوا عقولهم كل الأمان. وذلك أن الإنسان قد يمكر ويدلس بالبتر من الاقتباسات مطمئنـًا إلى كسل المتابعين. لكن أن يأتى قومه بالنص نفسه بين أيديهم وتحت أعينهم، ومع ذلك يكذب ؟ .. فهذا الفجور لا يكون إلا مع ثقته المطلقة فى أنه يخاطب بهائم لا تعقل !