من كتاب قذائف الحق
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
أما بعد
إسمحوا لي أن أقرأ عليكم سطورا من كتاب قذائف الحق للشيخ محمد الغزالي رحمه الله
يقول شيخنا هل يمكن أن يتعب الله , وأن يأخذه الاعياء بعد عمل ما
القرآن الكريم يجيب على هذا السؤال " أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شئ قدير "
"وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم "
لكن العهد القديم يذهب إلى غير ذلك فيقول "وفرغ الله في اليوم السادس من عمله فاستراح في اليوم السابع ......"
والحديث عن عجز الله تبعه حديث آخر عن جهله وفيه "وسمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار , فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة فنلدى الرب الاله آدم وقال له أين أنت فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت فقال من أعلمك أنك عريان ،هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها ......."
ما هذا ؟ كان الاله يتمشى في الجنة خالي البالي مما حدث ثم تكشفت له الأمور شيئا فشيئا فعرف أن آدم خالف عهده وأكل من الشجرة المحرمة .تصوير ساذج يبدو فيه رب العالمين وكأنه فلاح وقع في حقله ما لم ينتظر .
ما أبعد الثقة بين هذا التصوير وبين وصف الله لنفسه في القرآن العظيم " ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد "
وقد أعقب هذا "الجهل الالهي " قلق غريب ,فان الله يبدو وكأن ملكه مهدد بهذا التمرد الآدمي . لقد أكل آدم من شجرة المعرفة وارتفع بهذا العصبان إلى مصاف الآلهه فقد أدرك الخير والشر وكأن الرب عندما خلقه كان حريصا على بقائه جاهلا بهما .
ومن يدري ربما إزداد تمرده وأكل من شجرة الخلد وظفر بالخلود ، إنه عندئذ سوف ينازع الله حقه ، إذن فليطرد قبل إستفحال الأمر
"وقال الرب الاله : هو ذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر ، والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيى إلى الأبد فأخرجه الرب الاله ..............."
إن الاله في هذه السياقات الصبيانة كائنه قاصر .....متقلب ...........ضعيف
وما أشك في أن مؤلف هذه السطور كان سجين تصورات وثنية عن حقيقة الالوهية وما ينبغي لها . وأول ما نستبعده حين نقرأ هذه العبارات أن تكون وحيا أو شبه وحي ومع ذلك فان اليهود والنصارى يقدسون ذلك الكلام ويقول أحد القساوسة " الكتاب المقدس" هو صوت الجالس على العرش. والمرء لايسعه الا أن يستغرق في الضحك و هو يسمع هذا الكلام . ونحن المسلمين نعتقد أن الكتاب النازل على موسى برئ من هذا اللغو أما التوراة الحالية تأليف بشري سيطرت عليه أمور ثلاثة :
الأول :وصف الله بما لاينبغى أن يوصف به وإسقاط صورة ذهنية معتلة على ذاته "سبحان و تعالى عما يقولون علوا كبيرا "
الثاني :إبراز بني إسرائيل وكأنهم محور العالم , وأكسير الحياة وغاية الوجود .........فهم شعب الله المختار للسيادة والقيادة لا يجوز أن ينازعوا في ذلك
الثالث : تحقير الأمم الأخرى , وإرخاص حقوقها وإلحاق أشنع الأوصاف بها وبأنبيائها وقادتها
وفي صفحة 24 يقول:
وهنا ننتقل إلى الأمر الثاني في بناء التوراه وهو :
إفراد بني إسرائيل بالنسب العريق والعلاقة الفذة على حساب غيرهم من الأمم
اليهود يكرهون العرب كما يكرهون غيرهم من الأجناس الأخرى فيجب أن تعتمد هذه الكراهية على أساس ديني يصبح العرب بعده ملعونين في الأرض والسماء
إنهم يثبتون قصة طريفة يزعمون فيها أن نوحا نبي الله والمدافع عن دينه والناجي بأهله من الطوفان , هذا النبي سكر من كثرة ما أفرط من شرب الخمر ثم إستلقى على الأرض كاشفا سوأته , وأن أحد أبنائه رآه كذلك فضحك منه فلما أفاق نوح من سكرته وعلم بما وقع لم يخجل من نفسه بل إستنزل لعنة الله على من سخر منه ...في سفر التكوين إصحاح 9 "وشرب من الخمر و تعرى .............فأبصر (حام) أبو كنعان عورة أبيه ................فلما إستيقظ من خمره علم ما فعل إبنه الصغير فقال: ملعون كنعان ,عبد العبيد يكون لاخوته وقال مبارك الرب اله سام وليكن كنعان عبدا لهم ............."
يقول "عصام الدين ناصف " ومعنى ما تقدم أن الاسرائيليين الساميين يريدون أن يتخذوا الكنعانيين عبيدا لهم وقد كان العدل والمنطق يقتضيان ذلك النبي الجليل لا يصب تلك اللعنة الحامية على حفيده البرئ "كنعان " بل يصبها على إبنه الخاطئ "حام" وأنى له ذلك والكنعانيون هم المقصودون بأعينهم لأنهم أصحاب فلسطين .........
«« توقيع kamel mohamad »»
المفضلات