كتاب/ أسئلة عن الإيمان. الحلقة (51). السؤال (9).
بعدما كذب المفضوح على النسفى، ونسب له تصحيح قصة الغرانيق، قال:
وهناك أيضا كثيرون ذكروا نفس الشيء منهم:
1ـ الجلالان: ... 2ـ الإمام النحاس ... 5ـ القرطبي ... 6ـ ابن حزم ... 7ـ الشيخ الألباني ...
لا إشكال فى نسبة القصة لبعض العلماء، لأننا لا نعبد أحبارنا كقوم المفضوح. ولسنا نرد الشبهات فى هذا المقام، وإنما نكتفى برصد التدليس والكذب دون الخطأ. وفى هذا الموضع تدليسات عدة نفضحها واحدة واحدة إن شاء الله.
==================================================
قال المفضوح:
1ـ الجلالان: في موقع القرآن على الإنترنيت (
www.quran.al-islam.com) ولكنهم الآن بعد تدخل الأزهر ألغوا ذلك وكتبوا عند الآية: "لا يوجد لها تفسير"
بعد أن نصحح عبارة الموقع ( التى يكررها كثيرًا ! ) إلى: « لا يوجد تفسير لهذه الآية » نقول: كذب المفضوح على الأزهر والمسلمين. لم يرجع المفضوح إلى تفسير الجلالين عند آية الحج 52، وإلا لوجد عندها موافقة الجلالين على قصة الغرانيق، لكنه رجع إلى التفسير عند آية النجم 19: { أفرأيتم اللات والعزى }، فلم يجد عندها كلامـًا، وهذا طبيعى؛ لأن الجلالين تفسير مختصر جدًا، والآية متصلة بالآية التى بعدها { ومناة الثالثة الأخرى }، فأرجأ التفسيرُ الكلامَ على الجميع إلى الآية 20 لأنها تمام الجملة.
إلى الآن والمفضوح مخطئ والتدليس خفيف. والتدليس الخفيف هنا أن المفضوح لا يرجع إلى المصادر والمواقع بنفسه كما يكذب، وإلا لأورد عبارة الموقع صحيحة، ولعرف أن المفسرين يتكلمون عن القصة عند آية الحج غالبًا لا آية النجم.
لكن الكذب الصراح فى زعمه أن الأزهر تدخل ليحذفوا القصة من الجلالين. وهو يعلم أن الأزهر لم يفعل. فما بال الأزهر يحذفها من آية النجم 19 ولا يحذفها من آية الحج 52 ؟ بل ما باله يحذفها من الجلالين ولا يحذفها من الطبرى وابن كثير والقرطبى ؟!
المفضوح يحسب أن الأمور عندنا تسير كما عندهم، فلما رأى سهولة تحريف الكتب عندهم بالحذف والإضافة، حسب أن العالمين يفعلون ذلك أيضـًا؛ بالضبط كالسارق الذى يتعلل لحاله الآثمة بأن الناس كلهم يسرقون !
==================================================
قال المفضوح :
2ـ الإمام النحاس (كتاب الناسخ والمنسوخ ص 225)
لا يوافق أبو جعفر النحاس على القصة كما زعم المفضوح، بل بين رحمه الله موقفه من القصة فى أول كتابه، بعدما ذكر الرواية المشهورة والقول المنسوب لقتادة، قال: « الحديثان منقطعان ». وفى موضع الآية من كتابه توسع فى المسألة، فذكر الرواية ثم قال: « وهذا حديث منقطع، وفيه هذا الأمر العظيم، وكذا حديث قتادة ... وأقطعُ من هذا ما ذكره الواقدي عن كثير بن زيد ... قال أبو جعفر[النحاس]: وهذا حديث منكر منقطع، ولا سيما وهو من حديث الواقدي، والدين والعقل يمنعان من هذا ».
==================================================
قال المفضوح:
5ـ القرطبي في 6 مواقع من (تفسيره ص 2350 ـ 2356)
لم يوافق القرطبى على القصة كما زعم المفضوح، بل بين رحمه الله موقفه من القصة عند تفسيره لآية الحج. فبعدما ذكر الرواية سرد أقوال العلماء الذين استنكروها كالنحاس والقاضى عياض وابن العربى وغيرهم، وذكر حكمهم بعدم صحة سندها، وتأويلهم على فرض صحته. ثم ذكر القرطبى تأويلاً آخر لم يوافق عليه فقال: « ... فالتأويل الأول عليه المعول، فلا يُعدل عنه إلى غيره؛ لاختيار العلماء المحققين إياه. وضعف الحديث مغنٍ عن كل تأويل والحمد لله، ومما يدل على ضعفه أيضا وتوهينه من الكتاب قوله تعالى ... وهي تضعف الحديث لو صح، فكيف ولا صحة له ». فالقرطبى لا يرى صحة الرواية، وسرد أقوال المستنكرين وحججهم، وذكر هو نفسه أدلته. فلعنة الله على الكاذبين. هذا عند تفسيره رحمه الله لآية الحج 52، وفى باقى المواضع أحال فى موقفه من القصة إلى كلامه عند هذا الموضع.
==================================================
قال المفضوح :
6ـ ابن حزم ثلاث مرات في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل ص 71و407و408)
لا أدرى كيف وجد المفضوح الجرأة ليكذب على ابن حزم هنا، مع المشهور من طريقته رحمه الله مع أمثال هذه الروايات ! .. ذكر ابن حزم شبهات من قال بعصيان الأنبياء وعدَّ منها: « ... وبالحديث الكاذب الذي لم يصح قط في قراءته عليه السلام في { والنجم إذا هوى } وذكروا تلك الزيادة المفتراة التي تشبه مَن وضعها، من قولهم وانها لهي الغرانيق العلي وأن شفاعتها لترتجى ». ثم شرع فى رد شبهاتهم واحدة واحدة، ورد شبهة الغرانيق فى الصفحة التالية فقال: « وأما الحديث الذي فيه وأنهن الغرانيق العلى وأن شفاعتها لترتجى، فكذب بحت موضوع؛ لأنه لم يصح قط من طريق النقل، ولا معنى للاشتغال به، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد ». صدقت أبا محمد رحمة الله عليك ! وضع الكذب لا يعجز عنه أحد حتى لو كان قسيسًا مفضوحًا !
فهذان ذكران للغرانيق. وقد بحثت على ذكر ثالث لها فى الكتاب يتعلق بمسألتنا فلم أجد. لكن وجدت ذكرًا للفظة ( الغرانيق ) فى أول الكتاب، ولا علاقة له بمسألتنا: « وقد ذكر يأجوج ومأجوج والسد أرسطاطاليس في كتابه في الحيوان عند كلامه على الغرانيق ». فالمفضوح لا يرجع للمصدر للقراءة، بل يسير على عادة القساوسة فى النقل عن بعضهم دون تثبت، لتفشى التقليد والجهل فيهم.
==================================================
قال المفضوح :
7ـ الشيخ الألباني في كتابه (نصب المجانيق ص 10)
هذا من أفجر تدليسات المفضوح ! .. لأن هذا الكتيب المبارك من ناصر السنة رحمه الله قد اشتهر بين المسلمين، وعنوانه يكفى لتكذيب المفضوح: ( نصب المجانيق بنسف قصة الغرانيق ). لكن المفضوح لا يخاطب المسلمين، بل يخاطب قومـًا تيقن فى نفسه أنهم كالبهائم لا يعقلون ولا يبحثون. فهذه شهادة المفضوح على أهل ملته. فلعنة الله على الكاذبين وعلى من اتخذوهم أربابًا.
المفضلات